الصبغي أحمد بن إسحاق بن أيوب، أبو بكر النيسابوري المعروف بالصبغي: فقيه شافعي، من أهل نيسابور. له تصانيف، منها ’’الأسماء والصفات) و (الإيمان والقدر) و (فضائل الخلفاء الأربعة’’.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 95

الفقيه الصبغي أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد أبو بكر النيسابوري الفقيه المعروف بالصبغي -بالصاد المهملة والباء الموحدة والغين المعجمة- رأى يحيى ابن الذهلي، قال الحاكم: أقام يفتي نيفا وخمسين سنة لم يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها، وله الكتب المطولة مثل الطهارة. والصلاة. والزكاة. ثم كذلك إلى آخر كتاب المبسوط. وله كتاب الأسماء والصفات. والإيماء والقدر. وفضل الخلفاء الأربعة. وكتاب الرؤية والأحكام والإمامة. وكان يخلف ابن خزيمة في الفتوى وكان يضرب المثل بعقله ورأيه، توفي سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0

الصبغي اسمه أحمد بن إسحاق.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 16- ص: 0

الصبغي الإمام العلامة المفتي المحدث شيخ الإسلام، أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد النيسابوري الشافعي، المعروف بالصبغي.
مولده في سنة ثمان وخمسين ومائتين.
رأى يحيى بن محمد الذهلي، وأبا حاتم الرازي.
وسمع الفضل بن محمد الشعراني، وإسماعيل بن قتيبة، ويوسف بن يعقوب القزويني، والحارث بن أبي أسامة، وهشام بن علي السيرافي، وعلي بن عبد العزيز البغوي، وإسماعيل القاضي، ومحمد بن أيوب البجلي، وطبقتهم بنيسابور والحجاز والبصرة وبغداد والري.
وجمع وصنف، وبرع في الفقه، وتميز في علم الحديث.
حج في سنة 28، فقرأ له أبو القاسم البغوي على عمه ’’منتقى المسند’’.
حدث عنه: حمزة بن محمد الزيدي، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وأبو عبد الله الحاكم، وخلق كثير.
قال الحاكم: سمعته يقول: لما ترعرعت اشتغلت بتعلم الفروسية، ولم أسمع حرفا، وحملت إلى الري وأبو حاتم حي، وسألته عن مسألة في ميراث أبي، ثم رجعنا إلى نيسابور في سنة ثمانين ومائتين، فبينا أنا على باب دارنا وأبو حامد بن الشرقي، وأبو حامد بن
حسنويه جالسين، فقالا لي: اشتغل بسماع الحديث، قلت: ممن؟ قالا: من إسماعيل بن قتيبة، فذهبت إليه، وسمعت، فرغبت في الحديث، ثم خرجت إلى العراق بعد بسنة.
قال الحاكم: بقي الإمام أبو بكر يفتي بنيسابور نيفا وخمسين سنة، ولم يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها، وله الكتب المبسوطة مثل الطهارة والصلاة والزكاة، ثم إلى آخر كتاب المبسوط.
سمعت أبا الفضل بن إبراهيم يقول: كان أبو بكر بن إسحاق يخلف إمام الأئمة ابن خزيمة في الفتوى بضع عشرة سنة في الجامع وغيره.
ثم قال الحاكم: سمعت الشيخ أبا بكر يقول: رأيت في منامي كأني في دار فيها عمر، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه المسائل، فأشار إلي أن أجيبهم، فما زلت أسأل وأجيب، وهو يقول لي: أصبت، إمض، أصبت، إمض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما النجاة من الدنيا أو المخرج منها؟ فقال لي بإصبعه: الدعاء، فأعدت عليه السؤال، فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه، ثم قال: الدعاء.
قال الحاكم: ومن تصانيفه كتاب الأسماء والصفات، وكتاب الإيمان، وكتاب القدر، وكتاب الخلفاء الأربعة، وكتاب الرؤية، وكتاب الأحكام، وحمل إلى بغداد، فكثر الثناء عليه -يعني: هذا التأليف، وكتاب الإمامة.
وقد سمعته يخاطب كهلا من أهل فقال: حدثونا عن سليمان بن حرب فقال له: دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا وأخبرنا؟ فقال: يا هذا، لست أشم من كلامك رائحة الإيمان، ولا يحل لك أن تدخل هذه الدار، ثم هجره حتى مات.
قال الحاكم: سمعت محمد بن حمدون يقول: صحبت أبا بكر بن إسحاق سنين، فما رأيته قط ترك قيام الليل، لا في سفر ولا حضر.
رأيت أبا بكر غير مرة عقيب الأذان يدعو ويبكي، وربما كان يضرب برأسه الحائط، حتى خشيت يوما أن يدمى رأسه، وما رأيت في جماعة مشايخنا أحسن صلاة منه، وكان لا يدع أحدا يغتاب في مجلسه.
وسمعته غير مرة إذا أنشد بيتا يفسده ويغيره حتى يذهب الوزن، وكان يضرب المثل بعقله ورأيه.
وسئل عمن يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة، فقال: يعيد الركعة.
ثم قال الحاكم: حدثنا أبو بكر بن إسحاق، حدثنا يوسف بن يعقوب القزويني، حدثنا سعيد بن يحيى الأصبهاني، حدثنا سعير بن الخمس، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد الله قال: من أحب أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بهن.
قال الحاكم: كتب عني الدارقطني هذا وقال: ما كتبته عن أحد قط. ورواه الخليلي عن الحاكم، وقال الخليلي: ورواه ابن مندة عن الصبغي. وقال ابن مندة: كتبه عني أبو الشيخ الحافظ. رواه جماعة عن الهجري، وما جاء عن سعير إلا من هذا الوجه عن أبي إسحاق، وهو إبراهيم الهجري لا السبيعي، ثم بالغ الخليلي في تعظيمه.
قال الحاكم: وسمعت أبا بكر بن إسحاق يقول: خرجنا من مجلس إبراهيم الحربي، ومعنا رجل كثير المجون، فرأى أمرد فتقدم فقال: السلام عليك، وصافحه وقبل عينيه وخده، ثم قال: حدثنا الدبري بصنعاء بإسناده قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’إذا أحب أحدكم أخاه فليعلمه’’ فقلت: له: ألا تستحي، تلوط وتكذب في الحديث؟ يعني: أنه ركب إسنادا للمتن.
توفي الصبغي في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاث مائة.
وفيها مات مسند همذان أبو جعفر أحمد بن عبيد الأسدي، وشيخ الصوفية إبراهيم بن المولد، والمسند أبو الفضل الحسن بن يعقوب البخاري، والمسند عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمذان، والقاضي العلامة أبو القاسم علي بن محمد بن أبي الفهم التنوخي، وشيخ مرو الإمام أبو العباس القاسم بن القاسم بن مهدي السياري، سبط أحمد بن سيار الحافظ، والمسند أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن علي الأسواري الأصبهاني، وشيخ المحدثين والزهاد بنيسابور أبو بكر محمد بن داود بن سليمان النيسابوري.
قرأت على أبي المعالي أحمد بن المؤيد، أخبرنا محمد بن محمد المأموني، أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، أخبرنا القاسم بن الفضل، حدثنا محمد بن إبراهيم بن جعفر اليزدي إملاء، أخبرنا أبو بكر أحمد بن إسحاق بن أيوب الصبغي، حدثنا محمد بن غالب بن حرب، حدثنا داود بن عبد الله الجعفري، حدثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يرفع يديه إذا كبر وإذا رفع.
وبه: أخبرنا الصبغي، حدثنا أحمد بن القاسم بن أبي مساور، حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم قال: أملى علي بن وهب من حفظه، عن يونس، عن الزهري، عن أنس، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’ليس على منتهب ولا مختلس ولا خائن قطع’’.
غريب جدا مع عدالة رواته، فلا تنبغي الرواية إلا من كتاب، فإني أرى ابن وهب مع حفظه وهم فيه، وللمتن إسناد غير هذا.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 72

أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح النيسابورى الإمام الجليل أبو بكر بن إسحاق الصبغى أحد الأئمة الجامعين بين الفقه والحديث
رأى يحيى الذهلى وأبا حاتم الرازي
وسمع الفضل بن محمد الشعرانى وإسماعيل بن قتيبة ويعقوب بن يوسف القزوينى ومحمد بن أيوب
وببغداد الحارث بن أبي أسامة وإسماعيل القاضى
وبالبصرة هشام بن على
وبمكة على بن عبد العزيز
واختلف إلى محمد بن نصر ولم يسمع منه شيئا
روى عنه أبو على الحافظ وأبو بكر الإسماعيلى وأبو أحمد الحاكم وأبو عبد الله الحاكم ومحمد بن إبراهيم الجرجانى وخلق
ولد سنة ثمان وخمسين ومائتين
وكان قد اشتغل في صباه بعلم الفروسية فلم يسمع إلى سنة ثمانين
قال الحاكم أقام يعنى بنيسابور سبعا وخمسين سنة لم يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها
قال وسمعت محمد بن حمدون يقول صحبت أبا بكر بن إسحاق سنين فما رأيته قط ترك قيام الليل في سفر ولا حضر
قال وسمعته يعنى الصبغى يقول وهو يخاطب فقيها فقال حدثونا عن سليمان بن حرب فقال دعنا من حدثنا إلى متى حدثنا وأخبرنا فقال ما هذا لست أشم من كلامك رائحة الإيمان ولا يحل لك أن تدخل دارى ثم هجره حتى مات
قال وسمعته غير مرة إذا أنشد بيتا يفسده ويغيره يقصد ذلك وكان يضرب المثل بعقله ورأيه ورأيته غير مرة إذا أذن المؤذن يدعو بين الأذان والإقامة ثم يبكى وربما كان يضرب برأسه الحائط حتى خشيت يوما أن تدمى رأسه وما رأيت في مشايخنا أحسن صلاة منه وكان لا يدع أحدا يغتاب في مجلسه قال وله الكتب المطولة
قال وسمعته يقول رأيت في منامى كأنى في دار وأنا أظن أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه فيها فدخلت وفى الدار بستان أردت دخوله فاستقبلنى أبو بكر الصديق رضى الله عنه فعانقنى وقبل وجهي ودعا لى وهذا عند ابتدائى في تصنيف كتاب الفضائل
قال وسمعته يقول لما فرغت من تصنيف كتاب الفضائل رأيت في المنام كأنى خارج من منزل شخص ذكره واستقبلنى النبى صلى الله عليه وسلم ومعه أبو بكر وعمر وعثمان أو على رضى الله عنهم أحدهما فإنى شككت ولم أشك في أنهم كانوا
أربعة فتقدمت فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرد على السلام ثم تقدم إلى أبو بكر رضى الله عنه فقبل بين عينى وقال جزاك الله عن نبيه خيرا وعنا خيرا
قال أبو بكر فأخرجت خاتمى هذا من أصبعى وجعلته في أصبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نزعته فجعلته في أصبع أبى بكر ثم إلى آخر الأربعة ثم قلت يا رسول الله قد عظمت بركة هذا الخاتم إذ دخل أصابعكم ثم انتبهت
قال الحاكم وقد كان الشيخ أوصى أن يدفن ذلك الخاتم معه
قلت وهذا منه فيه استحسان لما يفعل من دفن المرء معه ما يتبرك به أو دفنه فيما يتبرك به وسيأتى إن شاء الله تعالى نظير هذه في ترجمة عبد الرحمن بن أبي حاتم ضمن حكاية عنه ويشهد له قول ...
وذكر الحاكم أن أبا على بن أبي هريرة كتب إلى نيسابور ليكتب له فضائل الأربعة وكتاب الأحكام اللذان للصبغى
قال فكتب وحمل إلى مدينة السلام فأكثر الثناء عليه
قال الحاكم ومصنفاته يعنى الصبغى في الفقه من أدل الدليل على علمه ومصنفاته في الكلام لم يسبقه إلى مثلها أحد من مشايخ أهل الحديث
توفى الصبغى في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة
ومن الفوائد عنه
كان يرى أن المأموم إذا لم يقرأ الفاتحة وأدرك الإمام وهو راكع لا يكون مدركا للركعة وهو اختيار ابن خزيمة وابن أبى هريرة وأبى رحمه الله
ويذهب إلى أن تراب الولوغ يجوز أن يكون نجسا وهو وجه غريب حكاه الرافعى
قال العبادى وذكر أنه ركب يوما فأصاب ذراعيه طين من وحل كلب فأمر جاريته بغسله وتعفيره فقالت الجارية أما في الطين تراب فقال أحسنت أنت أفقه منى
قال الحاكم سمعته وسئل عن حديث ابن عباس أن رجلين صليا مع النبى صلى الله عليه وسلم فقال لهما (أعيدا وضوءكما) قالا لم يا رسول الله قال (اغتبتما فلانا) قال يجوز أن يكون أمرهما بالوضوء ليكون كفارة لمعصيتهما وتطهيرا لذنوبهما لأن النبى صلى الله عليه وسلم أخبر أن الوضوء يحط الخطايا
قال وسمعته وسئل عن قوله صلى الله عليه وسلم (من غسل ميتا فليغتسل ومن حمله فليتوضأ قال إن صح هذا الخبر فمعناه أن يتوضأ قبل حمله شفقة أن تفوته الصلاة بعد الحمل كما قال صلى الله عليه وسلم (من راح إلى الجمعة فليغتسل) أى قبل الرواح

  • دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 3- ص: 9

أحمد بن إسحاق بن أيوب، أبو بكر الضبعي الفقيه.
قال الخليلي: سمعت الحاكم يقول: كان عالماً بالحديث، والرجال، والجرح والتعديل، وفي الفقه كان المشار إليه في وقته، ثقة مأمون، توفي بعد الأربعين وثلاثمائة.

  • مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1

أحمد بن إسحاق بن إبراهيم، أبو بكر، الصيدلاني، النيسابوري، الطبيب.
حدث عن: إبراهيم بن عيسى الذهلي الحسين بن الفضل البلخي، وإسماعيل بن قتيبة، والسري بن خزيمة، وأبي يعقوب إسماعيل بن عبد الله البغانخذي، ومحمد بن الحجاج بن عيسى الوراق النيسابوري، والفضل بن محمد الشعراني، وغيرهم.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في ’’مستدركه’’ والحسين الماسرجسي، وأبو أحمد الحاكم.
ترجمه الحاكم في ’’تاريخه’’ ووصفه بالمعدل، وصحح حديثه في ’’المستدرك’’، وذكر أنه حدثه إملاءً، وساق البيهقي في ’’شعبه’’ حديثاً من طريقه ثم قال: سائر رواته ثقات. وترجمه - أيضاً - الذهبي في ’’تاريخه’’ وذكر أن الحاكم قال: توفي في رمضان سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة.
قال مقيده - عفا الله عنه -: قال الشيخ الألباني - رحمه الله - بعد أن ساق حديثاً في ’’الضعيفة’’ من طريقه: لم أجد له ترجمة، وهو علة الطريق الثانية. وقال محققا ’’الشعب’’: لم نجد له ترجمة.
قلت: [ثقة - وكونه يحدث إملاء يدل على حفظه وإتقانه.
’’المستدرك’’ (1/ 568)، ’’مختصر تاريخ نيسابور’’ (36/ ب)، ’’الشعب’’ (2/ 447)، (5/ 410)، 9/ 98)، ’’تاريخ الإسلام’’ (25/ 144)، ’’الضعيفة’’ (13/ 351/ 6153).

  • دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1

أحمد بن إسحاق بن أيوب بن يزيد بن عبد الرحمن بن نوح، أبو بكر، الصبغي، النيسابوري، الفقيه الشافعي.
سمع بنيسابور: إسماعيل بن قتيبة السلمي، ومحمد بن صالح بن هانئ، وأبا جعفر محمد بن أحمد بن ماهان السراج، وبالري: يعقوب بن يوسف القزويني، وببغداد: الحارث بن أبي أسامة، وبالبصرة: همام بن علي السدوسي، وبواسط: محمد بن عيسى بن السكن، وبمكة - حرسها الله -: علي بن عبد العزيز البغوي، وجماعة كثيرة.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في ’’مستدركه’’ وأكثر عنه، وذكر أنه قرأ عليه من أصوله، ومرةً ذكر أنه حدثه إملاءً، ومرة قال: من أصل كتابه. ومرة قال: إملاءً سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. وحمزة بن محمد الزيدي، وأبو علي الحافظ، وأبو أحمد الحاكم، وأبو بكر الإسماعيلي، ومحمد بن إبراهيم الجرجاني، وخلق كثير.
قال الحاكم في ’’تاريخه’’ سمعته يقول: لما ترعرعت اشتغلت بتعلم الفروسية، ولم أسمع حرفاً، وحملت إلى الري، وأبو حاتم حي، وسألته عن مسألة في ميراث أبي، ثم رجعنا إلى نيسابور في سنة ثمانين ومائتين، فبينما أنا على باب دارنا، وأبو حامد الشرقي، وأبو حامد بن حسنويه جالسين، فقالا لي: اشتغل بسماع الحديث، قلت: ممن؟ قالا: من إسماعيل بن قتيبة. فذهبت إليه، وسمعت، فرغبت في الحديث، ثم خرجت إلى العراق بعد بسنة، وبقي يفتي بنيسابور نيفاً وخمسين سنة، ولم يؤخذ عليه في فتاويه مسألة وهم فيها وله الكتب المطولة مثل:
’’الطهارة’’، و’’الصلاة’’ و’’الزكاة’’ ثم كذلك إلى آخر كتاب ’’المبسوط ’’. قال: وسمعت محمد بن حمدون يقول: صحبت أبا بكر بن إسحاق سنين؛ فما رأيته قط ترك قيام الليل في سفر ولا حضر. وسمعت أبا الفضل بن إبراهيم يقول: كان أبو بكر بن إسحاق يخلف إمام الأئمة ابن خزيمة في الفتوى بضع عشرة سنة في الجامع وغيره. قال الحاكم: رأيت أبا بكر غير مرة عقيب الأذان يدعو ويبكي، وربما كان يضرب برأسه الحائط، حتى خشيت يوماً أن يدمي رأسه، وما رأيت في جماعة مشايخنا أحسن صلاة منه، وكان لا يدع أحداً يغتاب في مجلسه. ومصنفاته - يعني الصبغي - في الفقه من أدل الدليل على علمه، ومصنفاته في الكلام لم يسبقه إلى مثلها أحد من مشايخ أهل الحديث. سمعت الشيخ أبا بكر يقول: رأيت في منامي كأني في دار فيها عمر، وقد اجتمع الناس عليه يسألونه عن المسائل، فأشار إلي أن أجيبهم، فما زلت أسأل وأجيب وهو يقول لي: أصبت، امض، أصبت امض، فقلت: يا أمير المؤمنين، ما النجاة من الدنيا، والمخرج منها؟ فقال لي بإضبعه: الدعاء، فأعدت عليه السؤال، فجمع نفسه كأنه ساجد لخضوعه، ثم قال: الدعاء.
وسمعته يقول: رأيت في منامي كأني في دار وأنا أظن أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - فيها، فدخلت وفي الدار بستان أردت دخوله، فاستقبلني أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - فعانقني وقبل وجهي ودعا لي، وهذا عند ابتدائي في تصنيف كتاب ’’الفضائل’’.
وسمعته يقول: لما فرغت من تصنيف كتاب ’’الفضائل’’ رأيت في المنام كأني خارج من منزل شخص - ذكره - واستقبلني النبي - صلى الله عليه وسلم – ومعه أبو بكر، وعمر، وعثمان، أو علي - رضي الله عنهم - أحدها فإني شككت ولم أشك في أنهم كانوا أربعة -، فتقدمت فسلمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرد علي السلام، ثم تقدمت إلى أبي بكر - رضي الله عنه - فقبل بين عيني وقال: جزاك الله عن نبيه خيرً وعنا خيراً. قال أبو بكر - يعني الصبغي -: فأخرجت خاتمي هذا من أصبعي وجعلته في أصبع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: نزعته فجعلته في أصبع أبي بكر ثم إلى آخر الأربعة، ثم قلت: يا رسول الله قد عمت بركة هذا الخاتم إذ دخل أصابعكم، ثم انتهيت.
وقد كان الشيخ أوصى أن يدفن ذلك الخاتم معه.
وكتب علي بن أبي هريرة إلى نيسابور ليكتب له ’’فضائل الأربعة’’ وكتاب الأحكام، فكتب وحمل إلى مدينة السلام، فأكثر الثنا عليه.
سمعته وسئل عن حديث ابن عباس؛ أن رجلين صليا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لهما: ’’أعيدوا وضوءكما’’، قالا: لم يا رسول الله؟ قال: ’’اغتبتما فلاناً’’، قال: يجوز أن يكون أمرهما بالوضوء ليكون كفارة لمعصيتهما وتطهيراً لذنوبهما؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر أن الوضوء يحط الخطايا.
وسمعته وسئل عن قوله - صلى الله عليه وسلم -: ’’من غسل ميتاً فليغتسل، ومن حمله فليتوضأ’’، قال: إن صح هذا الخبر فمعناه أن يتوضأ قبل حمله شفقة أن تفوته الصلاة بعد الحمد، كما قال - صلى الله عليه وسلم -: ’’من راح إلى الجمعة فليغتسل’’، أي قبل الرواح.
وله كتاب ’’الأسماء والصفات’’، وكتاب ’’الإيمان والقدر’’ وكتاب ’’فضل الخلفاء الأربعة’’، وكتاب ’’الرؤية’’، وكتاب ’’الأحكام’’ وحمل إلى بغداد، فكثر الثناء عليه، وكتاب ’’الإمامة’’.
وسمعته غير مرة إذا أنشد بيتاً، يفسده ويغيره حتى يذهب الوزن. وكان يضرب المثل بعقله ورأيه.
وسئل عمن يدرك الركوع ولم يقرأ الفاتحة، فقال: يعيد الركعة، وكان يرى أن الرجل إذا أتى والإمام راكع أنه لا يعتد بتلك الركعة، وروي ذلك عن أبي هريرة، وجماعة من التابعين، وصنف فيه مصنفا.
وسمعته وهو يخاطب فقيهاً فقال: حدثونا عن سليمان بن حرب، فقال ذلك الفقيه: دعنا من حدثنا، إلى متى حدثنا وأخبرنا؟ فقال: يا هذا، لست أشم من كلامك رائحة الإيمان، ولا يحل لك أن تدخل هذه الدار، ثم هجره حتى مات.
وقال الحاكم - أيضاً -: حدثنا أبو بكر أحمد بن إسحاق الفقيه الإمام المقدم الحجة لفظاً من أصل كتابه عوداً على بدء. وقال في ’’المعرفة’’: سمعت الشيخ أبا بكر أحمد بن إسحاق الفقيه - وهو يناظر رجلاً - فقال الشيخ: حدثنا فلان، فقال له الرجل: دعنا من حدثنا، إلى متى حدثنا؟! فقال له الشيخ: قم يا كافر، ولا يحل لك أن تدخل داري بعد هذا، ثم التفت إلينا فقال: ما قلت لأحد قط لا تدخل داري إلا لهذا. قال الخليلي: سمعت الحاكم أبا عبد الله كما يروي عنه ليجمع بين جماعة يقول: وأبا بكر هو الإمام المقدم، كان عالماً بالحديث والرجال والجرح والتعديل، وفي الفقه كان المشار إليه في وقته، ثقة مأمون، سمع منه الكبار الحفاظ، وله بنيسابور دار وقفها على أهل العلم من الغرباء، وسكنها الفضلاء، ووقف عليهم من الضياع ما يكفيهم لطعامهم ولباسهم، وقد كتب على الحافظ أن يسكنها، وذكر قصة طويلة من أصول الدين، ممن كان مذهبه هذا، وهي بعد عامرة. قال الحاكم: ما عهدت بنيسابور أحسن ديانة منه وأكبر نفساً. وقال السمعاني: أحد العلماء المشهورين بالفضل والعلم الواسع، شمائله وفضائله أكثر من أن يسعها هذا المقام. وقال الذهبي: الإمام العلامة المفتي شيخ الإسلام، جمع وصنف، وبرع في الفقه، وتميز في علم الحديث. وقال السبكي: أحد الأئمة الجامعين بين الفقه والحديث.
ولد في رجب سنة ثمان وخمسين ومائتين، ومات في شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة عن أربع وثمانين سنة.
قلت: [ثقة حافظ فقيه ورع].
’’المستدرك’’ (1/ 43)، ’’مختصر تاريخ نيسابور’’ (36/ ب)، ’’الأسامي والكنى’’ (2/ 227)، ’’فتح الباب’’ (908)، ’’الإرشاد’’ (3/ 840)، ’’السنن الكبرى’’ (1/ 466)، ’’بيان خطأ من أخطأ على الشافعي’’ ص (240)، ’’الإكمال’’ (5/ 233)، ’’الأنساب’’ (3/ 531)، التدوين (2/ 141)، ’’النبلاء’’ (15/ 483)، ’’تاريخ الإسلام’’
(25/ 256)، ’’العبر’’ (2/ 63)، ’’الوافي بالوفيات’’ (6/ 239)، ’’مرآة الجنان’’ (2/ 332)، ’’طبقات الشافعية’’ لابن السبكي (3/ 9)، ’’طبقات الأسنوي’’ (1/ 34)، وابن كثير (1/ 241)، ’’العقد المذهب’’ (68)، ’’طبقات ابن قاضي شهبة’’ (1/ 122)، ’’الشذرات’’ (4/ 225)، وغيرها.

  • دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1

أبو بكر بن أيوب
أبو بكر بن أيوب = أحمد بن إسحاق بن أيوب

  • دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 2- ص: 1