المحطوري إبراهيم بن علي بن حسن الشرفي، المعروف بالمحطوري: مشعوذ يماني، كانت له زعامة ورياسة ولد في قرية المحطور (كمعصفر) من بلاد الشرف الأسفل ن باليمن، ونشأ متصوفا منكمشا عن الناس، ثم صار (مجذوبا) وتبعه الناس، فحرم الدخان وكسر آلاته وصال في الاسواق بذلك. فطلبه حاكم الشرف، فجاءه ثم خرج من عنده وهو يصيح بكلمة التوحيد ويفعل فعل المجاذيب ووراءه بعض أصحابه , ولم يلبث ان لحق به رجال الحاكم ثائرين على رئيسهم، وأرادوا الفتك بالحاكم ففر من ولايته. واستفحل أمر المحطوري فدعا لنفسه بالخلافة، وركب المظلة، وخطب باسمه في جهات الشرف جميعا، وفتك بالكثير من مخالفيه. واعتقد الناس انه ساحر وان الرصاص لا يؤثر فيه ولا في اصحابه وشاع بينهم ان الرصاصة كانت اذا وصلت إلى أحد المحاذيب أمسكها بيده واعادها إلى صاحبها ويقول أمسك رصاصتك. واتسع نطاق ملكه إلى ان ظفر به امير صعدة (علي بن أحمد بن القاسم) فأمر بذبحه وصلبه. وكانت مدته ثىثة أشهر. قال صاحب نفرات العنبر: لم تقم في اليمن فتنة أشد من فتنة المحطوري، على قصر أيامها. وأحصى القتلى من قيامه في رجب 1111 إلى آخر رمضان، فبلغوا قرابة 20 ألفا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 54