أبو تمام حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، أبو تمام: الشاعر، الأديب. أحد أمراء البيان. ولد في جاسم (من قرى حوران بسورية) ورحل إلى مصر، واستقدمه المعتصم إلى بغداد، فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق. ثم ولى بريد الموصل، فلم يتم سنتين حتى توفى بها. كان أسمر طويلا، فصيحا، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع. في شعره قوة وجزالة. واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري. له تصانيف منها (فحول الشعرتء - خ) و (ديوان الحماسة - ط) و (مختار أشعار القبائل) وهو أصغر من ديوان الحماسة، و (نقائض جرير والألخطل - ط) و (الوحشيات - ط) وهو ديوان الحماسة الصغرى، و (ديوان شعره - ط) ومما كتب في سيرته (أخبار أبى تمام - ط) لأبى بكر محمد بن يحيى الصولي، و (أبو تمام الطائي: حياته وشعره - ط) لنجيب محمد البهبيتي المصري، و (أخبار أبى تمام) لمحمد علي الزاهدي الجيلاني المتوفى بالهند سنة 1181هأ، و (أخبار أبى تمام) للمرزباني، و (أبو تمام - ط) لرفيق الفاخوري، ومثله لعمر فروخ، و (هبة الأيام فيما يتعلق بأبي تمام - ط) ليوسف البديعي

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 165

أبو تمام الطائي اسمه حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن أوس.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 310

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 389

الطائي هو أبو تمام حبيب بن أوس.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 393

أبو تمام الطائي حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مردان، ينتهي إلى طيء، أبو تمام الشاعر المشهور. وقال أبو القاسم الحسن بن بشر الآمدي: والذي عند أكثر الناس في نسب أبي تمام أن أباه كان نصرانيا من أهل جاسم، قرية من قرى دمشق، يقال له تذوس العطار، فجعلوه أوسا، وكان أوحد عصره في ديباجة لفظه وصناعة شعره. وحسن أسلوبه، وكان له من المحفوظات ما لا يلحقه فيه غيره، قبل إنه كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب غير المقاطيع والقصائد، وله كتاب الحماسة وهو كتاب يدل على حسن اختياره.
قلت: هي أربعة آلاف بيت ومائتا بيت وثمانية أبيات يكون الجيد فيها ألف بيت وقد اخترت جيدها فكان ألف بيت ومائة بيت وثلاثة وعشرين بيتا وسميت ذلك نفائس الحماسة بعدما رتبت كل باب منها على حروف المعجم.
وممن شرح الحماسة أبو علي الحسن بن أحمد الاستراباذي. وحماسة البحتري أحسن منها وأكبر وأكثر أنواعا. وإنما سميت الحماسة لأن أول باب فيها هو باب الحماسة وهذا من باب تسمية الشيء باسم جزئه كالصلاة، والصلاة الدعاء، والدعاء بعض أجزاء الصلاة. وهذا نوع من المجاز. وأبو تمام له الحماسة الكبرى والحماسة الصغرى.
وقد عمل الناس حماسات كثيرة منها حماسة البحتري. والحماسة البصرية. وحماسة الأعلم الشنتمري. وحماسة الشجري. وحماسة ابن أفلح وحماسة البياسي. وحماسة شميم الحلي. وحماسة الجراوي. والحماسة المحدثة لابن عمارس. وحماسة الجصاني. وحماسة ابن المرزبان محمد بن خلف.
والناس مختلفون في أمره وأمر المتنبي أيهما أشعر والأذكياء على أن المتنبي أشعر والشيخ أثير الدين مذهبه أن أبا تمام أشعر، وفاوضناه يوما في ذلك فقال بعدما ذكرنا محاسن المتنبي ومعايب أبي تمام: أنا ما أسمع عذلا في حبيب فأعجبنا منه ذلك وسكتنا وهذا كان مذهب شيخه بهاء الدين بن النحاس. والذي أقوله أنا إنني اخترت شعر الإثنين فجاء مختار المتنبي ألفا وستمئة بيت من جملة ستة آلاف بيت وجاء مختار أبي تمام قريبا من ثمانمئة بيت من جملة ثمانية آلاف بيت أو ما حولها ولا شك أن من له ألف وستمئة من ستة آلاف أشعر ممن له ثمانمئة من ثمانية آلاف، والإنصاف يقضي بذلك لكن أبو تمام متقدم وهو الذي فتح باب البديع وغاص على المعنى الدقيق. ومات وله من العمر ثلاثون سنة وكسور فلو عمر عمر المتنبي وتأخر زمانه حتى يرى أقوال من تقدمه كان أشعر من المتنبي لأن المتنبي تقدمه فحول من الشعراء مثل أبي تمام والبحتري وابن الرومي وابن المعتز وأمثالهم فأخذ محاسنهم ورأى أنموذج جيدهم فنسج على ذلك المنوال.
وفي أبي تمام قال مخلد بن بكار الموصلي:

ومدح أبو تمام الخلفاء وأخذ جوائزهم، وجاب البلاد، وقصد البصرة وبها عبد الصمد بن المعذل الشاعر وكان في جماعة من غلمانه وأتباعه فخاف عبد الصمد أن يميل الناس إليه ويعرضوا عنه فكتب إليه دخوله قبل دخوله:
فلما وقف أبو تمام على الأبيات أضرب عن قصده ورجع وقال: قد شغل هذا ما يليه فلا حاجة لنا فيه. وقيل إنه لما وقف على الأبيات قلبها وكتب في ظهرها جوابا:
فلما وقف عبد الصمد على الأول قال: ما أحسن علمه بالجدل أوجب زيادة ونقصا على معدوم. ولما وقف على الثاني قال: الإشراج من عمل الفراشين ولا مدخل له ههنا، ولما وقف على الثالث عض على شفته وقال: قتل.
وقد تنوع الإخباريون في إيراد هذه الأبيات اللامية فتارة يوردونها لابن المعذل وتارة يوردونها لبعض الغلمان المردان وأنه طلع تلقى أبا تمام وتعرض له وأطمعه في نفسه فلما عرض له أبو تمام بطلب الوصال أنشده هذه الأبيات فاستحيى أبو تمام وكر راجعا من حيث أتى ولم يدخل البلد، وتارة يوردونها على غير هذه الصورة. واشتهرت هذه الأبيات بين أهل الأدب حتى قال مجير الدين محمد بن تميم:
وكان أبو تمام أسمر طويلا حلو الكلام فيه تمتمة يسيرة قيل إن الحسن بن وهب عني به فولاه بريد الموصل فأقام به أقل من سنتين وتوفي.
ولما قصد أبو تمام عبد الله بن طاهر بن الحسين بخراسان وامتدحه بالقصيدة التي أولها:
#هن عوادي يوسف وصواحبه أنكر عليه أبو سعيد الضرير وأبو العميثل هذا الابتداء وقالا له: لم لا تقول ما يفهم؟ فقال لهم: لم لا تفهمان ما يقال؟ فاستحسن منه هذا الجواب على الفور.
وأنشد أبو تمام لأبي دلف قصيدته التي يمدحه بها وهي:
فاستحسنها وأعطاه خمسين ألف درهم ثم قال له: والله إنها لدون شعرك، ثم قال له: والله ما مثل هذا القول في الحسن إلا ما رثيت به محمد بن حميد الطوسي، فقال: وأي ذلك أراد الأمير؟ قال قصيدتك الرائية التي أولها:
وددت والله أنها لك في، فقال: أفدي الأمير بنفسي وأهلي وأكون المقدم قبله، فقال أبو دلف: أنه لم يمت من رثي بهذا الشعر.
ويقال أنه مدح بعض الخلفاء بقصيدته التي أولها:
فلما انتهى إلى قوله:
فقال له الوزير: تشبه أمير المؤمنين بأجلاف العرب!!؟ فأطرق ساعة ثم رفع رأسه وأنشد:
ولما أخذت القصيدة منه لم يوجد هذان البيتان فيها فعجبوا من سرعة فطنته، وقال الوزير للخليفة: أي شيء طلب أعطه إياه فإنه لا يعيش أكثر من أربعين يوما لأنه قد ظهر في عينيه الدم من شدة الفكرة فقال له الخليفة: ما تشتهي فقال: أريد الموصل فأعطاه إياها فتوجه إليها ولم يصل إليها بل مات في الطريق. ولا صحة لهذا لكن هذه الحكاية استطارت. والذي ذكره الصولي أنه لما أنشد هذه القصيدة لأحمد بن المعتصم وجرى ما جرى كان أبو يوسف الكندي حاضرا قال: هذا الفتى يموت قريبا. قيل إنه سمع بختيشوع بن جبريل الطبيب أبا تمام ينشد الحسن بن سهل أبياتا له من قصيدة وهي:
فقال: هذا كلام رجل قد أحرق الفكر دمه وما أقل بقاءه فاستكثروا منه. فلم تطل مدة أبي تمام بعد هذا حتى اخترم. وقال شمس الدين ابن خلكان: قد تتبعت هذه الولاية للموصل وحققتها فلم أجد سوى أن الحسن بن وهب ولاه بريد الموصل فأقام أقل من سنتين ثم مات بها.. سنة إحدى وثلاثين ومئتين وقيل سنة ثمان وعشرين ومئتين وقيل سنة اثنتين وثلاثين. ومولده سنة تسعين ومئة وقيل سنة ثمان وثمانين وقيل سنة اثنتين وسبعين وقيل سنة اثنتين وتسعين ومئة. وبنى عليه أبو نهشل بن حميد الطوسي قبة خارج باب الميدان على حافة الخندق. وحكى عفيف الدين أبو الحسن علي بن عدلان الموصلي النحوي المترجم قال: سألت شرف الدين بن عنين عن معنى قوله:
ولم حرمها وخص القبور؟ فقال لأجل أبي تمام. ولما مات رثاه الحسن بن وهب بقوله:
وقال الحسن أيضا:
وقال محمد بن عبد الملك الزيات، وقيل أبو الزبرقان عبد الله بن الزبرقان الكاتب مولى بني أمية:
وقال العلماء: خرج من طيء ثلاثة من كل واحد منهم مجيد في بابه: حاتم الطائي في جوده، وداود بن نصير الطائي في زهده، وأبو تمام في شعره.
قرأت بعض ديوان أبي تمام الطائي بصفد سنة ست وعشرين وسبعمئة في شهر رمضان على الشيخ الإمام العلامة الأديب الفقيه أبي الحسن علي بن عتيق بن عبد الرحمن بن الصياد المالكي الفاسي بعدما رواه لي أجمع عن الشيخ أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي بكر اللخمي الأشبيلي عن الشيخ أبي العباس أحمد الأندرشي - بالنون والشين المعجمة عن القاضي أبي الحجاج ابن يسعون - بالياء آخر الحروف والسين والعين المهملتين وبعد الواو نون - عن ابن عون المصري عن أبي مالك وأبي عون الكندي وابن مهدي جميعا عن أبي تمام الطائي.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0

أبو تمام شاعر العصر، أبو تمام حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس الطائي من حوران من قرية جاسم.
أسلم، وكان نصرانيا. مدح الخلفاء والكبراء. وشعره في الذروة.
وكان أسمر، طوالا فصيحا، عذب العبارة مع تمتمة قليلة.
ولد في أيام الرشيد. وكان أولا حدثا يسقي الماء بمصر ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم وكان يتوقد ذكاء. وسحت قريحته بالنظم البديع، فسمع به المعتصم فطلبه وقدمه على الشعراء وله فيه قصائد. وكان يوصف بطيب الأخلاق والظرف والسماحة.
وقيل: قدم في زي الأعراب فجلس إلى حلقة من الشعراء وطلب منهم أن يسمعوا من نظمه فشاع وذاع وخضعوا له، وصار من أمره ما صار. فمن شعره:

المذل: الخدر الفاتر.
ومر فيها، إلى أن قال: وهي في المعتصم:
وقد كان البحتري يرفع من أبي تمام، ويقدمه على نفسه ويقول: ما أكلت الخبز إلا به وإني تابع له. ومن شعره:
وهو القائل:
وله:
وديوان أبي تمام كبير سائر ولما مات رثاه محمد بن عبد الملك الوزير، فقال:
وللحسن بن وهب الوزير:
وكان بن وهب قد اعتنى بأبي تمام، وولاه بريد الموصل، فأقام بها أكثر من سنة. ومات: في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين.
وقال مخلد الموصلي: مات في المحرم، سنة اثنتين وثلاثين ومائتين.
وأما نفطويه، وغيره فورخوا موته بسامراء في سنة ثمان وعشرين ومائتين.
ويقال: عاش نيفا وأربعين سنة. عفا الله عنه ورحمه.
قال الصولي: كان واحد عصره في ديباجة لفظه، وفصاحة شعره وحسن أسلوبه. ألف ’’الحماسة’’ فدلت على غزارة معرفته بحسن اختياره وله كتاب فحول الشعراء، وقيل: كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب.
وقيل: أجازه أبو دلف بخمسين ألف درهم، واعتذر.
وله في المعتصم -أو ابنه:
فقال الوزير: شبهت أمير المؤمنين بأجلاف العرب. فأطرق، ثم زادها:
فقال الوزير: أعطه ما شاء فإنه لا يعيش أكثر من أربعين يوما؛ لأنه قد ظهر في عينيه الدم من شدة فكره. وصاحب هذا لا يعيش إلا هذا القدر، فقال له الخليفة: ما تشتهي؟ قال: الموصل فأعطاه إياها فتوجه إليها ومات بعد هذه المدة.
هذه حكاية غير صحيحة. وأما البيت فلن يحتاج إلى اعتذار أصلا ولا ولي الموصل. بلى، ولي بريدها، كما مر.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 118

حبيب بن أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مروان الطائي
كان أبوه نصرانيا، وكان حبيب أوحد عصره في ديباجة لفظه، ونصاعة شعره.
كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة للعرب، غير المقاطيع والقصائد. وله كتاب ’’الحماسة الكبرى’’ و’’الحماسة الصغرى’’.
وللناس حماسات منها: ’’حماسة البحتري’’ وهي أحسن على الإطلاق و’’الحماسة المحدثة’’ لابن عمار، و’’حماسة الأعلم الشنتمري’’ و’’الحماسة البصرية’’ و’’حماسة الشجري’’ و’’حماسة ابن أفلح’’ و’’حماسة البياسي’’. و’’حماسة الحصاني’’ و’’حماسة ابن المرزبان’’
مات حبيب بالموصل سنة 231

  • جمعية إحياء التراث الإسلامي - الكويت-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 13

  • دار سعد الدين للطباعة والنشر والتوزيع-ط 1( 2000) , ج: 1- ص: 106