ابن نعمة أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم، أبو العباس شهاب الدين، ابن نعمة النابلسي. الحنبلي: فقيه اشتهر بعلم تعبير الرؤيا. تعلم بنابلس ومصر ودمشق، وتوفي بهذه. له (البدر المنير في علم التعبير - خ).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 147

أحمد بن عبد الرحمن ابن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور: الشيخ الإمام العابر الأعجوبة في هذا الفن شهاب الدين المقدسي النابلسي الحنبلي مفسر المنامات.
سمع من عمه التقي يوسف سنة ست وثلاثين، ومن الصاحب محيي الدين بن الجوزي، وسمع بمصر من ابن زواج، والساوي، وابن الخميري وبالإسكندرية من السبط، وروى الكثير بالقاهرة.
قال الشيخ شمس الدين الذهبي سمعنا منه أجزاء، وكان عارفا بالمذهب، وذكر التدريس بالجوزية لما قدم علينا ونزل بها. وقال: حدثني الشيخ تقي الدين بن تيمية أن الشهاب العابر كان له رئي من الجن يخبره عن المغيبات. ورجل كان صاحب أوراد وصلاة ومقامات.
قلت: وكان وافر الحرقة لا تعرف له جرمة، للناس فيه عقائد، وهو إلى الخير قائد، وله عمر الطبرس المجنونة التي بجانب الفيل ظاهر القاهرة، وهي في مكانها ظاهرة.
أنشدني بعضهم قال: أنشدنا ابن الصاحب الماجن الذي كان بالقاهرة لما عمر الطبرس المجنونة:

وعزم الأمير الذكور عليها جملة، وحباه من الدراهم حملة، وجعله بها مقيما، وأظهر هو من فضله في كهفها رقيما، وكان في تعبير الرؤيا آية، وفي الكلام عليها غاية، لم أسمع بمثل كلامه على المنام إذا فسره، ولا أدري ما الذي أداه إلى تلك العجائب وجسره، وكان غالب الناس يعد ذلك من باب الكرامات، لا من باب تأويل المنامات، وبعضهم يقول: نجامة أو كهانة، وبعضهم يقول: قوة في النفس لا مهانة، لأنه ربما قال لصاحب الرؤيا أخبارا ماضية ومستقبله، وأحوالا كان صاحب الرؤيا منها في غفلة أوبله، حتى يتعجب السامع ويهوله هذا الفيض الهامع، وقام له بدمشق سوق، وأما القاهرة فيكاد يركب فيها بالعلم والبوق، إلى أن رسم بتحويله منها وإبعاده عنها، فأقام بدمشق على حاله مفخمة، ورتبة في النفوس معظمة، إلى أن أصبح العابر غابرا، والمكاثر في تعظيمه لمصابه مكابرا.
أخبرني الحافظ أبو الفتح اليعمري قال: كنت عنده يوما. فجاءه إنسان وقال: رأيت كأني قد صرت أترجة. فقال. فقال: أترجه، أ ت ر ج ه، وعدها على أصابعه خمسة أحرف، وقال لصاحب الرؤيا: أنت تموت بعد خمسة أيام، قال فقال لي بعض من حضر، ذكره هو وأنسيته أنا: القاعدة عند أرباب التعبير أنه من رأى أنه صار ثمرة تؤكل فإنه يموت، وهذه زيادة من عنده، يعني عد حروف الأترجة.
وأخبرني الشيخ الحافظ علاء الدين مغلطاي شيخ الحديث بالظاهرية بين القصرين قال: جاء إليه إنسان فقال: رأيت في منامي قائلا يقول: إشرب شراب الهكاري، ففكر ساعة وقال: أنت فؤادك يؤلمك، قال: نعم: قال اشرب لك عسلا تبرأ، قال: فقيل له: من أين لك ذلك؟ قال: فكرت في أنهم يقولون: شراب ديناري كذا، شراب كذا؛ شراب كذا، فلم أجد لهم شرابا يوصف بالهكاري، فرجعت إلى الحروف فوجدتها شراب الهك أري، والأري هو العسل وذكرت الحديث ’’كذب عليك العسل’’ أو كما قال وهذا ذكاء مفرط وذهن يشوب التعجب بالتحير ويخلط.
وحكى لي عنه القاضي بهاء الدين أبو بكر ابن غانم موقع صفد وطرابلس قال: كنا عنده بدمشق وجاء إليه اثنان، فقال أحدهما: رأيت رؤيا، وقصها، فقال: ما رأيت شيئا وإنما تريد الامتحان، فخرجا بعدما اعترفا، فقلنا له: من أين لك هذا؟ قال لما تكلم رأيت في ذيل أحدهما نقطة دم فذكرت الآية: {وجاؤوا على قميصه بدم كذب}. فاتفق أن رأيت أحدهما فيما بعد فسألته عن القضية، فقال: لما اجتزنا عليه ذكرنا أمره الغريب، وقلنا: نمتحنه وصنعنا رؤيا للوقت، فكان ما سمعت فقلت له: إنه قال: كذا وكذا فقال: صدق ونحن داخاون إليكم كان إنسان في الطريق يذبح فروجا، فرمي به فلوثنا الدم.
وحكى لي عنه أيضا قال: جاء إليه إنسان وقال: رأيت كأن في داري شجرة يقطين قد نبتت، فقال له: أعندك جارية غير الزوجة؟ قال: نعم، قال: يعني إياها، فقال: ما هذا؟ قال: الذي تسمعه، قال: إنها ملك زوجتي، قال: فقل لها تبيعني إياها، فراح وعاد يقول: إنها لم تبعها، فقال: تكسب مئتي درهم، فعاد وقال: لم تبعها، فألح عليها فقال: إنها لم تبعها، فقال: أما الآن فقد آن تعبير رؤياك، امض إلى هذه الجارية واعتبرها، فتوجه وعاد وقال: إنه كان عبدا وزوجتي تكتمني أمره وتلبسه لباس النساء.
وأخبرني غير واحد عنه أنه جاء إليه إنسان وقال له: رأيت كأني قد وضعت رجلي على رأسي، فقال له: أفسر لك هذه الرؤيا بيني وبينك أو في الظاهر؟ فقال بل في الظاهر، فقال له: أنت من ليال شربت الخمر وسكرت ووطئت أمك فاستحيا ومضى.
وعندي عنه من هذا جملة وافرة، وأخبار على التعجب من أمره متضافرة، يضيق عنه الوقت ويؤدي سرده بعد المقة إلى المقت.
وأما خروجه من مصر، فأخبرني الشيخ الإمام الفاضل شمس الدين محمد بن إبراهيم بن ساعد الأنصاري عن علم الدين بن أبي خليفة رئيس الأطباء بمصر حكاية أخبره بها شخص من الهند، هي أغرب من سائر أمور شهاب الدين العابر وأعجب، ذكرها يهول العقل وأمرها ما يصدقه أهل النقل.
وتوفي شهاب الدين رحمه الله تعالى في سنة سبع وتسعين وست مئة تاسع عشري ذي القعدة، وحضر جنازته ملك الأمراء وغيره من القضاة والأكابر.
وكانت واقعته في مصر وخروجه منها في ربيع الآخر سنة خمس وتسعين وست مئة.

  • دار الفكر المعاصر، بيروت - لبنان / دار الفكر، دمشق - سوريا-ط 1( 1998) , ج: 1- ص: 257

أحمد بن عبد الرحمان بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور المقتسي الحنبلي. ولد ليلة الثلاثاء ثالث عشر شعبان سنة 628 بنابلس.
عجيب في التعبير، ولم يدرك فيه وألف فيه ’’البدر المنير، في التعبير’’.
سمع علي بن هبة البدر الجيزي، وأبا محمد: عبد الوهاب بن طاهر ابن رواج، وأبا القاسم: عبد الرحمان بن مكي سبط الحافظ السلفي.
توفي بدمشق سنة 697.

  • دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 1- ص: 0

أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة الشيخ شهاب الدين أبو العباس النابلسي الحنبلي العابر ولد في شهر شعبان سنة ثمان وعشرين وست مائة.
وسمع من ابن رواج، وابن الجميزي، ويوسف الساوي، والسبط، وأجاز له محمود بن منده والسهروردي، وتفقه وحصل المذهب، ثم أقبل على علم الرؤيا، فبرع فيه وألف فيه، وفاق أهل زمانه، وله في ذلك عجائب حتى قيل: إن له رئيا من الجان بالمغيبات.
مات في ذي القعدة سنة سبع وتسعين وست مائة بدمشق.
أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن، أنا عبد الرحمن بن مكي، أنا السلفي حضورا.
ح وأخبرنا عبد المؤمن الحافظ، أنا يوسف الحنبلي، أنا أبو طاهر السلفي، أنا أبو الخطاب نصر بن أحمد، أنا عمر بن أحمد، أنا محمد بن يحيى بن عمر، نا علي بن حرب، نا سفيان، عن الزهري، عن صفوان بن عبد الله، عن أم الدرداء، عن كعب بن عاصم الأشعري، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ليس من البر الصيام في السفر».
أخرجه النسائي، وابن ماجه من طريق سفيان، فوقع لنا بدلا عاليا.
ورواه محمد بن كثير عن الأوزاعي، عن الزهري، عن ابن المسيب مرسلا، قال النسائي: هذا خطأ لم نتابع محمد بن أحمد عليه

  • مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 1- ص: 60