أبو عبد الله ويقال أبو موسى جابر ابن حيان بن عبد الله الطرسوسي الكوفي المعروف بالصوفي
كناه بأبي عبد الله ابن النديم في الفهرست، ثم قال والرازي يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة: قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان، وكناه في الفهرست في موضع آخر بأبي موسى.
مولده ووفاته
في فهرست ابن النديم:قد قيل إن أصله من خراسان "اه"وبذلك يعلم أن مولده بخرسان ولكن ابن خلكان وصفه بالطرسوسي. وفي كشف الظنون: توفي سنة 160، وكذلك نقله صاحب تاريخ الفكر العربي عن كشف الظنون ثم نقل عنه انه توفي سنة 180، وقال: إن خبر اتصاله بالبرامكة وما ذكره الجلدقي في كتابه" نهاية المطلب" من أن جابر بن حيان بقي إلى زمن المأمون يناقص ذلك، لأن البرامكة ظلوا متمتعين بثقة الرشيد 17 188ه، والمأمون بويع بالخلافة سنة 198"اه" (اقول): على التاريخ الثاني إذا صح لا مناقضة، وبقاؤه إلى زمن المأمون لا يقتضي بقاءه إلى زمن خلافته.
أقوال العلماء فيه
كان حكيما رياضيا فيلسوفا عالما بالنجوم طبيبأ منطقيا رصديا مؤلفا مكثرا في جميع هذه العلوم وغيرها: كالزهد والمواعظ، من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام وأحد أبوابه ومن كبار الشيعة وما يأتي عند تعداد مؤلفاته يدل على أنه كان من عجائب الدنيا ونوادر الدهر، وإن عالما يؤلف ما يزيد على 3900 كتاب في علوم جلها عقلية وفلسفية لهو حقا من عجائب الكون، فبينا هو فيلسوف حكيم ومؤلف مكثر في الحيل والنيرنجات والعزائم ومؤلف في الصنائع وآلات الحرب، إذا هو زاهد واعظ مؤلف كتابافي الزهد والمواعظ. ومن يكون بهذه الإحاطة في العلوم، متى يتسع وقته لتأليف 1300 كتاب في الحيل كما يأتي ومن لا يكون متخصصا بعلم الطب ولا مشهورا به، كيف يؤلف فيه 500 كتاب وأي شي أغرب من أن يكون وهو فيلسوف ت يؤلف 500 كتاب نقضا على الفلاسفة، وإن هذه الكتب التي تعد في العلم ب 1300 كتاب و500كتاب و300كتاب و300 1 رسالة مهما صغر حجمها لهي دالة على باع طويل وهمة شماء. وهو مع ذلك يشتغل بصناعة الكيمياء حتى صار اشهر من ينسب إليه هذا العلم، وذلك يحتاج إلى زمن طويل وجهد عظيم، ويكفي في تفرد الرجل إن كتبه بقي كثير منها محفوظا في مكاتب الغرب والشرق، وطبع جملة منها وترجم جملة منها. وقال علي بن يوسف القفطي في تاريخ الحكماء: جابر بن حيان الصوفي الكوفي كان متقدما في العلوم الطبيعية بارعا منها في صناعة الكيمياء، وله فيها تواليف كثيرة ومصنفات مشهورة. وكان مع هذا مشرفا على كثير من علوم الفلسفة ومتقلدا للعلم والمعروف بعلم الباطن وهو مذهب المتصوفين من أهل الإسلام: كا الحرث بن أسد المحاسبي وسهل بن عبد الله التستري ونظرائهم. وذكر محمد بن سعيد السرقسطي المعروف بابن المشاط الأصطرلابي الأندلسي انه رأى لجابر بن حيان بمدينة مصر تأليفا في عمل الأسطرلاب يتضمن ألف مسألة لا نظر له "اه" وقال ابن خلكان في ترجمة الإمام الصادق عليه السلام: له كلام في صناعة الكيمياء والزجر والفال، وكلن أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي قد ألف كتابا يشتمل على ألف ورقة تتضمن رسائل جعفر الصادق وهي خمسمائة رسالة "اه". وقال السيد علي بن طاوس الحسني الحلي في كتابه " فرج المهموم بمعرفة علم النجوم" عند ذكره لجماعة من الشيعة كانوا عارفين بعلم النجوم: ومنهم جابر بن حيان صاحب الصادق عليه السلام، وذكره ابن النديم في رجال الشيعة "اه". وقد روى الحسين بن بسطام بن سابور وأخوه أبو عتاب أو غياب عبد الله بن بسطام بن سابور الزيات بن جابر بن حيان عن الإمام الصادق عليه السلام في كتابهما المعروف بطب الأئمة. وفي روضات الجنات: أبو موسى جابر بن حيان الصوفي الطرسوسي كان من مشاهير قدماء العلماء بالفانيين الغربية من الكيمياء والليمياء والهيمياء والسيمياء والريمياء وسائر علوم السر والجفر الجامع وأمثال ذلك وقال اليافعي في مرآة الجنان: ألف جابر بن حيان الصوفي تلميذ جعفر الصادق كتابا يشتمل على ألف ورقة يتضمن رسائله وهي خمسمائة رسالة "اه". وفي عيون الأنبياء في ترجمة أبي محمد بن زكريا الرازي أنه نقل كتاب الأس لجابر إلى الشعر. وفي ترجمة عبد اللطيف البغدادي أنه قال: ورد إلى بغداد رجل مغربي قد أمعن في كتب الكيمياء والطلسمات وما يجري مجراها، وأتى على كتب جابر بأسرها. ثم قال عبد اللطيف عن نفسه: وحصلت كثيرا من كتب جابر بن حيان الصوفي "اه". كل ذكل يلنا على اشتهار جابر بن حيان وكتبه واعتناء العلماء بها، ويعبر عنه الرازي بأستاذنا كما في فهرست ابن النديم، وترجم بعض كتبه كما مر عن عيون الأنباء وقال ابن النديم في الفهرست: أخبار جابر بن حيان وأسماء كتبه: هو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي، واختلف الناس في أمره، فقال الشيعة إنه من كبارهم وأحد الأبواب يعني أبواب أئمة أهل البيت وحملة علومهم، وزعموا أنه كان صاحب جعفر الصادق وكان من اهل الكوفة، وزعم قوم من الفلاسفة أنه كان منهم وله في المنطق والفلسفة مصنفات وزعم أهل صناعة الذهب والفضة أن الرياسة انتهت إليه في عصره وان أمره كان مكتوما. قال وزعموا انه كان ينتقل في البلدان لا يستقر به بلد خوفا من السلطان على نفسه. وقيل إنه كان في جملة البرامكة ومنقطعا إليهم ومتحققا بجعفر بن يحيى، فمن زعم هذا قال إنه عنى بسيده جعفر هو البرامكة، وقالت الشيعة إنما عنى جعفر الصادق. وحدثني بعض الثقات ممن تعاطى الصنعة أي صنعة الكيمياء انه كان ينزل في شارع باب الشام في درب يعرف بدرب الذهب وقال لي هذا الرجل أن جابرا كان أكثر مقامه بالكوفة وبها كان يدبر الإكسير لصحة هوائها ولما أصيب بالكوفة الأزج الذي وجد فيه هارون ذهب فيه نحو مائتي رطل. ذكر هذا الرجل ان الموضع الذي أصيب ذلك فيه كان دار جابر بن حيان فإنه لم يصب في ذلك الأزج غير الهاون فقط وموضع قد بني للحل والعقد في هذا في أيام عز الدولة ابن معز الدولة، وقال لي أبو سبكتكين دستاردار أنه هو الذي خرج ليستلم ذلك وقال جماعة من أهل العلم وأكابر الوراقين إن هذا الرجل يعني جابرا لا أصل له ولا حقيقة وبعضهم قال عنه ما صنف إن كان له حقيقة إلا كتاب الرحمة وأن هذه المصتفات صنفها الناس رجلا فاضلا يجلس ويتعب فيصنف كتابا يحتوي على ألفي ورقة يتعب قريحته وفكره بإخراجه ويتعب يده وجسمه بنسخه ثم ينحله لغيره إما موجودا أو معدوما ضرب من الجهل وإن ذلك لا يستمر على احد ولا يدخل تحته من تحلى ساعة واحدة بالعلم وأي فائدة في هذا وأي عائدة، والرجل له حقيقة وأمره أظهر وأشهر وتصانيفه أعظم وأكثر ولهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة وأنا أوردها في مواضعها وكتب في معان شتى من العلوم قد ذكرتها في مواضعها من الكتاب "اه". وقال إسماعيل مظهر في كتابه التاريخ الفكر العربي: لعل جابر بن حيان أشهر من يذكره تاريخ العلم في العصر العربي من العلماء فإن اسمه يقترن من حيث الشهرة ومن حيث الأثر النافع بأسماء العظماء من رواد الحضارة والعمران ولقد قال فيه الأستاذ (برتيلو)المؤلف الفرنسي صاحب كتاب تاريخ الكيمياء في القرون الوسطى أن اسمه ينزل في تاريخ الكيمياء منزلة اسم ارسطوطاليس في تاريخ المنطق فكأن جابرا عند برتيلو أول من وضع لعلم الكيمياء قواعد علمية تقترن باسمه في تاريخ الدنيا وقد عرف جابر بن حيان في العالم اللاتيني باسم جبير عاش جابر بن حيان في بلاط هارون الرشيد في بغداد وكان على صلة حسنة بالبرامكة والظاهر منن سيرته انه كان أشد تعلقا بهم منه بخليفة المسلمين لأن البرامكة كانوا يقلقون على علم الكيمياء شأنا كبيرا وكانوا يشتغلون بذلك العلم ويدرسونه درسا عميقا ولقد ذكر جابر في كتابه الخواص كثيرا من المحاورات التي وقعت بينه وبينهم في معضلات هذا العلم انه كان له نصيب من الاشتغال بعلم الطب وطرق العلاج لأنه كان من الشائع في ذلك العهد أن يقترن علن الكيمياء بالعمل في صناعة الطب "اه" ثم حكى عن الجلد في كتابه نهاية المطلب انه روى كثيرا مما عانى الكيماويون من العرب في أول اشتغالهم بهذا العلم من الاضطهاد والمصاعب وذكر عن جابر بن حيان انه خلص من الموت مرارا عديدة كما انه قاسى كثيرا من انتهاك الجهلاء لحرمته ومكانته وأنهم كانوا يحسدونه على علمه وفضله وأنه اضطر إلى الإفضاء ببعض أسرار الصناعات أي الكيمياء إلى هارون الرشيد وإلى يحيى البرامكي وابنيه الفضل وجعفر وأن ذلك هو السبب في غناهم وثروتهم ولما ساورت الرشيد الشكوك في البرامكة عرف أن غرضهم نقل الخلافة إلى العلويين مستعينين على ذلك بمالهم وجاههم وقتلهم عن آخرهم اضطر جابر بن حيان أن يهرب إلى الكوفة خوفا على حياته حيث ظل مختبئا إلى أيام المأمون فظهر بعد احتجابه"اه".
مقال الدكتور أحمد فؤاد الأهواني
من مقال طويل نشره في مجلة المجلة المصرية: هو اشهر علماء العرب، وأول من أرسى قواعد العلم التجريبي، وأول من أخرجه من السر إلى العلن، فأسدى بذلك إلى العلم عامة وإلى حضارة العرب بوجه خاص فضلا عظيما. فقد أباح العلم بعد أن كان مقصورا على أفراد يحتكرونه ويتداولونه سرا، فعم بذلك النفع، وشمل جميع مرافق الحياة، وترتب على ذلك أزهار الحضارة العربية وتقدمها قرونا طويلة من الزمان. لأن المظهر المحسوس للحضارة يتجلى في صناعتها وفي ألوان الرفاهية التي يستخدمها الإنسان في معيشته. ومع أن جابرا كان على سنة مفكري العرب وفلاسفتهم مشاركا في جميع العلوم من فلك ورياضيات وطب ومنطق وفلسفة إلا أن عنايته الكبرى اتجهت إلى الكيمياء وألف في هذا العلم، أو "الصنعة" كما كانت تسمى عند العرب، التصانيف الغزيرة، وأجرى التجارب الكثيرة، ورسم له منهجه، وحدد موضوعه، وأجرى التجارب الكثيرة، ورسم له منهجه، وحدد موضوعه، وحاول أن يرده إلى أصول نظرية، فكان بذلك، وبحق، مؤسس علم الكيمياء. وقامت على أساس مباحثه مدرسة، وظهر بعده تلاميذ، وأصبح علم الكيمياء ينسب إليه، وأضحى جابر علما عليه، كما يقال " أبقراط" عنوانا على الطب، أو "بطليموس" علما على الفلك. وحين اتجهن أوربا إلى العرب تغترف من بحر علومهم، لم تجد إماما في الكيمياء سوى جابر، فنقلت اسمه وكتبه وعلمه، واشتهر عندهم باسم Geber وباللاتينية Geberus كما نقلوا عن تلميذه الرازي. ونقل جيرار الكريموني في أكبر الظن، " كتاب السبعين" من مؤلفات جابر بن حيان على اللاتينية، وهو مجموعة تتألف من سبعين كتابا. وجدير بمن يظفر بمثل هذه الشهرة في العالمين الشرقي والغربي أن تحاك حوله الأساطير، وأن تنسب إليه الكتب، حتى ليبلغ بالمؤرخين المحققين الذهاب إلى حد الشك في وجوده وفي حقيقة شخصيته، وفي انه هو صاحب تلك المؤلفات أو أن غيره هو الذي صنفها ونحلها إياه. وقد كان جابر ومؤلفاته موضع شك القدماء، كما كان موضع شك المحدثين. (ثم يشير الكاتب إلى أن ممن شك بحقيقة جابر، ابن نباتة فيقول): ويبدو أن الباعث الذي دفع ابن نباتة إلى ذلك الشك، هو إنكاره علم الكيمياء جملة، ذلك العلم الذي زعموا انه يقلب المعادن الخسيسة إلى ذهب. وكان علماء المسلمين وفلاسفتهم قد انقسموا في أمر الكيمياء فريقين: فريق يقول بإمكان ذلك التحويل، وفريق ينكره. والمنكرون لم تصح عندهم النظرية القائلة بإمكان خلق الإنسان مواد تشبه المواد الطبيعية، وكان الكندي على رأسهم. وقد أشار ابن نباتة إلى ذلك وهو يشرح عبارة ابن زيدون التي يقول فيها: "وأظهرت جابر بن حيان على سر الكيمياء" وهي عبارة تدل على شهرة جابر، وأن اسمه أصبح عنوانا على هذا الفن. قال ابن نباتة في شرحه:" الكيمياء معروفة الاسم، باطلة المعنى. وليعقوب الكندي رسالة بديعة سماها: إبطال دعوى المدعين صنعة الذهب والفضة، جعلها مقالتين، يذكر فيها تعذر فعل الناس لما انفردت الطبيعة بفعله، وخدع أهل هذه الصناعة وجهلهم. ويقال إن أبا بكر الرازي رد عليه في رسالة له. . . . . . " وللكيمياء في الواقع جانبان: جانب عملي تجريبي، وجانب نظري، إما قائم على أصول نظرية سابقة على التجربة، وإما مستمدة من التجربة نفسها. وسنعرض للمنهج التجريبي فيما بعد وقيمته وأثره لأهميته بالنسبة للعلوم بوجه عام. ولكننا نقول الآن: إن حياة المسلمين منذ القرن الثاني للهجرة بعد أن أصبحت الدولة الإسلامية متسعة الأطراف، وفي أعلى درجة من الحضارة في ذلك الزمان، اقتضت أن ينظر الناس في أمور معاشهم ورفاهيتهم ومدنيتهم، واقتضى ذلك منهم تدبير أمور كثيرة تحتاج إلى عمليات كيميائية، مثل: صناعة الورق والزجاج. الأحبار والأصباغ لتلوين الأنسجه وتقطير النباتات واستخراج العطور لمنافعها في الدواء وفي التبرج، وصياغة المعادن وغير ذلك من الأمور التي تعتمد على عمليات كيميائية من احتراق وتقطير وتصعيد، وتحتاج هذه العمليات إلى أجهزة تدبر فيها كالبواتق والأنابيب والقدور وإشعال النيران القوية. وقد برع العرب في هذه العمليات التجربيه، وابتكروا أجهزة جديدة، واستفادوا من القدماء ومن شتى الدول المجاورة، وتقدموا بهذه الصناعة خطوات واسعة إلى الأمام. وهذا الجانب يسميه جابر، علوم الصنائع التي يحتاج غليها في الكفاية. أما الجانب النظري، فقد نشب عليه الخلاف بين علماء العرب، وإنما الذي دفعهم إلى ذلك الخلاف، ما دخل على الكيمياء من سحر تحويل الفضة أو الرصاص أو غير ذلك إلى ذهب، وهل يمكن، وإن كان ذلك ممكنا فعلى أي أساس، ولأي علة. وفي خلال هذه المباحثات النظرية، اضطر العلماء إلى الخوض في الطبيعة التي تتركب منها الجواهر المختلفة، مع تصنيف هذه الجواهر أو المعادن، ووصف مظاهرها وخواصها، فظفر العلم بكثير من الثروة الجديدة. لقد وجد علم الكيمياء إذن، وتقدم عند العرب، ونقله الأوربيون عنهم، وكان أول كيمائي بمعنى الكلمة هو جابر. ويحكى جابر في بعض رسائله انه حين كان في بلاد العرب تعلم القرآن والنحو والقراءة والكتابة والحساب على يد شخص يسمى "حربي الحميري". وهذا الشخص قد نسجت حوله الأساطير حتى قيل إنه من المعمرين الذين عاشوا أربعمائة سنة. أمضى جابر في الكوفة في أكبر الظن زمنا، واتصل بعد ذلك بجعفر الصادق، ثم بالبرامكة الذين قدموه إلى بلاط الرشيد. اتصل بيحيى البرمكي أولا، ثم بابنه جعفر بعد ذلك. ولندع جابرا يقص حكاية اتصاله بيحيى لطرافتها قال في كتاب "الخواص الكبير" وهو يتحدث عن الإكسير وكيف خلص به كثيرا من الناس وشفاهم ما نصه: " ولقد كنت يوما من الأيام بعد ظهور أمري بهذه العلوم وبخدمة سيدي يريد جعفر الصادق عند يحيى بن خالد. وكان له جارية نفيسة لم يكن لحد مثلها جمالا وكمالا وأدبا وعقلا وصنائع توصف بها. وكانت قد شربت دواء مسهلا لعلة كانت بها، فعنف عليها بالقيام، ثم زاد عليها إلى أن قامت ما لم يكن من سبيل لمثلها شفاء. ثم ذرعها مع ذلك القيء حتى لم تقدر على التنفس ولا الكلام البته، فخرج الصارخ إلى يحيى بذلك، فقال لي: يا سيدي ما عندك في ذلك؟ فأشرت عليه بالماء البارد وصبه عليها، لأني لم أراها، ولم أعرف في ذلك من الشفاء للسموم ولقطعه مثل ذلك. فلم ينفعها شيء بارد ولا حار أيضا وذلك أني كمدت معدتها بالملح المحمى وغمرت رجليها. فلما زاد الأمر سألني أن أراها، فرأيت ميتة خاملة القوة جدا. وكان معي من هذا الإكسير شيء، فسقيتها منه وزن حبتين بسكنجبين صرف مقدار ثلاث أوراق. فو الله، وحق سيدي، سترت وجهي عن الجارية، لأنها عادت إلى أكمل ما كانت عليه في أقل من نصف ساعة زمانية. فأكب يحيى على رجلي مقبلا لهما. فقلت له: يا أخي لا تفعل. فسألني فائدة الدواء. فقلت له: خذ ما معي منه، فلم يفعل. ثم إنه أخذ في الرياضة والدراسة للعلوم وأمثال ذالك، إلى أن عرف أشياء كثيرة. وكان ابنه جعفر أذكى منه وأعرف". وتطلعنا هذه القصة على أن جابرا كان طبيبا، وكان يستخدم في العلاج دواء يسميه "الإكسير" يبدو أنه كان يشفي من كثير العلل. فلما اتصل جابر بيحيى وابنيه: الفضل وجعفر، قدمه هؤلاء البرامكة إلى الرشيد. وبزعم الجلدكي في كتابه "نهاية الطلب" إن جابرا كان السبب الذي دعا الرشيد أن يرسل إلى ملك الروم يطلب كتب الحكمة، فأرسل إليه منها جملة كثيرة عربها حنين بن إسحاق وابن بختيشوع وغيرهما. ونحن نعرف أن أول نقل في الإسلام هو الذي أمر به خالد بن يزيد الأموي، وكان ذلك سبب رغبته في علم الكيمياء بالذات. وليس ثمة تناقص بين الروايتين: الرواية القائلة بأن خالدا هو الذي أوعز بالترجمة، والقائلة بأن الذي حث عليها هو جابر بن حيان بعد ما يقرب من سبعين عاما إذ الحق في ذلك إن حركة الترجمة بدأت مبكرة، ولكنها كنت ضعيفة وفي نطاق ضيق، ثم اشتدت زمان الرشيد، ثم في عصر المأمون، ولم ينقطع طلب الكتب اليونانية من مظانها ولا نقلها إلى عصر متأخر، وكانت تلك الكتب تترجم أكثر من مرة. ولما وقعة نكبة البرامكة وأنزل الرشيد، غضبه عليهم، فتك بهم وبجميع من كان يلوذ بهم، فأصابه رشاش المحنة. وقيل في سبب محنته: أن أهل الحسد والطغيان دسوا له الدسائس، حتى اشرف على القتل مرارا، ومن جملة هذه الدسائس، أنه يخفي سر صنعته ويحتفظ بها لنفسه "فلم يسعه بعد ذلك إلا أن باح ببعض شيء من المحكمة الصنعوية على ترتيب الظاهر والأبواب البرانية للرشيد وليحيى بم برمك ولولديه الفضل وجعفر وأوصلهم إلى غنى الدهر" حسب رواية الجلدكي. وفي هذه القصة من التهاتف ما لا يحتاج إلى دليل، لأن ثروة الرشيد و البرامكة لم تكن بسبب هذه الصنعة، بل من خراج الولايات، وغلة الضياع الواسعة. ولكن خيال الرواة يتسع للقول بأنه:" وبالجملة إن مكارم بني برمك لم تكن إلا من هذه الصناعة لا من أموال الدولة. ولم يكن لبني العباس هذا البذل العظيم ألا من هذه الصنعة. وكذلك أول الدولة الفاطمية لمصر والمغرب لم يتم لهم ما تم من الملك والقوة إلا بهذه الصناعة". " عن الجلدكي بعد ذكر النص السابق مباشرة". وتدل رواية ابن النديم على أن جابرا كان مستقرا بالكوفة، وبخاصة بعد محنة البرامكة، وإن لم تكن القصة صحيحة في تفصيلاتها، فلا ريب أن جابرا كان يقتني معملا كيميائيا يجري فيه عمليات من تقطير وتطهير وتصعيد مما يحتاج إليه في التدبير. ويزعم هولميارد: أن المصدر الذي استقى منه جابر علومه في الكيمياء، وهو الأفلاطونية الحديثة، كانت تتجه نوحا صوفيا، وعن هذا الطريق تأثر بالتصوف، ومن الغريب أن ذا النون المصري يذكر أيضا انه كان يجتمع بين الصنعة والتصوف، بدأ بالكيمياء، ثم عدل عنها إلى النزعة الصوفية.
مقال الدكتور محمد يحيى الهاشمي
من مقال نشره في الجزء العاشر من المجلد 33 من مجلة العرفان: لدى مطالعتنا للتراث الضخم الذي خلفه لنا جابر بن حيان عن الكيمياء نرى اعترافا صريحا بأن المعلم لهذه الصنعة عن هو الإمام جعفر الصادق وقد اطلع على هذه الحقيقة كثير من المستشرقين الغربيين، فاعتقدوا أن في ذلك مبالغة عظيمة، وفي النقد الذي وجهه كلأ من روسكا وباول كرواس بأنه لمن المستحيل على جعفر أن يلم هذا الإلمام العظيم بالعلوم والفنون التي ذكرها جابر في المخطوطات التي وصلت إلينا والتي يوجد منها عدد غزير في القاهرة والتي لم تدرس الدراسة الكافية، ويقول روسكا في هذا الصدد انه لمن المستحيل على جعفر أن يكون كيميائيا، فليس من الممكن أن يتعاطى تلك الصنعة، سواء كان ذلك عمليا أو نظريا وهو في المدينة. ولقد أعجب بحق كل من برتلو الإفرنس وهو لميارد الإنكليزي بالمعلومات الغزيرة التي تسند إلى جابر. وقد اقتفى اثر روسكاباول كراوس مبينا في التقرير السنوي الثالث لنشرات تاريخ العلوم الطبيعية التي تصدر في برلين العلاقة الشديدة بين جابر والإسماعلية. هذه هي الملاحظات السطحية التي يذكرونها دون تمحيص أقوال جابر نفسها المتعلقة بأستاذه جعفر ساعين لتحليل تلك الأقوال على ضوء العلم الصحيح. يذكر هولميارد في كتابه الذي ألفه باللغة الإنكليزية عن صانعي الكيمياء عن جعفر بأنه التقى مع جابر وحصلت بينهما صداقة قوية، كالصلة التي تحصل بين المعلم الروحي وتلميذه بيد أنه لا يتطرق إلى ما تطرق إليه روسكا من قبل، ويلاحظ إسماعيل مظهر في مقاله عن جابر من كتاب الفكر العربي بأن في مذهب روسكا كثيرا من مواطن الشك للأسباب الآتية:
1- لم يستل من التواريخ الموثوق بها أن جعفرا أمضى كل حياته بالمدينة لم يبرحها.
2- إن قول الأستاذ روسكا في أنه لم يعرف أن المدينة كانت مركزا لدراسة الكيمياء أن كان صحيحا فإن صحته لا تنافى مطلقا أن يكون الإمام جعفر قد درس الكيمياء في مكان أخر.
3 - إن علم الكيمياء لم ينتعش ويتحرر إلا بين أيدي الفارسيين أولا، وأنهم كانوا يعكفون على الاشتعال به.
4- إن الصفوفيين غالبا ما كانوا يدخلون المصطلحات الكيميائية في أشعارهم الباطنية.
5- ولهذا نقول بأن جعفرا إذا كان من عمد الشيعة وأئمتها، وإذا كان على اتصال بشيعي فارسي، فلهذا لا يوجد من سبب ظاهر يحول الاعتقاد بأنه كان يشتغل بعلم الكيمياء من طريق نظري على الأقل، إن لم يكن من طريق عملي تجريبي.
6- إن جابرا كان صوفيا كما هو مرجح من مقدمة كتاب السموم، ومن ترجمة القفطي له في تاريخ الحكماء.
7- إن العادة في الطريقة الصوفية أن يتبع كل صوفي منهم شيخا له يبعد أن يكون جابر قد تتلمذ بالفعل على جعفر في الصوفية، ولا يبعد أن يكون قد سمع منه شيئا في الكيمياء. يذكر إسماعيل مظهر هذه الاحتمالات دون أن يكلف نفسه عناء البحث عن آثار جابر نفسها، وعما يذكره جابر عن إمامه الكبير وعن جواز هذه الصلة حسبما وصلنا من الأخبار. ويجب أن نعرب عن أنفسنا بأن الكتب الموجودة بصفة مخطوطات في القاهرة والمكتبة الأحمدية في حلب حسب إطلاعي لم تهيأ للنشر والمطالعة، ولا يمكننا أن نعطي حكما ينطق على الواقع أو يقاربه دون أن تكون جميع تلك الآثار في مناول اليد، قد نشرت بطريقة علمية حسب قواعد علم اللغة الحديث "الفيولوجيا". وغننا في هذه الدراسة سنقتصر على الاعتماد على كتاب هولميارد الأستاذ الأول في علوم الكيمياء بمدرسة كلفتن في برستل بإنكلترة المنشور في باريس عام 1928، وعلى مختار رسائل جابر بن حيان نشرت في القاهرة عام 1935 من قبل المستشرق التشيكوسلوفاكي ب. كراوس. ومما يؤسف له أن رسائل جابر لم يتابع نشرها فيها من العلوم مما تزيد في قيمة تراث الإسلام، فالأمل من معاهدنا العلمية توجيه اهتمامها لمثل هذه القضايا الهامة. إذا طالعنا هذين الأثرين نجد إن الصلة بين الإثنين اعني جابرا وجعفرا هي صلة رعاية وتوجيه ففي كتاب الرحمة من منشورات هولميارد نقرأ ما يلي: ". . . . . قال لي سيدي جعفر يا جابر، فقلت لبيك يا سيدين فقال هذه الكتب التي صنفتها جميعها وذكرت فيها الصنعة وفصلتها فصولا وذكرت فيها من المذاهب وآراء الناس وذكرت الأبواب وخصصت كل كتاب. . . . وبعيد أن يخلص منها شيء إلا الواصل والواصل غير محتاج إلى كتبك. ثم وضعت كتبا كثيرة في المعادن والعقاقير، فتحير الطلاب وضيعوا الأموال وكل ذلك من قبلك. . . ولان يا جابر استغفر الله وأرشدهم إلى عمل قريب سهل تكفر به ما تقدم لك وأوضح. . . . فقلت يا سيدي أشر على أي باب اذكر، فقال ما رأيت لك بابا تاما مفردا إلا رموزا مدغما في جميع كتبك مكتوبا فيها، فقلت له قد ذكرته في السبعين وأشرت غليه في كتاب الملك من الخمسمائة وفي كتاب صفة الكون وفي كتب كثيرة من المائة ونيف، فقال صحيح ما ذكرته من ذلك في أكثر كتبك وهو في الجمل مذكور، غير انه مدغم مخلوط بغيره، ليفهمه إلا الواصل، والواصل مستغن عن ذلك، ولكن بحياتي يا جابر، أفراد فيه كتابا بالغا بلا رمز وأختصر كثرة الكلام بما تضيف غليه كعادتكن فإذا تم فأعرضه علي فقلت السمع والطاعة". يوجد لجابر ناحية أخرى لا نرى فيها أي اثر لجعفر وهذه الناحية هي ناحية التجربة والعمل فمما يزيد اندهاشنا إن جابرا كسائر علماء العرب قد قطع خطوة أبعد مما قطع اليونان في وضع التجربة أساس العمل لا اعتمادا على التأمل الساكن فقط، فنراه يقول:" وملاك هذه الصنعة العمل، فمن لم يعمل ولم يجرب لم يظفر بشيء أبدا" وفي محل آخر يقول في الرسائل المنشورة بالقارة:"الأصل كان من الطبائع لا من غيرها، فالوصول إلى معرفتها ميزانها، فمن عرف ميزانها عرف كل ما فيها، وكيف تركبت، والدربة تخرج ذلك. فمن كان دربا كان عالما، ومن لم يكن دربا لم يكن عالما. وحسبك بالدربة في جميع الصنائع، أن الصنائع الدرب يحذق وغير الدرب يعطل. من اغرب ما يذكره جابر تأثير الطلسمات والقصد من ذلك تأثير الكواكب على المادة، ويمكننا تفسيرها في الوقت الحاضر من وجهتين: 1 الإشاعات البعيدة. 2القرابة بين العالم العلوي والعالم السفلي، وإننا لنجد هذه القرابة في الوقت الحاضر حسبما ثبت العلماء الذريين بالشبه الموجود بين الذرة غير المرئية والعالم الشمسي الكبير. وفي كتاب البيان منشورات هولميارد يقول جابر:" إنه لما كان الكلام في البيان اجل ما يحتاج إلى تقدمه في علوم مولانا عليه السلام ويقصد بجعفر، وكان طريقه احد الطرق التي يجب أن يدرج المتعلم عليها ويتغذى، وجب أن نذكره في هذا الكتاب ليعرفه الراغب في هذه العلوم الشريفة بحقه وصدقه فيعظم انتفاعه به". نستنتج إذن أن جابرا يعتقد بوجود طريقين لإدراك الصنعة: طريق ظاهري وذلك باقتناء أثر الطبيعة والتدريب، وطرق باطني وذلك بمعرفة الفرضيات الكبرى وتطهير النفس البشرية وإن ما استقاه من معلمه الروحي الطريق الثاني، لأنه نظرا للوثائق التي وصلت إلينا إن هناك تجارب قام بها جابر في عالم الكيمياء لم ينته الأخصائيون من دراستها بعد. وفرضيات كبرى قد أدرجتها في رسائله، وإذا كان الأخصائيون يجهلون مصادر معلوماتيه عن العمليات الكيميائية الإيجابية (بعد تقرير المنتحل والصلي) فإنه لمن الواضح الجلي أن من أهم مصادر معرفته الإلهامات الباطنية التي اقتبسها عن إمامه جعفر الصادق وهي سوف تحتل مكانا ساميا في تاريخ الفكري البشري يوم تدرس بإمعان من قبل أخصائيين كرسوا حياتهم في سبيل كشف الغطاء عن غوامضها. أما سبب الإخفاق بلي به الباحثون حتى اليوم، لعدم تفريقهم بين منابع معرفة جابر في المعلومات الإيجابية وبين التأملات الكونيه العامة. فإذا كان بعيدا كون جعفر ملهم التجارب في الكيمياء، فهو ولا شك ملهم النظرات العالمية العميقة. ويمكننا الذهاب ابعد من ذلك فنقول حتى أننا لو سلمنا جدلا بأن كتب جابر هي منتحلة أو هي ليست لمؤلف واحد بل لعدة مؤلفين كما حاول إثبات ذلك كل من روسكا وكرادس، فالاحتمال لا يزال قويا في اقتباس منهج الفرضيات الكبرى من هذه الموسوعة المنسوبة لجابر عن جعفر الصادق، والإ لما ذكرت كتب جابر الإمام في معرض الحديث. هذا وإن لم يرد ذكره في التقطير والتصعيد والتكليس او عند ذكر الحجار أو المعادن أو غير ذلك، بل ورد ذكره بما له علاقة بالروح. وإذا كان ذلك من قبل الصدف والاتفاق فلماذا كان الاتفاق بالمعنويات التي لها صلة قوية بجعفر على ما يظهر معلم جابر هذه الأمور وهو شيخه ولإمامه وموجهه وراشده وناصحه، وعلى وجود عدد لا يستهان به من فلاسفة اليونان في كتب جابر، فلا يمنع أن يكون الإمام قد حبذ هذه الدراسات لأن (الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها التقطها). نجد في رسائل جابر معلومات قد سبقت عصره بقرون، من ذلك تلك الفكرة الهائلة التي أيدتها التجارب اليوم من أن الجوهر البسيط يشبه العالم الشمسي.
يستفاد مما مر
يستفاد مما سلف أمور وهي تشيعه وعلمه بصناعة الكيمياء وتصوفه وفلسفة وتلميذته على الصادق عليه السلام واشتهاره عند أكابر العلماء واشتهار كتبه بينهم اشتهارا لا مزيد عليه، وهن صاحب رياض العلماء أنه قال فيه في ترجمة جابر بن حيان المذكور: قال الحكيم: سلمة بن أحمد المجريطي في كتاب غاية الحكم بعد نقل مهارة أبي بكر محمد بن زكريا الرازي في علوم الطلسمات ونحوها من العلوم الحكمية بهذه العبارة: وأما البارع في هذه الصناعة على الإطلاق فهو المقدم فيها الشيخ الأجل أبو موسى جابر بن حيان الصوفي منشيء كتاب المنتخب في صنعة الطلسمات وكتاب الطلسمات الكبير الذي جعله خمسين مقالة وكتاب المفتاح في صور الدرج وتأثيراتها في الأحكام وكتاب الجامع في الاسطلاب علماص وعملا يحتوي على ألف باب ونيف ذكر فيه من الأعمال العجيبة ما لم يسبقه إليه أحد وما ظنك بكتابه الكبير الطلمسات الذي جمع فيه من العلوم عجائب ما تشاح القوم عليها ولم يتسامحوا بذكرها من علم الطلمسات والصور والخواص وافعال الكواكب وأفعال الطبائع وتأثيرها وهو المنشىء لعلم الميزان والمستبط له بعد دثوره فبحق ما صيرت نفسي لهذا الرجل تلميذا على بعد ما بيننا من المدة وأقول قد كان المجريطي المذكور إلى ما بعد ثلثمائة وخمسين أيضا فجابر بن حيان هذا من الأقدمين وقال بعض أفاضل هذه الصنعة في ديباجة السفر الأول من كتاب المصباح في علم المفتاح واعلم أن الحكماء المتأخرين من أهل هذه الصنعة اجمعوا على الأصول المتقدم ذكرها ولكنهم افترقوا في شرح كلام القوم على أنحاء كثيرة فكل منهم تكلم بكلام فتح عليه من الرموز ووضع الأسماء والكنايات مثل الأمير خالد بن يزيد فإنه أبع في كتابه الفردوس ما لا يخفى على أهل التحصيل وله في المنثور كتب أخرى ومصنفات عالية وقفنا عليها واستفدنا منها ومن بعده الأستاذ الكبير جابر بن حيان فإنه الأستاذ العظيم الشأن هو أستاذ كل من وصل بعده إلى هذه الصناعة الكريمة لكنه فرق العلم في كتب كثيرة فمن اطلع علة كثير من كتبه وكان من أهل الفهم والإشراق فإنه يستفيد منه ما قسم له من أسباب الوصول، ثم من بعده الإمام مؤيد الدين الطغرائي وأعلى كتبه المصابيح والمفاتيح، والأستاذ الكبير العلامة سلمة المجريطي وله كتب جليلة في هذه الصناعة، وكذلك الأستاذ الكبير العارف الصادق محمد بن أميل التميمي واجل كتبه مفتاح الحكمة العظمى، وكذلك الأستاذ الكبير صاحب المكتسب وانه أخفى اسمه ولم نقف له على ترجمة، وقد شرحنا كتابه المكتسب في كتابنا "نهاية الطلب" وبينا مقاصده، ولعله أوضح ما لم يوضح من تقدمه، وحذونا حذوه في الإيضاح والبيان وأما الأستاذ الكبير أبو الحسن علي بن موسى صاحب الشذوذ، فقد شرحنا صدر كتابه في عدة كتب لنا، وشرحنا جميع ديوانه في كتابنا المسمى" غاية السرور" في أربعة أجزاء، فمن تأملها بحسن نظر واعتبار فقد أدراك المعاني الغامضة المتعلقة بعلم الحجر وعلم الميزان، وهو أيضا أربعة أجزاء كبار، وذكرنا فيه أجزاء كثيرة من العلم الطبيعي والإلهي على مقدمات أصول القوم، وشرحنا فيه كتاب بليناس في الأصنام السبعة، وكتاب جابر في الأجساد السبعة، وحللنا فيه غالب كتب الموازين لجابر ووعدنا فيه بكتابينا هذا الذي سميناه "المصباح في علم المفتاح"وجعلناه الخلاصة من جميع ما ألفناه لأنه الحاوي لمفاتيح أبواب كنوز الصناعة وبه يحل الطالب جميع المشكلات من رموزهم، فمن أوصله الله تعالى متابنا هذا فليحمد الله ويشكره، ويحسن فيها لنظر حتى يبلغ العلم ويتسلم المفتاح بإذن الله الملك الفتاح، إلى أن قال فالله الله الله يا أخي في كتمان هذا العلم المصون عن غير أهله والسلام وبالله التوفيق على الدوام. ثم ذكر في أواخر هذا الكتاب: إن من جملة السباب لتأليفنا هذا أنه قد ثبت عندنا بطريق البرهان ثبوت الصناعة الإلهية من طريق المادة الأصلية للحجر المكرم. الإكسير العظم فيسر الله تعالى علينا أن سلكنا الطريق الوسطى التي هي جادة القوم وعليها أكثر الرموز وقد صورت صورها في المصاحف والكنوز، فثبت عندنا صحة الطريق الوسطى، فتصورنا بالبرهان انه لا سبيل لحد إلى الوصول للإكسير العظم إلا من هذا الطريق، وكنت أتعجب من أقوال جابر في الباب العظم والأكبر والصغر وأظن أن هذا من جملة رموزهن ثم اطلعت للأمير خالد بن يزيد في كتبه على إشارات وطرق وعبارات مباينة لما نحن عليه من سلوك تلك الجادة. فما زلت في حيرة من التناقص في ذلك ولم يثبت عدي أن الرصاص الأسربي مستحيل ذهبا إلا في الإكسير الأوسط المنصوص عليه بالبرهان انه ينقلب فضة من غير الإكسير الحق المشاهد المنصوص عليه بالبرهان، فأخذت في الرحلة إلى طلب العلم من صدور الرجال حتى درت الآفاق وجمعت من الكتب الجابرية ما يزيد على ألف كتاب، واطلعت بحمد الله تعالى كتب غالب الحكماء في غالب الأبواب، ولا زلت أرتاض بالعلم والعمل إلى أن أطلعني الله على علم الميزان وعلى التراكيب الكثيرة من سائر الأركان، ورأينا من نتائج العلوم العجائب والغرائب، وكنا قد أثبتنا في التصانيف الأولى ما علمناه من العلم بالطريق الأوسط والجادة الأولى، ثم انفتح علينا الباب العظم وما دونه من الأبواب فاستخرنا الله تعالى ووضعنا كتابنا المعروف "بنهاية الطلب" وكتابنا المسمى " بالتقريب في أسرار التركيب"ثم المختصر "بالبرهان" وشرحه المسمى " بسراج الأذهان"، وكتابنا المسمى" بالشمس المنير والمصحف الكبير فيما يتعلق بالإكسير" وكتابنا المسمى" بكنز الاختصاص في علم الخواص". ثم لما رأينا صعوبة الطرق على الطلاب من كل وجه وباب فاسنخرت الله تعالى وصنفت هذا الكتاب ولم اترك عليه رمزا ولا حجابا إلا بعض ألفاظ علمت عليها ببعض الأقلام حرصا على العلم لئلا يبتذل لمن لا يستحقه من الأرذال والعوام"اه".
أما تشيعه
فيدل عليه عد ابن طاوس له في منجمي الشيعة، رواية ابني بسطام عنه عن الصادق عليه السلام، وروايته خمسمائة رسالة للصادق عليه السلام كما ذكره اليافعي. ونقل ابن النديم عن الشيعة انه من كبارهم وأحد الأبواب، وأنه صاحب جعفر الصادق ومن أهل الكوفة المعروفين بالتشيع وأنه وإنما كان يعني بسيده جعفر الصادق لا جعفر البرمكي، ولا ينافيه زعم الفلاسفة انه منهم فإنه لا تنافي بين كونه فيلسوفا وشيعيا، إذ المراد الفلسفة الإسلامية لا فلسفة الحكماء القدماء التي قد تنافي الشريعة، وقول ابن النديم أن له كتابا في مذاهب الشيعة كما تقدم ذلك كله.
وأما علمه بصناعة الكيمياء
فالمستفاد مما مر أنه كان عالما بصناعة الكيمياء متعاطيا لها فهو قد كان كيماويا مولعا بذلك كما يدل عليه أسماء كتبه الآتيه، واما خبر الأزج الذي وجد فيه هارون الذهب كما مر إن صح فلا يدل على أنه من صناعته، بل يجوز ان يكون قد وجد هذا الهاون في هذا الأزج، فارسل السلطان من يقبضه وظن الناس أنه من صناعة وأن المحل الذي وجد فيه كان داره. ومثل ذلك يقع كثيرا ولا اصل له، فمن اشتهر بشيء نسب الناس كل ما يعلق به إليه، وإلا فيبعد علمهم بمحل داره بعد مئات السنين والله أعلم وقد أكثر الناس الكلام في صناعة الكيمياء وصحتها وعدمها حتى قال بعضهم: إن مقامات الحريري وكتاب كليلة ودمنه وبرابي مصر رموز إلى صناعة الكيمياء وهو قول لا يستند إلى أصل. وفي كشف الظنون قد كتب بعض من جرب وتعب على مصنفات جابر تلميذ جعفر الصادق وشغل نفسه بطلب الكيمياء فأفنى بذلك عمره:
هذا الذي بمقاله | غر الأوائل والأواخر |
ما كنت إلا كاسرا | كذب الذي سماك جابر |
ثم قال في كشف الظنون: واعلم انه أي جابر بن حيان فريقها أي الكيمياء في كتب كثيرة، لكنه أوصل الحق إلى اهله ووضع كل شيء في محله وأوصل من جعله الله سبحانه وتعالى له سبباص في الإيصال ولكن اشغلهم بانواع التدهيش والمحال لحكمة ارتضاها عقله ورأيه بحسب الزمان، ومع ذلك فلا يخاو كتاب من كتبه عن فوائد عديدة "اه".
تصوفه
وكان أيضا صوفيا معروفا بذلك كما يدل عليه قول ابن النديم المعروف بالصوفي وقول القفطي ومتقلد العلم المعروف بعلم الباطن وهو مذهب المتصوفين من أهل الإسلام ووصف المترجمين جميعا له بالصوفي.
وأما تلمذه على الصادق عليه السلام
فيدل عليه قول ابن طاوس انه صاحب الصادق عليه السلام ورواية ابني بسطام عنه عن الصادق عليه السلام، وتصريح اليافعي وابن خلكان بأنه تلميذه وانه ألف كتابا يشتمل على خمسمائة رسالة مت رسائله وقول ابن النديم عن الشيعة إنهم زعموا انه كان جعفر الصادق وانه عنى بسيده جعفر الصادق، وحكى أن نسخة كتاب السموم المحفوظة بالمكتية التيمورية بمصر مكتوب فيها يذكر أن مؤلفه جابر بن حيان الصوفي تلميذ جعفر الصادق "اه" ويحكى عن بعض رسائله المطبوعة أنه قال فيها كنت يوما خارجا من منزلي قاصدا دار سيدي جعفر صلوات الله عليه "اه".
تلمذه على خالد بن يزيد بن معاوية
في كشف الظنون: أول من تكلم في الكيمياء ووضع فيها الكتب وبين صنعة الإكسير والميزان ونظر في كتب الفلاسفة من أهل الإسلام خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وأول من اشتهر هذا العلم عنه جابر بن حيان الصوفي من تلامذة خالد كما قيل
حكمة أورثناها جابر | عن لإمام صادق القول وفي |
لوصي طاب في تربته | فهو كالمسك تراب النجف |
وذلك لأنه وفي لعلي واعترف له بالخلاف وترك الإمارة "اه". (أقول): في هذا الكلام من الخبط ما لا يخفى (أولا) الظاهر أن جابرا المذكور في هذا الشعر هو جابر الجعفي من اصحاب الباقر والصادق عليهما السلام روى عنهما كثيرا من غوامض العلوم وغرائب الحوادث، فالحكمة المذكورة هي حكمة النفس لا علم الكيمياء (ثانيا): يظهر أنه فسر ما في الشطر الثاني من البيت الأول بخالد بن يزيد وأنه سماه وفيا لأنه وفى لعلي واعترف له بالخلافة وترك الإمارة، وظاهر أن المراد به جعفر الصادق وقوله لوصي صفة لقوله حكمة لا متعلق بقوله وفي (ثالثا): أن خالد بن يزيد لم ينقل عنه انه كان يعترف بالخلافة لعلي عليه السلام ولا أنه ترك الإمارة لاعتقاده أنها ليست له وإنما الخلافة تركته فتركها مغلوبا على أمره (رابعا): أن تلميذ جابر حيان على خالد بن يزيد لم يقم عليه برهان ولم يؤيده تاريخ ولا أشار إليه أحد من المؤرخين فجابر بن حيان خراساني المنبت عراقي المنشأ كوفي المسكن شيعي المذهب علوي النزعة، وخالد بن يزيد شامي المنبت والمنشأ أموي النسب والنزعة، فلا علاقة تربط بجابر بن حيان وإنما يشتركان في صناعة الكيمياء، فخالد بن يزيد بعد فراغ يده من الخلافة اشتغل بهذه الصنعة، وجابر بن حيان كان معروفا بها، فكأنه لبعض المناسبات توهم تلميذ جابر على خالد.
تلاميذته
قال ابن النديم: أسماء تلاميذته. الخرقي الذي ينسب إليه سكة الخرقي بالمدينة وابن عياض المصري والأخميمي "اه" وقال قبل ذلك: والرازي يقول في كتبه المؤلفة في الصنعة: قال أستاذنا أبو موسى جابر بن حيان "اه" ومراده بقوله أستاذنا أنه استفاد من مؤلفاته لا أنه تعلم منه لأن عصر الرازي متأخر عنه كما هو معلوم وصرح به في كشف الظنون حيث قال: وأما من جاء بعد جابر من حكماء الإسلام مثل سلمة بن أحمد المجريطي وأبي بكر الرازي وأبي الإصبع بن تمام العراقي والطغرائي والصادق محمد بن إميل التميمي والإمام أبي الحسن علي صاحب الشذور فكل منهم قد اجتهد غاية الاجتهاد في التعليم والجلدكي متأخر عنهم "اه" (اقول) الجلدكي أو الجلدقي اسمه أيدمر بن علي الجلدكي توفي سنة 762ه. كان من أهل صناعة الكيمياء وشرح كتابا من كتب الكيمياء اسمه " المكتسب في صناعة الذهب" وسمى شرحه " نهاية المطلب في شرح المكتسب" لكنه لم يعرف اسم مؤلف المتن.
مؤلفاته
يقسم هولميارد مؤلفاته إلى أربع مجموعات:
أ- الكتب المائة والاثنا عشر. وهي التي أهدى بعضها إلى البرامكة، ومعظم هذه المجموعة مأخوذة عن هرمس.
ب- الكتب السبعون، وقد ترجم معظمها إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر.
ج- المصححات العشر، والتي يصف فيها ما قام به القدماء في علم مثل فيثاغورس وسقراط وغيرهم.
د- كتب الموازين وهي 114 كتابا يعرض فيها نظرية الميزان.
وقال الدكتور الأهواني: لقد اغفل هولميارد من مؤلفات جابر ما كتبه في الطلب والفلسفة والمنطق وغير ذلك لأن عنايته كانت بالجانب الكيميائي فقط. ولم ينشر من هذا التراث الضخم إلا جزء ضئيل، بدأه بتيلوه Berthlot بنشر كتاب " الترجمة"، وهو أول كتب جابر، وقد نشرت الترجمة اللاتينية كذلك. ثم نشر هولميارد سنة 1928 إحدى عشرة رسالة لجابر كما نشر كرواس في القاهرة المختار من رسائل بن حيان، وذلك في كتاب يقع في 555صفحة. وآخر كتاب نشر له في ليبرغ هو رسالة دفع السموم ومضارها مع ترجمة النص إلى الألمانية، وذلك في سنة 1959. وقد يسر كرواس في المجلد الأول من بحثه العمل، فأحصى جميع المخطوطات الموجودة في شتى مكتبات العالم من مؤلفات الموجودة في شتى مكتبات العالم من مؤلفات جابر، مع الإشارة إلى ما طبع منها. وليس صحيحا أن الفارابي هو أول صاحب "إحصاء العلوم". لأن جابر بن حيان وكان أسبق منه وضع تصنيفا أدخل فيه العلوم الشرعية إلى جانب العلوم الفلسفية. كما أن الكندي ألف في سائر العلوم، ولإنا لنجد ابن النديم في الفهرست يضعها في سبعة عشر قسما، مثل كتبه المنطقيات، والفلكيات، والسياسيات. . . . . الخ. . . ولم يقصد جابر إلى وضع مؤلف خاص بتقسيم العلوم وإحصائها، ولكنه عرض لهذا المر في رسالتين، إحداهما: " رسالة الحدود"أي التعريفات، والأخرى: رسالة "إخراج ما في القوة إلى الفعل". وهو إنما يقسم العلوم بحيث تخدم علم الكيمياء، أو الصنعة، بوجه خاص. وقال ابن النديم: (أسماء كتبه في الصنعة) له فهرست كبير يحتوي على جميع ما ألف في الصنعة وغيرها وله فهرست صغير يحتوي على ما ألف في الصنعة فقط قال ونحن نذكر جملا من كتبه رأيناها وشاهدناها الثقات فذكروها لنا (أقول) أوردها ابن النديم بذكر لفظ كتاب في أول كل اسم منها ونحن حذفنا لفظة كتاب اختصارا إلا قليلا وذكر إسماعيل مظهر في تاريخ الفكر العربي بعض الخصوصيات المتعلقة بهذه المؤلفات فنحن نذكرها كلا في موضعه قال ابن النديم فمن ذلك: 1 - اسطقس الأس الأول إلى البرامكة، 2- اسطقس الأس الثاني إليهم، 3- الكمل هو الثالث إليهم، نقلت هذه الثلاثة بالزنكوغراف في الهندسة 1891 م، 4- الواحد الكبير - ويقال الواحد الأول - 5- الواحد الصغير - ويقال الواحد الثاني - من الكتابين نسختان في المكتبة الأهلية بباريس 6- الركن، 7- البيان، نقل بالزنكوغراف في الهندسة 1891م، 8- الترتيب، 9- الأحمر، 11- الخمائر الكبير، 12- الخمائر الصغير، 13- التدابير الرائية، 14- كتاب يعرف بالثالث، 15- الروح، 16- الزئبق طبع برتيلو المؤلف الفرنسي كتابين أحدهما باسم كتاب الزئبق الشرقي والآخر باسم الزئبق الغربي نقلهما من مكتب ليون -، 17- الملاغم الجوانية، 18- الملاغم البرانية، والملاغم من مصطلحات أهل الكيمياء يراد بها خليط من معدن وزئبق، 19- العمالقة الكبير، 20- العمالقة الصغير، 21- البحر الزاخر، 22- البيض، 32- الدم، 24- الشعر- منه نسخة بالمتحف البريطاني - 25- النبات - 26- الاستيفاء، 27- الحكمة المصونة، 28- التبويب - منه نسخة بالمتحف البريطاني، 29- الأملاح، 30- الأخبار- نقل بالزنكوغراف في الهند سنة 1891، 31- كتاب أبي قلمون (أقول) أبو قلمون طائر من طير الماء يتراءى بألوان شتى - وثوب رومي يتلون ألوانا شبه بالطائر، 32- التدوير، 33- الباهر، 34- التكرير، 35- الدرة المكنونة، وفي المتحف البريطاني مخطوطة بهذا العنوان ضمن مؤلفات جابر بن حيان، 36- كتاب البدوح، (أقول)ب دوح يقال إنه طلسم يفيد السرعة والإنجاز ولذلك يكتبونه على الرسائل وعلى الحوامل عند عسر الولادة وقد يبدل بأرقام هذين بحساب الجمل (8642)، 37- الخالص، - 38- الحاوي، 39- كتاب القمر- أي كتاب الفضة -، 40- كتاب الشمس - أي كتاب الذهب - قال إسماعيل مظهر يرجح أنه مختصر عن كتاب الأحجار السبعة وقد ذكره الجلدقي في نهاية المطلب منه نسخة في المكتبة الأهلية بباريس"أه"، 41- التركيب - أو التركيب - منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس -، 42- الفقه، 43- الأسطقس - قال لإسماعيل مظهر يظهر أنه هو الجزء الثالث من كتاب الأسطقس"أه"، 44- الحيوان - وذكره الجلدقي بعنوان حياة الحيوان، 45- البول، 46- التدابير اخر، - الأسرار- ولعله كتاب سر الأسرار الذي منه بالمتحف البريطاني - أقول: يأتي في مؤلفاته سفر الأسرار أو بالعكس، 48- كيمان المعادن، 49- الكيفية، 50- السماء أولى، 51- وثانية، 52- وثالثة، 53- ورابعة، 54- وخامسة، 55- وسادسة، 52- وسابعة57- الأرض أولى، وثانية، 59- وثالثة، 60- ورابعة، 61- وخامسة، 62- وسادسة، 63- وسابعة، 64- المجردات، 65- البيض الثاني، 66- الحيوان الثاني، 67- الأملاح الثاني، 68- الباب الثاني 69- الأحجار الثاني، 70- الكامل، 71- الطرح، 72- فضلات الخمائر، 73- العنصر، 74- التركيب الثاني منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس -، 75- الخواص - منه نسخة مخطوطة بالمتحف البريطاني -، 76- التذكير، في المتحف البريطاني مخطوطة بهذا العنوان ضمن مؤلفات جابر، 77- البستان، 78- السيول، 79- روحانية عطارد، 80- الاستتمام - ذكر الطغرائي بعض مقطوعات منه وذكره الجلدقي في نهاية المطلب، 81 - الأنواع، 82 - البرهان، 83- الجواهر الكبير، 84 - الأصباغ، 85 - الرائحة الكبير، 86 - الرائحة الطيف، 87- المني، 88- الطين، 98- الملح، 90- الحجر الحق الأعظم، 91- الألبان، 92- الطبيعة، 93- ما بعد الطبيعة، 94- التلميح، 95- الفاخر، 96- الصارع، 97- الأفرند، 98- الصادق، 99- الروضة، وذكره الجلدقي في الجزء الثامن من نهاية المطلب، 100- الزاهر101- التاج، 102- الخيال، 103- تقدمه المعرفة، 104- الزرانيخ، 105- كتاب إلهي، 106- كتاب إلى خاطف، 107- كتاب إلى جمهور الفرنجي، 108- كتاب إلى علي بن يقطين، 109- مزارع الصناعة، 110- كتاب إلى علي بن إسحاق البرمكي، 111، التصريف، 112- الهدى، 113- يليين الحجارة إلى منصور بن أحمد البرمكي، 114- أغراض الصنعة إلى جعفر بن يحيى البرمكي، 115- الباهت، 116- عرض الأعراض - قال ابن النديم وهذه الكتب مائة واثنا عشر كتابا (أقول) لا يخفى أنها 116- فكأنه وقع تكرير في بعضها قال: وله بعد ذلك سبعون كتابا منها:117 - اللاهوت، 118- الباب، 119- الثلاثون كلمة، 120- المنى، 121- الهدى، 122- الصفات، 123- العشرة، 124- النعوت، 125- العهد، 126- السبعة، - وفي تاريخ الفكر العربي كتاب السبعين في المتحف البريطاني فإما صحف أحدهما بالآخر أو هما اثنان، 127- الحي، 128- الحكومة، 129- البلاغة، 130- المشاكلة، 131- خمسة عشرة منه نسخة في مكتبة جامعة ترينتي باكسفورد، 132- الضبط - الإحاطة، 134- الرواق، 135- القبة، 136- الضبط، 137- الأشجار، 138- المواهب، 139- المخنقة، 140- الإكليل، 141- الخلاص، 142- الوجيه - وفي تاريخ الفكر العربي الوجيه منه نسخة في المتحف البريطاني وترجم إلى اللاتينية وطبعت الترجمة عدة مرات -، 143- الرغبة، 144- الخلقة، 145- الهيأة، 146- الروضة - وهذا قد تقدم وكأنه غيره، 147- الناصع - 148- النقد، 149- الطاهر، 150- كتاب ليلة، 151- المنافع وفي مكتبة برلين مخطوطة بعنوان كتاب منافع الأحجار 152- اللعبة، 153- المصادر، 154- الجمع قال: فهذه أربعون كتابا من السبعين كتابا(أقول): لا يخفى أنها 38: قال: ثم يتلو ذلك رسائل في الحجر، 155- أولى، 156- ثانية، 157- ثالثة، 158- رابعة، 159- خامسة، 160- سادسة- 161سابعة، 162- ثامنة 163- تاسعة، 164- عاشرة، ولا أسماء لها. قال وله بعد ذلك عشر رسائل في النبات، 165 أولى، 174- إلى العاشرة. قال: وله في الأحجار 184- عشر رسائل على هذا المثال، فلذلك سبعون رسالة - أي هذه الثلاثون مع الأربعين المتقدمة- قال ويتلو ذلك عشرة كتب مضافة إلى السبعين وهي 185- التصحيح، 186- المعنى، 187 الإيضاح - نقل بالزنكوغراف في الهندسة 1891- 188- المهمة، 189- الميزان، 190ت الاتفاق، 191- الشرط، 192- الفضلة، 193- التمام 194- الأعراض، قال وله بعد ذلك عشرة مقالات تتلو هذه الكتب وهي: 195- كتاب مصححات فيثاغورث، 196- مصححات سقراط- منه نسخة في مكتبة بودلي - 197- مصححات أفلاطون - منه نسخة بالقسطنطينية بمكتبة راغب باشا - 198- مصححات أرسطاليس 199- مصححات أرسجانس، 200- مصححات أركاغانيس، 201- مصححات أمورس، 202 -مصححات ديمقراطيس، 203- مصححات حربي، 204- مصححات نحن، قال ثم يتلو هذه عشرون كتابا بأسمائها وهي: 205- الزمردة، 206- الأنموذج، 207- المهجة، 208- سفر الأسرار، ، 209- البعيد، 210- الفاضل، 211- العقيقة 212- البلورة، 213- الساطع، ، 214- الإشراق، 215- المخايل، 216- المسائل، 217- التفاضل، 218- التشابه، 219- التفسير، 220- التمييز 221- الكمال والتمام، قال ويتلوها أيضا ثلاثة كتب تتصل بها: 222- الضمير، منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس، وذكره الجلدقي في الجزء الثاني من نهاية المطلب باسم كتاب الضمير في خواص الإكسير، 223- الطهارة، 224- الأعراض، قال وبعد ذلك سبعة عشر كتابا، 225- أولها المبدأ بالرياضة، 226- المدخل إلى الصناعة، 227- التوقف، 228- الثقة بصحة العلم، 229- التوسط في الصناعة، 227- التوقف، 228- الثقة بصحة العلم، 229- التوسط في الصناعة 230- المحنة، 213- الحقيقة، 232- الاتفاق والاختلاف، 233- السنن والحيرة، 234- الموازين- طبعة برتيلو عن نسخة بليدن - 235- السر الغامض 236- المبلغ الأقصى، 237- المخالفة، 238- الشرح، 239- الإغراء في النهاية، 240- الاستقصاء قال ثم يتلو ذلك ثلاثة كتب وهي:
241- كتاب الطهارة آخر، 242- التفسير، 243- الأعراض قال محمد بن إسحاق قال جابر في كتابه كتاب فهرسته ألفت بعد هذه الكتب ثلاثين رسالة لا أسماء لها ثم ألفت بعد ذلك أربعة مقالات وهي: 274- كتاب الطبيعة الفاعلة الأولى المتحركة وهي النار، 275- كتاب الطبيعة الثانية الفاعلة الجامدة وهي الماء، 276- كتاب الطبيعة الثالثة المنفعلة اليابسة وهي الأرض 277- كتاب الطبيعة الرابعة المنفعلة الرطبة وهي الهواء، قال جابر ولهذه الكتب كتابان فيهما شرح ذلك وهما 278- الطهارة، 279- 38 الأعراض ثم ألفت بعد ذلك أربعة كتب وهي: 280- الزهرة، 281- السلوة، 282- الكامل 283- الحياة وألفت بعد ذلك عشرة كتب على رأي بليناس صاحب الطلسمات وهي: 284- كتاب زحل، 285- المريخ، 286- الشمس الأكبر، 287- الشمس الأصغر، 288- الزهرة، 289- عطارد، 290- القمر الأكبر، 291- الأعراض، 292- كتاب يعرف بخاصية نفسه، 293- المثنى وله أربعة كتب في المطالب، 294- الحاصل، 295- ميدان العقل، 296- العين، 297- النظم -قال أبو موسى ألفت ثلاثمائة كتاب فيالفلسفة وألف وثلاثمائة كتاب فيالحيلعلى مثال كتاب تقاطر وألف وثلاثمائة رسالة في صنائع مجموعة وآلات الحرب ثم ألفت فيالطب كتابا عظيما وألفت كتبا صغارا وكبارا وألفت فيالطبنحو خمسمائة كتاب مثل 298- كتاب المجسة، -299- والتشريح ثم ألفت كتب المنطقعلى رأي أرسطاطاليس 300-ثم ألفت كتاب الزيج اللطيف نحو ثلاثمائة ورقة، 301- شرح أقليدس، 302- شرح المجسطي -ترجم إلى اللاتينية منه مخطوطة بجامعة كوريس كرستي باكسفورد وأخرى بمكتبة بودلي وثالثة بمكتبة جامعة كمبردج، 303- المزايا، 304- الجاروف الذي نقضه المتكلمون وقد قيل أنه لأبي سعيد المصري ثم ألفت كتبا في الزهد والمواعظ وألفت كتبا في العزائم كثيرة حسنة وألفت كتبا في النيرنجات وألفت في الأشياء التي يعمل بخواصها كتبا كثيرة ثم ألفت بعد ذلك خمسمائة كتاب نقضا على الفلاسفة، 305-ثم ألفت كتابا في الصنعة يعرف بكتاب الملك -و طبع برتيلو كتاب الملك عن نسخة بليدن وتوجد نسخة أخرى مختلفة عما طبع برتيلو في المكتبة الأهلية بباريس وهما مختلفتان عن نسخة نقلت بالزنكوغراف في الهند سنة 1891، ومن هنا يمكن أن يكون الكتاب المذكور مؤلفا من عدة كتب باسم واحد، 306- وكتابا يعرف بالرياض -منه نسخة بمكتبة بودلي وأخرى بالمتحف البريطاني - اه ما ذكره ابن النديم في فهرسته. وأنت ترى ان ما ذكره إجمالا من الكتب ولم يذكر أسماءه يبلغ 3900 كتاب. وزاد إسماعيل مظهر على ما ذكره صاحب الفهرست، 307- تفسير الأسطقس -و هذا ما يضاف إلى الكتب الثلاثة المتقدمة-308- الأركان الأربعة -ذكره جابر في كتابه نار الحجر ونسب إليه كتاب الأركان، قال إسماعيل مظهر: ويرجح أنه بعينه كتاب الركن المتقدم، وقد أخذت مقطوعات منه في القسم السابع من كتاب رتبة الحاكم لأبي القاسم سلمة بن أحمد المجريطي. 309- كتاب أرض الأحجار -قال إسماعيل مظهر طبعه برتيلو مأخوذا من مجموعة ليدن، ومنه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس، كتب أخرى ذكرها إسماعيل مظهر عن الفهرست والظاهر ان مراده فهرست كتب جابر لا فهرست ابن النديم لعدم وجودها فيه، 310- صندوق الحكمة 311- إخراج ما في القوة إلى الفعل، 312- الحدود -منه نسخة بمكتبة القاهرة -313- كشف الأسرار وهتك الأستار -منه نسخة بالمتحف البريطاني، وأخرى بمكتبة القاهرة، وطبع في لوندرة مع ترجمة إنكليزية سنة 1892، 314- رسالة في الكيمياء -منها نسخة بمكتبة القاهرة، 315- كتاب في علم الصنعة الالهية والحكمة الفلسفية -منه نسخة بمكتبة القاهرة، 316- خواص إكسير الذهب -منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس، وترجم إلى الإنكليزية، 317- المقابلة والمماثلة - بمكتبة برلين، 318- الرحمة -طبعه برتيلو عن نسخة بمكتبة ليدن، وقيل إن المطبوع من تأليف أبي عبد الله محمد بن يحيى، ذكر فيه كثيرا من المقطوعات عن جابر، لأن مؤلفه ذكر نفسه في عدة مواضع من الكتاب، 319- الرحمة الصغير، طبعه برتيلو ومنه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس، ونقل بالزنكوغراف في الهند سنة 1891، 320- التجميع -طبعه برتيلو عن نسخة في مكتبة ليون، 321- التجريد -نقل بالزنكوغراف في الهند سنة 1891، وذكر جابر أنه ألفه بعد 112 مؤلفا له، وأنه يؤلف حلقة من سلسلة كتبه فيالميزان، 322- السهل -منه نسخة بالمتحف البريطاني، 323- الصافي -منه نسخة بالمتحف البريطاني، 324- الإحراق، 325- التلخيص، 326- الابدال، 327- زهر الرياض هذه الأربعة الأخيرة ذكرها الجلدقي، 328- الأصول -في المتحف البريطاني وترجم إلى اللاتينية، 329- مهج النفوس، 330- شرح كتاب الرحمة -ذكرهما الجلدقي في الجزء الثاني من نهاية المطلب 331- كتاب العفو ذكره الطغرائي -منه نسخة بالمتحف البريطاني، 332- كتاب الراحة، ذكره الطغرائي، 333- السر المكتوم -ذكره الطغرائي، 334- العوالم -منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس، 335- الذهب، 336- الفضة 337- النحاس، 338- الحديد، 339- الأسرب، 340- القصدير أو القالي -و من هذه الكتب نسخ بالمكتبة الأهلية بباريس، 341- الخارصيني أو الخار الصيني من المعادن يرجح أنه مركب من الزنك والحديد، منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس، 342- الإيجاز، 343- الحروف، 344- الكبير -و من هذه الكتب الثلاثة نسخ بالمكتبة الأهلية بباريس، 345- نار الحجر -منه نسخة بالمكتبة الأهلية بباريس، وطبعه برتيلو عن نسخة بمكتبة ليون، 346- الأربعة، 347- التصعيد، 348- الأطيان -349- التنقية !و هذه الأربعة ذكرها الجلدقي في نهاية المطلب، 350- التنزيل، 351- المنتهى -ذكرهما جابر نفسه في كتاب الخواص، 352- الخمسون -ذكره جابر في كتاب الزئبق الغربي، 353- الأدلة ذكره جابر في كتاب الموازين، 354- صفة الكون ذكره جابر في كتاب الرحمة الصغير، 355- تدبير الحكماء ذكره جابر في كتاب الموازين، 356- السموم من أشهر مؤلفات جابر بن حيان لأن السموم في الكيمياء وفي المادة الطبية من أشد الأشياء علاقة بعلمالطبقال وعثرت في المقتطف على شيء عن كتاب السموم قال ولجابر بن حيان كتاب اسمه السمو منه نسخة بالمكتبة التيمورية بمصر يقال فيها ان مؤلف الكتاب هو أبو موسى جابر بن حيان الصوفي تلميذ جعفر الصادق وإن هذه النسخة نسخت بشيراز سنة 503 خراجية وهذه النسخة مبدوءة بالبسملة لكنها خلو من الحمدلة والصلاة والتسليم والكتاب مقسوم إلى ستة فصول الأول في أوضاع القوى الأربع وحالها مع الأدوية المسهلة والسموم القاتلة وحال تغير الطباع والكيموسات المركبة منها أبدان الحيوانات. الثاني في أسماء السموم ومعرفة الجيد منها والرديء وكمية ما يسقى من كل واحد منها وكيف يسقى وأوجه إيصالها إلى الأبدان. والثالث في ذكر السموم العامة الفعل في سائر الأبدان والتي تخص بعض أبدان الحيوان دون بعض والتي تخص بعض الأعضاء دون بعض. والرابع في علامات السموم المسقاة والحوادث العارضة عنها في الأبدان والإنذار فيها بالإخلاص والمبادرة إلى علاجه والحكم بالإياس مما لا حيلة فيه والخامس السموم المركبة وذكر الحوادث عنها. والسادس في الاحتراس من أحد السموم قبل أخذها فإذا أخذت لم تكد تضر وذكر الأدوية النافعة في السموم إذا شربت من بعد الاحتراس منها.
وقد قسم السموم إلى ثلاثة أنواع حيوانية ونباتية وحجرية فمثال الأولى مرارة 39 الأفاعي ومرارة النمر ولسان السلحفاة وذنب الأيل والأرنب البحري والضفدع والذراريح-الدرانيح ظ-و العقارب والكلب الكلب ومثال الثانية البيش وقرون السنبل والأفيون والبنج الأسود والشوكران والشليم والجوز ماثل والكسيرة وبزر قطونا والفطر والكماة وصمغ السذاب والبلاذر والدفلى والخربق واللفاح واليبروح وعنب الثعلب والحتليت. ومثال الثالثة-الزنجار والزئبق والزرنيخ والنورة والزاج والشب والطلق وبرادة الحديد وبرادة الذهب. وقد أكثر المؤلف من ذكر فلاسفة اليونان وأطبائهم كقوله قد أطلق بقراط وجالينوس وأندروماخس وسائر أصحاب المهنة الطبية أنه لا شيء في أجسام الحيوان من الأخلاط أكرم من الدم وأنه قاعدة البدن اه، 357- أسرار البرانيات 358- روح الأرواح، 359- كتاب الخمسمائة، 360- كتاب رسائل جعفر الصادق ع خمسمائة رسالة في ألف صفحة طبعت في أوروبا مرتين ذكرها في كشف الظنون.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 30