جهور بن محمد جهور بن محمد بن جهور، أبو الحزم: صاحب قرطبة. كان بنو جهور أهل بيت وزارة مشهور في الأندلس، دخلوها قبل (عبد الرحمن الداخل) بمدة. يقال: أصلهم من الفرس، وقيل: بل هم كلبيون. وأبو الحزم - هذا - أمجدهم وأنجدهم. ولي الوزارة في أيام الدولة العامرية إلى أن انقرضت، فاغتزل العمل مدة، ثم استمال إليه فريقا من أهل التقوى والوجاهة ودعاهم إلى مبايعة هشام (المعتد بالله) فوافقوه، واستولو على قرطبة بعد فتن كثيرة. واضطرب أمر المعتد بالله، فخلعوه، وانقضت به الدولة الأموية (سنة 422هأ) واستقل أبو الحزم بقرطبة، وانتظمت له شؤونها، ودرا عنها ملوك الفتنة، فعمها الأمن والرخاء. واستمر إلى أن توفي. وكان حازما يعد في الدهاة وله أدب وحلم ووقار

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 141

جهور صاحب قرطبة جهور بن محمد بن جهور بن عبد الله، أبو الحزم رئيس قرطبة وأميرها وصاحبها. جعل نفسه ممسكا للأمر إلى أن يتهيأ من يصلح للخلافة، وانفرد برئاسة المصر إلى أن توفي في المحرم سنة خمس وثلاثين وأربعمئة ودفن بداره وصلى عليه ابنه أبو الوليد ابن جهور القائم بعده بالأمر.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0

جهور بن محمد بن جهور الرئيس أبو الحزم القرطبي الوزير، من بيت رئاسة ووزارة، من دهاة الرجال وعقلائهم، دبر أمر قرطبة، واستولى عليها، لكنه من عقله لم يتسم بالإمرة، ورتب البوابين والحشم على باب القصر، ولم ينتقل من بيته، وأنفق في الجند الأموال، وأقام العمال، وفرق العدد على العامة.
وكان على طريقة الرؤساء الصالحين، فاستمر أمر الناس معه مستقيما إلى أن توفي في صفر، سنة خمس وثلاثين وأربع مائة.
فقام بعده ابنه الرئيس أبو الوليد محمد بن جهور، فجرى في السياسة على منهاج أبيه سواء، وبقي كذلك مدة سنين.
وكان والده أبو الحزم من كبار العلماء، روى عن أبي عبد الله بن مفرج، وخلف بن القاسم، وعباس بن أصبغ، وجماعة. روى عنه: محمد بن عتاب، وغيره.
وكان من صغار وزراء دولة ابن أبي عامر.
وكان يقول: أنا ممسك أمر الناس إلى أن يتهيأ لهم من يصلح للخلافة، فاستقل بالسلطنة، واستراح من اسمها، وكان يجعل ارتفاع الأموال ودائع عند التجار ومضاربة.
وكان يعود المرضى، ويشهد الجنائز وهو بزي الصالحين، وله هيبة عظيمة، وأمر مطاع، عاش إحدى وسبعين سنة.
وأما ابنه:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 558

جهور بن محمد ابن جهور بن عبيد الله، رئيس قرطبة وأميرها، وصاحبها بعد هيج الفتن بالجزيرة.
نصب نفسه ممسكا لقربطة إلى أن تهيأ من يصلح للملك، وعاش إحدى وسبعين سنة.
حدث عن: عباس بن أصبغ، وأبي عبد الله بن مفرج، وخلف بن القاسم.
وكان من وزراء الدولة العامرية، ومن رجال الكمال دهاء ورأيا وسؤددا وتصونا.
وثبت على قرطبة، وتملك من غير أن يتلقبب بإمرةن ولا تحول من داره، وجعل بيوت الأمول تحت أيدي جماعة ودائع، وصير أهل الأسواق أدنادا، ورزقهم من أموال أعطاها إياهم مضاربة، وفرق عليهم الأسلحة، وكان يعود المرضى، ويشهد الجنائز وهو بزي النساك.
واستمر في الأمر إلى أن مات في المحرم سنة خمس وثلاثين وأربع مائة.
وقام في الإمرة كذلك بعده ابنه الأمير أبو الوليد؛ محمد بن جهور.
وحدث عنه: محمد بن عتاب، وغيره.
ابن شعيب، الطحان:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 195

جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله أبو الحزم رئيس قرطبة
قد تقدم ذكر جده أبي الحزم جهور بن عبيد الله والرفع في نسبه وكان جدهم أبو أمية عبد الغافر بن أبي عبدة من وزراء عبد الرحمن بن معاوية وسماه عيسى بن أحمد الرازي في حجاب هشام الرضي بن عبد الرحمن بن معاوية قال وكان من أهل الخير والدين والفضل وهو صاحب الخاتم للإمام هشام ولابنه الحكم يعني الربضي وسمى أيضا في حجاب الحكم هذا عبد العزيز أبا عبدة أخا عبد الغافر، وما زال هؤلاء الجهاورة يتعاقبون على الخطط السنية الشريفة من الحجابة والوزارة والقيادة والكتابة إلى أن وقعت الفتنة العظمى بالأندلس وأول من أرث نارها وأورث شنارها محمد بن هشام بن عبد الجبار المهدي فتناوب قصر قرطبة جماعة من الأموية والعلوية في المدة القريبة آخرهم هشام بن محمد ابن عبد الملك بن عبد الرحمن الناصر المعتد لم يكن عندهم غناء ولا فقد بتوليتهم التواء ولا عناء وحينئذٍ استولى على الأمر بقرطبة دار الخلافة وقرارة الملك أبو الحزم هذا الأخير زمانا الأول سلطانا وإن كان ما فارق رسم الوزارة ولا تحول عن داره إلى قصور الخلفاء لا تصافه بالرجاحة والدهاء
قال ابن حيان وذكر اجتماع الملأ من أهل قرطبة على تقديمه أعطوا منه قوس السياسة باريها وولوا من الجماعة داهيتها فاخترع لهم لأول وقته نوعا من التدبير حملهم عليه فاقترن صلاحهم به وأجاد السياسة فانسدل به الستر على أهل قرطبة مدته وحصل كل ما يرتفع من البلد بعد إعطاء مقاتلته وصير ذلك في أيدي ثقات من الخدمة مشارفا لهم بضبطه فإن فضل شيء تركه بأيديهم مثقفاً مشهوداً عليه لا يتلبس لهم بشيء منه
ومتى سئل قال ليس لي عطاء ولا منع هو للجماعة وأنا أمينهم وإذا رابه أمر عظيم أو عزم على تدبير أحضرهم وشاورهم وإذا خوطب بكتاب لا ينظر فيه إلا أن يكون باسم الوزراء فأعطى السلطان حقه من النظر ولم يخل مع ذلك من نظره لمعيشته حتى تضاعف ثراؤه وصار لا تقع عينه على أغنى منه حاط ذلك كله بالبخل الشديد والمنع الخالص اللذين لولاهما ما وجد عائبه في طعناً، ولكمل لو أن بشراً يكمل.
قال وكان مع براعته ورفعة قدره وتشييده لقديمه بحديثه من أشد الناس تواضعاً وعفة وأشبههم ظاهرا بباطن وأولا بآخر لم تختلف به حال من الفتاء إلى الكهولة
واستمر في تدبيره قرطبة فأنجح سعيه بصلاحها ولم شعثها في المدة القريبة وأثمر الثمرة الزكية ودب دبيب الشفاء في السقام فنعش منها الرفات وألحفها رداء الأمن ومانع عنها من كان يطلبها من أمراء البرابرة المتوزعين أسلابها بخفض الجناح ومعاملة الرفق حتى حصل على سلمهم واستدرار مرافق بلادهم ودارى القاسطين من ملوك الفتنة حتى حفظوا حضرته وأوجبوا لها حرمة بمكابدته الشدائد حتى ألانها بضروب احتياله فرخت الأسعار وصاح الرخاء بالناس أن هلموا فلبوه من كل صقع فظهر تزيد الناس بقرطبة من أول تدبيره لها وغلت الدور وحركوا الأسواق وتعجب ذوو التحصيل للذي أرى الله في صلاح الناس من القوة ولما تعتدل حال أو يهلك عدو أو تقو جباية وأمر الله تعالى بين الكاف والنون
وقال الحميدي لم يدخل في أمور الفتن قبل ذلك وكان يتصاون عنها فلما خلا له الجو وأمكنته الفرصة وثب عليها يعني قرطبة فتولى أمرها واستضلع بحمايتها ولم ينتقل إلى رتبة الإمارة ظاهرا بل دبرها تدبيراً لم يسبق إليه وجعل نفسه ممسكاً للموضع إلى أن يجيء مستحق يتفق عليه فيسلم إليه، ورتب البوابين والحشم على أبواب تلك القصور على ما كانت عليه أيام الدولة ولم يتحول من داره إليها وجعل ما يرتفع من الأموال السلطانية بأيدي رجال رتبهم لذلك وهو المشرف عليه وصير أهل الأسواق جنداً وجعل أرزاقهم رؤوس أموال تكون بأيديهم محصاة عليهم يأخذون ربحها فقط ورؤوس الأموال باقية محفوظة يؤخذون بها ويراعون في الوقت بعد الوقت
كيف حفظهم لها وفرق السلاح عليهم وأمرهم بتفريقه في الدكاكين وفي البيوت حتى إذا دهم أمر في ليل أو نهار كان سلاح كل واحد معه وكان يشهد الجنائز ويعود المرضى جاريا في طريقة الصالحين وهو مع ذلك يدبر الأمر بتدبير السلاطين المتغلبين وكان مأمونا وقرطبة في أيامه حريماً يأمن فيه كل خائف من غيره إلى أن مات في صفر وقال ابن حيان ليلة الجمعة السادسة من محرم ثم اتفقا سنة خمس وثلاثين وأربعمائة
ومن شعره وكتب به إلى المنصور محمد بن أبي عامر

هكذا وجدت هذه الأبيات منسوبة إلى جهور بن محمد في كتاب مطمح الأنفس للفتح بن عبيد الله وقد بينت غلطه فيما نسب إليه مما ثبت أنه لجده جهور بن عبيد الله ولغيره ولا يبعد أن يهنئ المنصور في آخر دولته لأنه حينئذٍ بل عام وفاته كان يشارف الثلاثين في سنه ولعل هذه الأبيات على ضعفها لأبيه أبي الوليد محمد بن جهور بن عبيد الله الوزير فإنه كان خاصاً بالمنصور وهو الذي أطلعه على أمر جعفر بن علي الأندلسي صاحب المسيلة واختلاف البربر إليه بقصر العقاب واستأذن على المنصور في وقت لم يكن يصل فيه إليه أحد فكسر رائحة النبيذ عنه ووارى الحرم وأصغى إليه وقبل نصيحته فقتل جعفر على أثر ذلك، وتوفى أبو الوليد سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة ذكر ذلك ابن حيان في تاريخه الكبير وصدر به المتوفين في الدولة العامرية من الوزراء والخواص
ولم ينشد الحميدي لأبي الحزم الأخير شعراً وأنشد لأبيه أبي الوليد هذا
وسيأتي ذكر أبي الوليد محمد بن جهور بن محمد الذي خلف أباه في رئاسة قرطبة وتدبير أمرها إلى أن قبض عليه المعتمد محمد بن عباد بعد هذا إن شاء الله تعالى

  • دار المعارف، القاهرة - مصر-ط 2( 1985) , ج: 2- ص: 2

جهور بن محمد بن جهور بن عبيد الله بن محمد بن الغمر بن يحيى بن عبد الغفار بن أبي عبد أبو الحزم الوزير
وهو الذي صار إليه تدبير أمر قرطبة بعد خلع هشام بن محمد المعتد بالله وكان موصفاً بالفضل مقدماً في الدهاء والعقل، وقد ذكرناه وذكرنا سيرته لما صار إليه التدبير عند ذكر هشام بن محمد المعتد بالله.

  • دار الكاتب المصري - القاهرة - دار الكتاب اللبناني - بيروت - لبنان-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 1