البلخي أحمد بن سهل، أبو زيد البلخي: احد الكبار الافذاذ من علماء الاسلام. جمع بين الشريعة والفلسفة والادب والفنون. ولد في احدى قرى بلخ، وساح سياحة طويلة، ثم عاد وقد علت شهرته فعرض عليه حاكم تخوم بلخ وزارته فأباها وذكر له الكتابة فرضها، فكان يعيش منها إلى ان مات في بلخ. وقد سبق علماء البلدان في الاسلام كافة إلى استعمال رسم الارض في كتابه ’’صور الاقاليم الاسلامية - خ) وفي فهرست ابن النديم قائمة مؤلفاته. وهي كثيرة منها (اقسام العلوم) و (شرائع الاديان) و (كتاب السياسة الكبير) و (كتاب السياسة الصغير) و (الاسماء والكنى والالقاب) و (ما يصح من احكامالنجوم) و (اقسام علوم الفلسفة) و (كتاب الشطرنج) و (ادب السلطان والرعية’’و’’كتاب القرود) و (فضائل بلخ’’و ’’اخلاق الامم) و (نظم القرآن’’ وينسب اليه كتاب ’’البدء والتاريخ - ط) واكثر أهل التحقيق على انه لمطهر بن طاهر المقدسي.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 134
أحمد بن سهل البلخي أو زيد في معجم الأدباء عن كتاب لأبي سهل أحمد بن عبيد الله بن أحمد مولى أمير المؤمنين في أخبار أبي زيد البلخي أنه ولد ببلخ بقرية تدعى شاميستيان من رستاق نهر غربنكي من جملة اثني عشر نهرا من أنهار بلخ. ومات ليلة السبت لتسع بقين من ذي القعدة سنة 322 عن 87 أو 88 سنة.
أقوال العلماء فيه
في معجم الأدباء: كان فاضلا قائما بجميع العلوم القديمة والحديثة يسلك في مصنفاته طريق الفلاسفة إلا أنه بأهل الأدب أشبه وكان معلما للصبيان ثم رفعه العلم إلى مرتبة علية كما اقتصصنا في أخباره وقد وصفه أبو حيان (التوحيدي) في كتابه في تقريظ الجاحظ بوصف ذكرته في أخبار أبي حنيفة أحمد بن داود (الدينوري) فاحتسبت به كعادتي في الإيجاز وترك التكرير. وقال في تلك الترجمة: قال أبو حيان في كتاب تقريظ الجاحظ ومن خطه الذي لا ارتاب فيه نقلت إلى أن قال: قال أبو حيان والذي أقوله واعتقده وأخذ به واستهام عليه إني لم أجد في جميع من تقدم وتأخر غير ثلاثة لو اجتمع الثقلان على تقريظهم ومدحهم ونشر فضائلهم في أخلاقهم وعلمهم ومصنفاتهم ورسائلهم مدى الدنيا إلى أن يأذن الله بزوالها لما بلغوا آخر ما يستحقه كل واحد منهم ثم ذكر منهم الجاحظ وأبا حنيفة الدينوري ثم قال والثالث أبو زيد أحمد بن سهل البلخي فإنه لم يتقدم له شبيه في الأعصر الأول ولا يظن أنه يوجد له نظير في مستأنف الدهر ومن تصفح كلامه في أقسام العلوم وفي كتاب أخلاق الأمم وفي كتاب نظم القرآن وفي كتاب اختيار السيرة وفي رسائله إلى أخوانه وجوابه عما يسال عنه ويبده به علم أنه بحر البحور وانه عالم العلماء وما رئي في الناس من جمع بين الحكمة والشريعة سواه وان القول فيه لكثير ثم حكى ياقوت عن كتاب أبي سهل أحمد بن عبيد الله بن أحمد في أخبار أبي زيد البلخي أنه قال: حدثت أن أبا زيد كان في عنفوان شبابه دعته نفسه إلى أن يدخل ارض العراق ويجثو بين يدي العلماء ويقتبس منهم العلوم فتوجه إليها راجلا مع الحاج وأقام بها ثماني سنين وأجازها فطوف البلدان المتاخمة لها ولقي الكبار والأعيان وتتلمذ لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي وحصل من عنده علوما جمة وتعمق في علم الفلسفة وهجم على أسرار علم التنجيم والهيئة وبرز في علم الطب والطبائع وبحث عن أصول الدين أتم بحث وابعد استقصاء حتى قاده ذلك إلى الحيرة وزل به عن النهج الأوضح فتارة كان يطلب الإمام ومرة كان يسند الأمر إلى النجوم أو الأحكام ثم أنه لما كتبه الله في الأزل من السعداء وحكم بأنه لا يتركه يتبلغ في ظلمات الأشقياء بصره أرشد الطرق وهداه لأقوم السبل فاستمسك بعروة من الدين وثيقة وثبت من الاستقامة على بصيرة وحقيقة. ثم لما قضى وطره من العراق وصار في كل فن من فنون العلوم قدوة وفي كل نوع من أنواعه إماما قصد العود إلى بلده فتوجه إليها على طريق هراة حتى وصل إلى بلخ وانتشر بها علمه قال أخبرني أبو محمد الحسن بن الوزيري وكان لقي أبا زيد وتتلمذ له قال كان أبو زيد ضابطا لنفسه ذا وقار وحسن استبصار قويم اللسان جميل البيان متثبتا نزر الشعر قليل البديهة واسع الكلام في الوسائل والتأليفات إذا أخذ في الكلام أمطر اللآلئ المنثورة وكان قليل المناظرة حسن العبارة وكان يتنزه عما يقال في القرآن إلا الظاهر المستفيض من التفسير والتأويل دون المشكل من الأقاويل وحسبك ما ألفه من كتاب نظم القرآن الذي لا يفوقه في هذا الباب تأليف، قرأت في كتاب البصائر لأبي حيان الفارسي هو المشهور بالتوحيدي من ساكني بغداد قال قال أبو حامد القاضي لم أر كتابا في القرآن مثل كتاب لأبي زيد البلخي وكان فاضلا يذهب في رأي الفلاسفة لكنه تكلم في القرآن بكلام لطيف دقيق في مواضع واخرج سرائره وسماه نظم القرآن ولم يأت على جميع المعاني فيه. قال سمعت بعض أهل الأدب يقول: اتفق أهل صناعة الكلام أن متكملي العالم ثلاثة الجاحظ وعلي بن عبيدة اللطفي وأبو زيد البلخي فمنهم من يزيد لفظه على معناه وهو الجاحظ ومنهم من يزيد معناه على لفظه وهو علي بن عبيدة ومنهم من توافق لفظه ومعناه وهو أبو زيد وقال أبو حيان في كتاب النظائر لعله البصائر: أبو زيد البلخي يقال له بالعراق جاحظ خراسان، قال: وقرأت بخط أبي الحسن الحديثي على ظهر كتاب كمال الدين لأبي زيد قال أبو بكر الفقيه ما صنف في الإسلام كتاب انفع للمسلمين من كتاب البحث عن التأويلات صنفه أبو زيد البلخي وهذا الكتاب يعني كتاب كمال الدين، وذكره ابن النديم مع الكتاب والخطباء والمترسلين والبلغاء فقال: أبو زيد البلخي واسمه أحمد بن سهل كان فاضلا في سائر العلوم القديمة والحديثة تلا في تصانيفه وتأليفه طريقة الفلاسفة إلا أنه بأهل الأدب أشبه واليهم أقرب فلذلك رتبته في هذا الموضع من الكتاب. حكي عن أبي زيد أنه قال: كان الحسين بن علي المروزي وأخوه صعلوك يجريان علي صلات معلومة دائمة فلما أمليت كتابي في البحث عن كيفية التأويلات قطعاها عني وكان لأبي علي الجيهاني وزير نصر بن أحمد جواري يدرها علي فلما أمليت كتابي القرابين والذبائح حرمنيها وكان الحسين قرمطيا وكان الجيهاني ثنويا وكان يرمي أبو زيد بالإلحاد فحكي عن البلخي أنه قال هذا الرجل مظلوم يعني أبا زيد وهو موحد أنا أعرف به من غيري وأنا أنشأنا معا وإنما آت من المنطق وقد قرأنا المنطق وما ألحدنا بحمد الله ’’انتهى’’.
مذهبه
قد سمعت قول ابن النديم أنه كان يرمي بالإلحاد وتبرئة البلخي له من ذلك وقوله أنه آت من المنطق وقد كان بعض الجامدين يرون تعلم المنطق حراما حتى قال صاحب السلم وهو يذكر الخلاف في تعلم علم المنطق:
فابن الصلاح والنواوي حرما | وقال قوم ينبغي أن يعلما |
والقولة الواضحة الصحيحة | جوازه لسالم القريحة |
أن المنية رامتنا بأسهمها | فأوقعت سهمها المسموم بالحسن |
أبو محمد الأعلى فغادره | تحت الصفيح مع الأموات في قرن |
يا قبر أن الذي ضمنت جثته | من عصبة سادة ليسوا ذوي افن |
محمد وعلي ثم زوجته | ثم الحسين ابنه والمرتضى الحسن |
صلى الإله عليهم والملائكة الـ | ـمقربون طوال الدهر والزمن |
امني النفس منك جواب كتبي | وأطمعها لتسكن وهي تأبى |
إذا ما قلت سوف يجيب قالت | إذا رد المنيري الجرابا |
لكل امرئ ضيف يسر بقربه | وما لي سوى الأحزان والهم من ضيف |
تناءت بنا دار الحبيب اقترابها | فلم يبق إلا رؤية الطيف اللطيف |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 216
البلخي أحمد بن سهل البلخي، قال ابن المرزبان: هو القائل يرثي الحسن بن الحسين العلوي:
إن المنية رامتنا بأسهمها | فأوقعت سهمها المسموم بالحسن |
إن محمدا الأعلى يغادره | تحت الصفيح مع الأموات في قرن |
يا قبر إن الذي ضمنت جثته | من عصبة سادة ليسوا ذوي أفن |
محمد وعلي ثم زوجته | ثم الحسين ابنه والمرتضى الحسن |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0
أبو زيد البلخي أحمد بن سهل البلخي أبو زيد، كان فاضلا قيما بجميع العلوم القديمة والحديثة يسلك في مصنفاته طريقة الفلاسفة إلا أنه بأهل الأدب أشبه، وكان معلما للصبيان ثم رفعه العلم. وقد وصفه أبو حيان التوحيدي وقد ذكرت ذلك في ترجمة أبي حنيفة الدينوري. وحكي عنه أنه قال: كان للحسين بن علي المروروذي وأخيه صعلوك صلات يجريانها علي دائما فلما صنفت كتابي في البحث عن التأويلات قطعاها عني، وكان لأبي علي محمد بن أحمد بن جيهان من خرخان الجيهاني وزير نصر بن أحمد الساماني جوار يدرها علي، فلما صنفت كتاب القرابين والذبائح حرمنيها، قال: فكان الحسين قرمطيا وكان الجيهان ثنويا. قال محمد بن إسحاق النديم: كان أبو زيد يرمى بالإلحاد، من تصانيفه: أقسام العلوم. شرائع الأديان. اختيارات السير. السياسة الكبير. السياسة الصغير. كمال الدين. فضل صناعة الكتابة. مصالح الأبدان والأنفس يعرف بالمقالتين. أسماء الله تعالى وصفاته. صناعة الشعر. فضيلة علم الأخبار. الأسماء والكنى والألقاب. أسامي الأشياء. النحو والتصريف. الصورة والمصور. حدود الفلسفة. ما يصح من أحكام النجوم. الرد على عبدة الأوثان. فضيلة علوم الرياضيات. أقسام علوم الفلسفة. القرابين والذبائح. عصمة الأنبياء. نظم القرآن. قوارع القرآن. الفتاك والنساك. ما أغلق من غريب القرآن. في أن سورة الحمد تنوب عن جميع القرآن. أجوبة أبي القاسم الكعبي. النوادر في فنون شتى. أجوبة أهل فارس. السماء والعالم. أجوبة أبي علي بن محتاج. أجوبة أبي إسحاق المؤدب. المصادر. أجوبة مسائل أبي الفضل السكري. الشطرنج. فضائل مكة على سائر البقاع. جواب رسالة أبي علي بن المنير الزيادي. البحث عن التأويلات كبير. الرسالة السالفة إلى العاتب. مدح الوراقة. الوصية. صفات الأمم. القرود. فضل الملك. المختصر في اللغة. صولجان الكتبة. نثر من كلامه. أدب السلطان والرعية. فضائل بلخ. تفسير الفاتحة والحروف المقطعة في أوائل السور. رسوم الكتب. كتاب كتبه إلى أحمد المستنير عاتبا ومنتصفا في ذمة المعلمين والوراقين. كتاب كتبه إلى أبي بكر بن المظفر في شرح ما قيل في حدود الفلسفة. أخلاق الأمم.
ولد أبو زيد البلخي بقرية تدعى شامستيان وكان يعلم بها الصبيان فيما قيل وكان يميل إليها ويحبها، ولذلك لما حسنت حاله اعتقد بها ضيعته ووكل بها همته وكانت تلك الضياع باقية بأيدي أحفاده وأقاربه إلى أن خربت بلخ. وقيل إن الأمير أحمد بن سهل بن هاشم كان ببلخ وعنده أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي وأبو زيد في ليلة من الليالي وفي يد الأمير عقد لآلئ نفيسة تتلألأ ويتوهج نورها قد حملت إليه من بلاد الهند حين افتتحت فأفرد الأمير منها عشر حبات وناولها أبا القاسم وأفرد عشرا وناولها أبا زيد وقال: هذه اللآلئ في غاية النفاسة فأحببت أن أشرككما فيها ولا أستبد بها، فشكرا له ذلك، ثم إن أبا القاسم وضع لآلئه بين يدي أبي زيد وقال: إن أبا زيد مهتم بشأنها فأردت أن أصرف ما برني به الأمير إليه، فقال الأمير: نعم ما فعلت، ورمى بالعشرة الباقية إلى أبي زيد وقال: خذها فلست في الفتوة بأقل حظا ولا أوكس سهما من أبي القاسم فلا تغبنن عنها فإنها ابتيعت للخزانة بثلاثين ألف درهم، فباعها بثمن جليل وصرفه في ثمن الضيعة التي اشتراها. وكان أبو زيد ربعة نحيفا مصفارا أسمر جاحظ العين فيها تأخر وميل وبوجهه آثار جدري وهو صموت سكيت ذو وقار وهيبة. دخل العراق وأخذ عن العلماء وطوف البلدان وتتلمذ لأبي يوسف يعقوب الكندي وحصل من عنده علوما جمة وتعمق في الفلسفة وهجم على أسرار التنجيم والهيئة وبرز في علم الطب وبحث عن أصول الدين أتم بحث وأبعد استقصاء. ولقد جرى ذكره في مجلس الإمام أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس البزار وكان الإمام ببلخ والمفتي بها فأثنى عليه خيرا وقال: إنه كان قويم المذهب حسن الاعتقاد لم يعرف بشيء في ديانته كما ينسب إليه من نسب إلى علم الفلسفة وكل من حضر من الأفاضل أثنى عليه ونسبه إلى الاستقامة والاستواء، وإنه لم يعثر له مع ما له من المصنفات الجمة على كلمة تدل على قدح عقيدته. ومن حسن عقيدته أنه كان لا يثبت من علم النجوم الأحكام بل كان يثبت ما جرى عليه الحسبان. حكي عنه أنه قدمت المائدة وأبو زيد يصلي وكان حسن الصلاة فطول فيها وكان أبو بكر البكري فاضلا خليعا لا يبالي ما قال ويحتمل منه ذلك لعلو سنه فضجر البكري من طول صلاة أبي زيد فالتفت إلى أبي محمد الخجندي وقال له: يا أبا محمد ريح الإمامة بعد في رأس أبي زيد، فخفف أبو زيد الصلاة وضحك، وكان أبو زيد في أول الأمر قد خرج إلى العراق في طلب الإمام لأنه كان أولا يرى إلى الإمامية. ولما ورد أحمد بن سهل بن هاشم المروزي إلى بلخ واستولى تخومها راود أبا زيد على أن يستوزره فأبى عليه فاتخذ أبا القاسم الكعبي وزيرا وأبا زيد كاتبا، ورزق أبي القاسم ألف درهم ورقا ورزق أبي زيد خمس مائة درهم، وكان أبو القاسم يأمر الخازن بزيادة مائة درهم لأبي زيد من رزقه فيتناول أبو زيد ست مائة درهم وأبو القاسم تسع مائة درهم ويأخذ لنفسه مكسرة ويأمر لأبي زيد بالوضح الصحاح. وحكي أبو محمد الحسن بن محمد الوزيري وكان لقي أبا زيد وتتلمذ له قال: كان أبو زيد ضابطا لنفسه قليل البديهة نزر الشعر واسع الكلام في الرسائل والتأليفات، إذا أخذ في الكلام أمطر اللآلئ المنثورة، وكان قليل المناظرة حسن العبارة وكان يتنزه عما يقال في القرآن إلا الظاهر المستفيض من التفسير والتأويل والمشكل من الأقاويل، ويتحرج أيضا عن تفضيل بعض الصحابة على بعض وعن مفاخرة العرب والعجم ويقول: ليس في هذه المناظرات ما يجدي طائلا ولا يتضمن حاصلا لأن الله تعالى يقول في القرآن: {إنا أنزلناه قرآنا عربيا} {غير ذي عوج} الآية، وأما الصحابة فقوله صلى الله عليه وسلم: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وكذلك العربي والشعوبي فإن الله تعالى قال: {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} وقال: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}. وقال بعض أهل الأدب: اتفق أهل صناعة الكلام على أن متكلمي العالم ثلاثة: الجاحظ وعلي بن عبيدة اللطفي وأبو زيد البلخي فمنهم من يزيد لفظه على معناه وهو الجاحظ ومنه من يزيد معناه على لفظه وهو علي بن عبيدة ومنهم من توافق لفظه ومعناه وهو أبو زيد. ولما دخل أبو زيد على أحمد بن سهل المروزي أول دخوله سأله عن اسمه؟ فقال: أبو زيد، فعجب أحمد بن سهل من ذلك وعد ذلك سقطة منه فلما خرج ترك خاتمه في مجلسه فأبصره فازداد تعجبا وأخذه ونظر في نفس خاتمه وقبل فصه فإذا فيه أحمد بن سهل فعلم حينئذ أنه إنما أجاب بكنيته للموافقة الواقعة بين اسمه واسمه. وكان أبو زيد في حال حداثته وفقره التمس من أبي علي المنيري حنطة فأمره بحمل جراب إليه ففعل فلم يعطه حنطة وحبس الجراب، ومضى على ذلك أعوام كثيرة وخرج شهيد بن الحسين إلى محتاج بن أحمد بالصغانيان وكتب إلى أبي زيد كتبا فلم يجبه أبو زيد عنها، فكتب إليه شهيد:
أمني النفس منك جواب كتبي | وأقطعها لتسكن وهي تابى |
إذا ما قلت سوف يجيب قلت | إذا رد المنيري الجرابا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0
البلخي أبو زيد، اسمه أحمد بن سهل.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 10- ص: 0
أحمد بن سهل البلخي أبو زيد كان فاضلا قائما بجميع العلوم القديمة والحديثة، يسلك في مصنفاته طريقة الفلاسفة، إلا أنه بأهل الأدب أشبه. وكان معلما للصبيان ثم رفعه العلم إلى مرتبة علية، كما اقتصصنا في أخباره. وقد وصفه أبو حيان في كتابه في «تقريظ الجاحظ» بوصف ذكرته في أخبار أبي حنيفة أحمد بن داود فاحتسبت به كعادتي في الايجاز وترك التكرير.
مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاثمائة على ما اذكره فيما بعد، عن سبع أو ثمان وثمانين سنة.
حكي عنه أنه قال كان الحسين بن علي المروروذي وأخوه صعلوك يجريان علي صلات معلومة دائمة، فلما صنفت كتابي «في البحث عن التأويلات» قطعاها عني. وكان لأبي علي محمد بن أحمد بن جيهان من خرخان الجيهاني وزير نصر بن أحمد الساماني جوار يدرها علي، فلما أمليت كتاب «القرابين والذبائح» حرمنيها، قال: وكان الحسين قرمطيا، وكان الجيهاني ثنويا.
وكان أبو زيد يرمى بالإلحاد، ذكر ذلك كله محمد بن إسحاق النديم.
قال: ولأبي زيد من الكتب: كتاب أقسام العلوم. كتاب شرائع الأديان.
كتاب اختيارات السير. كتاب السياسة الكبير. كتاب السياسة الصغير. كتاب كمال الدين. كتاب فضل صناعة الكتابة. كتاب مصالح الأبدان والأنفس، يعرف بالمقالتين. كتاب أسماء الله تعالى وصفاته. كتاب صناعة الشعر. كتاب فضيلة علم الأخبار. كتاب الأسماء والكنى والألقاب. كتاب أسامي الأشياء. كتاب النحو والتصريف. كتاب الصورة والمصور. كتاب رسالته في حدود الفلسفة. كتاب ما يصح من أحكام النجوم. كتاب الرد على عبدة الأوثان. كتاب فضيلة علوم الرياضيات. كتاب في أقسام علوم الفلسفة. كتاب القرابين والذبائح. كتاب عصمة الأنبياء. كتاب نظم القرآن. كتاب قوارع القرآن. كتاب الفتاك والنساك. كتاب ما أغلق من غريب القرآن. كتاب في أن سورة الحمد تنوب عن جميع القرآن. كتاب أجوبة أبي القاسم الكعبي. كتاب النوادر في فنون شتى. كتاب أجوبة أهل فارس. كتاب تفسير صور كتاب السماء والعالم لأبي جعفر الخازن. كتاب أجوبة أبي علي ابن محتاج. كتاب أجوبة أبي إسحاق المؤدب. كتاب المصادر. كتاب أجوبة مسائل أبي الفضل السكري. كتاب الشطرنج. كتاب فضائل مكة على سائر البقاع. كتاب جواب رسالة أبي علي ابن المنير الزيادي. كتاب منية الكتاب. كتاب البحث عن التأويلات كبير. كتاب الرسالة السالفة إلى العاتب عليه. كتاب رسالته في مدح الوراقة. كتاب وصية. كتاب صفات الأمم. كتاب القرود. كتاب فضل الملك.
كتاب المختصر في اللغة. كتاب صولجان الكتبة. كتاب نثارات من كلامه. كتاب أدب السلطان والرعية. كتاب فضائل بلخ. كتاب تفسير الفاتحة والحروف المقطعة في أوائل السور. كتاب رسوم الكتب. كتاب كتبه إلى أبي بكر ابن المستنير عاتبا ومنتصفا في ذمه المعلمين والوراقين. كتاب كتبه إلى أبي بكر ابن المظفر في شرح ما قيل في حدود الفلسفة. كتاب أخلاق الأمم.
وقرأت بخط أبي سهل أحمد بن عبيد الله بن أحمد مولى أمير المؤمنين وتصنيفه كتابا في أخبار أبي زيد البلخي وأبي القاسم الكعبي البلخي وأبي الحسن شهيد البلخي فلخصت منه ما ذكرته في تراجم الثلاثة، قال في أخبار أبي زيد: ولد أبو زيد أحمد بن سهل ببلخ بقرية تدعى شامستيان من رستاق نهر غربنكي من جملة اثني عشر نهرا من أنهار بلخ، وكان أبوه سجزيا يعلم الصبيان، هذا ما ذكره أبو محمد الحسن بن محمد الوزيري، وله كتاب في أخبار أبي زيد البلخي، وسمعت أنه كان يعلم بهذه القرية المدعوة شامستيان- أعني أباه- وكان أبو زيد يميل إليها ويحبها لأجل مولده بها ونزعه إليها حب المولد ومسقط الرأس والحنين إلى الوطن الأول، ولذلك لما حسنت حاله ودعته نفسه إلى اعتقاد الضياع والأسباب، والنظر للأولاد والأعقاب، اختارها من قرى بلخ، فاعتقد بها ضيعته، ووكل بها همته، وصرف إلى اتخاذ العقد بها عنايته. وقد كانت تلك الضياع بعد باقية إلى قريب من هذا الزمان في أيدي أحفاده وأقاربه بها وبالقصبة، ثم إنهم- كما أقدر- قد فنوا وانقرضوا في اختلاف هذه الحوادث ببلخ وغيرها من سائر البلدان، فلا أحسب أنه بقي منهم نافخ ضرم ولا عين تطرف {هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا} سمعت أن الأمير أحمد بن سهل بن هاشم كان ببلخ، وعنده أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن محمود الكعبي وأبو زيد ليلة من الليالي وفي يد الأمير عقد لآلئ نفيسة ثمينة تتلألأ كاسمها ويتوهج نورها، وكان حمل إليه من بعض بلاد الهند حين افتتحت، فأفرد الأمير منها عشرة أعداد وناولها أبا القاسم، وعشرة أعداد أخر وناولها أبا زيد، وقال: هذه اللآلئ في غاية النفاسة، فأجببت أن أشرككما فيها ولا أستبد بها دونكما، فشكرا له ذلك. ثم إن أبا القاسم وضع لآلئه بين يدي أبي زيد وقال: إن أبا زيد من هو مهتم بشأنهن فأردت أن أصرف ما برني به الأمير إليه لينتظم في عقدهن، فقال الأمير: نعما فعلت ورمى بالعشرة الباقية إلى أبي زيد وقال: خذها فلست في الفتوة بأقل حظا ولا أوكس سهما من أبي القاسم، ولا تغبنن عنها فانها ابتيعت للخزانة من الفيء بثلاثين ألف درهم، فاجتمعت الثلاثون عند أبي زيد برمتها، وباعها بمال جليل، وصرف ثمنها إلى الضيعة التي اشتراها بشامستيان.
قال: وكان أبو زيد كما ذكر أبو محمد الحسن الوزيري- وكان رآه واختلف إليه- ربعة نحيفا مصفارا أسمر اللون جاحظ العينين فيهما تأخر وقبل، بوجهه آثار جدري، صموتا سكيتا ذا وقار وهيبة. وقد وصفه أبو علي أحمد المنيري الزيادي في رسالته التي كتبها إليه وأراد أن يهدم بنيانه، ويضع شانه، ويوهي أركانه، فرد عليه أبو زيد في جوابها ما ألبسه الشنار والصغار، ونبه العالم أن حظه من العلوم حظ منكود، وأنه فيما أجرى له من كلامه غير سديد، قرأت على أبي محمد الوزيري كلتا الرسالتين فزعم أنه قرأهما عليهما- أعني أبا زيد والمنيري كليهما- فذكر المنيري في رسالته في جملة ما هجنه به: و «إنك لا تصلح إلا أن تكون زامرا أو مغبرا أو مخنكرا»، فدل هذا الكلام على أنه كان جاحظ العين أشدق مع قصر قامة ودنو هامة.
قال: ثم حدثت أنه كان في عنفوان شبابه وطراءة زمانه وأول حداثته ومائه دعته نفسه إلى أن يسافر ويدخل إلى أرض العراق ويجثو بين يدي العلماء، ويقتبس منهم العلوم، فتوجه إليها راجلا مع الحاج، وأقام بها ثماني سنين، وجازها فطوف البلدان المتاخمة لها، ولقي الكبار والأعيان، وتتلمذ لأبي يوسف يعقوب بن إسحاق الكندي وحصل من عنده علوما جمة، وتعمق في علم الفلسفة، وهجم على أسرار علم التنجيم والهيئة، وبرز في علم الطب والطبائع، وبحث عن أصول الدين أتم بحث وأبعد استقصاء حتى قاده ذلك إلى الحيرة وزل به عن النهج الأوضح، فتارة كان يطلب الإمام، ومرة كان يسند الأمر إلى النجوم والأحكام، ثم انه لما كتبه الله في الأول من السعداء، وحكم بأنه لا يتركه يتسكع في ظلمات الأشقياء، بصره أرشد الطرق وهداه لأقوم السبل، فاستمسك بعروة من الدين وثيقة، وثبت من الاستقامة على بصيرة وحقيقة؛ فذكر أبو الحسن الحديثي قال: كان أبو بكر البكري فاضلا خليعا لا يبالي ما قال، وكان يحتمل عنه لسنه قال: أذكر إذ كنا عنده وقد قدمت المائدة وأبو زيد يصلي، وكان حسن الصلاة، فضجر البكري من طول صلاته، فالتفت إلى رجل من أهل العلم يقال له محمد الخجندي فقال: يا أبا محمد ريح الإمامة بعد في رأس أبي زيد، فخفف أبو زيد الصلاة وهما يضحكان، قال أبو الحسن: فلم أدر ما ذلك، حتى سألت لا أدري الخجندي أو أبا بكر الدمشقي، فقال أحدهما: اعلم أن أبا زيد في أول أمره كان خرج في طلب الإمام إلى العراق، إذ كان قد تقلد مذهب الإمامية، فعيره البكري بذلك.
قال: وكان حسن الاعتقاد، ومن حسن اعتقاده انه كان لا يثبت من علم النجوم الأحكام، بل كان يثبت ما يدل عليه الحسبان. ولقد جرى ذكره رحمه الله في مجلس الامام أبي بكر أحمد بن محمد بن العباس البزار، وهو الامام ببلخ والمفتي بها، فأثنى عليه خيرا وقال: إنه كان قويم المذهب حسن الاعتقاد، لم يقرف بشيء في ديانته كما ينسب إليه من نسب إلى علم الفلسفة، وكل من حضر من الفضلاء والأماثل أثنى عليه ونسبه إلى الاستقامة والاستواء، وأنه لم يعثر له مع ما له من المصنفات الجمة على كلمة تدل على قدح في عقيدته. ثم لما قضى وطره من العراق وصار في كل فن من فنون العلم قدوة، وفي كل نوع من أنواعه إماما قصد العود إلى بلده، فتوجه إليها مقبلا على طريق هراة حتى وصل إلى بلخ وانتشر بها علمه. فلما ورد أحمد بن سهل بن هاشم المروزي بلخ واستولى على تخومها، راوده على أن يستوزره فأبى عليه، واختار سلامة الأولى والعقبى، فاتخذ أبا القاسم الكعبي وزيرا، وأبا زيد كاتبا. وكان أبو القاسم الوزير وأبو زيد من الكتاب، وعظم محلهما عنده، وأصبحا بأرفع طرف عنده مرموقين، وبأروى كأس من جنابه مصبوحين ومغبوقين، وكان رزق أبي القاسم في الشهر ألف درهم ورقا، ولأبي زيد خمسمائة درهم ورقا، وكان أبو القاسم يأمر الخازن بزيادة مائة درهم لأبي زيد من رزقه ونقصان مائة درهم من رزق نفسه، فكان يصل إلى أبي زيد ستمائة درهم، وإلى أبي القاسم تسعمائة درهم، وكان يأخذ لنفسه مكسرة ويأمر لأبي زيد بالوضح الصحاح، فبقوا على ذلك مدة غير طويلة، وعاشوا على جملة جميلة، حتى فتك بهم يد المنون، وهلك أحمد بن سهل عن عمر قصير واستمتاع بامامة غير كبير.
قال: أخبرني أبو محمد الحسن بن محمد الوزيري، وكان لقي أبا زيد وتتلمذ له، قال: كان أبو زيد ضابطا لنفسه ذا وقار وحسن استبصار، قويم اللسان جميل البيان، متثبتا نزر الشعر قليل البديهة، واسع الكلام في الرسائل والتأليفات، إذا أخذ في الكلام أمطر اللآلئ المنثورة، وكان قليل المناظرة حسن العبارة، وكان يتنزه عما يقال في القرآن إلا الظاهر المستفيض من التفسير والتأويل والمشكل من الأقاويل، وحسبك ما ألفه من كتاب «نظم القرآن» الذي لا يفوقه في هذا الباب تأليف.
قرأت في «كتاب البصائر» لأبي حيان الفارسي من ساكني بغداد قال، قال أبو حامد القاضي: لم أر كتابا في القرآن مثل كتاب لأبي زيد البلخي، وكان فاضلا يذهب في رأي الفلاسفة، لكنه تكلم في القرآن بكلام لطيف دقيق في مواضع، وأخرج سرائره وسماه «نظم القرآن» ولم يأت على جميع المعاني فيه. قال: وللكعبي كتاب في التفسير يزيد حجمه على كتاب أبي زيد.
قال الوزيري: وكان أيضا يتحرج عن تفضيل الصحابة بعضهم على بعض، وكذلك عن مفاخرة العرب والعجم ويقول: ليس في هذه المناظرات الثلاث ما يجدي طائلا ولا يتضمن حاصلا، لأن الله تعالى يقول في معنى القرآن أنزلناه {قرآنا عربيا غير ذي عوج} الآية. وأما معنى الصحابة وتفضيل بعضهم فقوله عليه السلام: أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، وكذلك العربي والشعوبي فإنه سبحانه يقول {فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} ويقول في موضع آخر {إن أكرمكم عند الله أتقاكم}.
قال: وسمعت بعض أهل الأدب يقول: اتفق أهل صناعة الكلام أن متكلمي العالم ثلاثة الجاحظ وعلي بن عبيدة اللطفي وأبو زيد البلخي، فمنهم من يزيد لفظه على معناه وهو الجاحظ، ومنهم من يزيد معناه على لفظه وهو علي بن عبيدة، ومنهم من توافق لفظه ومعناه وهو أبو زيد.
وقال أبو حيان في «كتاب النظائر»: أبو زيد البلخي يقال له بالعراق جاحظ خراسان.
وحكى ان أبا زيد لما دخل على أحمد بن سهل أول دخوله عليه سأله عن اسمه فقال له: أبو زيد، فعجب أحمد بن سهل من ذلك حين سأله عن اسمه فأجاب عن كنيته، وعد ذلك من سقطاته، فلما خرج ترك خاتمه في مجلسه عنده، فأبصره أحمد بن سهل فازداد تعجبا من غفلته، فأخذه بيده ونظر في نقش فصه فإذا عليه «أحمد بن سهل» فعلم حينئذ أنه إنما أجاب عن كنيته للموافقة الواقعة بين اسمه واسمه، وانه أخذ بحسن الأدب، وراعى حد الاحتشام، واختار وصمة التزام الخطأ والمحال في الوقت والحال على أن يتعاطى اسم الأمير بالاستعمال والابتذال.
وحكى أن أبا زيد في حداثته وحال فقره وخلته كان التمس من أبي علي المنيري حنطة، فأمره بحمل جراب إليه ففعل، فلم يعطه حنطة وحبس الجراب، ومضى على هذا أعوام كثيرة، وخرج شهيد بن الحسين إلى محتاج بن أحمد بالصغانيان، وكتب إلى أبي زيد كتبا لم يجبه أبو زيد عنها، فكتب إليه شهيد بهذين البيتين يعيره بحديث الجراب:
أمني النفس منك جواب كتبي | وأقطعها لتسكن وهي تابى |
إذا ما قلت سوف يجيب قالت | إذا رد المنيري الجرابا |
لكل امرئ ضيف يسر بقربه | وما لي سوى الأحزان والهم من ضيف |
تناءت بنا دار الحبيب اقترابها | فلم يبق إلا رؤية الطيف للطيف |
ثم انقضت تلك السنون وأهلها | فكأنها وكأنهم أحلام |
إن المنية رامتنا بأسهمها | فأوقعت سهمها المسموم بالحسن |
أبو محمد الأعلى فغادره | تحت الصفيح مع الأموات في قرن |
يا قبر إن الذي ضمنت جثته | من عصبة سادة ليسوا ذوي أفن |
محمد وعلي ثم زوجته | ثم الحسين ابنه والمرتضى الحسن |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 1- ص: 274
أحمد بن سهل البلخيّ، أبو زيد.
كان فاضلا قيّما بجميع العلوم القديمة والحديثة، يسلك في مصنّفاته طريقة الفلاسفة، إلا أنه بأهل الأدب أشبه.
مات في سنة اثنتين وعشرين وثلاث مائة.
قال ابن إسحاق: وله من الكتب: كتاب شرائع الأديان، وكتاب اختيارات السّير، وكتاب السّياسة، وكتاب أقسام العلوم، وكتاب السّياسة الصغير، وكتاب كمال الدّين، وكتاب فضل صناعة الكتابة، وكتاب مصالح الأبدان والأنفس، وكتاب أسماء الله وصفاته، وكتاب صناعة الشّعر، وكتاب فضيلة علم الأخبار، وكتاب الأسماء والكنى والألقاب، وكتاب أسماء الأشياء، وكتاب النّحو والتصريف، وكتاب الصّورة والمصوّر، وكتاب رسالة حدود الفلسفة، وكتاب ما صحّ من أحكام النجوم، وكتاب الردّ على عبدة الأوثان، كتاب فضيلة علوم الرياضات، وكتاب في إنشاء علوم الفلسفة، وكتاب القرابين والذبائح، وكتاب عصمة الأنبياء
عليهم السلام، وكتاب نظم القرآن، وكتاب قوارع القرآن، وكتاب الفتّاك والنّسّاك، وكتاب ما أغلق من غريب القرآن، وكتاب في أنّ سورة الحمد تنوب عن جميع القرآن، وكتاب أجوبة أبي القاسم الكعبي، وكتاب النوادر: في فنون شتّى، وكتاب أجوبة أهل فارس، وكتاب تفسير صور السماء والعالم، وكتاب أجوبة أبي عليّ بن محتاج، وكتاب أجوبة أبي إسحاق المؤدّب، وكتاب المصادر، وكتاب أجوبة أبي الفتيان السّكّري، وكتاب الشّطرنج، وكتاب فضيلة مكة على سائر البقاع، وكتاب جواب رسالة أبي عليّ ابن المنيّر، وكتاب منية الكتّاب، وكتاب البحث عن التأويلات، وكتاب الرسالة السالفة إلى الكتّاب، وكتاب رسالة في مدح الورقة، وكتاب وصيّة، وكتاب صفات الأمم، وكتاب القرود، وكتاب فضيلة الملك، وكتاب المختصر في اللغة، وكتاب صولجان الكتبة، وكتاب أدب السّلطان والرّعية، وكتاب فضائل بلخ، وكتاب تفسير الفاتحة والحروف المقطّعة في أوائل السّور، وكتاب رسوم الكتب، وكتاب أخلاق الأمم.
وقد ذكر صاحب كتاب البلدان أبو عبد الله، أنّ صاحب خراسان استدعى أحمد بن سهل البلخيّ هذا إلى بخارى ليستعين به على سلطانه، فلمّا بلغ جيحون، وشاهد أمواجه، وجري مائه، وسعته، كتب إليه: إن كنت طلبت حضوري عندك لما بلغك من صائب رأيي، فإن عبرت هذا النهر فلست بذي رأي والسلام. فلمّا قرأ كتابه عجب منه، وأمره بالرجوع إلى بلخ.
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 258
أحمد بن سهل البلخي المعروف بحمدان بن سهيل
المتفقه أستاذ أبي عبد الله محمد بن عقيل الراد على أصحاب الرأي روى عن مسلم بن إبراهيم والقعنبي.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 2- ص: 1