بشار بن برد بشار بن برد العقيلي، بالولاء، أبو معاذ: أشعر المولدين على الإطلاق. أصله من طخارستان (غربي نهر جيحون) ونسبته إلى امرأة (عقيلية) قيل انها أعتقته من الرق. وكان ضريرا. نشأ في البصرة وقدم بغداد. وأدرك الدولتين الأموية والعباسية. وشعره كثير متفرق من الطبقة الأولى، جمع بعضه في (ديوان - ط) 3 اجزاء منه. قال الجاحظ: (كان شاعرا راجزا، سجاعا خطيبا، صاحب منثور ومزدوج، وله رسائل معروفة). واتهم بالزندقة فمات ضربا بالسياط، ودفن بالبصرة. وكانت عادته، إذا أراد أن ينشد أو يتكلم، أن يتفل عن يمينه وعن شماله ويصفق باحدى يديه على الأخرى ثم يقول. واخباره كثيرة. ولبعض المعاصرين كتب في سيرته، منها (بشار بن برد - ط) لإبراهيم عبد القادر المازني، ومثله لأحمد حسين منصور، ولحسنين القرني، ولمحمد علي الطنطاوي، ولحنا نمر ولعمر فروخ

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 52

بشار بن برد الأعمى بشار بن برد بن يرجوخ - بفتح الياء آخر الحروف وسكون الراء وضم الجيم وبعد الواو الساكنة خاء معجمة - العقيلي - بضم العين المهملة - مولاهم المشهور، الشاعر أبو معاذ المرعث - بضم الميم وفتح الراء وتشديد العين المهملة المفتوحة وبعدها ثاء مثلثة - وهو الذي في أذنه رعثات وهي القرط، لأنه كان في أذنه وهو صغير قرط. ذكر صاحب الأغاني في كتابه في أسماء أجداد بشار ستة وعشرين جدا أسماؤهم أعجمية، وذكر من أحواله وأخباره شيئا كثيرا. ويقال إنه ولد على الرق، وأعتقته امرأة عقيلية فنسب إليها. وكان أكمه، ولد أعمى، جاحظ العينين، قد تغشاهما لحم أحمر. وكان ضخما عظيم الخلق والوجه، مجدورا طويلا. وهو في أول مرتبة المحدثين من الشعراء المجيدين. ومن شعره قوله:

وقوله:
وقوله:
وقال:
ولما أنشد قول الشاعر:
فقال بشار: والله لو زعم أنها عصا مخ أو زبد لكان قد جعلها جافية خشنة، إذ جعلها عصا؛ ألا قال كما قلت:
وهو الذي قال: ما زلت منذ سمعت قول امرئ القيس:
اجتهدت حتى قلت:
ولأرباب البلاغة على هذا البيت كلام طويل مذكور في كتبهم؛ وقد ضمنت أول هذا البيت فقلت:
وشعره كثير وأخباره في كتاب الأغاني كثيرة. وقيل عنه إنه كان يفضل النار على الأرض، ويصوب رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم، وقال:
وقال أيضا:
وكان بشار يرى رأي الكاملية، وهو طائفة من الرافضة، يأتي ذكرهم إن شاء الله تعالى في حرف الكاف في مكانه. وفي ترجمتهم شيء من ذكر بشار بن برد المذكور. ووفد على المهدي وأنشده قصيدة يمدحه بها، منها:
فلم يحظ منه، فقال يهجوه:
وأنشدهما في حلقة يونس النحوي، فسعى به إلى وزيره يعقوب بن داود وكان بشار قد هجاه بقوله:
فدخل الوزير يعقوب على المهدي، وقال: يا أمير المؤمنين، إن هذا الملحد الزنديق قد هجاك، قال: بم ذاك. فقال: لا أطيق أقوله، فأقسم عليه، فكتبهما، فلما وقف عليهما كاد ينشق غيظا. فانحدر إلى البصرة، فلما بلغ البطيحة، سمع أذانا في وقت ضحاء النهار، فقال: انظروا ما هذا!، فإذا بشار سكران، فقال: يا زنديق، عجبت أن يكون هذا غيرك! أتلهو بالأذان في غير وقت صلاة، وأنت سكران؟ وأمر بضربه، فضرب بالسياط بين يديه على صدر الحراقة سبعين سوطا تلف منها؛ وكان إذا أصابه السوط قال: حس. وهي كلمة تقولها العرب للشيء إذا أوجع، فقال بعضهم: انظروا إلى زندقته وكيف يقول حس ولا يقول بسم الله، فقال بشار: ويلك، أطعام هو فأسمي الله عليه؟! فقال له آخر: أفلا قلت الحمد لله؟ فقال: أو نعمة هي فأحمد الله عليها؟!. وبان الموت فيه فألقي في سفينة حتى مات سنة ثمان وستين ومائة. وقد بلغ نيفا وتسعين سنة. وقال في حال ضرب الجلاد له: ليت عيني أبي الشمقمق تراني حيث يقول:
وكان بشار يخاف لسان أبي الشمقمق ويصانعه في كل سنة بمبلغ من الذهب، حتى يكف عنه. ووجد في أوراقه مكتوب: إني أردت هجاء آل سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس، فذكرت قرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمسكت عنهم، والله أعلم بحالهم. ويقال إن المهدي لما بلغه ذلك ندم على قتله، وكان كثيرا ما ينشد قوله:
عبدة اسم محبوبته. ولما خرجت جنازته، لم يتبعها إلا أمة سندية له عجماء تقول: واشيداه. واشيداه، بالشين المعجمة. ومن شعر بشار بن برد:
فأشاع حماد عجرد هذه الأبيات عن بشار، وجعل حماد مكان ’’بواحد’’ ’’عن واحد’’ ليصحح عليه الزندقة والكفر بالله، فما زالت الأبيات تدور أيدي الناس إلى أن انتهت إلى بشار، فاضطرب منها وجزع، وقال: أشاط ابن الزانية بدمي، والله، وغيرها حتى شهر في الناس ما يهلكني. وقال حماد في بشار:
ومن شعره وهو في غاية الحكمة:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0

بشار بن برد شاعر العصر، أبو معاذ البصري، الضرير، بلغ شعره الفائق نحوا من ثلاثة عشر ألف بيت. نزل بغداد ومدح الكبراء. وهو من موالي بني عقيل ويلقب بالمرعث للبسه في الصغر رعاثا وهي الحلق واحدها رعثة وولد أعمى.
قال أبو تمام: هو أشعر الناس والسيد الحميري في وقتهما. وهو القائل:

وله:
قلت: اتهم بالزندقة، فضربه المهدي سبعين سوطا ليقر، فمات منها. وقيل: كان يفضل النار، وينتصر لإبليس. هلك سنة سبع وستين ومائة وبلغ التسعين.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 6- ص: 484