الكوراني أحمد بن اسماعيل بن عثمان الكوراني، شهاب الدين الشافعي ثم الحنفي: مفسر. كردي الاصل، من أهل شرزور. تعلم بمصر ورحل إلى بلاد الترك فعهد اليه السلطان مراد بن عثمان بتعليم ولى عهده ’’محمد الفاتح’’ وولى القضاء، في ايام الفاتح، وتوفي بالقسطنطينية، وصلى عليه السلطان بايزيد. له كتب منها (غاية الأماني في تفسير السبع المثاني) و (الدرر اللوامع في شرح جمع الجوامع للسبكي) في الاصول و (الكوثر الجاري - خ) الثالث منه، وهو شرح للبخاري في عدة مجلدات، و (شرح الكافية لابن الحاجب) في النحو.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 97

أحمد بن إسماعيل بن عثمان الإمام، العلامة، شهاب الدين، الكوراني، الشافعي، ثم الحنفي ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة.
ودأب في فنون العلم، حتى فاق في المعقولات، والمنقولات، واشتهر بالفضيلة.
ودخل القاهرة، ورحل إلى الروم، وصادف من ملكها السلطان مراد خان حظوة، فاتفق أنه مات وهو هناك الشيخ شمس الدين الفنري، فسأله السلطان أن يتحنف، ويأخذ وظائفه، ففعل، وصار المشار إليه في المملكة الرومية.
وألف للسلطان محمد بن السلطان مراد خان قصيدة في علم العروض، ستمائة بيت، سماها ’’ الشافعية في علم العروض والقافية ’’.
مات سنة أربع وتسعين وثمانمائة.
ومن نظمه قصيدة يمدح فيها النبي صلى الله عليه وسلم، منها:

وأول منظومة ’’ الشافعية ’’ قوله:
ذكره الحافظ جلال الدين السيوطي، في كتابه ’’ نظم العقيان، في أعيان الأعيان ’’.
وذكره صاحب ’’ الشقائق ’’، فقال ما ملخصه: إن الكوراني كان حنفي المذهب، قرأ ببلاده، وتفقه، ثم ارتحل إلى القاهرة، وقرأ بها القراءات العشر، وسمع الحديث، وأجازه ابن حجر، وغيره.
ثم رحل إلى الديار الرومية، واجتمع بالسلطان مراد خان، فأكرمه، وعظمه، وجعله مؤدبا لولده السلطان محمد، فأقرأه القرآن، وأحسن تأديبه.
ثم إن السلطان محمدا المذكور لما جلس على سرير الملك، بعد موت أبيه، عرض الوزارة عليه، فأبى ولم يقبل، وقال: إن من ببابك من الخدم والعبيد، إنما يخدمونك لينالوا الوزارة في آخر أمرهم، فإذا كان الوزير من غيرهم تتغير خواطرهم، ويختل أمر السلطنة. فأعجبه ذلك.
وعرض عليه قضاء العسكر، فقبله، وباشره أحسن مباشرة، وقرب أهل الفضل، وأبعد أهل الجهل.
ثم إن أهل السلطان عزله، وأعطاه قضاء بروسة، وولاية الأوقاف بها، فلم يزل بها ينفذ الأحكام، ويعدل بين الأخصام، إلى أن ورد عليه مرسوم مخالف للشرع الشريف، فحرقه، وعزر من هو بيده.
فلما بلغ السلطان ذلك عزله عن القضاء، ووقع بينهما بسبب ذلك منافرة ووحشة.
فرحل الكوراني إلى الديار المصرية، وكان سلطانها إذ ذاك الملك الأشرف قايتباي، فأكرمه غاية الإكرام، وأقبل عليه الإقبال التام، وأقام عنده مدة، وهو على نهاية من الإجلال والتعظيم.
ثم إن السلطان محمدا ندم على ما فعل، وأرسل إلى قايتباي، يلتمس منه إرسالة إليه، فذكر ذلك للكوراني، ثم قال: لا تذهب إليه؛ فإني أكرمك فوق ما يكرمك.
فقال له الكوراني: نعم أعرف ذلك، إلا أن بيني وبينه محبة أكيدة، كما بين الوالد والولد، وما وقع بيننا من التنافر لا يزيلها، وهو يعرف أني أميل إليه بالطبع، فإذا امتنعت من الذهاب إليه، لا يفهم إلا أن المنع كان من جانبك، فتقع بينكما عداوة.
فاستحسن السلطان قايتباي منه ذلك، وأهب له ما يحتاج إليه في السفر، ووهبه مالا جزيلا، وأرسل معه بهدايا عظيمة إلى السلطان محمد خان.
فلما وصل إليه أكرمه فوق العادة، وفوض إليه قضاء بروسة، فأقام به مدة.
ثم فوض إليه منصب الفتوى بالديار الرومية، وعين له كل يوم مائتي درهم، وكل شهر عشرين ألف درهم، وكل سنة خمسين ألف درهم، سوى ما كان يتفقده به من الهدايا والتحف، والعبيد والجواري.
وعاش في كنف حمايته في نعم وافرة، وإدرارات متكاثرة.
وصنف هناك ’’ تفسير القرآن الكريم ’’، وسماه ’’ غاية الأماني في تفسير السبع المثاني ’’؛ أورد فيه مؤاخذات كثيرة، على العلامتين الزمخشري والبيضاوي، رحمهما الله تعالى، وصنف أيضا ’’ شرح البخاري ’’، وسماه ’’ الكوثر الجاري على رياض البخاري ’’، رد في كثير من المواضع فيه على الكرماني، وابن حجر، وصنف ’’ حواشي ’’ لطيفة مقبولة على ’’ شرح الشاطبية ’’ للجعبري.
وكانت أوقاته كلها مصروفة في التأليف والفتوى، والتدريس والعبادة.
وتخرج به جماعة كثيرة.
حكي عنه أنه كان يختم القرآن في أكثر لياليه، يبتدي فيه بعد صلاة العشاء الآخرة، ويختمه عند طلوع الفجر.
وكان رجلا طوالا، مهيبا، كبير اللحية، وكان يصبغها، وكان قوالا بالحق، لا تأخذه في الله لومة لائم، يخاطب السلطان والوزير باسمهما، وإذا لقي أحدا منهما يسلم عليه السلام الشرعي، ولا ينحني له، ويصافحه، ولا يقبل يده، ولا يذهب إلى السلطان إلا إذا دعاه، وكان كثير النصيحة لمخدومه السلطان محمد، قوي القلب في الإقدام بها عليه.
ومما يحكى عنه، أنه قال مرة لمخدومه المذكور معاتبا: إن الأمير تيمور أرسل بريدا في مصلحة من المصالح المهمة، وقال له: إن احتجي في الطريق إلى فرس فخذ فرس كل من لقيته، ولو كان ابي شاه رخ.
فتوجه البريد إلى ما أمر به، فلقي في طريقه العلامة سعد الدين التفتازاني، وهو نازل في بعض المواضع، وخيله مربوطة بإزاء خيمته، فأخذ البريد منها فرسا واحدا، فظهر السعد إليه من الخيمة، وأمسكه وأخذ الفرس منه، وضربه ضربا شديدا.
فرجع البريد إلى تيمور، وأخبره بذلك، فغضب غضبا شديدا، ثم قال: لو كان ابني لقتلته، ولكن كيف أقتل رجلا ما دخلت إلى بلدة إلا وقد دخلها تصنيفه قبل دخول سيفي.
ثم قال الكوراني: إن تصانيفي تقرأ الآن بمكة، ولم يبلغ إليها سيفك.
فقال له السلطان محمد خان: نعم، كان الناس يكتبون تصانيفه، ويرحلون من سائر الأقطار إليها، وأما أنت فكتبت تصنيفك، وأرسلت به إلى مكة.
فضحك الكوراني، واستحسن هذا الجواب غاية الاستحسان.
وفضائل الكوراني ومناقبه كثيرة جدا، وفيما ذكرناه منها مقنع.
وكانت وفاته سنة ثلاث وتسعين وثمانمائة، بمدينة قسطنطينية، ودفن بها، وكان له جنازة حافلة، حضرها السلطان فمن دونه، وكثر البكاء عليه، وتأسف الناس على فراقه، رحمه الله تعالى.

  • دار الرفاعي - الرياض-ط 0( 1983) , ج: 1- ص: 82

الكوراني، شهاب الدين أحمد بن إسماعيل أحمد بن إسماعيل بن عثمان الإمام العلامة شهاب الدين الكوراني الشافعي ثم الحنفي. ولد سنة ثلاث عشرة وثمانمائة ودأب في فنون العلم حتى فاق في
المعقولات والأصلين والمنطق وغير ذلك ومهر في النحو والمعاني والبيان وبرع في الفقه. واشتهر بالفضيلة. وألف ’’ شرح جمع الجوامع، وغيره. ودخل القاهرة. ورحل إلى الروم، فصادف من ملكها مراد بن عثمان حظوة. ثم مات الشيخ شمس الدين الفناري فسأله ابن عثمان أن يتحنف ويأخذ وظائفه ففعل. وصار المشار إليه في المملكة الرومية، وألف للسلطان محمد بن مراد بن عثمان قصيدة في علم العروض ستمائة بيت سماها ’’ الشافية في علم العروض والقافية ’’ مات سنة أربع وتسعين وثمانمائة. وله قصيدة يمدح بها النبي صلى الله عليه وسلم:

وله ملغزا في لقب القاضي زين الدين عبد الباسط بن خليل ناظر الجيوش:
وأول منظومته الشافية:

  • المطبعة السورية الأمريكية - نيويورك / المكتبة العلمية - بيروت-ط 0( 1927) , ج: 1- ص: 38