جحا جحا الكوفي الفزاري، أبو الغصن: صاحب النوادر. يضرب به المثل في الحمق والغفلة. كانت أم خادمة لأم (أنس بن مالك) ويقال: كان في الكوفة إبان ثورة أبي مسلم الخراساني، وأدخله عليه مولاه يقطين فقال: يا يقطين أيكما أبو مسلم؟ وعلى هامش مخطوطتي من (المستقصى) للزمخشرى: وفيه يقول عمر بن أبي ربيعة:

فان صحت نسبة البيت إلى ابن أبي ربيعة دلت على اشتهار جحا قبل أيام أبي مسلم بأكثر من أربعين سنة. وسماه الجوهري في الصحاح (جحا) لقبه وان اسمه (دين بن ثابت) وأورد ابن حجر في (لسان الميزان) ترجمة لمحدث من أهل البصرة اسمه (دجين بن ثابت اليربوعي) وكنيته (أبو الغصن) ونفى رواية من قال إنه هو جحا. وقال شارل بلا: إن الجاحظ كان أول مؤلف عربي ذكرجحا في مؤلفاته، ذكره في رسالة عن علي والحكمين، وذكره في كتاب البغال. وفي فهرست (ابن النديم) من الكتب المصنفة في أخبار المغفلين (نوادر جحا) وهذا حتما غير كتاب (نوادر جحا) المطبوع بمصر وبيروت المترجم عن التركية، المنسوبة أخباره إلى جحا الرومي المعروف بخوجه نصر الدين، وقد دخلت فيه حكايات من نوادر جحا (العربي) في جملة ما ترجم إلى التركية من كتب العرب. قال الزمخشري: والحكايات عنه لا تضبط كثرة. وفي ديوان أبي العتاهية (المتوفى سنة 211) قوله:
دلهني حبها وصيرني
مثل جحا شهرة ومشخله
وفي مخطوطة حديثة سميت (قطعة من تراجم أعيان الدنيا الحسان) في المكتبة الشرقية اليسوعية ببيروت: كان أبو الغصن جحا البغدادي صاحب مداعبة ومزاح ونوادر توفي في خلافة المهدي العباسي.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 112

جحا أبو الغصن، صاحب النوادر، دجين بن ثابت اليربوعي، البصري.
وقيل: هذا آخر.
رأى دجين أنسا. وروى عن أسلم، وهشام بن عروة شيئا يسيرا.
وعنه: ابن المبارك، ومسلم بن إبراهيم، وأبو جابر محمد بن عبد الملك، والأصمعي، وبشر بن محمد السكري، وأبو عمر الحوضي.
قال النسائي: ليس بثقة.
وقال ابن عدي: ما يرويه ليس بمحفوظ.
وروي عن ابن معين، قال: دجين بن ثابت هو جحا.
وخطأ ابن عدي من حكى هذا عن يحيى، وقال: لأنه أعلم بالرجال من أن يقول هذا، والدجين إذا روى عنه ابن المبارك، ووكيع، وعبد الصمد، فهؤلاء أعلم بالله من أن يرووا عن جحا.
وأما أحمد الشيرازي، فذكر في ’’الألقاب’’: أنه جحا، ثم روى عن مكي بن إبراهيم، قال: رأيت جحا الذي يقال فيه: مكذوب عليه، وكان فتى ظريفا، وكان له جيران مخنثون يمازحونه، ويزيدون عليه.
قال عباد بن صهيب: حدثنا أبو الغصن جحا -وما رأيت أعقل منه.
قال كاتبه: لعله كان يمزح أيام الشبيبة، فلما شاخ، أقبل على شأنه، وأخذ عنه المحدثون.
وقد قيل: إن جحا المتماجن أصغر من دجين؛ لأن عثمان بن أبي شيبة لحق جحا. فالله أعلم.
وكذلك وهم من قال: إن أبا الغصن ثابت بن قيس المدني هو جحا.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 225