جابر بن عبد الله جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري السلمي: صحابي، من المكثرين في الرواية عن النبي (ص) وروى عنه جماعة من الصحابة. له ولأبيه صحبة. غزا تسع عشرة غزوة. وكانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي يخذ عنه العلم. روى له البخاري ومسلم وغيرهما 1540 حديثا
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 104
جابر بن عبد الله الأنصاري السلمي الخزرجي نسبه
في لاستيعاب هو جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن عمر بن سواد بن سلمة الأنصاري السلمي من بني سلمة ويقال جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة وفي أسد الغابة: يجتمع هو والذي قبله يعني جابر بن عبد الله بن رياب في غنم بن كعب وكلاهما أنصاريان سليمان وقال إن الشهر في نسية هو الثاني. (وحرام) في تاج العروس في مادة حرم بالحاء والراء المهملتين قال وعبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي والد جابر ’’أه’’ وكذلك رسم في الكتب التي رأيناها بالمهملتين وهو من أسماء العرب الشائعة ولكن في منهج المقال عن تقريب ابن حجر انه بمهملة وزاي ’’أه’’ لعله تحريف من الناسخ فأبدل راء بزاي(والسلمي) بفتحتين.
وفاته ومدة عمره
في الإستيعاب توفي سنة 74 وقيل سنة 78وقيل سنة 77وصلى عليه إبان بن عثمان وهو أميرها وقيل توفي وهو ابن 94 سنة ’’أه’’ وزاد في الإصابة نقل القول بأنه مات سنة 73وفي المستدرك للحاكم بسنده عن أبي نعيم أنه مات سنة 79 وحكي في الإصابة عن علي بن المدني أنه أوصى أن لا يصلي عليه الحجاج وقال إنه موافق للقول بأنه توفي سنة 74 قال وفي الطبري وتاريخ البخاري ما يشهد له وهو أن الحجاج شهد جنازته ’’أه’’ ويأتي في رواية الكشي أنه كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال ابن عساكر كان آخر من مات من الصحابة بالمدينة ’’أه’’ ومثله في تهذيب التهذيب وفي لإصابة روى البغوي من طريق أبي هلال عن قتادة قال كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بالمدينة جابر قال البغوي: وهو وهم وآخر سهل بن سعد ’’أه’’. وسيأتي عن أسد الغابة آخر من مات بالمدينة ممن شهد العقبة، وهذا هو الصواب.
أمه
في الاستيعاب: أمه نسيبة بنت عقبة بن عبدي بن سنان بن بابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم. وفي أسد الغابة: تجتمع هي وأبوه في حرام.
كنيته
في الاستيعاب: اختلف في كنيته فقيل أبو عبد الرحمن وأصبح ما قيل أبو عبد الله. وفي الإصابة: يكنى أبا عبد الله وأبا عبد الرحمن وأبا محمد ’’أه’’.
حنينه
في أسد الغابة: عن الكلبي انه عمي في آخر عمره، وكان يخفي شاربه وكان يخضب بالصفرة ’’أه’’. وفي الإصابة: روى البغوي من طريق عاصم بن عمرو بن قتادة قال: جاءنا جابر بن عبد الله وقد أصيب بصره وقد مس رأسه ولحيته بشيء من صفرة.
أقوال العلماء فيه
كان من أجلاء المفسرين كما عن أبي الخير في طبقات المفسرين والسيوطي، وشهد صفين كما علي عليه السلام، وكان منقطعا إلى أهل البيت كما يأتي. وعده ابن عبد البر في الاستيعاب ممن فضل عليا على غيره، ونص على تشيعه ابن شاذان وابن عقده والكشي، هو أول زائر للحسين عليه السلام. وذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: جابر بن عبد الله بن حرام، نزل المدينة شهد بدرا وثماني عشرة غزوة مع النبي صلى الله عليه وسلم، مات سنة78. وذكره في اصحاب علي عليه السلام فقال: جابر بن عبد الله الأنصاري المدني العربي الخزرجي، وذكره في اصحاب الحسن والحسين عليهما السلام فقال، جابر الأنصاري. وذكره في اصحاب علي بن الحسين عليه السلام فقال، جابر بن عبد الله بن حرام الأنصاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وذكره في أصحاب الباقر عليه السلام فقال: جابر بن عبد الله بن حرام أبو عبد الله الأنصاري صحابي. وفي الخلاصة: جابر بن عبد الله من اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد بدرا. وأورد الكشي في مدحه روايات كثيرة من غير أن يورد ما يخالفها، وقد ذكرناها في الكتاب الكبير. قال الفضل بن شاذان: إنه من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام، قال ابن عقدة: إن جابر بن عبد الله منقطع إلى أهل البيت، وروى مدحه عن محمد بن مفضل عن محمد بن سنان عن حريز عن الصادق عليه السلام ’’أه’’. وفي آخر الباب الأول من الخلاصة عن البرقي انه كان من الأصفياء ’’أه’’. وقال الكشي في رجاله عن الفضل بن شاذان أنه قال: من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام، وذكر جماعة إلى أن قال: وجابر بن عبد الله الأنصاري، وقال أيضا: جابر بن عبد الله الأنصاري حمدوية وإبراهيم ابنا نصير قالا: حدثنا أيوب بن نوح عن صفوان بن يحيى عن عاصم بن حميد عن معاوية بن عمار عن أبي الزبير المكي قال: سألت جابر بن عبد الله فقلتك أخبرني أي رجل كان علي بن أبي طالب؟ قال: فرفع حاجبيه عن عينيه وقد كان سقطا على عينيه قال: فقال ذلك خير البشر! أما والله إن كنا لنعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببغضهم إياه. محمد بن مسعود قالك حدثني علي بن محمد بن يزيد القمي قال: حدثني أحمد بن محمد بن عيسى القمي عن ابن فضال عن عبد الله بن بكير عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: كان عبد الله أبو جابر بن عبد الله من السبعين ومن الإثني عشر وجابر من السبعين وليس من الاثني عشر أحمد بن علي القمي السلولي قال: حدثني لإدريس بن أيوب القمي عن الحسين بن سعيد عن ابن محبوب عن عبد العزيز العبدي عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال: قال جابر وأثنى عليه خيرا، قال: فقلت له وكان من أصحاب علي عليه السلام! قال: كان جابر يعلم قول الله عز وجل {إن الذي فرض عليك القرءان لرادك إلى معاد} أحمد بن علي قال: حدثني إدريس عن الحسين بن بشير قال: حدثني هشام بن سالم عن محمد بن مسلم وزرارة قالا: سألنا أبا جعفر عليه السلام عن أحاديث فرواها عن جابر، فقلنا مالنا ولجابر؟ فقال: بلغ من إيمان جابر أنه كان يقرأ هذه الآية {إن الذي فرض عليك القرءان لرادك إلى معاد} أحمد بن علي القمي شقران السلولي قال: حدثني إدريس عن الحسين بن سعيد عن محمد بن إسماعيل عن منصور بن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام قال قلت: ما لنا ولجابر تروي عنه؟ فقال يا زرارة إن جابر قد كان يعلم تأويل هذه الآية {إن الذي فرض عليك القرءان لرادك إلى معاد} محمد بن مسعود قال: حدثني علي بن محمد قال: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن المنقري (ابن التغلبي) عن علي بن الحكم عن فضيل بن عثمان عن أبي الزبير قال: رأيت جابرا يتوكأ على عصاه وهو يدور في سكك المدينة ومجالسهم ويقول ’’علي خير البشر فمن أبى فقد كفر، معاشر الأنصار أدبوا أولادكم على حب علي فمن أبى فلينظر في شأن أمه’’. وفي مجالس المؤمنين نقلا عن أفضل المحققين الخواجه نصير الدين محمد بن الحسن الطوسي في رسالته المسماة أوصاف الأشراف ما تعريبه: إن جابر بن عبد الله لما ابتلي في آخر عمره بالضعف والكبر ذهب الإمام محمد الباقر إلى زيارته وسأله عن حاله فقال أنا في حال الكبر أحب إلي من الشباب، والمرض أحب إلي من الصحة، والموت أحب إلي من الحياة، فقال الباقر عليه السلام: أما أنا فأحب إلي الحالة التي يختارها الله لي من الشباب والكبر والمرض والعافية والحياة والموت، فلما سمع جابر ذلك أخذ يد الباقر عليه السلام وقبلها وقال صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ’’الخبر’’ وفي الاستيعاب شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صغير ولم يشهد العقبة الأولى ذكره بعضهم في البدريين ولا يصح لأنه قد روى عنه أنه قال: لم أشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي وذكر البخاري أنه شهد بدرا وكان ينقل لأصحابه الماء يومئذ ثم شهد بعدها مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ثمان عشرة غزوة ذكر ذلك الحاكم أبو أحمد وقال ابن الكلبي شهد أحدا وشهد صفين مع علي وروى أبو الزبير عن جابر قال غزا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بنفسه إحدى وعشرين غزوة شهدت منها معه تسع عشرة غزوة وكان من المكثرين الحفاظ للسنن وكف بصره في آخر عمره ’’أه’’ وفي أسد الغابة بسنده قال جابر لم اشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي فلما قتل يوم أحد لم أتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في غزوة قط وقال الكلبي: شهد جابر أحدا وقيل شهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم- ثمان عشرة غزوة وشهد صفين مع علي بن أبي طالب وهو آخر من مات بالمدينة ممن شهد العقبة قال وذكره ابن منده في اسمه إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- حضر الموسم وخرج نفر من الأنصار منهم أسعد بن زرارة وجابر بن عبد الله السلمي وغيرهما فأتاهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ودعاهم إلى الإسلام، فظن أن جابر بن عبد الله السلمي هو المترجم وليس كذلك وإنما هو جابر بن عبد الله بن رباب -وقد تقدم قبل هذا- وقد كان المترجم أصغر من شهد العقبة الثانية مع أبيه، فيكون في أول الأمر رأسا فيهم هذا بعيد، على أن النقل الصحيح عن الأئمة أنه جابر بن عبد الله وكان من المكثرين في الحديث الحافظين للسنن. ثم روى بسنده عن جابر بن عبد الله: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: اهتز عرش الرحمنن لموت سعد بن معاذ، فقيل لجابر إن البراء يقول: اهتز السرير؟ فقال جابر: كان بين هذين الحيين الأوس والخزرج ضغائن، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: اهتز عرش الرحمن. قلت: وجابر أيضا من الخزرج حمله دينه على قول الحق والإنكار على من كتمه ’’أه’’. (قال المؤلف): توضيح ذلك إن سعد بن معاذ أوسي والبراء خزرجي، فلما سمع البراء رواية جابر أن عرش الرحمن اهتز لموت سعد بن معاذ، أنكر هذه الرواية وقال: اهتز السرير، أي الذي حمل عليه سعد أو نحوه تكذيبا للرواية، فأشار جابر إلى أن الذي حمل البراء على ذلك أنه خزرجي وسعد أوسي وبين الأوس والخزرج ضغائن وأعاد رواية الحديث مؤكدا أن الذي سمعه: اهتز عرش الرحمن. فقال ابن الأثير: إن جابر مع أنه خزرجي أيضا كالبراء حمله دينه على قول الحق والإنكار على البراء الذي كتمه. ثم روى في أسد الغابة بسنده إلى جابر قال: استغفر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ليلة البعير خمسا وعشرون مرة -يعني بقوله ’’ليلة البعير’’ أنه باع من رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بعيرا واشترط ظهره على المدينة، وكان في غزوة لهم ’’أه’’. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن جابر قال استغفر لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- خمسا وعشرين استغفارة كل ذلك أعدها بيدي يقول: أديت عن أبيك دينه فأقول نعم فيقول يغفر الله لك. وفي الإصابة: جابر أحد المكثرين عن النبي - صلى الله عليه وسلم-، روى عنه جماعة من الصحابة، وله ولأبيه صحبة. وفي الصحيح عنه أنه كان مع من شهد العقبة، وروى البخاري في تاريخه بإسناد صحيح عن أبي سفيان عن جابر قال: كنت أميح أصحابي الماء بدر، وأنكر الواقدي رواية أبي سفيان عن جابر المذكور، وفي مصنف وكيع عن هشام بن عروة قال كان جابر بن عبد الله حلقة في المسجد يعني النبوي يؤخذ عنه العلم ’’أه’’. وفي المستدرك للحاكم بسنده عن محمد بن عمر (الواقدي) قال: شهد جابر بن عبد الله العقبة في السبعين من الأنصار الذين بايعوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عندها وكان من أصغرهم يومئذ، وأراد شهود بدر فخلفه أبوه على أخوته وكن تسعا وخلفه أيضا حين خرج إلى أحد وشهد ما بعد ذلك من المشاهد ’’أه’’. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: كان جابر يقول كنت أميح لأبي الماء يوم بدر، قال محمد بن سعد: ذكرت لمحمد بن عمر -الواقدي- هذا الحديث، فقال هذا وهم من أهل العراق، وأنكر أن يكون جابر شهد بدرا، وكان جابر يقول لم أشهد بدرا ولا أحدا منعني أبي، ثم لم أتخلف عن غزوة قط ’’أه’’.
شيء من سيرته
قال ابن طاووس في كتاب الملهوف: ولما رجعت نساء الحسين وعياله من الشام وبلغوا إلى العراق قالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء فوصلوا إلى موضع المصرع، فوجدوا جابرا بن عبد الله الأنصاري وجماعة من بني هاشم ورجالا من آل الرسول قد وردوا لزيارة قبر الحسين عليه السلام فوافوا في وقت واحد وتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم، وأقاموا المآتم المقرحة للأكباد واجتمع عليهم نساء ذلك السواد وأقاموا على ذلك أياما ’’أه’’ وعن كتاب بشارة المصطفى وغيره بسنده عن الأعمش عن عطية العوفي قال خرجت مع جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه زائرا قبر الحسين عليه السلام فلما وردنا كربلاء دنا جابر من شاطئ الفرات فاغتسل ثم اتزر بإزار وارتدى بآخر ثم فتح صرة فيه سعد فنثرها على بدنه ثم لم يخط خطوة إلا ذكر الله تعالى حتى إذا دنا من القبر قال المسنيه فألمسته إياه فخر على القبر مغشيا عليه فرششت عليه شيئا من الماء فلما أفاق قال يا حسين ثلاثا ثم قال حبيب لا يجيب حبيبه ثم قال أني لك بالجواب وقد شخبت أوداجك على أثباجك وفرق بين بدنك ورأسك أشهد أنك ابن خير النبيين وابن سيد المؤمنين وابن حليف التقوى وسليل الهدى وخامس أصحاب الكسا وابن سيد النقا وابن فاطمة سيدة النساء ومالك لا تكون هكذا وقد غذتك كف سيد المرسلين وربيت في حجر المتقين ورضعت من ثدي الإيمان وفطمت بالإسلام فطبت حيا وطبت ميتا غير أن قلوب المؤمنين غير طيبة بفراقك ولا شاكة في حياتك فعليك سلام الله ورضوانه، واشهد أنك مضيت على ما مضى عليه أخوك يحيى بن زكريا. ثم جال ببصره بفناء الحسين عليه السلام وأناخت برحله أشهد أنكم أقمتم الصلاة وأتيتم الزكاة وأمرتم بالمعروف ونهيتم عن المنكر وجاهدتم الملحدين وعبدتم الله حتى أتاكم اليقين، والذي بعث محمدا بالحق لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطية فقلت لجابر: فكيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأوتمت أولادهم وأرملت الأزواج؟ فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: من أحب قوما حشر معهم ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم والذي بعث محمدا - صلى الله عليه وسلم- بالحق إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين عليه السلام وأصحابه قال عطية: فبينما نحن كذلك وإذا بسواد قد طلع من ناحية الشام، فقلت يا جابر هذا سواد قد طلعه من ناحية الشام، فقال جابر لعبده انطلق إلى هذا السواد وائتنا بخبره فإن كانوا من أصحاب عمر بن سعد فارجع إلينا لعلنا نلجأ إلى ملجأ وإن كان زين العابدين فأنت حر لوجه الله تعالى. قال فمضى العبد فما كان أسرع من أن رجع وهو يقول: يا جابر قم واستقبل حرم رسول الله هذا زين العابدين قد جاء بعماته وأخواته، فقام جابر يمشي حافي الأقدام مكشوف الرأس إلى أن دنا من زين العابدين عليه السلام فقال الإمام: أنت جابر فقال نعم يا بان رسول الله فقال يا جابر ها هنا والله قتلت رجالنا وذبحت أطفالنا وسبيت نساؤنا وحرقت خيامنا ’’أه’’. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 40 في هذه السنة بعث معاوية بسر بن أبي أرطأة في ثلاثة آلاف فسار حتى قدم المدينة إلى أن قال فأرسل إلى بني سلمة فقال والله ما لكم عندي أمان حتى تأتوني بجابر بن عبد الله، فانطلق جابر إلى أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم- فقال لها ماذا ترين أن هذه بيعة ضلالة وقد خشيت أن أقتل، قالت أرى أن تبايع فأتاه جابر فبايعه ’’أه’’ وفي تاريخ اليعقوبي أنه قال لأم سلمة إني خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضلالة، فقالت إذا فبايع فإن التقية خشيت أن أقتل وهذه بيعة ضلالة، فقالت إذا فبايع فإن التقية حملت أصحاب الكهف على أن كانوا يلبسون الصلب ويحضرون الأعياد مع قومهم ’’أه’’. وفي شرح النهج لابن أبي الحديد عن إبراهيم بن هلال قال روى عوانة عن الكلبي ولوط بن يحيى في خير إرسال معاوية بسرا إلى الحجاز واليمن أن بسرا فقد جابر بن عبد الله فقال مالي لا أرى جابرا يا بني سلمة لا أمان لكم عندي أو تأتوني بجابر فعاذ جابر بأم سلمة فأرسلت إلى بسر بن أرطأة فقال لا أؤمنه حتى يبايع فقالت له أم سلمة اذهب فبايع وقالت لابنها عمر اذهب فبايع فذهبا وبايعا. قال إبراهيم: وروى الوليد بن كثير عن وهب بن كيسان قال سمعت جابر بن عبد الله الأنصاري يقول لما خفت بسرا وتواريت عنه قال لقومي لا أمان لكم عندي حتى يحضر جابر فأتوني وقالوا: ننشدك بالله لما انطلقت معنا فبايعت فحقنت دمك ودماء قومك فإنك إن لم تفعل قتلت مقاتلينا وسبيت ذرارينا فاستظهرتهم إلى الليل فلما أمسيت دخلت على أم سلمة فأخبرتها الخبر فقالت يا بني انطلق فبايع احقن دمك ودماء قومك فإني قد أمرت ابن أخي أن يذهب فيبايع وإني لأعلم أنها بيعة ضلالة وفي تاريخ دمشق لابن عساكر قدم جابر مصر أيام مسلمة بن مخلد وقال ابن منده: قدم جابر الشام وأخرج ابن عساكر عن جابر أنه قال انطلقنا من غزوة تبوك فمر بي النبي - صلى الله عليه وسلم- بالليل وجملي قد نام وأنا أحط عنه فقال من هذا؟ قلت جابر قال مالك؟ قلت جملي قد قام وأنا أحط عنه فقال أردد عليه متاعك واركبه فدنا منه فمسه فقام بي الجمل فجعلت لا أضبطه في السير ثم قال لي يا جابر تبيعني جملك قلت نعم فقال بكم قلت بدرهم قال لا يكون جمل بدرهم قلت بدرهمين فقال لا أخذته منك إلا بأربعين درهما وحملناك عليه في سبيل الله ثم قال يا جابر يوشك أن نأتي المدينة فتنام على فراشك فقلت يا رسول الله لا بعثتك بالحق ما لنا فراش ننام عليه إلا أن أرضنا رمله فنرشها بالماء فننام عليها وروى ابن عساكر بسنده عن جابر بن عبد الله قال لما انصرفنا راجعين يعني من غزوة ذات الرقاع فكنا بالسفرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا جابر ما فعل دين أبيك قلت يا رسول الله هو عليه انتظر أن نجد نخله فقال إذا جذذت فأحضرني واعزل العجوة على حدتها وألوان التمر على حدتها وقال من صاحب دين أبيك قلت أبو الشحم اليهودي له على أبي تبعة(بقية ظ) من تمر فجعلت الصيحاني على حدة وأمهات الحداديق على حدة والعجوة على حدة ثم عمدت إلى جماع من التمر على اختلاف أنواعه وهو اقل التمر فجعلته جبلا واحدا فلما نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى التمر مصنفا قال اللهم بارك له ثم انتهى إلى العجوة فمسها ومس أصناف التمر ثم قال ادع غريمك فجاء أبو الشحم فاكتال حقه كله جبل واحد وهو العجوة فقال يا جابر هل بقي على أبيك شيء قلت لا وبقي سائر التمر فأكلنا منه دهرا وبعنا منه حتى أدركت الثمرة من قابل ولقد كنت أقول لو بعت أصلها ما بلغت ما على أبي من الدين فلقد رأيتني والنبي صلى الله عليه وسلم يقول لي ما فعلت في دين أبيك فقلت قد قضاه الله فقال اللهم اغفر لجابر فاستغفر لي في ليلة خمسا وعشرين مرة، وقال قال جابر دخلت على الحجاج فما سلمت عليه، وقال زيد بن اسلم عن جابرا كف بصره وذكر أمامه يوما ما يلبسه السلطان من الخز والوشي وما يصنع فقال ليت سمعه قد ذهب كما ذهب بصره حتى لا يسمع من أحاديث السلطان شيئا ولا يبصره. ودخل على عبد الملك بن مروان فرحب به وقربه فقال له جابر يا أمير المؤمنين هذه طيبة إن رأيت أن تصل أرحام أهلها وتعرف حقهم فكرة عبد الملك ذلك منه واعرض عنه وجعل جابر يلح عليه فأومأوه إليه فسكت فلما خرج قال له قبيصة إن هؤلاء صاروا ملوكا فقال له جابر أبلاك الله بلاء حسنا، فإنه لا عذر لك وصاحبك يسمع فقال إنه لا يسمع إلا ما يوافقه وقد أمر لك أمير المؤمنين بخمسة آلاف درهم فاستعن بها على زمانكن فقبلها جابر. واخرج ابن عساكر عن جابر قال عادني رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدني مريضا لا أعقل فدعا بماء فتوضأ ثم رش علي منه فأفقت فقلت كيف أصنع في مالي يا رسول الله فأنزل الله تعالى يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين وفي لفظ فقلت يا رسول الله إنه لا يرثني إلا كلالة فنزلت آية الفرائض ’’أه’’ وقوله لا يرثني إلا كلالة ينافي ما رواه ابن عساكر في آخر ترجمة جابر أن أبان بن عثمان أرسل إلى أولاد جابر يقول: إذا مات أبوكم فلا تقبروه حتى أصلي عليه الحديث.
بعض ما روي من طريق جابر
عن مسند أحمد أنه روى عن جابر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- هلاك بالرجل يدخل عليه الرجل من إخوانه فيحتقر ما في بيته أن يقدمه له، وهلاك بالقوم أن يحتقروا ما قرب إليهم ’’أه’’. وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده عن جابر أنه قال: كانت الصلاة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حين كان الظل مثل الشراك ثم صلى العصر حين كان الظل (للشيء) مثله ثم صلى المغرب حين غابت الشمس ثم صلى العشاء حين غاب الشفق ثم صلى بنا الفجر ثم صلى الظهر حين كان ظل كل ما يسير الراكب إلى 1ي الحليفة العنق ثم صلى المغرب حين غاب الشفق ثم صلى العشاء حين ذهب ثلث الليل ثم صلى بنا الفجر فأسفر فقيل له كيف نصلي مع الحجاج وهو يرخر فقال ما صلاها للوقت فصلوا معه فإذا آخر فصلوها لوقتها واجعلوها معه نافلة ’’أه’’.
بعض ما روي عن جابر من الحكم
في تاريخ دمشق لابن عساكر كان جابر يقول تعلموا العلم ثم تعلموا الحلم ثم تعلموا العلم ثم تعلموا العمل بالعلم ثم أبشروا.
التمييز
عن جامع الرواة أنه نقل رواية ابن الزبير وأبي حمزة وجابر بن يزيد الجعفي وأبي إسحاق وسعيد بن المسيب وإسحاق بن عمار عنه وأنه نقل رواية الأخير عنه عن أبي عبد الله عليه السلام مع أن جابرا لم يدرك الصادق عليه السلام ولما كان هذا الناقل عن جامع الرواة لا يوثق بنقله لم يكن لنا ثقة بوجود ذلك في جامع الرواة ويمكن كون رواية بعض ما من ذكر عنه بالواسطة وعن الشيخ الفقيه أبي محمد جعفر بن احمد بن علي بن بابوية القمي نزيل الري في كتابه نوادر الأثر بعلي خير البشر رواية عاصم بن عمرو وعطية العوفي وسالم ابن أبي الحعدج وعبد الرحمن ابن أبي ليلى وأبي الزبير عنه ’’أه’’ وفي أسد الغابة: روى عنه محمد بن علي بن الحسين وعمرو بن دينار وأبو الزبير المكي وعطاء ومجاهد وغيرهم ’’أه’’ وفي مستركات الطريحي باب جابر المشترك بين جماعة لا حظ (لا حال) لهم في التوثيق ما عدى جابر بن يزيد الجعفي ولا يخفى ما فيه أهو مثله بعينيه في مشتركات الكاظمي كما أن قوله ولا يخفى ما فيه موجود في كلا الكتابين لكن الظاهر أن وجودها في عبارة الطريحي إلحاق من بعض الناس للإشارة إلى الرد عليه بكون جابر من أجل الثقات وإنما هي عبارة الكاظمي فقط للرد على شيخه الطريحي إلا أنه كان يلزم أن يذكر كل منهما مميزاته. وفي تهذيب: روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعلي وأبي عبيدة وطلحة ومعاذ بن جبل وعمار بن ياسر وخالد بن الوليد وأبي بردة بن نيار وأبي قتادة وأبي هريرة وأبي سعيد وعبد الله بن أنيس وأبي حميد الساعدي وأم شريك وأم مالك وأم مبشر من الصحابة وأم كلثوم بنت أبي بكر الصديق وهي من التابعين. روى عنه أولاده عبد الحمن وعقيل ومحمد وسعيد بن المسيب ومحمود بن لبيد وأبو الزبير وعمرو بن دينار وأبو جعفر الباقر وابن عمه محمد بن عمرو بن الحسن ومحمد بن المنكدر وأبو نضرة العبدي ووهب بن كيسان وسعيد بن ميناء والحسن بن محمد بن الحنفية وسعيد بن الحارث وسالم ابن أبي الجعد وأيمن الحبشي والحسن البصري وأبو صالح السمان وسعيد ابن أبي هلال وسليمان بن عتيق وعاصم بن عمر بن قتادة والشعبي وعبد الله وعبد الرحمن ابنا كعب بن مالك وأبو عبد الحمن الحبلي وعبيد الله بن مقسم وعطاء ابن أبي رباح وعروة بن الزبير ومجاهد والقعقاع بن حكم وزيد الفقير واسمه سلمة بن عبد الحمن وخلق كثير ’’أه’’. وفي مروج الذهب مات جابر بن عبد الله الأنصاري في أيام عبد الملك بالمدينة سنة 78 وقد ذهب بصره وهو ابن نيف وتسعين سنة وقد كان قدم إلى معاوية بدمشق فلم يأذن له أياما فلما أذن له قال يا معاوية أما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من حجب ذا فاقة وحاجة حجبه الله يوم فاقته وحاجته فغضب معاوية وقال لقد سمعته يقول لكم ستلقون بعدي أثره فاصبروا حتى تردوا علي الحوض أفلا صبرت قال ذكرتني ما نسيت وخرج فاستوى على راحلته ومضى فوجه إليه معاوية بستمائة دينار فردها وكتب إليه:
إني لأختار القنوع على الغنى | وفي الناس من يقضي عليه ولا يقضي |
وألبس لأثواب الحياء وقد أرى | مكان الغنى أن لا أهين له عرضي |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 45
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام (ب د ع) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة، يجتمع هو والذي قبله في غنم بن كعب، وكلاهما أنصاريان سلميان، وقيل في نسبه غير هذا، وهذا أشهرها، وأمه: نسيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم، تجتمع هي وأبوه في حرام، يكنى أبا عبد الله، وقيل: أبو عبد الرحمن، والأول أصح، شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صبي، وقال بعضهم: شهد بدرا، وقيل: لم يشهدها، وكذلك غزوة أحد.
أخبرنا أبو الفضل المنصور بن أبي الحسن بن أبي عبد الله المخزومي، بإسناده إلى أحمد بن علي بن المثنى قال: حدثنا أبو خيثمة، أخبرنا روح، أخبرنا زكريا، حدثنا أبو الزبير، أنه سمع جابرا يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سبع عشرة غزوة، قال جابر: لم أشهد بدرا ولا أحدا، منعني أبى، فلما قتل يوم حد، لم أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة قط.
وقال الكلبي: شهد جابر أحدا وقيل: شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمان عشرة غزوة، وشهد صفين مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعمي في آخر عمره، وكان يحفي شاربه، وكان يخضب بالصفرة، وهو آخر من مات بالمدينة ممن شهد العقبة.
وقد أورد ابن منده في اسمه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حضر الموسم وخرج نفر من الأنصار، منهم أسعد بن زرارة، وجابر بن عبد الله السلمي، وقطبة بن عامر، وذكرهم، قال: فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام» وذكر الحديث، فظن أن جابر بن عبد الله السلمي هو ابن عبد الله بن عمرو بن حرام، وليس كذلك، وإنما هو جابر بن عبد الله بن رئاب، وقد تقدم ذكره قبل هذه الترجمة، وقد كان جابر هذا أصغر من شهد العقبة الثانية مع أبيه، فيكون في أول الأمر رأسا فيهم.. هذا بعيد، على أن النقل الصحيح من الأئمة أنه جابر بن عبد الله بن رئاب. والله أعلم.
وكان من المكثرين في الحديث، الحافظين للسنن، روى عنه محمد بن علي بن الحسين، وعمرو بن دينار، وأبو الزبير المكي، وعطاء، ومجاهد، وغيرهم.
أخبرنا عبد الله بن أحمد بن عبد القاهر، أخبرنا أبو الخطاب نصر بن أحمد بن عبد الله القاري، إجازة إن لم يكن سماعا، أخبرنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان أبو علي، أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق، أخبرنا عبد الملك بن محمد أبو قلابة الرقاشي، أخبرنا أبو ربيعة، أخبرنا أبو عوانة عن الأعمش عن أبي سفيان، عن جابر بن عبد الله قال سمعت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، يقول: «اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ، فقيل لجابر: إن البراء يقول: اهتز السرير، فقال جابر: كان بين هذين الحيين: الأوس والخزرج ضغائن، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اهتز عرش الرحمن». قلت: وجابر أيضا من الخزرج، حمله دينه على قول الحق والإنكار على من كتمه أخبرنا إسماعيل ابن عبيد الله بن على، وأبو جعفر أحمد بن علي، وإبراهيم بن محمد بن مهران، بإسنادهم إلى أبي عيسى محمد بن عيسى قال: حدثنا ابن أبي عمر، أخبرنا بشر بن السري، أخبرنا حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن جابر قال: «استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة» يعني بقوله: «ليلة البعير» أنه باع من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا، واشترط ظهره إلى المدينة، وكان في غزوة لهم.
وتوفي جابر سنة أربع وسبعين، وقيل: سنة سبع وسبعين، وصلى عليه أبان بن عثمان، وكان أمير المدينة، وكان عمر جابر أربعا وتسعين سنة..
أخرجه الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 165
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 492
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 307
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة الأنصاري السلمي- يكنى أبا عبد الله، وأبا عبد الرحمن، وأبا محمد- أقوال.
أحد المكثرين عن النبي صلى الله عليه وسلم، وروى عنه جماعة من الصحابة، وله ولأبيه صحبة.
وفي الصحيح عنه أنه كان مع من شهد العقبة، وروى البخاري في تاريخه بإسناد صحيح عن أبي سفيان عن جابر، قال: كنت أميح أصحابي الماء يوم بدر.
ومن طريق حجاج بن الصواف: حدثني أبو الزبير أن جابرا حدثهم، قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين غزوة بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة.
وأنكر الواقدي رواية أبي سفيان عن جابر المذكور.
وروى مسلم من طريق زكريا بن إسحاق، حدثنا أبو الزبير أنه سمع جابرا يقول: غزوت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة. قال جابر: لم أشهد بدرا ولا أحدا، منعني أبي، فلما قتل لم أتخلف.
وعن جابر قال: استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الجمل خمسا وعشرين مرة، أخرجه أحمد وغيره من طريق حماد بن سلمة عن أبي الزبير عنه.
وفي مصنف وكيع عن هشام بن عروة قال: كان لجابر بن عبد الله حلقة في المسجد- يعني النبوي- يؤخذ عنه العلم.
وروى البغوي من طريق عاصم بن عمر بن قتادة، قال: جاءنا جابر بن عبد الله وقد أصيب بصره وقد مس رأسه ولحيته بشيء من صفرة.
ومن طريق أبي هلال عن قتادة قال: كان آخر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بالمدينة جابر.
قال البغوي: هو وهم، وآخرهم سهل بن سعد.
قال يحيى بن بكير وغيره: مات جابر سنة ثمان وسبعين، وقال علي بن المديني: مات جابر بعد أن عمر فأوصى ألا يصلي عليه الحجاج.
قلت: وهذا موافق لقول الهيثم بن عدي إنه مات سنة أربع وسبعين، وفي الطبري وتاريخ البخاري ما يشهد له، وهو أن الحجاج شهد جنازته، ويقال: مات سنة ثلاث وسبعين، ويقال: إنه عاش أربعا وتسعين سنة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 546
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري السلسى من بني سلمة.
ينسب جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن عمرو بن سواد بن سلمة، ويقال: جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن سلمة.
وأمه نسيبة بنت عقبة بن عدي بن سنان بن نابي بن زيد بن حرام بن كعب بن غنم.
اختلف في كنيته، فقيل: أبو عبد الرحمن، وأصح ما قيل فيه بو عبد الله.
شهد العقبة الثانية مع أبيه وهو صغير، ولم يشهد الأولى، ذكره بعضهم في البدريين، ولا يصح، لأنه قد روى عنه أنه قال: لم أشهد بدرا، ولا أحدا، منعني أبي. وذكر البخاري أنه شهد بدرا، وكان ينقل لأصحابه الماء يومئذ، ثم شهد بعدها مع النبي صلى الله عليه وسلم ثمان عشرة غزوة.
ذكر ذلك أبو أحمد الحاكم.
وقال ابن الكلبي: شهد أحدا، وشهد صفين مع علي رضي الله عنه.
وروى أبو الزبير عن جابر قال: غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه إحدى وعشرين غزوة. شهدت منها معه تسع عشرة غزوة وكان من المكثرين الحفاظ للسنن، وكف بصره في آخر عمره.
وتوفي سنة أربع وسبعين. وقيل سنة ثمان وسبعين. وقيل سنة سبع وسبعين بالمدينة. وصلى عليه أبان بن عثمان وهو أميرها. وقيل: توفى وهو ابن أربع وتسعين سنة.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 219
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن سلمة الأنصاري كان من مشاهير الصحابة وكثير الرواية من القرآن ومعانيه وأحكامه
وكانت وفاته في المدينة سنة تسع وتسعين
فصل في ذكر المفسرين من التابعين رحمهم الله في المائة الأولى
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 7
جابر بن عبد الله بن عمرو من بني جشم بن الخزرج ممن شهد العقبتين مع أبيه ثم شهد بدرا ومن المشاهد تسع عشرة غزاة وقد استغفر له المصطفى صلى الله عليه وسلم ليلة البعير عمه خمسا وعشرين مرة كنيته أبو عبد الله وأبوه من شهداء أحد مات جابر بالمدينة بعد ان عمى سنة ثمان وسبعين وكان يخضب بالحمرة وكان له يوم مات أربع وتسعون سنة
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 30
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام، أبو عبد الله، السلمي، الأنصاري، المدني.
قال لنا مسدد، عن أبي عوانة، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: كنت أميح أصحابي الماء يوم بدرٍ.
وقال لي عبد الله بن أبي الأسود، عن حميد بن الأسود، عن حجاجٍ الصواف، قال: حدثني أبو الزبير، عن جابرٍ، أنه حدثهم، قال: غزا النبي صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين بنفسه، شهدت منها تسع عشرة غزوةً’’.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن عمرو بن سواد بن سلمة
ويقال ابن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة السلمي الأنصاري المديني شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم كنيته أبو عبد الله وقيل شهد العقبة مع أبيه
مات سنة ثمان أو تسع وسبعين بعد أن عمي وكان له يوم مات أربع وتسعون سنة وصلى عليه أبان بن عثمان وهو والي المدينة قال عمرو بن علي آخر من مات بالمدينة جابر بن عبد الله في سنة تسع وسبعين
سمع النبي صلى الله عليه وسلم وروى عن أبي هريرة في الوضوء وأم كلثوم وأبي سعيد الخدري في الصلاة والفضائل وأبي بردة بن نيار في الحدود وعمر بن الخطاب في الجهاد وأبي حميد الساعدي في الأشربة وأم مالك في الدلائل وأم شريك في الفتن
روى عنه أبو سفيان في الإيمان وأبو صالح وأبو الزبير وعمر بن دينار ويزيد الفقير وأبو جعفر محمد بن علي في الوضوء وعطاء بن أبي رباح في الصلاة وأبو سلمة بن عبد الرحمن في الإيمان والصلاة ومحمد بن عمرو بن الحسن ووهب بن كيسان ومحمد بن المنكدر وسالم بن أبي الجعد في الصلاة وسعيد بن ميناء في الجنائز وعبيد الله بن مقسم في الجنائز وأبو هريرة في الصوم ومحمد بن عباد بن جعفر في الصوم ومجاهد في الحج والحسن بن محمد في النكاح وعروة بن عياض في النكاح والنعمان بن أبي عياش في البيوع وأبو المتوكل الناجي وسليمان بن يسار وابنه عبد الرحمن بن جابر والقعقاع بن حكيم وأبو عبد الرحمن الحبلي وعاصم بن عمر بن قتادة وعبد الرحمن صاحب السقاية وعبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت
وقضى طارق مولى عثمان بالعمري للوارث من قول جابر
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
(ع) جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام أمه أنيسة بنت غنمة.
كذا رأيته بخط الشيخ رضي الدين الشاطبي – رحمه الله - في مواضع مضبوطا مجودا، وكذا ذكره أيضا الحافظ الدمياطي، والمزي قد سمى أباها عقبة فينظر.
وفي كتاب «الاستيعاب»: توفي سنة أربع وسبعين، قال أبو عمر: وأصح ما قيل في كنيته: أبو عبد الله.
وفي «تاريخ البخاري الأوسط»: عن عمر بن زيد بن حارثة قال: حدثني أبي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «استصغر ناسا يوم أحد منهم جابر بن عبد الله»، رواه عن أحمد بن آدم ثنا منصور بن سلمة ثنا عثمان بن عبيد الله بن زيد بن حارثة عن عمر، ثم قال: قال منصور: أخاف أن لا يكون حفظ جابرا.
وفي «تاريخ البخاري الكبير» وحدثني عبد الله ابن أبي الأسود عن حميد بن الأسود عن حجاج الصواف قال: حدثني أبو الزبير أن جابرا حدثهم قال: غزا النبي صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين بنفسه شهدت منها تسع عشرة غزوة.
وفي كتاب الباوردي: اثنتا عشرة.
وفي قول المزي: وقال يوسف بن الماجشون عن محمد بن المنكدر: دخلت على جابر بن عبد الله وهو يموت، فقلت: اقرأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم مني السلام - نظر، لما ذكره أبو القاسم البغوي في «معجم الصحابة»: ثنا سريج ثنا يوسف الماجشون عن محمد بن المنكدر أنه دخل مع جابر بن عبد الله على رجل يموت فقال - يعني جابرا -: أبلغ محمدا منا السلام. وكذا ذكره الإمام أحمد في كتاب «الزهد».
وفي «تاريخ ابن أبي خيثمة»: قال جابر: دخلت على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «مرحبا بك يا جبير»، وغاب عن خيبر فقسم له النبي صلى الله عليه وسلم بسهم من حضرها [ق 52 / ب].
وجعله عمر بن الخطاب عريف قومه، وكان يصفر لحيته، وقال معبد بن كعب: لا تستكرهوا أحدا على حديث فإني سمعت جابر بن عبد الله استكره مرة على حديث، فجاء به على غير ما أراد.
وفي كتاب «الصحابة» لأبي جعفر الطبري: أراد جابر شهود بدر فمنعه أبوه وخلفه على إخوته، وكن تسعا.
وأول غزوة غزاها مع النبي صلى الله عليه وسلم حمراء الأسد.
وفي «الكتاب» العسكري مات وهو ابن أربع وثمانين سنة.
وفي كتاب الكلاباذي: قال الذهلي وفيما كتب إلي أبو نعيم قال: وجابر بن عبد الله سنة تسعين. قال الذهلي: أراد عندي سبعين فجرى تسعين، لأن أبا نعيم لا يهم هذا الوهم.
وذكر المزي عن خليفة بن خياط أنه توفي سنة ثمان وضبب عليه وتضبيبه غير جيد؛ لأنه ثابت في «تاريخه» كذلك وأما ما ذكره عن خليفة أو غيره أنه توفي سنة تسع وسبعين فغير جيد، لأنه لم يذكره في كتابيه، والذي فيهما: ثمان وستين، وثمان وسبعين. والله تعالى أعلم.
وكذا ما ذكره عن الهيثم بن عدي: سنة ثلاث وسبعين. لم أره مذكورا في «تواريخه» إلا في «الكبير» فإنه ذكر عنه وفاته: سنة ثمان وستين وسبع وسبعين وثمان وسبعين.
وقال زياد بن ميناء، فيما ذكره أبو إسحاق: صارت الفتوى إليه وإلى ابن عباس وذكر آخرين.
وذكر الفراء - يعني في كتاب «التبصير في المقالات»: أن جارية له وضعت محمد ابن علي في حجره وهو صغير فأداه الأمانة يعني سلام النبي صلى الله عليه وسلم ومات جابر من ليلته.
وفي «تاريخ الفسوي»: وكان آخرهم موتا بالمدينة جابر بن عبد الله بن رئاب. انتهى.
المزي وغيره يقولون: جابر بن عبد الله ويريدون هذا وهو غير جيد لما قدمناه.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 3- ص: 1
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن ثعلبة بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة
من بني جشم بن الخزرج الأنصاري شهد العقبة مع أبيه كنيته أبو عبد الله استغفر له النبي صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسا وعشرين مرة وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزاة مات سنة ثمان أو تسع وسبعين بعد أن عمى وكان يخضب بالحمرة وكان له يوم مات أربع وسبعون سنة وصلى عليه أبان بن عثمان بن عفان وهو والي المدينة يومئذٍ
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة بن سعد بن عدي بن شاذرة بن جشم بن الخزرج
حدثنا إبراهيم بن الهيثم البلدي، نا علي بن عياش، نا شعيب بن أبي حمزة، عن محمد بن المنكدر، عن جابر قال كان الآخر من فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم «ترك الوضوء مما مست النار»
حدثنا إسحاق بن الحسن، نا أبو نعيم، نا مسعرٌ، عن محارب بن دثار، عن جابر قال صلى معاذٌ المغرب فقرأ البقرة والنساء فقال النبي صلى الله عليه وسلم: «أفتانٌ أنت يا معاذ إنما يكفيك أن تقرأ بالسماء والطارق، والشمس وضحاها ونحوها»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا حجاج بن نصير، نا هشام بن أبي عبد الله، عن عمرو بن دينار، عن جابر، أن معاذاً كان «يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ويصلي بقومه»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
جابر بن عبد الله (ع)
ابن عمرو بن حرام، أبو عبد الله الأنصاري، مفتي المدينة في زمانه.
كان آخر من شهد بيعة العقبة في السبعين من الأنصار، ولم يشهد
بدراً، ولا أحداً، كان أبوه يخلفه على أخواته. وقيل: إنه شهد بدراً، وقال: ’’كنت أميح الماء يوم بدر’’. كذلك رواه أبو داود.
شهد الخندق وبيعة الرضوان، وأكثر الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعمر أربعاً وتسعين سنة، وأضر.
وتوفي سنة ثمانٍ وسبعين. رضي الله عنه.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام أبو عبد الله
ويقال أبو محمد: السلمي الأنصاري له صحبة روى عنه سعيد بن المسيب وأبو سلمة وعطاء سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1