بشر المريسي بشر بن غياث بن أبي كريمة عبد الرحمن المريسي، العدوى بالولاء، أبو عبد الرحمن: فقيه معتزلي عارف بالفلسفة، يرمى بالزندقة. وهو رأس الطائفة (المريسية) القائلة بالأرجاء، وأليه نسبتها. أخذ الفقه عن القاضي أبي يوسف، وقال برأي الجهمية، وأوذى في دولة هارون الرشيد. وكان جده مولى لزيد بن الخطاب. وقيل: كان أبوه يهوديا. وهو من أهل بغداد ينسب لى (درب المريس) فيها. عاش نحو 70 عاما. وقالوا في وصفه: كان قصيرا دميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، كبير الرأس والأذنين. له تصانيف. وللدارمي كتاب (النقض على بشر المريسي - ط) في الرد على مذهبه
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 55
بشر بن غياث المريسي بشر بن غياث بن عبد الرحمن المريسي.
قال الصيمري: ومن أصحاب أبي يوسف خاصة: بشر بن غياث المريسي.
له تصانيف وروايات عن أبي يوسف.
وكان من أهل الورع والزهد.
رغب الناس عنه لاشتهاره بالكلام، وخوضه في ذلك.
مات سنة ثمان وعشرين ومائتين.
دار القلم - دمشق-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 142
المريسي بشر بن غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن مولى زيد بن الخطاب؛ هو بشر المريسي. كان من أعيان أصحاب الرأي، أخذ عن أبي يوسف، وبرع في الفقه، ونظر في الفلسفة، وجرد القول بخلق القرآن، وناظر عليه، ودعا إليه؛ وكان رأس الجهمية، أخذ عن الجهم بن صفوان. قال الشيخ شمس الدين: فيما أرى، ثم تبينت أنه لم يدرك الجهم. قال أبو النصر هاشم. كان أبوه يهوديا قصارا. وتوفي سنة ثمان عشرة ومائتين. وهو الذي ناظر الشافعي بين يدي الرشيد، وقال له: ما تقول في القرآن؟، فقال له الشافعي: إياي تعني؟ فقال بشر: نعم. فقال: مخلوق؛ فسلم من شره. وكان بشر مرجئا، وإليه تنسب الطائفة المريسية، وكان يقول: إن السجود للشمس والقمر ليس بكفر ولكنه علامة للكفر. وكان لا يعرف النحو ويلحن لحنا فاحشا.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
المريسي المتكلم المناظر البارع أبو عبد الرحمن بشر بن غياث بن أبي كريمة العدوي مولاهم البغدادي المريسي من موالي آل زيد بن الخطاب -رضي الله عنه.
كان بشر من كبار الفقهاء. أخذ عن: القاضي أبي يوسف وروى عن: حماد بن سلمة وسفيان بن عيينة.
ونظر في الكلام فغلب عليه، وانسلخ من الورع والتقوى وجرد القول بخلق القرآن، ودعا إليه حتى كان عين الجهمية في عصره وعالمهم فمقته أهل العلم وكفره عدة، ولم يدرك جهم بن صفوان بل تلقف مقالاته من أتباعه.
قال البويطي: سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي فقال: القرعة قمار. فذكرت له حديث عمران بن حصين في القرعة ثم ذكرت قوله لأبي البختري القاضي فقال: شاهدا آخر وأصلبه.
وقال أبو النضر هاشم بن القاسم: كان والد بشر يهوديا قصارا صباغا في سويقة نصر.
وللمريسي تصانيف جمة.
ذكره النديم، وأطنب في تعظيمه، وقال: كان دينا ورعا متكلما. ثم حكى أن البلخي قال: بلغ من ورعه أنه كان لا يطأ أهله ليلا مخافة الشبهة، ولا يتزوج إلا من هي أصغر منه بعشر سنين مخافة أن تكون رضيعته.
وكان جهميا له قدر عند الدولة، وكان يشرب النبيذ، وقال مرة لرجل اسمه كامل: في اسمه دليل على أن الاسم غير المسمى.
وصنف كتابا في التوحيد، وكتاب الإرجاء وكتاب الرد على الخوارج، وكتاب الاستطاعة، والرد على الرافضة في الإمامة وكتاب كفر المشبهة وكتاب المعرفة، وكتاب الوعيد وأشياء غير ذلك في نحلته.
ونقل غير واحد: أن رجلا قال ليزيد بن هارون: عندنا ببغداد رجل يقال له: المريسي يقول: القرآن مخلوق فقال: ما في فتيانكم من يفتك به؟.
قلت: قد أخذ المريسي في دولة الرشيد وأهين من أجل مقالته. روى أبو داود عن أحمد بن حنبل أنه سمع ابن مهدي أيام صنع ببشر ما صنع يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى يستتاب فإن تاب، وإلا ضربت عنقه.
وقال المروذي: سمعت أبا عبد الله وذكر المريسي فقال: كان أبوه يهوديا أي شي تراه يكون؟!
وقال أبو عبد الله: كان بشر يحضر مجلس أبي يوسف فيصيح، ويستغيث فقال له أبو
يوسف مرة: لا تنتهي أو تفسد خشبة. ثم قال أبو عبد الله: ما كان صاحب حجج بل صاحب خطب.
وقال أبو بكر الأثرم: سئل أحمد عن الصلاة خلف بشر المريسي فقال: لا تصل خلفه.
وقال قتيبة: بشر المريسي كافر.
وقلت: وقع كلامه إلى عثمان بن سعيد الدارمي الحافظ فصنف مجلدا في الرد عليه.
ومات: في آخر سنة ثماني عشرة، ومائتين وقد قارب الثمانين فهو بشر الشر، وبشر الحافي بشر الخير، كما أن أحمد بن حنبل هو أحمد السنة، وأحمد بن أبي دواد أحمد البدعة.
ومن كفر ببدعة وإن جلت ليس هو مثل الكافر الأصلي، ولا اليهودي والمجوسي أبى الله أن يجعل من آمن بالله ورسوله واليوم الآخر، وصام وصلى وحج، وزكى وإن ارتكب العظائم، وضل وابتدع كمن عاند الرسول وعبد الوثن ونبذ الشرائع وكفر ولكن نبرأ إلى الله من البدع، وأهلها.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 8- ص: 335
بشر بن غياث بن أبي كريمة أبو عبد الرحمن المريسي مولى زيد بن الخطاب.
كان يسكن في الدرب المعروف به، ويسمى درب المريسي، وهو بين نهر الدجاج ونهر البزازين.
أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي، واشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن، وحكي عنه أقوال شنيعة، ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفره أكثرهم لأجلها.
وكان الأليق بكتابنا هذا عدم ذكره، والإضراب عن الاعتناء بأمره، فإنه كان - والحق أحق أن يتبع - سيئة من سيئات الزمان، ونقمة من نقم الحدثان، لكن ذكرناه تبعا للغير، وتحذيرا منه ومن العمل بطريقته، ولاحتمال أن يكون الله قد هداه قبل الموت إلى الحق واعتقاده، وإلا فالمشهور أن الرجل كان غير متقيد بدين ولا مذهب، وسنذكر ما قاله في حقه الثقات الأثبات، من غير ميل إليه، وانحراف عنه، والله تعالى أعلم بالصواب.
قال في ’’ الجواهر ’’: أخذ الفقه عن أبي يوسف، وبرع فيه، ونظر في الكلام والفلسفة.
قال الصيمري، فيما جمعه: ومن أصحاب أبي يوسف خاصة بشر بن غياث المريسي، وله تصانيف، وروايات كثيرة عن أبي يوسف، وكان من أهل الورع والزهد، غير أنه رغب الناس عنه في ذلك الزمان، لاشتهاره بعلم الكلام، وخوضه في ذلك، وعنه أخذ حسين النجار مذهبه، وكان أبو يوسف يذمه.
قال: وهو عندي كإبرة الرفاء، طرفها دقيق، ومدخلها ضيق، وهي سريعة الانكسار.
انتهى.
وعن إسحاق بن إبراهيم بن عمر بن منيع: كان بشر المريسي، يقول بقول صنف من الزنادقة سماهم صنف كذا وكذا، الذين يقولون ليس بشيء.
وعن عباد بن العوام: كلمت بشرا المريسي، وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم ينتهي إلى أن يقولوا: ليس في السماء شيء.
وعن يحيى ابن عاصم، قال: كنت عند أبي، فاستأذن عليه بشر المريسي، فقلت: يا أبت، يدخل عليك مثل هذا!! فقال: يا بني، وماله؟ قال، قلت: إنه يقول: القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض، وإن الجنة والنار لم يخلقا، وإن منكرا ونكيرا باطل، وإن الصراط باطل، وإن الشفاعة باطل، وإن الميزان باطل، مع كلام كثير.
قال، فقال: أدخله علي.
فأدخلته عليه.
قال: فقال: يا بشر أدنه، ويلك يا بشر ادنه، مرتين، أو ثلاثا.
فلم يزل يدينه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بشر، من تعبد، وأين ربك؟ فقال: وما ذاك يا أبا الحسن.
قال: أخبرت عنك أنك تقول: القرآن مخلوق، وإن الله معك في الأرض. مع كلام.
- ولم أر شيئا أشد على أبي من قوله: القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض -.
فقال: يا أبا الحسن، لم أجيء لهذا، إنما جئت في كتاب خالد تقرأه علي.
قال: فقال له: لا، ولا كرامة، حتى أعلم ما أنت عليه، أين ربك ويلك؟ قال، فقال له: أوتعفيني؟ قال: ما كنت لأعفيك.
قال: أما إذا أبيت، فإن ربي نور في نور.
قال: فجعل يزحف إليه، ويقول، ويلكم، اقتلوه، فإنه والله زنديق، وقد كلمت هذا الصنف بخراسان.
وعن الحسين بن علي الكرابيسي، أنه قال: جاءت أم بشر المريسي إلى الشافعي، فقالت: يا أبا عبد الله، أرى ابني يهابك ويحبك، وإذا ذكرت عنده أجلك، فلو نهيته عن هذا الرأي الذي هو فيه، فقد عاداه الناس عليه، ويتكلم في شيء يواليه الناس عليه ويحبونه.
فقال لها الشافعي: أفعل.
فشهدت الشافعي، وقد دخل عليه بشر، فقال له الشافعي: أخبرني عما تدعو إليه، أكتاب ناطق، أم فرض مفترض، أم سنة قائمة، أو وجوب عن السلف البحث فيه، والسؤال عنه؟ فقال بشر: ليس فيه كتاب ناطق، ولا فرض مفترض، ولا سنة قائمة، ولا وجوب عن السلف البحث فيه، إلا أنه لا يسعنا خلافه.
فقال الشافعي: أقررت على نفسك بالخطأ، فأين أنت عن الكلام في الفقه والأخبار، يواليك الناس عليه، وتترك هذا؟ قال: لنا نهمه فيه.
فلما خرج بشر قال الشافعي: لا يفلح.
قال الحسين: كلمت يوما بشرا المريسي، شبيها بهذا السؤال، قال: فرض مفترض، قلت: من كتاب، أو سنة، أو إجماع؟ قال: من كل.
قال: فكلمته حتى قام وهو يضحك منه.
وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة، فذكرت له حديث عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم في القرعة.
فقال: يا ابا عبد الله، هذا قمار.
فأتيت ابا البختري، فقلت له: سمعت المريسي يقول: القرعة قمار.
فقال: يا ابا عبد الله، شاهد آخر، واقتله.
وقال أبو ثور: سمعت الشافعي يقول: قلت لبشر المريسي: ما تقول في رجل قتل، وله أولياء صغار، وكبار، هل للأكابر أن يقتلوا دون الأصاغر؟.
فقال: لا.
فقلت له: فقد قتل الحسن بن علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، ابن ملجم، ولعلي أولاد صغار.
فقال: أخطأ الحسن بن علي.
فقلت: أما كان جواب أحسن من هذا اللفظ؟ قال: وهجرته من يومئذ.
وعن قتيبة بن سعيد، قال: دخل الشافعي على أمير المؤمنين، وعند بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين للشافعي: ألا تدري من هذا؟ هذا بشر المريسي.
فقال له الشافعي: أدخلك الله في أسفل سافلين، مع فرعون وهامان وقارون.
فقال المريسي: أدخلك الله أعلى عليين، مع محمد وإبراهيم وموسى صلى الله عليهم وسلم.
قال محمد بن إسحاق: فذكرت هذا الحكاية لبعض أصحابنا، فقال لي: لا تدري أي شيء اراد المريسي بقوله؟ كان منه طنزا، لأنه يقول: ليس ثم جنة ولا نار.
وروى عن حميد الطوسي، أنه دخل على أمير المؤمنين، وعند بشر المريسي، فقال أمير المؤمنين لحميد: أتدري من هذا يا أبا غانم؟ قال: لا.
قال: هذا بشر المريسي.
فقال حميد: يا أمير المؤنين، هذا سيد الفقهاء، هذا قد رفع عذاب القبر، ومسألة منكر ونكير، والميزان، والصراط، أنظر هل يقدر يرفع الموت؟ ثم نظر إلى بشر، فقال، لو رفعت الموت كنت سيد الفقهاء حقا.
وروى أن يهوديا مر على بشر، والناس مجتمعون عليه، فقال لهم: لا يفسد عليكم كتابكم، كما أفسد أبوه علينا التوراة، يعني أنا أباه كان يهوديا.
وعن أبي مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح العجلي، قال: حدثني أبي، قال: رأيت بشرا المريسي - عليه لعنة الله - مرة واحدة، شيخا قصيرا، ذميم المنظر، وسخ الثياب، وافر الشعر، أشبه شيء باليهود، وكان أبوه يهوديا صباغا بالكوفة في سوق المراضع، ثم قال: لا يرحمه الله، فقد كان فاسقا.
وكان أبو زرعة الرازي، يقول: بشر المريسي زنديق.
وكان أبو يوسف، يقول له: طلب العلم بالكلام هو الجهل، والجهل بالكلام هو العلم، وإذا صار الشخص رأسا في الكلام، قيل: زنديق، أو رمى بالزندقة، يا بشر: بلغني أنك تتكلم في القرآن، إن أقررت أن لله علما خصمت، وإن جحدت العلم كفرت.
وكان يزيد بن هارون يحرض أهل بغداد على قتل بشر المريسي.
وروى عن بعض العلماء الصلحاء، أنه قال: رأيت ليلة الجمعة، ونحن في طريق خراسان في مفازة إبليس في المنام.
قال: وإذا بدنه ملبس شعرا، ورأسه إلى أسفل، ورجلاه إلى فوق، وفي بدنه عيون مثل النار.
قال: فقلت له: من أنت؟ قال: أنا إبليس.
قال: فقلت له: وأين تريد؟ قال: بشر بن يحيى. رجل كان عندنا بمرويرى رأى المريسي.
قال: ثم قال: ما من مدينة إلا ولي فيها خليفة.
قلت: من خليفتك في العراق؟ قال: بشر المريسي، دعا الناس إلى ما عجزت عنه، قال: القرآن مخلوق.
وروى عن بشر أنه قال: القول في القرآن قول من خالفني، وغير مخلوق.
فقيل له: أما ترجع عنه؟ قال: أرجع عنه! وقد قلته منذ أربعين سنة: (وقد صنفت) فيه الكتب، واحتججت فيه بالحجج. فنعوذ بالله تعالى من العناد، والإصرار على ما يؤدي إلى البوار، ودخول النار.
وروى أن بشرا دخل يوما على سفيان بن عيينة، وعنده أصحابه، فأخذ يتكلم بمهملاته، فقال ابن عيينة: اقتلوه.
قال ابن خلاد: فأنا كنت ممن ضربه بيده.
وقيل لسفيان بن عيينة: إن بشرا المريسي، يقول: إن الله تعالى لا يرى يوم القيامة. فقال: قاتله الله، ألم يسمع الله يقول: (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون)، فجعل احتجابه عنهم عقوبة لهم، فإذا احتجب عن الأولياء والأعداء، فأي فضل للأولياء على الأعداء؟! وروى أن بشرا دخل على أبي يوسف، فقال له أبو يوسف: حدثنا إسماعيل، عن قيس، عن جرير، عن النبي صلى الله عليه وسلم، فذكر حديث الروية.
ثم قال أبو يوسف: إني والله مؤمن بهذا الحديث، وأصحابك ينكرونه، وكأني بك قد شغلت على الناس (خشبة باب الجسر، فاحذر).
وحدث بعض الثقات، أنه لما مات بشر المريسي لم يشهد جنازته من أهل العلم والسنة أحد إلا عبيد الشونيري، فلما رجع من جنازته أقبل عليه أهل السنة والجماعة، وقالوا: يا عدو الله تنتحل السنة، وتشهد جنازة المريسي؟ قال: أنظروني حتى أخبركم، ما شهدت جنازة رجوت بها من الخير ما رجوت في شهود جنازته، لما وضع في موضع الجنائز، قمت في الصف، فقلت: اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن برؤيتكفي الآخرة، اللهم فاحجبه عن النظر إلى وجهك الكريم يوم ينظر إليك المؤمنون، اللهم عبدك هذا كان ينكر الميزان، اللهم فخفف ميزانه يوم القيامة، اللهم عبدك هذا كان لا يؤمن بعذاب القبر، اللهم، فعذبه اليوم في قبره عذابا لم تعذبه أحد من العالمين، اللهم عبدك هذا كان ينكر الشفاعة، اللهم فلا تشفع فيه أحدا من خلقك يوم القيامة.
فسكتوا عنه، وضحكوا.
وحدث أحمد ابن الدورقي، قال: مات رجل من جيراننا شاب، فرأيته في الليل وقد شاب، فقلت: ما قصتك؟ قال: دفن بشر في مقابرنا، فزفرت جهنم زفرة شاب منها كل من في المقبرة.
وكانت وفاته سنة ثمان عشرة ومائتين، ويقال سنة تسع عشرة.
والمريسي، بفتح الميم وكسر الراء وسكون الياء آخر الحروف، وفي آخرها السين المهملة، نسبة إلى مريس، قرية بأرض مصر، قاله الوزير أبو سعد، في كتاب ’’ النتف والطرف ’’.
ثم قال: وإليها ينسب بشر المرسي، وإليه تنسب الطائفة المريسية.
قال في ’’ الجواهر ’’: وله أقوال في المذهب غريبة.
منها؛ جواز أكل لحم الحمار.
ومنها: وجوب الترتيب في جميع العمر، ذكره عنه صاحب ’’ الخلاصة ’’ في باب قضاء الفوائت، قال: وربما شرط بعض الترتيب في جميع العمر، كقول بشر. هكذا أطلقه، وهو بشر المريسي هذا. انتهى.
دار الرفاعي - الرياض-ط 0( 1983) , ج: 1- ص: 188
بشر بن غياث المريسي أخذ العلم عن أبي يوسف خاصة، وغلبه الكلام وعنه أخذ حسين النجار الذي تنتسب إليه النجارية بالري.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 138
بشر بن غياث المريسى. مبتدع ضال، لا ينبغي أن يروى عنه
ولا كرامة.
تفقه على أبي يوسف فبرع وأتقن علم الكلام، ثم جرد القول بخلق القرآن، وناظر عليه، ولم يدرك الجهم بن صفوان، إنما أخذ مقالته، واحتج لها، ودعا إليها، وسمع من حماد بن سلمة وغيره.
وقال أبو النضر هاشم بن القاسم: كان والد بشر المريسى يهوديا قصابا صباغا في سويقة نصر بن مالك.
قلت: وقد كان بشر أخذ في دولة الرشيد وأوذى لاجل مقالته.
قال أحمد بن حنبل: سمعت عبد الرحمن بن مهدي أيام صنع ببشر ما صنع يقول: من زعم أن الله لم يكلم موسى يستتاب، فإن تاب وإلا ضربت عنقه.
وقال المروزي: سمعت أبا عبد الله ذكر بشرا فقال: كان أبوه يهوديا، وكان بشر يشغب في مجلس أبي يوسف، فقال له أبو يوسف: لا تنتهى أو تفسد خشبة - يعنى تصلب.
وقال قتيبة بن سعيد: بشر المريسي كافر.
وقال يزيد بن هارون: ألا أحد من فتيانكم يفتك به.
وقال البويطي: سمعت الشافعي يقول: ناظرت المريسي في القرعة، فذكرت له فيها حديث عمران ابن حصين، فقال: هذا قمار، فأتيت أبا البختري القاضي، فحكيت له ذلك، فقال: يا أبا عبد الله، شاهد آخر وأصلبه.
مات سنة ثمان عشرة ومائتين.
قال الخطيب: حكى عنه أقوال شنيعة، أساء أهل العلم قولهم فيه، وكفره أكثرهم لاجلها، وأسند من الحديث شيئا يسيرا.
قال أبو زرعة الرازي: بشر المريسى زنديق.
وقد سرد أبو بكر الخطيب ترجمة بشر في ست ورقات، فلم أنشط لايرادها بكمالها، وكان من أبناء سبعين سنة.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 322
بشر المريسي
حدثنا أبو مسلم حدثني أبي قال رأيت بشر المريسي عليه لعنة الله مرة واحدة شيخ قصير دميم المنظر وسخ الثياب وافر الشعر أشبه شيء باليهود وكان أبوه يهودياً صباغاً بالكوفة في سوق المراضع ثم قال لا يرحمه الله فلقد كان فاسقاً
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1