نفطويه إبراهيم بن محمد بن عرفة الازدي العتكي، أبو عبد الله، من احفاد المهلب بن أبي صفرة: امام في النحو. وكان فقيها، رأسا في مذهب داود، مسندا في الحديث ثقة، قال ابن حجر: جالس الملوك والوزراء، واتقن حفظ السيرة ووفيات العلماء، مع المروءة والفتوة والظرف. ولد بواسط(بين البصرة والكوفة) ومات ببغداد وكان على جلالة قدره تغلب عليه سذاجة الملبس، فلا يعنى باصلاح نفسه وكان دميم الخلقة، يؤيد مذهب ’’سيبويه’’ في النحو فلقبوه ’’نفطويه’’ ونظم الشعر ولم يكن بشاعر، وانما كان من تمام ادب الاديب في عصره ان يقول الشعر. سمي له ابن النديم وياقوت عدة كتب، منها (كتاب التاريخ) و (غريب القرآن) و (كتاب الوزراء) و (امثال القرآن) ولا نعلم عن أحدها خبرا.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 61

إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان ابن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة العتكي الأزدي الواسطي البغدادي أبو عبد الله نفطويه النحوي ويقول الماوردي قال ابن خلكان قال ابن قالويه ليس في العلماء من اسمه إبراهيم وكنيته أبو عبد الله سوى نفطويه
مولده ووفاته
ولد بواسط وسكن بغداد وفي معجم الأدباء عن المرزباني في المقبس انه قال ولد سنة 244 ومات يوم الأربعاء 12 ربيع الأول سنة 322 وحضرت جنازته عشاء ودفن في مقابر باب الكوفة وصلى عليه البربهاري ’’انتهى’’ وقال الخطيب في تاريخ بغداد عن أحمد بن كامل القاضي أنه ولد سنة 240 وتوفي يوم الأربعاء 6 صفر ودفن يوم الخميس وصلى عليه البربهاري رئيس الحنابلة أبو محمد وقيل توفي يوم الأربعاء بعد طلوع الشمس بساعة ودفن من يومه مع صلاة العصر وقيل توفي 5 صفر وقيل توفي (319) أو (321) أو (324) والأصح ما مر عن المزرباني لأنه حضر جنازته وكانت وفاته في بغداد.
نسبته
(العتكي) نسبة إلى العتيك بن الأزد أحد أجداد المهلب و (الأزدي) نسبة إلى الأزد أحد أجداده الذي تنسب إليه القبيلة قال ابن خلكان ويقال الأسد بالسين الساكنة.
تلقيبه بنفطويه
قال الثعالبي: لقب نفطويه تشبيها له بالنفط لدمامته وأدمته وجعل على وزن سيبويه لأنه كان ينسب في النحو إليه ويجري في طريقته ويدرس كتابه وأنشدوا (لو أنزل النحو على نفطويه) قال وجعله ابن بسام بضم الطاء وتسكين الواو وفتح الياء فقال (إن كان نفطويه من نسلي) وفي بغية الوعاة: قلت هذا اصطلاح لأهل الحديث في كل اسم بهذه الصيغة وإنما عدلوا إلى ذلك الحديث ورد أن ويه اسم شيطان فعدلوا عنه كراهة له ’’انتهى’’ وقال ابن خلكان نفطويه بكسر النون وفتحها والكسر أفصح والفاء ساكنة ’’انتهى’’ وإلحاق ويه بآخر الاسم من استعمالات الفرس كما قالوا سيبويه وراهويه وشيرويه ومكويه وبابويه وغيرها.
أقوال العلماء فيه
في ميزان الاعتدال: إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه مشهور له تصانيف قال الدارقطني ليس بقوي وقال الخطيب كان صدوقا ’’انتهى’’ وفي تاريخ الخطيب عن الدارقطني لا بأس به وعن أحمد بن كامل القاضي حسن الافتتان في العلوم وكان يخصب بالوسمة وحكى ياقوت عن الزبيدي في كتابه (طبقات النحاة) قال كان بخيلا ضيقا في النحو واسع العلم بالشعر. وفي طبقات القراء: صاحب التصانيف صدوق وكان مما ينكر الاشتقاق وله في إبطاله مصنف ’’انتهى’’ وقال ابن خلكان له التصانيف الحسان في الآداب وكان عالما بارعا ’’انتهى’’ وفي لسان الميزان قال مسلمة كان كثيرا الرواية للحديث وأيام الناس ولكن غلب عليه الملوك لا يتفرغ للناس ’’انتهى’’ وفي معجم الأدباء كان عالما بالعربية واللغة والحديث ’’انتهى’’ وفي فهرست ابن النديم كان طاهر الأخلاق حسن المجالسة وخلط المذهبين وكان مجلسه في مسجد الإنباريين بالغدوات ويتفقه على مذهب داود ’’انتهى’’ وفي معجم الأدباء: ذكره المزرباني في المقتبس فقال: كان من طهارة الأخلاق وحسن المجالسة والصدق فيما يرويه على حال ما شاهدت عليها أحدا ممن لقيناه وكان يقول جلست إلى هذه الأسطوانة منذ خمسين سنة يعني محلته بجامع المدينة وكان حسن الحفظ للقرآن أول ما يبتدي به مجلسه بمسجد الإنباريين بالغدوات إلى أن يقريء القرآن على قراءة عاصم ثم الكتب بعده وكان فقيها عالما لمذهب أبي داود الأصفهاني رأسا فيه يسلم له ذلك جميع أصحابه وكان مسندا في الحديث من أهل طبقته ثقة صدوقا لا يتغلق عليه شيء من سائر ما رووه وكان حسن المجالسة للخلفاء والوزراء متقن الحفظ للسيرة وأيام الناس وتواريخ الزمان ووفاة العلماء وكانت له مروة وفتوة وظرف ولقد هجم علينا يوما ونحن في بستان كان له بالزبيدية سنة 320 أو 21 فرآنا على حال تبذل فانقبضت وذهبت أعتذر إليه فقال في ترك التغافل عن التبذل سخف ثم أنشدنا لنفسه:

وحكى ياقوت عن خط الوزير المغربي قال نفطويه أما سائر العلوم فهاهنا من يشركنا فيها وأما الشعر فإذا مت مات على الحقيقة وقال من أغرب علي ببيت لجرير لا اعرفه فأنا عبده.
تشيعه
أشار إلى تشيعه ابن حجر في لسان الميزان فإنه قال: قال مسلمة كانت فيه شيعية ’’انتهى’’ وفي روضات الجنات: من كلامه المنبئ عن تشيعه بنقل بعض المراضع المعتبرة أنه قال أكثر الأحاديث المذكورة في فضل الصحابة إنما ظهرت في دولة بني أمية وضعوها للتقرب إليهم ’’انتهى’’ وسيأتي في عداد مؤلفاته الرد على من قال بخلق القرآن وفيه موافقة للأشاعرة وقال ياقوت: ذكر الفرغاني أن نفطويه كان يقول بقول الحنابلة أن الاسم هو المسمى وجرت بينه وبين الزجاج مناظرة أنكر عليه موافقة الحنابلة على ذلك. وفي فهرست ابن النديم في ترجمة الواسطي محمد بن زيد أن نفطويه كان يتعاطى الكلام على مذهب الناشي ’’انتهى’’
ومعلوم أن الناشي كان من متكلمي الشيعة وحكى ابن أبي الحديد في شرح النهج عن المدائني في كتاب الأحداث ما ملخصه أن معاوية كتب إلى عماله إن برئت الذمة ممن روى شيئا من فضل أبي تراب وأهل بيته فقامت الخطباء يلعنون عليا ويبرؤون منه ويقعون فيه وفي أهل بيته وكتب إلى عماله أن لا يجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وأن يكرموا شيعة عثمان والذين يروون فضائله ففعلوا ذلك حتى أكثروا في فضائل عثمان لما كان يبعثه إليهم من الصلات ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر فادعوا الناس إلى الرواية في فضائل الصحابة والخلفاء الأولين ولا تتركوا خبرا يروى في أبي تراب وائتوني بمناقض له في الصحابة مفتعل فإن هذا أحب إلي وأدحض لحجة أبي تراب وشيعته فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر وألقي ذلك إلى معلمي الكتاتيب فعلموه صبيانهم كما يتعلمون القرآن وبناتهم ونساءهم فظهر حديث كثير موضوع ثم قال: وقد روى ابن عرفة المعروف بنفطويه وهو من أكابر المحدثين وأعلامهم في تاريخه ما يناسب هذا الخبر وقال إن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة افتعلت في أيام بني أمية تقربا إليهم بما يظنون أنهم يرغمون به أنوف بني هاشم ’’انتهى’’.
أخباره
قال ابن خلكان: حكى عبد العزيز بن الفضل قال خرج القاضي أبو العباس أحمد بن عمر بن سريج وأبو بكر محمد بن داود الظاهري وأبو عبد الله نفطويه إلى وليمة دعوا إليها فأفضى بهم الطريق إلى مكان ضيق فأراد كل واحد منهم صاحبه أن يتقدم عليه فقال ابن سريج ضيق الطريق يورث سوء الأدب وقال ابن داود لكنه يعرف مقادير الرجال فقال نفطويه إذا استحكمت المودة بطلت التكاليف. وفي معجم الأدباء قرأت في تاريخ خوارزم قال أبو سعد الحمد لجي سمعت نفطويه يقول إذا سلمت على المجوسي فقلت له أطال الله بقاءك وأدام سلامتك وأتم نعمته عليك فإنما أريد به الحكاية أي أن الله قد فعل بك هذا إلى هذا الوقت في ومعجم الأدباء عن تاريخ ابن بشران أبي محمد عبيد الله قال كان نفطويه كثير النوادر ومن نوادره: قيل لبهلول في كم يوسوس الإنسان قال ذاك صبيان المحلة. قال وقيل لبعض الشيعة معاوية خالك فقال لا أدري أمي نصرانية والأمر إليه.
وفي معجم الأدباء وتاريخ بغداد للخطيب عن أبي بكر بن شاذان قال: بكر نفطويه يوما إلى درب الرواسين فلم يعرف الموضع فتقدم إلى رجل يبيع البقل فقال له أيها الشيخ كيف الطريق إلى درب الرواسين فالتفت البقلي إلى جار له فقال يا فلان ألا ترى إلى الغلام فعل الله به وصنع فقد احتبس علي قال وما الذي تريد منه قال لم يبادرني فيجيئني بالسلق بأي شيء أصفع هذا العاض بظر أمه لا يكنى، فتركه وانصرف من غير أن يجيبه بشيء ’’انتهى’’ والظاهر أن هذا البقلي الكامل لم يشأ أن يصفعه إلا بالسلق الطري الناعم لا بعصا ولا بيده ولا بنعله محافظة منه على الكمال وحسن الأخلاق. وذكر ياقوت عن الزبيدي قال كان نفطويه مع كونه من أعيان العلماء وعلماء الأعيان غير مكترث بإصلاح نفسه فكان يفرط به الصنان فلا يغيره. وقال ياقوت: كان بين نفطويه ومحمد بن داود الأصبهاني مودة أكيدة وتصاف تام فمات محمد بن داود سنة 297 فقال إن نفطويه تفجع عليه وجزع جزعا عظيما ولم يجلس للناس سنة فقيل له في ذلك فقال إنه قال لي يوما وقد تجارينا له في حفظ عهود الأصدقاء أقل ما يجب للصديق أن يتسلى على صديقه سنة عملا بقول لبيد:
ما هجي به
قال ابن خلكان: فيه يقول أبو عبد الله محمد بن زيد بن علي بن الحسين الواسطي المتكلم المشهور:
وقال ابن بسام:
(أقول) جرى بعض ظرفاء العصر القريب من عصرنا مجرى ابن بسام فقال في الحاكة:
وكان بينه وبين ابن دريد منافرة فقال فيه لما صنف كتاب الجمهرة:
فبلغ ذلك ابن دريد فقال يجيبه:
مشائخه
في فهرست ابن النديم أخذ عن ثعلب والمبرد وسمع من محمد بن الجهم وعبد الله بن إسحاق بن سلام وأصحاب المدائني وفي تاريخ بغداد للخطيب حدث ببغداد عن إسحاق بن وهب العلاف وخلف بن محمد كردوس ومحمد بن عبد الملك الدقيقي الواسطيين، وشعيب بن أيوب الصريفني وعباس بن محمد الدوري، وعبد الله بن شاكر، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وعبد الكريم بن الهيثم العاقولي. وغيرهم وفي طبقات القراء للجزري قرأ على محمد بن عمرو بن عون الواسطي وأحمد بن إبراهيم بن الهيثم البلخي وسمع الحروف من شعيب بن أيوب الصريفيني صاحب يحيى بن آدم وقيل عرض عليه ’’انتهى’’.
تلاميذه
في معجم الأدباء: روي عنه أبو عبيد الله المزرباني وأبو الفرج الأصفهاني وابن حيويه وغيرهم وفي تاريخ بغداد: روي عنه أبو بكر محمد بن عبد الله الشافعي وأبو طاهر بن أبي هاشم المقرئ وأحمد بن إبراهيم بن شاذان والمعافي بن زكريا وفي طبقات القراء للجزري قرأ عليه محمد بن أحمد الشنبوذي وعلي بن سعيد القزاز بن ذؤابة وأحمد بن نصر الشداي وعبد الواحد بن أبي هاشم وعمر بن إبراهيم الكناني ’’انتهى’’ وفي روضات الجنات من أغلمة نفطويه الشيخ أبو جعفر الأصفهاني المعروف بشيرويه.
مؤلفاته
في فهرست ابن النديم له من الكتب (1) التاريخ (2) الاقتصارات (3) البارع (4) غريب القرآن وفي تاريخ بغداد أنه كتاب كبير (5) المقنع في النحو (6) الاستثناء والشروط في القراءات (7) الوزراء (8) الملح (9) الأمثال (10) الشهادات (11) المصادر (12) القوافي (13) أمثال القرآن (14) الرد على من يزعم أن العرب تشتق الكلام بعضه من بعض (15) الرد على من قال بخلق القرآن (16) الرد على المفضل بن سلمة في نقضه على الخليل (17) في أن تتكلم طبعا لا تعلما.
شعره
قال المرزباني كان يقول من الشعر المقطعات في الغزل والنسيب وما جرى مجراهما كما قال المتأدبون: يقول ومما أنشدنا لنفسه سنة 322:
قال وأنشدنا لنفسه:
قال وأنشدنا لنفسه:
قال ياقوت في معجم الأدباء ولم يورد أبو عبيد الله إلا هذين البيتين وأنشدني بعض الأصدقاء البيت الأول منهما وأتبعه بما لا أعلم اهو من قول نفطويه أو غيره وهو:
قال المرزباني وأنشدني لنفسه:
قال وأنشدنا لنفسه:
قال وله:
قال الحسين بن أبي قيراط انصرفت من عند أبي عبد الله نفطويه وقد كتبت عنه شيئا فجئت إلى أبي إسحاق إبراهيم بن السري الزجاج فقال لي ما هذا فأريته إياه وكان على ظهره مقطوعتان أنشدنيهما نفطويه لنفسه فلما قرأهما الزجاج استحسنهما وكتبهما بخطه على ظهر كتاب غريب الحديث وكان بحضرته:
والأخرى:
قال ياقوت: قال الحمدلجي أنشدنا نفطويه لنفسه:
ومن شعره ما أورده أبو علي القالي في أماليه:
وقوله:
وقوله:
وأنشد الخطيب لنفطويه:
وله أورده الخطيب أيضا:
ومن شعره أورده في معجم الأدباء عن تاريخ ابن بشران:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 220

نفطويه النحوي اسمه إبراهيم بن محمد بن عرفة.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 227

نفطويه النحوي إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان العتكي الواسطي أبو عبد الله نفطويه، قال ابن خالويه: ليس في العلماء من اسمه إبراهيم وكنيته أبو عبد الله سوى نفطويه، قيل: إنه من ولد المهلب بن أبي صفرة، سكن بغداذ وصنف التصانيف وكان متفننا في العلوم ينكر الاشتقاق ويحيله وكان يحفظ نقائض جرير والفرزدق وشعر ذي الرمة. أخذ العربية عن المبرد وثعلب ومحمد بن الجهم وخلط نحو الكوفة بنحو البصرة وتفقه على مذهب داود ورأس فيه، وكان دينا ذا سنة ومروة وفتوة وكيس وحسن خلق، وكانت بينه وبين محمد بن داود الظاهري مودة أكيدة وتصاف تام ولما مات تفجع عليه نفطويه وجزع جزعا عظيما ولم يجلس للناس سنة كاملة ثم جلس بعد ذلك فقيل له في ذلك فقال: إن أبا بكر ابن داود قال لي يوما وقد تجارينا حفظ عهود الأصدقاء: أقل ما يجب للصديق على صديقه أن يتسلب سنة كاملة عملا بقول لبيد:

فحزنا عليه سنة كاملة كما شرط. قال ابن شاذان: بكر يوما نفطويه إلى درب الرواسين فلم يعرف الموضع فقال لرجل يبيع البقل: أيها الشيخ كيف الطريق إلى درب الرواسين؟ قال فالتفت البقلي إلى جار له فقال: يا فلان ألا ترى إلى هذا الغلام فعل الله به وصنع! قد احتبس علي، قال: وما الذي تريد منه؟ فقال: عوق السلق علي فما عندي ما أصفع به هذا العاض بظر أمه، فانسل نفطويه ولم يجبه. قال ياقوت في معجم الأدباء: وقد صيره ابن بسام نفطويه بضم الطاء وتسكين الواو وفتح الياء فقال:
انتهى كلام ياقوت رحمه الله، استغرب ما وقع من ابن بسام وهذه عادة المحدثين فإنهم لا ينطقون بهذه الأسماء التي أخراها ويه إلا على هذه الصيغة - ما خلا إسحاق بن راهويه فإنهم لا يقولون إلا إسحاق بن راهويه- بفتح الواو وسكون الياء- على أنه اسم صوت فرأوا التجنب من التلفظ بلفظة ويه فيقولون سيبويه وحمويه وزنجويه ودرستويه. وكان نفطويه مع كونه من أعيان العلماء غير مكترث بإصلاح نفسه وكان يفرط به الصنان فلا يغيره فحضر يوما مجلس حامد بن العباس وزير المقتدر فتأذى هو وجلساؤه بصنانه فقال الوزير: يا غلام أحضرنا مرتكا، فجاء به فبدأ الوزير بنفسه فتمرتك وأدراه على جلسائه فتمرتكوا وفطنوا ما أراد بنفطويه فقال نفطويه: لا حاجة لي به! فراجعه فأبى فاحتد حامد بن العباس وقال: يا عاض كذا من أمه إنما تمرتكنا من أجلك فإنا تأذينا بصنانك قم لا أقام الله لك وزنا أخرجوه عني وأبعدوه حتى لا أتأذى به! وكان نفطويه يقول بقول الحنابلة إن الاسم هو المسمى وجرت بينه وبين الزجاج مناظرة أنكر عليه الزجاج على ذلك موافقته الحنابلة، قلت: الاسم غير المسمى وإلا لزمهم أن من يقول النار أن يحترق فمه والصحيح أنه قد يجيء في مواطن ويراد به المسمى كقوله تعالى {سبح اسم ربك الأعلى}. ومن تصانيفه: كتاب التاريخ. الاقتصارات. البارع. غريب القرآن. المقنع في النحو. والمصادر. والوزراء. والملح. والأمثال. وأمثال القرآن. والرد على من قال بخلق القرآن. وأن العرب تتكلم طبعا لا تعلما. والرد على المفضل بن سلمة في نقضه على الخليل. والرد على من يزعم أن العرب يشتق كلامها بعضه من بعض. والاستثناء والشرط في القرآن. والشهادات. وله شعر منه قوله:
قال الثعالبي: لقب نفطويه لدمامته وأدمته تشبيها له بالنفط، وفيه يقول محمد بن زيد بن علي بن الحسين المتكلم الواسطي صاحب الإمامة، وكتاب إعجاز القرآن:
ولد سنة أربع وأربعين ومائتين بواسط وقيل سنة خمس وتوفي في صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة رحمه الله تعالى وقيل سنة أربع وعشرين ببغداذ هو وابن مجاهد المقرئ.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0

نفطويه النحوي إبراهيم بن محمد

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0

نفطويه الإمام الحافظ النحوي العلامة الأخباري، أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان العتكي، الأزدي، الواسطي، المشهور بنفطويه، صاحب التصانيف.
سكن بغداد، وحدث عن: إسحاق بن وهب العلاف، وشعيب بن أيوب الصريفيني، ومحمد بن عبد الملك الدقيقي، وأحمد بن عبد الجبار العطاردي، وداود بن علي، وعدة. وأخذ العربية، عن محمد بن الجهم، وثعلب والمبرد، وتفقه على داود.
حدث عنه: المعافى بن زكريا، وأبو بكر بن شاذان، وأبو عمر بن حيويه، وأبو بكر بن المقرئ، وآخرون.
ولد سنة أربع وأربعين ومائتين.
وكان متضلعا من العلوم، ينكر الاشتقاق ويحيله. ومن محفوظه نقائض جرير والفرزدق، وشعر ذي الرمة. خلط نحو الكوفيين بنحو البصريين، وصار رأسا في رأي أهل الظاهر.
وكان ذا سنة ودين وفتوة ومروءة، وحسن خلق، وكيس. وله نظم ونثر.
صنف ’’غريب القرآن’’، وكتاب ’’المقنع’’ في النحو، وكتاب ’’البارع’’، و’’تاريخ الخلفاء’’ في مجلدين وأشياء.
مات في صفر سنة ثلاث وعشرين وثلاث مائة.
وكان محمد بن زيد الواسطي المتكلم يؤذيه، وهجاه فقال:

وقال أيضا: من أراد أن يتناهى في الجهل، فليعرف الكلام على مذهب الناشئ، والفقة على مذهب داود، والنحو على مذهب سيبويه. ثم يقول: وقد جمع هذه المذاهب نفطويه، فإليه المنتهى.
ابن المغلس وابن مرداس:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 386

إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن حبيب بن المهلب بن أبي صفرة العتكي الأزدي الواسطي. أبو عبد الله الملقب نفطويه. لشبهه بالنفط لدمامته وأدمته، وجعل على مثال سيبويه لانتسابه في النحو إليه، قال ياقوت: وقد جعله ابن بسام بضم الطاء وتسكين الواو وفتح الباء فقال:

قال شيخنا الإمام الحافظ جلال الدين السيوطي رحمه الله في طبقات النحاة: هذا اصطلاح لأهل الحديث في كل اسم بهذه الصيغة، وإنما عدلوا إلى ذلك لحديث ورد أن «ويه» اسم شيطان، فعدلوا عنه كراهة له.
قال ياقوت: كان نفطويه عالما بالعربية، واللغة والحديث؛ أخذ عن ثعلب والمبرد، وكان طاهر الأخلاق، حسن المجالسة، صادقا فيما يرويه حافظا للقرآن، فقيها على مذهب داود الظاهري رأسا فيه؛ مسندا في الحديث حافظا للسير وأيام الناس والتواريخ والوفيات، ذا مروءة وظرف جلس للإقراء أكثر من خمسين سنة، وكان يبتدئ في مجلسه بالقرآن على رواية عاصم، ثم يقرئ الكتب، وكان يقول: سائر العلوم إذا مت، هنا من يقوم بها، وأما الشعر، فإذا مت مات على الحقيقة، وقال: من أغرب علي ببيت لجرير لا أعرفه فأنا عبده.
قال الزبيدي: وكان غير مكترث بإصلاح نفسه يفرط به الصنان فلا يغيره، حضر مجلس وزير المقتدر فتأذى هو وجلساؤه بكثرة صنانه؛ فقال يا غلام، أحضر لنا مرتكا فجاء به فبدأ الوزير بنفسه فتمرتك، وأداره على جلسائه؛ وفطنوا لما أراد بنفطويه؛ فقال نفطويه: لا حاجة لي به فراجعه فأبى، فاحتد الوزير، وقال يا عاض بظر أمه إنما تمرتكنا كلنا لأجلك؛ قم لا أقام الله لك وزنا! أبعدوه عني إلى حيث لا أتأذى به.
وكان بينه وبين محمد بن داود الظاهري مودة أكيدة. فلما مات ابن داود حزن عليه، وانقطع لا يظهر للناس، ثم ظهر، فقيل له في ذلك؛ فقال؛ إن ابن داود قال لي يوما: أقل ما يجب على الصديق أن يحزن على صديقه سنة كاملة عملا بقول لبيد:
فحزنا عليه كما شرط.
وكان بينه وبين ابن دريد منافرة، وهو القائل فيه:
ابن دريد بقره
وقال فيه ابن دريد:
صنف: «إعراب القرآن» و «غريب القرآن»، «الرد على من قال بخلق القرآن» «الاستثناء والشروط في القراءات»، «الاقتصارات»، «التاريخ»، «المقنع في النحو»، «أمثال القرآن»، «المصادر»، «القوافي»، «الشهادات»، «الرد على المفضل في نقضه على الخليل»، «كتاب في أن العرب تتكلم طبعا لا تعلما» وغير ذلك.
مات يوم الأربعاء ثاني عشر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة.
وذكره الداني في طبقات القراء وقال: أخذ القراءة عرضا عن أبي عون محمد بن عمرو بن عون الواسطي، وشعيب بن أيوب الصريفيني وعنه محمد بن أحمد الشنبوذي، وذكر وفاته كما تقدم، وقال: في خامس صفر، وقيل مات سنة أربع وعشرين.
ومن شعره:

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 1- ص: 21

إبراهيم بن محمد بن عرفة أبو عبد الله الواسطي نفطويه النحوي العالم الفاضل صنف التفسير اشتهر اسمه بتفسير ابن عرفة وجمعه بعد وفاته تلميذه العالم التقي الفاضل الزكي الشيخ أحمد بن محمد الشهير بالمسيلي وفيه زيادة أبحاث
وتدقيقات عن أكثر التفاسير
من أسامي الكتب
وقد توفي سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة
من تاريخ مرآة الجنان

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 63

إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي نفطويه. مشهور، له تصانيف.
بقى إلى حدود العشرين وثلاثمائة.
قال الدارقطني: ليس بقوى.
وقال الخطيب: كان صدوقا.

  • دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 64

نفطويه
وأما أبو عبد الله إبراهيم بن محمد بن عرفة العنكي الأزدي الواسطي المعروف بنفطويه، فإنه كان عالماً بالحديث والعربية، وأخذ عن أبي العباس ثعلب وأبي العباس محمد بن يزيد المبرد، وسمع من محمد بن الجهم وأصحاب المدائني. وأخذ عنه المعافى بن زكرياء، والمرزباني، وجماعة.
وصنف كتباً كثيرة؛ منها غريب القرآن، وكتاب الرد على الجهمية، وكتاب النحل، وكتاب التاريخ، ومسألة ’’سبحان’’، وغير ذلك.
وكان ثقة.
وسئل أبو الحسن الدار قطني عن إبراهيم بن محمد بن عرفة، فقال: لا بأس به، ويروى عن أبي المقرئ، قال: أنشدني إبراهيم نفطويه لنفسه:

وهو الذي تعرض بأبي بكر بن دريد في قوله:
فأجابه ابن دريد:
وكان يختضب بالوسمة.
وذكر أن مولده سنة أربع وأربعين ومائتين، وتوفي يوم الأربعاء لست خلون من صفر سنة ثلاث وعشرين وثلثمائة في خلافة الراضي، ودفن يوم الخميس بمقابر باب الكوفة، وصلي عليه البريهاري، فيما ذكر أحمد بن كامل القاضي.
ويروى عن منصور بن ملاعب الصيرفي، قال: أنشدني إبراهيم نفطويه:

  • مكتبة المنار، الزرقاء - الأردن-ط 3( 1985) , ج: 1- ص: 194

  • دار الفكر العربي-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 228

  • مطبعة المعارف - بغداد-ط 1( 1959) , ج: 1- ص: 178

إبراهيم بن محمد بن عرفة بن سليمان بن المغيرة بن المهلب بن أبي صفرة العتكي الأزدي الواسطي
الملقب نفطويه. لدمامته وسواده شبهوه بالنفط. أخذ عن ثعلب، والمبرد ففقيه، صدوق، ظاهري وكان ينكر الاشتقاق، وصنف في إبطاله مصنفا ولد سنة 20 ومات سنة 333
وهجاه ابن بسام في قوله:

وقال آخر:
ومن شعر نفطويه:

  • جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 3

  • دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 61