ابن عميرة أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين ابن عميرة المخزومي، أبو المطرف: اديب، من اجلاء المغرب ومن فحول كتابه. ولد في شقورة (Segura de la Sierra) او اصله منها ومولده ومنشأه في بلنسية (بالاندلس) وانتقل إلى غرناطة ومات في تونس. ولى القضاء في عدة مواضع منها مكناسة ومليانة. والف كتابا في (فاجعة المرية) وتغلب الروم عليها، نحا فيه منحى العماد الاصفهاني في الفتح القدسي. وله (التنبيه على المغالطة والتنويه - خ) في الادب. ورأى الامير شكيب ارسلان في مجريط كتاب (تقييد الرسائل - خ) من انشاء أبي المطرف. ودون شعره وانشاؤه في مجلدين سميا (بغية المستطرف وغنية المتطرف من كلام امام الكتابة ابن عميرة أبي المطرف) وفي انشائه سجع كان مألوفا في عصره، اورد لسان الدين ابن الخطيب نموذجا منه (في الاحاطة) واثنى عليه وقال: انه اشتغل في الحديث والتاريخ والاخبار وبرع في جميعهما.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 159

ابن عميرة أحمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن أحمد بن عميرة (بفتح العين المهملة، والميم المكسورة بعدها ياء مثناة من تحت وبعدها راء مفتوحة وتاء تأنيث آخر الحروف) المخزومي الشهير بجده أبو العباس، أبو المطرف، نزيل تونس، الفقيه العالم الأديب.
مولده في جزيرة شقر قرب بلنسية، وقيل ببلنسية في رمضان /580 ديسمبر 1184 وفي الأندلس، روى عن أبي الخطاب أحمد بن محمد بن واجب، وأبي الربيع سليمان بن موسى الكلاعي، وأبي عبد الله بن نوح، وأبي علي عمر بن محمد الشلويين، وأبي عمر أحمد بن هارون بن عات، وأبي محمد سليمان بن حوط الله، لقيهم وقرأ عليهم وسمع وأجازوا له.
وصحب أبا بكر عزيز بن عبد الله بن عبد الملك بن خطاب قبل توليه ما تولى من رئاسة بلده مرسية، وسافر إلى المشرق حيث تلقى معارف واسعة في الحديث والفقه والأدب، وتلقى بعض شعب المعقول كالفلسفة والكلام ومن أجاز له من أهل المشرق أبو الفتوح نصر بن أبي الفرج بن علي الحصري.
وبعد رجوعه استقر بعض الوقت بمسقط رأسه الذي أصبح من أعيانه. سمع منه ابن الابار وبالغ في الثناء عليه، وسمع منه غيره كابنه أبي القاسم، وأبي اسحاق التلمساني، وأبي جعفر بن الزبير، وأبي الحسن طاهر بن علي الشقري، وأبي بكر عبد الله بن خطاب وغيرهم.
وعقد مع ابن الأبار روابط صداقة، وبعد اقامته مدة قليلة بجزيرة
شقر سمي قاضيا بشاطبة، ثم نقل إلى قضاء ميورقة خلال سنة 627/ 1229 - 30 لأنه كان موجودا بالجزيرة عند ما احتلها جاقما الأول الفاتح ملك أرغون، وقد حكى الحادثة في كتابه الذي سماه بعضهم كتاب عن كائنة ميورقة وعنوانه الحقيقي غير معروف، ونقل عنه المقري في نفح الطيب، ثم رجع فيما بعد إلى بلنسية حيث كان شاهدا لسنواتها الأخيرة من تاريخها الإسلامي إلى أن سلمت إلى جاقما الأول نفسه تسع سنوات بعد ميورقة (17 صفر 636/ 29 سبتمبر 1238)، وبعد ذلك دخل المغرب الأقصى، وخدم أبا محمد عبد الواحد الرشيد عاشر خليفة موحدي (630 - 40/ 1232 - 42 الذي سماه كاتبا بديوان الانشاء، وبعد قليل سماه قاضيا لقبيلة بلد هيلانة من نظر مراكش الشرقي، وهي التي تعرف اليوم بكلاوة فتولاه قليلا ثم نقله إلى قضاء رباط الفتح، وسلا، وأقام يتولاه إلى أن توفي الرشيد، وولي مكانه أخوه المعتضد بالله أبو الحسن علي فأخره عنها مدة، ثم نقله إلى قضاء مكناسة الزيتون، ولما قتل المعتضد خرج من مكناسة قاصدا سبتة وفي عزمه الانتقال إلى البلاد الأفريقية، فلقيه هو ورفاقه جمع من بني مرين سلبوه وكل من كان معه، ثم ركب من سبتة متوجها إلى أفريقية فوصل بجاية سنة 645/ 1257 وقدم على أميرها ولي العهد أبي يحيى زكرياء ابن الأمير أبي زكرياء الحفصي، وهو منذ مبارحته الأندلس ينوي الالتحاق بالبلاد الأفريقية، ويهتبل الفرص للإشادة بأميرها، فعند ما بايع أهل مكناسة أبا زكرياء الحفصي سنة 643/ 1255 بعثوا إليه بمبايعتهم من انشاء قاضيهم صاحب الترجمة، وعند ما وصل بجاية سلم للأمير أبي يحيى رسالة وصف فيها رحلته ومدح أبا زكرياء، واستوطن بجاية مدة وأقرأ بها ودرس الذي استدعاه بعد مدة إلى تونس هو الأمير أبو زكرياء ولما قدم تونس مال إلى صحبة الصالحين والزهاد برهة، ثم نزع عن ذلك رغبة في خدمة الملوك فاستقضي بالأربس، ثم نقل منها إلى قابس ثم استدعاه المستنصر الحفصي وجعله من جملة جلسائه، قال ابن عبد الملك المراكشي: «فيذكر أنه داخله مداخلة أنكرها المستنصر وحاشيته عليه حتى ليؤثر من كلام المستنصر في حقه وقد سئل عنه: ذلك رجل رام إفساد دنيانا
علينا فأفسدنا عليه دينه» وقال: «وكان شديد التطارح على خدمة الرؤساء، كثير الحرص والرغبة في ضم حطام الدنيا متظاهرا بالاقلال وقال في صفاته: «وكان حسن الخلق، جميل السعي للناس في أغراضهم، حسن المشاركة لهم في حوائجهم، متسرعا إلى بذل مجهوده فيما أمكن من قضائها بنفسه وجاهه» ومثل هذه الأوصاف تجعله محبوبا محترما في كل الأوساط.
توفي بتونس ليلة الجمعة 20 ذي الحجة سنة /658 نوفمبر 1260 وقيل أنه توفي نفس الشهر سنة /656 ديسمبر 1258.
كان مؤلفا خصبا نثرا وشعرا ومصادر ترجمته تنقل عنه مادة كثيرة معظمها في شكل رسائل موجهة إلى الاصدقاء حتى أن كتابه عن سقوط ميورقة كان رسالة موجهة إلى شخص ما، ونثره مركز ذو جمل فصيحة عليها جمال ودقة، لكنه أقل نثرا من معاصره ابن الأبار، وشعره أحسن من نثره.
مؤلفاته:
1) التبيان في علم الكلام، مخطوط بالأسكوريال رقم 296.
2) تعقب على الإمام فخر الرازي في كتابه المعالم في أصول الفقه.
3) التنبيهات على ما في التبيان من التمويهات رد به على كتاب «التبيان في علم البيان المطلع على إعجاز القرآن» لكمال الدين أبي محمد عبد الواحد بن عبد الكريم بن خلف الأنصاري المعروف بالسماكي ابن الزملكاني مخطوط بالأسكوريال (115) كما في تذكرة النوادر، هامش ص 132.
4) اختصار من تاريخ ثورة المريدين لأبي محمد عبد الملك بن أحمد ابن صاحب الصلاة.
5) تأليف في كائنة ميورقة وتغلب الإسبان عليها نحا فيه منحى عماد الدين الأصبهاني في كتابه: «الفيح القسي في الفتح القدسي» وقد مر أن
غيره وضع له العنوان استمدادا من موضوع الكتاب وأنه في الأصل رسالة خاطب بها شخصا ما.
6) مجموع رسائله، مخطوط، الرباط 5233.
المصادر والمراجع:
- الأعلام 1/ 59 (ط 5/)، أزهار الرياض للمقري (القاهرة 1942) 3/ 218، الاحاطة (دار المعارف) 179 - 86، ايضاح المكنون 1/ 1941، 323، 623 بغية الوعاة 1/ 319، جذوة الاقتباس لابن القاضي (فاس 1315) 72 - 73، الحلل السندسية 3/ 658/1 - 9، الذيل والتكملة 1/ 150/1 - 80، رحلة التجاني 89 - 91، شجرة النور الزكية 195، عنوان الدراية 250 - 3، الفارسية 122 - 3، معجم المؤلفين 145 - 50 تحفة القادم 145 - 154، (مختارات من شعره) محمد بن شريفة حياته وأثره، الرباط 1966، منشورات البحث الجامعي العلمي بالمغرب، تاريخ الدولتين 29، الديباج 46 - 47 المغرب في حلى المغرب لابن سعيد 2/ 362 - 364، دائرة المعارف الإسلامية (بالفرنسية) 3/ 726 - 7 بقلم حسين مؤنس، بلاد البربر الشرقية في عصر الحفصيين (الفرنسية) 2/ 400 - 401.

  • دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 3- ص: 433