التصنيفات

خرافة العذري الذي يضرب به المثل، فيقال: حديث خرافة، لم أر من ذكره في الصحابة، إلا أني وجدت ما يدل على ذلك، فإنني قرأت
في كتاب الأمثال للمفضل الضبي قال: ذكر إسماعيل بن أبان الوراق، عن زياد البكائي، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه القاسم بن عبد الرحمن، قال: سألت أبي- يعني عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود عن حديث خرافة، فقال: بلغني عن عائشة أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: حدثني بحديث خرافة فقال: «رحم الله خرافة، إنه كان رجلا صالحا، وإنه أخبرني أنه خرج ليلة لبعض حاجته فلقيه ثلاثة من الجن فأسروه، فقال واحد: نستعبده وقال آخر: نعتقه فمر بهم رجل» فذكر قصة طويلة.
وقد روى الترمذي، من طريق مسروق عن عائشة، قالت: حدث النبي صلى الله عليه وسلم نساءه بحديث، فقالت امرأة منهن: كأنه حديث خرافة، فقال: «أتدرين ما خرافة؟ إن خرافة كان رجلا من عذرة أسرته الجن فمكث دهرا، ثم رجع فكان يحدث بما رأى منهم من الأعاجيب. فقال الناس: حديث خرافة».
وروى ابن أبي الدنيا في كتاب «ذم البغي» له من طريق ثابت، عن أنس، قال: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم، فجعل يقول الكلمة كما يقول الرجل عند أهله، فقالت إحداهن كأن هذا حديث خرافة فقال: «أتدرين ما خرافة؟ إنه كان رجلا من بني عذرة أصابته الجن، فكان فيهم حينا، فرجع فجعل يحدث بأحاديث لا تكون في الإنس، فحدث. أن رجلا من الجن كانت له أم فأمرته أن يتزوج....» فذكر قصة طويلة.
ورجاله ثقات إلا الراوي له عن ثابت وهو سحيم بن معاوية يروي عنه عاصم بن علي، ما عرفته، فليحرر رجاله.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 232