أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الاصبهاني، أبو نعيم: حافظ، مؤرخ، من الثقات في الحفظ والرواية. ولد ومات في اصبهان. من تصانيفه ’’حلية الاولياء وطبقات الاصفياء - ط) عشرة اجزاء، و (معرفة الصحابة’’ كبير، بقيت منه اجزاء في مجلد واحد مخطوط، و (طبقات المحدثين والرواة) و (دلائل النبوة - ط) و (ذكر اخبار اصبهان - ط) مجلدان، وكتاب ’’الشعراء - خ).
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 157
أبو نعيم الأصفهاني صاحب حلية الأولياء اسمه أحمد بن عبد الله بن إسحاق الأصفهاني الحافظ عامي كما مر.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 438
الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله ابن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران
الأصفهاني صاحب حلية الأولياء. ولد في رجب سنة 353 وقال ابن خلكان 336 وقيل 334. وتوفي في صفر أو المحرم سنة 430 بأصبهان عن سبع وسبعين سنة كما عن موضع من تاريخ أخبار البشر وهو المطابق لما ذكره ابن خلكان وغيره في وفاته وعن موضع آخر من تاريخ أخبار البشر أن وفاته سنة 517 وهو أما سهو أو تاريخ لغيره من المتأخرين عنه وعن ابن الجوزي أن وفاته 12 المحرم سنة 402 والله أعلم.
ونعيم مكبر أو مصغر مختلف فيه والأصفهاني نسبة إلى أصفهان ويقال أصبهان بكسر الهمزة وفتحها وسكون الصاد المهملة وفتح الباء الموحدة أو الفاء وبعدها هاء وألف ونون من أشهر مدن بلاد الجبل معرب سباهان، وسباه العسكر والألف والنون علامة الجمع لأنها مجتمع عساكر الأكاسرة كانت تجتمع إذا وقعت لهم واقعة في هذا الموضع مثل عسكر فارس وكرمان والأهواز وغيرها بناها إسكندر ذو القرنين، قاله السمعاني.
ومهران هو مولى عبد الله بن معاوية بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو أول من أسلم من أجداده كما عن تاريخ أصفهان للمترجم.
وتطلق هذه الكنية أيضا على الحافظ أبي نعيم بن دكين الذي هو شيعي قطعا ويأتي في بابه وقيل أن نعيم هنا مصغر بلا خلاف والمترجم هو سبط الشيخ محمد بن يوسف البناء الصوفي الأصفهاني المدفون في محلة خاجو من محلات أصبهان والعامة يخففونها فيقولون مقبرة شيخ سبنا مخفف يوسف البناء، وعن كتاب رياض العلماء أن المترجم من أجداد مولانا محمد تقي المجلسي وولده الأستاذ محمد باقر. أقوال العلماء فيه
قال ابن شهراشوب في المعالم: أحمد بن عبد الله الأصفهاني عامي إلى أن له منقبة المطهرين ومرتبة الطيبين وكتاب ما نزل من القرآن في أمير المؤمنين ع. وفي الخلاصة: أحمد بن عبد الله الأصفهاني أبو نعيم بالنون المضمومة قال شيخنا محمد بن علي بن شهراشوب أنه عامي. وفي لسان الميزان: أحمد بن عبد الله الحافظ أبو نعيم الأصبهاني أحد الأعلام صدوق تكلم فيه بلا حجة لكن هذه عقوبة من الله لكلامه في ابن منده بهوى وقال الخطيب رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يطلق في الإجازة أخبرنا ولا يبين. قلت: هذا مذهب رآه أبو نعيم وغيره وهو ضرب من التدليس وكلام ابن منده في أبي نعيم فظيع ما أحب حكايته ولا أقبل قول كل منهما في الآخر بل هما عندي مقبولان لا أعلم لهما ذنبا أكبر من روايتهما الموضوعات ساكتين عنها. قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي الحافظ: رأيت بخط ابن طاهر المقدسي يقول: أسخن الله عين أبي نعيم يتكلم في أبي عبد الله بن منده وقد أجمع الناس على إمامته ويسكت عن لا حق وقد أجمع الناس على كذبه قلت: كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به ولا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد لا ينجو منه إلا من عصم الله وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك سوى النبيين والصديقين لو شئت لسردت من ذلك كراريس اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم اللسان أقول فإذا كانت هذه الحال مع أهل نحلتهم فكيف بهم مع الشيعة. وقال ابن خلكان: الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الأصبهاني الحافظ المشهور صاحب حلية الأولياء. كان من أعلام المحدثين وأكابر الحفاظ الثقات أخذ عن الأفاضل وأخذوا عنه وانتفعوا به.
مذهبه
هو من علماء أهل السنة وألف في فضائل أهل البيت وأكثر من ذكرها في كتبه فاحتمل بعض العلماء تشيعه ولا يخفى عدم دلالته على ذلك نعم يدل على عدم نصبه ونص ابن شهراشوب في المعالم على أنه من علماء أهل السنة كما مر وكيف كان فلم يعلم أنه من شرط كتابنا وذكرناه لذكر بعض أصحابنا له كابن شهراشوب والعلامة وعن الشيخ البهائي أنه قال نقل أنه أورد في كتابه الموسوم بحلية الأولياء ما يدل على خلوص ولائه وقد أوردنا جملة من أحاديث حليته في محالها من سيرة أئمة أهل البيت عليه السلام في الأجزاء السابقة من هذا الكتاب. وعن رياض العلماء أن أبا نعيم هذا المعروف أنه كان من محدثي علماء أهل السنة ولكن سماعي من الأستاذ محمد باقر المجلسي أن الظاهر كونه من علماء أصحابنا وفي روضات الجنات في بعض فوائد سيدنا الأمير محمد حسين الخاتون آبادي سبط العلامة محمد باقر المجلسي قال وممن اطلعت على تشيعه من مشاهير علماء أهل السنة هو الحافظ أبو نعيم المحدث بأصبهان صاحب كتاب حلية الأولياء وهو من أجداد جدي العلامة ضاعف الله إنعامه وقد نقل جدي تشيعه عن والده عن أبيه حتى انتهى إليه، إلى أن قال ولذا ترى كتابه المسمى بحلية الأولياء يحتوي على أحاديث مناقب أمير المؤمنين عليه السلام مما لا يوجد في سائر الكتب ولما كان الولد أعرف بمذهب الوالد من كل أحد لم يبق شك في تشيعه وعن المولى نظام الدين القرشي من تلامذة الشيخ البهائي أنه ذكره في القسم الثاني من كتاب رجاله نظام الأقوال وقال رأيت قبره في أصبهان مكتوبا عليه قال رسول الله (ص) مكتوب على ساق العرش لا إله إلا الله وحده لا شريك له محمد بن عبد الله عبدي ورسولي، وأيدته بعلي بن أبي طالب، رواه الشيخ الحافظ المؤمن الثقة العدل أبو نعيم أحمد بن محمد بن عبد الله سبط أحمد بن يوسف البناء الأصفهاني رحمه الله ورضي عنه ورفع في أعلى عليين درجته ومع ذلك فدخوله في موضوع كتابنا غير متحقق وان كان فيه انصاف في ذكر المناقب واستظهار تشيعه ليس إلا لذلك إلا أنه لا يصلح دليلا للجزم بتشيعه.
أقوال العلماء فيه أيضا
في تذكرة الحفاظ أبو نعيم الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء قال الخطيب لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير أبي نعيم وأبي حازم العبدوي قال أحمد بن محمد بن مردويه كان أبو نعيم في وقته مرح ولا إليه لم يكن في أفق من الآفاق أحد أحفظ منه ولا اسند منه كان حافظ الدنيا قد اجتمعوا عنده وكل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء لم يكن له غذاء سوى التسميع والتصنيف قال حمزة بن العباس العلوي كان أصحاب الحديث يقولون بقي الحافظ أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ منه وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور فاشتروه بأربعمائة دينار وفي تذكرة الحفاظ بسنده عن محمد بن عبد الجبار حضرت مجلس أبي بكر المعدل في صغري فلما فرع من إملائه قال إنسان من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم فليقم وكان مهجورا في ذلك الوقت بسبب المذهب وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد كاد يؤدي إلى فتنة وقال وقيل وصداع فقام إلى ذلك الرجل أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام وكاد أن يقتل أقول فهذا حال التعصب بين الحنابلة والأشعرية فكيف تعصبهما على الشيعة وكيف تقبل أحاديث هؤلاء وهم يحملون على من يدعو إلى مجلس عالم عظيم بسكاكين الأقلام لأنه يخالفهم في بعض الأمور الاجتهادية وإلى أي درجة بلغ حال الإسلام بحيث تكون حملة أحاديثه بهذه الصفة. ثم قال: قال الخطيب رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يقول في الإجازة أخبرنا من غير أن يبين قلت فهذا بما فعله نادرا فاني رأيته كثيرا ما يقول كتب إلي أبو العباس الأصم وأنا أبو الميمون بن راشد في كتابه ولكني رأيته يقول أنا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه فالظاهر أن هذا إجازة ثم روى عن بعضهم أنه رأى أصل سماع أبي نعيم بجزء محمد بن عاصم قال فبطل ما تخيله الخطيب ثم حكى قول بعضهم أن أبا نعيم لم يسمع مسند الحارث بن أبي أسامة بتمامه من ابن خلاد فحدث به كله قال ابن النجار وهم في هذا فاني رأيت نسخة الكتاب عتيقة وعليها بخط أبي نعيم سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد ثم تمثل ابن النجار:
لو رجم النجم جميع الورى | لم يصل الرجم إلى النجم |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 3- ص: 6
الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران أبو نعيم الحافظ سبط محمد بن يوسف بن البناء الأصبهاني، تاج المحدثين وأحد أعلام الدين له العلو في الرواية والحفظ والفهم والدراية وكانت الرحال تشد إليه. أملى في فنون الحديث كتبا سارت في البلاد وانتفع بها العباد وامتدت أيامه حتى ألحق الأحفاد بالأجداد وتفرد بعلو الإسناد. سمع بأصبهان أباه وعبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس وسليمان بن أحمد الطبراني وجماعة كثيرين إلى الغاية وبواسط محمد بن أحمد بن محمد بن سعدان ومحمد بن حبيش بن خلف الخطيب وجماعة كثيرين وبجرجرايا محمد بن أحمد بن يعقوب المفيد ومحمد بن محمود البرتي وبتشتر محمد بن أحمد بن سختويه المعدل وعمر بن محمد بن علي بن جيكان الديباجي وغيرهما وبعسكر مكرم محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي وإبراهيم بن أحمد بن بشير العسكري وبالأهواز القاضي محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأهوازي ومحمد بن أحمد بن إسحاق الدقيقي والحسين بن محمد بن أحمد الشافعي وغيرهم وبالكوفة محمد بن الطاهر بن الحسين الهاشمي ومحمد بن محمد بن علي القرشي العطار وغيرهما وبجرجان محمد بن أحمد بن الغطريف ومحمد بن عبد الرحمن الطلقي وغيرهما. وبإستراباذ أبا زرعة محمد بن إبراهيم بن بندار ومحمد بن علي الخباز وغيرهما، وبنيسابور محمد بن أحمد بن حمدان والحاكم الحافظ محمد بن محمد بن إسحاق ومحمد بن الفضل بن محمد بن إسحاق بن خزيمة وغيرهم وخلقا كثيرا وقد سرد منهم محب الدين ابن النجار في ’’ذيل تاريخ بغداذ’’ جملة. وكتب عن أقرانه وجمع معجما لشيوخه وحدث بالكثير من مصنفاته وروى عنه الأئمة الأعلام كأبي بكر ابن علي الأصبهاني وتوفي قبله باثنتي عشرة سنة وأخيه عبد الرزاق بن أحمد بن إسحاق وتوفي قبله، وكوشيار بن لياليزور الجيلي وتوفي قبله بأكثر من أربعين سنة. وروى عنه الخطيب وأبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن النيسابوري وأبو رجاء هبة الله بن محمد الشيرازي وأبو بكر محمد بن إبراهيم العطار وكان يستملي عليه وأبو مسعود وسليمان بن إبراهيم بن المليحي والقاضي أبو يوسف عبد السلام بن أحمد القزويني وأبو القاسم يوسف بن الحسن التفكري وأبو الفضل حمد بن أحمد بن الحسن بن الحداد وأخوه أبو علي الحسن وخلق كثير من أهل أصبهان آخرهم أبو طاهر عبد الواحد بن محمد بن أحمد الصباغ المعروف بالدشتج. وكان أبو نعيم إماما في العلم والزهد والديانة وصنف مصنفات كثيرة منها ’’حلية الأولياء’’ و’’المستخرج على الصحيحين’’. ذكر فيها أحاديث ساوى فيها البخاري ومسلما وأحاديث علا عليهما فيها كأنهما سمعاها منه وذكر فيها حديثا كان البخاري ومسلم سمعاه ممن سمعه منه. و’’دلائل النبوة’’ و’’معرفة الصحابة’’. ’’وتاريخ بلده’’. و ’’فضائل الجنة’’. وكثيرا من المصنفات الصغار، وبقي أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ منه ولما حمل كتاب الحلية إلى نيسابور بيع بأربعمائة دينار.
قال الخطيب أبو بكر: وقد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها: أنه يقول في الإجازة أخبرنا من غير أن يبين، قال: أنبأنا محمد ولامع ابنا أحمد الصيدلاني عن يحيى بن عبد الوهاب بن منده قال سمعت أبا الحسين القاضي يقول سمعت عبد العزيز النخشبي يقول: لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بتمامه من أبي بكر بن خلاد فحدث به كله. وقال: سألت أبا بكر محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم عن حديث محمد بن عاصم الذي يرويه أبو نعيم فقلت له: كيف قرأت عليه، وكيف رأيت سماعه؟ فقال: أخرج إلي كتابا وقال هو سماعي فقرأت عليه. قال محب الدين ابن النجار: وفي هاتين الحكايتين نظر. أما حديث محمد بن عاصم فقد رواه الأثبات عن أبي نعيم، وإذا قال المحدث الحافظ الصادق هذا الكتاب سماعي جاز أخذه عنه عند جميع المحدثين. وأما قول الخطيب عنه إنه كان يتساهل في الإجازة من غير أن يبين فباطل. فقد رأيته في مصنفاته يقول: كتب إلي جعفر الخلدي وحدثني عنه فلان، وأما قول النخشبي إنه لم يسمع مسند الحارث كاملا وقد رواه، فقد وهم، فإني رأيت نسخة من الكتاب عتيقة وعليها خط أبي نعيم: سمع مني إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد فلان، فلعله روى باقيه بالإجازة فبطل ما ادعوه وسلم أبو نعيم من القدح. وفي إسناد الحكايتين غير واحد ممن يتحامل على أبي نعيم لمخالفته لمذهب وعقيدته فلا يقبل جرحه لو ثبت فكيف وقد انتفى. وقد أنشدني شيخنا أبو بكر النحوي لنفسه:
لو رجم النجم جميع الورى | لم يصل الرجم إلى النجم |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0
الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الإصبهاني.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 27- ص: 0
أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، الإمام الحافظ، الثقة العلامة، شيخ الإسلام، أبو نعيم، المهراني، الأصبهاني، الصوفي، الأحول، سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء، وصاحب ’’الحلية’’.
ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مائة.
وكان أبوه من علماء المحدثين والرحالين، فاستجاز له جماعة من كبار المسندين، فأجاز له من الشام خيثمة بن سليمان بن حيدرة، ومن نيسابور أبو العباس الأصم، ومن واسط عبد الله بن عمر بن شوذب، ومن بغداد أبو سهل بن زياد القطان، وجعفر بن محمد بن نصير الخلدي، ومن الدينور أبو بكر بن السني، وآخرون.
وسمع: من أبي محمد عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس، في سنة أربع وأربعين وثلاث مائة، ومن القاضي أبي أحمد العسال، وأحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن محمد القصار، وعبد الله بن الحسن بن بندار المديني، وأحمد بن إبراهيم ابن يوسف التيمي، والحسن بن سعيد بن جعفر العباداني المطوعي، وأبي إسحاق بن حمزة، وأبي القاسم الطبراني، وعبد الله بن محمد ابن إبراهيم العقيلي، وأبي مسلم عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن سياه، ومحمد بن معمر بن ناصح الذهلي، والحافظ محمد بن عمر الجعابي قدم عليهم، وأبي الشيخ بن حيان، وابن المقرىء، وخلق كثير بأصبهان، ومن أبي بكر بن الهيثم الأنباري، وأحمد بن يوسف بن خلاد النصيبي، وأبي علي بن الصواف، وأبي بحر بن كوثر البربهاري، وعبد الرحمن بن العباس؛ والد المخلص، وعيسى بن محمد الطوماري، ومخلد بن جعفر الدقيقي، وأبي بكر القطيعي، وطبقتهم ببغداد، وحبيب بن الحسن القزاز، وفاروق بن عبد الكبير الخطابي، وعبد الله بن جعفر بن إسحاق الجابري،
وأحمد بن الحسن بن القاسم بن الريان اللكي، ومحمد بن علي بن مسلم العامري، وطبقتهم بالبصرة، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم، وأبي بكر عبد الله بن يحيى الطلحي، وعدة بالكوفة، ومن أبي عمرو ابن حمدان، وأبي أحمد الحاكم، وحسينك التميمي، وخلق بنيسابور، وأحمد بن إبراهيم الكندي، وأبي بكر الآجري، وغيرهما بمكة.
وعمل معجم شيوخه، وكتاب الحلية، و’’المستخرج على الصحيحين’’، و’’تاريخ أصبهان’’، و’’صفة الجنة’’، وكتاب ’’دلائل النبوة’’، وكتاب ’’فضائل الصحابة’’، وكتاب ’’علوم الحديث’’، وكتاب ’’النفاق’’. ومصنفاته كثيرة جدا.
روى عنه: كوشيار بن لياليزور الجيلي ومات قبله بأزيد من ثلاثين سنة، وأبو سعد الماليني ومات قبله بثمانية عشر عاما، وأبو بكر بن أبي علي الهمداني، وأبو بكر الخطيب، وأبو علي الوخشي، وأبو صالح المؤذن، وأبو بكر محمد بن إبراهيم المستملي، وسليمان بن إبراهيم الحافظ، وهبة الله بن محمد الشيرازي، ويوسف بن الحسن التفكري، وعبد السلام بن أحمد القاضي، ومحمد بن عبد الجبار ابن ييا، وأبو سعد محمد بن محمد المطرز، ومحمد بن عبد الواحد ابن محمد الصحاف، ومحمد بن عبد الله الأدمي الفقيه، وأبو غالب محمد بن عبد الله بن أبي الرجاء القاضي، وأبو الفضائل محمد بن أحمد بن يونس، ومحمد بن سعد بن ممك العطار، وأبو سعد محمد ابن سرفرتج، وأبو منصور محمد بن عبد الله بن مندويه الشروطي، والأديب محمد بن محمود الثقفي، ومحمد بن الفضل بن كندوج، ومحمد بن علي بن محمد بن المرزبان، ومحمد بن حسين بن محمد ابن زيله، وأبو طالب أحمد بن الفضل الشعيري، وأحمد بن منصور القاص، وأبو الفتح أحمد بن محمد بن أحمد بن رشيد الأدمي، وأبو بكر أحمد بن عبد الله بن محمد التيمي اللبان، وإسماعيل بن الحسن العلوي، وأبو نصر إسماعيل بن المحسن بن طراق، وبندار بن محمد الخلقاني، وحمد بن علي الباهلي الدلال، وأبو العلاء حمد بن عمر الشرابي، وحمد بن محمد التاجر، وحمد بن محمود البقال، وأبو العلاء حسين بن عبيد الله الصفار، وحيدر بن الحسن السلمي، وخالد ابن عبد الواحد التاجر، وأبو بكر ذو النون بن سهل الأشناني، وزكريا ابن محمد الكاتب، وسعيد بن محمد بن عبد الله التميمي، وأبو زيد سعد بن عبد الرحمن الصحاف، وسهل بن محمد المغازلي، وصالح ابن عبد الواحد البقال، وأبو علي صالح بن محمد الفابجاني، وعبد الله بن عبد الرزاق بن ررا، وأبو زيد عبيد الله بن عبد الواحد الخرقي، وأبو محمد عبيد الله بن الخصيب الحلاوي، وأبو الرجاء عبيد الله بن أحمد، وأبو طاهر عبد الواحد بن أحمد الشرابي، وعبد الجبار بن عبد الله بن فورويه الصفار، وأبو طاهر علي بن عبد الواحد بن
فاذشاه، وعلي بن أحمد البرجي، وغانم بن محمد بن عبيد الله البرجي، وعباد بن منصور المعدل، والفضل بن عبد الواحد، والفضل ابن عمر بن سهلويه، وأبو طاهر المحسد بن محمد، ومبشر بن محمد الجرجاني الواعظ، وأبو علي الحداد، وأخوه أبو الفضل حمد، وخلق كثير من مشيخة السلفي خاتمتهم بعد الحداد أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدشتج الذهبي.
وكان حافظا مبرزا عالي الإسناد، تفرد في الدنيا بشيء كثير من العوالي، وهاجر إلى لقيه الحفاظ.
قال أبو محمد السمرقندي: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين؛ أبو نعيم الأصبهاني وأبو حازم العبدويي.
قال ابن المفضل الحافظ: جمع شيخنا أبو طاهر السلفي أخبار أبي نعيم وذكر من حدثه عنه، وهم نحو الثمانين، وقال: لم يصنف مثل كتابه ’’حلية الأولياء’’، سمع: ناه من أبي المظفر القاساني عنه سوى فوت يسير.
قال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره، ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، لم يكن له غداء سوى التصنيف والتسميع.
قال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى منه إسنادا، ولا أحفظ منه. وكانوا يقولون: لما صنف كتاب ’’الحلية’’ حمل الكتاب إلى نيسابور حال حياته، فاشتروه بأربع مائة دينار.
قلت: روى أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه عن رجل، عن أبي نعيم، فقال في كتاب ’’طبقات الصوفية’’: حدثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي، حدثنا أبو نعيم، حدثنا محمد بن علي بن حبيش المقرىء ببغداد، حدثنا أحمد بن محمد بن سهل الأدمي فذكر حديثا.
قال أبو طاهر السلفي: سمعت أبا العلاء محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول: حضرت مجلس أبي بكر بن أبي علي الذكواني المعدل في صغري مع أبي، فلما فرغ من إملائه، قال إنسان: من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم، فليقم. وكان أبو نعيم في ذلك الوقت مهجورا بسبب المذهب، وكان بين الأشعرية والحنابلة تعصب زائد يؤدي إلى فتنة، وقيل وقال، وصداع طويل، فقام إليه أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكاد الرجل يقتل.
قلت: ما هؤلاء بأصحاب الحديث، بل فجرة جهلة، أبعد الله شرهم.
قال الحافظ أبو القاسم بن عساكر: ذكر الشيخ أبو عبد الله محمد بن محمد الأصبهاني عمن أدرك من شيوخ أصبهان أن السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على أصبهان، أمر عليها واليا من قبله، ورحل عنها، فوثب أهلها بالوالي، فقتلوه، فرجع السلطان إليها، وآمنهم حتى اطمأنوا، ثم قصدهم في يوم جمعة وهم في الجامع، فقتل منهم مقتلة عظيمة، وكانوا قبل ذلك منعوا الحافظ أبا نعيم من الجلوس في الجامع، فسلم مما جرى عليهم، وكان ذلك من كرامته.
وقال محمد بن طاهر المقدسي: سمعت عبد الوهاب الأنماطي يقول: رأيت بخط أبي بكر الخطيب: سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم، عن جزء محمد بن عاصم: كيف قرأته على أبي نعيم، وكيف رأيت سماعه؟ فقال: أخرج إلي كتابا، وقال: هو سماعي، فقرأته عليه. ثم قال الخطيب: قد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها، منها أن يقول في الإجازة: أخبرنا. من غير أن يبين.
قال الحافظ أبو عبد الله ابن النجار: جزء محمد بن عاصم قد رواه الأثبات عن أبي نعيم، والحافظ الصادق إذا قال: هذا الكتاب سماعي، جاز أخذه عنه بإجماعهم.
قلت: قول الخطيب: كان يتساهل | إلى آخره، هذا شيء قل أن يفعله أبو نعيم، وكثيرا ما يقول: كتب إلي الخلدي. ويقول: كتب إلي أبو العباس الأصم، وأخبرنا أبو الميمون بن راشد في كتابه. ولكني رأيته يقول في شيخه عبد الله بن جعفر بن فارس الذي سمع: منه كثيرا وهو أكبر شيخ له: أخبرنا عبد الله بن جعفر فيما قرىء عليه. فيوهم أنه سمعه، ويكون مما هو له بالإجازة، ثم إطلاق الإخبار على ما هو بالإجازة مذهب معروف قد غلب استعماله على محدثي الأندلس، وتوسعوا فيه. وإذا أطلق ذلك أبو نعيم في مثل الأصم وأبي الميمون البجلي والشيوخ الذين قد علم أنه ما سمع: منهم بل له منهم إجازة، كان له سائغا، والأحوط تجنبه. |
لو رجم النجم جميع الورى | لم يصل الرجم إلى النجم |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 155
احمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران الإمام الجليل الحافظ أبو نعيم الأصبهاني الصوفي الجامع بين الفقه والتصوف والنهاية في الحفظ والضبط ولد في رجب سنة ست وثلاثمائة بأصبهان
وهو سبط الشيخ الزاهد محمد بن يوسف البنا أحد مشايخ الصوفية
وأحد الأعلام الذين جمع الله لهم بين العلو في الرواية والنهاية في الدراية
رحل إليه الحفاظ من الأقطار
واستجاز له أبوه طائفة من شيوخ العصر تفرد في الدنيا عنهم
أجاز له من الشام خيثمة بن سليمان
ومن بغداد جعفر الخلدي
ومن واسط عبد الله بن عمر بن شوذب
ومن نيسابور الأصم
وسمع سنة أربع وأربعين وثلاثمائة من عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس والقاضي أبي أحمد محمد بن أحمد العسال وأحمد بن معبد السمسار وأحمد بن محمد القصار وأحمد بن بندار الشعار وعبد الله بن الحسن بن بندار والطبراني وأبي الشيخ والجعابي
ورحل سنة ست وخمسين وثلاثمائة فسمع ببغداد أبا علي بن الصواف وأبا بكر بن الهيثم الأنباري وأبا بحر البربهاري وعيسى بن محمد الطوماري وعبد الرحمن والد المخلص وابن خلاد النصيبي وحبيبا القزاز وطائفة كثيرة
وسمع بمكة أبا بكر الآجري وأحمد بن إبراهيم الكندي
وبالبصرة فاروق بن عبد الكريم الخطابي ومحمد بن علي بن مسلم العامري وجماعة
وبالكوفة أبا بكر عبد الله بن يحيى الطلحي وجماعة
وبنيسابور أبا أحمد الحاكم وحسينك التميمي وأصحاب السراج فمن بعدهم
روى عنه كوشيار بن لياليروز الجيلي وتوفي قبله ببضع وثلاثين سنة
وأبو سعد الماليني وتوفي قبله بثماني عشرة سنة وأبو بكر بن أبي علي الذكواني وتوفي قبله بإحدى عشرة سنة والحافظ أبو بكر الخطيب وهو من أخص تلامذته وقد رحل إليه وأكثر عنه ومع ذلك لم يذكره في تاريخ بغداد ولا يخفى عليه أنه دخلها ولكن النسيان طبيعة الإنسان وكذلك أغفله الحافظ أبو سعد بن السمعاني فلم يذكره في الذيل
وممن روى عن أبي نعيم أيضا الحافظ أبو صالح المؤذن والقاضي أبو علي الوخشي ومستمليه أبو بكر محمد بن إبراهيم العطار وسليمان بن إبراهيم الحافظ وهبة الله بن محمد الشيرازي وأبو الفضل حمد وأبو علي الحسن ابنا أحمد الحداد وخلق كثير آخرهم وفاة أبو طاهر عبد الواحد بن محمد الدشتج الذهبي
وقد روى أبو عبد الرحمن السلمي مع تقدمه عن واحد عن أبي نعيم فقال في كتاب طبقات الصوفية حدثنا عبد الواحد بن أحمد الهاشمي حدثنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله أخبرنا محمد بن علي بن حبيش المقرئ ببغداد أخبرنا أحمد بن محمد بن سهل الأدمي وذكر حديثا
قال أبو محمد بن السمرقندي سمعت أبا بكر الخطيب يقول لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير رجلين أبو نعيم الأصبهاني وأبو حازم العبدوي الأعرج
وقال أحمد بن محمد بن مردويه كان أبو نعيم في وقته مرحولا إليه ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء وكان لا يضجر لم يكن له غذاء سوى التصنيف أو التسميع
وقال حمزة بن العباس العلوي كان أصحاب الحديث يقولون بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير لا يوجد شرقا ولا غربا أعلى إسنادا منه ولا أحفظ منه
وكانوا يقولون لما صنف كتاب الحلية حمل إلى نيسابور حال حياته فاشتروه بأربعمائة دينار
وقال ابن المفضل الحافظ قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم وذكر من حدثه عنه وهم نحو ثمانين رجلا
قال لم يصنف مثل كتابه حلية الأولياء سمعناه على أبي المظفر القاساني عنه سوى فوت يسير
وقال ابن النجار هو تاج المحدثين وأحد أعلام الدين
قلت ومن كراماته المذكورة أن السلطان محمود بن سبكتكين لما استولى على أصبهان ولي عليها واليا من قبله ورحل عنها فوثب أهل أصبهان وقتلوا الوالي فرجع محمود إليها
وأمنهم حتى اطمأنوا ثم قصدهم يوم الجمعة في الجامع فقتل منهم مقتلة عظيمة وكانوا قبل ذلك قد منعوا أبا نعيم الحافظ من الجلوس في الجامع فحصلت له كرامتان السلامة مما جرى عليهم إذ لو كان جالسا لقتل وانتقام الله تعالى له منهم سريعا
ومن مصنفاته حلية الأولياء وهي من أحسن الكتب كان الشيخ الإمام الوالد رحمه الله كثير الثناء عليها ويحب تسميعها
وله أيضا كتاب معرفة الصحابة وكتاب دلائل النبوة وكتاب المستخرج على البخاري وكتاب المستخرج على مسلم وكتاب تاريخ أصبهان وكتاب صفة الجنة وكتاب فضائل الصحابة وصنف شيئا كثيرا من المصنفات الصغار
توفي في العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة وله أربع وتسعون سنة رحمة الله عليه
ذكر البحث عن واقعة جزء محمد بن عاصم التي اتخذها من نال من أبي نعيم رحمه الله ذريعة إلى ذلك
قد حدث أبو نعيم بهذا الجزء ورواه عنه الأثبات والرجل ثقة ثبت إمام صادق وإذا قال هذا سماعي جاز الاعتماد عليه
وطعن بعض الجهال الطاعنين في أئمة الدين فقالوا إن الرجل لم يوجد له سماع بهذا الجزء
وهذا الكلام سبة على قائله فإن عدم وجدانهم لسماعه لا يوجب عدم وجوده وإخبار الثقة بسماع نفسه كاف
ثم ذكر شيخنا الحافظ أبو عبد الله الذهبي أن شيخنا الحافظ أبا الحجاج المزي حدثه أنه رأى بخط الحافظ ضياء الدين المقدسي أنه وجد بخط الحافظ أبي الحجاج يوسف بن خليل أنه قال رأيت أصل سماع الحافظ أبي نعيم لجزء محمد بن عاصم
فبطل ما اعتقدوه ريبة
ثم قال الطاعنون ثانيا وهذا الخطيب أبو بكر البغدادي وهو الحبر الذي تخضع له الأثبات وله الخصوصية الزائدة بصحبة أبي نعيم قال فيما كتب إلي به أحمد بن أبي طالب من دمشق قال كتب إلي الحافظ أبو عبد الله بن النجار من بغداد قال أخبرني أبو عبيد الله الحافظ بأصبهان أخبرنا أبو القاسم بن إسماعيل الصيرفي أخبرنا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة قال سمعت أبا الفضل المقدسي يقول سمعت عبد الوهاب الأنماطي يذكر أنه وجد بخط الخطيب سألت محمد بن إبراهيم العطار مستملي أبي نعيم عن جزء محمد بن عاصم كيف قرأته على أبي نعيم وكيف رأيت سماعه فقال أخرج إلي كتابا وقال هذا سماعي
فقرأته عليه
قلنا ليس في هذه الحكاية طعن على أبي نعيم بل حاصلها أن الخطيب لم يجد سماعه بهذا الجزء فأراد استفادة ذلك من مستمليه فأخبره بأنه اعتمد في القراءة على إخبار الشيخ وذلك كاف
ثم قال الطاعنون ثالثا وقد قال الخطيب أيضا رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يقول في الإجازة أخبرنا من غير أن يبين
قلت هذا لم يثبت عن الخطيب وبتقدير ثبوته فليس بقدح ثم إطلاق أخبرنا في الإجازة مختلف فيه فإذا رآه هذا الخبر الجليل أعني أبا نعيم فكيف يعد منه تساهلا ولئن عد فليس من التساهل المستقبح ولو حجرنا على العلماء ألا يرووا إلا بصيغة مجمع عليها لضيعنا كثيرا من السنة
وقد دفع الحافظ أبو عبد الله بن النجار قضية جزء محمد بن عاصم بأن الحفاظ الأثبات رووه عن أبي نعيم وحكينا لك نحن أن أصل سماعه وجد فطاحت هذه الخيالات ونحن لا نحفظ أحدا تكلم في أبي نعيم بقادح ولم يذكر بغير هذه اللفظة التي عزيت إلى الخطيب وقلنا إنها لم تثبت عنه والعمل على إمامته وجلالته وأنه لا عبرة بهذيان الهاذين وأكاذيب المفترين
على أنا لا نحفظ عن أحد فيه كلاما صريحا في جرح ولو حفظ لكان سبة على قائله وقد برأ الله أبا نعيم من معرته
وقال الحافظ ابن النجار
في إسناد ما حكي عن الخطيب غير واحد ممن يتحامل على أبي نعيم لمخالفته لمذهبه وعقيدته فلا يقبل
قال شيخنا الذهبي والتساهل الذي أشير إليه شيء كان يفعله في الإجازة نادرا
قال فإنه كثيرا ما يقول كتب إلي جعفر الخلدي كتب إلي أبو العباس الأصم أخبرنا أبو الميمون بن راشد في كتابه
قال ولكن رأيته يقول أخبرنا عبد الله بن جعفر فيما قرئ عليه
قال والظاهر أن هذا إجازة
قلت إن كان شيخنا الذهبي يقول ذلك في مكان غلب على ظنه أن أبا نعيم لم يسمعه
بخصوصه من عبد الله بن جعفر فالأمر مسلم إليه فإنه أعنى شيخنا الحبر الذي لا يلحق شأوه في الحفظ وإلا فأبو نعيم قد سمع من عبد الله بن جعفر فمن أين لنا أنه يطلق هذه العبارة حيث لا يكون سماع ثم وإن أطلق إذ ذاك فغايته تدليس جائز قد اغتفر أشد منه لأعظم من أبي نعيم
ثم قال الطاعنون رابعا قال يحيى بن مندة الحافظ سمعت أبا الحسين القاضي يقول سمعت عبد العزيز النخشبي يقول لم يسمع أبو نعيم مسند الحارث بن أبي أسامة بتمامه فحدث به كله
قلنا قال الحافظ ابن النجار وهم عبد العزيز في هذا فأنا رأيت نسخة من الكتاب عتيقة وعليها خط أبي نعيم يقول سمع مني فلان إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد فلعله روى الباقي بالإجازة
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 4- ص: 18
أحمد بن عبد الله الحافظ أبو نعيم الأصبهاني. أحد الأعلام.
صدوق، تكلم فيه بلا حجة، ولكن هذه عقوبة من الله لكلامه في ابن مندة بهوى.
قال الخطيب: رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها، منها أنه يطلق في الإجازة أخبرنا - ولا يبين.
قلت: هذا مذهب رآه أبو نعيم وغيره، وهو ضرب من التدليس.
وكلام ابن مندة في أبي نعيم فظيع، لا أحب حكايته، ولا أقبل قول كل منهما في الآخر، بل هما عندي مقبولان، لا أعلم لهما ذنبا أكثر من روايتهما الموضوعات ساكتين عنها.
قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي الحافظ، رأيت بخط ابن طاهر المقدسي يقول: أسخن الله عين أبي نعيم، يتكلم في أبى عبد الله بن مندة، وقد أجمع الناس
على إمامته / وسكت عن لا حق وقد أجمع الناس على أنه كذاب.
قلت: كلام الأقران بعضهم في بعض لا يعبأ به، لا سيما إذا لاح لك أنه لعداوة أو لمذهب أو لحسد، ما ينجو منه إلا من عصم الله، وما علمت أن عصرا من الأعصار سلم أهله من ذلك، سوى الأنبياء والصديقين، ولو شئت لسردت من ذلك كراريس، اللهم فلا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 111
أحمد بن عبد الله بن أحمد، أبو نعيم الحافظ.
قال ابن نقطة: انتشر حديثه بالمشرق والمغرب، وكان ثقة في الحديث،
عالماً به.
وقال الخطيب:....
وقال ابن النجار: في هذا نظر، أما حديث محمد بن عاصم فقد رواه الأثبات عن أبي نعيم، وإذا قال المحدث الصادق الحافظ هذا الكتاب سماعه جاز أخذه عنه عند جميع المحدثين.
وأما قول غير الخطيب كان يتساهل فباطل، فقد رأيت كثيراً في مصنفاته يقول: كتب إلي الخلدي وحدثني عنه فلان، وأما قول النخشبي أنه لم يسمع «مسند الحارث» كاملاً ورواه فقد وهم، فإني رأيت نسخة من الكتاب عتيقة وعليها خط أبي نعيم: سمع مني إلى آخر سماعي من هذا المسند من ابن خلاد فلان، فلعله روى باقيه بالإجازة، فبطل ما ادعوه وسلم أبو نعيم من القدح، وفي إسناد الحكايتين غير واحد ممن يتحامل على أبي نعيم لمخالفته لمذهبه وعقيدته فلا يقبل جرحه لو ثبت فكيف وقد انتفى.
وقال ابن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولاً إليه، ولم يكن في أفق من الآفاق أسند ولا أحفظ منه، وكان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، فكان كل يوم نوبة واحد منهم يقرأ ما يريده إلى قريب من الظهر فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزءاً، وكان لا يضجر، لم يكن له غداءٍ سوى التصنيف أو القراءة عليه.
وقال السيد حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث في مجلس الباطرقاني يقولون وأنا أسمع: بقي أبو نعيم أربع عشرة سنة بلا نظير، لا يوجد شرقاً وغرباً أعلى إسناداً ولا أحفظ منه.
قال ابن النجار: كان تاج المحدثين وأحد أعلام الدين، ومن جمع الله له العلو في الرواية والحفظ والفهم والدراية، فكانت تشد إليه الرحال وتهاجر إلى بابه الرجال، وذكر من فضله.
قال ابن منده: مات بكرة يوم الإثنين العشرين من المحرم سنة ثلاثين وأربعمائة.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1
أبو نعيم
الحافظ الكبير محدث العصر أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران المهراني الأصبهاني الصوفي الأحول
سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء
ولد سنة ست وثلاثين وثلاثمائة وأجاز له مشايخ الدنيا وله ست سنين وتفرد بهم ورحلت الحفاظ إلى بابه لعلمه وضبطه وعلو إسناده
قال الخطيب لم أر أحدا أطلق عليه اسم الحفظ غير أبي نعيم وأبي حازم
وقال ابن مردويه لم يكن في أفق من الآفاق أحفظ ولا أسند منه
صنف الحلية والمستخرج على البخاري والمستخرج على مسلم ودلائل النبوة معرفة الصحابة وتاريخ أصبهان وفضائل الصحابة وصفة الجنة والطب وغيرها مات في حرم سنة ثلاثين وأربعمائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 423
والحافظ الشهير أبو نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد الأصبهاني صاحب الحلية
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 126
أبو نعيم
الحافظ الكبير، محدث العصر، أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسى بن مهران، الأصبهاني، الصوفي، الأحول، سبط الزاهد محمد بن يوسف البناء.
ولد سنة ست وثلاثين وثلاث مئة.
وأجاز له جماعة تفرد بإجازتهم، منهم: عبد الله بن عمر بن شوذب من واسط، والأصم من نيسابور، وخيثمة من الشام، وجعفر الخلدي، وأبو سهل بن زياد من بغداد، وتفرد بالسماع من خلق، ورحل إليه الحفاظ.
وأول سماعه في سنة أربع وأربعين وثلاث مئة من مسند أصبهان أبي محمد بن فارس، وسمع من أبي أحمد العسال، وأحمد بن معبد السمسار، وأحمد بن بندار الشعار، وأحمد بن محمد القصار، وعبد الله بن الحسن بن بندار، وأبي بكر بن الهيثم البندار، وأبي بحر بن كوثر، وأبي بكر بن خلاد النصيبي، وحبيب القزاز، وأبي بكر الجعابي، وأبي القاسم الطبراني، وأبي بكر الآجري، وأبي علي بن الصواف، وإبراهيم بن عبد الله بن أبي العزائم الكوفي، وعبد الله بن جعفر الجابري, وأحمد بن الحسن اللكي، وفاروق الخطابي، وأبي الشيخ الأصبهاني، وخلق بخراسان والعراق.
روى عنه: كوشيار بن لياليزور الجيلي، ومات قبله بأكثر من ثلاثين عاماً، ونوح بن نصر الفرغاني - ومات قبله بمدة - وأبو سعد الماليني، وأبو بكر بن أبي علي الذكواني، وأبو بكر الخطيب، وأبو صالح المؤذن، وأبو علي الوخشي، وأبو بكر محمد بن إبراهيم العطار، وسليمان بن إبراهيم، وهبة الله بن محمد الشيرازي، وأبو النجيب الأرموي، وأبو الفضل حمد الحداد، وأخوه أبو علي المقرئ، وخلق سواهم.
وروى الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي عن عبد الواحد بن أحمد الهاشمي عنه، وروى الفقيه نصر بن إبراهيم المقدسي عن شيخٍ له عن آخر عنه.
ذكره أبو الوليد بن الدباغ في الطبقة التاسعة من الحفاظ.
وكذلك ذكره ابن المفضل فيها، وذكر معه البرقاني والصوري وأبا ذر الهروي.
وقال الخطيب: لم أر أحداً أطلق عليه اسم الحافظ غير أبي نعيم وأبي حازم العبدويي.
وقال ابن المفضل: قد جمع شيخنا السلفي أخبار أبي نعيم فسمى نحواً من ثمانين نفساً حدثوه عنه. وقال: لم يصنف مثل كتابه ’’حلية الأولياء’’ سمعناه على أبي المظفر القاشاني عنه سوى فوت يسير.
وقال أحمد بن محمد بن مردويه: كان أبو نعيم في وقته مرحولاً إليه، لم يكن في أفقٍ من الآفاق أحد أحفظ ولا أسند منه، كان حفاظ الدنيا قد اجتمعوا عنده، وكل يوم نوبة واحدٍ منهم يقرأ ما يريده إلى قريب الظهر، فإذا قام إلى داره ربما كان يقرأ عليه في الطريق جزء، وكان لا يضجر، لم يكن له غداءٌ سوى التسميع والتصنيف.
وقال حمزة بن العباس العلوي: كان أصحاب الحديث يقولون: بقي الحافظ أبو نعيم أربع عشرة سنةً ما له نظير، لا يوجد شرقاً ولا غرباً أعلى إسناداً منه، ولا أحفظ منه، وكانوا يقولون: لما صنف كتاب ’’الحلية’’ حمل الكتاب في حياته إلى نيسابور فاشتروه بأربع مئة دينار.
ولأبي نعيم مصنفات كثيرة منها: كتاب ’’معرفة الصحابة’’ و’’دلائل النبوة’’ و’’المستخرج على البخاري’’ و’’المستخرج على مسلم’’ و’’تاريخ أصبهان’’ و’’صفة الجنة’’ وكتاب ’’الطب’’ وكتاب ’’فضائل الصحابة’’ وكتاب ’’المعتقد’’ وغير ذلك.
وقال الخطيب: قد رأيت لأبي نعيم أشياء يتساهل فيها منها أنه يقول في الإجازة: أخبرنا - من غير أن يبين.
وقال السلفي: سمعت محمد بن عبد الجبار الفرساني يقول: حضرت مجلس أبي بكر بن أبي علي المعدل في صغري مع أبي، فلما فرغ من إملائه قال إنسانٌ: من أراد أن يحضر مجلس أبي نعيم فليقم. وكان مهجوراً في ذلك الوقت بسبب المذهب، وكان بين الحنابلة والأشعرية تعصب زائد يؤدي إلى فتنة، وقال وقيلٍ وصداع، فقام إلى ذاك الرجل أصحاب الحديث بسكاكين الأقلام، وكاد أن يقتل.
وقد تكلم الحافظ أبو عبد الله بن منده في أبي نعيم، وكان بينهما واقع.
قال شيخنا العلامة أبو العباس: وقع بين أبي نعيم الأصبهاني، وأبي عبد الله بن منده في مسألة اللفظ ما هو معروف، وصنف أبو نعيم في ذلك كتابه في الرد على اللفظية والحلولية، ومال فيه إلى جانب الثقات القائلين بأن التلاوة مخلوقة، كمامال ابن منده إلى جانب من يقول إنها غير مخلوقة، وحكى كل منهيا عن الأئسة ما يدل على كثيرٍ من مقصوده لا على جميعه، فما قصده كل منهما من الحق وجد فيه من المنقول الثابت عن الأئمة ما يوافقه.
مات أبو نعيم في المحرم سنة ثلاثين وأربع مئة، وله أربع وتسعون سنة.
وفيها: مات مسند العراق الواعظ أبو القاسم عبد الملك بن محمد بن عبد الله بن بشران البغدادي. والأديب أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحارث، التميمي الأصبهاني بنيسابور. والمفسر أبو عبد الرحمن إسماعيل بن أحمد الحيري الضرير الذي قرأ عليه الخطيب ’’صحيح البخاري’’ في ثلاثة مجالس. وعالم المغرب أبو عمران موسى بن عيسى بن أبي حاج الفاسي، نزيل القيروان.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1