الرياضي إبراهيم بن أحمد الشيباني، أبو اليسر، المعروف بالرياضي: أديب، من الكتاب العلماء. اصله من بغداد ن وجال في البلاد من خراسان إلى الاندلس، واستقر بالقيروان واستكتبه امير افريقية إبراهيم بن أحمد بن الاغلب ثم ابنه أبو العباس عبد الله. ثم كان على بيت الحكمة في ايم زيادة الله بن عبد الله آخر ملوك الاغالبة. وتوفي بالقيروان. له كتب منها (لقط المرجان) اكبر من عيون الاخبار، و (سراج الهدى) في معاني القرآن، و (قطب الادب).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 28
الرياضي إبراهيم بن أحمد الشيباني البغدادي، ويعرف بالرياضي، أبو اليسر، من أهل بغداد نزيل القيروان، العالم، الأديب الشاعر.
قرأ ببغداد على جلة المحدثين والفقهاء ولقي الجاحظ، والمبرد، وثعلبا، وابن قتيبة، ولقي من الشعراء: أبا تمام، ودعبلا، وابن الجهم، والبحتري، ومن الكتاب سعيد بن حميد وسليمان بن وهب، وأحمد بن أبي طاهر، وغيرهم.
جال في البلاد شرقا وغربا من خراسان إلى الأندلس، وقد ذكر ذلك في اشعار له، دخل الأندلس عن طريق البحر، وقدم على الخليفة محمد بن عبد الرحمن الأموي بقرطبة بكتاب اخترعه على ألسنة أهل الشام، فتقبله الخليفة محمد، وأنزله ووسع عليه، ووصله، واطلع على الكتاب، وعرف أنه مخترع مصنوع، فلما أراد أبو اليسر الانصراف رفع إليه كتابا مختوما جوابا عن كتاب أهل الشام فلما جاز أبو اليسر البحر فك الكتاب ليقرأه فإذا هو بياض ليس فيه إلا بسم الله الرحمن الرحيم فعلم أن تمويهه لم يجز، وان الذي أعطاه الخليفة محمد وحباه به كان عن كرم وفضل، وعظم في عينه ملوك الأندلس ورجاله، وحدث بما عرض له، وعجب الناس منه.
وفي مدة إقامته بالأندلس جال في بلدانها فروى عنه جماعة، ثم نزل افريقية عن طريق البحر، ورحل إلى القيروان فاتصل بأميرها إبراهيم بن أحمد الأغلبي الثاني الذي أولاه رئاسة ديوان الرسائل، واستمر على ذلك في
عهد ابنه أبي العباس عبد الله الثاني، وفي عهد زيادة الله الثالث آخر ملوك الامارة الأغلبية ضم إليها رئاسة بيت الحكمة، ويرى المؤرخ المرحوم الأستاذ ح. ح. عبد الوهاب أنه كان من الحاملين الأمير إبراهيم الثاني على تأسيس بيت الحكمة فقال: «ولا شك عندي أن أبا اليسر الشيباني كانت له أكبر يد في حمل إبراهيم الثاني على تأسيس «بيت الحكمة» الافريقي لما كان يعلمه من بيت الحكمة البغدادي، ولا ريب أنه كان من جلسائه، ومن الممتزجين بأساطين أعلامه».
ولما زالت الامارة الأغلبية انضم إلى دعوة العبيديين فابقاه عبيد الله المهدي على وظيفته شأن الدول الجديدة في عدم الاستغناء عن كبار متوظفي العصر السابق، والاستفادة من خبرتهم وكفاءتهم.
وكتب بيده الكتب الكثيرة مع براعة خطه، وحسن وراقته، وحكي أنه كتب في كبره كتاب سيبويه كله بقلم واحد ما زال يبريه حتى قصر فأدخله في قرم آخر حتى فني بتمام الكتاب.
وهو الذي أدخل افريقية رسائل المحدثين وأشعارهم. وطرائف أخبارهم.
وكان أديب الأخلاق، نزيه النفس، روى عنه ابنه يزيد، وأبو جعفر الكاتب، وعبد الله بن الصائغ، وتلميذه المختص به أبو سعيد عثمان بن سعيد الصيقل مولى زيادة الله بن الأغلب.
توفي بالقيروان يوم الأحد 15 جمادى الأولى سنة 298/ 20 جانفي 911 في أيام عبيد الله المهدي، ودفن بباب سلم.
مؤلفاته:
1) الرسالة الوحيدة والمؤنسة.
2) سراج الهدى، في القرآن ومشكله واعرابه ومعانيه.
3) قطب الأدب.
4) لقيط المرجان، وهو أكبر من عيون الأخبار لابن قتيبة.
5) المرصعة المدبجة (رسائل نثرية)
6) مسند في الحديث.
وهذه الكتب مفقودة.
المصادر والمراجع:
- الاعلام 1/ 22، 57.
- إيضاح المكنون 1/ 70، 2/ 9، 234، 408.
- البلغة في تاريخ ائمة اللغة 3 - 4.
- البيان المغرب 1/ 162، 163.
- تكملة الصلة لابن الابار (ط. مصر) 1/ 173 - 174.
- شجرة النور الزكية 74.
- معجم المؤلفين 1/ 5، 97.
- نفح الطيب (نشر. م. م. عبد الحميد) 4/ 130، 131.
- هدية العارفين 1/ 4.
- ورقات من الحضارة .... 2/ 244، 247.
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 2- ص: 405