المولى نظام الدين الحسن بن محمد بن الحسين القمي النيسابوري المعروف بالنظام النيسابوري وبالنظام الأعرج صاحب شرح النظام المشهور في الصرف وتفسير النيسابوري المعروف.
من أهل أواسط المائة التاسعة كان حيا بعد 850.
في روضات الجنات: أصله وموطن أهله وعشيرته مدينة قم ونشأ في نيسابور وتوطنها وأمره في الفضل والأدب والتبحر والتحقيق وجودة القريحة أشهر من أن يذكر وكان من كبراء الحفاظ والمفسرين وهو من علماء رأس المائة التاسعة قريب من عصر السيد الشريف الجرجاني وجلال الدين الدواني وابن حجر العسقلاني وتاريخ فراغه من بعض مجلدات تفسيره الآتي ذكره كان فيما بعد 850 (اه) ويظهر أنه كان ماهرا في جل العلوم فهو حكيم في الحكماء مفسر في المفسرين حافظ للقرآن نحوي صرفي في النحويين والصرفيين رياضي في الرياضيات أهمها الحساب والهيأة منجم في المنجمين مؤلف في جميع هذه العلوم مؤلفات مشهورة مشهور بذلك بين علماء أهل زمانه كما أشار إليه في خطبة كتاب التفسير بقوله: وإن وفقني الله تعالى لتحريك القلم في أكثر الفنون المنقولة والمعقولة كما اشتهر بحمد الله تعالى ومنه فيما بين أهل الزمان وكان علم التفسير من العلوم بمنزلة الإنسان من العين والعين من الإنسان وكان قد وزقني الله تعالى من إبان الصبا وعنفوان الشباب حفظ لفظ القرآن وفهم معنى الفرقان.
تشيعه
لا شك أن ظاهر حاله في كتابه في التفسير عدم التشيع إلا أن يكون ذلك لنوع من المداراة حكي عن المجلسي في شرح الفقيه أنه استشهد بقرائن على تشيعه مما ذكره في تفسيره وقد تصفحت شرح الفقيه بجميع أجزائه تصفحا ما فلم يقع نظري على ذلك وغاب عني فمن وجده فليلحقه بهذا المقام ومما وقع عليه نظري في تفسيره المذكور مما قد يدل على ذلك ما ذكره في تفسيره سورة الفاتحة بقوله: كان علي بن أبي طالب يقول: يا من ذكره شرف للذاكرين وكان مذهبه الجهر بها - أي البسملة - في جميع الصلوات وقد ثبت هذا منه تواترا ومن اقتدى به لن يضل قال صلى الله عليه وسلم: (اللهم أدر الحق معه حيث دار) (اه) واستشهد صاحب الروضات لتشيعه بكون أصله من بلاد قم المعروف أهلها بالتشيع وبأنه لما ذكر المحقق الطوسي في شرحه لتذكرته قال الأعلم المحق والفيلسوف المحقق أستاذ البشر وأعلم أهل البدو والحضر نصير الملة والدين محمد بن محمد بن محمد الطوسي قدس الله نفسه وزاد في حظائر القدس أنسه ولم يعهد مثل هذا الكلام من أمثاله في حق علماء الشيعة ولكن القوشجي ذكر نحوه في حق النصير الطوسي في أول شرحه على التجريد فقال المولى الأعظم والحبر المعظم قدوة العلماء الراسخين أسوة الحكماء المتألهين نصير الحق والملة والدين محمد بن محمد الطوسي قدس الله نفسه وروح رمسه والقوشجي عدم تشيعه معلوم ويمكن أن يستشهد لتشيعه بقوله في خطبة الرسالة الجملية: على نبيه المختار وآله وعترته الأطهار الأخيار وقوله في خطبة توضيح التذكرة ثم على آله الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
مؤلفاته
(1) تفسيره المسمى غرائب القرآن ورغائب الفرقان ويعرف بتفسير النيسابوري مطبوع بإيران في ثلاثة مجلدات ضخام، وطبع في مصر على هامش تفسير الرازي والهند ألفه سنة 728 بإشارة أستاذه قطب الدين محمد بن مسعود الشيرازي قال في أوائله ولم أمل فيه إلا إلى مذهب أهل السنة والجماعة فبينت أصولهم ووجوه استدلالاتهم بها وما ورد عليها وأما في الفروع فذكرت استدلالات كل طائفة بالآية على مذهبه من غير تعصب ومراء ولقد وفقت لإتمامه في مدة خلافة علي ولو لم يكن ما وقع في أثنائه من الأسفار الشاسعة لكان يمكن إتمامه في مدة خلافة أبي بكر (اه) وفي روضات الجنات هو من أحسن التفاسير وأجمعها للفوائد قريب من تفسير مجمع البيان كما وكيفا.
(2) أوقاف القرآن على حذو ما كتبه السجاوندي مطبوع مع التفسير.
(3) لب التأويل نظير تأويلات المولى عبد الرزاق الكاشي مطبوع مع التفسير أيضا.
(4) توضيح التذكرة وهو شرح على تذكرة الخواجه نصير الدين الطوسي في الهيئة في كشف الظنون صنفه للمولى نظام الدين علي بن محمود اليزدي فرغ من تأليفه غرة ربيع الأول سنة 711.
(5) تعبير التحرير وهو شرح تحرير المجسطي لأبي الريحان محمد بن أحمد البيروني ذكره في كشف الظنون وقال: سماه تعبير التحرير وفي الذريعة أنه شرح على تحرير المجسطي تأليف المحقق الطوسي في 350 ورقة.
(6) شرح الشافية في التصريف لابن الحاجب مطبوع في إيران عدة مرات معروف بشرح النظام كان يدرس في النجف وهو شرح مزجي.
(7) الشمسية رسالة في علم الحساب يقال منها أخذ البهائي خلاصته ولم يثبت.
(8) الجملية في بيان أن الجمل نكرات أم لا.
(9) البصائر في مختصر تنقيح المناظر في الذريعة نسخة منه كانت في مدرسة فاضل خان في المشهد الرضوي كما في فهرستها وهي 37 ورقة فيها أشكال ودوائر اه. وفي كشف الظنون تنقيح المناظر لأولي الأبصار والبصائر للمحقق كمال الدين أبي الحسن الفارسي وفي الذريعة هو شرح كتاب المناظر والمرايا المنسوب إلى أبي علي محمد بن الحسين ابن الحسن بن سهل بن هيثم البصري المولد المصري لمسكن والوفاة شرحه بإشارة أستاذه قطب الدين الشيرازي وأضاف إليه خاتمة وذيلا ولواحق ثم أن معاصر الشارح ومشاركه في التتلمذ على قطب الدين الشيرازي وهو المترجم اختصر التنقيح وسماه البصائر في اختصار تنقيح المناظر وأصل كتاب المناظر لاقليدس الصوري والمحقق الطوسي حرر مناظر أقليدس (اه) ملخصا.
(10) الزيج العلائي. في كشف الظنون صححه تلامذته بعد وفاته وهو فارسي على عشرة أبواب ألفه لعلاء الدولة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 248