ابن أبي دواد أحمد بن أبي دواد بن جرير بن مالك الايادي، أبو عبد الله: احد القضاة المشهورين من المعتزلة، ورأس فتنة القول بخلق القرآن. قدم به ابوه، وهو حدث، من قنسرين (بين حلب ومعرة النعمان) إلى دمشق، فنشأ فيها ونبغ، ومنها رحل إلى العراق. وقيل: ولد بالبصرة. قال أبو العيناء: ما رأيت رئيسا قط افصح ولا انطق من أبي دواد. وهو اول من افتتح الكلام مع الخلفاء، وكانوا لا يبدأهم احد حتى يبدأوه. وكان عارفا بالاخبار والانساب، وفيه يقول المأمون: اذا استجاس الناس فاضلا فمثل أحمد ! وكان يقال: اكرم من كان في دولة بني العباس البرامكة ثم ابن أبي دواد. وكان شديد الدهاء، محبا للخير. اتصل اولا بالمأمون، فلما قرب موته اوصى به اخاه المعتصم، فجعله قاضي قضاته، وجعل يستشيره في امور الدولة كلها. ولما مات المعتصم اعتمد الواثق على رأيه. ومات الواثق راضيا عنه. وتول المتوكل، ففلج ابن أبي دواد في اول خلافته سنة 233 هـ ، وتوفي مفلوجا بببغداد. قال الذهبي: كان جهميا بغيضا، حمل الخلفاء على امتحان الناس بخلق القرآن ولولا ذلك لاجتمعت الالسنة عليه.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 124