الفورتي البشير الفورتي: كاتب، من الناهضين بالصحافة في تونس. مولده ووفاته بها. تخرج بالمعهد الخلدوني، بالزيتونة. وجلب (مطبعة) منمصر، وأصدر جريدة (التقدم) يومية (سنة 1907) وجعل لها (عددا) أسبوعيا للأدب والاجتماع. ولما اعتدى الايطاليون على طرابلس الغرب (1911) خف إلى طرابلس، يخطب في أهلها وفي (الجيش العثماني) ويثير همم المجاهدين. وتعطلت مطبعته وجريدته. وانسحب الجيش من طرابلس، فخرج معه إلى استمبول. وهناك نشر كتابه (فظائع وفضائح) وثلاثة أجزاء من كتاب آخر له، سماه (العالم الإسلامي) وتعاون مع عبد العزيز جاويش على اصدار جريدة (الهلال العثماني) وعاد إلى تونس (1914) فكتب في صحفها واختص بجريدة (الهدى) وأصدر سلسلة من المطبوعات في تراجم من عرفهم من الأدباء والعلماء. ودخل المستشفى لعملية جراحية فلم يحتمل (المخدر) فكانت نهاية حياته.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 56
الفورتي البشير الفورتي، الكاتب الصحفي الرحالة.
ولد بمدينة تونس، وقرأ في الكتاب، ثم التحق بجامع الزيتونة، فأخذ به عن جماعة كسالم بو حاجب، ومحمد الطيب النيفر، ومحمد النجار، وغيرهم، وتخرج منه محرزا على شهادة التطويع، ثم تابع التعلم بالمدرسة الخلدونية، فتعلم العلوم العصرية على أشهر أعلام تونس وأدبائها في ذلك الوقت أمثال البشير صفر وغيره.
وبعد إتمام تعلمه رأى توعية الجماهير وبث أفكاره عن طريق الصحافة، فأصدر جريدة «التقدم» عام 1324 - 1906 بعد أن جلب لها آلات طباعة وأحرفا عربية مفردة من سوريا ومصر، لأن الطباعة في وقته على النحت بالأيدي أو على الحجر.
وصدرت جريدة «التقدم» في إخراج بديع، وكانت صحيفة راقية، يكتب فيها أعلام من المفكرين والأدباء من البلاد العربية من بينهم جبران خليل جبران. وهذه الصحيفة تنشر في كل أسبوع صفحة خاصة تعنى بشئون العلم وقضايا الأدب والفكر، وبهذا كان أبا للصحافة اليومية في شكلها الجديد العصري، واستمرت الجريدة على الصدور إلى سنة 1911.
وفي سنة 1912 أصدر مع الشيخ عبد العزيز جاوبش باستانبول جريدة «الهلال العثماني» التي ظلت لسنين عديدة الناطقة بنداء الجهاد
الإسلامي، ونشر كلمة الخلافة العثمانية، وكلمة حزب تركيا الفتاة، واستمر صدور هذه الجريدة إلى أن حدث الانقلاب.
وعلى أثر عودته من المشرق سنة 1914 أصدر جريدة «صوت الفلاح» التي استمرت ثلاث سنوات، والجرائد التي كتب فيها منذ رجوعه من المشرق إلى ما قبل وفاته هي: «التسامح» و «المنار» ومجلة «العالم الأدبي» و «تونس» و «الهدى».
سافر إلى طرابلس الغرب سنة 1911 بعد أن أوقف جريدة «التقدم» وعينته القيادة التركية خطيبا للجيش العثماني، وبقي في طرابلس إلى أن انسحب الجيش العثماني من ليبيا بعد قيام حرب البلقان، وبأمر من السلطنة العثمانية توجه إلى استانبول، وهناك اهتم بالتأليف، والصحافة من جديد ونال شهرة واسعة في أقطار الشرق.
وأراد أن يستقر نهائيا في المشرق فجاء تونس ليأخذ عائلته ويعود بها إلا أن الحرب العالمية الأولى حالت دون مرغوبه وبقي يترقب الفرصة المؤاتية، لكن آماله ضاعت عند ما أطاح مصطفى كمال بالخلافة، فلبث بتونس وانصرف إلى خدمة المشاريع التي كان آخرها مشروع تعاضدية الطباعة سنة 1945 وإلى التحرير في الصحف وكانت آخر صحيفة كتب فيها هي جريدة «الهدى».
توفي في 15 جانفي 1954 على أثر عملية جراحية بالمستشفى لأن بدنه لم يحتمل المخدر.
له عدة تقارير أدبية وفنية هامة، قدم بعضها لمعهد الآداب العربية للآباء البيض بتونس (ويلاحظ هنا أن الحامل له على ذلك هو قلة ذات اليد).
مؤلفاته:
1 - تراجم، ترجم فيه لمن عرفهم من الأدباء والعلماء.
2 - العالم الإسلامي، 3 أجزاء، ط. باستانبول.
3 - فضائح وفظائع، ط. باستانبول بعد حلوله بها.
4 - مذكرات كتبها عام 1953.
5 - حسن المزوغي (هو شاعر من أهل القلعة الكبرى) مط. الشريف 1371/ 1951 (رسالة).
ونشر عام 1329/ 1911 كتاب «الحلل الموشية في الأخبار المراكشية» ونسبه للسان الدين بن الخطيب، والصحيح أنه لأبي عبد الله محمد بن أبي المعالي ابن السماك، الذي عاش في عصر ملك غرناطة محمد الخامس، وقد مدحه في مقدمة تأليفه الذي فرغ منه في 12 ربيع الأول 783/ 6 جوان 1381 (دائرة المعارف الإسلامية) الطبعة الجديدة 3/ 389 - 390 تحت عنوان الحلل الموشية بقلم هوبسي ميراندا.
المراجع:
- أدباء تونسيون 90 - 112.
- الأعلام 2/ 56 (ط 5/).
- معجم المؤلفين 3/ 147.
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 4- ص: 34