الجابري أحمد بن روح الله بن ناصر الدين ابن غياث الدين الأنصاري الجابري الرومي: قاض حنفي عالم بالمعقولات. ولد في ايران. انتقل ماشيا على استمبول، وانتظم في سلك موالي الروم. ينتسب إلى جابر ابن عبد الله الانصاري. درس في أيا صوفية وغيرها. وولي قضاء الشام، فقضاء ادرنة، فالقسطنطينية، ثم قضاء العسكر بولاية ’’اناضولي’’ ويكتبونها بالطاء، وقضاء مصر، مدة. وكان ضعيفا بالعربية والفقه. وصنف كتبا، منها (تفسير سورة يوسف) و (حاشية في آداب البحث’’ وحواش ورسائل في فنون متعددة وتوفي بالقسطنطينية.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 126

أحمد بن روح الله بن سيدي ناصر الدين غياث الدين بن سراج الدين الجابري، الأنصاري من ذرية جابر بن عبد الله الأنصاري، رضي الله تعالى عنه الملك الباري.
الإمام العامل، والبارع الكامل.
قاضي العسكر المنصور بولاية أناطولي.
اشتغل، ودأب، وحصل، وأخذ العلم عن جماعة كثيرة، من أجلهم المولى العلامة محمد شاه، الآتي ذكره في محله إن شاء الله تعالى، وكان معيدا له، وملازما منه.
وصار مدرسا بعدة مدارس، منها مدرسة بناها المرحوم محمد باشا، باسم صاحب الترجمة، وهي معروفة فيما بين قسطنطينية ومدينة أردنة، وهو أول من درس بها، ومنها إحدى الثمان، ومدرسة أيا صوفية، ومدرسة المرحومة والدة السلطان مراد خان أدام الله أيامه، بمدينة اشكدار، حميت عن البوار.
وألقى بالمدرسة المذكورة درسا عاما حضره غالب أفضل الديار الرومية وعلمائها، وتكلم في تفسير سورة الأنعام، على قوله تعالى: (وقالوا لولا أنزل عليه ملك) الآية، وكان درسا حافلا، لم يعهد في ذلك الزمان بالديار الرومية مثله، لأن المدرسين في بلادهم لا يفعلون ذلك، وإنما يجلس المدرس وحده في محل خال من الناس، ولا يدخل إليه إلا من يقرأ الدرس، وشركاؤه فيه، ولا يحضرهم أحد من غير تلامذة المدرس.
وجرى في ذلك الدرس العام، من الأبحاث الرائقة، والفوائد الفائقة، ما حفظته الوعاة، وتناقلته الرواة.
ثم خلع عليه يوم الدرس المذكور ثلاث خلع، بعد أن أرسلت إليه المرحومة والدة السلطان، نصره الله تعالى، ألف دينار لأجل ضيافة من يحضر الدرس المذكور، ومد لهم سماط، احتوى على نفائس الأطعمة، وأخذوا منه رعاية له نحو خمسين ملازما، وما وقع ذلك لأحد غيره.
ثم ولي قضاء الشام، ثم قضاء مدينة أردنة، ثم قضاء قسطنطينية، ثم ولي قضاء العسكر، في أواخر شهر رمضان المعظم قدره، سنة اثنتين وتسعين وتسعمائة، وأخذ يعامل أهل العلم وطلاب المناصب بالرفق، والمداراة، والإحسان، ويقلد أعناق الرجال منن الإكرام والإفضال، غير أنهم لم يكونوا راضين عنه الرضاء التام، وقلما يحصل منهم ذلك في حق قاض من القضاة؛ فإن رضاءهم غاية لا تدرك.
ولصاحب الترجمة مؤلفات تدل على فضله، ونبله، وعلو مقامه، منها، ’’ تفسير سورة يوسف ’’، ’’ وحاشية على تفسير سورة الأنعام ’’ للعلامة البيضاوي، ’’ حاشية في آداب البحث ’’ على ’’ حاشية ملا مسعود ’’، و ’’ حواش على أوائل التلويح ’’، و ’’ حواش على غالب شرح المفتاح للسيد ’’، وله رسائل متعددة، في فنون كثيرة، نفع الله بها آمين.

  • دار الرفاعي - الرياض-ط 0( 1983) , ج: 1- ص: 105