التصنيفات

أبو عبد الله محمد بن عمر بن واقد الواقدي المدني البغدادي مولى بني هاشم وقيل
مولى بني سهم بن أسلم المؤرخ المشهور
وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن سعد كاتب الواقدي أنه قال محمد بن عمر بن واقد مولى عبد الله بن بريدة الأسلمي وروى بسنده عنه أيضا أنه مولى لبني سهم بطن من أسلم.
مولده ووفاته
ولد سنة 130 كما حكاه ابن النديم عن كاتب الواقدي محمد بن سعد.
وتوفي ببغداد عشية يوم الاثنين لأحدى عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة 207 وقيل 209 قال الخطيب البغدادي والأول أصح ’’اه’’ وله ثمان وسبعون سنة ودفن في مقابر الخيزران وصلى عليه محمد بن سماعة التميمي.
نسبته
في أنساب السمعاني: الواقدي بفتح الواو وكسر القاف وفي آخر الدال المهملة هذه النسبة إلى واقد وهو اسم لجد المنتسب إليه وهو أبو عبد الله محمد بن واقد الواقدي المدني مولى أسلم ’’اه’’.
تشيعه
قال ابن النديم في الفهرست: كان يتشيع حسن المذهب يلزم التقية وهو الذي روى أن عليا عليه السلام كان من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم كالعصى لموسى وأحياء الموتى لعيسى ابن مريم وغير ذلك من الأخبار.
أقوال العلماء فيه
قال ابن النديم: كان عالما بالمغازي والسير والفتوح واختلاف الناس في الحديث والفقه والأحكام والأخبار ’’اه’’.
وقال الخطيب في تاريخ بغداد: محمد بن عمر بن واقد أبو عبد الله الواقدي المدني هو ممن طبق شرق الأرض وغربها ذكره ولم يخف على أحد عرف أخبار الناس أمره وسارت الركبان بكتبه في فنون العلم من المغازي والسير والطبقات وأخبار النبي صلى الله عليه وسلم والأحداث التي كانت في وقته وبعد وفاته وكتب الفقه واختلاف الناس في الحديث وغير ذلك وكان جوادا كريما مشهورا بالسخاء ثم قال كان عالما بالمغازي واختلاف الناس وأحاديثهم ’’اه’’ واقتصر السمعاني في الأنساب في وصفه على هذه العبارة التي ذكرها الخطيب من غير أن يسندها إليه فقال: وهو ممن طبق إلى قوله بالسخاء.
وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: أبو عبد الله محمد ابن عمر بن واقد الواقدي المدني مولى بني هاشم وقيل مولى بني سهم بن أسلم كان إماما عالما له التصانيف في المغازي وغيرها ’’اه’’ وأسند الخطيب عن محمد بن سلام الجمحي: محمد بن عمر الواقدي عالم دهره وعن إبراهيم الحربي: الواقدي آمن الناس على أهل الإسلام، كان الواقدي أعلم الناس بأمر الإسلام فأما الجاهلية فلم يعمل فيها شيئا وسأل رجل إبراهيم الحربي فقال أريد أن أكتب مسائل مالك فأي مسائل ترى أن اكتب قال مسائل الواقدي قلت له وابن وهب قال لا إلا الواقدي، في الدنيا إنسان يقول سألن مالكا والثوري وابن أبي ذئب يعقوب غيره أراد أن مسائله أكثرها سؤال. وسئل مالك بن أنس عن المرأة التي سمت النبي صلى الله عليه وسلم بخيبر ما فعل بها فقال ليس عندي بها علم وسأسأل أهل العلم فلقي الواقدي فسأله فقال الذي عندنا أنه قتلها فقال مالك قد سألت أهل العلم فأخبروني أنه قتلها. قال أبو بكر الصغاني لقد كان الواقدي وكان، وذكر من فضله من يحضر مجلسه من الناس من أصحاب الحديث مثل الشاذكوني وغيره وحسن أحاديثه. وقال محمد بن أحمد الذهلي وذكر الواقدي فقال والله لولا أنه عندي ثقة ما حدثت عنه أربعة أئمة أبو بكر ابن أبي شيبة وأبو عبيد وأحسبه ذكر أبا خيثمة ورجال أخر. وقيل للداراوردي ما تقول في الواقدي قال تسألني عن الواقدي سل الواقدي عني وقال الدراراوردي وذكر الواقدي ذاك أمير المؤمنين في حديث. وقال أبو عامر العقدي وسئل عن الواقدي: إنما يسأل الواقدي عنا ما كان يفيدنا الشيوخ والأحاديث بالمدينة إلا الواقدي وقال الواقدي لقد كانت ألواحي تضيع فأوتى بها من شهرتها بالمدينة فيقال هذه ألواح ابن واقد وقال مصعب الزبيري والله ما رأينا مثل الواقدي قط وسئل مصعب الزبيري عن الواقدي فقال ثقة مأمون وقال يزيد بن هارون: محمد بن عمر الواقدي ثقة وقال أبو عبيد القاسم بن سلام الواقدي ثقة وقال إبراهيم الحربي وأما فقه أبي عبيد فمن كتب محمد بن عمر الواقدي وقال من قال أن مسائل مالك وأبي ذئب توجد عند من هو أوثق من الواقدي فلا يصدق لأنه يقول سألت مالكا وسألت ابن أبي ذئب وقال عبد الله بن المبارك كنت أقدم المدينة فما يفيدني ولا يدلني على الشيوخ إلا الواقدي وسئل مجاهد بن موسى عن الواقدي فقال ما كتبت عن أحد أحفظ منه.
القدح في الواقدي
حكى الخطيب في تاريخ بغداد عن علي بن المديني عن أحمد بن حنبل أنه قال رأيت عند الواقدي أحاديث قد رواها عن قوم قلبها عليهم وما كان عند علي شيء يحتج به في الواقدي غير هذا وعن أحمد: الواقدي يركب الأسانيد وعنه: هو كذاب وحكي عن عبد الله بن علي المدني قال سمعت أبي يقول عند الواقدي عشرون ألف حديث لم يسمع بها وسمعت أبي يقول محمد بن عمر الواقدي ليس بموضع للرواية ولا يروى عنه وضعفه. وقال يحيى ابن معين: أغرب الواقدي على رسول الله صلى الله عليه وسلم عشرين ألف حديث، وقال: الواقدي ليس بشيء وقال: كان يقلب أحاديث يونس فيصيرها عن معمر ليس بثقة. وقال معاوية بن صالح: أبو عبد الله الواقدي ضعيف. وعن الشافعي أنه قال كتب الواقدي كذب. وعن بندار بن بشار ما رأيت أكذب شفتين من الواقدي وعن محمد بن إسماعيل البخاري:
الواقدي متوروك الحديث: وسئل أبو زرعة الرازي عن الواقدي فقال ترك الناس حديثه. وعن أحمد بن شعيب النسائي: الواقدي متروك الحديث وعن إسحاق بن راهويه كان عندي ممن يصنع (أقول): لا يبعد أن يكون قدح من قدح فيه من جهة التشيع فقد جرت العادة بمثل ذلك مع أن ما نقل عن أحمد بن حنبل معارض بما نقله الخطيب في تاريخ بغداد أيضا عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال كتب أبي عن أبي يوسف ومحمد ثلاثة قماطر فقلت له كان ينظر فيها قال كان ربما نظر فيها وكان أكثر نظره في كتب الواقدي. وأنه سئل إبراهيم الحربي عما أنكره أحمد بن حنبل على الواقدي فذكر أن مما أنكره عليه جمعه الأسانيد ومجيئه بالمتن واحدا قال إبراهيم الحربي وليس هذا عيبا قد فعل هذا الزهري وابن إسحاق. وأنه قال إبراهيم الحربي سمعت أحمد وذكر الواقدي فقال: ليس أنكر عليه شيئا إلا جمعه الأسانيد ومجيئه بمتن واحد على ياقة واحدة عن جماعة وربما اختلفوا قال إبراهيم ولم وقد فعل هذا ابن إسحاق والزهري وفي خبر كان يفعله حماد بن سلمة أيضا ’’انتهى’’ وقد مر أنهم طلبوا منه أفراد كل حديث بسنده على حدة فطالت فطلبوا منه العودة إلى ما كان عليه وبذلك بان عذره فيما فعل. ومما عابه به أحمد بن حنبل أنه روى عن معمر عن الزهري عن نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمر بالحجاب فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجبنا منه فقلنا يا رسول الله أليس هو أعمى ولا يبصرنا ولا يعرفنا قال أفعمياوان أنتما ألستما تبصرانه فعاب عليه بأن الحديث حديث يونس عن الزهري عن نبهان لن يروه غير يونس. (أقول): ليس من لم يطلع حجة على من اطلع فإذا كان الإمام أحمد لم يطلع على أحد رواه إلا يونس لم يناف ذلك أن يكون الواقدي اطلع على من رواه غير يونس ويدل على ذلك ما ذكره الخطيب في سياقة ما تقدم أن الرمادي قدم مصر فحدثه ابن أبي مريم بهذا الحديث عن ابن شهاب عن نبهان عن أم سلمة من غير طريق يونس قال الرمادي وهذا مما ظلم فيه الواقدي ’’اه’’.
أحواله
قال ابن النديم في الفهرست: أبو عبد الله محمد بن عمر الواقدي مولى الأسلميين من سهم بن أسلم كان من أهل المدينة انتقل إلى بغداد وولي القضاء بها للمأمون بعسكر المهدي وقال الخطيب: قدم الواقدي بغداد وولي قضاء الجانب الشرقي فيها ’’اه’’. وقال ابن قتيبة توفي وهو قاض ببغداد في الجانب الغربي ’’اه’’ وروى الخطيب بسنده عن محمد بن سعد كاتب الواقدي أن الواقدي كان من أهل المدينة وقدم بغداد سنة 180 في دين لحقه فلم يزل بها وخرج إلى الشام والرقة ثم رجع إلى بغداد فلم يزل بها إلى أن قدم المأمون من خراسان فولاه القضاء بعسكر المهدي فلم يزل قاضيا حتى مات ببغداد.
وروى أيضا بسنده قال الواقدي كنت حناطا بالمدينة في يدي مائة ألف درهم للناس أضارب بها فتلفت الدراهم فشخصت إلى العراق فقصدت يحيى بن خالد فجلست في دهليزه وآنست الخدم والحجاب وسألتهم أن يوصلوني إليه فقالوا إذا قدم الطعام إليه لم يحجب عند أحد فلما حضر طعامه أدخلوني فأجلسوني معه على المائدة فسألني من أنت وما قصتك فأخبرته فلما رفع الطعام وغسلنا أيدينا دنوت منه لأقبل رأسه فاشمأز من ذلك فلما صرت إلى الموضع الذي يركب منه لحقني خادم معه ميس فيه ألف دينار فقال الوزير يقرأ عليك السلام ويقول لك استعن بها على أمرك وعد غلينا في غد فعدت غي اليوم الثاني فجرى لي كما جرى في اليوم الأول وكذلك في اليوم الثالث والرابع بعينه تركني بعد ذلك أقبل رأسه وقال إنما منعتك ذلك لأنه لم يكن وصل غليك من معروفي ما يوجب هذا فالآن قد لحق بعض النفع مني، يا غلام أعطه الدار الفلانية يا غلام افرشها الفرش الفلاني يا غلام أعطه مائتي ألف درهم يقضي دينه بمائة ألف ويصلح شأنه بمائة ألف ثم قال لي الزمني وكن في داري فقلت أعز الله الوزير لو أذنت لي بالشخوص إلى المدينة لأقضي الناس أموالهم ثم أعود إلى حضرتك كان ذلك أرفق بي فقال قد فعلت وأمر بتجهيزي فشخصت إلى المدينة فقضيت ديني ثم رجعت إليهم فلم أزل في ناحيته. وروى بسنده أن الواقدي كان يقول: ما أدركت من أبناء الصحابة وأبناء الشهداء ولا مولى لهم إلا وسألته هل سمعت أحدا من أهلك يخبرك عن مشهده وأين قتل فإذا أعلمني مضيت إلى الموضع فأعاينه ولقد مضيت إلى المريسيع فنظرت إليهما وما عملت غزاة إلا مضيت إلى الموضع حتى أعاينه ورآه بعضهم بمكة ومعه ركوة فقال أين تريد قال أريد أن أمضي إلى حنين حتى أرى الموضع والموقعة. وقيل للواقدي: الذي يجمع الرجال فيقول حدثنا فلان وفلان ولا يميز حديث واحد من واحد فحدثنا أنت بحديث كل واحد على حدة، قال يطول، قلنا قد رضينا، فغاب عنا جمعة ثم جاءنا بغزوة أحد عشرين جلدا وفي رواية مائة جلد فقلنا له ردنا إلى الأمر الأول. قال الخطيب: وكان الواقدي مع ما ذكر من سعة علمه وكثرة حفظه القرآن روي أن المأمون قال له أريد أن تصلي الجمعة غدا بالناس فامتنع فقال له لا بد من ذلك فقال لا والله يا أمير المؤمنين ما أحفظ سورة الجمعة قال أنا أحفظك فجعل المأمون يلقنه إياها حتى يبلغ النصف فإذا حفظه ابتدأ بالنصف الثاني فإذا حفظ الثاني نسي الأول فأتعب المأمون ونعس فقال لعلي بن صالح حفظه أنت ونام المأمون فجعل يحفظه النصف الأول فإذا حفظ النصف الثاني نسي الأول وهكذا فاستيقظ المأمون فقال لما فعلت فأخبرته فقال هذا رجل يحفظ التأويل ولا يحفظ التنزيل اذهب فصل بهم وأقرأ أي سورة شئت. واختلف أصحاب الحديث في خبر يروى عن عمر في العمة والخالة فيعضهم رواه عن قيس بن حبة وبعضهم قال إنما قيس بن جبير فأتوا الواقدي وقالوا نسأله عنه فإنه حافظ فقالوا سلوه ولا تلقنوه فقالوا له حديث روي عن رجل عمر في العمة والخالة أتعرف الرجل من هو فقال قد سمعته من الثوري وهو رجل ليس بمشهور فدعوني أتذكره فاستلقى على قفاه ثم قال هو عن قيس، قالوا ابن من ففكر طويلا وقال قيس بن حبتر لا شك فيه قال ابن خلكان كان المأمون يكرم جانبه ويبالغ في رعايته ونقل هو والخطيب أنه كتب إليه مرة يشكو ضائقة لحقته وركبه بسببها دين وعين مقداره فوقع المأمون منها بخطه: فيك خلتان السخاء والحياء فالسخاء أطلق يدك بتبذير ما ملكت والحياء حملك على أن ذكرت لنا بعض دينك وقد أمرنا لك بضعف ما سألت فإن كنا قصرنا عن بلوغ حاجتك فبجنايتك على نفسك وإن كنا بلغنا بغيبتك فزد في بسطه يدك فإن خزائن الله مفتوحة ويده بالخير مبسوطة وأنت كنت حدثتني وأنت على قضاء الرشيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للزبير يا زبير أن باب الرزق مفتوح بإزاء العرش ينزل الله على العباد أرزاقهم على قدر نفقاتهم فمن قلل قلل له ومن كثر كثر له، قال الواقدي وكنت قد أنسيت هذا الحديث فكان بمذاكرته إياي أحب إلي من جائزته. وعن الواقدي قال أصفقت مرة وأنا مع يحيى بن خالد البرمكي وحضر عيد فجائتني جارية فقالت قد حضر العيد وليس عندنا من النفقة شيء فمضيت إلى صديق لي من التجار فعرفته حاجتي إلى القرض فأخرج إلي كيسا مختوما فيه ألف ومائتا درهم فأخذته وانصرفت فما استقررت حتى جاءني صديق لي هاشمي فشكا إلي تأخر غلته وحاجته إلى القرض فدخلت إلى زوجتي فأخبرتها فقالت على أي شيء عزمت قلت على أن أقاسمه الكيس قالت ما صنعت شيئا أتيت رجلا سوقه فأعطاك ألفا ومائتي درهم وجاءك رجل له من رسول الله صلى الله عليه وسلم رحم ماسة تعطيه نصف ما أعطاك السوقة ما هذا شيئا أعطه الكيس كله فأعطيته إياه ومضى صديقي التاجر إلى الهاشمي وكان له صديقا وسأله القرض فأعطاه الكيس فلما رأى خاتمه عرفه وانصرف إلي فخبرني بالأمر، وجاءني رسول يحيى بن خالد يقول إنما تأخر رسولي عنك لشغلي بحاجة أمير المؤمنين فركبت إليه فأخبرته بخبر الكيس فقال يا غلام هات تلك الدنانير فجاءه بعشرة آلاف دينار فقال خذ ألفي دينار لك وألفين لصديقك وألفين للهاشمي وأربعة آلاف لزوجتك فإنها أكرمكم وحكى ابن خلكان هذه القصة نقلا عن المسعودي في مروج الذهب بما يقرب من هذا مع بعض التفاوت. وعن الواقدي أنه قال: صار إلي من السلطان ستمائة ألف درهم ما وجب علي فيها الزكاة (أي لم يحل عليها الحول) ومات الواقدي وهو على القضاء وليس له كفن فبعث المأمون بأكفانه.
ما يستفاد من مجموع أحواله
يستفاد من مجموع ما تقدم من الواقدي كان من أكابر العلماء وأعاظم الحفاظ والرواة وكان مع هذا العلم والفضل العظيم يضارب بالحنطة في المدينة المنورة أي كان يأخذ من الناس أموالا يتجر بها في الحنطة والربح بينهم وبينه وذلك يدلنا على أن العلماء كانوا لا يأنفون من الكسب وأنه كان شيخا متلافا للمال بدليل أن الستمائة ألف درهم كانت لا تحصل له ضائقة مع كثرة ما يصله من المال وأن الأموال كانت تدر من الملوك والوزراء على العلماء في ذلك العصر بما لا مزيد وأن المتعارف في ذلك العصر في التعظيم تقبيل الرأس لا تقبيل اليد وأن الذين كانوا يلون القضاء أعاظم العلماء وأن الواقدي كان ذا همة عالية في التنقيب عن الآثار حتى أنه كان يذهب نفسه إلى محل الوقائع والغزوات التي كان يؤرخها ويشاهدها ويكتب خصوصياتها عن مشاهدة إلى غير ذلك.
مشائخه
قال الخطيب في تاريخ بغداد سمع ابن أبي ذئب ومعمر بن راشد ومالك بن أنس ومحمد بن عبد الله ابن أخي الزهري ومحمد بن عجلان وربيعة بن عثمان وابن جريح وأسامة بن زيد وعبد الحميد بن جعفر وسفيان الثوري وأبا معشر وجماعة سوى هؤلاء.
تلاميذه
قال الخطيب في تاريخ بغداد: روى عنه كاتبه محمد بن سعد وأبو حسان الزيادي ومحمد بن إسحاق الصغاني وأحمد بن الخلي البرجلاني وعبد الله بن الحسن الهاشمي وأحمد بن عبيد بن ناصح ومحمد بن شجاع والحارث بن أبي أسامة وغيرهم.
مؤلفاته
قال ابن النديم: قال محمد بن إسحاق قرأت بخط عتيق قال خلف الواقدي بعد وفاته ستمائة قمطر كتبا كل قمطر منها حمل رجلين وكان له غلامان مملوكان يكتبان الليل والنهار وقبل ذلك بيع له كتاب بألفي دينار ’’اه’’ وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده: لما انتقل الواقدي من الجانب الغربي يقال أنه حمل كتبه على عشرين ومائة وقر. وبسند آخر: كان للواقدي ستمائة قمطر كتب. وبسنده عن محمد بن جرير الطبري عن محمد بن سعد كاتب الواقدي كان الواقدي يقول ما من أحد إلا وكتبه أكثر من حفظه وحفظي أكثر من كتبي. وعن المأمون ما قدمت بغداد إلا لأكتب كتب الواقدي ’’اه’’.
قال ابن نديم له من الكتب: التاريخ والمغازي والمبعث، أخبار مكة، الطبقات، فتوح الشام، فتوح العراق، الجمل، مقتل الحسين عليه السلام، السيرة، أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمر الحبشة والفيل، المناكح، السقيفة ربيعة أبي بكر، ذكر القرآن، سيرة أبي بكر ووفاته، مداعي قريش والأنصار في القطائع ووضع عمر الدواوين وتصنيف القبائل ومراتبها وأنسابها، الرغيب في علم القرآن وغلط الرجال، مولد الحسن والحسين ومقتل الحسين عليه السلام، ضرب الدنانير والدراهم، تاريخ الفقهاء،والآداب، والتاريخ الكبير، غلط الحديث، السنة والجماعة وذم الهوى وترك الخوارج في الفتن، الاختلاف ويحتوي على اختلاف أهل المدينة والكوفة في الشفعة والصدقة والعمرى والرقبى والوديعة والعارية والبضاعة والمضاربة والغضب والسرقة والحدود والشهادات، وعلى نسق كتب الفقه ما يبقى ’’اه’’.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 30