ابن المدبر إبراهيم بن محمد بن عبيد الله ابن المدبر، أبو اسحاق:وزير، من الكتاب المترسلين الشعراء. من أهل بغداد. تولى ولايات جليلة. واستوزره المعتمد العباسي لما خرج من سامراء يريد مصر سنة 269هـ. وتوفي ببغداد متقلدا ديوان الضياع للمعتضد.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 60
ابن المدبر الكاتب إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن المدبر أبو إسحاق الكاتب، كان كاتبا بليغا شاعرا فاضلا مترسلا وهو أخو أحمد ومحمد، روى عنه أبو الحسن الأخفش وأبو بكر الصولي وميمون بن هارون وجعفر بن قدامة الكاتب، وكان يزعم أنه من بني ضبة، خدم المتوكل مدة طويلة وولاه ديوان الأبنية ولم يزل في رتبة الوزراء وأحضر في سنة ثلاث وستين للوزارة فاستعفى لعظم المطالبة، فاستكتبه المعتمد لابنه المفوض وضم إليه دواوين، ثم إن المعتمد دفع إلى إبراهيم ثلاث مائة ألف دينار وخلع عليه بتكريت وقال لقواده ممن معه: ما استوزرت بعد عبيد الله بن يحيى وزيرا أرضاه غير الحسن بن مخلد وإبراهيم في هذا الوقت، وخرج إلى الموصل ليلتقي جيش ابن طولون، ثم إن إسحاق بن كنداج متولي الموصل وديار ربيعة قبض على القواد بحيلة دبرها وأراد القبض على إبراهيم فلم يمكنه المعتمد ورجع المعتمد إلى سر من رأى، وظفر صاعد بإبراهيم فحدره إلى بغداذ وحبسه إلى أن رضي الموفق عنه وهو بواسط وخلع عليه، وله شركة في ترجمة عريب المغنية لأنه كان يهواها وله فيها أشعار وكل منهما يهوى صاحبه. قال الصولي: وإبراهيم بن المدبر كاتب جليل شاعر أديب كريم ليس في زماننا شاعر إلا وقد استفرغ بعض مدحه فيه قال أبو هفان:
يا ابن المدبر أنت علمت الورى | بذل النوال وهم به بخلاء |
لو كان مثلك في البرية واحد | في الجود لم يك فيهم فقراء |
أدموعها أم لؤلؤ متناثر | يدمي به الورد الجني الزاهر |
لا يؤيسنك من كريم نبوة | فالسيف ينبو وهو عضب باتر |
هذا الزمان تسومني أيامه | خسفا وهأنذا عليه صابر |
إن طال ليلي في الإسار فطالما | أفنيت دهرا ليله متقاصر |
والسجن يحجبني وفي أكنافه | مني على الضراء ليث خادر |
عجبا له كيف التقت أبوابه | والجود فيه والربيع الباكر |
هلا تقطع أو تصدع أو هوى | فعذرته لكنه بي فاخر |
ألا طرقت سلمى لدى وقعة الساري | وحيدا فريدا موثقا نازح الدار |
هو الحبس ما فيه علي غضاضة | وهل كان في حبس الخليفة من عار |
ألست ترين الخمر يظهر حسنها | وبهجتها بالحبس في الطين والقار |
وما أنا إلا كالجواد يصونه | مقومه للسبق في طي مضمار |
أو الدرة الزهراء في قعر لجة | فلا تجتلى إلا بهول وأخطار |
وهل هو إلا منزل مثل منزلي | وبيت ودار مثل بيتي أو داري |
فلا تنكري طول المدى وأذى العدى | فإن نهايات الأمور لإقصار |
لعل وراء الغيب أمرا يسرنا | يقدره في علمه الخالق الباري |
ليت شعري أي قوم أجدبوا | فأغيثوا بك من بعد العجف |
نزل اليمن من الله بهم | وحرمناك لذنب قد سلف |
إنما أنت ربيع باكر | حيثما صرفه الله انصرف |
يا أبا إسحاق سر في دعة | وامض مصحوبا فما عنك خلف |
أتيتك مشتاقا فلم أر جالسا | ولا ناظرا إلا بعين قطوب |
كأني غريم مقتض أو كأنني | نهوض حبيب أو حضور رقيب |
قد أحدث القوم دينا | وجدد القوم نسبه |
وكان مرا ضعيفا | فضببوه بضبه |
يا كاشف الكرب بعد شدته | ومنزل الغيث بعدما قنطوا |
لا تبل قلبي بشحط بينهم | فالموت دان إذا هم شحطوا |
قالوا: أضر بنا السحاب بوكفه | لما رأوه لمقلتي يحكي |
لا تعجبوا مما ترون فإنما | هذي السماء لرحمتي تبكي |
ما دمية في مرمر صورت | وظبية في خمر عاطف |
أحسن منها يوم قالت لنا | والدمع من مقلتها ذارف |
لأنت أحلى من لذيذ الكرى | ومن أمان ناله خائف |
أأخي إن أخاك مذ فارقته | شوقا إليك فؤاده يتقطع |
يشكو جفاءك معلنا بلسانه | وفؤاده من خوف غدرك يوجع |
ويقول معتذرا إلى من لامه: | إن الشقيق بسوء ظن مولع |
اسلم وكن لي كيف شئت على النوى | مهما فعلت فلست ممن يقطع |
يا قلب أنت وطرفي | شغلي ودائي وحتفي |
موتا فلا كان إلف | يعين في قتل إلف |
هذا فعالي بنفسي | أخذت حتفي بكفي |
أنا الضعيف على الهجـ | ـر فارحموا ذل ضعفي |
من ضعف ركني أني | ليث فريسة خشف |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0
ابن المدبر الوزير الكبير أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن عبيد الله بن المدبر الضبي.
أحد البلغاء والشعراء، وزر للمعتمد، وهو أخو أحمد بن المدبر، ومحمد.
حكى عنه: علي الأخفش وجعفر بن قدامة، وأبو بكر الصولي، وغيرهم.
ولم يكن أحد من كتاب الترسل يقاربه في فنه، وتوسعه ولم يزل عالي المكانة إلى أن ندب إلى الوزارة في سنة ثلاث وستين ومائتين فاستعفي لكثرة المطالبة بالمال.
وكان وافر الحشمة كثير البذل، وفيه يقول أبو هفان:
يابن المدبر أنت علمت الورى | بذل النوال وهم به بخلاء |
لو كان مثلك في البرية واحد | في الجود لم يك فيهم فقراء |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 10- ص: 285