جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة فناخسرو بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي. ولد سنة 383 وتوفي في 5 أو 6 شعبان سنة 435 ليلة الجمعة ودفن بدار السلطنة ثم نقل بعد سنة إلى مقابر قريش. لم يتيسر لنا الآن معرفة اسمه بعد مزيد التفتيش ولا شك إن جلال الدولة لقب له وله اسم غيره فترجمناه بلقبه.
قال الشيخ البهائي في توضيح المقاصد: الخامس من شعبان توفي فيه السلطان جلال الدولة الديلمي سنة 435 وكان رحمه الله شديد التصلب في التشيع وقال ابن الأثير في حوادث سنة 435 في هذه السنة 6 شعبان توفي الملك جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن بويه ببغداد وكان مرضه ورما في كبده وبقي عدة أيام مريضا وتوفي وكان مولده سنة 383 وملكه بغداد 16 سنة و 11 شهرا ودفن بداره ومن علم سيرته وضعفه واستيلاء الجند والنواب عليه ودوام ملكه إلى هذه الغاية علم إن الله على كل شيء قدير يؤتي الملك من يشاء وينزعه ممن يشاء وكان يزور الصالحين ويقرب منهم وزار مرة مشهدي علي والحسين عليهما السلام وكان يمشي حافيا قبل إن يصل إلى كل مشهد منهما نحو فرسخ يفعل ذلك تدينا وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 435 فيها اتفق موت جلال الدولة السلطان ببغداد بالخوانيق وكان ملكا جليلا سليم الباطن ضعيف السلطنة مصرا على اللهو والشرب مهملا لأمر الرعية عاش 52 سنة وكانت دولته 17 سنة وخلف عشرين ولدا بنين وبنات ودفن بدار السلطنة ببغداد ثم نقل إلى مقابر قريش وفي النجوم الزاهرة في حوادث سنة 435 فيها توفي السلطان أبو طاهر جلال الدولة بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة بويه صوابه فناخسرو بن ركن الدولة الحسن بن بويه ولد سنة 383 وكان ملكا محبا للرعية حسن السيرة وكان يحب الصالحين ولقي في سلطنته من الأتراك شدائد ومات ليلة الجمعة 5 شعبان وغسله أبو القاسم بن شاهين الواعظ وأبو محمد عبد القادر بن السماك ودفن بداره في دار المملكة في بيت كان دفن فيه عضد الدولة وبهاء الدولة قبل نقلهما إلى الكوفة ثم نقل بعد سنة إلى مقابر قريش وكان عمره لما مات 51 سنة وشهرا ومدة ولايته على بغداد 16 سنة و 11 شهرا وجلال الدولة هذا أحسن بني بويه حالا إن لم يكن رافضيا على قاعدتهم النجسة قال هذا جريا على قاعدته النجسة في النصب وفي التاريخ الفارسي المخطوط الذي أشرنا إليه غير مرة في هذا الكتاب: جلال الدولة بن بهاء الدولة كان أولا حاكم البصرة من قبل أخوته وبعدهم تولى الإمارة في بغداد ولم يكن لأمره رواج ومدة إمارته 25 سنة وتوفي سنة 435 ومر عن غيره إن مدة إمارته دون 17 سنة وقال ابن الأثير في حوادث سنة 407 إن جلال الدولة كان واليا على البصرة من قبل أخيه سلطان الدولة فلما جرت الحرب بين سلطان الدولة وأخيه أبي الفوارس وانهزم أبو الفوارس وعاد بأسوأ حال ولحق بمهذب الدولة صاحب البطيحة لأنفذ إليه أخوه جلال الدولة من البصرة مالا وثيابا وعرض عليه الانحدار إليه فلم يفعل وقال في حوادث سنة 409 انه لما هرب أبو محمد بن سهلان من سلطان الدولة انحدر إلى البصرة فاتصل بجلال الدولة، وفي حوادث سنة 410 في هذه السنة قبض الملك جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة على وزيره أبي سعد عبد الواحد بن علي بن مأكولا وفي حوادث سنة 411 في هذه السنة ملك مشرف الدولة ابن بهاء الدولة العراق وأزال عنه أخاه سلطان الدولة وأتفق مشرف الدولة هو وأخوه جلال الدولة وفي حوادث سنة 416 انه فيها توفي مشرف الدولة وخطب ببغداد لأخيه أبي طاهر جلال الدولة وهو بالبصرة وطلب إلى بغداد فلم يصعد إليها وإنما بلغ إلى واسط وأقام بها ثم عاد إلى البصرة فقطعت خطبته وخطب لابن أخيه أبي كاليجار بن سلطان الدولة فلما سمع جلال الدولة بذلك أصعد إلى بغداد فانحدر عسكرها ليردوه عنها فلقوه بالسيب من أعمال النهروان فردوه فلم يرجع فرموه بالنشاب ونهبوا بعض خزائنه فعاد إلى البصرة ولما أصعد جلال الدولة كان وزيره أبا سعد بن مأكولا قال وفيها قبض جلال الدولة على وزيره أبي سعد بن مأكولا واستوزر ابن عمه أبا علي بن مأكولا وقال في حوادث سنة 418 في هذه السنة في جمادي الأولى خطب للملك جلال الدولة أبي طاهر بن بهاء الدولة ببغداد وأصعد إليها من البصرة فدخلها ثالث شهر رمضان وكان سبب ذلك إن الأتراك لما رأوا إن البلاد تخرب وأنه ليس عندهم سلطان يجمع كلمتهم قصدوا دار الخلافة وأرسلوا يعتذرون إلى الخليفة من انفرادهم بالخطبة لجلال الدولة أولا ثم برده ثانيا والخطبة لأبي كاليجار وقالوا ليس عندنا الآن من يجمع كلمتنا ونسأل إن ترسل إلى جلال الدولة ليصعد إلى بغداد ويملك الأمر ويجمع الكلمة ويخطب له فيها ويسألون إن يحلفه الرسول السائر لإحضاره لهم فأجابهم الخليفة إلى ما سألوا وراسله هو وقواد الجند في الإصعاد واليمين للخليفة والأتراك فحلف لهم وأصعد إلى بغداد وانحدر الأتراك إليه فلقوه في الطريق وأرسل الخليفة إليه القاضي أبا جعفر السمناني فأعاد تجديد العهد عليه للخليفة والأتراك ففعل ولما وصل إلى بغداد نزل النجمي فركب الخليفة في الطيار وانحدر يلتقيه فلما رآه جلال الدولة قبل الأرض بين يديه وركب في زبزبه ووقف قائما فأمره الخليفة بالجلوس فخدم وجلس ودخل إلى دار المملكة بعد إن مضى إلى مشهد موسى بن جعفر فزار وقصد الدار فدخلها وأمر بضرب الطبل أوقات الصلوات الخمس فراسله الخليفة في منعه فقطعه غضبا حتى أذن له في إعادته، ففعل، وأرسل جلال الدولة مؤيد الملك أبا علي الرخجي إلى الأثير عنبر الخادم، وهو عند قرواش يعرفه اعتضاده به واعتماده عليه وصحبته له ويعتذر إليه عن الأتراك فعذرهم وقال هم أولاد وأخوة وقال في حوادث سنة 419 في هذه السنة ثار الأتراك ببغداد على جلال الدولة وشغبوا وطالبوا الوزير أبا علي بن مأكولا بمالهم من العلوفة والإدرار ونهبو داره ودور كتاب الملك وحواشيه حتى المغنين والمخنثين ونهبوا صياغات أخرجها جلال الدولة لتضرب دنانير ودراهم وتفرق فيهم وحصروا جلال الدولة في داره ومنعوه الطعام والماء حتى شرب أهله ماء البئر وأكلوا ثمرة البستان فسألهم إن يمكنوه من الانحدار فاستأجروا له ولأهله وأثقاله سفنا فجعل بين الدار والسفن سرادقا لتجتاز حرمه فيه لئلا يراهم العامة والأجناد فقصد بعض الأتراك السرادق فظن جلال الدولة إنهم يريدون الحرم فصاح بهم يقول لهم بلغ أمركم إلى الحرم وتقدم إليهم وبيده طبر فصاح صغار الغلمان والعامة جلال الدولة يا منصور ونزل أحدهم عن فرسه وأركبه إياه وقبلوا الأرض بين يديه فلما رأى قواد الأتراك ذلك هربوا إلى خيامهم بالرملة وخافوا على نفوسهم وكان في الخزانة سلاح كثير فأعطاه جلال الدولة أصاغر الغلمان وجعلهم عنده ثم أرسل إلى الخليفة ليصلح الأمر مع أولئك القواد فأرسل إليهم الخليفة القادر بالله فأصلح بينهم وبين جلال الدولة وحلفوا فقبلوا الأرض بين يديه ورجعوا إلى منازلهم فلم يمض غير أيام حتى عادوا إلى الشغب فباع جلال الدولة فرشه وثيابه وخيمه وفرق ثمنها فيهم حتى سكنوا وقال في حوادث سنة 420 في هذه السنة اصعد الملك أبو كاليجار إلى مدينة واسط فملكها وسببه إن نور الدولة دبيس بن علي بن مزيد كان بينه وبين المقلد بن الحسن بن مزيد عداوة فاجتمع هو ومنيع أمير خفاجة وأرسلا إلى بغداد إلى جلال الدولة يبذلان مالا يتجهز به العسكر لقتال نور الدولة فخطب نور الدولة لأبي كاليجار وراسله يطمعه في البلاد، واتفق إن أبا كاليجار ملك البصرة، فسار من الأهواز إلى واسط فملكها، وأرسل أبو كاليجار إلى قرواش صاحب الموصل يطلب منه إن ينحدر إلى العراق ليبقى جلال الدولة بين الفريقين، فانحدر إلى الكحيل وجمع جلال الدولة عساكره واستنجد أبا الشوك فارس بن عناز الكردي وانحدر إلى واسط ولم يكن بين العسكرين قتال، وتتابعت الأمطار حتى هلكوا، واشتد الأمر على جلال الدولة لقلة الأموال عنده فاستشار أصحابه فأشاروا إن يقصد الأهواز ويأخذ ما بها من أموال أبي كاليجار، فسمع بذلك أبو كاليجار فاستشار أصحابه فقال بعضهم: ما عدل جلال الدولة عن القتال إلا لضعفه، والرأي إن تسير إلى العراق فتأخذ من أموالهم ببغداد أضعاف ما يأخذون منا فاتفقوا على ذلك، فأتاهم جاسوس من أبي الشوك يخبر بمجئ عساكر محمود بن سبكتكين إلى طخار يريدون العراق ويشير بالصلح واجتماع الكلمة على دفعهم عن البلاد، فأنفذ أبو كاليجار الكتاب إلى جلال الدولة فلم يلتفت جلال الدولة إلى ذلك ومضى إلى الأهواز فنهبها وأخذ من دار الإمارة مائتي ألف دينار وأخذ وا ما لا يحصى، فسار أبو كاليجار ليلقى جلال الدولة، فتخلف عنه دبيس خوفا على حاله من خفاجة، والتقى أبو كاليجار وجلال الدولة أخر ربيع الأول سنة 421 فاقتتلوا ثلاثة أيام وانهزم أبو كاليجار وعاد جلال الدولة واستولى على واسط وجعل ابنه العزيز بها وأصعد إلى بغداد، ومدحه المرتضى ومهيار وغيرهما، وهناوه بالظفر. وقال في حوادث سنة 420 أيضا إن علي بن عيسى الربعي النحوي كان يوما على شاطئ دجلة ببغداد والملك جلال الدولة والمرتضى والرضي كلاهما في سمارية ومعهما عثمان بن جني النحوي فناداه الربعي: أيها الملك ما أنت صادق في تشيعك لعلي بن أبي طالب، يكون عثمان إلى جانبك وعلي - يعني نفسه- هاهنا؟ فأمر بالسمارية فقربت إلى الشاطئ وحمله معه. وقيل: إن هذا القول كان للشريف المرتضى وأخيه الرضي ومعهما عثمان بن جني، فقال ما أعجب أحوال الشريفين! يكون عثمان معهما وعلي يمشي على الشط. قال: وفيها كان أبو المسك عنبر الملقب بالأثير قد أصعد إلى الموصل مغاضبا لجلال الدولة وكان خصيا لبهاء الدولة بن بويه وكان قد بلغ مبلغا عظيما لم يخل أمير ولا وزير في دولة بني بويه من تقبيل يده والأرض بين يديه - فلقيه قرواش وأهله وقبلوا الأرض بين يديه، وكان اتفق مع قرواش وأبي كاليجار إن يصعد أبو كاليجار من واسط وينحدر الأثير وقرواش من الموصل لقصد جلال الدولة، فانحدر الأثير فلما وصل الكحيل توفي. وقال في حوادث سنة 421: فيها في شوال سير جلال الدولة عسكرا إلى المذار وبها عسكر أبي كاليجار واقتتلوا وانهزم عسكر أبي كاليجار واستولى أصحاب جلال الدولة على المذار، فسير أبو كاليجار إليهم عسكرا كثيفا فاقتتلوا فانهزم عسكر جلال الدولة وعاد من سلم من المعركة إلى واسط. ولما استولى جلال الدولة على واسط وجعل ولده فيها سير وزيره أبا علي بن مأكولا إلى البطايح والبصرة ليملكها فملك البطايح وسار إلى البصرة في الماء وأكثر من السفن والرجال وكان بالبصرة أبو منصور بختيار بن علي نائبا لأبي كاليجار، فجهز جيشا في 400 سفينة وجعل عليها أبا عبد الله الشرابي الذي كان صاحب البطيحة، فلما التقوا هبت ريح شمال كانت على البصريين ومعونة للوزير، فانهزم البصريون وعادوا إلى البصرة، فعزم بختيار على الهرب إلى عبدان فمنعه من سلم من عسكره فأقام متجلدا وأشار جماعة على الوزير أبي علي إن يعجل الانحدار ويغتنم الفرصة قبل إن يعود بختيار يجمع فلما قاربهم وهو في ألف وثلاثمائة عدد من السفن سير بختيار ما عنده من السفن وهي نحو ثلاثين قطعة وفيها المقاتلة، وكان قد سير عسكرا أخر في البر وله في فم نهر أبي الخصيب نحو خمسمائة قطعة فيها ماله ولجميع عسكره من المال والأثاث والأهل فلما تقدمت سفنه صاح من فيها وأجابهم من في السفن التي فيها أهلوهم وأموالهم ورد عليهم العسكر الذين في البر، فقال الوزير لمن أشار عليه بمعاجلة بختيار: ألستم زعمتم انه في خف من العسكر وأرى الدنيا مملوءة عساكر، فهونوا عليه الأمر، فغضب وأمر بإعادة السفن إلى الشاطئ إلى الغد ويعود إلى القتال، فلما أعاد سفنه لحقه من في سفن بختيار وصاحوا: الهزيمة الهزيمة، وأجابهم من في البر من العسكر ومن في السفن التي فيها عيالهم وأموالهم فانهزم أبو علي وتبعه أصحاب بختيار وأهل السواد ونزل بختيار في الماء واستصرخ الناس وسار في آثارهم يقتل ويأسر فلم يسلم من السفن أكثر من خمسين قطعة واسر أبو علي وأحضر عند بختيار فأكرمه وطلب إن يرسله إلى الملك أبي كاليجار فأرسله إليه فاطلقه فأتفق إن غلاما له وجارية فعلا ما يخافانه بسببه وعرفا انه قد علم حالهما فقتلاه بعد أسره بنحو من شهر ولما قتل أبو علي تجهز الأجناد البصريون الذين مع جلال الدولة ببغداد وانحدروا إلى البصرة وقاتلوا من بها من عسكر أبي كاليجار ودخل عسكر جلال الدولة البصرة واجتمع عسكر أبي كاليجار بالابله يستعدون وكتبوا إلى أبي كاليجار يستمدونه فأمدهم بعسكر كثير مع وزيره ذي السعادات أبي الفرج بن فسانجس فقدموا إلى الأبلة فسير بختيار جمعا كثيرا من السفن فقاتلوا أصحاب جلال الدولة فهزمهم أصحاب جلال الدولة فوبخهم بختيار وسار من وقته في العدد الكثير والسفن الكثيرة فاقتتلوا واشتد القتال فانهزم بختيار وقتل من أصحابه جماعة كثيرة وأخذ هو فقتل من غير قصد لقتله وعزم الأتراك من أصحاب جلال الدولة على مباكرة الحرب وإتمام الهزيمة فاختلفوا وتنازعوا في الاقطاعات ففسد أمرهم واستأمن بعضهم إلى ذي السعادات وقد كان خائفا منهم فجاءه ما لم يقدره فدخل عسكره البصرة وأرادوا نهبها فمنعهم. قال: وفي سنة 421 استوزر جلال الدولة أبا سعد بن عبد الرحيم بعد ابن مأكولا ولقبه عميد الدولة. وفيها ظهر متلصصة ببغداد من الأكراد فكانوا يسرقون دواب الأتراك فنقل الأتراك خيلهم إلى دورهم ونقل جلال الدولة دوابه إلى بيت في دار المملكة وقال في حوادث سنة 422 في ربيع الأول فيها تجددت الفتنة ببغداد بين السنية والشيعة إلى إن قال فقطع الجسر ليفرق بين الفريقين واظهر الجند كراهة الملك جلال الدولة وأرادوا قطع خطبته ففرق فيهم مالا وحلف لهم فسكتوا ثم عاودوا الشكوى إلى الخليفة منه وطلبوا إن يأمر بقطع خطبته لم يجبهم إلى ذلك فامتنع حينئذ جلال الدولة من الجلوس وضربه النوبة أوقات الصلاة ودامت هذه الحال إلى عيد الفطر فلم يضرب بوق ولا طبل ولا أظهرت الزنية واعترض أهل باب البصرة قوما من قم أرادوا زيارة مشهد علي والحسين عليهما السلام فقتلوا منهم ثلاثة نفر وامتنعت زيارة مشهد موسى بن جعفر. قال وفيها اجتمع أصاغر الغلمان إلى جلال الدولة وقالوا له قد هلكنا فقرأ وجوعا وقد استبد القواد بالدولة والأموال عليك وعلينا وهذا (بارسغان) و (يلدرك) قد أفقرانا وأفقراك، فلما بلغهما ذلك امتنعا من الركوب إلى جلال الدولة واستوحشا وطالبهما الغلمان بمعلومهم فاعتذرا بضيق اليد وسارا إلى المدائن، فندم الأتراك على ذلك، وأرسل إليهما جلال الدولة مؤيد الملك الرخجي والمرتضى وغيرهما فرجعا، وزاد تسحب الغلمان على جلال الدولة إلى إن نهبوا من داره فرشا وآلات ودوابا وغير ذلك، فركب وقت الهاجرة إلى دار الخلافة ومعه نفر قليل من الركابية والغلمان وجمع كثير من العامة وهو لا يعقل، فانزعج الخليفة من حضوره، فلما علم أحال أرسل إليه يأمره بالعود إلى داره ويطيب قلبه، فقبل قربوس سرجه ومسح حائط الدار بيده وأمرها على وجهه وعاد إلى داره والعامة معه. قال وفيها في رجب اخرج الملك جلال الدولة دوابه من الإصطبل وهي خمس عشرة دابة وسيبها في الميدان بغير سائس ولا حافظ ولا علف لعدم العلف عنده، ولأن الأتراك كانوا يلتمسون دوابه ويطلبونها كثيرا فضجر منهم فأخرجها وقال: هذه دوابي منها خمس لركوبي والباقي لأصحابي، ثم صرف حواشيه وفراشيه وأتباعه وأغلق باب داره لانقطاع الجاري له، فثارت لذلك فتنة بين العامة والجند. قال وفيها عزل عميد الدولة وزير جلال الدولة ووزر بعده أبو الفتح محمد بن الفضل بن اردشير فبقي أياما ولم يستقم أمره فعزل ووزر بعده أبو إسحاق إبراهيم بن أبي الحسين، فبقي في الوزارة 55 يوما وهرب. وقال في حوادث سنة 423: فيها في ربيع الأول تجددت الفتنة بين جلال الدولة والأتراك، فأغلق بابه فجاءت الأتراك ونهبوا داره وسلبوا الكتاب وأرباب الديوان ثيابهم وطلبوا الوزير فهرب وخرج جلال الدولة إلى عكبرا في ربيع الآخر، وخطب الأتراك ببغداد للملك أبي كاليجار وأرسلوا إليه يطلبونه وهو بالأهواز، فمنعه العادل بن مافنة عن الاصعاد إلى إن يحضر بعض قوادهم فلما رأوا امتناعه من الوصول إليهم أعادوا خطبة جلال الدولة وساروا إليه وسألوه العود إلى بغداد واعتذروا فعاد إليها بعد 43 يوما، ووزر له أبو القاسم بن مأكولا ثم عزل، ووزر بعده عميد الدولة أبو سعد بن عبد الرحيم فبقي وزيرا أياما ثم استتر لان جلال الدولة تقدم إليه بالقبض على أبي المعمر إبراهيم بن الحسين البسامي طمعا في ماله فقبض عليه وجعله في داره، فثار الأتراك وأرادوا منعه وقصدوا دار الوزير وأخرجوه من داره حافيا وضربوه ومزقوا ثيابه وقطعوا عمامته وأخذ وا خواتيمه من يده فدميت أصابعه، وكان جلال الدولة في الحمام فخرج مرتاعا وركب فأكب الوزير يقبل الأرض ويذكر ما فعل به، فقال جلال الدولة: أنا ابن بهاء الدولة وقد فعل بي أكثر من هذا، ثم أخذ من البسامي ألف دينار وأطلق واختفى الوزير. وقال في حوادث سنة 424: في هذه السنة سارت عساكر جلال الدولة مع ولده الملك العزيز فدخلوا البصرة في جمادي الأولى، وسبب ذلك أنه لما قتل بختيار متولي البصرة. كما مر - قام بعده ظهير الدين أبو القاسم خال ولده لجلد كان فيه وكفاية وهو في طاعة الملك أبي كاليجار، فقيل لأبي كاليجار: ليس لك من طاعته إلا الاسم ولو رمت عزله لتعذر عليك، وبلغه ذلك فاستعد للامتناع، وأرسل أبو كاليجار إليه ليعزله فامتنع وأظهر طاعة جلال الدولة وخطب له وأرسل إلى ابنه الملك العزيز وهو بواسط يطلبه، فانحدر إليه بعساكر واسط وبقي الملك العزيز بالبصرة مع أبي القاسم إلى سنة 425 وليس له معه أمر والحكم لأبي القاسم، ثم إنه أراد القبض على بعض الديلم، فهرب ودخل دار الملك العزيز مستجيرا، فاجتمع الديلم إليه وشكوا من أبي القاسم فصادفت شكواهم صدرا موغرا فأجابهم إلى ما أرادوا من إخراجه عن البصرة وعلم أبو القاسم بذلك فامتنع بالابله وجمع أصحابه، وجرى بين الفريقين حروب كثيرة أجلت عن خروج العزيز عن البصرة إلى واسط وعود أبي القاسم إلى طاعة أبي كاليجار. قال: وفيها في رمضان شغب الجند على جلال الدولة وقبضوا عليه ثم أخرجوه من داره، ثم سألوه ليعود إليها فعاد، وسبب ذلك أنه استقدم الوزير أبا القاسم من غير إن يعلموا فلما قدم ظنوا انه إنما ورد للتعرض إلى أموالهم ونعمهم، فاستوحشوا واجتمعوا إلى داره وهجموا عليه وأخرجوه إلى مسجد هناك فوكلوا به فيه، ثم إنهم أسمعوه ما يكره ونهبوا بعض ما في داره، فلما وكلوا به جاء بعض القواد في جماعة من الجند ومن أنضاف إليه من العامة والعيارين فأخرجه من المسجد وأعاده إلى داره، فنقل جلال الدولة ولده وحرمه وما بقي له إلى الجانب الغربي وعبر هو في الليل إلى الكرخ فلقيه أهل الكرخ بالدعاء فنزل بدار المرتضى وعبر الوزير أبو القاسم معه، ثم إن الجند اختلفوا فقال بعضهم: نخرجه من بلادنا ونملك غيره، وقال بعضهم: ليس من بني بويه غيره وغير أبي كاليجار وذلك قد عاد إلى بلاده ولا بد من مداراة هذا. فأرسلوا إليه يقولون له: نريد إن تنحدر عنا إلى واسط وأنت ملكنا وتترك عندنا بعض أولادك الأصاغر، فأجابهم إلى ذلك وأرسل سرا إلى الغلمان الأصاغر فاستمالهم والى كل واحد من الأكابر وقال: إنما أثق بك واسكن إليك واستمالهم أيضا، فعبروا إليه وقبلوا الأرض بين يديه وسألوه العدو إلى دار الملك، فعاد وحلف لهم على إخلاص النية والإحسان إليهم وحلفوا له على المناصحة، واستقر في داره. قال: وفيها استوزر جلال الدولة عميد الدولة أبا سعد بن عبد الرحيم وهي الوزارة الخامسة، وكان قبله في الوزارة ابن مأكولا، ففارقها وسار إلى عكبرا فرده جلال الدولة إلى الوزارة وعزل أبا سعد، فبقي أياما ثم فارقها إلى أوانا. وقال في حوادث سنة 426: في هذه السنة انحل أمر الخلافة والسلطنة ببغداد حتى إن بعض الجند خرجوا إلى قرية يحيى فلقيهم أكراد فأخذوا دوابهم فعادوا إلى قراح الخليفة القائم بأمر الله فنهبوا شيئا من ثمرته وقالوا للعاملين فيه: أنتم عرفتم حال الأكراد ولم تعلمونا فسمح الخليفة الحال فعظم عليه، ولم يقدر جلال الدولة على أخذ أولئك الأكراد لعجزه ووهنه، واجتهد في تسليم الجند إلى نائب الخليفة فلم يمكنه ذلك، فتقدم الخليفة إلى القضاة بترك القضاء والامتناع عنه والى الشهود بترك الشهادة والى الفقهاء بترك الفتوى فلما رأى جلال الدولة ذلك سال أولئك الأجناد ليجيبوه إلى إن يحملهم إلى ديوان الخلافة، ففعلوا فلما وصلوا إلى دار الخلافة أطلقوا وقال في حوادث سنة 427: في هذه السنة ثار الجند ببغداد بجلال الدولة وأرادوا إخراجه منها، فاستنظرهم ثلاثة أيام فلم ينظروه ورموه بالآجر فأصابه بعضهم، واجتمع الغلمان فردوهم عنه فخرج من باب لطيف في سمارية متنكرا وصعد راجلا منها إلى دار المرتضى بالكرخ وخرج من دار المرتضى وسار إلى رافع بن الحسين بن مقن بتكريت، وكسر الأتراك أبواب داره ودخلوها ونهبوها وقلعوا كثيرا من ساجها وأبوابها، فأرسل الخليفة إليه وقرر أمر الجند وأعاده إلى بغداد قال: وفيها في رجب قبض على الوزير أبي سعد بن عبد الرحيم وزير جلال الدولة، وهي الوزارة السادسة. وفيها مات رافع بن الحسين بن مقن، وخلف بتكريت ما يزيد على خمسمائة ألف دينار، فملكها ابن أخيه خميس بن ثعلب وكان طريدا في أيام عمه، فحمل إلى جلال الدولة ثمانين ألف دينار فاصلح بها الجند. وقال في حوادث سنة 428 فيها كانت الفتنة بين جلال الدولة وبارسطفان وهو من أكابر الأمراء ويلقب حاجب الحجاب وسبب ذلك إن جلال الدولة نسبه إلى فساد الأتراك والأتراك نسبوه إلى أخذ الأموال فخاف على نفسه والتجأ إلى دار الخلافة وترددت الرسل بين جلال الدولة والقائم بأمر الله في أمره فدافع الخليفة عنه وبارسطغان يراسل الملك أبا كاليجار، فأرسل أبو كاليجار جيشا، فوصلوا إلى واسط واتفق معهم عسكر واسط واخرجوا الملك العزيز ابن جلال الدولة فاصعد إلى أبيه وكشف بارسطغان القناع فاستتبع أصاغر المماليك ونادوا بشعار أبي كاليجار فأخرجوا جلال الدولة من بغداد فسار إلى اوانا ومعه البساسيري وأرسل بارسطغان إلى الخليفة يطلب الخطبة لأبي كاليجار فاحتج بعهود جلال الدولة فأكره الخطباء على الخطبة لأبي كاليجار ففعلوا وتنقلت الحال بين جلال الدولة وبارسطغان فعاد جلال الدولة إلى بغداد ونزل بالجانب الغربي وخطب لجلال الدولة به وبالجانب الشرقي لأبي كاليجار وأتى الخبر إلى بارسطغان بعود الملك أبي كاليجار إلى فارس ففارقه الديلم الذين جاءوا نجدة له فضعف أمره فدفع ماله وحرمه إلى دار الخلافة وانحدر إلى واسط وعاد جلال الدولة إلى بغداد وأرسل البساسيري والمرشد وبني خفاجة في اثره وتبعهم جلال الدولة ودبيس بن علي بن مزيد الأسدي فلحقوه بالخيزرانية فقاتلوه فسقط عن فرسه فأخذ أسيرا وحمل إلى جلال الدولة فقتله وسار جلال الدولة إلى واسط فملكها وأصعد إلى بغداد وضعف أمر الأتراك. قال وفيها ترددت الرسل بين جلال الدولة وابن أخيه أبي كاليجار سلطان الدولة في الصلح فاتفقا على الصلح وحلف كل واحد من الملكين لصاحبه ووقع العقد لأبي منصور بن كاليجار على ابنة جلال الدولة وكان الصداق خمسين ألف دينار قاسانية. وقال في حوادث سنة 429 فيها سال جلال الدولة الخليفة القائم بأمر الله ليخاطب بملك الملوك فامتنع ثم أجاب إليه إذا أفتى الفقهاء بجوازه فكتب فتوى إلى الفقهاء في ذلك فأفتى القاضي أبو الطيب الطبري والقاضي أبو عبد الله الصيمري والقاضي ابن البيضاوي وأبو القاسم الكرخي بجوازه وامتنع منه قاضي القضاة أبو الحسن الماوردي وجرى بينه وبين من أفتى بجوازه مراجعات وخطب لجلال الدولة بملك الملوك، وكان الماوردي من أخص الناس بجلال الدولة، وكان يتردد إلى دار المملكة كل يوم، فلما أفتى بهذه الفتيا انقطع ولزم بيته خائفا وأقام منقطعا من شهر رمضان إلى يوم عيد النحر فاستدعاه جلال الدولة فحضر خائفا فأدخله وحده وقال له قد علم كل أحد انك من أكثر الفقهاء مالا وجاها وقربا منا وقد خالفتهم فيما خالف هواي ولم تفعل ذلك إلا لعدم المحاباة منك وإتباع الحق، وقد بان لي موضعك من الدين ومكانك من العلم، وجعلت جزاء ذلك إكرامك بان أدخلتك إلي وحدك وجعلت أذن الحاضرين إليك ليتحققوا عودي إلى ما تحب، فشكره ودعا له وأذن لكل من حضر بالخدمة والانصراف. وقال في حوادث سنة 431: فيها شغب الأتراك على الملك جلال الدولة ببغداد واخرجوا خيامهم إلى ظاهر البلد، ثم أوقعوا النهب في عدة مواضع، فخافهم جلال الدولة فعبر خيامه إلى الجانب الغربي وترددت الرسل بينهم في الصلح، وأراد الرحيل عن بغداد، فمنعه أصحابه، فراسل دبيس بن مزيد وقرواشا صاحب الموصل وغيرهما، وجمع عنده العساكر، فاستقرت القواعد بينهم وعاد إلى داره. وقال في حوادث سنة 432: فيها اختلف جلال الدولة ملك العراق وقرواش بن المقلد العقيلي صاحب الموصل، وسبب ذلك إن قرواشا كان قد لأنفذ عسكرا فحصر خميس بن ثعلب بتكريت، فأرسل خميس ولده إلى الملك جلال الدولة وبذل بذولا كثيرة ليكف عنه قرواشا فأرسل إلى قرواش يأمره بالكف عنه، فغالط وسار بنفسه وحاصره فتأثر جلال الدولة منه، ثم أرسل كتبا إلى الأتراك ببغداد يفسدهم على جلال الدولة، فأرسل جلال الدولة البساسيري ليقبض على نائب قرواش بالسندية فرأى في طريقه جمالا لبني عيسى، فأخذ الذين معه من الأتراك والعرب منها قطعة، وبلغ الخبر إلى العرب، فركبوا وتبعوا الأتراك وجرى بينهم حرب انهزم فيها الأتراك، وأخبروا البساسيري بكثرة العرب فعاد، وسار طائفة من بني عيسى فكمنوا بين صرصر وبغداد، فوصل بعض أكابر القواد الأتراك فقتلوه وجماعة من أصحابه وحملوا إلى بغداد، فارتج البلد واستحكمت الوحشة بين جلال الدولة وقرواش، فجمع جلال الدولة العساكر وسار إلى الأنبار وهي لقرواش فأغلقت وقاتلهم أصحاب قرواش، وقلت عليهم العلوفة فسار جماعة من العسكر إلى الحديثة ليمثاروا، فخرج عليهم جمع من العرب فأوقعوا بهم فأرسلوا يطلبون النجدة فسار إليهم الملك بعسكره فوصلوا وقد عجز العرب عن الوصول إليهم وعادوا عنهم، ثم اختلفت عقيل على قرواش فراسل جلال الدولة وطلب رضاه وبذل له بذلا أصلحه به وعاد إلى طاعته فتحالفا وعاد كل إلى مكانه. وفيها استنجد حسام الدولة أبو الشوك جلال الدولة لما اختلف مع اخوته فسير إليه عسكرا امتنع بهم. وقال في حوادث سنة 433: فيها قصد أبو نصر ابن الهيثم اصليق من البطايح فملكها ونهبها، ثم استقر أمرها على مال يؤديه إلى جلال الدولة. وفيها نهب الغز بلد الموصل فأرسل صاحبها إلى الملك جلال الدولة يستنجده فلم ينجده لزوال طاعته عن جنده الأتراك وقال في حوادث سنة 434 فيها افتتحت الجوالي في المحرم ببغداد فانفذ الملك جلال الدولة فأخذ ما تحصل منها وكانت العادة إن يحمل ما يحصل منها إلى الخلفاء لا تعارضهم فيها الملوك فعظمالأمر على القائم بأمر الله واشتد عليه وأرسل مع أقضى القضاة المارودي في ذلك وتكررت الرسائل فلم يصغ جلال الدولة لذلك فجمع الخليفة الهاشميين بالدار والرجالة وتقدم بإصلاح الطيار والزبازب وأرسل إلى أصحاب الأطراف والقضاة بما عزم عليه وأظهر العزم على مفارقة بغداد فاستقرالأمر إن يترك الملك معارضة نواب الخليفة فيها في السنة الآتية.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 197
جلال الدولة فيروز جرد بن بهاء الدولة فيروز بن عضد الدولة فنا خسرو
بن ركن الدولة الحسن بن بويه الديلمي
مرت ترجمته في جلال الدولة ج 16 لأنا لم نكن عرفنا اسمه فترجمناه بلقبه المشهور ثم وجدنا في شذرات الذهب ما يدل على اسمه فيروز جرد.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 426
جلال الدولة أبو طاهر فيروز
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
جلال الدولة بن بويه اسمه فيروز
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
جلال الدولة ابن بويه فيروز جرد: هو السلطان جلال الدولة أبو طاهر بن بهاء الدولة بن عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه صاحب بغداذ، ملكها سبع عشرة سنة، وقام بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور وخطب له، ثم ضعف عن الأمر وكاتب ابن عمه أبا كاليجار وهو بالعراق الأعلى بأنه ملتج إليه ومعتمد عليه وممتثل أمره، فشكره أبو كاليجار ووعده بكل خير.
وكان جلال الدولة شيعيا جبانا، وعسكره قليلا، وحده كليلا، وأيامه منكدة.
توفي سنة خمس وثلاثين وأربعمائة، وكان مولده في ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وثلاثمائة ببغداد.
وكان حين وفاة والده بالبصرة فلقبه القادر بالله ركن الدين جلال الدولة، وحملت إليه الخلع السلطانية واللواء والكتاب في ثالث عشر ذي الحجة سنة خمس وأربعمائة، وورد إلى بغداذ واستقر بدار المملكة في ثالث رمضان سنة ثماني عشرة وأربعمائة، وخرج القادر بالله يتلقاه في الطيار بدجلة.
وكان موصوفا بالرقة والرأفة والحنو على الكافة، والعفو عند القدرة، والأخذ بالفضل على ذوي الإساءة.
وكان محافظا على الصلوات في أوقاتها، يخرج الزكاة والصدقات مواصل الصلاة في المساجد الجامعة المشهودة والمشاهد المقصودة محبا للصالحين كثير الزيارة لهم.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
جلال الدولة صاحب العراق، الملك جلال الدولة، أبو طاهر؛ فيروزجرد بن الملك بهاء الدولة أبي نصر بن السلطان عضد الدولة بن ركن الدولة بن بويه، الديلمي.
تملك سبع عشرة سنة، وكانت دولته لينة، وتملك بعده ابنه الملك العزيز أبو منصور، فكانت أموره واهية كأبيه.
وكان جلال الدولة شيعيا كأهل بيته وفيه جبن، وعسكره مع قلتهم طامعون فيه.
عاش نيفا وخمسون سنة، وذاق نكدا كثيرا كما ذكرناه في ’’تاريخنا’’ في الحوادث.
توفي سنة 435. وإنما كان سلطان العصر ابن سبكتكين.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 225