ابن أبي بردة بلال بن أبي بردة عامر بن أبي موسى الأشعري: أمير البصرة وقاضيها. كان راوية فصيحا أديبا. ولاه خالد القسري سنة 109 هـ فأقام إلى أن قدم يوسف ابن عمر الثقفي (سنة 125 هـ فعزله وحبسه، فمات سجينا. كان ثقة في الحديث، ولم تحمد سيرته في القضاء. وكان يقول: إن الرجلين ليختصمان إلي فأجد أحدهما أخف على قلبي فأقضي له! وهو ممدوح ذي الرمة الشاعر .

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 72

ابن أبي بردة الأشعري بلال بن أبي بردة عامر بي أبي موسى عبد الله بن قيس، أبو عمرو، ويقال أبو عبد الله، الأشعري البصري، ولي أمر البصرة وحدث عن أبيه وعمه أبي بكر وأنس بن مالك، وروى عنه قتادة وثابت وغيرهما. وفد على عمر بي عبد العزيز لما ولي الخلافة بخناصرة، فهنأه، فقال: ’’من كانت الخلافة يا أمير المؤمنين شرفته فقد شرفتها، ومن كانت زانته فقد زينتها، وأنت والله كما قال مالك بن أسماء:

فجزاه عمر خيرا. ولزم بلال المسجد يصلي ويقرأ ليله ونهاره، فهم عمر أن يوليه العراق، ثم قال: هذا رجل له فضل؛ فدس إليه ثقة له فقال له: إن عملت لك في ولاية العراق، ما تعطيني؟، فضمن له مالا جليلا، فأخبر بذلك عمر، فنفاه وأخرجه وقال: يا أهل العراق، إن صاحبكم أعطي مقولا ولم يعط معقولا، وزادت بلاغته ونقصت زهادته. وكانت ولايته للبصرة من جهة خالد بن عبد الله القسري، تولى بها الشرطة والصلاة والقضاء، فبقيت ولايته عشر سنين. فلما ولي العراق يوسف بن عمر الثقفي حبسه، وكان من عادته، أم من مات في السجن، سلمه إلى أهله، فأعطى بلال للسجان مائة ألف درهم على أن يعلم يوسف بن عمر أنه مات، رجاء أن يسلمه إلى أهله، فقال يوسف: أرنيه ميتا، فجاء السجان فغمه إلى أن مات وأراه إياه. وقيل لذي الرمة: لم خصصت بلال بن أبي بردة بمدحك؟ قال: لأنه أوطأ مضجعي وأكرم مجلسي فحق لي إذ وضع معروفه عندي أن يستولي على شكري. وكان بلال ذا رأي ودهاء، وكان من الأكلة. ذكر المدائني أنه أرسل إلى قصاب سحرا، قال: فدخلت عليه فوجدته وبين يديه كانون وعنده تيس ضخم، فقال: اذبحه واسلخه وكبب لحمه. وجعل يشوي شيئا بعد شيء، فأكله اجمع. وجاءت جارية بقدر فيها دجاجتان وفرخان وصفة مغطاة، فقال: ويحك ما في بطني موضع، فضعيها على رأسي، فضحكنا منه. ودعا بشراب، فشرب منه خمسة أقداح. وكان خالد بن صفوان التميمي المشهور بالبلاغة يدخل على بلال بن أبي بردة، فيحدثه طويلا ويلحن في كلامه، فلما كثر ذلك على بلال قال له: يا خالد، تحدثني أحاديث الخلفاء، وتلحن لحن السقاءات! فصار خالد بعد ذلك يأتي المسجد ويتعلم الإعراب، وكف بصره. وكان إذا مر به موكب بلال يقول: من هذا؟ فيقال: الأمير، فيقول خالد: سحابة صيف عن قليل تقشع، فقيل ذلك لبلال فقال: لا تقشع والله حتى تصيبك منها بشؤبوب وأمر به فضرب مائتي سوط.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0