الكفعمي إبراهيم بن علي بن الحسن الحارثي العاملي الكفعمي، تقي الدين: اديب، من فضلاء الإمامية. نسبته إلى قرية (كفر عيما) بناحية الشقيف، بجبل عامل، ومولده ووفاته فيها. أقام مدة في كربلاء. له نظم ونثر وصنف 49 كتابا ورسالة، بينها مختصرات لبعض كتب المتقدمين. من تأليفه (الجنة الواقية - ط) يعرف بمصباح الكفعمي، و (حياة الأرواح ومشكاة المصباح - خ) أدب ومواعظ، و (نهاية الإرب في أمثال العرب) مجلدان، و (مجموع الغرائب وموضوع الرغائب - خ) على نمط الكشكول، و (تاريخ الوفيات العلماء).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 53

الشيخ تقي الدين إبراهيم بن علي بن الحسن ابن محمد بن صالح
ابن إسماعيل الحارثي العاملي الكفعمي وفي آخر المصباح إبراهيم بن علي بن حسن بن صالح وفي آخر حياة الأرواح إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن إسماعيل.
ولادته ووفاته ومدفنه
ولد سنة 840 كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع ذكر فيها أنه نظمها وهو في سن الثلاثين وكان الفراغ من الأرجوزة سنة 870 وكانت ولادته بقرية كفرعيما من جبل عامل وتوفي في القرية المذكورة ودفن بها وتاريخ وفاته مجهول وفي بعض أنه توفي سنة 900 ولم يذكر مأخذه فهو إلى الحدس أقرب منه إلى الحس لكنه كان حيا سنة 895 فإنه فرغ من تأليف المصباح في ذلك التاريخ وليس في تواريخ مؤلفاته ما هو أزيد من هذا وفي الطليعة أنه توفي سنة900 بكربلا ودفن بها وظهر له قبر بجبشيت من جبل عامل وعليه صخرة مكتوب فيها اسمه والله أعلم حيث دفن ’’انتهى’’ (أقول) قد سكن كربلاء مدة وعمل لنفسه أزج بها بأرض تسمى عقير وأوصى أن يدفن فيه كما يظهر مما يأتي ثم عاد إلى جبل عامل وتوفي فيها ولم يذكر أحد ممن ترجمه من الأوائل تاريخ ولادته ووفاته على عادة أصحابنا في التهاون بتاريخ المولد والوفاة ومعرفة الطبقات بل مطلق التاريخ مع محافظة غيرهم على ذلك ومع ما فيه من الفوائد ثم خرجت القرية ويقال إن سبب خرابها كثرة النمل فيها الذي لا تزال آثاره فيها إلى اليوم فنزح أهلها منها وأصبحت محرثا وهذا بعيد فكثرة النمل لا توجب خرابها وإنما خربت بالأسباب التي خرب بها غيرها من القرى والبلدان في كل صقع ومكان فلما خربت اختفى قبره بما تراكم عليه من التراب ولم يزل مستورا بالتراب إلى ما بعد المائة الحادية عشرة لا يعرفه أحد فظهر عند حرث تلك الأرض، وعرف بما كتب عليه هو: هذا قبر الشيخ إبراهيم بن علي الكفعمي رحمه الله. وعمر وصار مزورا يتبرك به وبعض الناس يروي لظهوره حديثا لا يصح وهو أن رجلا كان يحرث فعلقت جاريته بصخرة فانقلعت فظهر من تحتها الكفعمي من تحتها بكفنه غضا طريا فرفع رأسه من القبر كالمدهوش والتفت يمينا وشمالا وقال: هل قامت القيامة ثم سقط فأغمي على الحارث فلما أفاق أخبر أهل القرية فوجوده قبر الكفعمي وعمروه. وقد سرى تصديق هذه القصة إلى بعض مشاهير علماء العراق والحقيقة ما ذكرناه ويمكن أن يكون الحارث الذي عثر على القبر زاد هذه الزيادة من نفسه فصدقوه عليها.
نسبته
وصف نفسه في آخر المصباح وغيره بالكفعي مولدا اللويزي محتدا الجبعي أبا الحارثي نسبا التقي لقبا الإمامي مذهبا وفي آخر حياة الأرواح اللواني الجد الجبعي الأب العيماوي المولد. (والكفعمي) نسبة إلى كفرعيما قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت واقعة في سفح جبل مشرفة على البحر هي اليوم خراب وآثارها وآثار مسجدها باقية (والكفر) بفتح الكاف وسكون الفاء وراء مهملة في اللغة القرية وقيل أنه كذلك في السريانية ويكثر استعماله في بلاد الشام ومصر وأهل الشام يفتحون فاء كفر عند إضافتها (وعيما) بعين مهملة ومثناة تحتية ساكنة وميم وألف لفظ غير عربي على الظاهر وقياس النسبة إلى كفرعيما كفرعيماوي لكنه خفض كما قيل عبشمي وعبدري وحصكفي في النسبة إلى عبد شمس وعبد الدار وحصن كيفا وعن خط الشيخ البهائي أن الكفر على لغة جبل عامل بمعنى القرية وعيما اسم لقرية هناك وأصلها كفرعيما أي قرية عيماو النسبة إليها كفرعيماوي فحذف ما حذف لشدة الامتزاج وكثرة الاستعمال فصار كفعمي ’’انتهى’’ والصواب أن عيما ليست اسما للقرية كما لا يخفى بل اسم رجل أو نحوه كما أن تسمية القرية كفرا ليس خاصا بجبل عامل بل هي كذلك في اللغة وكأنه حصل تصرف من الناقل فوقع هذا الخلل وغلا فمثل ذلك لم يكن ليخفى على البهائي ويمكن كونه من إضافة العام للخاص. وفي الجزء الرابع من نفح الطيب المطبوع بمصر صفحة 397 أن الكفعمة نسبة إلى كفرعيما قرية من قرى أعمال صفد كما في النسبة إلى عبد الدار عبدري وإلى حصن كيفا حصكفي ’’انتهى’’ وهي من عمل الشقيف في جبل عامل لا من أعمال صفد إلا أن تكون في ذلك العصر من أعمالها لتجاور البلدين ودخول أحدهما في عمل الآخر في بعض الأعصار وما في النسخة المطبعة من نفح الطيب من رسم عيما بتاء فوقانية من تحريف النساخ. وفي معجم البلدان: عما بفتح أوله وتشديد ثانية اسم أعجمي لا أدريه إلا أن يكون تأنيث عم من العمومة وكفر عما صقع في برية خساف بين بالس وحلب عن الحازمي ’’انتهى’’ (واللويزي) نسبة إلى اللويزة بصيغة تصغير لوزة. قرية في جبل عامل من عمل لبنان فأصل آباء الكفعمي من اللويزة وأبوه سكن جبع ثم انتقل إلى كفرعيما فولد ابنه فيها (والجبعي) نسبة إلى جبع بوزن زفر ويقال جباع بالمد. قرية من قرى جبل عامل على رأس جبل عال غاية في عذوبة الماء وصحة الهواء وجودة الثمار نزهة كثيرة المياه والبساتين والثمار (والحارثي) نسبة إلى الحارث الهمداني صاحب أمير المؤمنين عليه السلام فإن المترجم من أقارب البهائي وهما من ذرية الحارث.
أقوال العلماء في حقه
ذكره أحمد المقري في الجزء الرابع من كتابه نفخ الطيب من غصن الأندلس الرطيب صفحة 397 من الطبعة المصرية فقال: الكفعمي هو إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح وما رأيت مثله في سعة الحفظ والجمع ’’انتهى’’ وحكى الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا من جبل عامل في كتابه تكملة الرجال أنه وجد بخط المجلسي: إبراهيم بن علي بن الحسن من محمد بن صالح الكفعمي من مشاهير الفضلاء والمحدثين والصلحاء المتورعين وكان بين الشهيد الأول والثاني رضي الله عنهما وله تصانيف كثيرة في الدعوات وغيرها ’’انتهى’’.
وفي أمل الآمل: كان ثقة فاضلا أديبا شاعرا عابدا زاهدا ورعا ’’انتهى’’ ويحكى في كثرة عبادته أنه كان يقوم بجميع العبادات المذكورة في مصباحه وتقوم زوجته بما لا يتسع له وقته منها وفي رياض العلماء: الشيخ الأجل العالم الفاضل الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي من أجلة علماء الأصحاب وكان عصره متصلا بزمن ظهور الغازي في سبيل الله الشاه إسماعيل الماضي (الأول) الصفوي وله اليد الطولى في أنواع العلوم لا سيما العربية والأدب جامع حافل كثير التتبع وكان عنده كتب كثيرة جدا وأكثرها من الكتب الغريبة اللطيفة المعتبرة وسمعت أنه ورد المشهد الغروي على مشرفه السلام وأقام به مدة وطالع في كتب خزانة الحضرة الغروية ومن تلك الكتب ألف كتبه الكثيرة في أنواع العلوم المشتملة على غرائب الأخبار وبذلك صرح في بعض مجاميعه التي رأيتها بخطه وأنه كان معاصرا للشيخ زين الدين البياضي العاملي صاحب كتاب الصراط المستقيم بل كان من تلامذته ’’انتهى’’ وكان واسع الاطلاع طويل الباع في الأدب سريع البديهة في الشعر والنثر كما يظهر من مصنفاته خصوصا من شرح بديعته حسن الخط وجد بخطه كتاب دروس الشهيد قدس سره فرغ من كتابته سنة 850 وعليه قراءته وبعض الحواشي الدالة على فضله. ورأيت بعض الكتب بخطه في بعض خزائن الكتب في كربلا سنة 1353.
مشائخه
في رياض العلماء: يروي إجازة عن جماعة عديدة منهم والده ’’انتهى’’ (أقول) ومنهم السيد الفاضل الشريف الجليل حسين بن مساعد الحسيني الحائري صاحب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار وعن رياض العلماء أن مشائخه في الإجازة على الظاهر السيد علي بن عبد الحسين بن سلطان الموسوي الحسيني صاحب كتاب رفع الملامة عن علي عليه السلام في ترك الإمامة (وقال) وكانت بينهما مكاتبات ومراسلات بالنظم والنثر ومدحه الكفعمي في بعض رسائله ومدح كتابه المذكور ونقل عنه كثيرا ودعا له بلفظ دام ظلها انتهى (أقول) وليس ذلك في القطعة التي نقلها الشيخ يوسف البحراني في كشكوله ونسبها إلى بعض تلاميذه المجلس والحقيقة أنها قطعة من الرياض.
مؤلفاته
(1) الجنة الواقية والجنة الباقية المعروف بمصباح الكفعمي لسبقه بمصباح المتهجد للشيخ أبي جعفر الطوسي الذي كان مشتهرا بينهم وعلى منواله نسج الكفعمي فاستعروا له اسمه الذي كان مألوفا بينهم لخفته على ألسنتهم وتشابه الكتابين فرغ منه سنة 895 وقد رزق هذا الكتاب حظا عظيما ونسخ مصباح المتهجد وكتبت منه نسخ عديدة بالخطوط الفاخرة على الورق الفاخر في جميع بلاد الشيعة وطبع مرتين في بمبئ وثالثة في إيران (2) مختصر منه لطيف نسبه إليه في أمل الآمل ونسب إليه صاحب البلغة (الجنة الواقية) مختصر لطيف في الأدعية والأوراد عندي منه نسخة والظاهر أنه المختصر الذي نسبه إليه في الأمل وربما شك في كونه له (3) البلد الأمين والدرع الحصين صنفه قبل المصباح وضمنه مضافا إلى الأدعية والعوذ والأحراز والزيارات والسنن والآداب وغيرها جميع أدعية الصحيفة السجادية (4) شرح الصحيفة المسمى بالفوائد الطريفة أو الشريفة في شرح الصحيفة قال في آخرها نقلت هذه الصحيفة من صحيفة عليها إجازة عميد الرؤساء ونقلت من خط علي بن السكون وقوبلت بخط الشيخ محمد بن إدريس واستخرجت ما على هامشها من كتب معتمد على صحتها:

ووسمت ما جمعته بالفوائد الشريفة في شرح الصحيفة (5) رسالة المقصد الأسنى أو المقام في شرح الأسماء الحسنى (6) رسالة في محاسبة النفس اللوامة وتنبيه الروح النوامة مطبوعة وترجمت إلى الفارسية وهذه الثلاث كلها في ضمن البلد الأمين وفيه غير ذلك من الأدعية المبسوطة التي لا توجد في المصباح وهو أكبر من المصباح رأينا منه نسخة في سلطاناباد من عراق العجم وله عليه وعلى المصباح حواش كثيرة فيها فوائد غزيرة وله كتب ورسائل كثيرة في فنون شتى ذكر جملة منها في تضاعيف الكتابين وحواشيهما منها (7) نهاية الإرب في أمثال العرب كبير في مجلدين قيل أنه لم ير مثله في معناه (8) قراضة النضير في التفسير ملخص من مجمع البيان للطبرسي (9) سفط الصفات في شرح دعاء السمات ذكره في حواشي المصباح ورأبت نسخة منه في طهران في مكتبة الشيخ ضياء الدين النوري فرغ منه سنة 875 ويوجد في بعض القيود أن اسمه صفوة الصفات والظاهر أنه تصحيف (10) لمع البرق في معرفة الفرق (11) زهر الربيع في شواهد البديع (12) فروق اللغة ويحتمل أن يكون هو لمع البرق (13) المنتقى في العوذ والرقى (14) الحديقة الناضرة (15) نور حدقة الربيع البديع ونور حديقة الربيع في شرح بعض قصائد العرب المشهورة (16) النخبة (17) الرسالة الواضحة في شرح سورة الفاتحة ذكرها في حواشي المصباح (18) العين المبصرة (19) الكواكب الدرية (20) حديقة أنوار الجنان الفاخرة وحدقة أنوار الجنان الناظرة (21) العين المبصرة (22) حجلة العروس (23) مشكاة الأنوار وهو غير مشكاة الأنوار لسبط الشيخ أبي علي الطبرسي (24) مجموع الغرائب وموضوع الرغائب بمنزلة الكشكول رأيت منه نسخة مخطوطة في المكتبة الرضوية من وقف الشيخ أسد الله بن محمد مؤمن الشهير بابن خاتون العاملي وقفها سنة 1067 وقال الكفعمي في آخره جمعته من كتابنا الكبير الذي ليس له نظير جمعته من ألف مصنف ومؤلف (25) اللفظ الوجيز في قراءة الكتاب العزيز (26) حياة الأرواح ومشكاة المصباح يشتمل على ثمانية وسبعين بابا في اللطائف والأخبار والآثار فرغ من تأليفه سنة 843 (27) التلخيص في مسائل العويص من الفقه (28) فرج الكرب وفرح القلب في علم الأدب بأقسامه يقرب من عشرين ألف بيت ’’البيت السطر المحتوى خمسين حرفا’’ (29) أرجوزة ألفية في مقتل الحسين عليه السلام وأصحابه بأسمائهم وأشعارهم قال في كتاب فرج الكرب وفرح القلب لم يصنف مثلها في معناها مأخوذة من كتب متعددة ومظان متبددة (30) رسالة في البديع ولعلها زهر الربيع المتقدم (31) قصيدة في البديع في مدح النبي صلى الله عليه وسلم وشرحها ولعلها المذكورة قبلها (32) تاريخ وفيات العلماء (33) ملحقات الدروع الواقية (34) تعليقات على كشف الغمة لعلي بن عيسى الأربلي (35) مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد مشتملة على مؤلفات عديدة قال صاحب الرياض: رأيتها بخطه في بلدة أيروان من بلاد آذربيجان وكان تاريخ إتمام كتابة بعضها سنة 848 وبعضها سنة 849 وبعضها 852 فيها عدة كتب من مؤلفاته منها مختصرات لعدة كتب (36) كالغريبين للهروي (37) ومغرب اللغة للمطرزي (38) وغريب القرآن لمحمد بن عزيز السجستاني (39) وجوامع الجامع للطبرسي (40) وتفسير علي بن إبراهيم (41) وعلل الشرائع للصدوق (42) وقواعد الشهيد (43) والمجازات النبوية للسيد الرضي (44) وكتاب الحدود والحقائق في تفسير الألفاظ المتداولة في الشرع وتعريفها (45) ونزهة الألباء في طبقات الأدباء لكمال الدين عبد الرحمن بن محمد بن سعيد الأنباري (46) ولسان الحاضر والنديم هذه الكتب كلها اختصرها ووجدنا له (47) رسالة مخطوطة جمع فيها مسائل متعددة (48) مقاليد الكنوز في إقفال اللغوز ذكره في مجموع الغرائب (49) كتاب الروضة والنحلة.
خطبه
له خطب كثيرة مسجعة التزم فيها التزامات أخرجت بعضها عن البلاغة (منها) ما أورده أحمد المقري في كتاب نفح الطيب ص395ج4 فقال بعدما أورد خطبة للقاضي عياض ضمنها أسماء سور القرآن ما لفظه: وقد وقفت للكفعمي رحمه الله تعالى في شرح بديعته على خطبه وقصيدة من هذا النمط قال رحمه الله تعالى ما نصه: ولنختم الخاتمة بخطبة وجيزة في فنها عزيزة وجعلناها في مدح سيد البرية وتورياتها في السور القرآنية فكن لسورها قاريا ولمعراجها راقيا وعل وانهل من شرابها السكري وفكه نفسك بتسجيعها العبقري وهي هذه: الحمد لله الذي شرف النبي العربي ’’السبع المثاني’’ وخواتيم ’’البقرة’’ من بين الأنام وفضل ’’آل عمران’’ على الرجال ’’والنساء’’ بما وهب من ’’مائدة الأنعام’’ ومنحهم ’’بأعراف الأنفال’’ وكتب لهم ’’براءة’’ من الآثام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الذي نجى ’’يونس’’ و ’’هودا’’ و ’’يوسف’’ من قومهم ’’برعد’’ الانتقام وغذى ’’إبراهيم’’ في ’’الحجر’’ بلعاب ’’النحل’’ ذات ’’الإسراء’’ فضاهى ’’كهف مريم’’ عليها السلام وأشهد أم محمدا عبده ورسوله الذي هو ’’طه-الأنبياء’’ و ’’حج المؤمنين’’ و ’’نور فرقان’’ الملك العلام ’’فالشعراء’’ و ’’النمل’’ بفضله تخبر و ’’القصص. العنكبوت. الروم’’ تذكر و ’’لقمان’’ في ’’سجته’’ يشكر و ’’الأحزاب’’ كأيادي ’’سبأ’’ تقهر و ’’فاطر ياسين لصفاته’’ ينصر و ’’صاد’’ مقله ’’زمره’’ تنظر الإسلام فآل ’’حم’’ بقتال ’’محمد’’ ’’فتحه’’ في ’’حجرات قافه’’ قد ظهرت و ’’ذاريات طوره ونجمه’’ و ’’قمره’’ قد عطرت ’’وبالرحمن واقعة حديده’’ يوم ’’المجادلة’’ قد نصرت وإبصار معانديه في ’’الحشر’’ يوم ’’الامتحان’’ حسرت و ’’صف جمعته’’ فائز إذ أجساد ’’المنافقين بالتغابن’’ استعرت وله ’’الطلاق’’ و ’’التحريم’’ ومقام ’’الملك’’ و ’’القلم’’ فناهيك به من مقام وفي ’’الحاقة’’ أعلى الله له ’’المعرج’’ على ’’نوح’’ المتطهر وخصه من بين الإنس و ’’الجن’’ بيا أيها ’’المزمل’’ ويا أيها ’’المدثر’’ وشفعه في ’’القيامة’’ إذا دموع ’’الإنسان مرسلات’’ كالماء المتفجر ووجهه عند ’’نبأ النازعات’’ وقد ’’عبس’’ الوجه كالهلال المتنور ويم ’’التكوير’’ و ’’الانفطار’’ وهلاك ’’المطففين’’ و ’’انشقاق’’ ذات ’’البروج بشفاعته غير متضجر وقد حرست لمولده السماء ’’بالطارق الأعلى’’ وتمت ’’غاشية’’ العذاب إلى الفجر على المردة اللئام فهو ’’البلد’’ الأمين و ’’شمس الليل’’ و ’’الضحى’’ المخصوص ’’بانشراح’’ الصدر والمفضل ’’بالتين والزيتون’’ المستخرج من أمشاج ’’العلق’’ الطاهر العلي ’’القدر’’ شجاع ’’البينة’’ يوم ’’الزلزال’’ إذ ’’دعايات القرعة’’ تدوس أهل ’’التكاثر’’ ومشركي العصر أهلك الله به ’’الهمزة’’ وأصحاب ’’الفيل’’ إذ مكروا ’’بقريش’’ ولم يتواصلوا بالصبر المخصوص ’’بالدين’’ الحنيفي و ’’الكوثر’’ السلسال والمؤيد على أهل ’’الجحد بالنصر’’ (ص) ما ’’تبت’’ يدا معادية ونعم ’’ بالتوحيد’’ مواليه وما أفصح ’’فلق’’ الصبح بين ’’الناس’’ وامتد الظلام.
أشعاره
له شعر ونثر وقصائد طوال وأراجيز جيدة وقد أورد له في نفخ الطيب بعد الخطبة السابقة قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم تجمع أسماء سور القرآن نظير هذه الخطبة تبلغ أربعين بيتا ألبسها هذا الالتزام ركة كهذه الخطبة فلم نر فائدة في إيرادها لكننا نورد نموذجا مختارا منها وهو هذا:
قال ومن نظمه في أسماء الكتب:
قال فناسب بين أسماء الكتب وقصده غير ذلك وأكثر هذه الكتب التي ورى بها غير موجودة بأيدي الناس بل ولا معروفة لديهم وهذا دليل على سعة اطلاعه ’’أقول’’ جلها بل كلها معروف مشهور ثم قال: ومن بدائع الكفعمي المذكور رسالة كتب بها إلى قاضي القضاة أبي العباس بن القرقوري في شأن أستاذ دار قاضي المذكور الأمير علاء الدين ويخرج من أثنائها قصيدة منها يقبل الأرض ويني ’’سلام’’ عبد لكم ’’محب’’ وعلى المقة منكب ’’لو بدا’’ للناظرين ’’عشر’’ معشار ’’شوقه’’ وغرامه ’’لطبق’’ ذلك ’’ما بين آفاق’’ السماوات ’’السبع’’ والأرض لشدة هيامه ’’تراه’’ حقا ’’لكم’’ حانيا ’’بالأمن’’ والسرور ’’والسعد’’ والحبور ’’داعيا’’ لا جرم ’’وهذا’’ الثناء المتوالي و ’’الدعاء’’ للمقام العالي ’’لا شك من لازم الفرض’’ ملكك الله تعالى أزمة البسط والقبض ’’وأنجاك’’ ربي من المصاعب ’’في’’ دينك و ’’دنياك’’ وأنقذك ’’من’’ شر ’’كل’’ صغير ’’شدة’’ وكبيرها ’’وأرضاك’’ وجعلك أمينا ’’في الأرض إلى ’’يوم القيامة’’ والنشور ’’والعروض كما أنت’’ أمن ’’لي’’ من المخاوف و ’’عون’’ في كل شدة ’’وغوث’’ وملجأ ’’وعدة’’ وأنجحت آمالي ’’ووفرت’’ بأخدامك ’’لي مالي’’ وأحسنت قرضي ’’ووفرت’’ بإجلالك ’’لي عرضي وينهي’’ المملوك ’’إلى’’ سيده ’’قاضي القضاة’’ وكافي في الكفاة ’’بأن’’ المتولي الأمين ’’ذا’’ الفخر المبين ’’علي ابن’’ المرحوم ’’فخر الدين’’ قوله (في أمركم) العالي (مرضي) وفعله مقضي (ومدحكم) عليه (فرض) واجب (يراه) أبدا (لسانه) ويذكر المناقب (وحبكم) له واختياركم (إياه) دال بأنه أمير حكيم (شاهده) حقا (يقضي) بجعله على خزائن الأرض أنه حفيظ عليم (حديث) مدح (سواكم) ليس من مدائحه و (لا يمر) أبدا (بقلبه) وجوارحه (وإن مر) في خاطره (لا يحلو) قطعا (وحكمكم) عليه شرعا ومرسومكم (يمضي) وأمركم يقضي (يتيه) سرورا (به) رؤساء الشام و (من في القبيبات) من الأنام (عزه) وعلوا (لخدمته) الشريفة (إياك) ولأنه (يا قاضي) قضاة الدين و (الأرض) لا يريد سواك (فإن يك) الخادم المذكور (في) بعض (أفعاله) غافلا (أو) في (مقاله) غير كامل و (عصاكم) في بعض الأمر (فعين العفو) والستر (عن ذنبه) لا جرم (تغضي) وهو بتوبته إليكم يفضي (وسلام) الله (عليكم) ورحمته لديكم (كلما) نطق ناطق أو (ذر) في المشارق (شارق) وما دارت الأفلاك (وسحبت) بلغاتها (الأملاك في) فسيح (الطول) ورحب (العرض) دوما ما بين السماء والأرض. وهذه أبيات القصيدة المتولدة من هذه الرسالة:
وفي بعض حواشيه على المصباح أنه حفر له أزج في كربلاء لدفنه فيه بأرض تسمى عقيرا فقال في ذلك وهو وصية منه إلى أهله وإخوانه بدفنه فيه:
وله أرجوزة تنيف على مائة وثلاثين بيتا في الأيام المستحب صومها أوردها في المصباح وأولها:
وله قصيدة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام ووصف يوم الغدير تبلغ مائة وتسعين بيتا ويظهر من آخرها أنه عملها في الحائر الحسيني على كشرفه السلام وأوردها في المصباح أيضا أولها:
ومن شعره قوله فيما يقرأ طردا في المدح وعكسا في الذم فطرده:
وعكسه:
وقوله:
وله في تقريض كتابه مجموع الغرائب وموضوع الرغائب قال في آخره ما صورته: في مدح هذا الكتاب لمؤلفه وجامعه العبد الفقير إلى رحمة اللطيف الخبير إبراهيم بن علي الجبعي الكفعمي أصلح الله تعالى أمر داريه ووقفه للخير وأعانه عليه:
قال: الضرب العسل الأبيض وأبو قلمون طائر يتلون ألوانا، ومما أورده في الكتاب المذكور قول الشاعر:
قال وللكفعمي عفى الله عنه:
قال: وله في مدح السيد بدر الدين دام ظله:
وله في المعنى:
وله في المعنى:
وله:
وله:
قال وهذه الأبيات ألفها الكفعمي عفى الله عنه معارضة لقول القائل:
وله في جواب هذين البيتين المتقدمين وقد كتبهما بعض الأعيان وبعث بهما مع قينة تسمى سعادة إلى الأمير نجم الدين بن بشارة:
وله منقول من كتاب مجموع الغرائب:
الجملة مائة وثمانية عشر وهي إشارة إلى اسم المرسل إليه وهو حسين لأن هذا عدده بالجمل.
وله:
وله:
وفيه: للكعفمي عفى الله عنه:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
الآية السابعة والخمسون هي قوله تعالى: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه إنا جعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرا وإن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا}.
وله:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 184

الكفعمي اسمه إبراهيم بن علي بن حسن بن محمد.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 32