أبو فراس الحمداني الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس الحمداني: أمير، شاعر، فارس. وهو ابن عم سيف الدولة. كان الصاحب بن عباد يقول: بديء الشعر بملك وختم بملك - يعني امرأ القيس وأبا فراس - وله وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة. وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبجا وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج (بين حلب والفرات) ويتنقل في بلاد الشام. وجرح في معركة مع الروم، فأسروه (سنة 351هـ) فامتاز شعره في الألسر برومياته. وبقى في القسطنطينية أعواما، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة. قال الذهبي: كانت له منبج. وتملك حمص، وسار ليتملك حلب، فقتل في تدمر. وقال ابن خلكان: مات قتيلا في صدد (على ابن سيف الدولة، وكان أبو فراس خال سعد الدولة وبينهما تنافس. له (ديوان شعر - ط) ولمحسن الأمير كتاب (حياة أبي فراس - ط) ولسامي الكيالي ولفؤاد أفرام البستاني (أبو فراس الحمداني - ط) ومثله لحنا نمر. ولعلى الجارم (فارس بني حمدان - ط) ولنعمان ماهر الكنعاني (شاعرية أبي فراس - ط)
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 155
أبو فراس الحمداني اسمه الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 395
أبو فراس بن حمدان الحارث بن أبي العلاء سعيد بن حمدان بن حمدون الحمداني، الأمير أبو فراس، ابن عم ناصر الدولة وسيف الدولة. قال الثعالبي: كان فرد دهره وشمس عصره أدبا وفضلا وكرما ومجدا، وبلاغة وبراعة، وفروسية وشجاعة، وشعره مشهور سيار بين الحسن والجودة والسهولة والجزالة والعذوبة والفخامة والحلاوة، ومعه رواء الطبع وسمة الظرف وعزة الملك. ولم تجتمع هذه الخلال قبله إلا في شعر عبد الله بن المعتز. وأبو فراس يعد أشعر منه عند أهل الصنعة بنقد الكلام. وكان الصاحب ابن عباد يقول: بدئ الشعر بملك وختم بملك، يعني أمرأ القيس وأبا فراس.
وكان المتنبي يشهد له بالتقدم والتبريز ويتحامى جانبه فلا ينبري لمباراته ولا يجترئ على مجاراته وإنما لم يمدحه ومدح من دونه من آل حمدان تهيبا له وإجلالا له لا إغفالا ولا إخلالا.
وكان أبو فراس يعجب جدا بمحاسن أبي فراس ويميزه بالإكرام على سائر قومه، ويستصحبه في غزواته ويستخلفه في أعماله.
وكانت الروم قد أسرته في بعض وقائعها، وهو جريح قد أصابه نصل في فخذه ونقلته إلى خرشنة ثم منها إلى القسطنطينية في سنة ثمان وأربعين وثلاثمئة وفداه سيف الدولة سنة خمس وخسمين.
قال القاضي شمس الدين أحمد بن خلكان رحمه الله تعالى: هكذا قال أبو الحسن علي بن الزراد الديلمي وقد نسبوه في ذلك إلى الغلط وقالوا: أسر أبو فراس مرتين، فالمرة الأولى بمغارة الكحل سنة ثمان وأربعين وثلاثمئة وما تعدوا به خرشنة يقال إنه ركب فرسه وركضه برجله فأهوى به من أعلى الحصن إلى الفرات. والمرة الثانية أسرته الروم على منبج في شوال سنة إحدى وخمسين وحملوه إلى القسطنطينية وأقام في الأسر أربع سنين وله في أسره أشعار كثيرة مثبتة في ديوانه، وكانت منبج إقطاعه.
وقال ثابت بن سنان الصابي في تاريخه قال: في يوم السبت لليلتين خلتا من جمادى الأولى سنة سبع وخمسين وثلاثمئة جرت حرب بين أبي فراس وكان مقيما بحمص وبين أبي المعالي بن سيف الدولة. واستظهر عليه أبو المعالي فقتله في الحرب وأخذ رأسه وبقيت جثته مطروحة في البرية إلى أن جاء بعض الأعراب وكفنه ودفنه.
وقال غيره: كان أبو فراس خال أبي المعالي فلما بلغت وفاته أم أبي المعالي لطمت وجهها وقلعت عينها. وكان مولده سنة عشرين وثلاثمئة فعاش سبعا وثلاثين سنة. وقال ابن خلكان: رأيت في ديوانه أنه لما حضرته الوفاة كان ينشد ابنته مخاطبا لها:
نوحي علي بحسرة | من خلف سترك والحجاب |
قولي إذا كلمتني | فعييت عن رد الجواب |
زين الشباب أبو فرا | س لم يمتع بالشباب |
المرء نصب مصائب لا تنقضي | حتى يوارى جسمه في رمسه |
فمؤجل يلقى الردى في غيره | ومعجل يلقى الردى في نفسه |
مرام الهوى صعب وسهل الهوى وعر | وأوعر ما حاولته الحب والصبر |
أواعدتي بالوصل والموت دونه | إذا مت ظمآنا فلا نزل القطر |
بدوت وأهلي حاضرون لأنني | أرى أن دارا لست من أهلها قفر |
وما حاجتي في المال أبغي وفوره | إذا لم يفر عرض فلا وفر الوفر |
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره | فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر |
وقال أصيحابي الفرار أو الردى | فقلت هما أمران، أحلاهما مر |
سيذكرني قومي إذا جد جدهم | وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر |
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به | وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر |
ونحن أناس لا توسط عندنا | لنا الصدر دون العالمين أو القبر |
تهون علينا في المعالي نفوسنا | ومن طلب الحسناء لم يغلها مهر |
أساء فزادته الإساءة حظوة | حبيب على ما كان من حبيب |
يعد علي الواشيان ذنوبه | ومن أين للوجه المليح ذنوب |
وقد كنت عدتي التي أسطو بها | ويدي إذا اشتد الزمان وساعدي |
فرميت منك بغير ما أملته | والمرء يشرق بالزلال البارد |
سكرت من لحظه لا من مدامته | ومال بالنوم عن عيني تمايله |
فما السلاف دهتني بل سوالفه | ولا الشمول ازدهتني بل شمائله |
ألوت بعزمي أصداغ لوين له | وغال قلبي بما تحوي غلائله |
يا غلامي بل سيدي ما أملك | هب لمولاك لا عدمتك فضلك |
خوف أن يصطفيك بعدي غيري | لا أرى أن أقول قدمت قبلك |
لا تطلبن دنو دا | ر من خليل أو معاشر |
أبقى لأسباب المود | دة أن تزار ولا تجاور |
أيا عاتبا لا أحمل الدهر عتبه | علي ولا عندي لأنعمه جحد |
سأسكت إجلالا لعلمك، إنني | إذا لم تكن خصمي لي الحجج اللد |
أما من أعجب الأشياء علج | يعرفني الحلال من الحرام |
بنو الدنيا إذا ماتوا سواء | ولو عمر المعمر ألف عام |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
أبو فراس الأمير أبو فراس، الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الشاعر المفلق، وكان رأسا في الفروسية والجود، وبراعة الأدب.
كان الصاحب ابن عباد يقول: بدئ الشعر بملك وهو امرؤ القيس، وختم بملك وهو أبو فراس.
أسرته الروم جريحا، فبقي بقسطنطينية أعواما، ثم فداه سيف الدولة منهم بأموال، وأعطاه أموالا جزيلة وخيلا ومماليك.
وكانت له منبج، ثم تملك حمص، ثم قتل بناحية تدمر، وكان سار ليتملك حلب.
وديوانه مشهور.
قتل سنة سبع وخمسين وثلاث مائة، وكل عمره سبع وثلاثون سنة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 253