إبراهيم عبد القادر المازني إبراهيم بن محمد بن عبد القادر المازني: اديب مجدد، من كبار الكتاب. امتاز باسلوب حلو الديباجة، تمضي فيه النكتة ضاحكة من نفسها، وتقسو فيه الحملة صاخبة عاتبه. نسبته إلى ’’كوم مازن’’ من المنوفية بمصر، ومولده ووفاته بالقاهرة. تخرج بمدرسة المعلمين، وعانى التدريس، ثم الصحافة وكان من ابرع الناس في الترجمة عن الانكليزية. ونظم الشعر، وله فيه معان مبتكرة اقتبس بعضها من ادب الغرب، ثم رأى الانطلاق من قيود الاوزان والقوافي فأنصرف إلى النثر. وقرأ كثيرا من ادب العربية والانكليزية. وكان جلدا على المطالعة وذكر لي انه حفظ في صباه (الكامل للمبرد) غيبا، وكان ذلك سر الغنى في لغته. ورأى الكتاب يتخيرون لتعابيرهم ما يسمونه ’’أشرف الألفاظ’’، فيسمون به عن مستوى فهم الاكثرين، فخالفهم إلى تخير الفصيح مما لاكته السنة العامة، فأتى بالبين المشرق من السهل الممتنع. وعمل في جريدة (الاخبار) مع امين الرافعي، و (البلاغ) مع عبد القادر حمزة وكتب في صحف يومية اخرى، واصدر مجلة (الاسبوع) مدة قصيرة، وملأ المجلات الشهرية والاسبوعية المصرية بفيض من مقالاته لا يغيض. وعاش عيشة الفيلسوف مرحا، زاهدا بالمظاهر. وكان من ارق التاس عشرة ومن اسلسهم في صداقته قيادا، يبدو متواضعا متضائلا - وفي جسمه شئ من هذا - وفي قرارة نفسه اشد الاعتزاز بها والعرفان لقدرها. يمزح ولا يمس كرامة جليسه، مخافة ان تمس كرامته. ويتناول نقائص المجتمع بالنقد، فأذا اورد مثلا جعل نفسه ذلك المثل، فاستسيغ منه ما يستنكر من غيره. وهو من اعضاء المجمع العلمي العربي بدمشق ومجمع اللغة العربية بالقاهرة. وله كتب، منها (حصاد الهشيم - ط) مقالات، و (إبراهيم الكاتب - ط) جزآن قصة، و (قبض الريح - ط) و (صندوق الدنيا - ط) و (ديوان شعر - ط) جزآن صغيران، و (رحلة الحجاز - ط) و (بشار بن برد - ط) و (ميدو وشركاه - ط) قصة، و (ثلاثة رجال وامرأة - ط) و (غريزة المرأة - ط) و (عالماشي - ط) و (شعر حافظ - ط) في نقده، و (الشعر، غاياته ووسائطه - ط) رسالة، وترجم عن الانكليزية (مختارات من القصص الانجليزي - ط) و (الكتاب الابيض الانجليزي - ط).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 72