ابن وهب أحمد بن سليمان بن وهب، أبو الفضل: كاتب له شعر من أهل بغداد، من بيت وزارة وفضل. تقلد اعمالا منها النظر في جباية الاموال. له (ديوان شعر) و (ديوان رسائل).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 132
أبو الفضل الكاتب أحمد بن سليمان بن وهب بن سعيد أبو الفضل الكاتب، وأبوه أبو أيوب سليمان بن وهب الوزير وعمه الحسن بن وهب معروفان مشهوران يذكران في مكانيهما إن شاء الله تعالى ونسبه يذكر في ترجمة الحسن بن وهب، توفي سنة خمس وثمانين ومائتين، وكان أبو الفضل هذا بارعا فاضلا ناظما ناثرا تقلد الأعمال ونظر في جباية الأموال وأخوه عبيد الله بن سليمان والقاسم بن عبيد الله وزير المعتضد والمكتفي، سأل أبو الفضل صديقا له حاجة فلم يقضها له فقال:
قل لي نعم مرة إني أسر بها | وإن عداني ما أرجوه من نعم |
فقد تعودت لا حتى كأنك لا | تعد قولك لا إلا من الكرم |
ضحوك لسؤاله | قطوب إذا لم يسل |
كأن نعم نحلة | بغته لمج العسل |
دموع العين مذروفه | ونفس الصب مشغوفه |
من الشوق إلى البدر الـ | ـذي يطلع بالكوفه |
قد أتيناك زائرين خفافا | وعلمنا بأن عندك فضله |
من شراب كأنه دمع مرها | ء أضاءت لها من الهجر شعله |
ولدينا من الحديث هنات | معجبات نعدها لك جمله |
إن يكن مثل ما تريد وإلا | فاحتملنا فإنما هي أكله |
وكنتم تزينون البلاد ففارقت | عشية بنتم زينها وجمالها |
فقد جعل الراضون إذ أنتم لها | بخصب البلاد يشتكون وبالها |
ينسى صنائعه ويذكر وعده | ويبيت في أمثاله يتفكر |
يا ابني ويا ابن أخي الأدنى ويا ابن أبي | والمرتدي برداء العقل والأدب |
ومن يزيد جناحي من قواك به | ومن إذا عد مني زان لي حسبي |
حفت بسرو كالقيان تلحفت | خضر الحرير على قوام معتدل |
فكأنها والريح حين تميلها | تبغي التعانق ثم يمنعها الخجل |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0
أحمد بن سليمان بن وهب بن سعيد الكاتب أبو الفضل وأبوه أبو أيوب سليمان بن وهب الوزير وعمه الحسن بن وهب معروفان مشهوران مذكوران في هذا الكتاب، ونسب هذا البيت مستقصى في ترجمة الحسن بن وهب. مات في ما ذكره أبو عبيد الله في كتاب «معجم الشعراء» في سنة خمس وثمانين ومائتين، وكان أبو الفضل هذا بارعا فاضلا ناظما ناثرا قد تقلد الأعمال ونظر للسلطان في جباية الأموال وأخوه عبيد الله بن سليمان والقاسم بن عبيد الله وزيرا المعتضد والمكتفي.
ولأحمد من التصنيفات كتاب ديوان شعره وكتاب ديوان رسائله.
حدث الصولي قال: وجدت بخط بعض الكتاب أن أحمد بن سليمان سأل صديقا له حاجة فلم يقضها له فقال:
قل لي نعم مرة إني أسر بها | وإن عداني ما أرجوه من نعم |
فقد تعودت لا حتى كأنك لا | تعد قولك لا إلا من الكرم |
إذا بدأ الصديق بيوم سوء | فكن منه لآخر ذا ارتقاب |
نفسي فداؤك يا أبا العباس | وافى كتابك بعد طول الياس |
وافى وكنت بوحشتي متفردا | فأصارني للجمع والإيناس |
وقرأت شعرك فاستطلت لحسنه | فخرا على الخلفاء والجلاس |
عاينت منه عيون وشي سديت | ببدائع في جانب القرطاس |
فاقت دقائقة وجل لحسنه | عن أن يحد بفطنة وقياس |
شعر كجري الماء يخرج لفظه | من حسن طبعك مخرج الأنفاس |
لو كان شعر الناس جسما لم يكن | لكماله إلا مكان الراس |
دموع العين مذروفه | ونفس الصب مشغوفه |
من الشوق إلى البدر ال | ذي يطلع بالكوفه |
قد أتيناك زائرين خفافا | وعلمنا بأن عندك فضله |
من شراب كأنه دمع مرها | ء أضاءت لها من الهجر شعله |
ولدينا من الحديث هنات | معجبات نعدها لك جمله |
إن يكن مثل ما تريد وإلا | فاحتملنا فإنما هي أكله |
حفت بسرو كالقيان تلحفت | خضر الحرير على قوام معتدل |
فكأنها والريح حين تميلها | تبغي التعانق ثم يمنعها الخجل |
يا ابني ويا ابن أخي الأدنى ويا ابن أبي | والمرتدي برداء العقل والأدب |
ومن يزيد جناحي من قواك به | ومن إذا عد مني زان لي حسبي |
وكنتم تزينون البلاد ففارقت | عشية بنتم زينها وجمالها |
فقد جعل الراضون إذ أنتم بها | بخصب البلاد يشتكون وبالها |
ينسى صنائعه ويذكر وعده | ويبيت في أمثاله يتفكر |
وإذا يصيبك والحوادث جمة | حدث حداك إلى أخيك الأوثق |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 1- ص: 269