جوذر جوذر الصقلبي، الأستاذ: من رجال الدولة الفاطمية. كان في صباه عبدا من مماليك مؤسسها عبيد الله المهدي. وأهداه هذا إلى ولي العهد أبي القاسم القائم بأمر الله. وتقدم عند القائم حتى استخلفه، وهو لا يزال وليا للعهد (سنة 300هـ) على قصره، وجعله بعد ولايته الخلاقة صاحب بيت ماله، والموكل بخزائن الكساء، والسفير بينه وبين الناس. وتوفي القائم (سنة 334هـ) وثورة مخلد بن كيداد على أشدها، فأخفى المنصور (ابن القائم) وفاة أبيه، وخرج لحرب ابن كيداد، واستخلف جوذر على دار الملك وسائر البلاد وسلمه مفاتيح الخزائن، ثم كان يرسل الكتب من القيروان وعلها عنوان القائم (أبيه) ليوهم الناس بأنه لا يزال حيا، وتصل الكتب إلى جوذر فيتصرف بها. ولما عاد المنصور إلى المهدية، وقد أخمد فتنة مخلد بن كيداد، أعلن زفاة أبيه، وأعتق جوذر من الرق ولقبه بـ (مولى أمير المؤمنين) وهو أول من كان له هذا اللقب، وأمره أن يجعل مكاتباته لسائر الناس: (من جوذر مولى أمير المؤمنين إلى فلان. . ) وألا يكنى في رسائله أحدا ولا يقدم على اسمه اسما إلا الخليفة وولي عهده المعز لدين الله. ثم كان مع المعز كما كان مع أبيه وجده. وسافر المعز في رحلته إلى مصر، فمات في الطريق، في مكان يعرف بمياسر، على مقربة من برقة. ولتلميذه منصور الجوذري العزيزي كتاب (سيرة الأستاذ جوذر - ط)
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 144