زينب الأسدية زينب بنت جحش بن رئاب الاسدية من اسد خزيمة:ام المؤمنين، واحدى شهيرات النساء في صدر الاسلام، كانت زوجة زيد بن حارثة، واسمها ’’برة’’ وطلقها زيد، فتزوج بها النبي (ص) وسماها (زينب) وكانت من اجمل النساء، وبسببها نزلت اية الحجاب، روت 11 حديثا.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 3- ص: 66
زينب بنت جحش بن رباب بن يعمر بن صبرة ابن مرة بن كثير بن غانم بن ذودان
ابن أسد ابن خذيمة أم المؤمنين
قال الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم: زينب بنت جحش. وفي نهج البلاغة كلام خاطب به أمير المؤمنين عليه السلام بعض أصحابه قائلا يا أخا بني أسد ولك بعد ذمامة الصهر وفي شرح النهج لابن أبي الحديد ج 2 ص 475 إنما قال له ذلك لأن زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت أسدية ثم حكى عن القطب الراوندي أنه قال في شرحه كان أمير المؤمنين عليه السلام قد تزوج في بني أسد ورد عليه بأن عليا لم يتزوج في بني أسد البتة ثم عدد أولاده وأمهاتهم وقال ليس فيهم أحد من أسدية ولا بلغنا أنه تزوج في بني أسد ولم يولد له.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 132
زينب بنت جحش (ب د ع) - زينب بنت جحش، زوج النبي صلى الله عليه وسلم، أخت عبد الله بن جحش. وهي أسدية من أسد بن خزيمة، وأمها أميمة بنت عبد المطلب، عمة النبي صلى الله عليه وسلم وقد تقدم نسبها عند ذكر أخيها، وتكنى أم الحكم.
وكانت قديمة الإسلام، ومن المهاجرات وكانت قد تزوجها زيد بن حارثة، مولى النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها ليعلمها كتاب الله وسنة رسوله، ثم إن الله تعالى زوجها النبي صلى الله عليه وسلم من السماء، وأنزل الله تعالى: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه: أمسك عليك زوجك، واتق الله، وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه، فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها}... الآية. فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث من الهجرة، قاله أبو عبيدة.
وقال قتادة سنة خمس. وقال ابن إسحاق: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أم سلمة.
أخبرنا عبد الوهاب بن هبة الله، أخبرنا أبو غالب بن البناء، أخبرنا أبو محمد الجوهري، أخبرنا أبو بكر القطيعي، أخبرنا محمد بن يونس، حدثنا حبان بن هلال، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: اذهب فاذكرني لها. قال زيد: فلما قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك، عظمت في عيني، فذهبت، إليها، فجعلت ظهري إلى الباب، فقلت: يا زينب، بعث بي رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك؟ فقالت ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عز وجل. فقامت إلى مسجدها، وأنزل الله هذه الآية: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليها بغير إذن. أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن سويدة بإسناده عن علي بن أحمد قال: أخبرنا أبو عبد الرحمن محمد بن عبد العزيز الفقيه، حدثنا محمد بن الفضل بن محمد السلمي، أخبرنا أبي حدثنا أبو أحمد محمد بن عبد الوهاب، حدثنا الحسين بن الوليد، عن عيسى بن طهمان، عن أنس بن مالك قال: كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتقول زوجني الله من السماء. وأولم عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبز ولحم.
وكانت زينب كثيرة الخير والصدقة، ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اسمها برة فسماها زينب. وتكلم المنافقون في ذلك وقالوا: إن محمدا يحرم نكاح نساء الأولاد، وقد تزوج امرأة ابنه زيد، لأنه كان يقال له «زيد بن محمد»، قال الله تعالى {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} وقال: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله}. فكان يدعى «زيد بن حارثة».
وهجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم وغضب عليها لما قالت لصفية بنت حيي:» تلك اليهودية:» فهجرها ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، وعاد إلى ما كان عليه. وقيل: إن التي قالت لها ذلك حفصة.
وقالت عائشة: لم يكن أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تساميني في حسن المنزلة عنده إلا زينب بنت جحش: وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: إن آباءكن أنكحوكن وإن الله أنكحني إياه.
وبسببها أنزل الحجاب. وكانت امرأة صناع اليد، تعمل بيدها، وتتصدق به في سبيل الله.
أخبرنا أبو الفضل بن أبي الحسن الفقيه بإسناده إلى أبي يعلى: حدثنا هارون بن عبد الله، عن ابن فديك حدثنا ابن أبي ذئب حدثني صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للنساء عام حجة الوداع: هذه ثم ظهور الحصر. قال: فكن كلهن يحججن إلا سودة وزينب بنت جحش، فإنهما كانتا يقولان: والله لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا يحيى وأبو ياسر بإسنادهما عن مسلم قال: حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل ابن موسى السيناني أخبرنا طلحة بن يحيى بن طلحة عن عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا. قالت فكنا نتطاول أينا أطول يدا قالت: فكانت زينب أطولنا يدا لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق.
وقالت عائشة: ما رأيت امرأة قط، خيرا في الدين من زينب، وأتقى لله، وأصدق حديثا وأوصل للرحم، وأعظم أمانة وصدقة.
وروى شهر بن حوشب، عن عبد الله بن شداد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: إن زينب بنت جحش لأواهة. فقال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: المتخشع المتضرع وكانت أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوقا به كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفيت سنة عشرين أرسل إليها عمر بن الخطاب اثني عشر ألف درهم، كما فرض لنساء النبي صلى الله عليه وسلم، فأخذتها وفرقتها في ذوي قرابتها وأيتامها، ثم قالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بن الخطاب بعد هذا! فماتت، وصلى عليها عمر بن الخطاب، ودخل قبرها أسامة بن زيد، ومحمد بن عبد الله بن جحش وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش قيل: هي أول امرأة صنع لها النعش. ودفنت بالبقيع.
أخرجها الثلاثة.
دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 1523
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 7- ص: 126
دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 6- ص: 125
زينب بنت جحش الأسدية أم المؤمنين، زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقدم نسبها في ترجمة أخيها عبد الله وأمها أمية عمة النبي صلى الله عليه وسلم، تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم سنة ثلاث، وقيل سنة خمس، ونزلت بسببها آية الحجاب، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، وفيها نزلت: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها}.
وكان زيد يدعى ابن محمد، فلما نزلت: {ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله} وتزوج النبي صلى الله عليه وسلم امرأته بعده- انتفى ما كان أهل الجاهلية يعتقدونه من أن الذي يتبني غيره يصير ابنه، بحيث يتوارثان إلى غير ذلك.
وقد وصفت عائشة زينب بالوصف الجميل في قصة الإفك، وأن الله عصمها بالورع، قالت: وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم بأنها بنت عمته، وبأن الله زوجها له، وهن زوجهن أولياؤهن.
وفي خبر تزويجها عند ابن سعد من طريق الواقدي بسند مرسل: فبينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يتحدث عند عائشة إذ أخذته غشية فسري عنه وهو يتبسم، ويقول: من يذهب إلى زينب يبشرها؟ وتلا: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله} الآية. قالت عائشة: فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها، وأخرى هي أعظم وأشرق ما صنع لها: زوجها الله من السماء، وقلت: هي تفخر علينا بهذا.
وبسند ضعيف، عن ابن عباس: لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم لها سجدت.
ومن طريق عبد الواحد بن أبي عون، قالت زينب: يا رسول الله، إني والله ما أنا
كإحدى نسائك، ليست امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها أو أخوها أو أهلها غيري، زوجنيك الله من السماء.
ومن حديث أم سلمة بسند موصول فيه الواقدي- أنها ذكرت زينب فترحمت عليها، وذكرت ما كان يكون بينها وبين عائشة، فذكرت نحو هذا، قالت أم سلمة: وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم معجبة، وكان يستكثر منها، وكانت صالحة صوامة قوامة صناعا تصدق بذلك كله على المساكين.
وذكر أبو عمر: كان اسمها برة، فلما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم سماها زينب. روت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث، روى عنها ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش، وأم حبيبة بنت أبي سفيان، وزينب بنت أبي سلمة، ولهم صحبة، وكلثوم بنت المصطلق، ومذكور مولاها، وغيرهم.
قال الواقدي: ماتت سنة عشرين. وأخرج الطبراني من طريق الشعبي أن عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلى مع عمر على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم ماتت بعده. وفي الصحيحين، واللفظ لمسلم، من طريق عائشة بنت طلحة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا». قال: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. قالت: وكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها، وتتصدق.
ومن طريق يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة نحو المرفوع، قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول، فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش، وكانت امرأة قصيرة، ولم تكن بأطولنا، فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد طول اليد بالصدقة، وكانت زينب امرأة صناع اليدين، فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق به في سبيل.
وروينا في «القطعيات»، من طريق شهر بن حوشب، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة بنت الحارث، قالت، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقسم ما أفاء الله عليه في رهط من المهاجرين، فتكلمت زينب بنت جحش، فانتهرها عمر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خل عنها يا عمر، فإنها أواهة».
وأخرج ابن سعد بسند فيه الواقدي، عن القاسم بن محمد، قال: قالت زينب حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني، وإن عمر سيبعث إلي بكفن، فتصدقوا بأحدهما، إن استطعتم أن تتصدقوا بحقوي فافعلوا.
ومن وجه آخر، عن عمرة، قالت: بعث عمر بخمسة أثواب يتخيرها ثوبا ثوبا من الحراني، فكفنت منها، وتصدقت عنها أختها حمنة بكفنها الذي كانت أعدته.
قالت عمرة: فسمعت عائشة تقول: لقد ذهبت حميدة متعبدة مفزع اليتامى والأرامل.
وأخرج بسند فيه الواقدي عن محمد بن كعب: كان عطاء زينب بنت جحش اثني عشر ألفا لم تأخذه إلا عاما واحدا، فجعلت تقول: اللهم لا يدركني هذا المال من قابل فإنه فتنة، ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة، فبلغ عمر، فقال: هذه امرأة يراد بها خير، فوقف عليها، وأرسل بالسلام، وقال: بلغني ما فرقت. فأرسل بألف درهم تستبقيها، فسلكت به ذلك المسلك.
وتقدم في ترجمة برة بنت رافع في القسم الرابع من حرف الباء الموحدة نحو هذه القصة مطولا.
قال الواقدي: تزوجها النبي- صلى الله عليه وسلم وهي بنت خمس وثلاثين سنة، وماتت سنة عشرين، وهي بنت خمسين، ونقل عن عمر بن عثمان الحجبي أنها عاشت ثلاثا وخمسين.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 153
زينب بنت جحش زعم يونس بن مغيث في شرحه على الموطأ أنه اسم حمنة بنت جحش، وأن حمنة لقب، وكذا زعم أنه اسم أم حبيبة، أو أم حبيب، قال: وكان اسم كل من بنات جحش زينب.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 8- ص: 155
زينب بنت جحش أم المؤمنين زينب بنت جحش بن رياب الأسدية أم المؤمنين، لما قضى منها زيد وطرا تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتوفيت سنة عشرين للهجرة، وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال قتادة: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم سنة خمس من الهجرة، وقال أبو عبيدة: سنة ثلاث، ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد وأنها التي ذكر الله قصتها في القرآن، ولما طلقها زيد وقضت عدتها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأطعم عليها خبزا ولحما، فلما دخلت عليه قال لها: ما اسمك؟ قالت: برة، فسماها زينب، وتكلم في ذلك المنافقون وقالوا: حرم محمد نساء الولد وقد تزوج امرأة انبه، فأنزل الله تعالى، {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم}، فدعي يومئذ زيد بن حارثة وكان يدعى زيد بن محمد، وقالت عائشة رضي الله عنها: لم يكن أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم يساميني في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش، وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم وتقول: إن آباءكن أنكحوكن وإن الله أنكحني إياه من فوق سبع سموات! وغضب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولها في صفية بنت حيي: تلك اليهودية! فهجرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، ثم أتاها بعد وعاد إلى ما كان معها. وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة. وقالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لنسائه: أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا، فكن تتطاولن أيتهن أطول يدا، قالت: وكانت زينب أطولنا يدا لأنها كانت تعمل بيديها وتتصدق، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعمر بن الخطاب: إن زينب بنت جحش أواهة، فقال رجل: يا رسول الله ما الأواه؟ قال: الخاشع المتضرع {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}.
زينب بنت عبد الله بن معاوية الثقفية، روى عنها بشر بن سعيد وابن أخيها، قالت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ’’إذا شهدت إحداكن العشاء فلا تمس طيبا’’. وهي امرأة عبد الله بن مسعود، وقالت زينب: انطلقت إلى باب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا على الباب امرأة من الأنصار حاجتها حاجتي اسمها زينب، قالت، فخرج إلينا بلال، فقلنا له: سل لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيجزي عنا من الصدقة والنفقة على أزواجنا وأيتام في حجورنا؟ قالت، فدخل بلال فقال: يا رسول الله! على الباب زينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الزيانب؟ قال: امرأة عبد الله بن مسعود. وامرأة من الأنصار تسألانك عن كيت وكيت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: نعم لهما أجران: أجر القرابة وأجر الصدقة.
زينب بنت قيس بن مخرمة القرشية المطلبية، كانت قد صلت القبلتين جميعا، وهي مولاة السدي المفسر. أعتقت أباه، كاتبته على عشرة آلاف، فأطلقت له ألفا.
زينب بنت نبيط بن جابر الأنصارية، مدنية، قيل: هي امرأة أنس بن مالك، وأمها الفارعة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة، وكانت أمها وخالتها حبيبة وكبشة في حجر النبي صلى الله عليه وسلم بوصية أبي أمامة إليه بهن، وقيل في أبيها شريط، والصواب نبيط.
زينب بنت حنظلة، كانت تحت أسامة بن زيد بن حارثة، فطلقها فلما حلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من يتزوج زينب بنت حنظلة وأنا صهره؟ فزوجها نعيم بن عبد الله النحام، وكانت زينب قدمت هي وأبوها وعمتها الجرباء على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 15- ص: 0
زينب أم المؤمنين بنت جحش بنت جحش بن رياب وابنة عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم.
أمها: أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم وهي أخت حمنة وأبي أحمد. من المهاجرات الأول.
وكانت عند زيد مولى النبي -صلى الله عليه وسلم. وهي التي يقول الله فيها: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها}.
فزوجها الله تعالى بنبيه بنص كتابه بلا ولي ولا شاهد. فكانت تفخر بذلك على أمهات المؤمنين وتقول: زوجكن أهاليكن وزوجني الله من فوق عرشه.
وفي رواية البخاري: كانت تقول: إن الله أنكحني في السماء.
وكانت من سادة النساء دينا وورعا وجودا ومعروفا -رضي الله عنها.
وحديثها في الكتب الستة.
روى عنها: ابن أخيها محمد بن عبد الله بن جحش وأم المؤمنين أم حبيبة وزينب أبي سلمة وأرسل عنها القاسم بن محمد.
توفيت في سنة عشرين وصلى عليها عمر.
محمد بن عمرو: حدثنا يزيد بن خصيفة، عن عبد الله بن رافع، عن برزة بنت رافع قالت: أرسل عمر إلى زينب بعطائها فقالت: غفر الله لعمر غيري كان أقوى على قسم هذا. قالوا: كله لك. قالت: سبحان الله واستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوا عليه ثوبا وأخذت تفرقه في رحمها وأيتامها وأعطتني ما بقي فوجدناه خمسة وثمانين درهما ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء عمر بعد عامي هذا.
أيوب، عن نافع، عن ابن عمر: لما ماتت بنت جحش أمر عمر مناديا إلا يخرج معها إلا ذو محرم. فقالت بنت عميس: يا أمير المؤمنين إلا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه بنسائهم فجعلت نعشا وغشته ثوبا. فقال: ما أحسن هذا وأستره.
فأمر مناديا فنادى: أن اخرجوا على أمكم.
رواه عارم: حدثنا حماد، حدثنا أيوب.
وهي التي كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ’’أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا’’. وإنما عنى طول يدها بالمعروف.
قالت عائشة: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا. وكانت زينب تعمل وتتصدق والحديث مخرج في مسلم.
وروي، عن عائشة قالت: كانت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما رأيت امرأة خيرا في الدين من زينب أتقى لله وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة -رضي الله عنها.
وعن عمر: أنه قسم لأمهات المؤمنين في العام اثني عشر ألف درهم لكل واحدة إلا جويرية وصفية فقرر لكل واحدة نصف ذلك. قاله الزهري.
ابن جريج، عن عطاء سمع عبيد بن عمير يقول: سمعت عائشة تزعم أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا فتواصيت أنا وحفصة أن أيتنا ما دخل عليها فلتقل: إني أجد منك ريح مغافير أكلت مغافير فدخل على إحداهما فقالت له ذلك. قال: بل شربت عسلا عند زينب ولن أعود له. فنزل: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك}. إلى قوله: {إن تتوبا} يعني: حفصة وعائشة {وإذ أسر النبي} قوله: بل شربت عسلا.
وعن الأعرج قال: أطعم رسول الله زينب بنت جحش بخيبر مائة وسق.
ويروى، عن عمرة، عن عائشة قالت: يرحم الله زينب لقد نالت في الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف إن الله زوجها ونطق به القرآن وإن رسول الله قال لنا: ’’أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا’’. فبشرها بسرعة لحوقها به وهي زوجته في الجنة.
قلت: وأختها هي حمنة بنت جحش التي نالت من عائشة في قصة الإفك فطفقت تحامي، عن أختها زينب. وأما زينب فعصمها الله بورعها.
وكانت حمنة زوجة عبد الرحمن بن عوف ولها هجرة.
وقيل: بل كانت تحت مصعب بن عمير فقتل عنها فتزوجها طلحة فولدت له محمدا وعمران.
وهي التي كانت تستحاض وكانت أختها أم حبيبة تستحاض أيضا.
وأمهن عمة رسول الله -صلى الله عليه وسلم: أميمة. قال السهيلي فيها: أم حبيب والأول أكثر وقال شيخنا الدمياطي أم حبيب واسمها حبيبة.
وأما ابن عساكر فعنده: أن أم حبيبة هي حمنة المستحاضة.
وقال ابن عبد البر: بنات جحش: زينب وحمنة وأم حبيبة كن يستحضن.
وقال السهيلي: كانت حمنة تحت مصعب وكانت أم حبيب تحت عبد الرحمن بن عوف. وفي الموطأ وهم وهو أن زينب كانت تحت عبد الرحمن فقيل: هما زينبان.
إسماعيل بن أبي أويس: حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة: قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لأزواجه: ’’يتبعني أطولكن يدا’’ فكنا إذا اجتمعنا بعده نمد أيدينا في الجدار نتطاول فلم نزل نفعله حتى توفيت زينب وكانت امرأة قصيرة لم تكن رحمها الله أطولنا فعرفنا أنما أراد الصدقة.
وكانت صناع اليد فكانت تدبغ وتخرز وتصدق.
الواقدي: أخبرنا عبد الله بن عمر، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم: قالت زينب بنت جحش حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني فإن بعث لي عمر بكفن فتصدقوا بأحدهما وإن استطعتم إذ أدليتموني أن تصدقوا بحقوتي فافعلوا.
وقيل: إن النبي -صلى الله عليه وسلم- تزوج بزينب في ذي القعدة سنة خمس وهي يومئذ بنت خمس وعشرين سنة. وكانت صالحة صوامة قوامة بارة ويقال لها: أم المساكين.
سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس: أن رسول الله قال لزيد: ’’اذكرها علي’’ قال: فانطلقت فقلت لها: يا زينب أبشري فإن رسول الله أرسل يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي. فقامت إلى مسجدها ونزل القرآن وجاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فدخل عليها بغير إذن.
عبد الحميد بن بهرام، عن شهر، عن عبد الله بن شداد أن رسول الله قال لعمر: ’’إن زينب بنت جحش أواهة’’. قيل: يا رسول الله ما الأواهة؟ قال: ’’الخاشعة المتضرعة’’. و {إن إبراهيم لحليم أواه منيب}.
ولزينب أحد عشر حديثا اتفقا لها على حديثين.
وعن عثمان بن عبد الله الجحشي قال: باعوا منزل زينب بنت جحش من الوليد بخمسين ألف درهم حين هدم المسجد.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 472
زينب أم المؤمنين بنت خزيمة بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله الهلالية.
فتدعى أيضا: أم المساكين لكثرة معروفها أيضا.
قتل زوجها عبد الله بن جحش يوم أحد فتزوجها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولكن لم تمكث عنده إلا شهرين أو أكثر وتوفيت -رضي الله عنها.
وقيل: كانت أولا عند الطفيل بن الحارث وما روت شيئا.
وقال النسابة علي بن عبد العزيز الجرجاني: كانت عند الطفيل ثم خلف عليها أخوه الشهيد: عبيدة بن الحارث المطلبي.
وهي أخت أم المؤمنين ميمونة لأمها.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 3- ص: 476
زينب بنت جحش ومنهن الخاشعة الراضية الأواهة الداعية زينب بنت جحش رضي الله تعالى عنها
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا الحسين بن أبي السري العسقلاني، ثنا الحسن بن محمد بن أعين الحراني، ثنا حفص بن سليمان، عن الكميت بن زيد الأسدي، حدثني مذكور مولى زينب بنت جحش عن زينب بنت جحش، قالت: خطبني عدة من قريش فأرسلت أختي حمنة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أستشيره فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أين هي ممن يعلمها كتاب ربها وسنة نبيها صلى الله عليه وسلم؟» قالت: ومن هو يا رسول الله؟ قال: «زيد بن حارثة» قالت: فغضبت حمنة غضبا شديدا فقالت: يا رسول الله أتزوج ابنة عمتك مولاك؟ قالت: وجاءتني فأعلمتني فغضبت أشد من غضبها فقلت أشد من قولها فأنزل الله عز وجل: {وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا} [الأحزاب: 36] الآية، قالت: فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني أستغفر الله وأطيع الله ورسوله افعل يا رسول الله ما رأيت، فزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم زيدا فكنت أزرأ عليه فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فعاتبني رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم عدت فأخذته بلساني فشكاني إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم {أمسك عليك زوجك واتق الله} [الأحزاب: 37] فقال: أنا أطلقها قالت: فطلقني فلما انقضت عدتي لم أعلم إلا ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد دخل علي بيتي وأنا مكشوفة الشعر، فعلمت أنه أمر من السماء فقلت: يا رسول الله بلا خطبة ولا إشهاد فقال: «الله زوج وجبريل الشاهد»
حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا عمرو بن محمد العنقزي، ثنا عيسى بن طهمان، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: كانت زينب تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: تقول: «إن الله تعالى زوجني من السماء»، وأطعم عليها خبزا ولحما
حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، ثنا محمد بن يونس الكديمي، ثنا حبان بن هلال، ثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك، قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: «اذهب فاذكرني لها» فلما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت في نفسي فذهبت إليها فجعلت ظهري إلى الباب فقلت: يا زينب بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكرك فقالت: ما كنت لأحدث شيئا حتى أؤامر ربي عز وجل فقامت إلى مسجدها فأنزل الله عز وجل هذه الآية: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} [الأحزاب: 37] فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليها بغير إذن’’
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، وحدثنا محمد بن علي، ثنا الحسين بن محمد بن حماد، ثنا سلمة بن شبيب، واللفظ له، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: «كانت زينب بنت جحش هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فعصمها الله تعالى بالورع ولم أر امرأة أكثر خيرا وأكبر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله تعالى من زينب ما عدا سورة من حدة كانت فيها توشك منها الفيئة»
حدثنا محمد بن أحمد بن موسى الخطمي، ثنا عباس بن محمد، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب الزهري، حدثني محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن عائشة قالت: «كانت زينب بنت جحش زوج النبي صلى الله عليه وسلم تساويني من بين أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم أر امرأة قط خيرا في الدين وأتقى لله عز وجل وأصدق حديثا وأوصل للرحم وأعظم صدقة وأشد ابتذالا لنفسها في العمل الذي تصدق به وتقرب إلى الله عز وجل ما عدا سورة من حدة كانت تسرع منها الفيئة»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا محمد بن يونس، ثنا روح بن عبادة، ثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله بن شداد، عن ميمونة بنت الحارث، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رهط من المهاجرين يقسم ما أفاء الله عليه فبعثت إليه امرأة من نسائه وما منهم إلا ذا قرابة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلما عم أزواجه عطيته قالت زينب بنت جحش: يا رسول الله ما من نسائك امرأة إلا وهي تنظر إلى أخيها أو أبيها أو ذي قرابتها عندك فاذكرني من أجل الذي زوجنيك فأحرق رسول الله صلى الله عليه وسلم قولها وبلغ منه كل مبلغ فانتهرها عمر فقالت: أعرض عني يا عمر فوالله لو كانت بنتك ما رضيت بهذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أعرض عنها يا عمر فإنها أواهة» فقال رجل: يا رسول الله ما الأواه قال: «الخاشع الدعاء المتضرع» ثم قرأ: {إن إبراهيم لأواه حليم} [التوبة: 114]
حدثنا أبو محمد الحسن بن محمد بن كيسان، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا علي بن عبد الله المديني، ثنا عبد الأعلى بن عبد الأعلى، ثنا محمد بن عمرو، حدثني يزيد بن خصيفة، عن عبد الله بن رافع مولى أم سلمة، عن أخته برة بنت رافع قالت: لما خرج العطاء بعث عمر بن الخطاب إلى زينب بنت جحش بعطائها فأتيت به ونحن عندها قالت: «ما هذا؟» قالوا: أرسل به إليك عمر، قالت: «غفر الله له، والله لغيري من أخواتي كانت أقوى على قسم هذا مني» قالوا: إن هذا لك كله قالت: «سبحان الله فجعلت تستر بينها وبينه بجلبابها أو بثوبها،» ضعوه اطرحوا عليه ثوبا ’’ ثم قالت: اقبض، «اذهب إلى فلان من أهل رحمها وأيتامها» حتى بقيت بقية تحت الثوب قالت: فأخذنا ما تحت الثوب فوجدناه بضعة وثمانين درهما ثم رفعت يدها ثم قالت: «اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا» أبدا فكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عباس بن الفضل الأسفاطي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني أبي، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، رضي الله تعالى عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه: «أولكن تتبعني أطولكن يدا» فكنا إذا اجتمعنا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الحائط نتطاول فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة ولم تكن أطولنا فعرفت أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد بطول اليد الصدقة وكانت امرأة صناعا كانت تعمل بيديها وتتصدق به في سبيل الله عز وجل
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 2- ص: 51
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 2- ص: 51
زينب بنت جحش زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبيرة بن مرة بن كثير بن غنم بن دودان ابن أسد بن خزيمة. أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة، هذا قول قتادة. وقال أبو عبيدة: إنه تزوجها في سنة ثلاث من التاريخ. ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بن حارثة، وأنها التي ذكر الله تعالى قصتها في القرآن بقوله عز وجل: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها}. فلما طلقها زيد وانقضت عدتها تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأطعم عليها خبزا ولحما. ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها: ما اسمك؟ قالت: برة، فسماها زينب. ولما تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تكلم في ذلك المنافقون وقالوا: حرم محمد نساء الولد، وقد تزوج امرأة ابنه، فأنزل الله عز وجل: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم} إلى آخر الآية. وقال الله تعالى: {ادعوهم لآبائهم} الآية، فدعي من يومئذ زيد بن حارثة، وكان يدعى زيد بن محمد.
قالت عائشة رضي الله عنها: لم يكن أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم تساميني في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش، وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: إن آباءكن أنكحوكن، وإن الله أنكحني إياه من فوق سبع سماوات. وغضب عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم لقولها في صفية بنت حيي، تلك اليهودية. فهجرها لذلك ذا الحجة والمحرم وبعض صفر، ثم أتاها بعد وعاد إلى ما كان عليه معها، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة بعدها ولحوقا به صلى الله عليه وسلم.
روى إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عبد الرحمن بن أبزى، قال: صليت مع عمر على أم المؤمنين زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم وفاة.
حدثنا عبد الوارث، حدثنا قاسم بن أصبغ، حدثنا أحمد بن زهير، حدثنا معاوية بن عمرو، حدثنا المسعودي، عن القاسم، قال: كانت زينب بنت جحش أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به.
وذكر مسلم بن الحجاج، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا الفضل بن موسى الشيباني، حدثنا طلحة، عن عائشة أم المؤمنين، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لنسائه: أسرعكن لحوقا بي أطولكن يدا. قالت: فكن يتطاولن أيتهن أطول يدا، قالت: فكانت أطولنا يدا زينب، لأنها كانت تعمل بيدها وتتصدق.
وروينا من وجوه عن عائشة أنها قالت زينب بنت جحش تساميني في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب وأتقى لله، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة.
وذكر موسى بن طارق أبو قرة، عن زمعة بن صالح، عن يعقوب، عن عطاء، عن الزهري، عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم- أنها ذكرت زينب بنت جحش، فقالت: ولم تكن امرأة خيرا منها في الدين، وأتقى لله تعالى، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم، وأعظم صدقة، وأشد تبذلا لنفسها في العمل الذي تتصدق به وتتقرب به إلى الله عز وجل.
حدثنا عبيد الله بن محمد بن أسد، حدثنا محمد بن مسرور الغسال، حدثنا أحمد بن مغيث، حدثنا الحسين بن الحسن، حدثنا عبد الله بن المبارك، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لزيد بن حارثة: اذكرها علي، قال زيد: فانطلقت، فقلت لها: أبشري يا زينب، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرسل يذكرك. فقالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أوامر ربي، ثم قامت إلى مسجدها، ونزل القرآن، وجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل عليها بغير إذن.
وروى حجاج بن منهال، حدثنا عبد الحميد بن بهرام، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله بن شداد- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعمر بن الخطاب: إن زينب بنت جحش أواهة. فقال رجل: يا رسول الله، ما الأواه؟ قال: الخاشع المتضرع، وإن إبراهيم لحليم أواه منيب. وتوفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة عشرين في خلافة عمر بن الخطاب، وفي هذا العام افتتحت مصر. وقيل: بل توفيت سنة إحدى وعشرين، وفيها افتتحت الإسكندرية.
دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 4- ص: 1849
زينب بنت جحش
بن رياب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. وأمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عمر بن عثمان الجحشي عن أبيه قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة وكانت زينب بنت جحش ممن هاجر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. وكانت امرأة جميلة فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم على زيد بن حارثة فقالت: يا رسول الله لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قريش. قال: فإني قد رضيته لك. فتزوجها زيد بن حارثة.
أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثني عبد الله بن عامر الأسلمي عن محمد بن يحيى بن حبان قال: [جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد. فربما فقده رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعة فيقول: أين زيد؟ فجاء منزله يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فضلا فأعرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها فقالت: ليس هو هاهنا يا رسول الله فادخل بأبي أنت وأمي. فأبى رسول الله أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله صلى الله عليه وسلم على الباب فوثبت عجلى فأعجبت رسول الله. فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يفهم منه إلا ربما أعلن: سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب. فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله. فقال زيد: ألا قلت له أن يدخل؟ قالت: قد عرضت ذلك عليه فأبى. قال: فسمعت شيئا؟ قالت: سمعته حين ولى تكلم بكلام ولا أفهمه. وسمعته يقول: سبحان الله العظيم سبحان مصرف القلوب. فجاء زيد حتى أتى رسول الله فقال: يا رسول الله بلغني أنك جئت منزلي فهلا دخلت؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله لعل زينب أعجبتك فأفارقها. فيقول رسول الله: أمسك عليك زوجك. فما استطاع زيد إليها سبيلا بعد ذلك اليوم فيأتي إلى رسول الله فيخبره فيقول رسول الله: أمسك عليك زوجك. فيقول: يا رسول الله أفارقها. فيقول رسول الله: احبس عليك زوجك. ففارقها زيد واعتزلها وحلت. يعني انقضت عدتها. قال: فبينا رسول الله جالس يتحدث مع عائشة إلى أن أخذت رسول الله غشية فسري عنه وهو يتبسم وهو يقول: من يذهب إلى زينب يبشرها أن الله قد زوجنيها من السماء؟] وتلا رسول الله. ص: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه أمسك عليك زوجك} الأحزاب: 37. القصة كلها. قالت عائشة: فأخذني ما قرب وما بعد لما يبلغنا من جمالها. وأخرى هي أعظم الأمور وأشرفها ما صنع لها زوجها الله من السماء. وقلت: هل تفخر علينا بهذا. قالت عائشة: فخرجت سلمى خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم تشتد فتحدثها بذلك فأعطتها أوضاحا عليها.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني أبو معاوية عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال: لما أخبرت زينب بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم لها سجدت.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عبد الله بن عمرو بن زهير قال: سمعت إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن جحش يقول: قالت زينب بن جحش: لما جاءني الرسول بتزويج رسول الله صلى الله عليه وسلم إياي جعلت لله علي صوم شهرين. فلما دخل علي رسول الله كنت لا أقدر أن أصومهما في حضر ولا سفر تصيبني فيه القرعة. فلما أصابتني القرعة في المقام صمتهما.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الله بن جعفر عن ابن أبي عون قال: قالت زينب بنت جحش يوما: يا رسول الله إني والله ما أنا كأحد من نسائك. ليست امرأة من نسائك إلا زوجها أبوها أو أخوها وأهلها غيري. زوجنيك الله من السماء.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله بن جحش عن أبيه عن زينب بنت أم سلمة قالت: سمعت أمي أم سلمة تقول: وذكرت زينب بنت جحش فرحمت عليها وذكرت بعض ما كان يكون بينها وبين عائشة فقالت زينب: إني والله ما أنا كأحد من نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهن زوجهن بالمهور وزوجهن الأولياء وزوجني الله رسوله وأنزل في الكتاب يقرأ به المسلمون لا يبدل ولا يغير: {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه} الأحزاب: 37. الآية. قالت أم سلمة: وكانت لرسول الله معجبة وكان يستكثر منها. وكانت امرأة صالحة صوامة قوامة صنعا تتصدق بذلك كله على المساكين.
أخبرنا عفان بن مسلم وعارم بن الفضل قالا: حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: جاء زيد بن حارثة يشكو زينب إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: أمسك عليك زوجك. فنزلت: {وتخفي في نفسك ما الله مبديه} الأحزاب: 37. قال عارم في حديثه: فتزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة من نسائه ما أولم عليها. ذبح شاة.
أخبرنا عارم بن الفضل. أخبرنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: نزلت في زينب بنت جحش: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} الأحزاب: 37.
قال: فكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول: زوجكن أهلكن وزوجني الله من فوق سبع سموات.
أخبرنا عارم بن الفضل. حدثنا حماد بن زيد عن عاصم الأحول أن رجلا من بني أسد فاخر رجلا فقال الأسدي: هل منكم امرأة زوجها الله من فوق سبع سموات؟ يعني زينب بنت جحش.
أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي قالا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب بنت جحش قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لزيد بن حارثة: ما أجد أحدا آمن عندي أو أوثق في نفسي منك.
ائت إلى زينب فاخطبها علي. قال: فانطلق زيد فأتاها وهي تخمر عجينها. فلما رأيتها عظمت في صدري فلم أستطع أن أنظر إليها حين عرفت أن رسول الله قد ذكرها. فوليتها ظهري ونكصت على عقبي وقلت: يا زينب أبشري. إن رسول الله يذكرك. قالت: ما أنا بصانعة شيئا حتى أؤامر ربي. فقامت إلى مسجدها. ونزل القرآن: {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} الأحزاب: 37. قال: فجاء رسول الله فدخل عليها بغير إذن.
أخبرنا سعيد بن منصور. حدثنا محمد بن عيسى العبدي عن ثابت البناني قال: قلت لأنس بن مالك: كم خدمت رسول الله. ص؟ قال: عشر سنين فلم يغير علي في شيء أسأت ولا أحسنت. قلت: فأخبرني بأعجب شيء رأيت منه في هذه العشر سنين ما هو؟ قال: لما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش وكانت تحت مولاه زيد بن حارثة قالت أم سليم: يا أنس إن رسول الله أصبح اليوم عروسا وما أرى عنده من غداء. فهلم تلك العكة. فناولتها فعملت له حيسا من عجوة في تور من فخار قدر ما يكفيه وصاحبته وقالت: اذهب به إليه. فدخلت عليه وذلك قبل أن تنزل آية الحجاب. فقال: ضعه. فوضعته بينه وبين الجدار. فقال لي: ادع أبا بكر وعمر وعثمان وعليا. وذكر ناسا من أصحابه سماهم. فجعلت أعجب من كثرة من أمرني أن أدعوه وقلة الطعام. إنما هو طعام يسير وكرهت أن أعصيه. فدعوتهم فقال: انظر من كان في المسجد فادعه. فجعلت آتي الرجل وهو يصلي أو هو نائم فأقول: أجب رسول الله فإنه أصبح اليوم عروسا. حتى امتلأ البيت. فقال لي: هل بقي في المسجد أحد؟ قلت: لا. قال: فانظر من كان في الطريق فادعهم. قال: فدعوت حتى امتلأت الحجرة. فقال: هل بقي من أحد؟ قلت: لا يا رسول الله. قال: هلم التور.
فوضعته بين يديه فوضع أصابعه الثلاث فيه وغمزه وقال للناس: كلوا بسم الله.
فجعلت أنظر إلى التمر يربو أو إلى السمن كأنه عيون تنبع حتى أكل كل من في البيت ومن في الحجرة وبقي في التور قدر ما جئت به. فوضعته عند زوجته ثم خرجت إلى أمي لأعجبها مما رأيت. فقالت: لا تعجب. لو شاء الله أن يأكل منه أهل المدينة كلهم لأكلوا. فقلت لأنس: كم تراهم بلغوا؟ قال: أحدا وسبعين رجلا. وأنا أشك في اثنين وسبعين.
أخبرنا عمرو بن عاصم. أخبرنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس قال: لما تزوج رسول الله زينب بنت جحش أطعمنا عليها الخبز واللحم حتى امتد النهار وخرج الناس وبقي رهط يتحدثون في البيت. وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وتبعته فجعل يتتبع حجر نسائه ليسلم عليهن. فقلن: يا رسول الله كيف وجدت أهلك؟ قال: فما أدري أنا أخبرته أن القوم قد خرجوا أو أخبر. فانطلق حتى دخل البيت. فذهبت أدخل.
فقال: بالباب بيني وبينه. ونزل الحجاب ووعظ القوم بما وعظوا به.
أخبرنا سليمان بن حرب. أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أنس بن مالك قال: أنا أعلم الناس بهذه الآية آية الحجاب. لما أهديت زينب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم صنع طعاما ودعا القوم فجاؤوا ودخلوا. وزينب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في البيت. فجعلوا يتحدثون. فجعل رسول الله يخرج ثم يرجع وهم قعود. قال: فنزلت: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق. وإذا سألتموهن متاعا فسئلوهن من وراء حجاب} الأحزاب: 53. فقام القوم وضرب الحجاب.
أخبرنا الفضل بن دكين. حدثنا عيسى بن طهمان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كانت زينب بنت جحش تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم تقول: إن الله أنكحني من السماء. وفيها نزلت آية الحجاب. قال: فكان القوم في بيت النبي صلى الله عليه وسلم ثم قام فجاء والقوم كما هم. ثم جاء والقوم كما هم فرئي ذلك في وجهه. فنزلت آية الحجاب: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي} الأحزاب: 53.
أخبرنا الفضل بن دكين. حدثنا عيسى بن طهمان قال: سمعت أنس بن مالك يقول: أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم على زينب خبزا ولحما.
أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري. أخبرنا حميد عن أنس قال: أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ بنى بزينب فأشبع المسلمين خبزا ولحما ثم خرج إلى حجر أمهات المؤمنين يسلم عليهن ويدعو لهن فيسلمن عليه ويدعون له. وكان يفعل ذلك صبيحة مبناه. فرجع وأنا معه. فلما انتهى إلى بيت زينب إذا رجلان في ناحية البيت قد جرى بهما الحديث. فلما أبصرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع عن بيته. فلما رأى الرجلان النبي صلى الله عليه وسلم انصرف عن بيته وثبا مسرعين. قال أنس: ما أدري أنا أخبرته بخروجهما أو أخبر. فرجع حتى دخل البيت وأرخى الستر بيني وبينه. وأنزل الله آية الحجاب.
أخبرنا يعقوب بن إبراهيم الزهري عن أبيه عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب أن أنس بن مالك قال: أنا أعلم الناس بالحجاب. لقد كان أبي بن كعب يسألني عنه. قال أنس: أصبح رسول الله عروسا بزينب بنت جحش. قال: وكان تزوجها بالمدينة فدعا الناس للطعام بعد ارتفاع النهار. فجلس رسول الله وجلس معه رجال بعد ما قام القوم. ثم خرج رسول الله يمشي ومشيت معه حتى بلغ حجرة عائشة.
ثم ظن أنهم قد خرجوا فرجع ورجعت معه فإذا هم جلوس مكانهم. فرجع ورجعت معه الثانية حتى بلغ حجرة عائشة. فرجع ورجعت معه فإذا هم قد قاموا. فضرب بيني وبينه بالستر وأنزل الحجاب.
أخبرنا يزيد بن هارون. أخبرنا حميد الطويل عن أنس بن مالك قال: أولم النبي صلى الله عليه وسلم على زينب فأشبع المسلمين خبزا ولحما ثم خرج فصنع كما كان يصنع إذا تزوج. يأتي بيوت أمهات المؤمنين يسلم عليهن ويسلمن عليه ويدعون له.
أخبرنا سليمان بن حرب. حدثنا حماد بن زيد عن ثابت عن أنس قال: ما أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم على شيء من نسائه ما أولم على زينب. أولم بشاة.
أخبرنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال: زعم عطاء أنه سمع عبيد بن عمير يقول سمعت عائشة تزعم أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يمكث عند زينب بنت جحش ويشرب عندها عسلا. قالت: فتواصيت أنا وحفصة أيتنا ما دخل عليها النبي صلى الله عليه وسلم فلتقل إني أجد منك ريح مغافير. فدخل على إحداهما فقالت ذلك له. فقال: بل شربت عسلا عند زينب بنت جحش لن أعود له. فنزل: {يا أيها النبي لم تحرم ما أحل الله لك} التحريم: 1. إلى قوله: {إن تتوبا إلى الله} التحريم: 4. يعني عائشة وحفصة. وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا. قوله: بل شربت عسلا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة قال: سمعت عبد الرحمن الأعرج يحدث في مجلسه بالمدينة يقول: أطعم رسول الله زينب بنت جحش بخيبر ثمانين وسقا تمرا وعشرين وسقا قمحا. ويقال شعيرا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني محمد بن عبد الله عن الزهري عن سالم عن أبيه قال: [قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما وهو جالس مع نسائه: أطولكن باعا أسرعكن لحوقا بي. فكن يتطاولن إلى الشيء. وإنما عنى رسول الله بذلك الصدقة. وكانت زينب امرأة صنعا فكانت تتصدق به فكانت أسرع نسائه لحوقا به].
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه عن أمه عمرة عن عائشة قالت: يرحم الله زينب بنت جحش. لقد نالت في هذه الدنيا الشرف الذي لا يبلغه شرف. إن الله زوجها نبيه صلى الله عليه وسلم في الدنيا ونطق به القرآن. [وإن رسول الله قال لنا ونحن حوله: أسرعكن بي لحوقا أطولكن باعا]. فبشرها رسول الله بسرعة لحوقها به. وهي زوجته في الجنة.
أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس. حدثني أبي عن يحيى بن سعيد عن عمرة بنت عبد الرحمن الأنصارية عن عائشة [قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم لأزواجه: يتبعني أطولكن يدا. قالت عائشة: فكنا إذا اجتمعنا في بيت إحدانا بعد النبي صلى الله عليه وسلم نمد أيدينا في الجدار نتطاول. فلم نزل نفعل ذلك حتى توفيت زينب بنت جحش وكانت امرأة قصيرة. يرحمها الله. ولم تكن أطولنا. فعرفنا حينئذ أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بطول اليد الصدقة. قالت: وكانت زينب امرأة صناع اليد فكانت تدبغ وتخرز وتتصدق في سبيل الله].
أخبرنا يزيد بن هارون والفضل بن دكين ووكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير قالوا: [أخبرنا زكرياء بن أبي زائدة عن الشعبي قال: سأل النسوة رسول الله. ص: أينا أسرع بك لحوقا؟ قال: أطولكن يدا. فتذارعن. فلما توفيت زينب علمن أنها كانت أطولهن يدا في الخير والصدقة].
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عبد الله بن عمر عن يحيى بن سعيد عن القاسم بن محمد قال: قالت زينب بنت جحش حين حضرتها الوفاة: إني قد أعددت كفني ولعل عمر سيبعث إلي بكفن. فإن بعث بكفن فتصدقوا بأحدهما. إن استطعتم إذا دليتموني أن تصدقوا بحقوي فافعلوا.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن يزيد بن عبد الله بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي قال: أوصت زينب بنت جحش أن تحمل على سرير رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجعل عليه نعش. وقبل ذلك حمل عليه أبو بكر الصديق. وكانت المرأة إذا ماتت حملت عليه حتى كان مروان بن الحكم فمنع أن يحمل عليه إلا الرجل الشريف. وفرق سررا في المدينة تحمل عليها الموتى.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي موسى عن ابن كعب أن زينب أوصت أن لا تتبع بنار. وحفر لها بالبقيع عند دار عقيل فيما بين دار عقيل ودار ابن الحنفية. ونقل اللبن من السمينة فوضع عند القبر. وكان يوما صائفا.
أخبرنا يزيد بن هارون وعبد الوهاب بن عطاء عن محمد بن عمرو قال: حدثني يزيد بن خصيفة عن عبد الله بن رافع عن برزة بنت رافع قالت: لما خرج العطاء أرسل عمر إلى زينب بنت جحش بالذي لها. فلما أدخل عليها قالت: غفر الله لعمر. غيري من أخواتي كان أقوى على قسم هذا مني. قالوا: هذا كله لك. قالت: سبحان الله! واستترت منه بثوب وقالت: صبوه واطرحوا عليه ثوبا. ثم قالت لي: أدخلي يدك فاقبضي منه قبضة فاذهبي بها إلى بني فلان وبني فلان. من أهل رحمها وأيتامها.
حتى بقيت بقية تحت الثوب. فقالت لها برزة بنت رافع: غفر الله لك يا أم المؤمنين! والله لقد كان لنا في هذا حق. فقالت: فلكم ما تحت الثوب. فوجدنا تحته خمسة وثمانين درهما. ثم رفعت يدها إلى السماء فقالت: اللهم لا يدركني عطاء لعمر بعد عامي هذا. فماتت. قال عبد الوهاب في حديثه: فكانت أول أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا صالح بن خوات عن محمد بن كعب قال: كان عطاء زينب بنت جحش اثني عشر ألف درهم. ولم تأخذه إلا عاما واحدا. حمل إليها اثنا عشر ألف درهم فجعلت تقول: اللهم لا يدركني قابل هذا المال فإنه فتنة. ثم قسمته في أهل رحمها وفي أهل الحاجة حتى أتت عليه. فبلغ عمر فقال: هذه امرأة يراد بها خير. فوقف على بابها وأرسل بالسلام وقال: قد بلغني ما فرقت. فأرسل إليها بألف درهم يستنفقها فسلكت بها طريق ذلك المال.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني موسى بن محمد بن عبد الرحمن عن أبيه عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما حضرت زينب بنت جحش أرسل عمر بن الخطاب إليها بخمسة أثواب من الخزائن يتخيرها ثوبا ثوبا. فكفنت فيها وتصدقت عنها أختها حمنة بكفنها الذي أعدته تكفن فيه. قالت عمرة بنت عبد الرحمن: فسمعت عائشة تقول ذهبت حميدة فقيدة مفزع اليتامى والأرامل.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني الثوري ومنصور بن أبي الأسود عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الرحمن بن أبزى قال: كانت زينب أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم لحوقا به. ماتت في زمان عمر بن الخطاب فقالوا لعمر: من ينزل في قبرها؟ قال: من كان يدخل عليها في حياتها. وصلى عليها عمر وكبر أربعا.
أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين ويزيد بن هارون قالوا: حدثنا المسعودي عن القاسم بن عبد الرحمن قالوا: لما توفيت زينب بنت جحش وكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم لحوقا به. فلما حملت إلى قبرها قام عمر إلى قبرها فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: إني أرسلت إلى النسوة. يعني أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين مرضت هذه المرأة أن من يمرضها وقوم عليها. فأرسلن: نحن. فرأيت أن قد صدقن.
ثم أرسلت إليهن حين قبضت: من يغسلها ويحنطها ويكفنها؟ فأرسلن: نحن. فرأيت أن قد صدقن. ثم أرسلت إليهن: من يدخلها قبرها؟ فأرسلن: من كان يحل له الولوج عليها في حياتها. فرأيت أن قد صدقن. فاعتزلوا أيها الناس. فنحاهم عن قبرها ثم أدخلها رجلان من أهل بيتها.
أخبرنا عفان بن مسلم. حدثنا أبو عوانة عن فراس عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى قال: صلى عمر على زينب بنت جحش فكبر عليها أربع تكبيرات. قال: فأراد أن يدخل القبر فأرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقلن: إنه لا يحل لك أن تدخل القبر وإنما يدخل القبر من كان يحل له أن ينظر إليها وهي حية.
أخبرنا عارم بن الفضل. حدثنا حماد بن زيد. حدثنا أيوب عن نافع وغيره أن الرجال والنساء كانوا يخرجون بهم سواء. فلما ماتت زينب بنت جحش أمر عمر مناديا فنادى: ألا لا يخرج على زينب إلا ذو رحم من أهلها. فقالت بنت عميس: يا أمير المؤمنين ألا أريك شيئا رأيت الحبشة تصنعه لنسائهم؟ فجعلت نعشا وغشته ثوبا.
فلما نظر إليه قال: ما أحسن هذا! ما أستر هذا! فأمر مناديا فنادى أن اخرجوا على أمكم.
أخبرنا أحمد بن عبد الله بن يونس. حدثنا زهير بن معاوية. حدثنا إسماعيل ابن أبي خالد أن عامرا أخبره أن عبد الرحمن بن أبزى أخبره أنه صلى مع عمر على زينب بنت جحش فكانت أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم موتا بعده. فكبر عليها أربعا ثم أرسل إلى أزواج النبي. ص: من تأمرنني أن يدخلها قبرها؟ قال: وكان يعجبه أن يكون هو يلي ذلك. فأرسلن إليه: من كان يراها في حياتها فيدخلها في قبرها. فقال عمر بن الخطاب: صدقن.
أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير ومحمد بن عبيد الطنافسي عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى قال: شهدت جنازة زينب بنت جحش أم المؤمنين فتقدم عليها عمر فكبر أربعا. وكان يحب أن يليها. فأرسل إلى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من يدخلها قبرها؟ فقلن: من كان يراها في حياتها. فقال: صدقن.
وزاد ابن نمير ومحمد بن عبيد في حديثهما بهذا الإسناد: فكانت أول نساء النبي صلى الله عليه وسلم موتا بعده. وقال ابن نمير في حديثه: فكان عمر يعجبه أن يكون هو يدخلها قبرها.
أخبرنا شبابة بن سوار. أخبرنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي قال: كبر عمر على زينب بنت جحش أربعا.
أخبرنا عبيد الله بن موسى. حدثنا إسرائيل عن جابر عن عامر عن عبد الرحمن بن أبزى قال: صليت مع عمر بن الخطاب على زينب بنت جحش فكبر عليها أربعا ثم إنه مكث ساعة ثم قال: من يدخلها قبرها؟ قالوا: يدخلها قبرها من كان يراها في حياتها. بنو أخيها وبنو أختها.
أخبرنا عمرو بن الهيثم أبو قطن ومحمد بن عبد الله الأسدي قالا: حدثنا يونس بن أبي إسحاق عن الشعبي قال: كبر عمر على زينب بنت جحش أربعا.
أخبرنا سفيان بن عيينة عن محمد بن المنكدر أنه سمع ربيعة بن عبد الله بن هدير يقول: رأيت عمر بن الخطاب يقدم الناس أمام جنازة زينب بنت جحش.
حدثنا الفضل بن دكين. حدثنا أبو معشر عن محمد بن المنكدر قال: قام عمر بن الخطاب في المقبرة والناس يحفرون لزينب بنت جحش في يوم حار فقال: لو أني ضربت عليهم فسطاطا. فضرب عليهم فسطاطا.
أخبرنا محمد بن عمر عن أبي معشر عن محمد بن المنكدر قال: مر عمر على حفارين يحفرون قبر زينب في يوم صائف فقال: لو أني ضربت عليهم فسطاطا. فكان أول فسطاط ضرب على قبر.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني موسى بن محمد بن إبراهيم بن الحارث عن أبيه قال: أمر عمر بفسطاط فضرب بالبقيع على قبرها لشدة الحر يومئذ فكان أول فسطاط ضرب على قبر بالبقيع.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا صالح بن جعفر عن محمد بن عقبة عن ثعلبة بن أبي مالك قال: رأيت يوم مات الحكم بن أبي العاص في خلافة عثمان ضرب على قبره فسطاط في يوم صائف. فتكلم الناس فأكثروا في الفسطاط. فقال عثمان: ما أسرع الناس إلى الشر وأشبه بعضهم ببعض. أنشد الله من حضر نشدتي هل علمتم عمر بن الخطاب ضرب على قبر زينب بنت جحش فسطاطا؟ قالوا: نعم. قال: فهل سمعتم عائبا؟ قالوا: لا.
أخبرنا محمد بن عمر قال: وحدثني أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة عن أبي موسى عن محمد بن كعب عن عبد الله بن أبي سليط قال: رأيت أبا أحمد بن جحش يحمل سرير زينب بنت جحش وهو مكفوف وهو يبكي. فأسمع عمر وهو يقول: يا أبا أحمد تنح عن السرير لا يعنك الناس. وازدحموا على سريرها. فقال أبو أحمد: يا عمر هذه التي نلنا بها كل خير وإن هذا يبرد حر ما أجد. فقال عمر: الزم الزم.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني موسى بن عمران بن عبد الله بن عبد الرحمن ابن أبي بكر الصديق عن عاصم بن عبيد الله عن عبد الله بن عامر بن ربيعة قال: رأيت عمر بن الخطاب صلى على زينب بنت جحش سنة عشرين في يوم صائف ورأيت ثوبا مد على قبرها وعمر جالس على شفير القبر معه أبو أحمد ذاهب البصر جالس على شفير القبر وعمر بن الخطاب قائم على رجليه والأكابر من أصحاب رسول الله قيام على أرجلهم. فأما عمر بن محمد بن عبد الله بن جحش وأسامة وعبد الله بن أبي أحمد بن جحش ومحمد بن طلحة بن عبيد الله. وهو ابن أختها حمنة بنت جحش. فنزلوا في قبر زينب بنت جحش.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله الجحشي عن أبيه قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة وهي يومئذ بنت خمس وثلاثين سنة.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا موسى بن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن حارثة بن النعمان عن أبيه أبي الرجال قال: سمعت أمي عمرة بنت عبد الرحمن تقول: سألت عائشة متى تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب بنت جحش؟ قالت: مرجعنا من غزوة المريسيع أو بعده بيسير.
قال محمد بن عمر: وهذا يوافق قول عمر بن عثمان بن عبد الله الجحشي حيث يقول: تزوجها لهلال ذي القعدة سنة خمس من الهجرة.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثني عمر بن عثمان بن عبد الله الجحشي عن أبيه قال: ما تركت زينب بنت جحش درهما ولا دينارا. كانت تصدق بكل ما قدرت عليه. وكانت مأوى المساكين. وتركت منزلها فباعوه من الوليد بن عبد الملك حين هدم المسجد بخمسين ألف درهم.
أخبرنا محمد بن عمر عن محمد بن عبد الله عن الزهري عن عروة عن عائشة أم المؤمنين قالت: لما توفيت زينب بنت جحش جعلت تبكي وتذكر زينب وترحم عليها. فقيل لعائشة في بعض ذلك فقالت: كانت امرأة صالحة. قلت: يا خالة أي نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت آثر عنده؟ فقالت: ما كنت أستكثره ولقد كانت زينب بنت جحش وأم سلمة لهما عنده مكان. وكانتا أحب نسائه إليه فيما أحسب بعدي.
أخبرنا محمد بن عمر. حدثنا عمر بن عثمان الجحشي عن إبراهيم ابن عبد الله بن محمد عن أبيه قال: سئلت أم عكاشة بن محصن: كم بلغت زينب بنت جحش يوم توفيت؟ فقالت: قدمنا المدينة للهجرة وهي بنت ببضع وثلاثين سنة وتوفيت سنة عشرين.
قال عمر بن عثمان: كان أبي يقول: توفيت زينب بنت جحش وهي ابنة ثلاث وخمسين سنة.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 8- ص: 80
زينب بنت جحش الأسدية من بني غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم، أمها: أميمة بنت عبد المطلب.
تزوجها سنة ثلاث، وهي أول من مات من أزواجه بعد وفاته، في خلافة عمر بن الخطاب، سنة عشرين، وأول من جعل على جنازته النعش.
روت عنها: أم حبيبة، وعائشة، وأنس بن مالك، ومحمد بن علي بن الحسن، ومحمد بن عبد الله بن جحش.
أخبرنا محمد بن يعقوب بن يوسف، حدثنا أحمد بن عبد الجبار، حدثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، قال: ثم تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد أم سلمة: زينب بنت جحش، أحد نساء بني أسد بن خزيمة، وكانت قبله عند مولاه زيد بن حارثة، فزوجه الله إياها،
فمات ولم يصب منها ولدا، وهي أم الحكم.
حدثنا خيثمة، حدثنا إسحاق بن سيار النصيبي، حدثنا عمرو بن عاصم الكلابي، حدثنا سليمان بن المغيرة، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال: لما انقضت عدة زينب تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حدثنا محمد بن يعقوب، حدثنا محمد بن هشام بن ملاس النميري، حدثنا مروان بن معاوية، عن حميد، عن أنس، قال: أولم رسول الله صلى الله عليه وسلم حين بنى بزينب، فأشبع الناس خبزا ولحما.
أخبرنا أحمد بن محمد... .، حدثنا محمد بن سعيد بن غالب، حدثنا سفيان بن عيينة.
وأخبرنا عبد الرحمن بن يحيى بن مندة، حدثنا أبو مسعود، أخبرنا أبو داود، وعلي بن عبد الله، قالا: حدثنا سفيان، قال علي: قال الزهري، سمعته يقول: حدثنا عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن حبيبة بنت أم حبيبة، عن أمها أم حبيبة، عن زينب بنت جحش، قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من نومه، وهو محمر وجهه، وهو يقول: لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج وماجوج مثل هذه، قال: وعقد سفيان عشرا كهيئة التسعين.
قالت زينب: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم، إذا كثر الخبث.
لفظ الحديث لأبي مسعود.
مطبوعات جامعة الإمارات العربية المتحدة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 960
زينب بنت جحش الأسدية
أم المؤمنين لها إخوة وهي بنت عمة النبي صلى الله عليه وسلم أميمة وكانت تفتخر تقول زوجني الله من فوق عرشه عنها أم حبيبة وزينب بنت أبي سلمة ماتت سنة عشرين ع
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة
زوج النبي صلى الله عليه وسلم تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في سنة خمس من الهجرة وكانت قبله عند زيد بن حارثة فطلقها وكان الذي ذكر الله تعالى في القرآن {فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها} فلما طلقها وانقضت عدتها تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فكانت تفخر على أزواج النبي صلى الله عليه وسلم تقول زوجني الله من رسوله وزوجكن أقاربكن وأول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاة بعده
كان اسمها برة فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم زينب وأمها أميمة بنت عبد المطلب عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم
روت عنها زينب بنت أبي سلمة في الطلاق وأم حبيبة بنت أبي سفيان في الفتن
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1
زينب بنت جحش الأسدية أم المؤمنين
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 29
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسدي
حليف بني عبد شمس زوجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأم المؤمنين تقدم ذكرها ماتت سنة عشرين بالمدينة وصلى عليها عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي أول نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وفاة بعده وأمها أميمة بنت عبد المطلب وزينب بنت جحش وهي أول من حملت ونعشت من النساء في هذه الأمة وفيها نزل {وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه} الآية
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1
زينب بنت جحش
وزينب بنت جحش
دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1
زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر:
زوج النبي صلى الله عليه وسلم، هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرة بن كبير
ابن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة. أمها أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم، عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولما دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال لها: «ما اسمك»؟ قال: برة، فسماها زينب.
تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوجها في سنة ثلاث من التاريخ، ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بن حارثة، وأنها التي ذكرت الله تعالى قصتها في القرآن في قوله عزوجل: {فلما قضى زيدٌ منها وطراً زوجناكها} [الأحزاب: 37].
فلما طلقها زيد وانقضت عدتها، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأطعم عنها خبزا ولحما.
وكانت تفخر على نساء النبي صلى الله عليه وسلم، تقول: إن آباءكن أنكحوكن، وإن الله تعالى أنكحنى إياه من فوق سبع سماوات.
وروينا من وجوه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: كانت زينب بنت جحش تسامينى في المنزلة عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما رأيت امرأة قط خيرا في الدين من زينب، وأتقى الله وأصدق حديثا، وأوصل للرحم وأعظم صدقة.
وتوفيت زينب جحش رضي الله عنها سنة عشرين، في خلافة عمر رضي الله عنه.
وفى هذا العام فتحت مصر.
وقيل: بل توفيت زينب بنت جحش رضي الله عنها سنة إحدى وعشرين، وفيها فتحت الإسكندرية.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1