تاشفين بن علي تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين الصنهاجي اللمتوني، أبو المعز: صاحب المغرب، من ملوك دولة الملثمين. كان شجاعا بطلا. تولى في ايام أبيه غزو الفرنجة بالأندلس _سنة 520هـ) فعبر البحر، وافتتح حصونا من طليطلة، وظفر في معركة (فحص الصباب) واحتل مدينة (كركي) و (أشكونية) وعاد إلى مراكش، فخرج أبوه - أمير المسلمين - للقائه في موكب عظيم (سنة 532هـ) ولما توفى والده (سنة 537هـ) بويع له، بعهد منه. وكان عبد المؤمن بن علي قد توغل في المغرب، فقاتله تاشفين. فكانت أيامه كلها حروبا (ما أوى فيها إلى بلد، ولا عرج على أهل ولا ولد) انتهت بمقتله في وهران، وقد باغته الموحدون ليلا واضرموا النار حول حصنه، فركب يريد النجاة أو الهجوم، فانقلب به جواده فسقط قتيلا
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 82
تاشفين بن علي بن يوسف بن تاشفين اللمتوني وتاشفين- بالتاء ثالثة الحروف وألف بعدها شين معجمة وياء آخر الحروف ونون- سوف يأتي ذكر والده علي في مكانه من حرف العين، وذكر جده يوسف بن تاشفين في مكانه أيضا من حرف الياء إن شاء الله تعالى. أما تاشفين هذا، فإنه لما خرج عبد المؤمن بن علي الآتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف العين، وقصد البلاد الغربية ليأخذها من علي بن يوسف والد هذا المذكور، كان مسير عبد المؤمن على طريق الجبال، فسير علي بن يوسف صاحب مراكش ولده تاشفين هذا ليكون قبالة عبد المؤمن، ومعه جيش. فساروا في السهل وأقاموا على هذا مدة، فتوفي علي بن يوسف، فقدم أصحابه ولده إسحق بن علي وجعلوه نائب أخيه تاشفين المذكور، فلما ظهر أمر عبد المؤمن ودانت له البلاد وهي الجبال التي فيها غمارة وتالدة والمصامدة وهم أمم لا تحصى، فخاف تاشفين بن علي منه واستشعر القهر وتيقن زوال دولتهم، فأتى مدينة وهران- وهي على البحر- وقصد أن يجعلها مقره، فإن غلب ركب في البحر وسار إلى الأندلس كما أقام بنو أمية؛ وفي ظاهر وهران ربوة على البحر تسمى صلب الكلب وبأعلاها رباط يأوي إليه المتعبدون. فلما كان ليلة السابع والعشرين من رمضان سنة تسع وثلاثين وخمس مائة صعد تاشفين إلى ذلك الرباط ليحضر الختم في جماعة يسيرة من خواصه، وكان عبد المؤمن قد أرسل منسرا إلى وهران، فوصلوها في سادس عشرين شهر رمضان، ومقدمهم الشيخ أبو حفص عمر بن يحيى صاحب المهدي، فكمنوا عشية وأعلموا بانفراد تاشفين في ذلك الرباط، فقصدوه وأحاطوا به، فأيقن الذين فيه بالهلاك، فخرج تاشفين راكبا فرسه وشد الركض عليه ليثب الفرس النار وينجو، فترامى الفرس هاربا لروعته ولم يمكنه اللجام حتى تردى من جرف هنالك إلى جهة البحر على حجارة في وعر فتكسر تاشفين وهلك في الوقت، وقتل الخواص الذين كانوا معه؛ وكان عسكره في ناحية أخرى لا علم لهم بما جرى في الليل، وجاء الخبر بذلك إلى عبد المؤمن، فوصل إلى وهران، وسمى الموضع الذي فيه الرباط صلب الفتح، ومن ذلك الوقت نزل عبد المؤمن من السهل وتوجه إلى تلمسان.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0