التصنيفات

أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي في ميزان الإعتدال: روى عن أبي حمة وعنه الطبراني فذكر حديث الطير بإسناد الصحيحين فهو المتهم بوضعه ’’أه’’ وفي لسان الميزان أخرجه الحاكم عن محمد بن صالح الأندلسي عن أحمد هذا عن أبي حمة محمد بن يوسف الزبيدي اليماني عن أبي قرة موسى بن طارق الزبيدي عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر، وأحمد بن سعيد معروف من شيوخ الطبراني وأظنه دخل عليه إسناد في إسناد، وذكر المؤلف في المحمدين محمد بن أحمد ابن سعيد بن فرقد المخزومي من شيوخ ابن الأعرابي له مناكير تأمل حاله (أه)، وقد أشكل أمره ما أدري هو هذا أو هو ابن هذا (أه) أقول: ولو كان معروفا من شيوخ الطبراني فالذهبي لا يمكن أن يصدقه وكيف وهو يروي أن عليا أحب الخلق إلى الله وإلى رسوله صلى الله عليه وسلم إن هذا ما لا يكون والرجل لم يعلم أنه من شرط كتابنا بمجرد روايته هذا الحديث!!!
(حديث الطائر المشوي)
وحديث الطائر أورده الحاكم في المستدرك، قال: حدثني أبو علي الحافظ أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أحمد ابن أيوب الصفار وحميد بن يونس بن يعقوب الزيات قالا حدثنا محمد بن أحمد بن عياض عن ابن أبي طيبة ثنا أبي ثنا يحيى بن حسان عن سليمان بن بلال عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال: كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرخ مشوي فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فجاء علي فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة، ثم جاء فقلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ثم جاء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إفتح فدخل! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أحسبك يا علي! فقال: إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة! فقال: ما حملك على ما صنعت فقلت يا رسول الله سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلا من قومي! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الرجل قد يحب قومه! ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه قال وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة ’’أه’’ والذهبي في تلخيص المستدرك قال: ابن عياض لا أعرفه، ونحن نقول إذا كان لا يعرفه فالحاكم الذي هو أعرف منه وأقدم وأبصر برجال الحديث يعرفه ومن لا يعرف ليس حجة على من عرف ثم قال الحاكم: وفي حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ كما حدثنا به الثقة المأمون أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسن بن إسماعيل بن محمد ابن الفضل بن علية بن خالد السكوني بالكوفة من أصل كتابه حدثنا عبيد بن كثير العامري ثنا عبد الرحمن بن دبيس (وحدثنا) أبو القاسم ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ثنا عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح قالا حدثنا إبراهيم بن ثابت البصري القصار ثنا ثابت البناني أن أنس ابن مالك كان شاكيا فأتاه محمد بن الحجاج فقال أنس من هذا أقعدوني فأقعدوه فقال يا ابن الحجاج ألا أراك تنتقص علي ابن أبي طالب والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق لقد كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام من أبناء الأنصار فكان ذلك اليوم يومي فجاءت أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا أم أيمن ما هذا الطائر قالت هذا الطائر أصبته فصنعته لك فقال اللهم جئني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر وضرب الباب فقال رسول الله يا أنس انظر من بالباب قلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فذهبت فإذا علي بالباب قلت إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب فقال أنس من على الباب فقلت اللهم اجعله رجلا من الأنصار فذهبت فإذا علي بالباب قلت إن رسول الله صلى الله عليه على حاجة فجئت حتى قمت مقامي فلم ألبث أن ضرب الباب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أنس إذهب فأدخله فلست بأول رجل أحب قومه ليس هو من الأنصار فذهبت فأدخلته فقال: يا أنس قرب إليه الطير فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلا جميعا: قال محمد بن الحجاج: يا أنس! كان هذا بمحضر منك؟ قال نعم! قال أعطي بالله عهدا أن لا أنتقص عليا بعد مقامي هذا ولا أعلم أحدا ينتقصه إلا أشنت له وجهه (أه) قال الذهبي في تلخيص المستدرك: قلت إبراهيم بن ثابت ساقط (أه) قلنا الحاكم الذي هو أعرف منه وأقدم وأبصر برجال الحديث وأبعد عن الهوى والتعصب عرف أنه غير ساقط، مع أنه هو لم يبين وجه سقوطه.
والثقة المأمون كما وصفه الحاكم قد حدث به وارتضاه ولو علم راويه ساقطا لما حدث به، على أن حديث الطائر قد رواه الإمام أحمد بن حنبل من طريق سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورواه ابن المغازلي الشافعي باثنين وعشرين طريقا منها أحد وعشرون طريقا عن أنس وطريق واحد عن أنس بن مالك عن ابن عباس ورواه أبو داود السجستاني بسنده عن أنس بن مالك ورواه موفق ابن أحمد بسنده عن ابن عباس وبسنده عن أنس بطريقين وبسنده عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ورواه إبراهيم بن محمد الحموئي بسنده عن أنس بثلاثة طرق والسمعاني في مناقب الصحابة بسنده عن أنس بثلاثة طرق والسمعاني في مناقب الصحابة بسنده عن أنس إلى غير ذلك مما يبلغ ستة وثلاثون طريقا مذكورا في غاية المرام وهل عند الذهبي أحاديث مسندة بهذا المقدار أو رواها عن أنس ما يزيد عن ثلاثين نفسا؟ ولكن إذا عرف السبب بطل العجب!

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 597

أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي. روى عن أبي حمة.
وعنه الطبراني، فذكر حديث الطير بإسناد الصحيحين، فهو المتهم بوضعه.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 100