حبيب الفهري حبيب بن مسلمة بن مالك الفهري القرشي، أبو عبد الرحمن: قائد من كبار الفاتحين، يقرنه بعضهم بخالد بن الوليد وأبى عبيدة بن الجراح. ولد بمكة ورأى رسول الله (ص) وخرج إلى الشام مجاهدا في أيام أبى بكر، فشهد اليرموك، ودخل دمشق مع أبى عبيدة، فولاه أبو عبيدة أنطاكية، ثم أمره عمر بن الخطاب بامداد سراقة بن عمرو (وكان قد ولى غزو الباب) فسار حبيب، وتوغل في أرمينية، واشتهرت أعماله وشجاعته فيها. ثم قصد المدينة حاجا فأكرمه عمر، وعاد إلى الشام في ولاية معاوية، فكان يغزيه الروم إلى أن ولاه عمر على الجزيرة، وضم إليه أرمينية وأربيجان. ثم عزله فأقام في الشام. ولما استخلف عثمان بعثه هو وسلمان بن أبى ربيعة لإخضاع جماعة انتفضوا في أذربيجان، فأخضعاهم. وكان معاوية يستشيره في كثير من شؤونه. وكان يقال له (حبيب الروم) لكثرة دخوله بلادهم ونيله منهم. وأخباره في سير الفتح كثيرة، وهو فاتح كثير من بلاد أرمينية حتى بلغ القوقاس من جهة البحر الأسود. وكان عثمان يريد توليته أرمينية كلها إلا أنه خاف أن تشغله السياسة عن القيادة، فاكتفى بأن ناط به غزو ثغور الشام والجزيرة. ولما صفا الملك لمعاوية ولاه أرمينية فتوفى فيها

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 166

حبيب بن مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن وائلة بن عمرو بن شيبان ابن محارب بن فهر، أبو عبد الرحمن الفهري الحجازي، نزل الشام.
قال البخاري: له صحبة.
وقال مصعب الزبيري: كان يقال له حبيب الروم لكثرة جهاده فيهم. وقال ابن سعد- عن الواقدي: كان له يوم توفي النبي صلى الله عليه وسلم اثنتا عشرة سنة وقال ابن معين: أهل الشام يثبتون صحبته، وأهل المدينة ينكرونها.
وقال الزبير: كان تام البدن فدخل على عمر، فقال: إنك لجيد القناة. وروى الطبراني من طريق ابن هبيرة عن حبيب بن مسلمة- وكان مستجابا.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان مجاب الدعوة. وذكره حسان في قصيدته التي رثى فيها عثمان يقول فيها:

وقال ابن سعد: لم يزل مع معاوية في حروبه، ووجهه إلى أرمينية واليا فمات بها سنة اثنتين وأربعين ولم يبلغ خمسين.
روى له أبو داود وابن ماجة وابن حبان في صحيحه حديثا واحدا في النفل، وله ذكر في صحيح البخاري في قصة الحكمين لما تكلم معاوية. قال ابن عمر: فأردت أن أقول: أحق بهذا الأمر من قاتلك وأباك على الإسلام، فخشيت أن أقول كلمة تفرق الجمع، فقال له حبيب بن مسلمة: حفظت وعصمت.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 22

حبيب الروم حبيب بن مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة القرشي الفهري. كان يقال له: حبيب الروم لكثرة مجاهدته لهم، ولاه عمر بن الخطاب أعمال الجزيرة إذ عزل عنها عياض بن غنم وضم إلى حبيب أرمينية وأذربيجان وكان فاضلا مجاب الدعوة مات بالشام وقيل بأرمينية سنة اثنتين وأربعين. وكنيته أبو عبد الرحمن. وفيه يقول حسان بن ثابت:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0

حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك القرشي الفهري يكنى أبا عبد الرحمن، يقال له حبيب الروم، لكثرة دخوله إليهم ونيله منهم، وولاه عمر بن الخطاب أعمال الجزيرة إذ عزل عنها عياض بن غنم، وضم إلى حبيب ابن مسلمة أرمينية وأذربيجان، ثم عزله وولى عمير بن سعد. وقيل: بل عثمان بعثه إلى أذربيجان، وسلمان بن ربيعة، أحدهما مدد لصاحبه، فاختلفا في الفيء فتواعد بعضهم بعضا، فقال رجل من أصحاب سلمان:

وفي حبيب بن مسلمة، يقول شريح بن الحارث:
قال أبو عمر رضي الله عنه: كان أهل الشام يثنون على حبيب بن مسلمة، يقول شريح بن الحارث. قال سعيد بن عبد العزيز: كان حبيب
ابن مسلمة فاضلا مجاب الدعوة، ويقال: إن معاوية قد وجه حبيب بن مسلمة بجيش إلى نصر عثمان بن عفان، فلما بلغ وادي القرى بلغه مقتل عثمان، فرجع ولم يزل مع معاوية في حروبه بصفين وغيرها، ووجهه معاوية إلى أرمينية واليا عليها، فمات بها سنة اثنتين وأربعين.
من حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نفل الثلث مرة بعد الخمس، والربع مرة بعد الخمس.
وروينا أن الحسن بن علي قال لحبيب بن مسلمة في بعض خرجاته بعد صفين: يا حبيب، رب مسير لك في غير طاعة الله! فقال له حبيب: أما إلى أبيك فلا. فقال له الحسن: بلى والله، ولقد طاوعت معاوية على دنياه، وسارعت في هواه، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، فليتك إذ أسأت الفعل أحسنت القول، فتكون كما قال الله تعالى: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا}. ولكنك كما قال الله تعالى: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون}.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 320

حبيب بن مسلمة الفهري. بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر.
أخبرنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي قال: حدثنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه [أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بالمدينة فأدركه أبوه فقال: يا رسول الله يدي ورجلي. فقال له النبي. ص: ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك. قال: فهلك في تلك السنة].
قال محمد بن عمر: والذي عند أصحابنا في روايتنا أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبض ولحبيب بن مسلمة اثنتا عشرة سنة. وأنه لم يغز معه شيئا وفي رواية غيرنا أنه قد غزا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحفظ عنه أحاديث ورواها. وتحول حبيب بن مسلمة فنزل الشام ولم يزل مع معاوية بن أبي سفيان في حروبه في صفين وغيرها. وكان معاوية يغزيه الروم فيكون له فيهم نكاية وأثر. ثم وجهه إلى أرمينية واليا عليها. فمات بها سنة اثنتين وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 287

حبيب بن مسلمة، الفهري، القرشي، نزل الشام.
له صحبةٌ.
قال ابن مقاتل: عن ابن المبارك، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، قال: صلى حبيب على شرحبيل بن السمط.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1

حبيب بن مسلمة الفهري
مختلف في صحبته وله عن أبي ذر وعنه زياد بن جارية وابن أبي مليكة يقال شهد اليرموك أميرا مات 42 د ق

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

(د ق) حبيب بن مسلمة الفهري، أبو عبد الرحمن، مختلف في صحبته، نزيل الشام.
ألزم الدارقطني الشيخين تخريج حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم، لصحة الطريق إليه.
وقال أبو حاتم الرازي: له صحبة.
ولما ذكره العسكري في «جملة الصحابة» قال: حديثه في «النفل» صحيح متصل.
وذكره أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو النصري في كتاب «الصحابة» تأليفه، وكذلك الترمذي أبو عيسى، وأبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي في كتاب «الصحابة» تأليفيهما، وكذلك إبراهيم بن المنذر الحزامي في كتاب «الطبقات»، والطبري في كتاب «الصحابة»، والطبراني في «المعجم الكبير»، وأحمد ابن أبي خيثمة في «تاريخيه»، وأبو القاسم البغوي في «معجمه»، وجده في «معجمه» أيضا، وابن حبان وخرج حديثه في «صحيحه»، والباوردي، وابن قانع، وخليفة بن خياط في كتاب «الطبقات» والهيثم بن عدي في كتاب «الطبقات»، ومسلم في كتاب «الطبقات» وأبو نعيم الفضل بن دكين في «تاريخه الأكبر» ونسبه في كتاب «الصفوة».
ووثيمة ابن موسى في كتاب «الردة»، وابن قتيبة في «المعارف»، وابن الأثير في «الأسد»، والمبرد، وأبو عمر بن عبد البر، وأبو نعيم الأصبهاني، وغير واحد في «جملة الصحابة».
بل ولا أعلم أحدا يختلف عمن ذكره فيهم.
وقال الطبراني: توفي سنة أربع وأربعين.
وقال الباوردي: مات بأرمينية سنة ثمان وأربعين. وكذا قاله ابن قانع.
وقال أبو زرعة النصري: قديم الموت [ق 126 / أ].
وقال أبو عمر: كان أهل الشام يثنون على حبيب.
وقال سعيد بن عبد العزيز: كان فاضلا مجاب الدعوة، وروينا أن الحسن بن
علي - رضي الله عنهما - قال لحبيب في بعض خرجاته بعد صفين: يا حبيب رب مسير لك في غير طاعة الله تعالى.
فقال له حبيب: أما إلى أبيك فلا. فقال له الحسن: بلى والله، ولقد طاوعت معاوية على دنياه، وسارعت في هواه، فلئن كان قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك، فليتك إذا أسأت الفعل أحسنت القول، فتكون كما قال الله تعالى: (خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا)، ولكنك كما قال تعالى: (كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون).
وفي كتاب «الصحابة» لابن الأثير: يعرف حبيب بن مسلمة بحبيب الدروب.
وقال مصعب الزبيري: مات سنة ثلاث وأربعين.
وفي «تاريخ القدس» وجه بسر بن أبي أرطاة العامري حبيب بن مسلمة صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غوطة دمشق، فأغار على قرى من قراها.
وذكر سليمان بن عبد الرحمن التميمي عن علي بن عبد الملك التميمي في «تاريخه»: أنه مات بأرمينية الرابعة سنة خمس وأربعين.
وفي «تاريخ دمشق» لابن عساكر: قال عمرو بن مهاجر: كانت لحبيب صحبة، وذكر أبو القاسم أنه غزا في ليلة مقمرة مطيرة فقال: اللهم خل لنا قمرها، واحبس عنا قطرها، واحقن لي دماء أصحابي، وأكتبهم عندك شهداء. قال: ففعل الله به ذلك.
وكان يستحب إذا لقي العدو، أو ناهض حصنا قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، وإنه ناهض يوما حصنا، فقالها، فانهزم الروم، وانصدع الجيش.
قال: ودخل عليه الضحاك بن قيس يعوده فقال: ما كان بدو علتك؟ فقال: دخلت الحمام.
وفي حديث ابن رغبان: دخل حماما بحمص، فقال: وهذا مما يتنعم به أهل الدنيا، لو مكثت فيه ساعة لهلكت، ما أنا بخارج منه حتى استغفر الله تعالى
فيه ألف مرة. قال: فما فرغ حتى ألقى الماء على وجهه مرارا.
ورأى رجل في منامه قائلا [ق126 / ب] يقول له: بشر حبيبا بالوصفين.
وفي قول المزي: قال مصعب الزبيري: كان شريفا، وكان قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال بعد كلام طويل: وقال الزبير بن بكار: كان شريفا فذكره، نظر؛ لأن هذا هو كلام مصعب، حكاه عنه الزبير، قاله ابن عساكر.
وقال: وحكى الواقدي في كتاب «الصوائف» عن ابن رغبان أنه مات هو وعمرو بن العاص في عام واحد، فقال معاوية لامرأته ابنة قرظة: قد كفاني الله موت رجلين، أما أحدهما - يريد عمرا - فكان يقول: الإمرة الإمرة، وأما الآخر - يريد حبيبا - فكان يقول: السنة السنة. يريد سنة الشيخين - رضي الله عنهما -.
وفي «تاريخ» أبي عبد الرحمن العتقي: ولد حبيب بن مسلمة سنة أربع من مولده صلى الله عليه وسلم.
وفي الصحابة آخر يقال له: -

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 3- ص: 1

حبيب بن مسلمة بن حبيب بن مسلمة الفهري.
ذكره ابن عساكر في «التاريخ»، ذكرناهما للتمميز.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 3- ص: 1

حبيب بن مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر
بن مالك الفهري سكن الشام مات بأرمينية وقد قيل بالشام سنة اثنتين وأربعين وصلى عليه مروان بن الحكم وكنيته أبو عبد الرحمن

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

حبيب بن مسلمة بن مالك بن وهيب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر
حدثنا محمد بن شاذان الجوهري، نا سعيد بن سليمان، نا ابن المبارك، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن مكحول، عن ابن جارية، عن حبيب بن مسلمة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان ينفل في البدأة الربع وفي القفلة الثلث» حدثناه بشر بن موسى، نا الحميدي، نا سفيان، عن يزيد بن يزيد بن جابر، عن مكحول، عن زياد بن جارية، عن حبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه حدثنا إبراهيم بن عبد الله، نا أبو عاصم، نا ثورٌ، عن مكحول، عن ابن جارية، عن حبيب عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
حدثنا الحسن بن علي المعمري، نا هشام بن عمار، نا عمر بن واقد، عن موسى بن يسار، عن مكحول، عن جنادة بن أبي أمية، عن حبيب بن مسلمة، أن النبي صلى الله عليه وسلم «جعل السلب للقاتل»
حدثنا فضل بن العباس الأهوازي، نا سهل بن عثمان العسكري، نا ابن أبي زائدة، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأدركه أبوه فقال: يا نبي الله ابني يدي ورجلي فقال: «ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك» فهلك تلك السنة

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو ابن شيبان بن محارب القرشي الفهري، أبو عبد الرحمن، ويقال أبو مسلمة، ويقال أبو سلمة المكي:
نزيل الشام. روى عن النبي صلى الله عليه وسلم، وسعيد بن زيد، وأبيه مسلمة، وأبي ذر الغفارى.
روى عنه عوف بن مالك الأشجعى الصحابى، وعبد الله بن أبي مليكة، وعبد الرحمن بن أبي أمية وجماعة.
روى له أبو داود، وابن ماجة حديثا واحدا، وقد اختلف في صحبته، فأثبتها مصعب الزبيرى، والزبير بن بكار والبخاري، وهو قول أهل الشام، وأنكرها الواقدي، وهو قول أهل المدينة.
وكان خرج إلى الشام مجاهدا في زمن الصديق رضي الله عنه. وشهد اليرموك، وكان أميرا على بعض كراديسه، ثم سكن دمشق. وكانت داره بها عند طاحونة الثقفيين مشرفة على نهر بردى، وشهد صفين مع معاوية، وكان على الميسرة.
وذكر ابن عبد البر: أن عمر بن الخطاب ولاه أعمال الجزيرة، بعد عزل عياض بن غنم، وضم إلى حبيب أرمينية وأذربيجان، ثم عزله وولى عمير بن سعد. وقيل: إن عثمان بعثه إلى أذربيجان.
وذكر ابن سعد: أن معاوية وجهه إلى أرمينية واليا عليها، وأنه لم يزل مع معاوية في حروبه بصفين وغيرها. وذكره الزبير فقال: كان شريفا، وكان قد سمع من النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يقال له: حبيب الروم من كثرة دخوله عليهم، وما ينال منهم من الفتوح. وله يقول شريح بن الحارث [من الطويل]:

وكان حبيب رجلا تام البدن، فدخل على عمر رضي الله عنه، فقال له عمر: إنك لجيد القناة. فقال: إنى جيد سنانها، فأمر به عمر يدخل دار السلاح، فأدخل، فأخذ منها سلاح رجل.
وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه بعثه هو وسلمان بن أبي ربيعة إلى ناحية أذربيجان، وكان أحدهما مددا لصاحبه، فاختلفا في الفئ، فتواعد بعضهم بعضا. فقال رجل من أصحاب سلمان [من الطويل]:
وكان معاوية رضي الله عنه، وجهه في جيش لنصرة عثمان بن عفان رضي الله عنه حين حصر. فلما بلغ وادى القرى، بلغه مقتل عثمان رضي الله عنه فرجع. وقد ذكره حسان بن ثابت فقال [من البسيط]:
انتهى.
روينا أن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال لحبيب بن مسلمة في بعض خرجاته بعد صفين: يا حبيب، رب مسير لك في غير طاعة الله. فقال له حبيب: أما إلى أبيك فلا. فقال له الحسن رضي الله عنه: بلى، والله، ولقد طاوعت معاوية على دنياه وسارعت في هواه، فلئن كان قام بك في دنياك، لقد قعد بك في دينك، فليتك إذا أسأت الفعل أحسنت القول، فتكون كما قال الله تعالي: {وآخرون اعترفوا بذنوبهم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً} [التوبة: 102]. ولكنك كما قال الله تعالي: {كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون} [المطففين: 14].
ذكر هذا الخبر صاحب الاستيعاب، وقال: قال سعيد بن عبد العزيز: كان حبيب بن مسلمة فاضلا مجاب الدعوة. انتهى.
واختلف في وفاته، فقيل سنة إحدى وأربعين، قاله الهيثم بن عدي، وأبو الحسن المداينى. وقيل سنة اثنتين وأربعين، قاله أبو عبيدة القاسم بن سلام، وخليفة بن خياط، ومحمد بن سعد، وغير واحد.
وذكر ابن سعد: أنه مات بأرمينية، ولم يبلغ خمسين سنة. وقيل إنه مات بدمشق.
وذكر الواقدي: أن حبيبا يوم توفى النبي صلى الله عليه وسلم، ابن اثنتي عشرة سنة.
وذكر أن حبيبا كان حين غزا النبي صلى الله عليه وسلم تبوك، ابن إحدى عشرة سنة. وهذا يخالف ما ذكره أولا، والله أعلم. وأمه فهرية.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1

حبيب بن مسلمة الفهري القرشي
له صحبة نزل الشام روى عنه زياد بن جارية وعبد الله بن أبي مليكة سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1