الحارث بن سريج الحارث بن سريج التميمي: ثائر من الألأبطال. كان من سكان خراسان، وخرج على أميرها سنة 116هـ ، فلبس السواد خالعا طاعة بني مروان (والخليفة يومئذ هشام ابن عبد الملك) وداعيا إلى الكتاب والسنة والبيعة للرضي. وسار إلى الفارياب. ومنها إلى بلخ، فقاتله أميرها، فهزمه الحارث ودخلها. ثم استولى على الجوزجان والطالقان ومرو الروذ. وعظم أمره فقيل: إن عدة جيشه بلغت ستين ألفا. ثم انهزم جيشه هلى أبواب مرو، فغرق جمع كبير من أصحابه زلم يبق معه أكثر من ثلاثة آلاف. فانصرف إلى بلاد الترك فأقام اثنتى عشرة سنة. وأرسل إليه أمير خراسان (نصر بن سيار) رسلا حملوا إليه أمان يزيد بن الوليد بعودته إلى خراسان، فعاد إلى مرو (سنة 127هـ) ورد عليه نصر جميع ما أخذ له، وأجرى عليه كل يوم خمسين درهما، وعرض عليه أن يوليه ويعطيه مئة ألف دينار، فأبى وأرسل إليه يقول: إني لست من الدنيا والذات في شيء، إنما أسألك كتاب الله والعمل بالسنة وأن تستعمل أهل الخير، فان فعلت ساعدتك على عدوك. ثم يطق المقام بمرو، فدعا الناس إليه، فاجتمع حوله ثلاثة آلاف فخرج، وقال لنصر: إنما خرجت من هذه البلدجة منذ ثلاث عشرة سنة إنكارا للجور وأنت تريدني عليه! ثم كتب لنصر أن يجعل الأمر شوري، فأبى نصر، فقاتله، واستعرت نار الفتنة إلى أن قتل أمام سور مرو
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 154