القرطاجني حازم بن محمد بن حسن، ابن حازم القرطاجني، أبو الحسن: أديب. له شعر. من أهل قرطاجنة Carthagene (بشرقي اندلس) انتقل إلى إفريقية، فاشتهر بها وعمر، وتوفي بتونس. من كتبه (سراج البلغاء) في البلاغة، وكتاب في (القوافي)

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 159

القرطاجني حازم بن محمد بن الحسن بن محمد بن خلف بن حازم الأنصاري الأوسي القرطاجني، الأديب الشاعر الكاتب، المشارك في العلوم العقلية.
ولد بقرطاجنة من بلاد الأندلس، والمظنون أنه هاجر بعد وفاة والده الذي كان قاضي مدينة مرسية أكثر من 40 سنة، وتوفي وقد بلغ من العمر 68 سنة في شهر شوال من سنة 632/ 1234 وقد اشتهر بتضلعه في الفقه والأدب.
أما ابنه حازم فإنه لما سقطت قرطاجنة فيما سقط من كورة تدمير فإنه كان يناهز الثلاثين إذا قدرنا أنه فارق بلده في حدود سنة 637، ومكث بعض الوقت في مراكش، واتصل بالسلطان الموحدي الرشيد بن محمد عبد الواحد بن المأمون، وله فيه أمداح كثيرة، ثم انتقل منها إلى إفريقية (أي البلاد التونسية)، واتخذها دار إقامة في ظل ملوك بني حفص، ومدح منهم الأمير أبا زكريا يحيى، وابنه محمد المستنصر، ومدح أخاه يحيى، وقضى بقية عمره في تونس محتفظا بزيه الأندلسي، وشعره في هذه الحقبة كان مواكبا للأحداث التاريخية والعمرانية التي قام بها الحفصيون وبخاصة المستنصر.
ومع علمه وفضله كانت فيه سذاجة وغفلة في شؤون الحياة العملية، فقد روى الشيخ أبو العباس الكاتب ببجاية قال: «كنت آويا إلى أبي الحسن حازم القرطاجني بتونس، وكنت أحسن الخياطة، فقال
لي: إن المستنصر خلع علي جبة جربية من لباسه وتفصيلها ليس من تفصيل أثوابنا بشرق الأندلس وأريد أن تحل أكمامها، وتصيرها مثل ملابسنا، فقلت له وكيف يكون العمل؟ فقال: تحل رأس الكم، ويوضع الضيق الأعلى والواسع بالطرف، فقلت له: وبما يجبر الأعلى فإنه إذا وضع في موضع واسع سطت عليه فرج ما عندنا ما نضع فيها إلا رقعها بغيرها، فلم يفهم، فلما يئست منه تركته وانصرفت، قال لسان الدين بن الخطيب الذي نقل هذه الحكاية فأين هذا الذهن الذي صنع المقصورة وغيرها من عجائب الكلام (الإحاطة 1/ 208 تحقيق عبد الله عنان).
وحاز مكانة في بلاط المستنصر بفضل سلوكه وحسن سيرته فأدخله ديوان الإنشاء، وتميز حازم في هذا الوسط، وفرض نفسه بعلمه ومواهبه، وسار ذكره في الآفاق، ووصله من المشرق إجازات.
قال ابن رشيد في رحلته: «حبر البلغاء، وبحر الأدباء ذو اختيارات فائقة، واختراعات رائقة لا نعلم أحدا ممن لقيناه جمع من علم اللغة ما جمع أخذ عن والده العربية، وطرفا من الفقه والحديث، وتردد على مدينة مرسية القريبة منه للأخذ عن أشياخها كأبي القاسم أحمد بن محمد الطرسوني، وأحمد بن محمد بن هلال العروضي الجزائري الأصل، ودخل غرناطة وأشبيلية، وأخذ فيهما عن أبي علي الشلوبين.
أحكم من معاقد علم البيان ما أحكم من منقول ومبتدع، وأما البلاغة فهو بحرها العذب والمتفرد يحمل رايتها أميرا في الشرق والغرب وأما حفظ لغات العرب وأشعارها وأخبارها فهو جماء روايتها
حمال أوقارها، يجمع إلى ذلك جودة التصنيف وبراعة الخط، ويضرب بسهم في العقليات، والدراية أغلب عليه من الرواية».
وممن تخرج عليه أبو حيان الأندلسي، وابن رشيد، وأبو الحسن التجاني، وابن راشد القفصي، وابن القوبع، وغيرهم.
توفي بتونس ليلة السبت 12 رمضان 684/ 23 نوفمبر 1285.
تآليفه:
1 - منهاج البلغاء وسراج الأدباء، حققه محمد الحبيب ابن الخوجة (تونس 1966) نال به درجة الدكتوراه الحلقة الثالثة من جامعة باريس، وأعادت نشره دار الغرب الإسلامي، بيروت سنة 1982.
2 - شد الزيار على جحفلة الحمار، رد به على كتاب المقرب لابن عصفور، مفقود.
3 - المقصورة في مناقب المستنصر الحفصي، وبهاته القصيدة ذاع صيته، وقد شرحها أبو القاسم محمد بن أحمد المعروف بالشريف الغرناطي، واسم شرحه «رفع الحجب المستورة عن محاسن المقصورة» (مصر 1344/ 1925) في جزءين.
والشريف الغرناطي هو سبتي الأصل، نزيل غرناطة ولد بمدينة سبتة يوم 6 ربيع الثاني من سنة 697/ 22 ديسمبر 1297، وتوفي بغرناطة في أوائل شعبان من سنة /760 جوان - جويلية 1359.
ذكر حازم في مقدمة المقصورة أنه عارض بها مقصورة أبي بكر بن دريد، وذكر الشارح الشريف الغرناطي أن المستنصر أعطاه ألف دينار كل بيت بدينار واحد افتتحها بالنسيب إلى غاية 52 بيتا ثم تخلص إلى المدح، وذكر مناقب المستنصر.
4 - وله قصائد أخرى في مدح مخدومه المستنصر منها مجموعة تحت رقم 382 بالأسكوريال، ومجموع آخر تحت رقم 454.
5 - حديقة الأزهار وحقيقة الافتخار في مدح النبي المختار وهي قصيدة جعل صدورها في مدح الحضرة النبوية وأعجازها من معلقة امرئ القيس، نشرت ضمن ديوان شعره، وأوردها المقري في «نفح الطيب» 8/ 34 - 38.
6 - قصائد ومقطعات، تقديم وتحقيق الشيخ الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة، الدار التونسية للنشر (تونس 1972).
7 - قصيدة في النحو على حرف الميم في 217 بيتا، صدرها بمدح المستنصر، وأشار إلى إكرامه لمن جاء من الأندلسيين، ومدح تونس في الأبيات 17 - 19:

نشرت ملحقة بديوان شعره وشرحها أبو سلامة ناجي بن عبد الواحد الطراح (وينظر بغية الوعاة 2/ 310).
8 - المناهج الأدبية، وهو في فن الشعر، قال عنه الدكتور محمد الحبيب ابن الخوجة: «متميز بموضوعه وبطريقة التناول والبحث لفن القريض» يوجد ضمن مجموع بالمكتبة الوطنية، أصله من المكتبة العبدلية.
9 - ديوان شعره حققه المرحوم الأستاذ عثمان الكعاك (دار الثقافة بيروت 1964) في 133 ص عدا الفهارس، وقال: «وشعره كثير، وهذا الذي ننشره معتمدين على مخطوطة الأسكوريال وعلى بعض ما تناثر من شعره في المصادر لا يمثل إلا جزءا ضئيلا منه».
المصادر والمراجع:
- الأعلام 2/ 159 (ط 5/).
- بغية الوعاة 1/ 491 - 92.
- تاريخ المغرب العربي في سبعة قرون بين الازدهار والذبول لمحمد الهادي العامري (تونس 1974) 71 - 73.
- درة الحجال 1/ 254 - 255.
- شجرة النور الزكية 197.
- شذرات الذهب 5/ 387 - 88.
- اختصار القدح المعلى 20 - 21.
- أزهار الرياض 3/ 172.
- كشف الظنون 1347 - 1870.
- برنامج الوادي آشي 299.
- طبقات الشافعية الكبرى لتاج الدين السبكي في ترجمة شيخه أبي حيان 6/ 38 - 41 (ط 1/) وذكر له طائفة من مقصورته.
- مقدمة منهاج البلغاء ص 45 - 118.
- مقدمة ديوان شعره.
- نفح الطيب (ط. م. م. عبد الحميد) 3/ 341 - 346 أورد له في الأثناء قصيدة مطولة في مدح المستنصر الحفصي وينظر منه 5/ 278.
- الأدلة البينة النورانية، تحقيق وتعليق الأستاذ عثمان الكعاك، ص 62 - 63 (التعليقات).
- معجم المؤلفين 3/ 177.
- هدية العارفين 1/ 260.
- وللدكتور مهدي علام أطروحة (أبو الحسن حازم القرطاجني وفن المقصورة في الأدب العربي) نشرت في حوليات كلية الآداب (جامعة إبراهيم) المجلد الأول (مايو 1951).
والمجلد الثاني وقد بلغت 140 ص (ينظر: المحافظة والتجديد في النثر العربي المعاصر في مائة عام لأنور الجندي، ص 737).

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 4- ص: 62