أبي بن كعب أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني النجار، من الخزرج، أبو المنذر: صحابي أنصاري. كان قبل الإسلام حبراً من أحبار اليهود، مطلعاً على الكتب القديمة، يكتب ويقرأ على قلة العارفين بالكتابة في عصره - ولما أسلم كان من كتاب الوحي. وشهد بدراً وأحداً والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله (ص) وكان يفتي على عهده وشهد مع عمر بن الخطاب وقعة الجابية، وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس. وأمره عثمان بجمع القرآن، فاشترك في جمعه. وله في الصحيحين وغيرهما 164 حديثاً. وفي الحديث: اقرأ أمتي أبي بن كعب وكان نحيفاً قصيراً أبيض الرأس واللحية. مات بالمدينة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 82
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد ابن معاوية ابن عمرو بن مالك ابن النجار وهو تيم اللات ابن ثعلبة بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي النجاري الصحابي المشهور يكنى أبا المنذر وأبا الطفيل
وقال ابن النديم في الفهرست في نسبه: أبي بن كعب ابن قيس بن مالك بن امرئ القيس عبيد بن معاوية بن زيد بن ثابت الضحاك وهو يخالف ما اتفق عليه الباقون مما مر ولعله وقع خلل من النساخ.
(وفاته ومدفنه)
توفي سنة 19 أو 20 أو 22 أو 30 أو 32 أو 36 على اختلاف الأقوال وكانت وفاته في خلافة عمر وقيل في خلافة عثمان قال ابن عساكر مات بالمدينة وقال عند ذكر قبور الصحابة الذين بظاهر دمشق فعد منهم عبد الله ابن أم حرام قال وهو محاذي طريق الجادة وجماعة يقولون إنه قبر أبي ابن كعب وليس بصحيح (أقول) فالقبر الذي خارج الباب الشرقي المعروف بين العامة بقبر سيدي أبي ليس لأبي ابن كعب والله أعلم لمن هو ولعله قبر عبد الله ابن أم حرام.
(كنيته)
في الإستيعاب والإصابة وتاريخ ابن عساكر: أنه يكنى أبا المنذر وأبا الطفيل ويدل على تكنيته بأبي المنذر وأبي الطفيل ما رواه ابن عبد البر في الإستيعاب بسنده إلى أبي موسى قال جاء أبي بن كعب إلى عمر رحمه الله تعالى فقال يا ابن الخطاب فقال عمر يا أبا الطفيل (وبسنده) عن أبي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم يا أبا المنذر أي آية معك في كتاب الله تعالى أعظم فقلت الله لا إله إلا هو الحي القيوم فضرب صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر ’’أه’’ وفي الدرجات الرفيعة أنه يكنى أبا يعقوب أيضا. وهو اشتباه الظاهر أنه أنشأ مما رواه النسائي في سننه في باب من يلي الإمام أخبرنا محمد ابن عمر بن علي بن مقدم حدثنا يوسف بن يعقوب أخبرني التميمي عن أبي مجاز عن قيس بن عباد قال بينا أنا في المسجد في الصف المقدم فجبذني رجل جبذة فنحاني وقام مقامي فوالله ما علقت صلاتي فلما انصرف إذا هو أبي ابن كعب فقال يا فتى لا يسؤك الله إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا أن نليه ثم استقبل القبلة فقال هلك من أهل العقد ورب الكعبة ثم قال والله. ما آسى عليهم ولكن آسى على من أضلوا قلت يا أبا يعقوب ما يعني به أهل العقد قال الأمراء ’’أه’’ والظاهر أن المخاطب بأبا يعقوب هو يوسف بن يعقوب خاطبه بذلك محمد بن عمر وكناه باسم أبيه يعقوب على جاري العادة فتوهم صاحب الدرجات أن المخاطب به أبي وليس كذلك (قوله) فجبذني جبذة هذا من باب القلب يقال جذب وجبذ ويأتي في رواية عنه هلك أهل العقدة ويأتي تفسير ذلك عند نقل كلام ابن عساكر في حقه.
(أمه)
روى الحاكم في المستدرك عن خليفة بت خياط أن أم أبي بن كعب صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار وهي عمة أبي طلحة.
(صفته)
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: كان ربعة لا بالطويل ولا بالقصير أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه ’’أه’’ وروى الحاكم في المستدرك أنه رؤي أبيض الرأس لا يخضب وفي الإصابة كان ربعة أبيض اللحية لا يغير شبيه ’’أه’’.
(أقوال العلماء فيه)
(وما روي في حقه وأحواله)
وإنما لم نفرد كلا منها عن الآخر على عادتنا في هذا الكتاب لتداخل بعضها مع بعض فيوجب ذلك تقطيع الروايات وتبتر الكلمات.
ذكره الشيخ الطوسي في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وقال شهد العقبة مع السبعين وكان يكتب الوحي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن زيد بن عمرو بن نفيل وشهد بدرا والعقبة الثانية وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها (أه).
وذكره العلامة في القسم الأول من الخلاصة. وفي تعليقة البهبهاني على منهج المقال: في المجالس ما يظهر منه جلالته وإخلاصه لأهل البيت عليهم السلام. والظاهر أن مراده بالمجالس مجالس المؤمنين ففيها ما تعريبه: في الكامل البهائي أن أبي بن كعب قال مررت عشية يوم السقيفة بحلقة الأنصار فسألوني من أين أتيت قلت من عند أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا على أي حال تركتهم قلت ما يكون حال قوم لم يزل بيتهم محط قدم جبرائيل ومنزل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى اليوم وقد زال ذلك عنهم اليوم وخرج حكمهم من أيديهم ثم بكى أبي وبكى الحاضرون (أه) وفي الدرجات الرفيعة: وروي عن أبي وذكر مثله وفي زيارته لأهل البيت في ذلك الوقت واجتماعه معهم وعدم اجتماعه مع الناس وترجعه لهم أكبر دليل على إخلاصه في حبهم.
وذكره السيد علي خان الشيرازي في كتابه الدرجات الرفيعة في طبقات الشيعة وقال من فضلاء الصحابة شهد العقبة إلى آخر عبارة الشيخ المتقدمة ثم قال كان يسمى سيد القراء (أه) وعن السيد المرتضى في الفصول المختارة أنه عده من الشيعة وكذلك المحقق السيد محسن الأعرجي في العدة. وفي الإستيعاب شهد أبي العقبة الثانية وبايع النبي صلى الله عليه وسلم فيها ثم شهد بدرا وكان أحد فقهاء الصحابة وأقرأهم لكتاب الله عز وجل روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أقرأ أمتي أبي (وروي) أنه صلى الله عليه وسلم قال له أمرت أن أقرأ عليك القرآن أو أعرض عليك القرآن (وروى) بسنده عن أبي قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقرأ عليك القرآن قلت يا رسول الله سماني لك ربك فقال نعم فقرأ علي قل (بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما تجمعون) بالتاء جميعا (وروى) فيه بسنده أنه صلى الله عليه وسلم دعا أبيا فقال إن الله أمرني أن أقرأ عليك قال آ الله سماني لك قال نعم فجعل أبي يبكي (وبسنده) أنه لما نزلت لم يكن الذين كفروا قال جبرائيل للنبي صلى الله عليه وسلم إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيا قال أبي أو ذكرت ثم يا رسول الله قال نعم فبكى أبي قال وروينا عن عمر من وجوه أنه قال أقضانا علي وأقرؤنا أبي وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي قال وكان أبي بن كعب ممن كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضا (ثم قال): ذكر محمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمة المدينة أبي بن كعب وهو أول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان (إلى أن قال) وكان الكاتب لعهوده إذا عهد وصلحه إذا صالح علي بن أبي طالب (ه) وهن ابن شهراشوب في المناقب: روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك فقال يا رسول الله بأبي وأمي أنت وقد ذكرت هناك قال نعم باسمك ونسبك فأرعد فالتزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سكن الحديث.
وفي الدرجات الرفيعة روى البخاري ومسلم والترمذي عن أنس أنه صلى الله عليه وسلم قال لأبي إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك لم يكن الذين كفروا قال وسماني قال نعم فبكى قال وروى الشيخ الجليل محمد بن يعقوب الكليني في الكافي عن الصادق عليه السلام أنه قال أما نحن فنقرأ على قراءة أبي (أه) (وفي تهذيب التهذيب) سيد القراء شهد بدرا والعقبة الثانية وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك (أه) أي أن أتلو عليك ما نزل من القرآن لتسمعه وتعلمه. وروى محمد ابن سعد في الطبقات أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اقرأ أمتي أبي بن كعب وأنه صلى الله عليه وسلم قال له إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أقرأ عليك (أه).
وروى الحاكم في المستدرك أنه شهد بدرا وشهد العقبة في السبعين من الأنصار وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي وأنه سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنصار فلم يمت حتى قالوا سيد المسلمين وأن زر بن حبيش قال كانت في أبي شراسة وأنه لما وقع الناس في أمر عثمان قيل لأبي بن كعب أبا المنذر ما المخرج من هذا الأمر قال كتاب الله وسنة نبيه ما استبان لكم فاعملوا به وما شكل عليكم فكلوه إلى أعماله وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين آخى بين أصحابه آخى بين أبي ابن كعب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأن قيس بن عبادة قال شهدت المدينة فلما أقيمت الصلاة تقدمت فقمت في الصف الأول إلى أن قال وخرج رجل آدم خفيف اللحية فنظر في وجوه القوم فلما رآني دفعني وقام مكاني واشتد ذلك علي فلما انصرف التفت إلي فقال لا يسؤك ولا يحزنك اشق عليك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لا يقوم في الصف الأول إلا المهاجرون والأنصار فقلت من هذا فقالوا أبي بن كعب. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي أنزلت علي سورة وأمرت أن أقرئكها قال أسميت لك يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم فقيل لأبي أفرحت بذلك يا أبا المنذر قال وما يمنعني والله تبارك وتعالى يقول: (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا) وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له أبا المنذر أي آية في كتاب الله أعظم معك قال الله لا إله إلا هو الحي القيوم قال فضرب صدري وقال ليهنك العلم أبا المنذر.
وأن عمر قال: علي أقضانا وأبي أقرأنا وإنا لندع بعض ما يقول أبي وأبي يقول أخذت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أدعه وأن عمر سأله عن هذه الآية (الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم) فأتى أبي بن كعب فسأله أينا لم يظلم فقال له يا أمير المؤمنين إنما ذاك الشرك أما سمعت قول لقمان لابنه يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم ’’أه’’ وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: سيد القراء شهد بدرا والعقبة وغيرهما. وأخرج ابن عساكر في التاريخ المذكور أن ابن عباس كان يقرأ آية فقال له عمر اتبع اتبع فقال أتبعك علي أبي بن كعب فقال لمولى له اذهب معه إلى أبي فقل له أنت أقرأته هذه الآية فانطلقنا إلى أبي فبينا أنا بالباب أطرقه إذ جاء عمر فاستأذن له فطرح لعمر وسادة من أدم فجلس عليها وأبي مقبل بوجه على حائط وظهره إلى عمر فالتفت إلينا عمر وقال ما يرانا هذا شيئا ثم أقبل أبي عليه بوجهه وقال مرحبا بأمير المؤمنين أزائرا جئت أم طالب حاجة فقال بل طالب حاجة علام تقنط الناس يا أبي –وكأنها آية فيها شدة- فقال أبي تلقنت القرآن ممن تلقاه من جبرائيل وهو رطب فصفن عمر وقام وهو يقول بالله ما أنت بمنته وما أنا بصابر كررها مرتين. ويمكن كون الآية هي المذكورة في الرواية التالية (وهي) ما أخرجه ابن عساكر أيضا أن أبا الدرداء أتى المدينة في نفر من أهل دمشق فقرأوا على عمر يوما هذه الآية (إذا جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية) (ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام) فقال عمر من أقرأكم إياها قالوا أبي بن كعب فأرسل مدنيا ودمشقيا إلى أبي يدعوه فوجداه يهنأ بعيرا له فقال له المدني أجب أمير المؤمنين فقال ولماذا دعاني فأخبره فقال للدمشقي والله ما كتم منتهين معشر الركب أو يشتد في منك شر ثم جاءه مثمرا والقطران على يديه فقال لهم اقرأوا فقرأوا فقال أبي نعم أنا أقرأتهم فقال عمر لزيد ابن ثابت اقرأ فقرأ قراءة العامة فقال عمر اللهم لا أعرف إلا هذا فقال أبي والله إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وأدنوا ويحجبون ولئن أحببت لألزمن بيتي ولا أحدث أحدا ولا أقرئ أحدا حتى أموت فقال اللهم غفرانك لتعلم أن الله قد جعل عندك علما فعلم الناس ما علمت قال ومر عمر بغلام وهو يقرأ بالمصحف (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم) (وهو أب لهم) فقال يا غلام حكها فقال هذا مصحف أبي بن كعب فذهب إليه فسأله فقال له إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق ’’أه’’ ابن عساكر.
وعلى ذكر الاختلاف في قراءة القرآن بالزيادة والنقصان نقول ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق في آخر ترجمة إبراهيم المخزومي والي المدينة قال المسور بن مخزمة قال عمر ابن الخطاب لعبد الرحمن بن عوف ألم يكن فيما يقرأ قاتلوا في الله آخر مرة كما قاتلتم فيه أول مرة قال متى ذلك يا أبا محمد قال إذا كان بنو أمية الأمراء وبنو مخزوم الوزراء.
وفي لفظ أن عمر قال ألم تجد فيما أنزل الله جاهدوا كما جاهدتم أول مرة قال بلى قال فإنا لا نجدها قال أسقط فيما سقط من القرآن قال أتخشى أن يرجع الناس كفارا قال ما شاء الله قال لئن رجع الناس كفارا ليكونن أمراؤهم بنو فلان ووزراؤهم بنو فلان ’’أه’’ ابن عساكر.
وقوله بنو فلان وبنو فلان هم الذين صرح بهم في الرواية الأولى فهذا كلام ابن عساكر ونصه ولا نرى أحدا يتهمه وأهل نحلته بالقول بتحريف القرآن وتكفير بني أمية ويتهم بذلك الشيعة لبعض روايات شاذة مطرحة لا تزيد عن هذه وتقوم القيامة وينصب الصراط مع تصريح أعظم علماء الشيعة الشريف المرتضى بأنه ما بين الدفتين ومبالغته في الاحتجاج عليه وتصريح أحد أعاظم محدثيهم ابن بابويه بأن عدم نقص القرآن من عقائد الإمامية كما أوضحناه في الجزء الأول.
وأبي معدود في الطبقة الأولى من المفسرين قال السيوطي في الإتقان في النوع الثمانين في طبقات المفسرين اشتهر بالتفسير من الصحابة عشرة وعد منهم أبيا من الطبقة الأولى من الصحابة (أه) (وأول) من ألف في فضائل القرآن أبي بن كعب قال ابن النديم في الفهرست: (الكتب المؤلفة في فضائل القرآن) وعدها أحد عشر كتابا لأحد عشر مؤلفا وهم:
أبو عبيد القاسم بن سلام.
محمد بن عثمان ابن أبي شيبة.
أحمد بن المعدل.
هشام بن عمار.
أبو عبد الله الدوري.
أبو شبل.
أبي بن كعب الأنصاري.
الحداد.
علي بن إبراهيم بن هاشم في نوادر القرآن شيعي.
علي بن حسن بن فضال من الشيعة.
عمرو بن هشيم الكوفي.
أبو النضر العياشي من الشيعة ’’أه’’.
فهؤلاء اثنا عشر شخصا أحد عشر منهم ألفوا في فضائل القرآن والثاني عشر وهو علي بن إبراهيم ألف في نوادر القرآن وليس في العشرة الباقية أحد إلا وزمانه متأخر عن أبي فعلم من ذلك أن أبيا أول من ألف في فضائل القرآن فما في كشف الظنون وعن الجلال السيوطي من أن أول من صنف في فضائل القرآن الإمام محمد بن إدريس الشافعي ليس بصحيح وكأنه ناشئ من عدم الإطلاع على ذلك لأن الإمام الشافعي توفي سنة 204 وأبي توفي سنة 19 على الأقل و36 على الأكثر وعده ابن النديم في فهرسته من الذين جمعوا القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما صورته: (الجماع للقرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم) وعد جماعة ثم قال: أبي بن كعب وساق نسبه إلى آخر ما مر في صدر الترجمة.
وذكر في الفهرست أيضا ترتيب سور القرآن في مصحف أبي بن كعب برواية الفضل بن شاذان أولها الفاتحة وآخرها الناس. وفي تاريخ ابن عساكر: روى البخاري عن أنس أنه قال جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار وعد منهم أبيا وافتخر الأوس والخزرج فقال الخزرجيون منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه أحد غيرهم وعد منهم أبيا: وفسر مهذب تاريخ ابن عساكر المطبوع جمع القرآن بحفظه كله عن ظهر قلب. وينافيه صريحا قول ابن النديم المتقدم آنفا في مصحف أبي بن كعب وقول الغلام في رواية ابن عساكر السابقة هذا مصحف أبي بن كعب فكل ذلك صريح في إرادة الجمع لجميع السور في مصحف واحد مكتوب.
قال ابن عساكر وشهد أبي مع عمر الجابية وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس وكانت داره بالمدينة ابعد دار عن المسجد فقيل له لو اشتريت حمارا تركبه في الرمضاء والظلماء فقال ما يسرني أن داري إلى جنب المسجد فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بقوله فسأله ما أردت قال أردت أن يكتب إقبالي ورجوعي فقال أنطاك الله ذلك كله أنطاك الله ما احتسبت أجمع مرتين.
وقال أبو العالية كان أبي صاحب عبادة فلما احتاج إليه الناس ترك العبادة وجلس للناس وقال محمد بن سعد كان أبي يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم روى ابن عساكر عن قيس بن عبادة قال كنت آتي المدينة فألقى أصحاب النبي رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أحبهم إلي أبي بن كعب ثم ذكر ما مر من دفعه له عن الصف الأول وقال ثم قعد يحدث فما رأيت الرجال مدت أعناقها إلى رجل مثلما مدت أعناقها متوجهة إلى أبي بن كعب فقال هلك أهل العقدة ورب الكعبة ولا آسى عليهم ثلاث مرات يقول ذلك إنما آسى على من يهلكون من المسلمين.
قال ورواه الإمام أحمد (أه) ومر في صدر الترجمة رواية النسائي بسنده عن قيس بن عباد نحوه وأنه قال هلك من أهل العقد ورب الكعبة ثم قال والله ما آسى عليهم ولكن آسى على من أضلوا وتفسير يوسف بن يعقوب أهل العقد بالأمراء (أقول) في النهاية الأثيرية في حديث عمر هلك أهل العقد ورب الكعبة يعني أصحاب الولايات على الأمصار من عقد الألوية للأمراء- ومنه حديث أبي هلك أهل العقدة ورب الكعبة يريد البيعة المعقودة للولاة (أه) وفي حاشية سنن النسائي للسيوطي (أهل العقدة) بضم العين وفتح القاف قال في النهاية يعني أصحاب الولايات على الأمصار من عقد الألوية للأمراء وروى العقدة يريد البيعة المعقودة للولاة (أه) وفي حاشية السندي مثله (أقول) الظاهر أن العقد مصدر عقد يعقد أي عقد البيعة بالخلافة لمن ليس من أهلها أو جمع عقدة والعقدة أيضا الظاهر أن المراد بها عقدة البيع وتفسيره بعقد الألوية لأصحاب الولايات على الأمصار ينافيه قوله على من أضلوا كما لا يخفى وكل ذلك يدل على سخطه لخلافة من تخلف.
وفي الإصابة أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد ابن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري النجاري أبو المنذر وأبو الطفيل سيد القراء كان من أصحاب العقبة الثانية وشهد بدرا والمشاهد كلها قال له النبي صلى الله عليه وسلم ليهنك العلم أبا المنذر وقال له إن الله أمرني أن أقرأ عليك وكان عمر يسميه سيد المسلمين ويقول اقرأ يا أبي ويروي ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا وأخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم وعده مسروق في الستة من أصحاب الفيتا قال الواقدي وهو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم وأول من كتب في آخر الكتاب وكتب فلان ابن فلان (أه) ومر في أوائل الجزء الأول من هذا الكتاب أن ابن أبي الحديد قال في أوائل شرح نهج البلاغة أن القول بتفضيل علي عليه السلام قول قديم قد قال به كثير من الصحابة والتابعين وعد من الصحابة أبي بن كعب.
(وفي احتجاج الطبرسي) عن أبان بن تغلب أنه قال لأبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام جعلت فداك هل كان أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكر على الخليفة الأول فعله وجلوسه مجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم كان الذي أنكر عليه اثنا عشر رجلا من المهاجرين خالد بن سعيد بن العاص وكان من بني أمية وسلمان الفارسي وأبو ذر الغفاري والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وبريدة الأسلمي. ومن الأنصار أبو الهيثم بن التيهان وسهل وعثمان ابنا حنيف وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين وأبي بن كعب وأبو أيوب الأنصاري فلما صعد المنبر تشاوروا بينهم فقال بعضهم والله لنأتينه ولننزلنه عن منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال آخرون منهم والله لئن فعلتم ذلك فقد أعنتم على أنفسكم قال الله عز وجل (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) فذهبوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام واستشاروه فقال لهم في كلام طويل: وأيم الله لو فعلتم ذلك لما كنتم لهم إلا حربا ولكنكم كالملح في الزاد وكالكحل في العين (إلى أن قال) فانطلقوا بأجمعكم إلى الرجل فعرفوه ما سمعتم من قول نبيكم ليكون ذلك أوكد للحجة وأبلغ للعذر فساروا حتى أحدقوا بالمنبر يوم الجمعة فلما صعد المنبر قال المهاجرون للأنصار تقدموا وتكلموا فقال الأنصار بل تقدموا وتكلموا أنتم فإن الله قدمكم في الكتاب فأول من تكلم خالد ابن سعيد بن العاص ثم باقي المهاجرين ثم الأنصار (وروي) أنهم كانوا غيبا عن وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدموا وقد تولى الخليفة ثم ذكر كلام كل واحد منهم (وسنذكر كلا في بابه ’’إنش’’) إلى أن قال ثم قام أبي بن كعب فقال يا فلان لا تجحد وصية وصيفه وصدف عن أمره وأردد الحق إلى أهله تسلم ولا تتماد في غيك فتندم وبادر الإنابة يخف وزرك ولا تختص نفسك بهذا الأمر الذي لم يجعله الله لك فتلقى وبال عملك فعن قليل تفارق ما أنت فيه وتصير إلى ربك فيسألك عما جنيت وما ربك بظلام للعبيد (الحديث). وروى له في الاحتجاج أيضا خطبة طويلة يحتج بها على القوم ويذكر فضائل أمير المؤمنين عليه السلام وأنه أحق بالخلافة.
وروى الصدوق في الخصال بسند ذكرناه في الجزء الأول من هذا الكتاب عن زيد بن وهب قال كان الذين أنكروا تقدم من تقدم على علي في الخلافة اثني عشر رجلا من المهاجرين والأنصار ثم عدهم كما في الرواية السابقة إلا أنه عد بدل عثمان بن حنيف عبد الله ابن مسعود وزاد عليهم زيد بن وهب فصاروا ثلاثة عشر رجلا (وروى) الكليني في الكافي في الصحيح عن المعلى ابن خنيس قال كنا عند أبي عبد الله عليه السلام إن كان ابن مسعود لا يقرأ على قراءتنا فهو ضال فقال ربيعة ضال فقال نعم ضال ثم قال أما نحن فنقرأ على قراءة أبي (أه).
’’من روى عن أبي’’
قال ابن عساكر في تاريخ دمشق: روى عنه ابن عباس وجندب بن عبد الله البجلي وعبد الرحمن بن أبزي وأنس بن مالك وعبد الله بن عمرو بن العاص وأبو هريرة وأبو أيوب الأنصاري وسهل بن سعد وغيرهم من التابعين (أه) وفي الإصابة: ممن روى عنه من الصحابة عمر وكان يسأله عن النوازل ويتحاكم إليه في المعضلات وأبو أيوب وعبادة ابن الصامت وسهل بن سعد وأبو موسى وابن عباس وأبو هريرة وأنس وسليمان بن صرد وغيرهم (أه).
(بعض ما أثر عن أبي في الوصايا والحكم)
في تاريخ دمشق لابن عساكر: حكى المزني عن الشافعي أنه قال رجل لأبي أوصني يا أبا المنذر فقال لا تعترض فيما لا يعنيك واعتزل عدوك واحترس من صديقك وآخ الإخوان على قدر عقولهم ولا تجعل لسانك بذلة لمن لا يرغب فيه ولا تغبطن حيا بشيء إلا بما تغبط به ميتا ولا تطلب حاجة إلا ممن لا يبالي إلا أن يقضيها لك وقال أبو العالية كان أبي يقول ما ترك أحد منكم لله شيئا إلا آتاه الله بما هو خير له منه من حيث لا يحتسب ولا تهاون به وأخذه من حيث لا يعلم به إلا آتاه الله بما هو أشد عليه من حيث لا يحتسب (أه).
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 455
أبي بن كعب بن قيس (ب د ع) أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار، واسمه تيم اللات، وقيل: تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري الخزرجي المعاوي، وإنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم، وقيل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره، فقيل له: النجار.
وبنو معاوية بن عمرو يعرفون ببني حديلة، وهي أم معاوية، نسب ولده إليها، وهي حديلة بنت مالك بن زيد بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وأم أبي صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، تجتمع هي وأبوه في عمرو ابن مالك بن النجار، وهي عمة أبي طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري زوج أم سليم.
وله كنيتان: أبو المنذر، كناه بها النبي صلى الله عليه وسلم، وأبو الطفيل، كناه بها عمر بن الخطاب بابنه الطفيل، وشهد العقبة وبدرا، وكان عمر يقول: «أبي سيد المسلمين». روى عنه عبادة بن الصامت، وابن عباس، وعبد الله بن خباب، وابنه الطفيل بن أبي.
أخبرنا إبراهيم بن محمد، وإسماعيل بن عبيد، وأبو جعفر بإسنادهم عن الترمذي قال: حدثنا محمد بن بشار، أنبأنا عبد الوهاب الثقفي، أنبأنا خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أنس بن مالك أن النبي قال لأبي بن كعب: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك {لم يكن الذين كفروا} قال: الله سماني لك؟
قال: نعم. فجعل أبي يبكي: وروى عبد الرحمن بن أبزى عن أبي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نحوه. قال عبد الرحمن: قلت لأبي: وفرحت بذلك؟ قال: وما يمنعني وهو يقول: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} قال الترمذي: وبالإسناد المذكور حدثنا ابن وكيع، حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن داود العطار، عن معمر عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أرحم أمتي بأمتي أبو بكر» وأشدهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأقرؤهم أبي بن كعب، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح».
وقد رواه أبو قلابة عن أنس نحوه وزاد فيه: «وأقضاهم علي». وقد روي عن زر بن حبيش أنه لزم أبي بن كعب، وكانت فيه شراسة، فقلت له: «اخفض لي جناحك رحمك الله».
أخبرنا أبو منصور بن السيحي المعدل، أخبرنا أبو البركات محمد بن محمد بن خميس الجهني الموصلي، أخبرنا أبو نصر بن طوق، أخبرنا ابن المرجي، أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدثنا أبو عبد الله محمد بن عبدة بن حرب، حدثنا أبو علي الحسن بن قزعة، أخبرنا سفيان بن حبيب، أخبرنا سعيد عن ثوير بن أبي فاختة، عن أبيه، عن الطفيل، عن أبيه، يعني، أبي بن كعب قال: سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ «وألزمهم كلمة التقوى» قال: «شهادة، أن لا إله إلا الله. وروى الحسن بن صالح، عن مطرف، عن الشعبي، عن مسروق قال: كان أصحاب القضاء من أصحاب رسول الله ستة: عمر، وعلي، وعبد الله، وأبي، وزيد، وأبو موسى.
قال أبو عمر، قال: محمد بن سعد عن الواقدي: «أول من كتب لرسول الله، مقدمه المدينة، أبي بن كعب، وهو أول من كتب في آخر الكتاب، وكتب فلان بن فلان، فإذا لم يحضر أبي، كتب زيد بن ثابت، وأول من كتب من قريش عبد الله بن سعد بن أبي سرح، ثم ارتد ورجع إلى مكة، فنزل فيه: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء}. وكان من المواظبين على كتاب الرسائل عبد الله بن الأرقم الزهري، وكان الكاتب لعهوده صلى الله عليه وسلم إذا عاهد. وصلحه إذا صالح، علي بن أبي طالب. وممن كتب لرسول الله أبو بكر الصديق، وعمر بن الخطاب، وعثمان ابن عفان، والزبير بن العوام، وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاصي، وحنظلة الأسيدي، والعلاء بن الحضرمي، وخالد بن الوليد، وعبد الله بن رواحة، ومحمد بن مسلمة، وعبد الله بن عبد الله بن أبي ابن سلول، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان وجهيم بن الصلت، ومعيقيب بن أبي فاطمة، وشرحبيل بن حسنة.
قال أبو نعيم: اختلف في وقت وفاة أبي. فقيل: توفي سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر، وقيل: سنة ثلاثين في خلافة عثمان قال: وهو الصحيح، لأن زر بن حبيش لقيه في خلافة عثمان.
وقال أبو عمر: «مات سنة تسع عشرة، وقيل: سنة عشرين، وقيل: سنة اثنتين وعشرين، وقيل.
إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين، والأكثر أنه مات في خلافة عمر.
وكان أبيض الرأس واللحية، لا يغير شيبه.
أخرجه ثلاثتهم.
حديلة: بضم الحاء المهملة، وفتح الدال.
وحبيش: بضم الحاء المهملة، وفتح الباء الموحدة، وسكون الياء تحتها نقطتان وآخره شين معجمة، والسيحي: بكسر السين المهملة، وبعدها ياء تحتها نقطتان، ثم حاء مهملة.
وثوير: بضم الثاء المثلثة تصغير ثور.
وسرح: بالسين والحاء المهملتين.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 17
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 168
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 61
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار الأنصاري، أبو المنذر وأبو الطفيل سيد القراء. كان من أصحاب العقبة الثانية، وشهد بدرا والمشاهد كلها.
قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «ليهنك العلم أبا المنذر». وقال له: «إن الله أمرني أن أقرأ عليك»، وكان عمر يسميه سيد المسلمين، ويقول: اقرأ يا أبي. ويروى ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا. وأخرج الأئمة أحاديثه في صحاحهم، وعده مسروق في الستة من أصحاب الفتيا.
قال الواقدي: وهو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم، وأول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان ابن فلان، وكان ربعة أبيض اللحية لا يغير شيبة.
وممن روى عنه من الصحابة عمر، وكان يسأله عن النوازل، ويتحاكم إليه في المعضلات، وأبو أيوب، وعبادة بن الصامت، وسهل بن سعد، وأبو موسى، وابن عباس، وأبو هريرة، وأنس، وسليمان بن صرد، وغيرهم.
قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيى بن معين يقول: مات أبي بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة. وقال الواقدي: ورأيت آل أبي وأصحابنا يقولون: مات سنة اثنتين وعشرين.
فقال عمر: اليوم مات سيد المسلمين. قال: وقد سمعت من يقول: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، وهو أثبت الأقاويل، وقال ابن عبد البر: الأكثر على أنه في خلافة عمر.
قلت: وصحح أبو نعيم أنه مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، واحتج له بأن زر بن حبيش لقيه في خلافة عثمان.
وروى البخاري في «تاريخه»، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: قلت لأبي لما وقع الناس في أمر عثمان... فذكر القصة.
وروى البغوي عن الحسن في قصة له أنه مات قبل قتل عثمان بجمعة. وقال ابن حبان: مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر. وقد قيل إنه بقي إلى خلافة عثمان، وثبت عن أبي سعيد الخدري أن رجلا من المسلمين قال: يا رسول الله، أرأيت هذه الأمراض التي تصيبنا ما لنا فيها؟ قال: «كفارات»، فقال أبي بن كعب: يا رسول الله، وإن قلت؟ قال: «وإن شوكة فما فوقها».
فدعا أبي ألا يفارقه الوعك حتى يموت، وألا يشغله عن حج ولا عمرة ولا جهاد ولا صلاة مكتوبة في جماعة. قال: فما مس إنسان جسده إلا وجد حره حتى مات. رواه أحمد وأبو يعلى وابن أبي الدنيا، وصححه ابن حبان، ورواه الطبراني من حديث أبي بن كعب بمعناه، وإسناده حسن.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 1- ص: 180
أبي بن كعب ابن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار.
سيد القراء أبو منذر الأنصاري النجاري المدني المقرئ البدري ويكنى أيضا أبا الطفيل.
شهد العقبة وبدرا وجمع القرآن في حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- وعرض على النبي عليه السلام وحفظ عنه علما مباركا وكان رأسا في العلم والعمل -رضي الله عنه.
حدث عنه: بنوه محمد، والطفيل، وعبد الله، وأنس بن مالك، وابن عباس، وسويد بن غفلة، وزر بن حبيش، وأبو العالية الرياحي، وأبو عثمان النهدي، وسليمان بن صرد،
وسهل بن سعد، وأبو إدريس الخولاني وعبد الله بن الحارث بن نوفل وعبد الرحمن بن أبزى وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبيد بن عمير وعتي السعدي وابن الحوتكية وسعيد بن المسيب وكأنه مرسل وآخرون.
فعن عيسى بن طلحة بن عبيد الله، قال: كان أبي رجلا دحداحا يعني ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير.
وعن بن عباس بن سهل، قال: كان أبي أبيض الرأس واللحية وقال أنس قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأبي بن كعب: ’’إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن’’ وفي لفظ: ’’أمرني أن أقرئك القرآن’’. قال: الله سماني لك؟ قال: ’’نعم’’. قال وذكرت عند رب العالمين؟ قال: ’’نعم’’ فذرفت عيناه.
ولما سأل النبي -صلى الله عليه وسلم- أبيا عن: ’’أي آية في القرآن أعظم’’؟ فقال أبي: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. ضرب النبي -صلى الله عليه وسلم- في صدره وقال: ’’ليهنك العلم أبا المنذر’’.
قال أنس بن مالك: جمع القرآن على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد أحد عمومتي.
وقال ابن عباس: قال أبي لعمر بن الخطاب: إني تلقيت القرآن ممن تلقاه من جبريل -عليه السلام- وهو رطب.
وقال ابن عباس: قال عمر: أقضانا علي وأقرأنا أبي وإنا لندع من قراءة أبي وهو يقول: لا أدع شيئا سمعته من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقد قال الله تعالى {ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها أو مثلها}.
وروى أبو قلابة، عن أنس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أقرأ أمتي أبي’’.
وعن أبي سعيد قال: قال أبي: يا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما جزاء الحمى؟ قال: ’’تجري الحسنات على صاحبها’’. فقال: اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك فلم يمس أبي قط إلا وبه الحمى.
قلت: ملازمة الحمى له حرفت خلقه يسيرا ومن ثم يقول زر بن حبيش كان أبي فيه شراسة.
قال أبو نضرة العبدي: قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر: طلبت حاجة إلى عمر وإلى جنبه رجل أبيض الثياب والشعر فقال: إن الدنيا فيها بلاغنا وزادنا إلى الآخرة وفيها أعمالنا التي نجزى بها في الآخرة فقلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب.
قال مغيرة بن مسلم: عن الربيع، عن أنس، عن أبي العالية قال: قال رجل لأبي بن كعب: أوصني قال: اتخذ كتاب الله إماما وارض به قاضيا وحكما فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم شفيع مطاع وشاهد لا يتهم فيه ذكركم وذكر من قبلكم وحكم ما بينكم وخبركم وخبر ما بعدكم.
الثوري: وأبو جعفر الرازي واللفظ له، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} قال: هن أربع كلهن عذاب وكلهن واقع لا محالة فمضت اثنتان بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بخمس وعشرين سنة فألبسوا شيعا وذاق بعضهم بأس بعض وبقي اثنتان واقعتان لا محالة الخسف والرجم.
أخبرنا إسحاق الأسدي، أنبأنا يوسف الحافظ، أنبأنا أحمد بن محمد، أنبأنا أبو علي المقرئ، أنبأنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، حدثنا إبراهيم بن سعدان، حدثنا بكر بن بكار، حدثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثني أبي، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل قال: كنت واقفا مع أبي بن كعب في ظل أطم حسان والسوق سوق الفاكهة اليوم فقال أبي: إلا ترى الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا؟ قلت: بلى قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’يوشك أن يحسر الفرات، عن جبل من ذهب، فإذا سمع به
الناس ساروا إليه فيقول من عنده لئن تركنا الناس يأخذون منه لا يدعون منه شيئا فيقتل الناس من كل مئة تسعة وتسعون’’.
أخرجه مسلم من طريق عبد الحميد وله إسناد آخر وهو الزبيدي، عن الزهري، عن إسحاق مولى المغيرة، عن أبي.
أبو صالح الكاتب: حدثنا موسى بن علي، عن أبيه أن عمر خطب بالجابية فقال: من أراد أن يسأل، عن القرآن فليأت أبي بن كعب ومن أراد أن يسأل، عن الفرائض فليأت زيدا ومن أراد أن يسأل، عن الفقه فليأت معاذا ومن أراد أن يسأل، عن المال فليأتني فإن الله جعلني خازنا وقاسما.
ورواه الواقدي، عن موسى أيضا.
أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن زر قال: أتيت المدينة فأتيت أبيا فقلت: يرحمك الله اخفض لي جناحك -وكان امرأ فيه شراسة- فسألته، عن ليلة القدر فقال: ليلة سبع وعشرين.
سفيان الثوري: عن أسلم المنقري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه قال: قال أبي بن كعب: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أمرت أن أقرأ عليك القرآن’’ قلت: يا رسول الله! وسميت لك؟ قال: ’’نعم’’ قلت لأبي: فرحت بذلك؟ قال: وما يمنعني وهو تعالى يقول: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا}.
تابعه: الأجلح، عن عبد الله، عن أبيه.
محمد بن عيسى بن الطباع: حدثنا معاذ بن محمد بن محمد بن أبي بن كعب، عن أبيه، عن جده، عن أبي قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’يا أبا المنذر إني أمرت أن أعرض عليك القرآن’’ فقلت: بالله آمنت وعلى يدك أسلمت ومنك تعلمت فرد القول فقلت: يا رسول الله! وذكرت هناك؟ قال: ’’نعم باسمك ونسبك في الملأ الأعلى’’ قلت: اقرأ إذن يا رسول الله.
وقد رواه أبو حاتم الرازي، عن بن الطباع فقال، حدثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي.
سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عبد الله بن عمرو مرفوعا: ’’استقرئوا القرآن من أربعة: من ابن مسعود وأبي ومعاذ وسالم مولى أبي حذيفة’’.
وأخرج أبو داود من حديث ابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى صلاة فلبس عليه فلما انصرف قال لأبي: ’’أصليت معنا’’؟ قال: نعم قال: ’’فما منعك’’؟.
شعبة: عن أبي جمرة، حدثنا إياس بن قتادة، عن قيس بن عباد قال: أتيت المدينة للقاء أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن فيهم رجل ألقاه أحب إلي من أبي فأقيمت الصلاة وخرج فقمت في الصف الأول فجاء رجل فنظر في وجوه القوم فعرفهم غيري فنحاني وقام في مقامي فما عقلت صلاتي فلما صلى قال: يا بني! لا يسوءك الله فإني لم آت الذي أتيت بجهالة ولكن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لنا: ’’كونوا في الصف الذي يليني’’ وإني نظرت في وجوه القوم فعرفتهم غيرك وإذا هو أبي -رضي الله عنه.
الدارمي: حدثنا يحيى بن حسان، حدثنا عكرمة بن إبراهيم، أخبرنا يزيد بن شداد، حدثني معاوية بن قرة، حدثني عتبة بن عبد الله بن عمرو بن العاص، حدثني أبي، عن جدي قال: كنت عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم عيد فقال: ’’ادعوا لي سيد الأنصار’’ فدعوا أبي بن كعب فقال: ’’يا أبي! ائت بقيع المصلى فأمر بكنسه’’ الحديث.
الوليد بن مسلم: حدثنا عبد الله بن العلاء، عن عطية بن قيس، عن أبي إدريس الخولاني أن أبا الدرداء ركب إلى المدينة في نفر من أهل دمشق فقرؤوا يوما على عمر {إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية}، ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فقال عمر: من أقرأكم هذا؟ قالوا: أبي بن كعب فدعا به فلما أتى قال: اقرءوا فقرءوا كذلك فقال أبي: والله يا عمر إنك لتعلم أني كنت أحضر ويغيبون وأدنى ويحجبون ويصنع بي ويصنع بي ووالله لئن أحببت لألزمن بيتي فلا أحدث شيئا ولا أقرئ أحدا حتى أموت. فقال عمر: اللهم غفرا! إنا لنعلم أن الله قد جعل عندك علما فعلم الناس ما علمت.
ابن عيينة: عن عمرو، عن بجالة -أو غيره- قال: مر عمر بن الخطاب بغلام يقرأ في المصحف {النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم}، ’’وهو أب لهم’’ فقال: يا غلام حكها، قال: هذا مصحف أبي فذهب إليه فسأله فقال: إنه كان يلهيني القرآن ويلهيك الصفق بالأسواق.
عوف: عن الحسن، حدثني عتى بن ضمرة قال: رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم فقلت: ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم: ما أنت من أهل البلد؟ قلت: لا، قال: فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين أبي بن كعب.
أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلب، عن أبي قال: إنا لنقرؤه في ثمان ليال -يعني القرآن.
سلام بن مسكين، حدثنا عمران بن عبد الله قال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب: ما لك لا تستعملني؟ قال: أكره أن يدنس دينك.
الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال عمر: اخرجوا بنا إلى أرض قومنا فكنت في مؤخر الناس مع أبي بن كعب فهاجت سحابة فقال: اللهم اصرف عنا أذاها، قال: فلحقناهم وقد ابتلت رحالهم فقال عمر: ما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت: إن أبا المنذر قال: اللهم اصرف عنا أذاها، قال: فهلا دعوتم لنا معكم.
قال معمر: عامة علم ابن عباس من ثلاثة عمر، وعلي، وأبي.
قال مسروق: سألت أبيا، عن شيء فقال: أكان بعد؟ قلت: لا، قال: فاحمنا حتى يكون فإذا كان اجتهدنا لك رأينا.
الجريري: عن أبي نضرة قال: قال رجل منا يقال له: جابر أو جويبر قال: أتيت عمر وقد أعطيت منطقا فأخذت في الدنيا فصغرتها فتركتها لا تسوى شيئا وإلى جنبه رجل أبيض الرأس واللحية والثياب فقال: كل قولك مقارب إلا وقوعك في الدنيا هل تدري ما الدنيا؟ فيها بلاغنا -أو قال زادنا- إلى الآخرة وفيها أعمالنا التي نجزى بها قلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب.
أصرم بن حوشب، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: كان أبي صاحب عبادة فلما احتاج الناس إليه ترك العبادة وجلس للقوم.
عوف، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة قلت لأبي بن كعب: ما شأنكم يا أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نأتيكم من الغربة نرجو عندكم الخير فتهاونون بنا؟ قال: والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن قولا لا أبالي استحييتموني أو قتلتموني فلما كان يوم الجمعة خرجت فإذا أهل المدينة يموجون في سككها فقلت: ما الخبر؟ قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب.
قد ذكرت أخبار أبي بن كعب في ’’طبقات القراء’’ وأن ابن عباس وأبا العالية وعبد الله بن السائب قرءوا عليه وأن عبد الله بن عياش المخزومي قرأ عليه أيضا وكان عمر يجل أبيا ويتأدب معه ويتحاكم إليه.
قال محمد بن عمر الواقدي: تدل أحاديث على وفاة أبي بن كعب في خلافة عمر ورأيت أهله وغيرهم يقولون: مات في سنة اثنتين وعشرين بالمدينة وأن عمر قال: اليوم مات سيد المسلمين.
قال: وقد سمعنا من يقول مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين، قال: وهو أثبت الأقاويل عندنا وذلك أن عثمان أمره أن يجمع القرآن.
وقال محمد بن سعد: حدثنا عارم، حدثنا حماد، عن أيوب، عن ابن سيرين أن عثمان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن.
قلت: هذا إسناد قوي لكنه مرسل وما أحسب أن عثمان ندب للمصحف أبيا ولو كان كذلك لاشتهر ولكان الذكر لأبي لا لزيد والظاهر وفاة أبي في زمن عمر حتى إن الهيثم بن عدي وغيره ذكرا موته سنة تسع عشرة.
وقال محمد بن عبد الله بن نمير، وأبو عبيد، وأبو عمر الضرير مات سنة اثنتين وعشرين فالنفس إلى هذا أميل وأما خليفة بن خياط وأبو حفص الفلاس فقالا: مات في خلافة عثمان وقال خليفة مرة مات سنة اثنتين وثلاثين.
وفي ’’سنن أبي داود’’ يونس بن عبيد، عن الحسن أن عمر بن الخطاب جمع الناس على أبي بن كعب في قيام رمضان فكان يصلي بهم عشرين ركعة.
وقد كان أبي التقط صرة فيها مئة دينار فعرفها حولا وتملكها وذلك في ’’الصحيحين’’.
وروى عنه ابن عباس قصة موسى والخضر وذلك في ’’الصحيحين’’ أيضا.
ولأبي في الكتب الستة نيف وستون حديثا.
وأنبأني بنسبه الحافظ أبو محمد النوني، وقال: مالك بن النجار: هو أخو عدي، ودينار، ومازن، واسم النجار والدهم تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج. قال: وأبي بن كعب هو ابن عمة أبي طلحة الأنصاري.
وكان أبي نحيفا، قصيرا، أبيض الرأس واللحية.
قال والواقدي: رأيت أهله وغير واحد يقولون مات في سنة اثنتين وعشرين بالمدينة وقد سمعت من يقول مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين وهو أثبت الأقاويل عندنا. قال لأن عثمان أمره أن يجمع القرآن.
روى حماد بن زيد، عن أيوب وهشام، عن ابن سيرين أن عثمان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي وزيد بن ثابت في جمع القرآن.
له عند بقي بن مخلد مئة وأربعة وستون حديثا منها في البخاري ومسلم ثلاثة أحاديث وانفرد البخاري بثلاثة ومسلم بسبعة.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 236
أبي بن كعب ومنهم المنبئ إذا سئل عن الغامض الصعب، والمذري إذا سما من الشوق والكرب، سيد المسلمين أبي بن كعب،
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم الدبري، عن عبد الرزاق، أخبرنا الثوري.. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الأعلى، قالا: عن سعيد الجريري، عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح الأنصاري، عن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أبا المنذر، أي آية من كتاب الله عز وجل معك أعظم؟» قلت: الله ورسوله أعلم، قال: «أبا المنذر أي آية من كتاب الله معك أعظم؟» قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} [البقرة: 255]، فضرب صدري وقال: «ليهنك العلم أبا المنذر»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا هدبة، ثنا همام، ثنا قتادة، عن أنس بن مالك، رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأبي بن كعب رضي الله تعالى عنه: «إن الله عز وجل أمرني أن أقرأ عليك»، قال: آلله سماني لك؟ قال: «نعم، الله سماك لي»، قال: فجعل أبي يبكي ’’ رواه شعبة، عن قتادة، نحوه
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا أبو حصين القاضي، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا ابن المبارك، عن الأجلح، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقرأ عليك القرآن»، قال: قلت: سماني لك ربي - أو ربك - عز وجل؟ قال: «نعم»، فتلا: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس: 58] ’’ رواه الثوري عن أسلم المنقري، عن ابن أبزى
حدثنا عبد الملك بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان الثوري، عن أسلم المنقري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: قال أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت بأن أقرئك سورة»، فقلت: يا رسول الله، وسميت لك؟ قال: «نعم»، قلت لأبي: ففرحت بذلك؟ قال: وما يمنعني وهو يقول: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون} [يونس: 58]’’
حدثنا سليمان بن أحمد بن خليد الحلبي، ثنا محمد بن عيسى الطباع، ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني أمرت أن أعرض عليك القرآن»، فقال: بالله آمنت، وعلى يدك أسلمت، ومنك تعلمت، قال: فرد النبي صلى الله عليه وسلم القول، فقال: يا رسول الله، وذكرت هناك؟ قال: «نعم، باسمك ونسبك في الملأ الأعلى»، قال: فاقرأ إذا يا رسول الله’’
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن يحيى القصري المروزي، ثنا سليمان بن عامر المروزي، عن الربيع بن أنس، أنه قرأ على أبي العالية قال: وقرأ أبو العالية على أبي بن كعب، قال أبي بن كعب: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أمرت أن أقرئك القرآن»، قال أبي: فقلت: يا رسول الله، أو ذكرت هناك؟ قال: «نعم»، فبكى أبي: فلا أدري أشوق أم خوف’’
حدثنا جعفر بن محمد بن عمرو، ثنا محمد بن الحسن بن حبيب، ثنا يحيى بن عبد الحميد، ثنا أبو الأحوص، عن عمار بن رزيق، عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عيسى بن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه، قال: قال أبي بن كعب: انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فضرب بيده صدري ثم قال: «أعيذك بالله من الشك والتكذيب»، قال: ففضت عرقا، وكأني أنظر إلى ربي فرقا ’’ رواه إسماعيل بن أبي خالد، عن عبد الله بن عيسى، مثله
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، أخبرني أبو حمزة، قال: سمعت إياس بن قتادة، يحدث، عن قيس بن عباد، قال: ’’قدمت المدينة للقاء أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، فلم يكن فيهم أحد أحب إلي من لقاء أبي بن كعب، فقمت في الصف الأول، فخرج فلما صلى حدث، فما رأيت الرجال متحت أعناقها إلى شيء متوحها إليه، فسمعته يقول: «هلك أهل العقدة ورب الكعبة» قالها ثلاثا، «هلكوا وأهلكوا، أما إني لا آسى عليهم، ولكني آسى على من يهلكون من المسلمين» رواه أبو مجلز عن قيس بن عباد، مثله
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أحمد بن عصام، ثنا يوسف بن يعقوب، ثنا سليمان التيمي، عن أبي مجلز، عن قيس بن عباد، قال: بينما أنا أصلي، في مسجد المدينة في الصف المقدم، إذ جاء رجل من خلفي فجذبني جذبة فنحاني وقام مقامي، فلما سلم التفت إلي فإذا هو أبي بن كعب فقال: «يا فتى، لا يسؤك الله، إن هذا عهد من النبي صلى الله عليه وسلم إلينا» ثم استقبل القبلة فقال: «هلك أهل العقدة ورب الكعبة، لا آسى عليهم - ثلاث مرار - أما والله ما عليهم آسى، ولكن آسى على من أضلوا»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا محمد بن سعيد بن الأصبهاني، ثنا عبد الله بن المبارك، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، رضي الله عنه قال: «عليكم بالسبيل والسنة، فإنه ليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن عز وجل ففاضت عيناه من خشية الله عز وجل فتمسه النار، وليس من عبد على سبيل وسنة ذكر الرحمن فاقشعر جلده من مخافة الله عز وجل إلا كان مثله كمثل شجرة يبس ورقها فبينا هي كذلك إذ أصابتها الريح فتحاتت عنها ورقها إلا تحاتت عنه ذنوبه كما تحات عن هذه الشجرة ورقها، وإن اقتصادا في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل الله وسنته، فانظروا أعمالكم، فإن كانت اجتهادا أو اقتصادا أن تكون على منهاج الأنبياء وسنتهم»
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا علي بن الحسن بن سليمان، ثنا أبو خالد، عن المغيرة بن مسلم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية قال: قال رجل لأبي بن كعب: أوصني، قال: «اتخذ كتاب الله إماما، وارض به قاضيا وحكما، فإنه الذي استخلف فيكم رسولكم، شفيع مطاع، وشاهد لا يتهم، فيه ذكركم وذكر من قبلكم، وحكم ما بينكم، وخبركم وخبر ما بعدكم»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثنا أبي، حدثنا وكيع، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه في قوله عز وجل: {قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا من فوقكم} [الأنعام: 65] الآية، قال: ’’هن أربع، وكلهن عذاب، وكلهن واقع لا محالة، فمضت اثنتان بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمس وعشرين سنة: فألبسوا شيعا، وذاق بعضهم بأس بعض، وبقي ثنتان واقعتان لا محالة: الخسف، والرجم ’’ رواه الثوري عن الربيع نحوه
حدثنا أبو محمد حامد بن حيان قال: ثنا عبد الرحمن بن سلم، ثنا هناد بن السري، ثنا وكيع، عن يزيد بن إبراهيم، عن أبي هارون الغنوي، عن مسلم بن شداد، عن عبيد بن عمير، عن أبي بن كعب، قال: «ما من عبد ترك شيئا لله عز وجل إلا أبدله الله به ما هو خير منه من حيث لا يحتسب، وما تهاون به عبد فأخذه من حيث لا يصلح إلا أتاه الله ما هو أشد عليه منه حيث لا يحتسب»
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا ابن عون، عن الحسن، عن أبي بن كعب، رضي الله عنه قال: «كنا مع نبينا صلى الله عليه وسلم ووجهنا واحد، فلما قبض نظرنا هكذا وهكذا» رواه روح، عن ابن عون فقال: عن عتي، عن أبي
حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي، ثنا الحسن بن الحباب المقرئ، ثنا محمد بن إسماعيل المباركي، ثنا روح بن عبادة، عن عبد الله بن عون، عن الحسن، عن عتي بن ضمرة، عن أبي بن كعب، قال: «كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوهنا واحدة، حتى فارقنا فاختلفت وجوهنا يمينا وشمالا»
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا أبو الأشهب، عن الحسن، عن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه قال: «ألا إن طعام ابن آدم ضرب للدنيا مثلا، وإن ملحه وقزحه» قال الشيخ رحمه الله: جوده أبو حذيفة عن الثوري مرفوعا فقال عن عتي
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو حذيفة، ثنا سفيان الثوري، عن يونس بن عبيد، عن الحسن، عن عتي، عن أبي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مطعم ابن آدم قد ضرب للدنيا مثلا، فانظر ما يخرج من ابن آدم وإن ملحه وقزحه، قد علم إلى ما يصير»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد بن السري، ثنا محمد بن عبيد، عن محرز أبي رجاء، عن صدقة، عن إبراهيم بن مرة، قال: ’’جاء رجل إلى أبي فقال: يا أبا المنذر، آية في كتاب الله قد غمتني، قال: أي آية؟ قال: {من يعمل سوءا يجز به} [النساء: 123]، قال: ذاك العبد المؤمن ما أصابته من نكبة مصيبة فيصبر فيلقى الله تعالى فلا ذنب له’’
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، ثنا أحمد بن طارق، ثنا عباد بن العوام، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن، عن عتي، عن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه قال: كان آدم عليه السلام رجلا طويلا كثير شعر الصدر كأنه نخلة جوفاء، فلما أصاب الخطيئة سقط عنه رياشه فذهب هاربا في الجنة فتعلقت شجرة برأسه فقال: هل أنت مخليتي؟ فقالت: ما أنا بمخليتك، فناداه ربه: يا آدم، أتفر مني؟ قال: يا رب استحيتك’’
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا أبو بكر بن النعمان، ثنا محمد بن سعيد بن سابق، ثنا أبو جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، رضي الله تعالى عنه قال: ’’المؤمن بين أربع: إن ابتلي صبر، وإن أعطي شكر، وإن قال صدق، وإن حكم عدل، فهو يتقلب في خمسة من النور، وهو الذي يقول الله: {نور على نور} [النور: 35]، كلامه نور، وعلمه نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره إلى النور يوم القيامة، والكافر يتقلب في خمسة من الظلم، فكلامه ظلمة، وعمله ظلمة، ومدخله ظلمة، ومخرجه في ظلمة، ومصيره إلى الظلمات يوم القيامة’’
حدثنا محمد بن إسحاق بن أيوب، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا عبد الحميد بن جعفر، حدثني أبي، عن سليمان بن يسار، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل، قال: كنت واقفا مع أبي بن كعب رضي الله تعالى عنه في ظل أجم حسان، والسوق في سوق الفاكهة اليوم، فقال أبي: ألا ترى الناس مختلفة أعناقهم في طلب الدنيا؟ قال: قلت: بلى، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ’’يوشك أن يحسر الفرات عن جبل من ذهب، فإذا سمع به الناس ساروا إليه، فيقول من عنده: لئن تركنا الناس يأخذون منه لا يدعون منه شيئا، فيقتتل الناس فيقتل من كل مائة تسعة وتسعون ’’ رواه الزبيدي، عن الزهري، عن إسحاق مولى المغيرة، عن أبي نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن خليد الحلبي، ثنا محمد بن عيسى بن الطباع، ثنا معاذ بن محمد بن معاذ بن أبي بن كعب، عن أبيه، عن جده، عن أبي بن كعب، رضي الله عنه، أنه قال: يا رسول الله، ما جزاء الحمى؟ قال: «تجري الحسنات على صاحبها ما اختلج عليه قدم، أو ضرب عليه عرق»، فقال أبي بن كعب: اللهم إني أسألك حمى لا تمنعني خروجا في سبيلك، ولا خروجا إلى بيتك ولا مسجد نبيك، قال: فلم يمس أبي قط إلا وبه حمى’’
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إبراهيم بن الحجاج، ثنا عبد العزيز بن مسلم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبي بن كعب، رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بشر هذه الأمة بالسناء والنصر والتمكين، ومن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا فلم يكن له في الآخرة من نصيب»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا حفص بن عمر، ثنا قبيصة بن عقبة، ثنا سفيان الثوري، عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن الطفيل بن أبي بن كعب، عن أبيه، رضي الله تعالى عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قال: «يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه»، يقولها ثلاثا
حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا شيبان بن أبي شيبة، ثنا سلام بن مسكين، حدثني عصمة أبو حكيمة، عن أبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’ألا أعلمك كلمات مما علمني جبريل عليه السلام؟ قال: قلت: نعم يا رسول الله، قال: ’’قل: اللهم اغفر لي خطاياي، وعمدي، وهزلي، وجدي، ولا تحرمني بركة ما أعطيتني، ولا تفتني فيما حرمتني’’
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 250
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 250
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار وهو تيم اللات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج الأكبر الأنصاري المعاوي، وبنو معاوية بن عمرو يعرفون ببني جديلة، وهى أمهم، ينسبون إليها، وهي جديلة بنت مالك بن زيد الله بن حبيب بن عبد حارثة بن مالك بن غضب بن جشم بن الخزرج، وأبوهم معاوية بن عمرو، وهي أم معاوية بن عمرو، وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، وهي عمة أبي طلحة الأنصاري.
وزعم ابن سيرين أن النجار إنما سمي النجار لأنه اختتن بقدوم، وقال غيره: بل ضرب وجه رجل بقدوم فنجره فقيل له النجار، يكنى أبي بن كعب أبا الطفيل بابنه، وأبا المنذر.
روى وكيع عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى الأشعري، قال: جاء أبي بن كعب إلى عمر رضي الله عنه فقال: يا بن الخطاب فقال له عمر: يا أبا الطفيل، في حديث ذكره.
أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، وسعيد بن نصر، قالا: حدثنا قاسم بن أصبغ، قال: حدثنا محمد بن وضاح، قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا عبد الأعلى عن الجريري عن أبي السليل، عن عبد الله بن رباح عن أبي بن كعب، قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: يا أبا المنذر، أي آية معك في كتاب الله عز وجل أعظم؟ فقلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}. قال: فضرب صدري وقال: ليهنئك العلم أبا المنذر. وذكر تمام الحديث.
قال أبو عمر: شهد أبي بن كعب العقبة الثانية، وبايع النبي صلى الله عليه وسلم فيها، ثم شهد بدرا، وكان أحد فقهاء الصحابة وأقرأهم لكتاب الله. روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: أقرأ أمتي أبي، وروي عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال له: أمرت أن أقرأ عليك القرآن، أو أعرض عليك القرآن. أخبرنا عبد الوارث بن سفيان، قال: حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا جعفر ابن محمد الصائغ، قال، حدثنا عفان بن مسلم، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك، قال: أخبرني الأجلح عن عبد الله بن عبد الرحمن بن ابزى عن أبيه عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. أمرت أن أقرأ عليك القرآن، قال قلت: يا رسول الله، سماني لك ربك؟ قال: نعم.
فقرأ علي: {قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فلتفرحوا هو خير مما يجمعون}. بالتاء جميعا. قال أبو عمر: وقد روي عنه أنه قرأهما جميعا بالياء.
حدثنا عبد الوارث بن سفيان، قال حدثنا قاسم بن أصبغ، قال حدثنا جعفر بن محمد الصائغ، قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا همام عن قتادة عن أنس أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم دعا أبيا فقال: إن الله أمرني أن أقرأ القرآن عليك، قال: الله سماني لك؟ قال: نعم، فجعل أبي يبكي. قال أنس: ونبيت أنه قرأ عليه: {لم يكن الذين كفروا}. قال عفان: وأخبرنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا علي بن زيد عن عمار بن أبي عمار قال: سمعت أبا حية الأنصاري البدري قال: لما نزلت: {لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب}.. إلى آخرها، قال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن ربك يأمرك أن تقرئها أبيا. فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأبي: إن جبريل عليه السلام أمرني أن أقرئك هذه السورة. قال أبي: أو ذكرت ثم يا رسول الله؟ قال: نعم، فبكى أبي. وروي من حديث أبي قلابة عن أنس، ومنهم من يرويه مرسلا، وهو الأكثر، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أرحم أمتي بأمتي أبو بكر، وأقواهم في دين الله عمر، وأصدقهم حياء عثمان، وأقضاهم علي بن أبي طالب، وأقرؤهم أبي بن كعب، وأفرضهم زيد بن ثابت، وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل، وما أظلت الخضراء، ولا أقلت الغبراء على ذي لهجة أصدق من أبي ذر، ولكل أمة أمين، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة بن الجراح. وقد ذكرنا لهذا الحديث طرقا فيما تقدم من هذا الكتاب. وقد روى من حديث أبي محجن الثقفي مثله سواء مسندا. وروى أيضا من وجه ثالث. وروينا عن عمر من وجوه أنه قال: أقضانا علي، وأقرؤنا أبي، وإنا لنترك أشياء من قراءة أبي.
وكان أبي بن كعب ممن كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي قبل زيد بن ثابت ومعه أيضا، وكان زيد ألزم الصحابة لكتابه الوحي، وكان يكتب كثيرا من الرسائل. وذكر محمد بن سعد عن الواقدي عن أشياخه قال: أول من كتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي مقدمه المدينة أبي بن كعب، وهو أول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان. قال: وكان أبي إذا لم يحضر دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم زيد بن ثابت، فيكتب. وكان أبي وزيد بن ثابت يكتبان الوحي بين يديه صلى الله عليه وآله وسلم، ويكتبان كتبه إلى الناس وما يقطع وغير ذلك.
قال الواقدي: وأول من كتب له من قريش عبد الله بن سعد أبي سرح، ثم ارتد ورجع إلى مكة، وفيه نزلت: {ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا}، {أو قال أوحي إلي ولم يوح إليه شيء}.. الآية. وكان من المواظبين على كتاب الرسائل عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عبد الله بن الأرقم الزهري، وكان الكاتب لعهوده صلى الله عليه وآله وسلم إذا عهد، وصلحه إذا صالح، علي ابن أبي طالب رضي الله عنه. وممن كتب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبو بكر الصديق، وذكر ذلك عمر بن شبة وغيره في كتاب الكتاب. وفيه زيادات على هؤلاء أيضا عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلي بن أبي طالب، والزبير بن العوام، وخالد وأبان ابنا سعيد بن العاص، وحنظلة الأسيدي، والعلاء بن الحضرمي، وخالد بن الوليد، وعبد الله رواحة، ومحمد ابن مسلمة، وعبد الله بن سعد بن أبي سرح، وعبد الله بن أبي بن سلول، والمغيرة بن شعبة، وعمرو بن العاص، ومعاوية بن أبي سفيان، وجهيم بن الصلت، ومعيقيب بن أبي فاطمة، وشرحبيل ابن حسنة رضي الله عنهم.
قال الواقدي: فلما كان عام الفتح وأسلم معاوية كتب له أيضا. قال أبو عمر: مات أبي بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب، وقيل سنة تسع عشرة. وقيل: سنة اثنتين وعشرين. وقد قيل: إنه مات في خلافة عثمان سنة اثنتين وثلاثين. وقال علي بن المديني: مات العباس وأبو سفيان ابن حرب وأبي بن كعب قريبا بعضهم من بعض في صدر خلافة عثمان رضي الله عنه، والأكثر على أنه مات في خلافة عمر رحمهما الله، يعد
في أهل المدينة. روى عنه عبادة بن الصامت، وعبد الله بن عباس، وعبد الله ابن خباب، وابنه الطفيل بن أبي رضي الله عنهم.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 65
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار. ويكنى أبا المنذر وأمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو من بني مالك بن النجار. وكان لأبي بن كعب من الولد الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع بن عبدنهم من دوس. وأم عمرو بنت أبي ولا ندري من أمها. وقد شهد أبي بن كعب العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا. [وكان أبي يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة.
وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر الله. تبارك وتعالى. رسوله أن يقرأ على أبي القرآن. وقال رسول الله. ص: أقرأ أمتي أبي].
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة عن عمه عيسى بن طلحة قال: وحدثني موسى بن محمد بن إبراهيم عن أبيه قال: وحدثني مخرمة بن بكير عن أبيه عن يسر بن سعيد قال: وحدثني عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قالوا: آخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أبي بن كعب وطلحة بن عبيد الله. قال:
وأما محمد بن إسحاق فيروي أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - آخى بين أبي بن كعب وسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وشهد أبي بدرا وأحدا والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني إسحاق بن يحيى عن عيسى بن طلحة قال: كان أبي رجلا دحداحا ليس بالقصير ولا بالطويل.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني أبي بن عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه قال: كان أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه.
أخبرنا إسماعيل بن أبي إبراهيم الأسدي عن الجريري أبي نضرة قال: قال رجل منا يقال له جابر أو جويبر: طلبت حاجة إلى عمر في خلافته. وإلى جنبه رجل
أبيض الشعر أبيض الثياب فقال: إن الدنيا فيها بلاغنا وزادنا إلى الآخرة وفيها أعمالنا التي نجازى بها في الآخرة. قلت: من هذا يا أمير المؤمنين؟ قال: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب.
أخبرنا روح بن عبادة قال: أخبرنا عوف عن الحسن عن عتي بن ضمرة قال:
رأيت أبي بن كعب أبيض الرأس واللحية.
أخبرنا عفان بن مسلم وسليمان بن حرب قالا: أخبرنا حماد بن سلمة قال:
أخبرنا ثابت البناني وحميد عن الحسن عن عتي السعدي قال: قدمت المدينة فجلست إلى رجل أبيض الرأس واللحية يحدث وإذا هو أبي بن كعب. قال محمد بن سعد: ولم يذكر سليمان حميدا.
أخبرنا عمرو بن عاصم الكلابي قال: أخبرنا سلام بن مسكين قال: أخبرنا عمران بن عبد الله قال: قال أبي بن كعب لعمر بن الخطاب. رضي الله عنه. ما لك لا تستعملني؟ قال: أكره أن يدنس دينك.
[أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب بن خالد وأخبرنا محمد بن عبد الله قال: أخبرنا سفيان قالا: أخبرنا خالد الحذاء عن أبي قلابة عن أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: أقرأ أمتي أبي بن كعب].
[أخبرنا عاصم بن عاصم الكلابي وعفان بن مسلم قالا: أخبرنا همام بن يحيى عن قتادة عن أنس بن مالك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا أبي بن كعب فقال: إن الله.
تبارك وتعالى. أمرني أن أقرأ عليك. قال: الله سماني لك؟ قال: الله سماك لي.
قال فجعل أبي يبكي. قال عفان. قال همام. قال قتادة: نبئت أنه قرأ عليه: لم يكن.]
أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا وهيب قال: أخبرنا أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب أنه كان يختم القرآن في ثماني ليال وكان تميم الداري يختمه في سبع.
أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب قال: إنا لنقرؤه في ثمان. يعني القرآن.
أخبرنا عبد الله بن جعفر الرقي قال: أخبرنا عبيد الله بن عمرو عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي المهلب عن أبي بن كعب قال: أما أنا فأقرأ القرآن في ثماني ليال.
أخبرنا عارم بن الفضل وعفان قالا: أخبرنا حماد بن زيد قال: أخبرنا عاصم بن بهدلة عن زر بن حبيش قال: كانت في أبي بن كعب شراسة فقلت له: أبا المنذر.
ألن لي من جانبك فإني إنما أتمتع منك.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: أخبرنا سفيان عن ابن أبجر عن الشعبي عن مسروق قال: سألت أبي بن كعب عن مسألة فقال: يا ابن أخي أكان هذا؟ قلت:
لا. قال: فأحمنا حتى يكون فإذا كان اجتهدنا لك رأينا.
أخبرنا روح بن عبادة وهوذة بن خليفة قالا: أخبرنا عوف عن الحسن قال:
أخبرنا عتي بن ضمرة قال: قلت لأبي بن كعب: ما لكم أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
نأتيكم من البعد نرجو عندكم الخبر أن تعلمونا فإذا أتيناكم استخففتم أمرنا كأنا نهون عليكم؟ فقال: والله لئن عشت إلى هذه الجمعة لأقولن فيها قولا لا أبالي استحييتموني عليه أو قتلتموني. فلما كان يوم الجمعة من بين الأيام أتيت المدينة فإذا أهلها يموجون بعضهم في بعض في سككهم. فقلت: ما شأن هؤلاء الناس؟ قال بعضهم: أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت: لا. قال: فإنه قد مات سيد المسلمين اليوم أبي بن كعب.
قلت: والله إن رأيت كاليوم في الستر أشد مما ستر هذا الرجل.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: أخبرنا عوف عن الحسن عن عتي السعدي قال: قدمت المدينة في يوم ريح وغبرة وإذا الناس يموج بعضهم في بعض.
فقلت: ما لي أرى الناس يموج بعضهم في بعض؟ فقالوا: أما أنت من أهل هذا البلد؟ قلت: لا. قالوا: مات اليوم سيد المسلمين أبي بن كعب.
أخبرنا عفان بن مسلم قال: أخبرنا جعفر بن سليمان قال: أخبرنا أبو عمران الجوني عن جندب بن عبد الله البجلي قال: أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإذا الناس فيه حلق يتحدثون. فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب عليه ثوبان كأنما قدم من سفر. قال فسمعته يقول: هلك أصحاب العقدة ورب الكعبة ولا آسى عليهم. أحسبه قال مرارا. قال فجلست إليه فتحدث بما قضي له. ثم قام. قال فسألت عنه بعد ما قام. قلت: من هذا؟ قالوا: هذا سيد المسلمين أبي بن كعب. قال فتبعته حتى أتى منزله فإذا هو رث المنزل رث الهيئة. فإذا رجل زاهد منقطع يشبه أمره بعضه بعضا. فسلمت عليه فرد علي السلام ثم سألني: ممن أنت؟ قلت: من أهل العراق. قال: أكثر مني سؤالا. قال لما قال
ذلك غضبت. قال فجثوت على ركبتي ورفعت يدي. هكذا وصف. حيال وجهه فاستقبلت القبلة. قال قلت: اللهم نشكوهم إليك إنا ننفق نفقاتنا وننصب أبداننا ونرحل مطايانا ابتغاء العلم فإذا لقيناهم تجهموا لنا وقالوا لنا. قال فبكى أبي وجعل يترضاني ويقول: ويحك لم أذهب هناك. قال ثم قال: اللهم إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمن بما سمعت من رسول الله لا أخاف فيه لومة لائم. قال لما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت أنتظر الجمعة. فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجتي فإذا السكك غاصة من الناس لا أجد سكة إلا يلقاني فيها الناس. قال قلت:
ما شأن الناس؟ قالوا: إنا نحسبك غريبا. قال قلت: أجل. قالوا: مات سيد المسلمين أبي بن كعب. قال جندب: فلقيت أبا موسى بالعراق فحدثته حديث أبي قال: وا لهفاه! لو بقي حتى تبلغنا مقالته.
قال محمد بن عمر: هذه الأحاديث التي تقدمت في موت أبي تدل على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب. رضي الله عنه. فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون سنة اثنتين وعشرين بالمدينة. وقد سمعت من يقول مات في خلافة عثمان بن عفان. رضي الله عنه. سنة ثلاثين. وهو أثبت الأقاويل عندنا. وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن.
أخبرنا عارم بن الفضل قال: أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين أن عثمان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت في جمع القرآن.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 3- ص: 378
أبي بن كعب من بني النجار: مات بالمدينة، واختلف في موته، فقال قوم: مات في خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين وقال عمر: اليوم مات سيد المسلمين، وقال قوم: مات في خلافة عثمان سنة ثلاثين. وروي عنه أنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ أي آية معك في كتاب الله أعظم ’’. قلت: {الله لا إله إلا هو الحي القيوم} البقرة: 225 قال: فضرب في صدري وقال ليهنك العلم، فوالذي نفسي بيده أن لها للسانا وشفتين تقدس الملك عند ساق العرش. وتحاكم إليه عمر والعباس رضي الله عنه عنهما في دار كانت للعباس إلى جانب المسجد فقضى للعباس على عمر؛ ولا تولى القضاء إلا عالم. وقال مسروق: شاممت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فوجدت علمهم انتهى إلى هؤلاء الستة: عمر وعلي وعبد الله وأبي وأبي الدرداء وزيد بن ثابت رضي الله عنهم.
دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 44
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو ابن مالك بن النجار أبو المنذر الأنصاري المدني أخذ القرآن ومعانيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
وكان سيدا القراء
توفي سنة ثلاث وثلاثين
وفيه اختلافات
مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 5
أبي بن كعب بن قيس من بني جديلة وجديلة أم معاوية بن عمرو بن مالك كنيته أبو المنذر وكان له بن يقال له الطفيل فكان عمر بن الخطاب يكنيه بالطفيل وكان أبي ممن جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وامر الله صفيه صلوات الله عليه أن يقرأ على أبي القرآن ليكون اوكد لحفظ أبي له وأنشط له في وعيه والمحافظة عليه وكان من فقهاء الصحابة وجلة الأنصار مات سنة ثنتين وعشرين في خلافة عمر بن الخطاب وقد قيل انه بقى إلى خلافة عثمان بن عفان رضه والأول أصح
دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 31
أبي بن كعب، أبو المنذر، من بني عمرو بن مالك بن النجار، الأنصاري.
يقال: شهد بدرا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مدني.
قال أبو داود: حدثنا شعبة، عن حبيب بن الزبير، مولى لبني هلال، سمع عبد الله بن أبي الهذيل، عن عبد الرحمن بن أبزى، عن عبد الله بن خباب بن الأرت، عن أبي، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: الدجال عينه خضراء.
حدثني محمد بن يوسف، قال: حدثنا سفيان، عن أسلم المنقري، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن أبزى، عن أبيه، قلت لأبي، لما وقع الناس في أمر عثمان: أبا المنذر.
حدثني عبيد بن يعيش، قال: حدثنا محمد بن بشر، عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، قال عمر لأبي: يا أبا الطفيل.
قال أبو عبد الله: وله ابن يقال له: الطفيل.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1
أبي بن كعب بدر
سيد القراء عنه أنس وسهل بن سعد وأبو العالية وخلق في موته أقوال ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
أبي بن كعب بن المنذر ويقال أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية
وهو حديلة بن عمرو بن مالك بن النجار كنيته أبو الطفيل ويقال أبو المنذر الأنصاري المديني من بني عمرو بن مالك بن النجار
شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم مات سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر رضي الله عنه وقيل إنه بقي إلى خلافة عثمان رضي الله عنه وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في حياته قال عمرو بن علي مات أبي بن كعب وكان يكنى أبا المنذر في خلافة عثمان
روى عنه أبو أيوب الأنصاري في الوضوء وأبو عثمان النهدي في الصلاة وزر بن حبيش في الصلاة والصوم وعبد الله بن رباح وسويد بن غفلة وأبو موسى الأشعري في الاستئذان وعبد الله بن عباس وعبد الله بن الحارث بن نوفل
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1
أبي بن كعب الأنصاري سيد القراء
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 19
(ع) أُبي بن كعب.
قال البخاري في «تاريخه»: يقال شهد بدراً مع النبي صلى الله عليه وسلم [77 / أ].
وقال عروة بن الزبير - فيما ذكره ابن سعد - شهد بدراً والمشاهد كلها والعقبة الثانية.
وفي كتاب «أنساب الخزرج» لشيخنا الحافظ الدمياطي - رحمه الله تعالى -: هو أول من كتب للنبي صلى الله عليه وسلم عند مقدمه المدينة، وأول من كتب في آخر الكتاب: وكتب فلان بن فلان، وكانت فيه شراسة، وكان له من الولد: الطفيل، ومحمد، والربيع، والمنذر، وأبي أخو عقيل بن كعب.
وفي كتاب ابن الأثير: الأكثر أنه مات في خلافة عمر.
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 2- ص: 1
أبي بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النجار
وجديلة أمه كنيته أبو المنذر وكان لها بن يقال له الطفيل وكان عمر بن الخطاب يكنيه بأبي الطفيل مات سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر وقد قيل إنه بقي إلى خلافة عثمان وكان يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي في حياته ومن أولاده الطفيل بن أبي ومحمد بن أبي حمل منهما العلم
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
أبي بن كعب بن قيس بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن تيم الله بن ثعلبة بن الخزرج بن حارثة
أخبرنا الشيخ الصالح أبو القاسم عبد الواحد بن علي بن محمد بن فهد العلاف قال: أنا الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر بن حفص المعروف بابن الحمامي قراءةً عليه سنة سبع عشرة وأربع مائة قال: أنا القاضي أبو الحسين عبد الباقي بن قانع بن مرزوق قراءةً عليه في سنة سبع وأربعين وثلاثمائة قال: أخبرنا عبد الباقي حدثنا علي بن محمد بن عبد الملك، أنا أبو الوليد الطيالسي، نا قيس بن الربيع، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي بن كعب، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا ذكر أحداً من الأنبياء قال: «رحمة الله علينا وعلى هود وعلى صالح وعلى موسى» وذكر غيرهم
أخبرنا عبد الباقي حدثنا محمد بن غالب بن حرب، نا عبد الصمد بن النعمان، نا حمزة الزيات، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن أبي قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أو دعا لأحد بدأ بنفسه فذكر موسى فقال: ’’رحمة الله علينا وعلى موسى لو صبر لرأى العجب العاجب ولكنه قال: {إن سألتك عن شيء بعدها فلا تصاحبني قد بلغت من لدني عذراً} [الكهف: 76] ’’
حدثنا إبراهيم بن الهيثم بن المهلب البلدي، نا أبو اليمان، نا شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري قال: حدثني أبو بكر بن عبد الرحمن، أن مروان حدثه أن عبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث أخبره عن أبي بن كعب أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن من الشعر حكمةً»
مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1
أبي بن كعب (ع)
أبو المنذر الأنصاري الخزرجي النجاري، سيد القراء.
شهد بدراً، والمشاهد كلها، ولما توفي قال عمر: اليوم مات سيد المسلمين.
توفي بالمدينة - في قول الهيثم بن عدي وغيره - سنة تسع عشرة، وقال الواقدي وابن نمير والذهلي وغيرهم: سنة اثنتين وعشرين. رضي الله عنه.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1