جليلة بنت مرة جليلة بنت مرة الشيبانية: شاعرة فصيحة، من ذوات الشأن في الجاهلية. وهي أخت جساس قاتل كليب وائل) وكانت زوجة كليب، فلما قتل أخوها جساس زوجها كليبا، انصرفت إلى منازل قومها، فبلغها أن أختا الكليب قالت بعد رحلتها: رحلة المعتدى وفراق الشامت. فقالت جليلة: أسعد الله جد أختي أفلا أنشأت قصيدتها المشهورة التي مطلعها: (يا ابنة الألقوام إن لمت فلا تعجلي بالوم حتى تسلي) وبقيت في بيت أخيها جساس إلى أن قتل. ثم جعلت تنتقل مع قومها (بني شيبان) في حروبهم، إلى أن توفيت
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 133
جليلة بنت مرة ترجمتها
هي أخت جساس بن مرة وزوجة كليب وائل التغلبي. كن زوجها كليب كثير الفجر بنفسه أمامها وكثير التعريض بأهلها حتى رماه أخوها جساس فقتله بسبب ناقة خالته البسوس. فاضطرت إلى الرحيل عن قوم زوجها من تغلب إلى ديار أبيها وهي آسفة حزينة.
المناسبة
حين هم زوجها كليب برمي ناقة خالتها قالت تناشده ألا يفعل لئلا يرهق صهره ويقطع رحمه:
أخ وحريم داخل إن قطعته | وكيف يسوء القوم من قد يسودها |
فما أنت إلا بين هاتين واقع | وكلتاهما وزر وصعب كؤودها |
يا ابنة الأعمام إن لمت فلا | تعجلي باللوم حتى تسألي |
فإذا أنت تبينت الذي | يوجب اللوم فلومي واعذلي |
إن تكن أخت امرئ ليمت على | شفق منها عليه فافعلي |
جل عندي فعل جساس فيا | حسرتي عما انجلى أو ينجلي |
لو بعين فديت عيني سوى | أختها فانفقأت لم أحفل |
تحمل العين أذى العين كما | تحمل الأم أذى ما تعتلي |
يا قتيلا قوض الدهر به | سقف بيتي جميعا من عل |
هدم البيت الذي استحدثته | وانثنى في هدم بيتي الأول |
ورماني قتله من كثب | رمية المصمى به المستأصل |
يا نسائي دونكن اليوم قد | خصني الدهر برزء معضل |
خصني قتل كليب بلظى | من ورائي ولظى مستقبلي |
ليس من يبكي ليوميه كمن | إنما يبكي ليوم ينجلي |
يشتفي المدرك بالثأر وفي | دركي ثأري ثكل المثكل |
ليته كان دمي فاحتلبوا | دررا منه دمي من أكحلي |
فأنا قاتلة مقتولة | ولعل الله أن ينظر لي |
يا عين فابكي الشر قد لاحا | وأسبلي دمعك المخزون سفاحان |
هذا كليب على الرمضاء منجدل | بين الخزامى علاه اليوم أرماحا |
والتغلبيون قد قاموا بنصرته | وكنتم وجلال الله أوقاحا |
قد كان تاجا عليهم في محافلهم | وكان ليث وغى للقيرن طراحا |
إذا الخيل سارت بعد صلح صدورها | وخوف ابنا وائل وعشيرها |
تقطعت الأرحام منهم وبدلت | ضغائن حقد بعد ود صدورها |
تبدد شمل الحي بعد اجتماعه | وغادرنا من بعد هتك ستورها |
فهاكم حريق النار تبدي شرارها | فيقدح في كل البلاد سعيرها |
فقوموا وداروا ما استطعتم ودافعوا | عسى يقشع الإظلام عنكم نؤورها |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 37