الحارث بن هشام الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي القرشي، أبو عبد الرحمن: صحابي، كان شريفا في الجاهلية والإسلام، يضرب المثل ببناته في الحسن والشرف وغلاء المهر. مدحه كعب ابن الألأشرف، وشهد بدرا مع المشركين فأنهزم فعيره حسان بن ثابت بأبيات، فاعتذر بأبيات هي أحسن ما قيل في الاعتذار من الفرار. وأسلم يوم فتح مكة. وخرج في أيام عمر بأهله وماله من مكة إلى الشام، فلم يزل مجاهدا بالشام إلى ان مات في طاعون عمراس، وقد انتهت إليه سيادة بني مخزوم. وكان من المؤلفة قلوبهم. وهو أخو أبي جهل
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 158
الحارث بن هاشم بن المغيرة المخزومي ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول (ص) والصواب الحارث بن هشام كما يأتي.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 377
الحارث بن هشام بن المغيرة (ب د ع) الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أبو عبد الرحمن القرشي، المخزومي، وأمه: أم الجلاس أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم التميمية، وهو أخو أبي جهل لأبويه، وابن عم خالد بن الوليد، وابن عم حنتمة أم عمر بن الخطاب، على الصحيح، وقيل: أخوها، وشهد بدرا كافرا، فانهزم، وعير بفراره ذلك، فمما قيل فيه ما قاله حسان:
إن كنت كاذبة بما حدثتني | فنجوت منجى الحارث بن هشام |
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم | ونجا برأس طمرة ولجام |
الله يعلم ما تركت قتالهم | حتى رموا فرسي بأشقر مزيد |
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 232
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 643
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 420
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم.
أبو عبد الرحمن القرشي المخزومي. أخو أبي جهل، وابن عم خالد بن الوليد، وأمه فاطمة بنت الوليد بن المغيرة.
حديثه في الصحيحين عن عائشة أن الحارث بن هشام سأل النبي صلى الله عليه وسلم كيف يأتيك الوحي؟ الحديث.
ووقع في رواية لأحمد والبغوي عن عائشة عن الحارث بن هشام.
وروى له ابن ماجة حديثا آخر، من طريق محمد بن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه- أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم سلمة في شوال.. الحديث.
قال الزبير: كان شريفا مذكورا مدحه كعب بن الأشرف اليهودي، وشهد الحارث بن هشام بدرا مع المشركين، وكان فيمن انهزم، فعيره حسان بن ثابت، فقال:
إن كنت كاذبة الذي حدثتني | فنجوت منجى الحارث بن هشام |
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم | ونجا برأس طمرة ولجام |
الله يعلم ما تركت قتالهم | حتى رموا فرسي بأشقر مزبد |
فعلمت أني إن أقاتل واحدا | أقتل ولا يبكي عدوي مشهدي |
ففررت عنهم والأحبة فيهم | طمعا لهم بعقاب يوم مفسد |
أظننت أن أباك حين تسبني | في المجد كان الحارث بن هشام |
أولى قريش بالمكارم والندى | في الجاهلية كان والإسلام |
إني بربي والنبي مؤمن | والبعث من بعد الممات موقن |
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 697
ابن هشام المخزومي الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي، يكنى أبا المغيرة، وقيل أبا عبد الرحمن وهو وأخوه أبو جهل بن هشام.
عداده في أهل الحجاز، كان شريفا مذكورا أسلم يوم الفتح. استأمنت له أم هانئ بنت أبي طالب فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم وخرج إلى الشام فقتل باليرموك سنة خمس عشرة، وقيل مات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم حنينا وأعطاه مئة من الإبل كما أعطى المؤلفة قلوبهم وكان منهم. ثم إنه حسن إسلامه وخرج إلى الشام زمن عمر بن الخطاب راغبا في الجهاد، فخرج أهل مكة يبكون لفراقه فقال: إنها النقلة إلى الله وما كنت لأوثر عليكم أحدا فلم يزل بالشام إلى أن مات. وفيه يقول الشاعر:
أحسبت أن أباك يوم تسبني | في المجد كان الحارث بن هشام |
أولى قريش بالمكارم كلها | في الجاهلية كان والإسلام |
إن كنت كاذبة الذي حدثنني | فنجوت منجا الحارث بن هشام |
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم | ونجا برأس طمرة ولجام |
الله يعلم ما تركت قتالهم | حتى رموا فرسي بأشقر مزبد |
ووجدت ريح الموت من تلقائهم | في مأزق والخيل لم تتبدد |
وعلمت أني إن أقاتل واحدا | أقتل، ولا يضرر عدوي مشهدي |
فصدفت عنهم والأحبة دونهم | طمعا لهم بعقاب يوم مفسد |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
الحارث بن هشام المخزومي أخو أبي جهل، فأسلم يوم الفتح، وحسن إسلامه، وكان خيرا، شريفا، كبير القدر.
وهو الذي أجارته أم هانئ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (قد أجرنا من أجرت ).
له رواية في (سنن ابن ماجه ).
أعطاه النبي -صلى الله عليه وسلم- من غنائم حنين مائة من الإبل.
استشهد بالشام، وتزوج عمر بعده بامرأته فاطمة.
وقال ابن سعد: تزوج عمر بابنته أم حكيم.
مات: في طاعون عمواس، سنة ثماني عشرة.
ابن المبارك: أنبأنا الأسود بن شيبان، عن أبي نوفل بن أبي عقرب، قال:
خرج الحارث بن هشام، فجزع أهل مكة، وخرجوا يشيعونه، فوقف، ووقفوا حوله يبكون، فقال: والله ما خرجت رغبة بنفسي عنكم، ولا اختيار بلد على بلدكم، ولكن هذا الأمر كان، فخرجت فيه رجال من قريش، ما كانوا من ذوي أسنانها، ولا في بيوتها، وأصبحنا -والله- لو أن جبال مكة ذهبا فأنفقناها في سبيل الله، ما أدركنا يوما من أيامهم، فنلتمس أن نشاركهم في الآخرة، فاتقى الله امرؤ.
فتوجه غازيا إلى الشام، واتبعه ثقله، فأصيب شهيدا -رضي الله عنه-.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 248
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم القرشي المخزومي يكنى أبا عبد الرحمن، وأمه أم الجلاس أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبين بن نهشل بن دارم، شهد بدرا كافرا مع أخيه شقيقه أبي جهل، وفر حينئذ، وقتل أخوه وعير الحارث بن هشام لفراره ذلك، فمما قيل فيه قول حسان بن ثابت:
إن كنت كاذبة بما حدثتني | فنجوت منجى الحارث بن هشام |
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم | ونجا برأس طمرة ولجام |
الله يعلم ما تركت قتالهم | حتى رموا فرسي بأشقر مزبد |
ووجدت ريح الموت من تلقائهم | في مأزق والخيل لم تتبدد |
فعلمت أني إن أقاتل واحدا | أقتل ولا ينكي عدوي مشهدي |
فصدفت عنهم والأحبة دونهم | طمعا لهم بعقاب يوم مفسد |
أحسبت أن أباك يوم تسبني | في المجد كان الحارث بن هشام |
أولى قريش بالمكارم كلها | في الجاهلية كان والإسلام |
من كان يسأل عنا أين منزلنا | فالأقحوانة منا منزل قمن |
إذ نلبس العيش صفوا لا يكدره | طعن الوشاة ولا ينبو بنا الزمن |
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 305
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم. وأسلم الحارث بن هشام يوم الفتح فلم يزل مقيما بمكة حتى قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج إلى الشأم في خلافة أبي بكر الصديق فشهد فحل وأجنادين. ومات في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 3
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم. أسلم يوم فتح مكة وشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حنينا وأعطاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غنائم حنين مائة من الإبل. ولم يزل مقيما بمكة بعد أن أسلم حتى توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فلما جاء كتاب أبي بكر الصديق يستنفر المسلمين إلى غزاة الروم قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو جميعا على أبي بكر المدينة. فأتاهم أبو بكر في منازلهم فسلم عليهم ورحب بهم وسر بمكانهم. ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى الشام. فشهدوا وشهد الحارث بن هشام فحلا وأجنادين. ومات بالشام في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة في خلافة عمر بن الخطاب.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 283
الحارث بن هشام المخزومي
أخو أبي جهل استشهد باليرموك أو بعمواس عنه ابنه عبد الرحمن ق
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
(ق) الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، أخو سلمة وأبي جهل.
قال أبو عمر: كان من فضلاء الصحابة وخيارهم، وكان من المؤلفة قلوبهم وممن حسن إسلامه بعد، وقال فيه صلى الله عليه وسلم: «إن الحارث لسري وإن أباه لسري، ولوددت أن الله تعالى هداه للإسلام.
وقال المدائني: قتل يوم اليرموك في رجب سنة خمس عشرة، وفيه يقول الشاعر:
أحسبت أن أباك يوم يستبني | في المجد كان الحارث بن هشام |
أولى قريش بالمكارم كلها | في الجاهلية كان والإسلام |
من كان يسأل عنا أين منزلنا | فالأقحوانة منا منزل قمن |
إذ نلبس العيش صفوا لا يكدره | طعنا الوشاة ولا ينبو بنا الزمن |
فمن لم يرد مدحي فإن قصائدي | توافق عندي الأكرمين سوامي |
توافق عند المشترى الحمد بالندى | نفاق بنات الحارث بن هشام |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 3- ص: 1
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب المخزومي القرشي
أخو أبي جهل بن هشام كنيته أبو عبد الرحمن عداده في أهل الحجاز أسلم يوم فتح مكة وكان من المؤلفة قلوبهم ثم حسن إسلامه وانتقل إلى الشام وسكنها غازيا ومرابطا ومات في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة وأمه أسماء بنت سلامة بن مخربة
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
الحارث بن هشام بن أبي أمية بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم
حدثنا أحمد بن علي الخزاز، نا عبد الله بن صالح، نا حماد بن سلمة، عن عكرمة بن خالد، عن أبيه، وعمه، عن جده، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا كان الطاعون بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها وإذا لم تكونوا بها فلا تقدموها»
حدثنا حسين بن إسحاق التستري، نا هشام بن عمار، نا محمد بن شعيب، نا عبد الله بن زياد، عن الزهري، عن عبد الرحمن بن سعد المقعد، أن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام أخبره، أن أباه الحارث أخبره أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرني بشيء أعتصم به قال: «أملك عليك هذا وأشار إلى لسانه»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم القرشي المخزومي المكي، أبو عبد الرحمن:
له صحبة ورواية. أسلم يوم فتح مكة على ما ذكر ابن سعد، وابن البرقى ومصعب
الزبيرى، وابن أخيه الزبير بن بكار. وقال محمد بن سعد: عن محمد بن عمر، يعنى الواقدي: حدثني سليط بن مسلم عن عبد الله بن عكرمة، قال: لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام، وعبد الله بن أبي ربيعة، على أم هانئ بنت أبي طالب، فاستجارا بها، وقالا: نحن في جوارك، فأجارتهما، فذكر الحديث.
وقال: قال الحارث بن هشام: وجعلت أستحيى أن يرانى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأذكر رؤيته إياى في كل موطن مع المشركين. ثم أذكر بره ورحمته وصلته. فألقاه وهو داخل إلى المسجد. فتلقانى بالبشر، ووقف حتى جئته وسلمت عليه. وشهدت شهادة الحق. فقال: الحمد لله الذي هداك، ما كان مثلك يجهل الإسلام. قال الحارث: فوالله ما رأيت مثل الإسلام جهل! .
قال محمد ابن عمر: وشهد الحارث بن هشام مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، وأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم من غنائم حنين مائة من الإبل. قال: وقال أصحابنا: لم يزل الحارث بن هشام مقيما بمكة بعد أن أسلم، حتى توفى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو غير مغموص عليه في إسلامه. فلما جاء كتاب أبي بكر الصديق رضي الله عنه، يستنفر المسلمين إلى غزو الروم، قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، على أبي بكر الصديق رضي الله عنه المدينة، فأتاهم في منازلهم، فرحب بهم وسلم عليهم، وسر بمكانهم، ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى الشام. فشهد الحارث فحل وأجنادين. ومات بالشام في طاعون عمواس. فتزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته أم حكيم بنت الحارث بن هشام، وهي أخت عبد الرحمن بن الحارث، فكان عبد الرحمن يقول: ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقال عبد الله بن المبارك، عن الأسود بن شيبان السدوسى، عن أبي نوفل بن أبي عقرب: خرج الحارث بن هشام من مكة للجهاد فجزع أهل مكة جزعا شديدا. فلم يبق أحد يطعم، إلا خرج يشيعه، حتى إذا كان بأعلى البطحاء، أو حيث شاء الله من ذلك، وقف ووقف الناس حوله يبكون.
فلما رأي جزع الناس، قال: أيها الناس، إنى والله ما خرجت رغبة بنفسى عن أنفسكم، ولا اختيار بلد عن بلدكم. ولكن كان هذا الأمر، فخرجت فيه رجال من قريش، والله ما كانوا من ذوى أسنانها ولا في بيوتاتها، فأصبحنا والله لو أن جبال مكة ذهبا، فأنفقناها في سبيل الله، ما أدركنا يوما من أيامهم، وايم الله لئن فاتونا به
فى الدنيا، لنلتمسن أن نشاركهم به في الآخرة، فاتقى الله امرؤ. فتوجه غازيا إلى الشام واتبعه ثقله، فأصيب شهيدا.
وقال الزبير بن بكار: قال عمى مصعب: وخرج - يعنى الحارث بن هشام - في زمن عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأهله وماله من مكة إلى الشام، فتبعه أهل مكة يبكون عليه، فرق وبكى، ثم قال: أما لو كنا نستبدل دارا بدار وجارا بجار، ما أردنا بكم بدلا، ولكنها النقلة إلى الله عزوجل، فلم يزل حابسا نفسه ومن معه بالشام مجاهدا، ولم يبق من أهله وولده غير عبد الرحمن وأم حكيم بنت الحارث، حتى ختم الله له بخير.
وقال محمد بن سعد عن محمد بن عمر الواقدي: حدثنا يزيد بن فراس، عن سنان بن أبي سنان الدئلى، عن أبيه، قال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقدم عليه سهيل بن عمرو والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل، فأرسل إلى كل واحد منهم بخمسة آلاف وفرس.
قال الواقدي: هذا أغلط الأحاديث، إنما قدموا على أبي بكر، وكان أول الناس ضرب خيمة في عسكر أبي بكر بالجرف، عكرمة بن أبي جهل، وقتل بأجنادين في خلافة أبي بكر رضي الله عنه، فكيف يكون في خلافة عمر رضي الله عنه؟ هذا لا يعرف.
وأما سهيل بن عمرو والحارث بن هشام، فقد شهدا أجنادين، الحارث بن هشام يحمل راية المسلمين يوم أجنادين، فكيف يكون مع عمر رضي الله عنه. ومات بالشام في طاعون عمواس.
وقال محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أبي يونس القشيري: حدثني حبيب بن أبي ثابت، أن الحارث بن هشام، وعكرمة بن أبي جهل، وعياش بن أبي ربيعة، ارتثوا يوم اليرموك. فدعى الحارث بماء ليشربه، فنظر إليه عكرمة، فقال الحارث: ادفعوا إلى عكرمة، فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة، فقال عكرمة: ادفعوه إلى عياش، فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم، حتى ماتوا وما ذاقوه. رواه محمد بن سعد عن الأنصاري. وقال في آخره: فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فأنكره، وقال: هذا وهل، روايتنا عن أصحابنا جميعا من أهل العلم والسير، أن عكرمة بن أبي جهل، قتل يوم أجنادين شهيدا، في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه، لا اختلاف بينهم في ذلك. وأما
عياش بن أبي ربيعة، فمات بمكة. وأما الحارث بن هشام، فمات بالشام في طاعون عمواس، سنة ثمانى عشرة. وهكذا ذكر غير واحد في تاريخ وفاته. وقد روى أنه بقى إلى زمن عثمان رضي الله عنه.
روى يونس بن عبد الأعلى عن ابن وهب عن ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن: أن الحارث بن هشام كاتب عبدا له في كل أجل شيء مسمى. فلما فرغ من كتابته، أتاه العبد بماله كله، فأبى الحارث أن يأخذه وقال: لي شرطى، ثم إنه رفع ذلك إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه، فقال عثمان: هلم المال اجعله في بيت المال، فتعطيه في كل أجل ما يحل، وعتق العبد. قال يونس: هذا قول مالك وأهل المدينة.
وقال عبد الله بن المبارك عن حنظلة بن أبي سفيان: سمعت سالم بن عبد الله، قيل له: فيمن نزلت هذه الآية: {ليس لك من الأمر شيءٌ}. فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، يدعو على صفوان بن أمية، وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام، فنزلت هذه الآية. كذا رواه حنظلة عن سالم مرسلا. ورواه عمر بن حمزة بن عبد الله بن عمر عن سالم عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد: «اللهم العن الحارث، اللهم العن أبا سفيان، اللهم العن صفوان بن أمية» فنزلت: {ليس لك من الأمر شيءٌ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} [آل عمران: 127]. فتاب عليهم، فأسلموا وحسن إسلامهم.
وقال الزبير: حدثني مصعب بن عثمان، قال: حدثني نوفل بن عمارة، قال: جاء الحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فجلسا عنده، وهو بينهما. فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر رضي الله عنه، فيقول: هاهنا يا سهيل، هاهنا يا حارث، ينحيهما عنهم، وجعل الأنصار يأتون عمر رضي الله عنه، فينحيهما عنهم كذلك، حتى صاروا في آخر الناس. فلما خرجا من عند عمر رضى الله
عنه، قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو: ألم تر ما صنع بنا؟ قال له سهيل: أيها الرجل، لا لوم عليه، ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا، دعى القوم فأسرعوا ودعينا فأبطأنا.
فلما قام الناس من عند عمر رضي الله عنه، أتياه فقالا: يا أمير المؤمنين، قد رأينا ما فعلت اليوم، وعلمنا أنا أتينا من أنفسنا، فهل من شيء نستدرك به؟ فقال لهما: لا أعلم إلا هذا الوجه، وأشار لهما إلى ثغر الروم، فخرجا إلى الشام فماتا بها رحمهما الله تعالى. فترك الحارث بن هشام ابنه عبد الرحمن بن الحارث، وترك سهيل بن عمرو بنت ابنه فاخته بنت عنبة بن سهيل، فحملا إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وهما صغيران، فترحم على أبويهما وأجلسهما على فخذيه، وقال: زوجوا الشريد الشريدة، عسى الله أن ينشر منهما، ففعلوا. وولى تزويجهما عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وقال أبو بكر بن أبي خيثمة، عن مصعب بن عبد الله الزبيري: كان مذكورا شريفا، أسلم يوم فتح مكة، يقولون إن أم هانئ بنت أبي طالب، استأمنت له فأمنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال الزبير بين بكار: كان شريفا مذكورا، وله يقول كعب بن الأشرف اليهودى، وهو من طيئ من أهل الجبلين، وأمه من بنى النضير [من الكامل]:
نبئت أن الحارث بن هشامهم | في الناس يبنى المكرمات ويجمع |
ليزور يثرب بالجموع وإنما | يبنى على الحسب القديم الأرفع |
إن كنت كاذبة الذي حدثتنى | فنجوت منجا الحارث بن هشام |
ترك الأحبة أن يقاتل دونهم | ونجا برأس طمرة ولجام |
القوم أعلم ما تركت قتالهم | حتى رموا فرسى بأشقر مزبد |
فعلمت أنى إن أقاتل واحدا | أقتل ولا يبكى عدوى مشهدى |
فصددت عنهم والآحبة فيهم | طمعا لهم بعقاب يوم مفسد |
ووجدت ريح الموت من تلقائهم | في مارق والخيل لم تتبدد |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1
الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم المخزومي القرشي
له صحبة روى عنه... سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1