محب الدين الطبري أحمد بن عبد الله بن محمد الطبري، أبو العباس، محب الدين: حافظ فقيه شافعي، متفنن، من أهل مكة مولدا ووفاة. وكان شيخ الحرم فيها. له تصانيف منها (السمط الثمين في مناقب امهات المؤمنين - ط) صغير، و (الرياض النضرة في مناقب العشرة - ط) جزآن، و (القرى لقاصد ام القرى - ط) و (ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى - ط) و (الاحكام’’ ست مجلدات.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 159
القاضي محب الدين الطبري الشافعي أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم شيخ الحرم محب الدين أبو العباس الطبري المكي الشافعي الفقيه الزاهد المحدث، ولد سنة خمس عشرة وسمع من ابن المقير وشعيب الزعفراني وابن الجميزي والمرسي وعبد الرحمن بن أبي حرمي العطار وجماعة ودرس وأفتى، وكان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز، صنف كتابا كبيرا في الأحكام في ست مجلدات وتعب عليه مدة، ورحل إلى اليمن وأسمعه لصاحب اليمن. روى عنه الدمياطي قصيدة من نظمه وابن العطار وابن الخباز والبرزالي وجماعة وأجاز للشيخ شمس الدين مروياته، وهو والد جمال الدين محمد المتقدم ذكره في المحمدين وجد نجم الدين قاضي مكة وقد مر ذكره في المحمدين أيضا. توفي محب الدين سنة أربع وتسعين وست مائة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0
أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الحافظ أبو العباس محب الدين الطبري ثم المكي شيخ الحرم وحافظ الحجاز بلا مدافعة
مولده سنة خمس عشرة وستمائة في جمادى الآخرة
سمع ابن المقير وابن الجميزي وغيرهما
روى عنه البرزالي وغيره
وتفقه بقوص على الشيخ مجد الدين القشيري والد شيخ الإسلام تقي الدين
وصنف التصانيف الجيدة منها في الحديث الأحكام الكتاب المشهور المبسوط دل على فضل كبير وله مختصر في الحديث أيضا رتبه على أبواب التنبيه وله كتاب في فضل مكة حافل وله شرح على التنبيه مبسوط فيه علم كثير
استدعاه المظفر صاحب اليمن ليسمع عليه الحديث فتوجه إليه من مكة وأقام عنده مدة وفي تلك المدة نظم قصيدة يتشوق إلى مكة منها
مريضك من صدودك لا يعاد | به ألم لغيرك لا يعاد |
وقد ألف التداوي بالتداني | فهل أيام وصلكم تعاد |
لحا الله العواذل كم يلحوا | وكم عذلوا فما أصغى وعادوا |
ولو لمحوا من الأحباب معنى | لما أبدوا هناك ولا أعادوا |
أريد وصالها وتريد بعدي | فما أشقى مريدا لا يراد |
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 8- ص: 18
أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الإمام محب الدين الطبري ثم المكي الشافعي
شيخ الحرم ومحدثه ومفتيه ولد سنة خمس عشرة وست مائة.
وسمع من ابن المقير، وابن الجميزي، وجماعة، وله أحكام كبرى في ست مجلدات، سمعه منه صاحب اليمن المظفر يوسف، روى عنه أبو الحسن العطار، وأبو محمد البرزالي.
وكتب إلي بمروياته في سنة ثلاث وسبعين وست مائة، توفي في ذي القعدة سنة أربع وتسعين وست مائة.
أنبأنا أحمد بن عبد الله الحافظ، أنا علي بن هبة الله.
وأخبرنا يوسف بن حسن، وأحمد بن هبة الله، قالا: أنا أبو القاسم بن الصفراوي، قالا: أنا أبو طاهر بن سلفة، أنا القاسم بن الفضل، أنا ابن نظيف، نا أحمد بن حمود، ثنا خلف بن عمرو العكبري، ثنا الحميدي، ثنا عبد العزيز الدراوردي، أخبرني عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «شفاعتي لمن شهد أن لا إله إلا الله»
مكتبة الصديق، الطائف - المملكة العربية السعودية-ط 1( 1988) , ج: 1- ص: 50
المحب الطبري الإمام المحدث فقيه الحرم أبو العباس أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر المكي الشافعي
مصنف الأحكام الكبرى وشيخ الشافعية ومحدث الحجاز
ولد سنة خمس عشرة وستمائة وسمع من ابن المقير وابن الجميزي وشعيب الزعفراني
وكان إمامًا زاهداً صالحا كبير الشأن مات في جمادى الآخرة سنة أربع وتسيعن وستمائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 514
وشيخ الحرم المحدث الفقيه محب الدين أبو العباس احمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر الطبري صاحب الأحكام
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 221
محب الدين
الإمام، المحدث، المفتي، فقيه الحرم، أبو العباس، أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر، الطبري، ثم المكي، الشافعي، محدث الحجاز، ومصنف ’’الأحكام الكبير’’.
ولد سنة خمس عشرة وست مئة.
وسمع من أبي الحسن بن المقير، وابن الجميزي، وشعيب الزعفراني، وجماعة.
وتفقه، ودرس، وجمع وصنف، وكان زاهداً كبير الشأن.
روى عنه: الدمياطي من نظمه، وأبو الحسن بن العطار، وأبو محمد البرزالي، وآخرون.
وروى عنه أيضاً: ابنه قاضي مكة جمال الدين محمد، وحفيده الإمام نجم الدين قاضي مكة.
مات في جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وست مئة.
وفيها: توفي إلامام عز الدين أحمد بن إبراهيم بن عمر الفاروثي بواسط. وشيخ الشافعية شرف الدين أحمد بن أحمد بن المقدسي خطيب دمشق. وشيخ منين أبو الرجال بن مري الزاهد.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 4- ص: 1
أحمد بن عبد الله بن محمد بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم، شيخ الحجاز، محب الدين الطبري المكي الشافعي، يكنى أبا جعفر، وأبا العباس:
سمع بمكة، وقرأ على أبي الحسن بن المقير البغدادي: سنن أبي داود، عن الفضل بن
سهل الإسفراينى عن الخطيب البغدادي، وسنن النسائي، عن أبي الحسن علي بن أحمد اليزدى، عن الدونى، والوسيط للواحدى، سماعا وقراءة عن أبي الفضل أحمد بن طاهر الميهنى عنه، وبعض الجمع بين الصحيحين للحميدى، قراءة لبعضه عن ابن البطى عنه، وبعض الغريب لأبي عبيد، سماعا لبعضه عن شهدة، والفصيح لثعلب عن ابن ناصر عن التبريزي، والغريب للعزيزى عن شهدة، وغير ذلك كثيرا، وعلى عبد الرحمن بن أبي حرمى، من أول صحيح البخاري إلى قصة كعب بن مالك، ولعله سمعه كله، وعلى عمى أبيه: تقي الدين علي بن أبي بكر الطبري، وأخيه يعقوب: صحيح البخاري، وعلى يعقوب بن أبي بكر الطبري: جامع الترمذي، وعلى شرف الدين بن أبي الفضل المرسي: صحيح مسلم، وصحيح ابن حبان، وعلى أبي الحسن بن الجميزي: الأربعين الثقفية، والأربعين البلدانية للسلفي، وعلى شعيب الزعفراني الأربعين البلدانية، والأربعين الثقفية، وعلى محيي الدين محمد بن أحمد بن محمد بن أبي جرادة، المعروف بابن العديم، وريحان ابن عبد الله الشرفى السكيني: جزء الأنصاري، وعلى شيخ الحرم نجم الدين بشير بن حامد التبريزي: جزء الأنصاري، عن ابن سكينة وأربعى الضياء عتيق بن علي البامنجى عنه، وكتاب التنبيه في الفقه للشيخ أبي إسحاق الشيرازي، عن ابن سكينة عن الأرموى عن المؤلف وتفقه عليه، وعنه أخذ العلم، وعلى جماعة كثيرين من شيوخ مكة، والقادمين إليها.
وأجاز له من بغداد ابن القبيطى، وابن الخازن، وجماعة مع أخرىن من الشام ومصر، وحدث، وخرج لنفسه أحاديث عوالي.
وذكر أبو حيان: أنه وقع له في القسم الأول، وهو التساعى، وهم فاحش، وهو إسقاط رجل من الإسناد، حتى صار له الحديث تساعيا في ظنه. وله تواليف حسنة في فنون من العلم، إلا أنه وقع له في بعض كتبه الحديثية شيء لا يستحسن، وهو أنه ضمنها أحاديث ضعيفة وموضوعة في فضائل الأعمال، وفضائل الصحابة رضي الله عنهم، من غير تنبيه على ذلك، ولا ذكر إسنادها ليعلم منه حالها، وغاية ما صنع، أن يقول: أخرجه فلان، ويسمى الطبراني مثلا أو غيره من مؤلفى الكتب التي أخرج منها الحديث المشار إليه. وكان من حقه أن يخرج الحديث بسنده في الكتاب الذي أخرجه منه، ليسلم بذلك من الانتقاد، كما سلم به مؤلف الكتاب الذي أخرج منه المحب الطبري، الحديث الذي خرجه، أو يقول: أخرجه الطبراني مثلا بسند ضعيف، كما صنع غير واحد من المحدثين في بيان حكم سند الحديث، الذي يريدون إخراجه، أو ذكره بإسناد المؤلف، الذي يخرجونه من كتابه.
ومن تواليفه على ما ذكر في مشيختى المظفر: تخريجه في التفسير، وكتاب القبس الأسنى، في كشف الغريب والمعنى، مجلد كبير، وكتاب الكافي في غريب القرآن الجامع بين العزيزى والبيان، مجلد، وكتاب يتضمن ترتيب العزيزى على السور، مجلد، وكتاب النخبة المدينة، جزء لطيف. وكتاب تفسير جامع، لم يتم. وكتاب مرسوم المصحف العثمانى المدني.
ومن الحديث: كتاب الأحكام الكبرى، مسودة في خمسة أسفار، وتبلغ ثمانية بخط متوسط، وكتاب الأحكام الوسطى، مجلد كبير، وكتاب الأحكام الصغرى، يتضمن ألف حديث وخمسة عشر حديثا، مجلد، وكتاب سماه: بالمحرر للملك المظفر، جمع فيه أحكام الصحيحين، ومختصره المسمى بالعمدة، وكتاب الرياض النضرة في فضائل العشرة، مجلدان، وكتاب ذخائر العقبى في مناقب ذوى القربى، مجلد، وكتاب السمط الثمين في مناقب أمهات المؤمنين، مجلد، وتقريب المرام في غريب القاسم بن سلام، مبوبا على حروف المعجم، مجلد مختصر، وكتاب الدر المنثور للملك المنصور، يتضمن ترتيب غريب أبي عبيد القاسم بن سلام، على ترتيب حروف المعجم، وكتاب غريب جامع الأصول، مجلد، وكتاب القرى من ساكن أم القرى، يتضمن تجريد أحاديث المناسك من الكتب الستة وغيرها، مجلد ضخم، وربما عمل مجلدين، وغاية بغية الناسك، من أحكام المناسك، وصفة حجة النبي صلى الله عليه وسلم، على اختلاف طرقها وجمع ألفاظها، والدرر الثمينة في مدحه صلى الله عليه وسلم، والسيرة النبوية، ووجوه المعانى في قوله صلى الله عليه وسلم: «من رآنى في المنام فقد رآنى حقا»، جزء. وغير ذلك. وفي الرقائق: مختصر عوارف المعارف للسهروردي، مجلد.
وفى الفقه: مجموع في الخلاف، على طريق المتأخرىن، مجلد ولم يتم، وشرح التنبيه، عشرة أسفار كبار، ونكت كبرى عليه، أربعة أسفار لطيفة، ونكت صغرى، لم يتم منها إلا مجلد، إلى الوكالة، وكتاب مختصر التنبيه الأكبر، مجلد لطيف، ومختصره الأصغر، أربع
كراريس، وكتاب المسلك النبيه، في تلخيص التنبيه، وكتاب تحرير التنبيه لكل طالب نبيه، ولعلهما الأولان، وكتاب مختصر المهذب، مجلدان لطيفان، وكتاب الطراز المذهب المحبر في تلخيص المذهب للملك المظفر. وذكر أن هذا الكتاب لم ينقح، ولم يخرج من المسودة إلى الآن، ولم يؤلف إلا بمقتضى أمر السلطان، يعنى الملك المظفر.
وذكر الشيخ جمال الدين الإسنائي في طبقاته، للمحب الطبري، تأليفا في الألغاز. انتهى.
وكانت للمحب الطبري عند المظفر مكانة عظيمة، وكان يحسن إليه كثيرا، ورتب له في كل شهر خمسين دينارا، على تدريس مدرسة والده بمكة، المعروفة بالمنصورية. وكانت جامكيتها في الابتداء مائتين وأربعين دينارا في السنة، على ما وجدت بخط حفيده القاضي نجم الدين الطبري، في كتاب كتبه إلى بعض أهل اليمن بخطه.
وكان المحب يسافر اليمن لقصد الملك المظفر، وسمع عليه الملك المظفر هناك بعض مروياته وتواليفه، منها: الأحكام الكبرى، على ما قيل.
وقد سمع من المحب غير واحد من الأعيان. منهم: المحدث أبو محمد عبد الله بن عبد العزيز بن عبد القوى المهدوى، مع القطب القسطلاني، والقاضي جمال الدين الطبري، في جمادى الأولى سنة سبع وأربعين وستمائة بالروضة من المسجد النبوي، ونجم الدين ابن عبد الحميد، والحافظ الدمياطي وعلاء الدين بن العطار الدمشقي، وعلم الدين البرزالي، والقاضي شمس الدين بن مسلم، وقطب الدين الحلبي، وأبو حيان النحوي، والقاضي نجم الدين الطبري، وجمع كثير، آخرهم وفاة عثمان بن الصفي الطبري، وبين وفاته ووفاة المهدوى مائة سنة، فإن المهدوى توفى سنة تسع وأربعين وستمائة، على ما وجدت بخط الميورقي، وآخر أصحابه بالإجازة الشهاب الحنفي فيما أحسب.
وقد أثنى على المحب الطبري غير واحد من الأعيان، وترجموه بتراجم عظيمة، وهو جدير بها، منها على ما وجدت بخط ابن مسدي: الإمام الأجل العالم قطب الشريعة.
وترجمه البرزالي فيما وجدت بخطه: شيخ الحجاز واليمن.
وترجمه الذهبي: بشيخ الحرم، والفقيه الزاهد المحدث، ثم قال: وكان شيخ الشافعية ومحدث الحجاز. انتهى.
وقد سمعت شيخنا مفتي الحجاز، القاضي جمال الدين بن ظهيرة يقول: سمعت
القاضي أبا الفضل يقول: إنه سمع الحافظ صلاح الدين العلائي يقول: ما أخرجت مكة بعد الشافعي، مثل المحب الطبري. انتهى.
وهذه منقبة عظيمة، إلا أنها لا تسلم من الاعتراض، بمثل الحميدى المكي صاحب الشافعي، وبمثل ابن المنذر، وأخرىن من الغرباء.
ووجدت بخط القطب الحلبي، في ترجمة المحب الطبري: أنه لم يكن في زمانه مثله بالحرم المكي، وهذا مما لا ريب فيه.
وقد اختلف في وفاة المحب الطبري على أربعة أقوال:
فقيل: كانت وفاته في الثلث الأخير من ليلة الثلاثاء ثاني جمادى الآخرة سنة أربع وتسعين وستمائة بمكة، ودفن بالمعلاة. كذا وجدت وفاته بخط بعض العصريين.
ووجدت بخط القطب الحلبي في تاريخه أن علي بن عمر بن حمزة الحراني، كتب إليه أنه توفى في جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
وقد أرخ وفاته بجمادى الآخرة من السنة المذكورة غير واحد، منهم: البرزالي في معجمه وتعاليقه، والذهبي في تاريخ الإسلام، وطبقات الحفاظ، وابن أيبك في وفياته، وهو الصحيح في وفاته إن شاء الله تعالى.
وقيل: توفى في أحد الربيعين من السنة، حكاه البرزالي عن أمين الدين ابن الوانى.
وقيل: في رمضان من السنة.
ذكره البرزالي في معجمه، والذهبي في العبر، والإسنائي في طبقاته، ولعله قلد الذهبي في ذلك، وذكر الإسنائي أن المحب الطبري اشتغل بقوص على الشيخ مجد الدين القشيرى.
ورأيت شيخنا القاضي جمال الدين بن ظهيرة يستبعد ذلك، وقد رأيت ما يدل لما ذكره الإسنائي، وذلك أنى وجدت بخط القطب الحلبي في تاريخ مصر، أن البهاء عبد الله ابن الرضى بن خليل المكي، أخبره أن الشيخ محب الدين الطبري ورد إلى قوص، واشتغل بها. انتهى. والله أعلم.
واختلف أيضا في مولد المحب الطبري، فقيل: إنه ولد بمكة يوم الخميس السابع والعشرين من جمادى الآخرة سنة خمس عشرة وستمائة. كذا ذكر مولده البرزالي في معجمه. وهكذا وجدته بخط الشيخ بهاء الدين عبد الله بن خليل المكي نقلا عن غيره.
ووجدت بخط أبي حيان: أن المحب الطبري أخبره أن مولده في خامس عشرى جمادى الآخرة من السنة المذكورة.
وذكر البرزالي عن أمين الدين ابن الوانى، أنه كتب لهم من مكة أنه ولد سنة أربع عشرة وستمائة. وقرأ بمكة. انتهى.
وكان الشيخ محب الدين الطبري، يلقب بمحيي الدين قبل أن يلقب بمحب الدين. وكان يكره اللقب الأول، فزار المدينة النبوية، ومدح النبي صلى الله عليه وسلم بقصيدة، وسأل أن تكون جائزته عليها، أن يزول عنه اللقب الأول؛ فزال حتى كأن لم يكن.
وهذه الحكاية ذكرها جدي الشريف أبو عبد الله في تعاليقه؛ لأنه قال: سمعت الإمام محب الدين الطبري رحمه الله يقول: مشينا إلى المدينة زائرين، وكنا جماعة، فنظمت قصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم؛ فلما قدمنا المدينة، أنشدت القصيدة، فلما فرغت من إنشادها، قلت: يا رسول الله، إن من جائزتى أن يذهب عني هذا اللقب، وكان لقبى بين الناس: محيي الدين، وكنت أكره هذا اللقب، فلقبت بعد ذلك: محب الدين، وذهب عني لقب محيي الدين، حتى كأنه لم يكن. انتهى.
وللشيخ محب الدين شعر كثير جيد يحويه ديوانه، وهي مجلدة لطيفة على ما رأيت.
فمن ذلك قصيدة نحو مائة وستين بيتا، ذكر فيها المنازل بين مكة والمدينة، أولها [من الطويل]:
رحلت إلى المختار خير البرية
ومن ذلك ما أنشدناه الشيخ أبو اليمن محمد بن أحمد بن الرضى الطبري بقراءتى عليه بالحرم الشريف، عن أبيه وابن عمه عثمان بن الصفي الطبري إذنا أن المحب الطبري أنشدهما لنفسه إجازة [من الوافر]:
مريض من صدودك لا يعاد | به ألم لغيرك لا يعاد |
وقد ألف التداوى بالتدانى | فهل أيام وصلكم تعاد |
لحا الله العواذل كم ألحوا | ولا أصغى وكم عذلوا وعادوا |
ولو لحظوا من الأحباب معنى | لما أبدوا هناك ولا أعادوا |
فلا والله لا أسلو ولكن | أزيد هوى إذا في العذل زادوا |
أأسلو من غرأمي فيه دين | أدين به ولى في الحشر زاد |
سقى صوب الغوادى جمع جمع | وحيا معهد الوصل العهاد |
ربوع لي مع الأحباب فيها | عهود مالها أبدا نفاد |
فكم من ليلة بيضاء فيها | ظفرت بما به يشفى الفؤاد |
وما زالت ليالى الوصل بيضا | ويوم الهجر يعلوه السواد |
ألا يا صاح عيل الصبر منى | وبان القلب مذ بانت سعاد |
وكان يزورنى منه خيال | يسكن بعض ما بى أو يكاد |
فبان لبينها وجفى جفونى | كراها واستقر بها السهاد |
فيا عجبا لحظى من سعاد | وما زالت عليها الاعتماد |
أريد وصالها وتريد بعدي | فما أشقى مريدا لا يراد |
فوا أسفا على عمر تقضى | ولما يقض لي منها مراد |
أجيرتنا أجيروا الجار وارعوا | فتى بزمام حبكم يقاد |
عليل يس يشفى دون وصل | قتيل ما به أحد يقاد |
حليف جوى كئيب مستهام | عديم الصبر باينه الفؤاد |
أجيران العقيق وأهل سلع | أجيروا من أضر به البعاد |
فما زال الأحبة أهل عطف | إذا ما استعطفوا عطفوا وجادوا |
وقائلة هل يجمل النوم مع وصلى | ومثلك محسود على الوصل من مثلى |
فقلت: وحبى فيك ما نمت إنما | بحسنك والحسنى غلبت على عقلى |
ما لطرفى عن الجمال براح | ولقلبي به غذاء وراح |
كل معنى يلوح في كل حسن | لي إليه تلفت وارتياح |
وغرأمي به قديم وشربى | دائما من سلافه أقداح |
أجتلى الحسن شاهدا فيه معنى | هو روح وما سوى أشباح |
كل حسن يروق مشكاة حسن | لأهيل الحمى وهم مصباح |
وهم للوجود روح وراح | ومغان ونوره الوضاح |
وهم السر في الجمال وعنهم | ترو أخباره الحسان الصحاح |
فبهم يعشق الجمال ويهوى | ويشوق الحمى وتهوى الملاح |
وبهم يعذب الغرام ويحلو | ويطيب الثناء والامتداح |
لا تلم يا خلى قلبي فيهم | ما على من هوى الملاح جناح |
ويح قلبي وويح طرفى إلى كم | يكتم الحب والهوى فضاح |
صاح عرج على العقيق وسلع | وقباب فيها الوجوه الصباح |
قف بجرعائها وناد بناد | مشرق الروض عطره فياح |
يا أهيل الحمى وأهل المصلى | وربوع تشتاقها الأرواح |
للمحب المشوق قلب جريح | وبترب الحمى تداوى الجراح |
يتمنى يطير شوقا إليكم | إنما عز مسعد وجناح |
وإليكم له اختلاف قديم | وغدو بربعكم ورواح |
فبعهد الوصال جودوا بعطف | فإلى الجود طرفه طماح |
الوجد يشهد أنني مقتول | بهوى المحجب والغرام كفيل |
أسر الفؤاد جميله وجماله | فالقلب فيه كثير وجميل |
لله أيام الوصال وعيشنا | مستعذب والحادثات أفول |
يا معهد الأحباب هل من عودة | ويضم شملى ظلك المأهول |
أو هل بتنعيم الحما من وقفة | أو هل إلى وادى الأراك سبيل |
أو هل أرى من أرض مكة معلما | أو تبدون لي شامة وطفيل |
أو يقبل النكبا جميل تحية | لمتيم صب براه نحول |
يحلو له مر الهوى وحديثه | فيه عريض شرحه وطويل |
يا ويح قلبي من صدود أحبتى | ما الصد إلا للمحب قتول |
كيف الوصول إلى الوصال وعزة | عزت فعز على المحب وصول |
أم كيف أسلو وهي غاية مطلبى | إن الغرام بعزة لجميل |
أرجو وآمل وصلها وصلاتها | يا حبذا المرجو والمأمول |
لا نلت وصلا إن تحدث خاطر | بسلوها أو أضمر التبديل |
إن أقبلت فبفضلها أو أدبرت | فالصد منها والجفا مقبول |
العامرية لي في ربعها شغل | نعم وبين الحشا من صدها شعل |
لا تعذلا في هواها صاحبى ول | كن أسعدانى فقد ضاقت بى الحيل |
لا بد منها وإن عزت مطالبها | وإن أساءت وإن أقصانى الزلل |
ولا وسيلة لي إلا عواطفها | وليس لي عوض عنها ولا بدل |
أرجو وآمل أن تدنو مودتها | يا حبذا ذلك المرجو والأمل |
أعلل النفس من يوم إلى غده | وقد ترادفت الأسقام والعلل |
يقضى الغرام على العشاق أنهم | ما حملوا في الهوى من ثقله حملوا |
شرع الأحبة عدل كيف ما صنع ال | أحباب لا حرج في كل ما فعلوا |
هم قرة العين إن يدنوا وإن بعدوا | وأهل ودى وإن صدوا وإن وصلوا |
والصبر أجمل عون للمحب إذا | عز الوصال وعزت منهم الوصل |
دين الصبابة لا أبغى به بدلا | وليس لي حول عنه ولا ميل |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1
المحب الطبري:
عالم الحجاز، هو أحمد بن عبد الله بن محمد. تقدم.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1