بلكين بن زيري بلكين بن زيري ين مناد الصنهاجي، أبو الفتوح، سيفالدولة، المسمى (يوسف) يرفع نسبه إلى حمير: مؤسس الإمارة الصنهاجية بتونس. كان في بدء أمره من قواد المعز الفاطمي، وأبلى في إخضاع زناتة (بالمغرب) البلاء الحسن. فلما استولى الفاطميون على مصر وأراد المعز الانتقل من المهدية إلى الديار المصرية (سنة 361 هـ) ولاه إفريقية، ما عدا صقلية وطرابلس الغرب (فكانت الأولى للكلبيين والثانية للكتاميين) وسماه يوسف (بدلا من بلكين) وكناه أبا الفتوح ولقبه سيفالدولة أو سيفالعزيز بالله (كما في أعمال الأعلام) وأوصاه بثلاث: أن لاير السيف عن البربر، ولا يرفع الجباية عن أهل البادية، ولا يولي أحدا من أهل بيته. وفي أيامه ثار أهل المغرب الأقصى فخلعوا طاعة الفاطميين وخطبوا للمروانيين (أصحاب الأندلس) فسار إليهم بلكين ودخل مدينة فاس عنوة، واستولى على سجلماسة، وأخرج عمال بني أمية، وأعاد الخطبة للفاطميين. ودان له المغرب كله. وتوفى في موضع بين سجلماسة وتلمسان يقال له (واركنفو)
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 74
بلكين صاحب أفريقية بلكين بن زيري بن مناد الحميري الصنهاجي؛ وهو جد باديس المقدم ذكره واسمه يوسف أيضا، ولكن بلكين- بضم الباء واللام وتشديد الكاف المكسورة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها نون. وهو الذي استخلفه المعز ابن المنصور العبيدي على أفريقية عند توجهه إلى الديار المصرية، وأمر الناس بالسمع والطاعة له، وسلم إليه البلاد، وخرجت العمال وجباة الأموال باسمه وأوصاه المعز بأمور كثيرة وأكد عليه في فعلها، ثم قال: إن نسيت ما أوصيتك به، فلا تنس ثلاثة أشياء: إياك أن ترفع الجباية عن أهل البلاد من البادية، والسيف عن البربر، ولا تول أحدا من إخوتك وبني عمك، فإنهم يرون أنهم أحق بهذا الأمر منك، وافعل مع أهل الحاضرة خيرا. وفارقه على ذلك وعاد من وداعه، وتصرف في الولاية. ولم يزل حسن السيرة تام النظر في مصالح دولته ورعيته إلى أن توفي سنة ثلاث وسبعين وثلاث مائة بموضع يقال له واركلان مجاورا لأفريقية، وكانت علته القولنج، وقيل خرجت في يده بثرة فمات منها. وكان له أربع مائة حظية، ويقال إن البشائر وفدت عليه في يوم واحد بولادة سبعة عشر ولدا.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0