النسائي أحمد بن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار، أبو عبد الرحمن النسائي: صاحب السنن، القاضي الحافظ، شيخ الاسلام. اصله من نسا ’’بخراسان’’ وجال في البلاد واستوطن مصر، فحسده مشايخها، فخرج إلى الرملة (بفلسطين) فسئل عن فضائل معاوية، فأمسك عنه، فضربوه في الجامع، واخرج عليلا، فمات ودفن ببيت المقدس، وقيل خرج حاجا فمات بمكة. له ’’السنن الكبرى’’ في الحديث، و (المجتبى - ط) وهو السنن الصغرى، من الكتب الستة في الحديث. وله ’’الضعفاء والمتروكين - ط) صغير، في رجال الحديث، و (خصائص علي) و (مسند علي) و (مسند مالك’’ وغير ذلك.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 171
أبو عبد الرحمن النسائي اسمه أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 373
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان ابن بحر بن دينار النسائي القاضي الحافظ صاحب السنن أحد الصحاح الستة المشهور
ولد بنسأ سنة 215 أو214 وتوفي بمكة ودفن بين الصفا والمروة أو بالرملة من أرض فلسطين يوم الإثنين لثلاث عشرة ليلة خلت من صفر وقيل توفي في شعبان سنة 303.
(والنسائي) نسبة إلى نسأ بلدة مشهورة بخراسان قرب مرو وأبيورد وهي بفتح النون والسين المهملة بعدها همزة كما في تاريخ ابن خلكان وفي معجم البلدان نسا بفتح أوله مقصور ’’اه’’ والنسبة إليه على الأول نسائي بنون وسين وهمزة بدون مد كما عن طبقات الفقهاء وعن جامع الأصول أنها بالمد وهو مخالف لما سمعت فلا يبعد أن يكون سهوا وعلى الثاني نسوي بقلب الهمزة واوا وكلا النسبتين مستعمل في كلامهم وفي أنساب السمعاني ذكر النسبة إليها بعد النسابة والنساب والنساج فكأنه جعل النسبة إليه نسايي بيائين.
ترجمه كما ذكرناه ابن حجر في تهذيب التهذيب وفي ترجمته المطبوعة على ظهر سننه الصغرى أحمد بن شعيب ابن علي بن بحر بن سنان بن دينار بتقديم بحر على سنان ومثله في أنساب السمعاني ومعجم البلدان بترك ابن دينار فيهما أما ما في تاريخ ابن خلكان المطبوع من أنه أحمد ابن علي بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر فالظاهر أن ابن علي الأولى زائدة من النساخ إذ لم نجدها في غيره.
أقوال العلماء فيه
قال ابن خلكان: كان إمام أهل عصره في الحديث وسكن بمصر وانتشرت بها تصانيفه وأخذ عنه الناس وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني كان يصوم يوما ويفطر يوما وقال أبو سعيد عبد الرحمن بن أحمد بن يونس صاحب تاريخ مصر في تاريخه إن أبا عبد الرحمن النسائي قدم مصر قديما وكان إماما في الحديث ثقة ثبتا حافظا وكان خروجه من مصر في ذي القعدة سنة 302 ’’أه’’ وقال ياقوت كان إمام عصره في علم الحديث وهو أحد الأئمة الأعلام وفي تهذيب التهذيب حكاية أنه إمام من أئمة المسلمين أو إمام أو يستحق أن يكون إماما أو كان من أئمة المسلمين أو الإمام في الحديث بلا مدافعة وأن أبا علي النيسابوري قال رأيت من أئمة الحديث أربعة وعد أحدهم النسائي بمصر واجتمع جماعة من الحفاظ بطرسوس فكتبوا كلهم بانتخاب النسائي وقال أبو الحسن بن المظفر سمعت مشائخنا بمصر يعترفون لأبي عبد الرحمن النسائي بالتقدم والإمامة ويصفون من اجتهاده في العبادة بالليل والنهار ومواظبته على الحج والجهاد وإقامة السنن المأثورة واحترازه عن مجالس السلطان وأن ذلك لم يزل دأبه إلى أن استشهد وقال الحاكم سمعت علي بن عمر الحافظ غير مرة يقول أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره وسمعته يقول النسائي أفقه مشائخ مصر في عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم وأعلمهم بالرجال فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة وقال الدارقطني كان أبو بكر ابن الحداد الفقيه كثير الحديث ولم يحدث عن أحد غير أبي عبد الرحمن النسائي فقط وقال رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى وقال ابن يونس قدم مصر قديما وكتب بها وكتب عنه وكان إماما في الحديث ثبتا حافظا ’’أه’’ وفي تذكرة الحفاظ: النسائي الحافظ شيخ الإسلام أبو عبد الرحمن أحمد ابن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني القاضي صاحب السنن برع في هذا الشأن (أي الحديث) وتفرد بالمعرفة والإتقان وعلو الإسناد واستوطن مصر رحل إلى قتيبة وله خمس عشرة سنة سنة 30 فقال أقمت عنده سنة وشهرين وكان يكثر الاستماع له أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو مع ذلك من سرية وقال مرة بعض الطلبة ما أظن أبا عبد الرحمن إلا أنه يشرب النبيذ للنضرة التي في وجهه وقال آخر ليت شعري ما مذهبه في إتيان النساء في أدبارهن فسئل فقال النبيذ حرام ولا يصح في الدبر شيء لكن حديث محمد بن كعب القرظي عن ابن عباس قال إسق حرثك من حيث شئت فلا ينبغي أن يتجاوز قوله. ثم روى أنه قيل لابن المبارك فلان يقول من زعم أن قوله تعالى {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدن} مخلوق فهو كافر فقال صدق قال النسائي بهذا أقول (قال المؤلف) لا يمكن أن يكلف الله الأمم بالاعتقاد بمسألة من أدق مسائل الكلام صعب تصويرها على فحول العلماء فضلا عن تصديقها ويجعل عدم الاعتقاد بها كفرا كما بيناه في الجزء الأول في المقدمات ثم حكى عن سعد بن علي الزنجاني أنه قال إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. وفي ترجمة النسائي المطبوعة على ظهر سننه الصغرى عن الحاكم قال: سمعت أبا الحسن الدارقطني غير مرة يقول أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بعلم الحديث وبجرح الرواة وتعديلهم في زمانه وكان في غاية الورع والتقى ألا ترى أنه يروي في سننه عن الحارث ابن مسكين هكذا قرئ عليه وأنا أسمع ولا يقول في الرواية عنه حدثنا وأخبرنا كما يقول في روايات أخرى عن مشائخه وكان شافعي المذهب وكان ورعا متحريا وكان يواظب على صوم داود ونقل السبكي عن شيخه الذهبي ووالده السبكي أن النسائي أحفظ من مسلم صاحب الصحيح وأن سننه أقل السنن بعد الصحيحين حديثا ضعيفا بل قال بعض الشيوخ إنه أشرف المصنفات كلها وما وضع في الإسلام مثله وقال جماعة كل ما فيه صحيح لكن فيه تساهل صريح وشذ بعض المغاربة ففضله على كتاب البخاري ولعله لبعض الحيثيات الخارجة عن كمال الصحة وصنف في أول الأمر السنن الكبرى ثم صنع المجتبى من السنن الكبرى ولخص منها الصغيرة فإذا قيل رواه النسائي فالمراد هذا المختصر لا السنن الكبرى وهي إحدى الكتب الستة وإذا قالوا الكتب أو الأصول الخمسة فهي البخاري ومسلم وسنن أبي داود وجامع الترمذي ومجتبى النسائي ’’أه’’ ما على ظهر السنن الصغرى المطبوعة.
تشيعه
قال ابن خلكان: قال محمد بن إسحق الأصبهاني سمعت مشائخنا بمصر يقولون إن أبا عبد الرحمن فارق مصر في آخر عمره وخرج إلى دمشق فسئل عن معاوية وما روي من فضائله فقال أما يرضى معاوية أن يخرج رأسا برأس حتى يفضل وفي رواية أخرى ما أعرف له فضيلة إلا لا أشبع الله بطنه وكان يتشيع فما زالوا يدفعون في حنه حتى أخرجوه من المسجد وفي رواية أخرى يدفعون في خصييه وداسوه ثم حمل إلى الرملة فمات بها وقال الحافظ أبو الحسن الدارقطني لما امتحن النسائي بدمشق قال: احملوني إلى مكة فحمل إليها فتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة وقال الحافظ أبو نعيم الأصبهاني لما داسوه بدمشق مات بسبب ذلك الدوس وهو منقول قال وكان قد صنف كتاب الخصائص في فضل علي بن أبي طالب وأهل البيت وأكثر رواياته فيه عن أحمد بن حنبل فقيل له ألا تصنف كتابا في فضائل الصحابة فقال دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير فأردت أن يهديهم الله تعالى بهذا الكتاب وقال الدارقطني امتحن بدمشق فأدرك الشهادة ’’أه’’ ابن خلكان.
وفي تهذيب التهذيب قال أبو بكر المأموني سألته عن تصنيفه كتاب الخصائص فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله ثم صنف بعد ذلك كتاب فضائل الصحابة وقرأها على الناس وقيل له وأنا حاضر ألا تخرج فضائل معاوية فقال أي شيء أخرج اللهم لا تشبع بطنه وسكت وسكت السائل أه تهذيب التهذيب.
وقال الذهبي في تذكرة الحفاظ: عامة ما ذكرت سمعه الوزير ابن خيرانة عن محمد بن موسى المأموني صاحب النسائي وقال فيه سمعت قوما ينكرون علي أبي عبد الرحمن كتاب الخصائص لعلي وتركه تصنيف فضائل الشيخين فذكرت له ذلك فقال: دخلت دمشق والمنحرف عن علي بها كثير فصنفت كتاب الخصائص رجوت أن يهديهم الله به ثم أنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة فقيل له وأنا أسمع ألا تخرج فضائل معاوية فقال أي شيء أخرج حديث اللهم لا تشبع بطنه فسكت السائل قال الذهبي بعد نقله لهذا: قلت لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة قال المؤلف: النبي صلى الله عليه وسلم لا يلعن من لا يستحق اللعن ولا يشتم من لا يستحق الشتم وهو كما وصف في القرآن الكريم على خلق عظيم فكيف يشتم أحدا ويطلب من الله أن يجعل ذلك زكاة له ورحمة وأولى بكرم أخلاقه أن يطلب ذلك زكاة له ورحمة وأولى بكرم أخلاقه أن يطلب الزكاة والرحمة له من الله إن كان من أهلهما ولا يشتمه أن يشتم إلا من يعلم بأنه ليس أهلا لهما ثم قال الذهبي: قال أبو عبد الله بن سندة عن حمزة العقبي المصري وغيره إن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها ما جاء من فضائل معاوية فقال ألا ترضى رأسا برأس حتى تفضل فما زالوا يدفعون في خصييه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فتوفي بها قال كذا في هذه الرواية إلى مكة وصوابه الرملة قال الدارقطني خرج حاجا فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة فقال احملوني إلى مكة فحمل وتوفي بها وهو مدفون بين الصفا والمروة.
وقال محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشائخا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الغزو مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه والانبساط في المآكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج أه.
وفي الترجمة المطبوعة بمصر على ظهر سنن النسائي الصغرى: وجرى عليه بعض الحفاظ فقال مات ضربا بالأرجل من أهل الشام حين أجابهم لما سألوه عن فضل معاوية ليرجحوه على علي بقوله ألا يرضى معاوية رأسا برأس حتى يفضل وفي رواية ما أعرف له فضيلة إلا لا أشبع الله بطنه وكان يتشيع فما زالوا يضربونه بأرجلهم حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة فمات مقتولا شهيدا.
وقال الدارقطني إن ذلك كان بالرملة وكذا قال العبدري إنه مات بالرملة بمدينة فلسطين أه ما على ظهر السنن (أقول) الظاهر أن ذلك جرى له بدمشق فقال لهم احملوني إلى مكة فحمل إليها فتوفي بالرملة في طريقه إلى مكة وأوصى قبل موته أن يحمل إلى مكة فحمل إليها أو أنه حمل إلى الرملة ثم إلى مكة فمات بها جمعا بين الروايات فلذلك وقع الاشتباه من حمله إلى الرملة وموته بها أنه دفن بها أو من حمله إليها أنه مات ودفن بها والله أعلم.
مشايخه
في تهذيب التهذيب سمع من خلائق لا يحصون وروى القراءة عن أحمد بن نصر النيسابوري وأبي شعيب السوسي وفي تذكرة الحفاظ سمع قتيبة بن سعيد وإسحق بن رهوابة وهشام بن عمار وعيسى بن زغبة ومحمد بن النضر المروزي وأبا كريب وسويد بن نصر الشاه وأمثالهم بخراسان والحجاز والعراق ومصر والشام والجزيرة وفي ترجمته المطبوعة على ظهر سننه أنه يروي عن الحارث بن مسكين وسمع سليمان ابن أشعث ومحمود بن غيلان ومحمد بن بشار وعلي ابن حجر وأبا داود السجستاني وعلي بن خشرم ومجاهد ابن موسى وأحمد بن عبده وخلائق آخرين أه.
تلاميذه
في تهذيب التهذيب عنه ابنه عبد الكريم وأبو بكر أحمد ابن محمد بن السني وأبو علي الحسن بن الخضر الأسيوطي والحسن بن رشيق العسكري وأبو القاسم حمزة بن محمد ابن علي الكناني الحافظ وأبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا ابن حيوية ومحمد بن معاوية بن الأحمر (الأندلسي) ومحمد ابن قاسم الأندلسي وعلي ابن أبي جعفر الطحاوي وأبو بكر أحمد بن محمد ابن المهندس هؤلاء رواة كتب السنن عنه وأبو بشر الدولابي وهو من أقرانه وأبو عوانة في صحيحه وأبو جعفر الطحاوي وأبو بكر بن الحداد الفقيه وأبو جعفر العقيلي وأبو علي بن هارون وأبو علي النيسابوري الحافظ (الحسين ابن محمد) وأمم لا يحصون ’’أه’’ وفي ترجمته المطبوعة على ظهر سننه أخذ عنه خلق كثير وذكر جملة ممن تقدم وزاد إبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان وأبو الميمون ابن راشد ومحمد بن هارون بن شعيب وغيرهم.
مؤلفاته
المعروف منها:
السنن الكبرى.
السنن الصغرى وهما أحد الصحاح الست.
خصائص أمير المؤمنين علي عليه السلام.
كتاب فضائل الصحابة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 601
النسائي صاحب السنن اسمه أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 208
النسائي أبو الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر أبو عبد الرحمن النسائي القاضي مصنف السنن وغيرهم بقية الأعلام. ولد سنة خمس وعشرين ومائتين وتوفي سنة ثلاث وثلاث مائة. سمع قتيبة وإسحاق بن راهويه وهشام بن عمار وعيسى بن حماد والحسين بن منصور السلمي وعمرو بن زرارة ومحمد بن النصر المروزي وسويد بن نصر وأبا كريب وخلقا سواهم بعد الأربعين ومائتين بخراسان والعراق والشام ومصر والحجاز والجزيرة، وروى عنه أبو بشر الدولابي وأبو علي الحسين النيسابوري وحمزة بن محمد الكناني وأبو بكر أحمد بن السني ومحمد بن عبد الله بن حيويه وأبو القاسم الطبراني وخلق سوهم. وسكن بزقاق القناديل في مصر. وكان مليح الوجه ظاهر الدم مع كبر السن ويلبس البرود النوبية الخضر، ويكثر الجماع مع صوم يوم وإفطار يوم، وله أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو مع ذلك من سرية، ويكثر أكل الديوك الكبار المسمنة. قال بعض الطلبة: ما أظنه إلا يشرب النبيذ للنضارة التي في وجهه. وأنكر عليه قوم كتاب الخصائص لعي رضي الله عنه وتركه تصنيفه فضائل الشيخين فذكر له ذلك فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير فصنفت الخصائص رجاء أن يهديهم الله تعالى، ثم صنف بعد ذلك فضائل الصحابة فقيل له: ألا تخرج فضائل معاوية؟ فقال: أي شيء أخرج اللهم لا تشبع بطنه؟ فسكت السائل. قال الشيخ شمس الدين: لعل هذا فضيلة له لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ’’اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة’’. قال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟ كان عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة يعني عن قتيبة فما حدث بها. وقال الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. وقال ابن طاهر المقدسي: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل فوثقه فقلت: ضعفه النسائي، فقال: يا بني إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم. قال الدارقطني: كان ابن الحداد أبو بكر كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله. ولما خرج من مصر إلى دمشق في آخر عمره سئل عن معاوية رضي الله عنه وما روي من فضائله فقال: ألا يرضى أسا برأس حتى يفضل! فما زالوا يطعنون في خصيتيه حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى مكة وقيل الرملة وتوفي بها وكانت وفاته في شعبان وقيل يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر في التاريخ المذكور وهو الصحيح.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 6- ص: 0
النسائي الإمام الحافظ الثبت، شيخ الإسلام، ناقد الحديث، أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني، النسائي، صاحب ’’السنن’’.
ولد بنسا في سنة خمس عشرة ومائتين، وطلب العلم في صغره، فارتحل إلى قتيبة في سنة ثلاثين ومائتين، فأقام عنده ببغلان سنة، فأكثر عنه.
وسمع من: إسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، ومحمد بن النضر بن مساور، وسويد ابن نصر، وعيسى بن حماد زغبة، وأحمد بن عبدة الضبي، وأبي الطاهر بن السرح، وأحمد ابن منيع، وإسحاق بن شاهين، وبشر بن معاذ العقدي، وبشر بن هلال الصواف، وتميم بن المنتصر، والحارث بن مسكين، والحسن بن الصباح البزار، وحميد بن مسعدة، وزياد بن أيوب، وزياد بن يحيى الحساني، وسوار بن عبد الله العنبري، والعباس بن عبد العظيم العنبري، وأبي حصين عبد الله بن أحمد اليربوعي، وعبد الأعلى بن واصل، وعبد الجبار بن العلاء العطار، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي، ابن أخي الإمام، وعبد الملك بن شعيب بن الليث، وعبدة بن عبد الله الصفار، وأبي قدامة عبيد الله بن سعيد، وعتبة بن عبد الله المروزي، وعلي بن حجر، وعلي بن سعيد بن مسروق الكندي، وعمار بن خالد الواسطي، وعمران بن موسى القزاز، وعمرو بن زرارة الكلابي، وعمرو بن عثمان الحمصي، وعمرو بن علي الفلاس، وعيسى بن محمد الرملي، وعيسى بن يونس الرملي، وكثير بن عبيد، ومحمد ابن أبان البلخي، ومحمد بن آدم المصيصي، ومحمد بن إسماعيل ابن علية قاضي دمشق، ومحمد بن بشار، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد بن سليمان لوين، ومحمد بن عبد الله بن عمار، ومحمد بن عبد الله المخرمي، ومحمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، ومحمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، ومحمد بن عبيد المحاربي، ومحمد بن العلاء الهمداني، ومحمد بن قدامة المصيصي الجوهري، ومحمد بن مثنى، ومحمد بن مصفى، ومحمد بن معمر القيسي، ومحمد بن موسى الحرشي، ومحمد بن هاشم البعلبكي، وأبي المعافى محمد بن وهب، ومجاهد بن موسى، ومحمود بن غيلان، ومخلد بن حسن الحراني، ونصر بن علي الجهضمي، وهارون بن عبد الله الحمال، وهناد بن السري، والهيثم بن أيوب الطالقاني، وواصل بن عبد الأعلى، ووهب بن بيان، ويحيى بن درست البصري، ويحيى بن موسى
خت، ويعقوب الدورقي، ويعقوب بن ماهان البناء، ويوسف بن حماد المعني، ويوسف بن عيسى الزهري، ويوسف بن واضح المؤدب، وخلق كثير، وإلى أن يروي عن رفقائه.
وكان من بحور العلم، مع الفهم، والإتقان، والبصر، ونقد الرجال، وحسن التأليف.
جال في طلب العلم في خراسان، والحجاز، ومصر، والعراق، والجزيرة، والشام، والثغور، ثم استوطن مصر، ورحل الحفاظ إليه، ولم يبق له نظير في هذا الشأن.
حدث عنه: أبو بشر الدولابي، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو علي النيسابوري، وحمزة ابن محمد الكناني، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن إسماعيل النحاس النحوي، وأبو بكر محمد بن أحمد بن الحداد الشافعي، وعبد الكريم بن أبي عبد الرحمن النسائي، والحسن بن الخضر الأسيوطي، وأبو بكر أحمد بن محمد بن السني، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي، والحسن بن رشيق، ومحمد بن عبد الله ابن حيويه النيسابوري، ومحمد بن موسى المأموني، وأبيض بن محمد بن أبيض، وخلق كثير.
وكان شيخا مهيبا مليح الوجه ظاهر الدم حسن الشيبة.
قال: قاضي مصر أبو القاسم عبد الله بن محمد بن أبي العوام السعدي: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي، أخبرنا إسحاق بن راهويه، حدثنا محمد بن أعين قال: قلت لابن المبارك: إن فلانا يقول: من زعم أن قوله تعالى: {إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني} مخلوق فهو كافر. فقال ابن المبارك: صدق، قال النسائي: بهذا أقول.
وعن النسائي، قال: أقمت عند قتيبة بن سعيد سنة وشهرين.
وكان النسائي يسكن بزقاق القناديل بمصر.
وكان نضر الوجه مع كبر السن، يؤثر لباس البرود النوبية والخضر، ويكثر الاستمتاع، له أربع زوجات، فكان يقسم لهن، ولا يخلو مع ذلك من سرية، وكان يكثر أكل الديوك تشترى له وتسمن وتخصى.
قال مرة بعض الطلبة: ما أظن أبا عبد الرحمن إلا أنه يشرب النبيذ للنضرة التي في وجهه.
وقال آخر: ليت شعري ما يرى في إتيان النساء في أدبارهن؟ قال: فسئل عن ذلك، فقال: النبيذ حرام، ولا يصح في الدبر شيء. لكن حدث محمد بن كعب القرظي، عن ابن عباس، قال: ’’اسق حرثك حيث شئت’’. فلا ينبغي أن يتجاوز قوله.
قلت: قد تيقنا بطرق لا محيد عنها نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- عن أدبار النساء، وجزمنا بتحريمه، ولي في ذلك مصنف كبير.
وقال الوزير ابن حنزابة: سمعت محمد بن موسى المأموني -صاحب النسائي قال: سمعت قوما ينكرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب ’’الخصائص’’ لعلي -رضي الله عنه- وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك، فقال: دخلت دمشق والمنحرف بها عن علي كثير، فصنفت كتاب ’’الخصائص’’ رجوت أن يهديهم الله تعالى. ثم إنه صنف بعد ذلك فضائل الصحابة، فقيل له: وأنا أسمع ألا تخرج فضائل معاوية -رضي الله عنه؟ فقال: أي شيء أخرج؟ حديث: ’’اللهم لا تشبع بطنه’’ فسكت السائل.
قلت: لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية لقوله -صلى الله عليه وسلم: ’’اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة’’.
قال مأمون المصري، المحدث: خرجنا إلى طرسوس مع النسائي سنة الفداء، فاجتمع جماعة من الأئمة: عبد الله بن أحمد بن حنبل، ومحمد بن إبراهيم مربع، وأبو الآذان، وكيلجة، فتشاوروا: من ينتقي لهم على الشيوخ؟ فأجمعوا على أبي عبد الرحمن النسائي، وكتبوا كلهم بانتخابه.
قال الحاكم: كلام النسائي على فقه الحديث كثير، ومن نظر في ’’سننه’’ تحير في حسن كلامه.
قال ابن الأثير في أول ’’جامع الأصول’’: كان شافعيا له مناسك على مذهب الشافعي وكان ورعا متحريا قيل: إنه أتى الحارث بن مسكين في زي أنكره، عليه قلنسوة وقباء، وكان الحارث خائفا من أمور تتعلق بالسلطان، فخاف أن يكون عينا عليه، فمنعه، فكان يجيء فيقعد خلف الباب ويسمع، ولذلك ما قال: حدثنا الحارث وإنما يقول: قال الحارث بن مسكين قراءة عليه وأنا أسمع.
قال ابن الأثير: وسأل أمير أبا عبد الرحمن عن ’’سننه’’: أصحيح كله؟ قال: لا. قال: فاكتب لنا منه الصحيح. فجرد المجتنى.
قلت: هذا لم يصح، بل المجتنى اختيار ابن السني.
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: أخبرنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائي.
وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟! عنده حديث ابن لهيعة ترجمة ترجمة -يعني: عن قتيبة، عن ابن لهيعة- قال: فما حدث بها.
قال أبو الحسن الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره.
قال الحافظ ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل، فوثقه. فقلت: قد ضعفه النسائي. فقال: يا بني! إن لأبي عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.
قلت: صدق فإنه لين جماعة من رجال صحيحي البخاري ومسلم.
قال محمد بن المظفر الحافظ: سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائي في العبادة بالليل والنهار، وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين، واحترازه عن مجالس السلطان الذي خرج معه، والانبساط في المأكل، وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج.
قال الدارقطني: كان أبو بكر بن الحداد الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي، وقال: رضيت به حجة بيني وبين الله تعالى.
قال الطبراني في ’’معجمه’’: حدثنا أبو عبد الرحمن النسائي القاضي بمصر. فذكر حديثا.
وقال أبو عوانة في ’’صحيحه’’: حدثنا أحمد بن شعيب النسائي قاضي حمص: حدثنا محمد بن قدامة. فذكر حديثا.
روى أبو عبد الله بن مندة، عن حمزة العقبي المصري وغيره، أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق فسئل بها عن معاوية، وما جاء في فضائله. فقال: لا يرضى رأسا برأس حتى يفضل؟ قال: فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أخرج من المسجد، ثم حمل إلى مكة فتوفي بها. كذا قال، وصوابه: إلى الرملة.
قال الدارقطني: خرج حاجا فامتحن بدمشق، وأدرك الشهادة فقال: احملوني إلى مكة. فحمل وتوفي بها، وهو مدفون بين الصفا والمروة، وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاث مائة. قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعلمهم بالحديث والرجال.
قال أبو سعيد بن يونس في ’’تاريخه’’: كان أبو عبد الرحمن النسائي إماما حافظا ثبتا، خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاث مائة، وتوفي بفلسطين في يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر، سنة ثلاث.
قلت: هذا أصح، فإن ابن يونس حافظ يقظ وقد أخذ عن النسائي، وهو به عارف. ولم يكن أحد في رأس الثلاث مائة أحفظ من النسائي، هو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم، ومن أبي داود، ومن أبي عيسى، وهو جار في مضمار البخاري، وأبي زرعة إلا أن فيه قليل تشيع وانحراف عن خصوم الإمام علي، كمعاوية وعمرو، والله يسامحه.
وقد صنف ’’مسند علي’’ وكتابا حافلا في الكنى، وأما كتاب: ’’خصائص علي’’ فهو داخل في ’’سننه الكبير’’ وكذلك كتاب ’’عمل يوم وليلة’’ وهو مجلد، هو من جملة ’’السنن الكبير’’ في بعض النسخ، وله كتاب ’’التفسير’’ في مجلد، وكتاب ’’الضعفاء’’ وأشياء، والذي وقع لنا من ’’سننه’’ هو الكتاب ’’المجتنى’’ منه، انتخاب أبي بكر بن السني، سمعته ملفقا من جماعة سمعوه من ابن باقا بروايته عن أبي زرعة المقدسي، سماعا لمعظمه، وإجازة لفوت له محدد في الأصل. قال: أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن حمد الدوني، قال: أخبرنا القاضي أحمد بن الحسين الكسار، حدثنا ابن السني عنه.
ومما يروى اليوم في عام أربعة وثلاثين وسبع مائة من السنن عاليا جزآن الثاني من الطهارة والجمعة، تفرد البوصيري بعلوهما في وقته، وقد أنبأني أحمد بن أبي الخير بهما، عن البوصيري فبيني وبين النسائي فيهما خمسة رجال.
وعندي جزء من حديث الطبراني، عن النسائي، وقع لنا بعلو أيضا.
ووقع لنا جزء كبير انتخبه السلفي من ’’السنن’’، سمعناه من الشيخ أبي المعالي بن المنجا التنوخي: أخبرنا جعفر الهمداني، أخبرنا أبو طاهر السلفي، أخبرنا الدوني، وبدر بن دلف الفركي بسماعهما من الكسار، قال: أخبرنا أبو بكر بن السني، أخبرنا أحمد بن شعيب، أخبرنا قتيبة، أخبرنا الليث، عن أبي الزبير، عن جابر: عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’أنه نهى عن البول في الماء الراكد’’.
أخبرنا علي بن حجر، أخبرنا عبيدة بن حميد، عن يوسف بن صهيب، عن حبيب بن يسار، عن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’من لم يأخذ شاربه فليس منا’’.
قال أبو علي الحافظ سألت النسائي ما تقول في بقية؟ فقال: إن قال: حدثنا، وأخبرنا، فهو ثقة.
وقال جعفر بن محمد المراغي: سمعت النسائي يقول: محمد بن حميد الرازي كذاب.
قرأت على علي بن محمد، وشهدة العامرية، أخبرنا جعفر، أخبرنا السلفي، أخبرنا محمد بن طاهر بهمذان، أخبرنا عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق قال: قال لي أبو عبد الله ابن مندة: الذين أخرجوا الصحيح وميزوا الثابت من المعلول، والخطأ من الصواب أربعة: البخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو عبد الرحمن النسائي.
وممن مات معه: المحدث، أبو الحسن أحمد بن الحسين بن إسحاق الصوفي الصغير ببغداد.
والمفسر، أبو جعفر أحمد بن فرح البغدادي الضرير، المقرئ.
والمفسر، أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق النيسابوري الأنماطي، الحافظ.
والمسند، أبو إسحاق إبراهيم بن موسى الجوزي.
والمحدث إسحاق بن إبراهيم بن نصر النيسابوري البشتي.
والحافظ جعفر بن أحمد ابن نصر الحصيري.
والحسن بن سفيان الحافظ.
والمحدث، أبو الحسين عبد الله بن محمد بن يونس السمناني.
والمحدث، عمر بن أيوب السقطي ببغداد.
ورأس المعتزلة أبو علي الجبائي.
والحافظ، محمد بن المنذر الهروي شكر.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 11- ص: 89
أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الإمام الجليل أبو عبد الرحمن النسائى أحد أئمة الدنيا في الحديث والمشهور اسمه وكتابه
ولد سنة خمس عشرة ومائتين
وسمع قتيبة بن سعيد وإسحاق بن راهويه وهشام بن عمار وعيسى بن حماد والحسين بن منصور السلمى النيسابورى وعمرو بن زرارة ومحمد بن النضر المروزى وسويد بن نصر وأبا كريب ومحمد بن رافع وعلى بن حجر وأبا بريد الجرمى ويونس بن عبد الأعلى وخلقا سواهم بخراسان والعراق والشام ومصر والحجاز والجزيرة
روى عنه أبو بشر الدولابى وأبو على الحسين النيسابورى وحمزة بن محمد الكنانى وأبو بكر أحمد بن السني ومحمد بن عبد الله بن حيوية وأبو القاسم الطبرانى وخلق سواهم
رحل إلى قتيبة وهو ابن خمس عشرة سنة وقال أقمت عنده سنة وشهرين
وسكن مصر وكان يسكن بزقاق القناديل وكان يصوم يوما ويفطر يوما وكان كثير الجماع وله أربع زوجات يقسم لهن ولا يخلو مع ذلك عن السرارى
ودخل دمشق فسئل عن معاوية رضى الله عنه ففضل عليه عليا كرم الله وجهه فأخرج من المسجد وحمل إلى الرملة
وأنكر عليه بعضهم تصنيفه كتاب الخصائص لعلى رضى الله عنه وقيل له كيف تركت تصنيف فضائل الشيخين فقال دخلت إلى دمشق والمنحرف بها عن على كثير فصنفت كتاب الخصائص رجاء أن يهديهم الله ثم صنف بعد ذلك فضائل الصحابة رضى الله عنهم
قال أبو على النيسابورى حافظ خراسان في زمانه حدثنا الإمام في الحديث بلا مدافعة أبو عبد الرحمن النسائى
وقال منصور الفقيه وأبو جعفر الطحاوى رحمهما الله النسائى إمام من أئمة المسلمين
وقال الدارقطنى أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره
وقال ابن طاهر المقدسى سألت سعد بن على الزنجانى عن رجل فوثقه فقلت قد ضعفه النسائى فقال يا بنى إن لأبى عبد الرحمن شرطا في الرجال أشد من شرط البخارى ومسلم
وقال محمد بن المظفر الحافظ سمعت مشايخنا بمصر يصفون اجتهاد النسائى في العبادة بالليل والنهار وأنه خرج إلى الفداء مع أمير مصر فوصف من شهامته وإقامته السنن المأثورة في فداء المسلمين واحترازه عن مجالس السلطان الذى خرج معه والانبساط في المأكل وأنه لم يزل ذلك دأبه إلى أن استشهد بدمشق من جهة الخوارج
وقال الدارقطنى كان ابن الحداد أبو بكر كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائى وقال رضيت به حجة فيما بينى وبين الله
قلت سمعت شيخنا أبا عبد الله الذهبى الحافظ وسألته أيهما أحفظ مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح أو النسائى فقال النسائى ثم ذكرت ذلك للشيخ الإمام الوالد تغمده الله برحمته فوافق عليه
وقد اختلفوا في مكان موت النسائى فالصحيح أنه أخرج من دمشق لما ذكر فضائل على قيل ما زالوا يدافعون في خصيتية حتى أخرج من المسجد ثم حمل إلى الرملة فتوفى بها
قال أبو سعيد بن يونس توفى بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة
وقيل حمل إلى مكة فدفن بها بين الصفا والمروة
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 3- ص: 14
أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر بن دينار الخراساني النسائي
القاضي الإمام الحافظ شيخ الإسلام أحد الأئمة المبرزين والحفاظ المتقنين والأعلام المشهورين طاف البلاد وسمع من خلائق
روى عنه ابن جوصا وابن السني وأبو سعيد بن الأعرابي والطحاوي وأبو علي النيسابوري وابن عدي وابن يونس والعقيلي وابن الأخرم وأبو عوانة وآخرون
قال أبو علي رأيت من أئمة الحديث أربعة في وطني وأسفاري اثنان بنيسابور محمد بن إسحاق وإبراهيم بن أبي طالب وأبو عبد الرحمن النسائي بمصر وعبدان بالأهواز
وقال الحاكم كان النسائي أفقه مشايخ مصر في عصره وأعرفهم بالصحيح والسقيم من الآثار وأعرفهم بالرجال
وقال الذهبي هو أحفظ من مسلم بن الحجاج
له من الكتب السنن الكبرى والصغرى وخصائص علي ومسند علي ومسند مالك وغير ذلك مات سنة ثلاث وثلاثمائة شهيدا ومولده سنة خمس عشرة ومائتين
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 306
أحمد بن شعيب الحافظ
الحجة أبو عبد الرحمن النسائي صاحب الصحيح سمع قتيبة وطبقته من أصحاب مالك وحماد بن زيد انتهى إليه علم الحديث روى عنه حمزة الكناني والحسن بن رشيق وأبو بكر بن السني وخلق مات سنة 303 وله ثمان وثمانون سنة
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
والإمام أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب النسائي صاحب السنن حافظ العصر
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 107
أحمد بن شعيب بن علي النسائي أبو عبد الرحمن القاضي.
قال السمعاني في ’’ الأمالي ’’: هو أحد أئمة الدنيا في الحديث، والمرجوع إليه في علم الصحيح والسقيم، وله شرط في الصحيح رضيه الحفاظ، وأهل المعرفة.
وقال مسلمة: كان ثقة عالما بالحديث، وكان يرمى بالتشيع، وذكر لنا بعض أصحابنا أن حمزة بن محمد الكناني أخبره: أن النسائي ولد سنة أربع عشرة ومائتين. وتوفي سنة اثنتين وثلاثمائة.
وقال الخليلي: حافظ متفق عليه، ورضيه الحفاظ، وكتابه يضاف إلى كتاب البخاري ومسلم.
وزعم صاحب ’’ تاريخ القدس ’’ أن من قال: إنه مات بمكة وهم وصحف قال: ولا خلاف أنه مات بالرملة، والله أعلم.
وقد اتفقوا على حفظه وإتقانه، ويعتمد على قوله في الجرح والتعديل، وكتابه في السنن كتاب مرضي، وروى عنه ابنه أبو بكر.
وقال ابن القطان: هو أعلم أهل الحديث، وسمى الدارقطني وغيره كتابه ’’ المجتبى ’’ صحيحا.
لم يخرج له أحد من أصحاب الكتب الستة، فلا أدري لم ذكره المزي؟
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 1- ص: 1
النسائي
الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، أبو عبد الرحمن، أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر الخراساني القاضي، صاحب ’’السنن’’.
ولد سنة خمس عشرة ومئتين.
وسمع: قتيبة بن سعيد، وإسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، وعيسى بن حماد زغبة، ومحمد بن النضر المروزي، وأبا كريب، وسويد بن نصر، وخلائق بخراسان، والعراق، والحجاز، ومصر، والشام، والجزيرة. وبرع في هذا الشأن، وتفرد بالمعرفة، والإتقان، وعلو الإسناد، واستوطن مصر.
روى عنه: الدولابي، وأبو علي النيسابوري، وحمزة الكناني، والطبراني، وابن السني، والحسن بن الخضر الأسيوطي، ومحمد بن معاوية بن الأحمر الأندلسي، والحسن بن رشيق، ومحمد بن عبد الله بن حيوية، وغيرهم.
ورحل إلى قتيبة بن سعيد وله خمس عشرة سنةً سنة ثلاثين، فقال: أقمت عنده سنةً وشهرين.
وكان النسائي يكون بزقاق القناديل بمصر. وكان مليح الوجه، ظاهر الدم مع كبر السن، يؤثر لباس البرود النوبية والخضر، ويكثر الاستمتاع، له أربع زوجاتٍ يقسم لهن، ولا يخلو - مع ذلك - من سرية. وكان يكثر أكل الديوك الكبار، تشترى له وتسمن وتخصى.
قال الحافظ أبو علي النيسابوري: حدثنا الإمام في الحديث بلا مدافعةٍ أبو عبد الرحمن النسائي.
وقال أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ: من يصبر على ما يصبر عليه النسائي؟ ! عنده حديث ابن لهيعة ترجمةً ترجمة - يعني عن قتيبة عنه - فما حدث بها.
وقال الدارقطني: أبو عبد الرحمن مقدم على كل من يذكر بهذا العلم من أهل عصره. قال: وكان ابن الحداد أبو بكر الشافعي كثير الحديث ولم يحدث عن غير النسائي، وقال: رضيت به حجةً بيني وبين الله.
وقال ابن طاهر: سألت سعد بن علي الزنجاني عن رجل، فوثقه، فقلت: قد ضعفه النسائي، فقال: يا بني! إن لأبي عبد الرحمن شرطاً في الرجال أشد من شرط البخاري ومسلم.
وقال الدارقطني: خرج حاجاً، فامتحن بدمشق وأدرك الشهادة، فقال: احملوني إلى مكة، فحمل وتوفي بها، وهو مدفونٌ بين الصفا
والمروة. قال: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعلمهم بالحديث والرجال.
وقال ابن يونس: كان النسائي إماماً، حافظاً، ثبتاً، خرج من مصر في شهر ذي القعدة من سنة اثنتين وثلاث مئة، وتوفي بفلسطين يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من صفر سنة ثلاثٍ وثلاث مئة.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 2- ص: 1
أحمد بن شعيب بن علي بن سنان بن بحر، الحافظ أبو عبد الرحمن النسائي:
أحد الأئمة الأعلام، ومؤلف السنن، وغيرها.
روى عن إسحاق بن راهويه، وعيسى بن حماد، وقتيبة بن سعيد، وخلق كثيرين.
روى عنه سننه: ابن السنى، وابن الأحمر وابن حيوية، والأسيوطى، وحمزة الكناني، وبين رواياتهم اختلاف في اللفظ والقدر. وأكبرها: رواية ابن الأحمر، روى عنه خلق كثير، منهم: الطحاوى، والطبري، وابن الأعرابي.
قال أبو عبد الله الحاكم: حدثني علي بن عمر الحافظ: أن أبا عبد الرحمن، خرج حاجا، فامتحن بدمشق، وأدرك الشهادة، فقال: احملونى إلى مكة، فحمل، وتوفى بها، وهو مدفون بين الصفا والمروة.
وكانت وفاته في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة.
قال الدارقطني: وكان أفقه مشايخ مصر في عصره، وأعلمهم بالحديث والرجال. فلما بلغ هذا المبلغ حسدوه فخرج إلى الرملة، فسئل عن فضائل معاوية، فأمسك عنه، فضربوه في الجامع، فقال: اخرجونى إلى مكة، فأخرجوه إلى مكة وهو عليل، وتوفى بها مقتولا شهيدا.
وقال أبو سعيد بن يونس: أبو عبد الرحمن النسائي، كان إماما في الحديث، ثقة ثبتا حافظا، وكان خروجه من مصر، في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثمائة. توفى بفلسطين في يوم الاثنين لثلاث عشرة ليلة من صفر سنة ثلاث وثلاثمائة.
وقال الطحاوى أيضا: توفى بفلسطين في صفر.
فيلخص من هذا أنه اختلف في وفاته، وموضعها، فقيل: في صفر بفلسطين، قاله الطحاوى، وابن يونس، وقيل: في شعبان سنة ثلاث وثلاثمائة بمكة، قاله الدارقطني.
وكان رحمه الله كثير العبادة يصوم يوما ويفطر يوما، ومع ذلك يكثر الجماع وكان يكثر أكل الديوك، تشترى وتسمن، ويذكر أن ذلك منفعة في باب الجماع. وكان يؤثر لبس البرود الخضر.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1
أحمد بن شعيب بن علي النسائي
أحد الأئمة الجامعين بين الفقة والحديث له ’’السنن الكبرى’’ و’’الصغرى’’ وغيرهما، سمع ابن راهويه وغيره، وأخذ عن يونس بن عبد الأعلى، مات سنة ثلاث وثلاثمائة، ودفن بالرملة وقيل بمكة.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1