بلال الحبشي بلال بن رباح الحبشي، أبو عبد الله: مؤذن رسول الله (ص) وخازنه على بيت ماله. من مولدى السراة، وأحد السابقين للإسلام. وفي الحديث: بلال سابق الحبشة وكان شديد السمرة، نحيفا طوالا، خفيف العارضين، له شعر كثيف. وشهد المشاهد مع رسول الله (ص) ولما توفى رسول الله أذن بلال، ولم يؤذن بعد ذلك. وأقام حتى خرجت البعوث إلى الشام، فسار معهم. وتوفى في دمشق. روى له البخاري ومسلم 44 حديثا

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 73

أبو عبد الله الحبشي كنية بلال بن رباح مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 375

أبو عمرو الحبشي كنية بلال بن رباح على بعض الأقوال.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 389

بلال بن حمامة هو بلال بن رباح الآتي.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 601

بلال بن رباح الحبشي مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقال بلال بن حمامة وهي أمه.
وفاته ومدفنه
توفي بدمشق بالطاعون سنة 18 أو 19 أو 20 أو 21 ودفن بمقبرة باب الصغير على قول الأكثر وقبره بها ظاهر مشهور مزور معظم عليه قبة وقد زرته. قال الشيخ في رجاله توفي بدمشق في الطاعون سنة 18 مدفون بباب الصغير بدمشق وعن حواشي الشهيد الثاني على الخلاصة مات بدمشق سنة 20 وقيل 21 وقيل 18 وهو ابن بضع وستين سنة ودفن بباب الصغير وقال علي بن عبد الرحمن إن بلالا مات بحلب ودفن على باب الأربعين (انتهى) وفي الاستيعاب مات بدمشق ودفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة 20 وهو ابن 63 سنة وقيل توفي سنة 21 توفي وهو ابن سبعين سنة (انتهى) وروى محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير عن الواقدي بسنده قال توفي بلال بدمشق سنة 20 ودفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق وهو ابن بضع وستين سنة وروى أيضا عن محمد بن عمر الواقدي عن شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر أن بلالا ترب أبي بكر قال الواقدي فإن كان هذا هكذا وقد توفي أبو بكر سنة 13 وهو ابن 63 سنة فبين هذا وبين ما روي لنا في بلال سبع سنين وشعيب بن طلحة اعلم بميلاد بلال حيث يقول هو ترب أبي بكر (انتهى) وعلى هذا فيكون عمره سبعين سنة لأنه ترب أبي بكر وأبو بكر توفي سنة 13 عن 63 سنة وبلال توفي سنة 20 فيكون قد بقي بعد أبي بكر سبع سنين فإذا أضفناها إلى 63 كانت 70 سنة وفي الإصابة قال ابن بكير مات في طاعون عمواس وقال ابن زير مات بداريا وفي المعرفة لابن منده أنه دفن بحلب (انتهى) وفي تاريخ ابن عساكر سكن دمشق ومات بها سنة 20 وقال أبو زرعة قبره بدمشق وقيل بداريا وقال ابن منده توفي بدمشق وقيل بحلب سنة 20 وقيل سنة 18 وقال البخاري مات بالشام وقال عمر بن علي بدمشق وهو ابن بضع وستين سنة وقال يحيى بن بكير مات بدمشق في طاعون عمواس سنة 17 أو 18 (انتهى) قال ابن عساكر دفن عند الباب الصغير بدمشق وفي رواية أنه دفن بمقبرة باب كيسان وفي رواية مات بداريا وحمل على رقاب الرجال ودفن في مقبرة باب كيسان وقال عبد الجبار أدركت جماعة من شيوخهم وذوي الفضل منهم يقولون إن قبر بلال في داريا في مقبرة خولان والظاهر إن الأول أصح (انتهى) وباب كيسان وباب الصغير واحد وقال ابن عساكر أيضا قال أبو زرعة الدمشقي رأيت أهل العلم ببلدنا يذكرون إن بمقبرة دمشق من الصحابة الكرام بلالا مولى أبي بكر وقال يزيد بن أحمد السلمي دفن في مقبرة الباب الصغير كثير من الصحابة وعد منهم بلالا وقال قال ابن الأكفاني أراني الشيخ أبو محمد عبد العزيز بن أحمد الكناني قبور الصحابة الذين بظاهر دمشق بباب الصغير إلى إن قال وبلال بن رباح وعلى قبره بلاطة ثم قال وأما بلال فقد اختلف في قبره فقيل أنه بباب الصغير وهو أصح الأقاويل وقيل بباب كيسان وقيل بداريا وقيل أنه بحلب وهو قول ضعيف (انتهى) ثم روى إن الذي بحلب قبر خالد بن رباح أخي بلال أقول فيكون القائل إن قبر بلال بحلب اشتبه بقبر أخيه والله أعلم.
كنيته
قال الشيخ في رجاله كنيته أبو عبد الله ويقال أبو عمرو ويقال أبو عبد الكريم ونحوه في تاريخ ابن عساكر وفي الطبقات الكبير وتاريخ ابن الأثير يكنى أبا عبد الله وفي الاستيعاب يكنى أبا عبد الله وقيل أبا عبد الكريم وقيل أبا عبد الرحمن وقال بعضهم يكنى أبا عمرو (انتهى).
صفته
في الطبقات عن مكحول حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة نحيفا طوالا أجنا له شعر كثير خفيف العارضين به شمط كثير لا يغير.
مؤاخاته
وفي الطبقات الكبير لابن سعد آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بلال وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب قال وقال أبو عمر الواقدي يقال أنه آخى بين بلال وبين أبي رويحة عبد الله بن عبد الرحمن وليس ذلك يثبت وكان محمد بن إسحاق يثبت ذلك (انتهى) وفي الاستيعاب آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين بلال وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب وقيل بل آخى بينه وبين أبي رويحة الخثعمي (انتهى) وفي أسد الغابة آخى بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح ثم روى أنه لما دخل عمر من فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال إن يقره بالشام ففعل فقال وأخي أبو رويحة الذي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه قال وأخوك الحديث. وذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق إن أبا رويحة هو خالد بن رباح أخو بلال من النسب ونقل بعض الأخبار الدالة على إن أبا رويحة أخو بلال في الإسلام لا في النسب.
تزويجه
في الطبقات بسنده عن الشعبي خطب بلال وأخوه إلى أهل بيت من اليمن فقال أنا بلال وهذا أخي عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله إن تنكحونا فالحمد لله وان تمنعونا فالله أكبر. وفي رواية إن أخاه كان يزعم أنه من العرب فخطب امرأة من العرب فقالوا إن حضر بلال زوجناك فحضر بلال فتشهد وقال أنا بلال بن رباح وهذا أخي وهو امرؤ سوء في الخلق والدين فان شئتم إن تزوجوه فزوجوه، وإن شئتم إن تدعوا فدعوا فقالوا من تكون أخاه نزوجه فزوجوه. وان بني أبي البكير جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا زوج أختنا فلانا فقال أين أنتم عن بلال ثم جاءوه فقال لهم ذلك ثم جاءوه الثالثة فقال أين أنتم عن بلال أين أنتم عن رجل من أهل الجنة فأنكحوه وفي رواية إن بلالا تزوج امرأة عربية من بني زهرة وفي أسد الغابة في حديث إن بلالا سال عمر إن يقره بالشام هو وأخاه أبا رويحة الذي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبينه ففعل فنزلا دارا في خولان فقالا لهم قد أتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله وكنا مملوكين فأعتقنا الله وكنا فقيرين فأغنانا الله فان تزوجونا فالحمد لله وان تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما الحديث.
أقوال العلماء فيه
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم بلال مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بدرا وهو بلال بن رباح (انتهى) وقال الكشي بلال وصهيب موليان. أبو عبد الله محمد بن إبراهيم حدثني علي بن محمد بن زيد القمي حدثني عبد الله بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال كان بلال عبدا صالحا الحديث وفي بعض النسخ ابن يزيد بدل ابن زيد وفي بعضها ابن بريدة وفي الخلاصة روى الكشي وذكر ما مر وعن حواشي الشهيد الثاني على الخلاصة بلال بن رباح أبو عبد الله شهد بدرا واحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤذن لأحد بعد النبي فيما روي إلا مرة واحدة في قدمة قدمها المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم طلب إليه الصحابة ذلك فأذن لهم ولم يتم الآذان (انتهى) وفي الفقيه روى أبو بصير عن أحدهما عليه السلام أنه قال إن بلالا كان عبدا صالحا فقال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فترك يومئذ حي على خير العمل ثم فيه أيضا أنه لما قبض النبي صلى الله عليه وسلم امتنع بلال من الآذان وقال لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم وان فاطمة عليه السلام قالت ذات يوم أني أشتهي أن اسمع صوت مؤذن أبي فبلغ ذلك بلالا فاخذ في الآذان فلما قال الله أكبر ذكرت أباها وأيامه فلم تتمالك من البكاء فلما بلغ إلى قوله وأشهد إن محمدا رسول الله شهقت فاطمة عليه السلام وسقطت لوجهها وغشي عليها فقال الناس لبلال أمسك يا بلال فقد فارقت ابنة رسول الله الدنيا وظنوا أنها ماتت فقطع أذانه ولم يتمه فأفاقت فاطمة عليه السلام وسألته إن يتم الآذان فلم يفعل وقال لها يا سيدة النسوان أني أخشى عليك مما تنزلينه بنفسك إذا سمعت صوتي بالآذان فأعفته من ذلك. وفي التهذيب في فصل الآذان في الصحيح عن سليمان بن جعفر الجعفري عن أبيه قال دخل رجال من أهل الشام على أبي عبد الله عليه السلام فقال أول من سبق إلى الجنة بلال قال ولم قال لأنه أول من أذن (انتهى) وفي منهج المقال الظاهر إن القائل الأول هو الشامي على مقتضى السياق وان كان إيراد الشيخ ذلك في فصل الآذان يقتضي خلاف ذلك قال ويؤيد ما قلناه إن ابن طاوس في الطرايف نقل ذلك عن مخالفينا وأنكر عليهم (انتهى) أقول بل الظاهر إن القائل الصادق عليه السلام كما فهمه الشيخ فأورده في فصل الآذان. وفي الخصال أخبرني محمد بن علي بن إسماعيل حدثنا البحيري حدثنا محمد بن حرب الواسطي حدثني يزيد بن هارون عن أبي شيبة حدثنا رجل من همدان عن أبيه قال: قال علي بن أبي طالب السباق خمسة فانا سابق العرب وسلمان سابق فارس وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبش وجناب سابق النبط. وفي التعليقة عن جده يعني المجلسي الأول أنه قال رأيت في بعض كتب أصحابنا عن هشام بن سالم عن الصادق عليه السلام وعن أبي البختري قال حدثنا عبد الله بن الحسن أن بلالا أبى إن يبايع أبا بكر وان عمر أخذ بتلابيبه وقال له يا بلال هذا جزاء أبي بكر منك إن أعتقك فلا تجئ تبايعه فقال أن كان قد اعتقني لله فليدعني لله وان كان اعتقني لغير ذلك فها أنذا وأما بيعته فما كنت أبايع من لم يستخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي استخلفه بيعته في أعناقنا إلى يوم القيامة فقال له عمر لا أبا لك لا تقم معنا فارتحل إلى الشام وتوفي بدمشق ودفن بباب الصغير وله شعر في هذا المعنى:

(انتهى) وقد اشتهر إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال سين بلال عند الله شين وذلك أنه كان يبدل الشين في التشهد سينا فيقول أسهد وانه قال علينا يا حميرا وأرحنا أو وروحنا يا بلال. وروى محمد بن سعد كاتب الواقدي في الطبقات الكبير أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن بلال ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يقبر فكان إذا قال أشهد إن محمدا رسول الله انتحب الناس في المسجد فلما دفن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبو بكر أذن فقال إن كنت إنما أعتقتني لأن أكون معك فسبيل ذلك وان كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له فقال ما أعتقتك إلا لله فقال أني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فذاك إليك فأقام حتى خرجت بعوث الشام فسار معهم حتى (انتهى) إليها. وان أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال يا أبا بكر قال لبيك قال اعتقني لله أو لنفسك قال لله قال فائذن لي حتى أغزو في سبيل الله فأذن له فذهب إلى الشام فمات. ثم أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلال لأبي بكر إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فامسكني وان كنت إنما اشتريتني لله فذرني وعملي لله وفي الاستيعاب بسنده عن عطاء الخراساني قال كنت عند سعيد بن المسيب فذكر بلالا فقال كان شحيحا على دينه فإذا اواد المشركون إن يقاربهم قال الله الله فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر لو كان عندنا مال اشترينا بلالا فقال أبو بكر للعباس اشتر لي بلالا فاشتراه فبعث به إلى أبي بكر فاعتقه فكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم أراد إن يخرج إلى الشام فقال له أبو بكر بل تكون عندي فقال إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني وان كنت أعتقتني لله عز وجل فذرني اذهب إلى الله عز وجل فقال اذهب إلى الشام فكان بها حتى مات. وفي الاستيعاب أيضا بسنده أذن بلال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لأبي بكر حياته ولم يؤذن لعمر فقال له ما منعك إن تؤذن قال أذنت لأبي بكر لأنه ولي نعمتي وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول يا بلال ليس عمل أفضل من الجهاد فخرج مجاهدا. وفي الطبقات الكبير لابن سعد أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال بلال لأبي بكر أردت إن أرابط في سبيل الله حتى أموت فطلب منه البقاء فأقام معه حتى توفي أبو بكر فطلب منه عمر البقاء فأبى بلال عليه أقول هذا الخبر ما قبله معارض بما مر من أنه لم يؤذن لأحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هو أكثر عددا وأصح سندا وبما يأتي من أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه فعاتبه فجاء إلى المدينة فأذن فارتجت بالبكاء فان هذا يدل على إن ذلك كان بعد وفاته صلى الله عليه وسلم بمدة قليلة لا بعد ثلاث سنين وأكثر. وفي الطبقات الكبير لابن سعد بلال بن رباح مولى أبي بكر كان من مولدي السراة واسم أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح ثم روى ما يأتي بأسانيده. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلال سابق الحبشة. وكان بلال بن رباح من المستضعفين من المؤمنين وكان يعذب حين اسلم ليرجع عن دينه فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون وكان الذي يعذبه أمية بن خلف. وكان إذا اشتدوا عليه في العذاب قال أحد أحد، فيقولون له قل كما نقول فيقول إن لساني لا يحسنه. وان أهله أخذوه فمطوه والقوا عليه من البطحاء وجلد بقرة فجعلوا يقولون ربك اللات العزى ويقول أحد فاشتراه أبو بكر فاعتقه الحديث وعن مجاهد في قوله تعالى {ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار؛ اتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار} قال يقول أبو جهل أين بلال أين فلان أين فلان كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار فلا نراهم في النار أم هم في مكان لا نراهم فيه. وعن مجاهد في حديث إن جماعة ممن أسلموا أخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم بالشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فأعطوهم ما سألوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملوه فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم إن يشتدوا به بين أخشبي مكة فجعل بلال يقول أحد أحد، وأول من أذن بلال. وكان إذا فرع من الآذان فأراد إن يعلم النبي صلى الله عليه وسلم أنه قد أذن وقف على الباب وقال حي على الصلاة حي على الفلاح الصلاة يا رسول الله. فإذا خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآه بلال ابتدأ في الإقامة. وكان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين بلال وأبو محذورة وعمرو بن أم مكتوم فإذا غاب بلال أذن أبو محذورة وإذا غاب أبو محذورة أذن ابن أم مكتوم. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بلالا إن يؤذن يوم الفتح على ظهر الكعبة فإذن على ظهرها والحارث بن هشام وصفوان بن أمية قاعدان فقال أحدهما للآخر انظر إلى هذا الحبشي فقال الآخر إن يكرهه الله يغيره. وكانت العنزة تحمل بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم العيد يحملها بلال المؤذن. فكان يركزها بين يديه والمصلى يومئذ فضاء وهي التي يمشي بها اليوم بين يدي الولاة. وفي رواية يوم العيد والاستسقاء وان أناسا كانوا يأتون بلالا فيذكرون فضله وما قسم الله له من الخير فكان يقول إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا. قال محمد بن عمر الواقدي شهد بلال بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (انتهى) الطبقات. وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان من المهاجرين الأولين الذين عذبوا في الله ومات ولا عقب له وكان من مولدي السراة واسم أمه حمامة وكانت لبعض بني جمح شهد بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها وتزوج هند الخولانية وقال ابن منده كان بلال من مولدي السراة من أهل حضر من موالي بني تميم. ثم روى بسنده من
حديث طويل إن بلالا بعد إسلامه دخل يوما الكعبة وقريش في ظهرها لا تعلم والتفت فلم ير أحدا فأتي الأصنام وجعل يبصق عليها ويقول خاب وخسر من عبدكن فطلبته قريش فهرب حتى دخل دار سيده عبد الله بن جدعان فاختفى بها، فنادوا عبد الله بن جدعان، فقالوا أ صبوت؟! فقال ومثلي يقال له هذا، فعلي نحر مائة ناقة للات والعزى إن كنت فعلت ذلك، فقالوا له إن أسودك فعل كذا وكذا فدعا به وقال لأبي جهل وأمية بن خلف شأنكما فهو لكما اصنعا به ما أحببتما فخرجا به إلى البطحاء وجعلا يبسطانه على رمضائها ويجعلان رحى على كتفيه ويقولان له اكفر بمحمد فيقول لا، ويوحد الله الحديث. قال وقال عروة بن الزبير كان بلال من المستضعفين من المؤمنين وكان يعذب حين اسلم ليرجع عن دينه فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون وكان الذي يعذبه أمية بن خلف. وان ورقة بن نوفل مر على بلال وهو يعذب يلصق ظهره برمضاء البطحاء في الحر وهو يقول أحد أحد فقال ورقة أحد أحد، يا بلال اصبر، ثم اقبل على من يعذبه وقال احلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حنانا وفي رواية أسد الغابة أنه قال والله إن مت على هذا لأتخذن قبرك حنانا. وقال سعيد بن المسيب إن بلالا كان شحيحا على دينه وكان يعذب في الله وفي دينه فإذا أراد منه المشركون إن يقاربهم قال الله الله وقال محمد بن سيرين كان المشركون يلقون بلالا في الرمضاء أما في جلد ثور أو بقرة. وحدث الأصمعي عن العمري إن أول من أذن بلال ومثله روى المسعودي. وقال سالم إن شاعرا امتدح بلال بن عبد الله بن عمر فقال بلال بن عبد الله خير بلال فقال له ابن عمر كذبت بلال رسول الله خير بلال. وقال رجل لبلال نحن اعلم بالوقت منك فقال له بلال لأنا اعلم بالوقت منك وأنت أضل من حمار أهلك ثم حكى ابن عساكر عن ابن إسحاق أنه قال بلغني إن عمار بن ياسر ذكر يوما بلال بن رباح فقال:
وفي الاستيعاب بلال بن رباح المؤذن وهو مولى أبي بكر اشتراه وأعتقه وكان له خازنا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا شهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أقول الظاهر وقوع تحريف في العبارة من الطابعين وصوابها وكان مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخازنا كما سيأتي عن أسد الغابة والإصابة. ثم روى بسنده في حديث إن جماعة ممن أسلموا أخذهم المشركون فألبسوهم ادراع الحديد وأصهروهم في الشمس فما منهم إنسان إلا وقد واتاهم على ما أرادوا إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول أحد أحد، وفي خبر أنهم كانوا يطوفون به والحبل في عنقه بين أخشبي مكة قال ابن إسحاق كان بلال مولى أبي بكر لبعض بني جمح مولدا من مولديهم قيل من مولدي مكة وقيل من مولدي السراة واسم أبيه رباح واسم أمه حمامة وكان صادق الإسلام طاهر القلب وقال المدائني كان بلال من مولدي السراة وله أخ يسمى خالدا وأخت تسمى غفرة وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث المصري وبسنده كان بلال لأيتام أبي جهل وان أبا جهل قال لبلال وأنت أيضا تقول فيمن يقول فأخذه فبطحه على وجهه وسلقه في الشمس وعمد إلى رحى فوضعها عليه فجعل يقول أحد أحد فبعث أبو بكر صديقا له فاشتراه فاعتقه وكان أمية بن خلف الجمحي ممن يعذب بلال ويوالي عليه بالعذاب والمكروه فكان من قدر الله إن قتله بلال يوم بدر فقال فيه بكر أبياتا منها قوله
(انتهى) الاستيعاب أقول يدل كلام ابن الأثير في الكامل على إن بلالا لم يقتل أمية بن خلف لكنه كان السبب في قتله فإنه قال كان عبد الرحمن بن عوف قد غنم أدراعا يوم بدر فمر بأمية بن خلف وابنه علي فقال له نحن خير لك من هذه الأدراع أي خذنا أسيرين لنسلم من القتل وتأخذ فداءنا فطرح الأدراع وأخذ بيدهما ومشى بهما، ورأى بلال أمية، وكان يعذبه بمكة، فقال بلال أمية رأس الكفر لا نجوت إن نجا، ثم صرخ يا أنصار الله رأس الكفر رأس الكفر أمية بن خلف لا نجوت إن نجا فأحاط بهم المسلمون وقتل أمية وابنه فكان عبد الرحمن يقول رحم الله بلالا ذهبت أدراعي وفجعني بأسيري (انتهى) وفي أسد الغابة ترجم أولا بلال بن حمامة ثم بلال بن رباح ثم قال أنهما واحد. وبلال هذا قيل هو بلال بن رباح المؤذن وحمامة أمه نسب إليها ثم قال بلال بن رباح إلى إن قال وكان مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخازنا شهد بدرا والمشاهد كلها وكان من السابقين إلى الإسلام وممن يعذب في الله عز وجل فيصبر على العذاب وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس ويضع الرحاء عليه حتى تصهره الشمس ويقول أكفر برب محمد فيقول أحد أحد قال وكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته سفرا وحضرا وهو أول من أذن في الإسلام ثم إن بلالا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول ما هذه الجفوة يا بلال ما إن لك إن تزورنا فانتبه حزينا فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرغ عليه فاقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له نشتهي إن تؤذن في السحر فعلا سطح المسجد فلما قال الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة فلما قال أشهد إن لا إله إلا الله زادت رجتها فلما قال أشهد إن محمدا رسول الله خرج النساء من خدورهن فما رئي يوم أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم. قال وقال مجاهد أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة وذكر منهم بلالا قال وأما بلالا فهانت عليه نفسه في الله عز وجل وهان على قومه فأخذوه فكتفوه ثم جعلوا في عنقه حبلا من ليف فدفعوه إلى صبيانهم فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة فإذا ملوا تركوه (انتهى) أسد الغابة وفي الإصابة بلال بن رباح الحبشي المؤذن وهو بلال بن حمامة وهي أمه، اشتراه أبو بكر من المشركين لما كانوا يعذبونه على التوحيد فاعتقه فلزم النبي صلى الله عليه وسلم وأذن له وشهد معه جميع المشاهد ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدا إلى إن مات بالشام وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومناقبه كثيرة مشهورة (انتهى) الإصابة وما في هذه الرواية وغيرها من أنه خرج إلى الشام مجاهدا محل نظر ولعل الصواب أنه أخرج إخراجا كما يفهم مما مر كما اخرج سعد بن عبادة ولو أراد الجهاد لتهيأ له وهو بالمدينة كما تهيأ لجل الصحابة ولم يترك جوار رسول الله صلى الله عليه وسلم ويخرج إلى الشام مع أنه ليس له ذكر في المغازي أصلا. وقال ابن الأثير في الكامل ذكر تعذيب المستضعفين من المسلمين وهم الذين سبقوا إلى الإسلام ولا عشاير لهم تمنعهم لما رأى المشركون امتناع من له عشيرة وثبت كل قبيلة على من فيها من مستضعفي المسلمين يحبسونهم ويعذبونهم بالضرب والجوع والعطش والرمضاء والنار ليفتنوهم عن دينهم فمنهم من يجيبهم وقلبه مطمئن بالإيمان ومنهم من يصبر. فمنهم بلال بن رباح الحبشي كان أبوه من سبي الحبشة وأمه حمامة سبية أيضا وهو من مولدي السراة فصار لأمية بن خلف الجمحي فكان إذا حميت الشمس وقت الظهيرة يلقيه في الرمضاء على وجهه وظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتلقى على صدره ويقول لا تزال هكذا حتى تموت أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى فكان ورقة بن نوفل يمر به وهو يعذب وهو يقول أحد أحد فيقول أحد أحد والله يا بلال ثم يقول لامية احلف بالله لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حنانا فرآه أبو بكر فقال لامية ألا تتقي الله في هذا المسكين فقال أنت أفسدته فقال عندي غلام على دينك أسود أجلد من هذا أعطيكه فأعطاه غلامه وأخذ بلالا فاعتقه فهاجر وشهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم (انتهى) وقال الواقدي عند ذكر فتح مكة وجاءت الظهر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بلالا إن يؤذن فوق ظهر الكعبة وقريش في رؤوس الجبال ومنهم من قد تغيب وستر وجهه خوفا من أن يقتلوا ومنهم من يطلب الأمان ومنهم من قد آمن فلما أذن بلال وبلغ إلى قوله أشهد إن محمدا رسول الله رفع صوته كأشد ما يكون، قال تقول جويرية بنت أبي جهل قد لعمري رفع لك ذكرك فاما الصلاة فسنصلي ولكن والله لا نحب من قتل الأحبة أبدا، ولقد كان جاء أبي الذي جاء محمدا من النبوة فردها ولم يرد خلاف قومه. وقال خالد بن سعيد بن العاص الحمد لله الذي أكرم أبي فلم يدرك هذا اليوم وقال الحارث بن هشام ليتني مت قبل هذا اليوم قبل إن اسمع بلالا ينهق فوق الكعبة. وقال الحكم بن أبي العاص. هذا والله الحدث العظيم إن يصبح عبد بني جمح يصيح بما يصيح به على بيت أبي طلحة كذا. وقال سهيل بن عمرو إن كان هذا سخطا من الله فسيغيره وان كان لله رضا فسيقره. وقال أبو سفيان أما أنا فلا أقول شيئا لو قلت شيئا لأخبرته هذه الحصاة.
وفي معجم البلدان شامة جبل قرب مكة يجاوره آخر يقال له. طفيل وفيهما يقول بلال بن حمامة وقد هاجر مع النبي صلى الله عليه وسلم فاجتوى المدينة
فقال النبي صلى الله عليه وسلم جننت يا ابن السوداء ثم قال اللهم إن خليلك إبراهيم دعا لمكة وأنا عبدك ورسولك أدعو للمدينة اللهم صححها وحببها إلينا مثل ما حببت مكة اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم وانقل حماها إلى خيبر أو إلى الجحفة (انتهى) وروى ابن عساكر إن بلالا أصابته الحمى بالمدينة فكان إذا اقلعت عنه يرفع صوته ويقول البيتين ثم يقول اللهم العن عتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى ارض الوعك فعند ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لنا في صاعها ومدها وصححها لنا وانقل حماها إلى الجحفة. وروى ابن عساكر أيضا بسنده إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن بلالا ينادي بليل فكلوا واشربوا حتى ينادي ابن أم مكتوم (انتهى) وروي إن رسول الله صلى الله عليه وسلم مر ببلال وهو نائم فضربه برجله وقال أ نائمة أم عمرو فقام بلال فضرب بيده إلى مذاكيره فقال له ما بالك قال ظننت أني تحولت امرأة قيل فلم يمزح رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد هذه (انتهى).
من روى عن بلال
في الطبقات روى عنه عبد الله بن عمر وكعب بن عجرة وكبار تابعي المدينة والشام والكوفة وقال علي بن عمر روى عن بلال جماعة من الصحابة منهم أبو بكر وعمر وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر وكعب بن عجرة والبراء بن عازب وغيرهم (انتهى) وزاد ابن عساكر في تاريخه هبة الله بن عمرو وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابجي والأسود بن يزيد وأبو إدريس الخولاني وسعيد بن المسيب وغيرهم (انتهى).
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي باب بلال المشترك بين مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم المشهور بالمؤذن المشكور حاله وبين ابن الحارث المزني وكلاهما لا أصل له ومع الحاجة التمييز وفقده تقف الرواية (انتهى).

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 601

بلال بن حمامة (س) بلال بن حمامة.
روى كعب بن نوفل المزني، عن بلال بن حمامة قال: «طلع علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم يضحك، فقام إليه عبد الرحمن بن عوف فقال: يا رسول الله، ما أضحكك؟ قال: بشارة أتتنى من الله، عز وجل، في أخي وابن عمي وابنتي، أن الله عز وجل لما أراد أن يزوج عليا من فاطمة رضي الله عنهما أمر رضوان فهز شجرة طوبى فنثرت رقاقا، يعني صكاكا، بعدد محبينا أهل البيت، ثم أنشأ من تحتها ملائكة من نور، فأخذ كل ملك رقاقا، فإذا استوت القيامة غدا بأهلها، ماجت الملائكة في الخلائق، فلا يلقون محبا لنا أهل البيت إلا أعطوه رقا فيه براءة من النار، فنثار أخي وابن عمي فكاك رجال ونساء من أمتي من النار».
أخرجه أبو موسى وقال: هذا حديث غريب لا طريق له سواه، وبلال هذا قيل: هو بلال بن رباح المؤذن، وحمامة: أمه نسب إليها.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 129

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 414

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 242

بلال بن رباح (ب د ع) بلال بن رباح. يكنى: أبا عبد الكريم، وقيل: أبا عبد الله، وقيل: أبا عمرو وأمه حمامة من مولدي مكة لبني جمح، وقيل: من مولدي السراة، وهو مولى أبي بكر الصديق، اشتراه بخمس أواقي، وقيل: بسبع أواقي، وقيل: بتسع أواقي، وأعتقه لله عز وجل وكان مؤذنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وخازنا.
شهد بدرا والمشاهد كلها، وكان من السابقين إلى الإسلام، وممن يعذب في الله عز وجل فيصبر على العذاب، وكان أبو جهل يبطحه على وجهه في الشمس، ويضع الرحا عليه حتى تصهره الشمس، ويقول: اكفر برب محمد، فيقول: أحد، أحد، فاجتاز به ورقة بن نوفل، وهو يعذب ويقول: أحد، أحد، فقال: يا بلال، أحد أحد، والله لئن مت على هذا لأتخذن قبرك حنانا.
قيل: كان مولى لبني جمح، وكان أمية بن خلف يعذبه، ويتابع عليه العذاب، فقدر الله سبحانه وتعالى أن بلالا قتله ببدر.
قال سعيد بن المسيب، وذكر بلالا: كان شحيحا على دينه، وكان يعذب، فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله، قال: فلقي النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر، رضي الله عنه، فقال: لو كان عندنا شيء لاشترينا بلالا: قال: فلقي أبو بكر العباس بن عبد المطلب فقال: اشتر لي بلالا، فانطلق العباس فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره؟ قالت: وما تصنع به، إنه خبيث، وإنه، وإنه. ثم لقيها، فقال لها مثل مقالته، فاشتراه منها، وبعث به إلى أبي بكر، رضي الله عنه، وقيل: إن أبا بكر اشتراه وهو مدفون بالحجارة يعذب تحتها.
وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، وكان يؤذن لرسول صلى الله عليه وسلم في حياته سفرا وحضرا، وهو أول من أذن له في الإسلام.
أخبرنا يعيش بن صدقة بن علي الفراتي الفقيه الشافعي بإسناده إلى أحمد بن شعيب قال: حدثنا محمد عن معدان بن عيسى، أخبرنا الحسن بن أعين، حدثنا زهير، حدثنا الأعمش، عن إبراهيم عن الأسود بن بلال قال: «آخر الأذان، الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله».
فلما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر: بل تكون عندي، فقال: إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله، عز وجل، فذرني أذهب إلى الله عز وجل فقال: اذهب، فذهب إلى الشام، فكان به حتى مات. وقيل: إنه أذن لأبي بكر، رضي الله عنه، بعد النبي صلى الله عليه وسلم.
أخبرنا أبو محمد بن أبي القاسم الدمشقي إجازة، أخبرنا عمي، أخبرنا أبو طالب بن يوسف، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا محمد بن العباس أخبرنا أحمد بن معروف، أخبرنا الحسين بن الفهم، أخبرنا محمد بن سعد، أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، أخبرنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن، حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعمار بن حفص بن سعد، وعمر بن حفص بن عمر بن سعد، عن آبائهم، عن أجدادهم أنهم أخبروهم قالوا: لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جاء بلال إلى أبي بكر، رضي الله عنه، فقال: يا خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أفضل أعمال المؤمن الجهاد في سبيل الله» وقد أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت، فقال أبو بكر: أنشدك الله يا بلال، وحرمتي وحقي، فقد كبرت واقترب أجلي، فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر، فلما توفي جاء بلال إلى عمر رضي الله عنه فقال له كما قال لأبي بكر، فرد عليه كما رد أبو بكر، فأبى. وقيل إنه لما قال له عمر، ليقيم عنده، فأبى عليه: ما يمنعك أن تؤذن؟ فقال: إني أذنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، ثم أذنت لأبي بكر حتى قبض، لأنه كان ولي نعمتي، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا بلال، ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله، فخرج إلى الشام مجاهدا، وإنه أذن لعمر بن الخطاب لما دخل الشام مرة واحدة، فلم ير باكيا أكثر من ذلك اليوم روى عنه أبو بكر، وعمر، وعلي، وابن مسعود، وعبد الله بن عمر، وكعب بن عجرة، وأسامة ابن زيد، وجابر، وأبو سعيد الخدري، والبراء بن عازب، وروى عنه جماعة من كبار التابعين بالمدينة والشام، وروى أبو الدرداء أن عمر بن الخطاب لما دخل من فتح بيت المقدس إلى الجابية سأله بلال أن يقره بالشام، ففعل ذلك، قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبينه؟ قال: وأخوك، فنزلا داريا في خولان، فقال لهم: قد أتيناكم خاطبين، وقد كنا كافرين، فهدانا الله، وكنا مملوكين فأعتقنا الله، وكنا فقيرين فأغنانا الله، فإن تزوجونا فالحمد لله، وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله، فزوجوهما.
ثم إن بلالا رأى النبي صلى الله عليه وسلم في منامه وهو يقول: «ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك أن تزورنا» ؟
فانتبه حزينا، فركب إلى المدينة فأتى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وجعل يبكي عنده ويتمرع عليه، فأقبل الحسن والحسين، فجعل يقبلهما ويضمهما، فقالا له: نشتهي أن تؤذن في السحر، فعلا سطح المسجد، فلما قال: «الله أكبر، الله أكبر» ارتجت المدينة، فلما قال: «أشهد أن لا إله إلا الله» زادت رجتها، فلما قال: «أشهد أن محمدا رسول الله» خرج النساء من خدورهن، فما رئي يوم أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم.
أخبرنا أبو جعفر بن أحمد بن علي، وإسماعيل بن عبيد الله بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، قالوا: بإسنادهم عن أبي عيسى الترمذي قال: حدثنا الحسين بن حريث، أخبرنا علي بن الحسين بن واقد، حدثني أبي، أخبرنا عبد الله بن بريدة عن أبيه قال: «أصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا بلالا فقال: يا بلال، بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي». وأخبرنا عمر بن محمد بن المعمر وغيره قالوا: أخبرنا هبة الله بن عبد الواحد الكاتب، أخبرنا أبو طالب محمد بن غيلان، أخبرنا محمد بن عبد الله بن إبراهيم، أخبرنا أبو منصور بن سليمان بن محمد بن الفضل البجلي، أخبرنا ابن أبي عمر، أخبرنا سفيان عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي أن بلالا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: «لا تسبقني بآمين».
وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا» يعني: بلالا.
وقال مجاهد: أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله، وأبو بكر، وخباب، وصهيب، وعمار، وبلال، وسمية أم عمار، فأما بلال فهانت عليه نفسه في الله، عز وجل، وهان على قومه فأخذوه فكتفوه، ثم جعلوا في عنقه حبلا من ليف فدفعوه إلى صبيانهم، فجعلوا يلعبون به بين أخشبي مكة، فإذا ملوا تركوه، وأما الباقون فترد أخبارهم في أسمائهم.
وروى شبابة، عن أيوب بن سيار، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال. قال. «أذنت في غداة باردة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فلم ير في المسجد أحدا فقال: أين الناس؟ فقلت: حبسهم القر، فقال: اللهم أذهب عنهم البرد، قال: فلقد رأيتهم يتروحون في الصلاة». ورواه الحماني، وغيره عن أيوب، ولم يذكروا أبا بكر. قال محمد بن سعد كاتب الواقدي: توفي بلال بدمشق، ودفن بباب الصغير سنة عشرين، وهو ابن بضع وستين سنة، وقيل: مات سنة سبع أو ثماني عشرة، وقال علي بن عبد الرحمن: مات بلال بحلب، ودفن على باب الأربعين، وكان آدم شديد الأدمة، نحيفا طوالا، أجنى خفيف العارضين.
قال أبو عمر: وله أخ اسمه خالد، وأخت اسمها: غفيرة، وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث، ولم يعقب بلال.
أخرجه الثلاثة.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 129

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 415

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 243

بلال بن رباح الحبشي المؤذن، وهو بلال بن حمامة، وهي أمه.
اشتراه أبو بكر الصديق من المشركين لما كانوا يعذبونه على «التوحيد»، فأعتقه، فلزم النبي صلى الله عليه وسلم وأذن له، وشهد معه جميع المشاهد، وآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين أبي عبيدة بن الجراح، ثم خرج بلال بعد النبي صلى الله عليه وسلم مجاهدا إلى أن مات بالشام.
قال أبو نعيم: كان ترب أبي بكر، وكان خازن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وروى أبو إسحاق الجوزجاني في تاريخه، من طريق منصور، عن مجاهد، قال: قال عمار- كل قد قال: ما أرادوا- يعني المشركين- غير بلال.
ومناقبه كثيرة مشهورة، قال ابن إسحاق: كان لبعض بني جمح مولد من مولديهم، واسم أمه حمامة. وكان أمية بن خلف يخرجه إذا حميت الظهيرة، فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة على صدره، ثم يقول: لا يزال على ذلك حتى يموت أو يكفر بمحمد، فيقول- وهو في ذلك: أحد أحد. فمر به أبو بكر فاشتراه منه بعبد له أسود جلد.
قال البخاري: مات بالشام زمن عمر.
وقال ابن بكير: مات في طاعون عمواس. وقال عمرو بن علي: مات سنة عشرين.
وقال ابن زبر: مات: ب «داريا»، وفي المعرفة لابن مندة أنه دفن بحلب.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 455

بلال بن حمامة روى عنه كعب بن نوفل في زواج فاطمة.
قلت: فرق أبو موسى بينه وبين بلال المؤذن والحديث واه جدا، ولو ثبت لكان هو بلال بن رباح المؤذن.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 484

مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم بلال بن رباح الحبشي، مولى أبي بكر، وأمه حمامة، أبو عبد الكريم، مؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم. من السابقين الأولين، شهد بدرا وغيرها، وعذب في الله. روى له البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه. وتوفي سنة عشرين للهجرة بدمشق. أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم طول حياته حضرا وسفرا إلا يوم أذن أخو صداء. وأذن يوم الفتح على ظهر الكعبة؛ وقيل أذن لأبي بكر مدة خلافته، وأذن لعمر الجابية مرة. وأول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار، وأمه سمية، وصهيب وبلال والمقداد، وقيل خباب مكان المقداد، وسماه عروة بن الزبير ’’ بلال الخير’’. وهو أحد الذين نزل فيهم ’’ولا تطرد الذين يدعون ربهم’’ ’’ومن الناس من يشري نفسه’’. وعن النبي صلى الله عليه وسلم: السباق أربعة: أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبش. وعنه: اشتاقت الجنة، إلى ثلاثة: علي وعمار وبلال. وعنه: يحشر بلال على ناقة من نوق الجنة، فينادي بالأذان محضا، فإذا بلغ ’’اشهد أن محمدا رسول الله’’، شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت منه، ويؤتى بحلتين من حلل الجنة فيكساهما. وجاء في حقه من هذا كثير. وقال عمر رضي الله عنه: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا، يعني بلالا. ولما حضرته الوفاة كان يقول: ’’غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه، وافرحتاه’’. وقد اختلف في مكان وفاته وزمانها، فقيل بدمشق، وقيل بحلب، وقيل مات سنة سبع عشرة، وقيل ثمان عشرة، وعشرين، وإحدى وعشرين، في طاعون عمواس، وله بضع وستون سنة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0

مؤذن الرسول رباح مولى النبي صلى الله عليه وسلم. كان أسود وربما أذن على النبي صلى الله عليه وسلم أحيانا إذا انفرد رسول الله صلى الله عليه وسلم.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0

بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق. وأمه: حمامة. وهو مؤذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من السابقين الأولين الذين عذبوا في الله شهد بدرا وشهد له النبي -صلى الله عليه وسلم- على التعيين بالجنة وحديثه في الكتب.
حدث عنه: ابن عمر وأبو عثمان النهدي والأسود وعبد الرحمن بن أبي ليلى وجماعة ومناقبه جمة استوفاها الحافظ ابن عساكر وعاش بضعا وستين سنة يقال: إنه حبشي وقيل: من مولدي الحجاز.
وفي وفاته أقوال: أحدها بداريا في سنة عشرين.
عاصم، عن زر، عن عبد الله أول من أظهر إسلامه سبعة: رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر وعمار وأمه سمية وبلال وصهيب والمقداد. فأما النبي -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر فمنعهما الله بقومهما وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في
الشمس، فما منهم أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلال فإنه هانت عليه نفسه في الله وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة وهو يقول: أحد أحد. وله إسناد آخر صحيح.
أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لبلال عند صلاة الصبح: ’’حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني قد سمعت الليلة خشفة نعليك بين يدي في الجنة’’ قال: ما عملت عملا أرجى من أني لم أتطهر طهورا تاما في ساعة من ليل ولا نهار إلا صليت لربي ما كتب لي أن أصلي.
حسين بن واقد، حدثنا ابن بريدة سمعت أبي يقول: أصبح رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدعا بلالا فقال: ’’بم سبقتني إلى الجنة؟ ما دخلت الجنة قط إلا سمعت خشخشتك أمامي إني دخلت الجنة البارحة فسمعت خشخشتك أمامي وأتيت على قصر من ذهب فقلت لمن هذا؟ قالوا: لعمر’’ فقال بلال ما أذنت قط إلا صليت ركعتين وما أصابني حدث إلا توضأت ورأيت أن لله علي ركعتين أركعهما، فقال: ’’بها’’.
حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس مرفوعا: ’’دخلت الجنة فسمعت خشفة فقلت ما هذه؟ قيل: بلال’’.
عمارة بن زاذان: عن ثابت، عن أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ’’السباق أربعة: أنا سابق العرب وسلمان سابق الفرس وبلال سابق الحبشة وصهيب سابق الروم’’.
المسعودي، عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أول من أذن بلال بن المنكدر، عن جبر قال عمر: أبو بكر سيدنا أعتق بلالا سيدنا.
عمر بن حمزة، عن سالم أن شاعرا مدح بلال بن عبد الله بن عمر فقال:
وبلال عبد الله خير بلال
فقال ابن عمر: كذبت بل وبلال رسول الله خير بلال.
وفي حديث عمرو بن عبسة، فقلت: من اتبعك قال: ’’حر وعبد’’ فإذا معه أبو بكر وبلال.
وفي كنية بلال ثلاثة أقوال: أبو عبد الكريم وأبو عبد الله وأبو عمرو نقلها الحافظ أبو القاسم.
وقال: حدث عنه أبو بكر وعمر وأسامة بن زيد وابن عمر وكعب بن عجرة والصنابحي والأسود وأبو إدريس الخولاني وسعيد بن المسيب وابن أبي ليلى والحكم بن مينا وأبو عثمان النهدي.
قال أيوب بن سيار أحد التلفى: عن محمد بن المنكدر، عن جابر، عن أبي بكر، عن بلال قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أصبحوا بالصبح، فإنه أعظم للأجر’’.
وقال محمد بن سعد: بلال بن عبد الله من مولدي السراة كانت أمه حمامة لبني جمح.
وقال البخاري: بلال أخو خالد وغفرة مؤذن النبي -صلى الله عليه وسلم- مات بالشام وذكر الكنى الثلاثة.
قال عطاء الخراساني: كنت عند ابن المسيب فذكر بلالا فقال: كان شحيحا على دينه وكان يعذب في الله فلقي النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’لو كان عندنا شيء ابتعنا بلالا’’ فلقي أبو بكر العباس فقال اشتر لي بلالا فاشتراه العباس وبعث به إلى أبي بكر فأعتقه.
محمد بن خالد الطحان: أنبأنا أبي، عن داود، عن الشعبي قال: كان موالي بلال يضجعونه على بطنه ويعصرونه ويقولون: دينك اللات والعزى فيقول: ربي الله أحد أحد ولو أعلم كلمة أحفظ لكم منها لقلتها! فمر أبو بكر بهم فقالوا: اشتر أخاك في دينك فاشتراه بأربعين أوقية فأعتقه فقالوا: لو أبى إلا أوقية لبعناه فقال: وأقسم بالله لو أبيتم إلا بكذا وكذا -لشيء كثير- لاشتريته.
وفي السيرة: أن أبا بكر اشتراه بعبد أسود مشرك من أمية بن خلف.
هشام بن عروة، عن أبيه قال: مر ورقة بن نوفل ببلال وهو يعذب على الإسلام يلصق ظهره بالرمضاء وهو يقول: أحد أحد فقال: يا بلال صبرا والذي نفسي بيده لئن قتلتموه لأتخذنه حنانا.
هذا مرسل ولم يعش ورقة إلى ذلك الوقت.
هشام، عن ابن سيرين أن بلالا لما ظهر مواليه على إسلامه مطوه في الشمس وعذبوه وجعلوا يقولون: إلهك اللات والعزى وهو يقول: أحد أحد فبلغ أبا بكر فأتاهم فقال: علام تقتلونه؟ فإنه غير مطيعكم قالوا: اشتره فاشتراه بسبع أواق فأعتقه.
وأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: ’’الشركة يا أبا بكر’’ قال: قد أعتقته.
ابن عيينة:، عن إسماعيل، عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالا وهو مدفون في الحجارة بخمس أواق ذهبا فقالوا: لو أبيت إلا أوقية لبعناكه قال: لو أبيتم إلا مئة أوقية لأخذته. إسناده قوي.
إسرائيل، عن المقدام بن شريح، عن أبيه، عن سعد قال: كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ستة نفر فقال المشركون: اطرد هؤلاء عنك فلا يجترؤون علينا وكنت أنا وابن مسعود وبلال ورجل من هذيل وآخران فأنزل الله {ولا تطرد الذين يدعون ربهم} الآية.
ابن علية: عن يونس، عن الحسن قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’بلال سابق الحبشة’’.
قالت عائشة: لما قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- المدينة وعك أبو بكر وبلال فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

وكان بلال إذا أقلع عنه يرفع عقيرته ويقول:
اللهم العن عتبة وشيبة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلى أرض الوباء.
الحسن بن صالح: عن أبي ربيعة، عن الحسن، عن أنس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’اشتاقت الجنة إلى ثلاثة علي وعمار وبلال’’.
أبو ربيعة عمر بن ربيعة الإيادي ضعيف.
حسام بن مصك، عن قتادة، عن القاسم بن ربيعة، عن زيد بن أرقم يرفعه: ’’نعم المرء بلال سيد المؤذنين يوم القيامة والمؤذنون أطول الناس أعناقا يوم القيامة’’.
وله طرق أخر ضعيفة. ويروى بإسناد واه من مراسيل كثير بن مرة: ’’يؤتى بلال بناقة من نوق الجنة فيركبها’’.
بن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’سادة السودان: لقمان والنجاشي وبلال ومهجع’’.
رواه معاوية بن صالح، عن الأوزاعي معضلا.
هشام بن عروة، عن أبيه قال: أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بلالا وقت الفتح فأذن فوق الكعبة.
وقال ابن سعد: حدثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثنا عبد الرحمن بن سعد بن عمار المؤذن، حدثني ابن عمي عبد الله بن محمد وعمار بن حفص وأخوه عمر، عن آبائهم، عن أجدادهم أن النجاشي بعث بثلاث عنزات إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فأعطى عليا واحدة وعمر واحدة وأمسك واحدة فكان بلال يمشي بها بين يديه في العيدين حتى يأتي المصلى فيركزها بين يديه فيصلي إليها ثم كان يمشي بها بين يدي أبي بكر ثم كان سعد القرظ يمشي بها بين يدي عمر وعثمان.
قالوا: ولما توفي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جاء بلال يريد الجهاد إلى أبي بكر الصديق فقال له: يا خليفة رسول الله! إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول: ’’أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله’’ فقال أبو بكر: فما تشاء يا بلال؟ قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت.
قال أبو بكر: أنشدك بالله يا بلال! وحرمتي وحقي فقد كبرت وضعفت واقترب أجلي فأقام معه حتى توفي ثم أتى عمر فرد عليه فأبى بلال فقال: إلى من ترى أن أجعل النداء؟ قال: إلى سعد فقد أذن لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فجعله عمر إلى سعد وعقبه.
حماد بن سلمة: عن علي بن زيد، عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال: أعتقتني لله أو لنفسك؟ قال: لله قال: فائذن لي في الغزو. فأذن له فذهب إلى الشام فمات ثم.
محمد بن نصر المروزي: حدثنا أحمد بن عبد الرحمن القرشي، حدثنا الوليد بن مسلم أخبرني سعيد بن عبد العزيز وابن جابر وغيرهما أن بلالا لم يؤذن لأحد بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأراد الجهاد فأراد أبو بكر منعه فقال: إن كنت أعتقتني لله فخل سبيلي. قال: فكان بالشام حتى قدم عمر الجابية فسأل المسلمون عمر أن يسأل لهم بلالا يؤذن لهم فسأله فأذن يوما فلم ير يوما كان أكثر باكيا من يومئذ ذكرا منهم للنبي -صلى الله عليه وسلم. قال الوليد: فنحن نرى أن أذان أهل الشام، عن أذانه يومئذ.
هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه قال: قدمنا الشام مع عمر فأذن بلال فذكر الناس النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم أر يوما أكثر باكيا منه.
أبو أحمد الحاكم: أنبأنا محمد بن الفيض بدمشق، حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن
محمد بن سليمان بن أبي الدرداء، حدثني أبي، عن جدي سليمان، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء قال: لما دخل عمر الشام سأل بلال أن يقره به ففعل قال: وأخي أبو رويحة الذي آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بيني وبينه فنزل بداريا في خولان فأقبل هو وأخوه إلى قوم من خولان فقالوا: إنا قد أتيناكم خاطبين وقد كنا كافرين فهدانا الله ومملوكين فأعتقنا الله وفقيرين فأغنانا الله فإن تزوجونا فالحمد لله وإن تردونا فلا حول ولا قوة إلا بالله فزوجوهما.
ثم إن بلالا رأى النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: ’’ما هذه الجفوة يا بلال؟ أما آن لك أن تزورني’’؟ فانتبه حزينا وركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه فأقبل الحسن والحسين فجعل يضمهما ويقبلهما فقالا له: يا بلال! نشتهي أن نسمع أذانك. ففعل وعلا السطح ووقف فلما أن قال: الله أكبر الله أكبر ارتجت المدينة فلما أن قال: أشهد أن لا إله إلا الله ازداد رجتها فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله خرجت العواتق من خدورهن وقالوا: بعث رسول الله فما رؤي يوم أكثر باكيا ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من ذلك اليوم.
إسناده لين وهو منكر.
قتيبة: حدثنا الليث، عن يحيى بن سعيد قال: ذكر عمر فضل أبي بكر فجعل يصف مناقبه ثم قال: وهذا سيدنا بلال حسنة من حسناته.
أبو هشام الرفاعي: حدثنا ابن فضيل، حدثنا إسماعيل، عن قيس قال: بلغ بلالا أن ناسا يفضلونه على أبي بكر فقال: كيف يفضلوني عليه وإنما أنا حسنة من حسناته.
الواقدي: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول قال: حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة نحيفا طوالا أجنأ له شعر كثير وخفيف العارضين به شمط كثير وكان لا يغير.
وقيل: كان بلال ترب أبي بكر.
قال سعيد بن عبد العزيز: لما احتضر بلال قال:
قال: تقول امرأته: واويلاه! فقال: وافرحاه!.
قال محمد بن إبراهيم التيمي، وبن إسحاق وأبو عمر الضرير وجماعة: توفي بلال سنة عشرين بدمشق.
قال الواقدي: ودفن بباب الصغير وهو ابن بضع وستين سنة.
وقال علي بن عبد الله التميمي: دفن بباب كيسان.
وقال ابن زيد: حمل من داريا فدفن بباب كيسان وقيل مات سنة إحدى وعشرين.
وقال مروان بن محمد الطاطري: مات بلال في داريا وحمل فقبر في باب الصغير.
وقال عبد الجبار بن محمد في ’’تاريخ داريا’’: سمعت جماعة من خولان يقولون: إن قبره بداريا بمقبرة خولان.
وأما عثمان بن خرزاذ فقال: حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي، حدثنا أبو سعد الأنصاري، عن علي بن عبد الرحمن: قال: مات بلال بحلب ودفن بباب الأربعين.
جاء عنه أربعة وأربعون حديثا منها في ’’الصحيحين’’ أربعة المتفق عليها واحد.
وانفرد البخاري بحديثين ومسلم بحديث موقوف.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 210

بلال بن رباح ومنهم السيد المتعبد المتجرد، بلال بن رباح، عتيق الصديق ذي الفضل والسماح، علم الممتحنين في الدين والمعذبين، خازن الرسول الأمين محمد سيد المرسلين، السابق الوامق، والمتوكل الواثق، وقد قيل: «إن التصوف قطع العلائق، والأخذ بالوثائق»
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر، ثنا أحمد بن يونس، ثنا عبد العزيز الماجشون، ثنا ابن المنكدر، عن جابر، قال: كان عمر بن الخطاب يقول: «أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا» يعني بلالا رضي الله عنه
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا سهل بن أبي سهل، ثنا محمد بن عبد الله، ثنا يزيد بن هارون، ثنا حسام بن مصك، ثنا قتادة، عن القاسم بن ربيعة، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «نعم المرء بلال، وهو سيد المؤذنين»
حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا محمد بن يحيى، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعد، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني هشام بن عروة بن الزبير، عن أبيه، قال: ’’كان ورقة بن نوفل يمر ببلال وهو يعذب وهو يقول: أحد أحد، فيقول: أحد أحد، الله يا بلال، ثم يقبل ورقة بن نوفل على أمية بن خلف، وهو يصنع ذلك ببلال فيقول: أحلف بالله عز وجل لئن قتلتموه على هذا لأتخذنه حنانا، حتى مر به أبو بكر الصديق يوما وهم يصنعون ذلك فقال لأمية: ألا تتقي الله في هذا المسكين، حتى متى؟ قال: أنت أفسدته، فأنقذه مما ترى، فقال أبو بكر: أفعل، عندي غلام أسود أجلد منه وأقوى على دينك أعطيكه به، قال: قد قبلت، قال: هو لك، فأعطاه أبو بكر غلام ذلك وأخذ بلالا فأعتقه، ثم أعتق معه على الإسلام قبل أن يهاجر من مكة ست رقاب، بلال سابعهم ’’ قال محمد بن إسحاق: ’’وكان بلال مولى أبي بكر لبعض بني جمح، مولدا من مولديهم، وهو بلال بن رباح، كان اسم أمه حمامة، وكان صادق الإسلام طاهر القلب، فكان أمية يخرجه إذا حميت الظهيرة فيطرحه على ظهره في بطحاء مكة، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ثم يقول له: لا تزال هكذا حتى تموت، أو تكفر بمحمد وتعبد اللات والعزى، فيقول وهو في ذلك البلاء: أحد أحد’’
قال عمار بن ياسر - وهو يذكر بلالا وأصحابه وما كانوا فيه من البلاء، وإعتاق أبي بكر إياه، وكان اسم أبي بكر عتيقا رضي الله عنه:’’
[البحر الطويل]

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبي، وعمي أبو بكر، قالا: ثنا ابن أبي بكير، ثنا زائدة، عن عاصم، عن زر، عن عبد الله، قال: ’’أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله تعالى بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون وألبسوهم أدرع الحديد، ثم صهروهم في الشمس، فما منهم أحد إلا وأتاهم على ما أرادوا إلا بلالا، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب في مكة، وهو يقول: أحد أحد’’
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو حذيفة، ثنا عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بلال سابق الحبشة»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن خليد، ثنا أبو توبة، ثنا معاوية بن سلام، عن زيد بن أسلم، أنه سمع أبا سلام، يقول: حدثني عبد الله الهوزني، قال: لقيت بلالا فقلت: يا بلال حدثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ما كان له شيء، كنت أنا الذي ألي له ذاك منذ بعثه الله عز وجل حتى توفي، وكان إذا أتاه الرجل المسلم فرأه عاريا يأمرني به، فأنطلق فأستقرض وأشتري البردة فأكسوه وأطعمه’’
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عاصم بن علي، ثنا قيس بن الربيع، عن أبي حصين، عن يحيى بن وثاب، عن مسروق، عن عبد الله، قال: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على بلال، وعنده صبر من تمر، فقال: «ما هذا يا بلال؟» قال: يا رسول الله ادخرته لك ولضيفانك، قال: «أما تخشى أن تكون له بخار في النار، أنفق بلال ولا تخش من ذي العرش إقلالا»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن علي الصايغ، ثنا الحسن بن علي الحلواني، ثنا عمران بن بنان، ثنا طلحة، عن يزيد بن سنان، عن أبي المبارك، عن أبي سعيد الخدري، عن بلال، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا بلال مت فقيرا، ولا تمت غنيا»، قلت : فكيف لي بذلك يا رسول الله؟ قال: «ما رزقت فلا تخبئ، وما سئلت فلا تمنع»، فقلت: يا رسول الله كيف لي بذلك؟ قال: «هو ذلك أو النار»
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا عفان، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لقد أخفت في الله تعالى وما يخاف أحد، ولقد أوذيت في الله وما يؤذى أحد، ولقد أتت علي ثلاثون من يوم وليلة ما لي ولا لبلال طعام يأكله أحد إلا شيء يواريه إبط بلال»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’رأيتني دخلت الجنة وسمعت خشفا أمامي، فقلت: من هذا يا جبريل؟ فقال: هذا بلال’’
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا حسين بن واقد، حدثني عبد الله بن بريدة، عن أبيه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ’’سمعت في الجنة خشخشة أمامي، فقلت: من هذا؟ قالوا: بلال ’’، فأخبره وقال: «بم سبقتني إلى الجنة؟» قال: يا رسول الله ما أحدثت إلا توضأت، ولا توضأت إلا رأيت أن لله تعالى علي ركعتين فأصليهما ’’ رواه أبو حيان، عن أبي زرعة، عن عمرو بن جرير، عن أبي هريرة، مثله
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا أبو كريب، ثنا أبو معاوية، عن إسماعيل، عن قيس، قال: اشترى أبو بكر بلالا رضي الله عنهما بخمسة أواق فأعتقه، فقال: «يا أبا بكر إن كنت أعتقتني لله فدعني حتى أعمل لله، وإن كنت إنما أعتقتني لتتخذني خادما فاتخذني»، فبكى أبو بكر وقال: إنما أعتقتك لله، فاذهب فاعمل لله تعالى’’
حدثنا أبو حامد، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عيسى، ثنا ابن المبارك، ثنا معمر، حدثني عطاء الخراساني، عن سعيد بن المسيب، قال: لما كانت خلافة أبي بكر رضي الله تعالى عنه تجهز بلال ليخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر: ما كنت أراك يا بلال تدعنا على هذا الحال، لو أقمت معنا فأعنتنا، قال: «إن كنت إنما أعتقتني لله تعالى فدعني أذهب إليه، وإن كنت إنما أعتقتني لنفسك فاحبسني عندك»، فأذن له فخرج إلى الشام فمات بها’’

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 147

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 147

بلال بن رباح وذكر بلال بن رباح في أهل الصفة، وقد تقدم ذكرنا له، وأنه كان من السابقين المعذبين في الله عز وجل، خازن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين الوادعي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا أيوب بن سيار، ثنا محمد بن المنكدر، عن جابر، حدثني بلال، قال: ’’أذنت الصبح في ليلة باردة فلم يأتني أحد، ثم أذنت فلم يأتني أحد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما لهم؟» قلت: منعهم البرد، فقال: «اللهم اكسر عنهم البرد»، قال بلال: أشهد لقد رأيتهم يتروحون في الصبح من الحر’’

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 350

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 350

بلال بن رباح المؤذن يكنى أبا عبد الله، وقيل أبا عبد الكريم وقيل أبا عبد الرحمن وقال بعضهم: يكنى أبا عمرو، وهو مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه، اشتراه بخمس أواق، وقيل بسبع أواق، وقيل بتسع أواق ثم أعتقه، وكان له خازنا، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا، شهد بدرا وأحدا وسائر المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب.
وقيل: بل آخي بينه وبين أبي رويحة الخثعمي.
أخبرنا عبد الوارث، حدثنا قاسم، حدثنا الخشني، حدثنا ابن المثنى، حدثنا يحيى بن أبي بكير، حدثنا زائدة عن عاصم عن زر، عن عبد الله قال: كان أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار، وأمه سمية، وصهيب، وبلال، والمقداد، فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنعه الله بعمه أبي طالب، وأما أبو بكر فمنعه الله بقومه، وأما سائرهم فأخذهم المشركون فألبسوهم أدرع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد أتاهم على ما أرادوا إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على قومه، فأعطوه الولدان فجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد.
وروى منصور، عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام سبعة، فذكر معنى حديث ابن مسعود، إلا أنه لم يذكر المقداد، وذكر موضعه خبابا، وذكر في سمية ما لم يذكر في حديث ابن مسعود، وزاد في خبر بلال أنهم كانوا يطوفون به والحبل في عنقه بين أخشبي مكة.
قال ابن إسحاق: كان بلال مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه لبعض بنى جمح، مولدا من مولديهم، قيل من مولدي مكة. وقيل من مولدي السراة، واسم أبيه رباح، واسم أمه حمامة، وكان صادق الإسلام طاهر القلب وقال المدائني: كان بلال من مولدي السراة.
مات بدمشق، ودفن عند الباب الصغير بمقبرتها سنة عشرين، وهو ابن ثلاث وستين سنة. وقيل: توفي سنة إحدى وعشرين وقيل: توفي وهو ابن سبعين سنة. ويقال: كان ترب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وله أخ يسمى خالدا، وأخت تسمى غفرة. وهي مولاة عمر بن عبد الله مولى غفرة المحدث المصري.
وكان فيما ذكروا آدم شديد الأدمة، نحيفا طوالا أجنى خفيف العارضين. روى عنه عبد الله بن عمر وكعب بن عجرة، وكبار تابعي المدينة والشام والكوفة.
وقال علي بن عمر: روى عن بلال جماعة من الصحابة، منهم أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وأسامة بن زيد، وعبد الله بن عمر، وكعب ابن عجرة والبراء بن عازب وغيرهم رضي الله عنهم.
وروى ابن وهب وابن القاسم عن مالك قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لبلال: إني دخلت الجنة، فسمعت فيها خشفا أمامي قال: والخشف: الوطء والحس، فقلت: من هذا؟ قيل: بلال.
قال: فكان بلال إذا ذكر ذلك بكى. وذكر ابن أبي شيبة عن حسين بن علي عن شيخ يقال له الحفصي، عن أبيه عن جده، قال: أذن بلال حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم أذن لأبي بكر رضي الله عنه حياته، ولم يؤذن في زمن عمر فقال له عمر: ما منعك أن تؤذن؟ قال: إني أذنت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قبض، لأنه كان ولي نعمتي، وقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يا بلال، ليس عمل أفضل من الجهاد في سبيل الله، فخرج مجاهدا. ويقال: إنه أذن لعمر إذ دخل الشام مرة، فبكى عمر وغيره من المسلمين.
حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد، قال حدثنا محمد بن بكر، قال حدثنا أبو داود، قال: قرئ على سلمة بن شبيب وأنا شاهد. قال حدثنا عبد الرزاق، قال حدثنا معمر عن عطاء الخراساني قال: كنت عند سعيد بن المسيب فذكر بلالا فقال: كان شحيحا على دينه وكان يعذب على دينه. فإذا أراد المشركون أن يقاربهم قال: الله الله. قال: فلقى النبي صلى الله عليه وسلم أبا بكر رضي الله عنه فقال: لو كان عندنا مال اشترينا بلالا قال: فلقى أبو بكر العباس بن عبد المطلب، فقال له: اشتر لي بلالا. فانطلق العباس فقال لسيدته: هل لك أن تبيعيني عبدك هذا قبل أن يفوتك خيره وتحرمي منه؟ قالت: وما تصنع به! إنه خبيث، وإنه قال: ثم لقيها فقال مثل مقالته، فاشتراه العباس، فبعث به إلى أبي بكر، فأعتقه، فكان يؤذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يخرج إلى الشام، فقال له أبو بكر: بل تكون عندي. فقال إن كنت أعتقتني لنفسك فاحبسني، وإن كنت أعتقتني لله عز وجل فذرني أذهب إلى الله عز وجل. فقال: اذهب.
فذهب إلى الشام فكان بها حتى مات.
وأخبرنا عبد الله بن محمد، قال حدثنا محمد بن بكر، قال حدثنا أبو داود، قال: حدثنا حامد بن يحيى، قال حدثنا سفيان عن إسماعيل عن قيس، قال: اشترى أبو بكر بلالا وهو مدفون بالحجارة.
وأخبرنا عبد الله، حدثنا محمد قال حدثنا أبو داود، قال حدثنا مسدد.
قال حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه عن نعيم بن أبي هند قال: كان بلال لأيتام أبي جهل، وأن أبا جهل قال لبلال: وأنت أيضا تقول فيمن يقول؟ قال: فأخذه فبطحه على وجهه وسلقه في الشمس، وعمد إلى رحى فوضعها عليه، فجعل يقول: أحد أحد. قال: فبعث أبو بكر رضي الله عنه رجلا كان له صديقا، قال: اذهب فاشتر لي بلالا.
وذكر معنى خبر عبد الرزاق إلى قوله: فأعتقه، ولم يذكر ما بعد ذلك.
وكان أمية بن خلف الجمحي ممن يعذب بلالا، ويوالي عليه العذاب والمكروه، فكان من قدر الله تعالى أن قتله بلال يوم بدر على حسب ما أتى من ذلك في السير، فقال فيه أبو بكر الصديق رضي الله عنه أبياتا، منها قوله:

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 178

بلال بن رباح مولى أبي بكر ويكنى أبا عبد الله. وكان من مولدي السراة
واسم أمه حمامة. وكانت لبعض بني جمح.
[قال: أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم عن يونس عن الحسن قال: قال رسول الله. ص: بلال سابق الحبشة].
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا معاوية بن عبد الرحمن بن أبي مزرد عن يزيد بن رومان عن عروة بن الزبير قال: كان بلال بن رباح من المستضعفين من المؤمنين. وكان يعذب حين أسلم ليرجع عن دينه. فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون. وكان الذي يعذبه أمية بن خلف.
قال: أخبرنا عثمان بن عمر ومحمد بن عبد الله الأنصاري قالا: أخبرنا ابن عون عن عمير بن إسحاق قال: كان بلال إذا اشتدوا عليه في العذاب قال: أحد أحد. فيقولون له: قل كما نقول. فيقول: إن لساني لا يحسنه.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن محمد أن بلالا أخذه أهله فمطوه وألقوا عليه من البطحاء وجلد بقرة فجعلوا يقولون:
ربك اللات والعزى. ويقول: أحد أحد. قال فأتى عليه أبو بكر فقال: علا م تعذبون هذا الإنسان؟ قال: فاشتراه بسبع أواق فأعتقه. فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -
[فقال: الشركة يا أبا بكر. فقال: قد أعتقته يا رسول الله].
قال: أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال: أخبرنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق.
قال: أخبرنا الفضل بن دكين وعبد الملك بن عمرو العقدي وأحمد بن عبد الله بن يونس قالوا: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن عمر كان يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا.
يعني بلالا.
قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد الضبي عن ليث عن مجاهد في قوله تعالى: {ما لنا لا نرى رجالا كنا نعدهم من الأشرار أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار} ص: 63. قال: يقول أبو جهل أين بلال أين فلان أين فلان كنا نعدهم في الدنيا من الأشرار فلا نراهم في النار أم هم في مكان لا نراهم فيه أم هم في النار لا نرى مكانهم؟.
قال: أخبرنا جرير بن عبد الحميد عن منصور عن مجاهد قال: أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر. وبلال. وخباب. وصهيب.
وعمار. وسمية أم عمار. قال: فأما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فمنعه عمه. وأما أبو بكر فمنعه قومه. وأخذ الآخرون فألبسوهم أدراع الحديد ثم صهروهم في الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ فأعطوهم ما سألوا. فجاء كل رجل منهم قومه بأنطاع الأدم فيها الماء فألقوهم فيه وحملوا بجوانبه إلا بلالا. فلما كان العشي جاء أبو جهل فجعل يشتم سمية ويرفث. ثم طعنها فقتلها فهي أول شهيد استشهد في الإسلام إلا بلالا فإنه هانت عليه نفسه في الله حتى ملوه. فجعلوا في عنقه حبلا ثم أمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي مكة. فجعل بلال يقول: أحد أحد.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني محمد بن صالح عن عاصم بن عمر بن قتادة لما هاجر بلال إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين بلال وبين عبيدة بن الحارث بن المطلب.
وقال محمد بن عمر: ويقال أنه آخى بين بلال وبين أبي رويحة الخثعمي.
قال محمد بن عمر: وليس ذلك بثبت ولم يشهد أبو رويحة بدرا.
وكان محمد بن إسحاق يثبت مؤاخاة بلال وأبي رويحة بن عبد الله بن عبد الرحمن الخثعمي ثم أحد الفرع ويقول: لما دون عمر بن الخطاب الدواوين بالشام خرج بلال إلى الشام فأقام بها مجاهدا. فقال له عمر: إلى من تجعل ديوانك يا بلال؟ قال: مع أبي رويحة لا أفارقه أبدا للأخوة التي كان رسول الله ص. عقد بيني وبينه. فضمه إليه وضم ديوان الحبشة إلى خثعم لمكان بلال منهم. فهو في خثعم إلى هذا اليوم بالشام.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دكين قالا: أخبرنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أول من أذن بلال.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: كان بلال إذا فرغ من الأذان فأراد أن يعلم النبي - صلى الله عليه وسلم -
أنه قد أذن وقف على الباب وقال: حي على الصلاة. حي على الفلاح. الصلاة يا رسول الله.
قال محمد بن عمر: فإذا خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرآه بلال ابتدأ في الإقامة.
قال: أخبرنا عبيد الله بن موسى قال: أخبرنا إسرائيل عن جابر عن عامر قال: كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاثة مؤذنين: بلال وأبو محذورة وعمرو ابن أم مكتوم. فإذا غاب بلال أذن أبو محذورة. وإذا غاب أبو محذورة أذن عمرو ابن أم مكتوم. أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن ابن مليكة أو غيره أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر بلالا أن يؤذن يوم الفتح على ظهر الكعبة فأذن على ظهرها والحارث بن هشام وصفوان بن أمية قاعدان. فقال أحدهما للآخر: انظر إلى هذا الحبشي. فقال الآخر: إن يكرهه الله يغيره.
قال: أخبرنا مالك بن إسماعيل أبو غسان النهدي قال: أخبرنا شريك عن سماك بن حرب عن جابر بن سمرة أن بلالا كان يؤذن حين يدحض الشمس ويؤخر الإقامة قليلا. أو قال: وربما أخر قليلا ولكن لا يخرج في الأذان عن الوقت.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعارم قالا: أخبرنا حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس بن مالك أن بلالا صعد ليؤذن وهو يقول:

قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر قال: كانت العنزة تحمل بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم العيد يحملها بلال المؤذن.
قال محمد بن عمر: فكان يركزها بين يديه والمصلى يومئذ فضاء.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عمار بن سعد القرظ عن أبيه عن جده قال: كان بلال يحمل العنزة بين يدي رسول الله ص. يوم العيد والاستسقاء.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني قال: حدثني عبد الرحمن
ابن سعد بن عمار بن سعد بن عمار بن سعد المؤذن قال: حدثني عبد الله بن محمد بن عمار بن سعد وعمار بن حفص بن عمر بن سعد وعمر بن حفص بن عمر بن سعد عن آبائهم عن أجداده أنهم أخبروه أن النجاشي الحبشي بعث إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عنزات فأمسك النبي - صلى الله عليه وسلم - واحدة لنفسه وأعطى علي ابن أبي طالب واحدة وأعطى عمر بن الخطاب واحدة. فكان بلال يمشي بتلك العنزة التي أمسكها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لنفسه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العيدين يوم الفطر ويوم الأضحى حتى يأتي المصلى فيركزها بين يديه فيصلي إليها. ثم كان يمشي بها بين يدي أبي بكر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذلك. ثم كان سعد القرظ يمشي بها بين يدي عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان في العيدين فيركزها بين أيديهما ويصليان إليها. قال عبد الرحمن بن سعد: وهي هذه العنزة التي يمشى بها اليوم بين يدي الولاة.
قالوا: ولما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء بلال إلى أبي بكر الصديق فقال له:
يا خليفة رسول الله إني [سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله]. فقال أبو بكر: فما تشاء يا بلال؟ قال: أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت. فقال أبو بكر: أنشدك الله يا بلال وحرمتي وحقي فقد كبرت وضعفت واقترب أجلي. فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر. فلما توفي أبو بكر جاء بلال إلى عمر بن الخطاب فقال له كما قال لأبي بكر. فرد عليه عمر كما رد عليه أبو بكر. فأبى بلال عليه فقال عمر: فإلى من ترى أن أجعل النداء؟ فقال:
إلى سعد. فإنه قد أذن لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدعا عمر سعدا فجعل الأذان إليه وإلى عقبه من بعده.
قال: أخبرنا محمد بن عمر عن موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: لما توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أذن بلال ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يقبر. فكان إذا قال أشهد أن محمدا رسول الله انتحب الناس في المسجد. قال فلما دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له أبو بكر: أذن. فقال: إن كنت إنما أعتقتني لأن أكون معك فسبيل ذلك. وإن كنت أعتقتني لله فخلني ومن أعتقتني له. فقال: ما أعتقتك إلا لله. قال: فإني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فذاك إليك.
قال فأقام حتى خرجت بعوث الشام فسار معهم حتى انتهى إليها.
قال: أخبرنا روح بن عبادة وعفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالوا: أخبرنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن سعيد بن المسيب أن أبا بكر لما قعد على المنبر يوم الجمعة قال له بلال: يا أبا بكر. قال: لبيك. قال: أعتقتني لله أو لنفسك؟ قال: لله. قال: فأذن لي حتى أغزو في سبيل الله. فأذن له فذهب إلى الشام فمات ثم.
قال: أخبرنا وهب بن جرير قال: أخبرنا شعبة عن مغيرة وأبي سلمة عن الشعبي قال: خطب بلال إلى أهل بيت من اليمن فقال: أنا بلال وهذا أخي.
عبدان من الحبشة كنا ضالين فهدانا الله وكنا عبدين فأعتقنا الله. فالحمد لله وإن تمنعونا فالله أكبر.
قال: أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا عبد الواحد بن زياد قال: أخبرنا عمرو بن ميمون قال: حدثني أبي أن أخا لبلال كان ينتمي إلى العرب ويزعم أنه منهم فخطب امرأة من العرب فقالوا: إن حضر بلال زوجناك. قال: فحضر بلال فتشهد وقال: أنا بلال بن رباح وهذا أخي وهو امرؤ سوء في الخلق والدين. فإن شئتم أن تزوجوه وإن شئتم أن تدعوا فدعوا. فقالوا: من تكون أخاه نزوجه.
فزوجوه.
قال: أخبرنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عن هشام بن سعد عن زيد ابن أسلم أن بني أبي البكير جاؤوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[فقالوا: زوج أختنا فلانا.
فقال لهم: أين أنتم عن بلال؟ ثم جاؤوا مرة أخرى فقالوا: يا رسول الله أنكح أختنا فلانا. فقال: أين أنتم عن بلال؟ ثم جاؤوا الثالثة فقالوا: أنكح أختنا فلانا. فقال: أين أنتم عن بلال؟؟ أين أنتم عن رجل من أهل الجنة؟ قال فأنكحوه].
قال: أخبرنا معن بن عيسى قال: أخبرنا هشام بن سعد عن زيد بن أسلم أن النبي - صلى الله عليه وسلم - زوج ابنة أبي البكير بلالا.
قال: أخبرنا حجاج بن محمد عن أبي معشر عن المقبري أن رسول الله ص. زوج ابنة البكير بلالا.
قال: أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا أبو هلال قال: أخبرنا قتادة أن بلالا
تزوج امرأة عربية من بني زهرة.
قال: أخبرت عن أبي اليمان الحمصي عن جرير بن عثمان عن عبد الرحمن ابن ميسرة عن ابن مراهن قال: كان أناس يأتون بلالا فيذكرون فضله وما قسم الله له من الخير فكان يقول: إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبدا.
قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله. ص: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني. وإن كنت إنما اشتريتني لله فذرني وعملي لله.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: توفي بلال بدمشق سنة عشرين ودفن عند الباب الصغير في مقبرة دمشق وهو ابن بضع وستين سنة.
قال: أخبرنا محمد بن عمر سمعت شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر الصديق يقول: كان بلال ترب أبي بكر. قال محمد بن عمر: فإن كان هذا هكذا وقد توفي أبو بكر سنة ثلاث عشرة وهو ابن ثلاث وستين سنة فبين هذا وبين ما روي لنا في بلال سبع سنين. وشعيب بن طلحة أعلم بميلاد بلال حين يقول هو ترب أبي بكر. فالله أعلم.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال: حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة. نحيفا. طوالا. أجنأ. له شعر كثير. خفيف العارضين. به شمط كثير. لا يغير. قال محمد بن عمر: قد شهد بلال بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خمسة نفر.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 174

بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق. رضي الله عنه. ويكنى أبا عبد الله.
وكان من مولدي السراة. واسم أمه حمامة. وكانت أمه لبعض بني جمح.
أخبرنا إسماعيل بن إبراهيم الأسدي عن يونس عن الحسن [قال: قال رسول الله. ص: بلال سابق الحبشة].
أخبرنا عبد الله بن الزبير الحميدي قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: اشترى أبو بكر بلالا بخمس أواق.
أخبرنا الفضل بن دكين وعبد الملك بن عمرو العقدي وأحمد بن عبد الله بن يونس قالوا: أخبرنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن محمد بن المنكدر عن جابر بن عبد الله أن عمر كان يقول: أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا. يعني بلالا.
أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي والفضل بن دكين قالا: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: أول من أذن بلال.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إبراهيم بن محمد بن عمار عن أبيه عن جده قال: كان بلال يحمل العنزة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم العيد والاستسقاء. قال محمد بن عمر: وشهد بلال بدرا وأحدا والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جاء إلى أبي بكر فاستأذنه في الخروج إلى الشام ليرابط في سبيل الله. فقال أبو بكر: أنشدك الله يا بلال وحرمتي وحقي قد كبرت سني وضعفت واقترب أجلي. فأقام بلال مع أبي بكر حتى توفي أبو بكر. ثم جاء إلى عمر فقال مثل ما قال لأبي بكر فأذن له فخرج إلى الشام فلم يزل بها حتى توفي.
حدثنا محمد بن عبيد الطنافسي قال: حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن قيس قال: قال بلال لأبي بكر حين توفي رسول الله. ص: إن كنت إنما اشتريتني لنفسك فأمسكني. وإن كنت إنما اشتريتني لله فذرني وعمل الله.
أخبرنا محمد بن عمر قال: أخبرنا موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبيه قال: توفي بلال بدمشق سنة عشرين ودفن عند باب الصغير في مقبرة دمشق وهو ابن بضع وستين سنة وذلك في خلافة عمر بن الخطاب. رضي الله عنه.
أخبرنا محمد بن عمر قال: سمعت شعيب بن طلحة من ولد أبي بكر الصديق.
رضي الله عنه. يقول: كان بلال ترب أبي بكر.
قال محمد بن عمر: فإن كان هذا هكذا وقد توفي أبو بكر سنة ثلاث عشرة وهو ابن ثلاث وستين سنة فبين هذا وبين ما روي لنا في بلال سبع سنين. وشعيب بن طلحة أعلم بميلاد بلال حين يقول: ترب أبي بكر. فالله أعلم.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال:
حدثني من رأى بلالا رجلا آدم شديد الأدمة نحيفا طوالا أجنأ له شعر كثير خفيف العارضين به شمط كثير لا يغيره.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 270

بلال بن رباح مولى أبي بكر، يكنى أبا عبد الكريم، ويقال: أبو عمرو، ويقال: أبو عبد الله، وأمه حمامة.
من مولدي السراة، عداده في أهل الشام، في موالى تيم، شهد بدرا والمشاهد كلها، توفي بدمشق، ويقال: بحلب، سنة عشرين من الهجرة، ويقال: سنة ثمان عشرة.
روى عنه: أبو بكر، وعمر، وجماعة من الصحابة رضي الله عنهم.
أخبرنا محمد بن يعقوب، قال: حدثنا أحمد بن الجبار، قال: حدثنا يونس، عن ابن إسحاق: في تسمية من شهد بدرا من بني تيم بن مرة: بلال بن رباح، مولى أبي بكر رضي الله عنه، لا عقب به.
قال يحيى بن بكير: مات بلال سنة ثمان عشرة.
أخبرناه أحمد بن إبراهيم بن جامع، قال: حدثنا أبو الزنباع، قال: حدثنا يحيى بن بكير بهذا.
أخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم الأذرعي، قال: حدثنا عثمان بن خرزاذ، قال: حدثنا محمد بن أبي أسامة الحلبي، قال: حدثنا أبو سعد الأنصاري، عن علي بن عبد الرحمن، قال: مات بلال بحلب، ودفن على باب الأربعين.
أخبرنا عبد الله بن محمد بن الحارث، قال: حدثنا محمد بن منصور، قال: حدثنا محمد بن سعد الواقدي قال: وبلال بن رباح مولى أبي بكر، يكنى أبا عبد الله، توفي بدمشق، ودفن بباب الصغير، سنة عشرين وهو ابن بضع وستين سنة، وكان من مولدي السراة.
أخبرنا أحمد بن محمد بن زياد، قال: حدثنا محمد بن عبيد الله بن أبي داود، قال: حدثنا شبابة بن سوار، ح: وحدثنا محمد بن عبد الله بن معروف، قال: حدثنا أحمد بن مهران، قال: حدثنا داود بن مهران، قالا: حدثنا أيوب بن سيار، عن محمد بن
المنكدر، عن جابر بن عبد الله، عن أبي بكر الصديق، عن بلال بن رباح: عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: أصبحوا بصلاة الصبح، فإنه أعظم للأجر.
هذا حديث غريب، لا يعرف إلا من حديث أيوب بن سيار.
أخبرنا محمد بن عبد الله بن معروف، قال: حدثنا محمد بن خلف المروزي، قال: حدثنا أبو بلال الأشعري، قال: حدثنا قيس بن الربيع، عن أبي حمزة، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، عن بلال، قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم عندي تمر، فأخرجته إلى السوق فبعت صاعين بصاع، فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: أردد البيع، ثم بع تمرنا بذهب وفضة، ثم اشتر بالدراهم.
هذا حديث غريب، لا يعرف عنه إلا من هذا الوجه.

  • مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 267

بلال بن رباح مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقه أبو بكر الصديق كنيته أبو عمرو قال لابي بكر الصديق بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم ان كنت أعتقتني لله فدعني أذهب حيث شئت وان كنت اعتقتني لنفسك فأمسكني قال أبو بكر اذهب حيث شئت فذهب إلى الشام وسكنها مؤثرا للجهاد على الاذان إلى أن مات بها سنة عشرين

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 85

بلال بن رباح، أبو عبد الكريم.
ويقال أيضا: أبو عمرو، ويقال أيضا: أبو عبد الله، مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم، مولى أبي بكر الصديق.
قال أبو عاصمٍ، وعبد الرزاق: عن ابن جريج: أخبرني، أبو بكرٍ، قال: أخبرني، أبو عبد الرحمن، عن أبي عبد الله، سمع عبد الرحمن بن عوف يسأل بلالا: كيف مسح النبي صلى الله عليه وسلم على الخفين؟ قال: تبرز ثم دعا بمطهرةٍ، فغسل وجهه ويديه، ومسح على خفيه، وعلى خمار العمامة.
وقال لنا أبو الوليد، وتابعه النضر: عن شعبة، عن أبي بكر بن حفص، سمعت أبا عبد الله، مولى بني مرة، عن أبي عبد الرحمن، سمع عبد الرحمن يسأل بلالاً، نحوه.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1

بلال بن رباح
وأمه حمامة مولاة بني جمح كان ممن سبق إلى الإسلام عنه قيس بن أبي حازم وابن أبي ليلى والنهدي مات على الصحيح بدمشق في سنة عشرين ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

بلال بن رباح القرشي التيمي المؤذن
مؤذن النبي صلى الله عليه وسلم كنيته أبو عبد الله ويقال أبو عبد الكريم ويقال أبو عمرو ويقال أبو عبد الرحمن له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم أعتقه أبو بكر وكان تربة وكان له ولاؤه قال لأبي بكر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إن كنت أعتقتني لله فدعني أذهب حيث شئت وإن كنت أعتقتني لنفسك فأمسكني قال أبو بكر رضي الله عنه اذهب حيث شئت فذهب إلى الشام وسكنها مؤثرا الجهاد على الأذان إلى أن مات سنة عشرين ويقال إن قبره بدمشق وكان له يوم مات بضع وستون سنة
روى عنه كعب بن عجرة في الوضوء وعبد الله بن عمر في الحج

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

بلال بن رباح
مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعتقه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وكان ترب أبي بكر وكان له ولاؤه وكنيته أبو عمرو ويقال أبو عبد الله ويقال أبو عبد الكريم أمه حمامة قال لأبي بكر بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم إن كنت أعتقتني لله فدعني أذهب حيث شئت وإن كنت أعتقتني لنفسك فأمسكني قال أبو بكر اذهب حيث شئت فذهب إلى الشام مؤثرا للجهاد على الأذان إلى أن مات سنة عشرين ويقال إن قبره بدمشق وسمعت أهل فلسطين يقولون إن قبره بعمواس وقد قيل إن قبره بداريا وامرأة بلال هند الخولانية وكان لبلال يوم مات بضع وستون سنة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

بلال بن رباح مولى أبي بكر الصديق رضي الله عنه
حدثنا علي بن محمد، نا أبو سلمة، نا حماد بن سلمة، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي إدريس، عن بلال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «مسح على الخمار والموقين»
حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، نا عبد الله بن صالح العجلي، نا أيوب بن عتبة، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن بلال قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح على الموقين والخمار»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

بلال بن رباح القرشي التيمى، مولاهم، أبو عبد الله:
ويقال أبو عبد الرحمن، ويقال أبو عبد الكريم، ويقال أبو عمرو المؤذن، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. ويقال له: بلال بن حمامة، وهي أمه.
أسلم قديما، وعذب في الله تعالى، وشهد بدرا وأحدا. والمشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم.
قال ابن إسحاق: قيل من مولدى مكة، وقيل من مولدى السراة. وذكر المديني القول الثاني.
وروينا من حديث ابن مسعود: أن أول من أظهر الإسلام: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وعمار وأمه سمية، وصهيب وبلالا والمقداد، فإنهم - إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر - أخذهم المشركون، فألبسوهم أدراع الحديد وصهروهم في الشمس، فما منهم إنسان إلا وقد وآتاهم على ما أرادوا، إلا بلال، فإنه هانت عليه نفسه في الله، وهان على
قومه، فأعطوه الولدان وجعلوا يطوفون به في شعاب مكة، وهو يقول: أحد أحد. وفي رواية: أنهم كانوا يطوفون به والحبل في عنقه، بين أخشبى مكة. وذكر في صفة تعذيبه غير ذلك.
وكان أبو بكر الصديق رضي الله عنه، هو الذي أراحه من ذلك؛ لأنه اشتراه بخمس أواق. وقيل بسبع. وقيل بتسع. ثم أعتقه. وكان له خازنا، ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنا. ويقال: إنه أذن بعده لأبي بكر رضي الله عنه، ثم رغب عن ذلك في خلافة عمر رضي الله عنه للجهاد، ويقال: إنه رغب عن ذلك في حياة أبي بكر رضي الله عنه، وخرج إلى الشام مجاهدا. ويقال: إنه أذن مرة لعمر رضي الله عنه، حين قدم إلى الشام. فبكى عمر وغيره من المسلمين. ذكر هذا كله من حاله ابن عبد البر بالمعنى.
وقال ابن الأثير: وهو أول من أذن في الإسلام. وذكر ابن الأثير خبرا فيه: أن بلالا رضي الله عنه، قدم المدينة زائرا، فقال له الحسن والحسين رضي الله عنهما: نشتهى أن تؤذن في السحر. فعلا سطح المسجد فلما قال: الله أكبر الله أكبر، ارتجت المدينة. فلما قال: أشهد أن لا إله إلا الله زادت رجتها. فلما قال: أشهد أن محمدا رسول الله، خرج النساء من خدورهن. فما رئى يومئذ أكثر باكيا وباكية من ذلك اليوم. انتهى.
ويقال: إنه لم يكمل الأذان حين أذن بالمدينة، في قدومه إليها للزيارة، وأنا أستبعد قطعه للأذان بعد شروعه فيه. والله أعلم.
ومن فضائله: ما رويناه في الترمذي مرفوعا، أن النبي صلى الله عليه وسلم، دعا بلالا، فقال له: «يا بلال، بم سبقتنى إلى الجنة، ما دخلت الجنة قط، إلا سمعت خشخشتك أمامى» .
روى بلال عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه مولاه الصديق وعمر، وغيرهما من الصحابة رضي الله عنهم، وجمع من التابعين. روى له الجماعة.
قال الواقدي عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول: حدثني من رأي بلالا، قال: كان رجلا آدم شديد الأدمة نحيفا طوال أجنا، له شعر كثير. وكان لا يغير. انتهى.
وذكر ذلك ابن عبد البر، غير معزو، إلا أنه لم يقل: له شعر، ولا ما بعده. وقد اختلف في تاريخ موته. فقيل في طاعون عمواس، قاله الذهبي عن يحيى بن كثير. وقيل سنة عشرين، ذكره ابن البرقى، وابن سعد. وقيل سنة إحدى وعشرين، ذكره ابن عبد البر.
اختلف أيضا في سنة، فقيل ابن ثلاث وستين. وقيل ابن سبعين. ذكرهما ابن عبد البر.
واختلف أيضا في موضع قبره، فقيل بمقبرة دمشق عند الباب الصغير. ذكره ابن سعد، وابن عبد البر. وقيل بداريا. وقيل بحلب، ودفن على باب الأربعين، قاله علي بن عبد الرحمن. وقيل: إن الذي مات بحلب، هو أخوه خالد. والله أعلم. وهذا في تهذيب الكمال.
وأما قول من قال: إنه مات في سنة سبع عشرة أو ثمانى عشرة، فراجع إلى قول من قال: إنه مات في طاعون عمواس، للخلاف فيه.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1

بلال بن رباح أبو عبد الكريم
ويقال أيضاً أبو عمرو ويقال أيضاً أبو عبد الله مديني مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومولى أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما روى عنه أبو بكر الصديق في رواية أيوب بن سيار بإسناد فيه نظر وعبد الرحمن بن عوف رضي الله تعالى عنه سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1