ابن محلي أحمد بن عبد الله السجلماستي العباسي، أبو العباس، المعروف بابن محلي: ثائر متصوف، من العلماء، ادعى انه المهدي المنتظر. ولد بسجلماسة، خرج لطلب العلم بفاس في حدود سنة 980 هـ ، فأقام مدة طويلة وحج وتصوف، وكثر اتباعه. وذهب إلى جنوب المغرب، فكاتب رؤساء القبائل وعظماء البلدان يحضهم على الاستمساك بالسنة ويشيع انه المهدي الفاطمي ’’المنتظر’’ ويقول انه من سلالة العباس بن عبد المطلب، ويقول لاصحابه:’’ انتم افضل من اصحاب النبي(ص) لانكم قمتم بنصر الحق في زمن الباطل وهم قاموا به في زمن الحق!’’ وزحف على سلجماسة فأستولى عليها بعد قتال، فأظهر العدل. وجائته وفود تلمسان بالتهنئة. وارسل السلطان زيدان بن أحمد السعدي - صاحب مراكش - جيشا لقتاله، فأنهزم الجيش وقوى امر ابن محلى، فزحف إلى مراكش فأستولى عليها واستقر بها ملكا. ونسى النسك والتصوف، فهاجمه متصوف اخر من العماء اسمه يحيى بن عبد الله الحاحي، انتصارا للسلطان زيدان بن احمد، فكانت المعركة على ابواب مراكش واصيب ابن محلى برصاصة قتلته، وعلق رأسه مع رؤوس بعض انصاره على سور مراكش نحو ااثنتي عشرة سنة. وزعم اصحابه انه لم يمت وانما تغيب. ومدة سلطنته ثلاث سنوات وتسعة اشهر. وكان فقيها اديبا بليغا، له تآليف منها (الاصليت’’ نقل عنه السلاوي بعض ترجمته، و (الوضاح) و (القسطاس) و (الهودج) و (منجنيق الصخور في الرد على أهل الفجور) و (عذراء الوسائل وهودج الرسائل ’’.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 161