الفضيل بن عياض الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي، أبو علي: شيخ الحرم المكي، من أكابر العباد الصلحاء. كان ثقة في الحديث، أخذ عنه خلق منهم الامام الشافعي. ولد في سمرقند، ونشأ بأبيورد، ودخل الكوفة وهو كبير، وأصله منها. ثم سكن مكة وتوفي بها. من كلامه: من عرف الناس استراح.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 153
الإمام المشهور فضيل الزاهد فضيل بن عياض بن مسعود، الأستاذ الإمام شيخ الإسلام أبو علي التميمي اليربوعي المروزي الزاهد:
روى عن منصور وبيان بن بشر وأبان بن أبي عياش وحصين بن عبد الرحمن ويزيد بن أبي زياد وعطاء بن السائب وعبيد الله بن عمر وهشام بن حسان وصفوان بن سليم وأبي هرون العبدي والأعمش.
كان أولا شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها سمع رجلا يتلو {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق} فقال: يا رب قد آن، فتاب ورجع، وجاور الحرم إلى أن مات في حدود التسعين ومائة.
قال ابن عيننة والعجلي وغيره: ثقة، وقال أبو حاتم: صدوق، وقيل: وفاته يوم عاشوراء سنة سبع وثمانين ومائة، وله ترجمة طويلة في تاريخ دمشق، وفي الحلية، وروى له البخاري ومسلم وأبو داود والنسائي.
يحكى أن الرشيد قال له يوما: ما أزهدك! فقال له: أنت أزهد مني، فقال: وكيف ذلك؟ قال: لأني زهدت في الدنيا، وأنت زهدت في الآخرة، والدنيا فانية والآخرة باقية.
وقيل إنه قال يوما لأصحابه: في رجل في كمه ثمر ويقعد على رأس الكنيف فيطرحه فيه ثمرة ثمرة؟ قالوا: هو مجنون، قال: والذي يطرحه في بطنه حتى يحشوه أجن منه، فإن هذا الكنيف يملأ من هذا الكنيف.
ومن كلامه: إذا أحب الله عبدا أكثر غمه، وإذا أبغض عبدا وسع عليه دنياه.
وقال: لو أن الدنيا بحذافيرها عرضت علي لا أحاسب عليها لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم من الجيفة يمر بها أن تصيب ثوبه.
وقال: ترك العمل لأجل الناس هو الرياء، والعمل لأجل الناس هو الشرك.
وقال: إني لأعصي الله فأعرف ذلك من خلق غلامي. وقال: لو كانت لي دعوة مجابة لم أجعلها إلا في إمام، لأنه إذا صلح الإمام أمن العباد.
وقال: لأن يلاطف الرجل أهل مجلسه ويحسن خلقه معهم خير له من قيام ليله وصيام نهاره.
وقال أبو علي الرازي: صحبت الفضيل ثلاثين سنة، فما رأيته ضاحكا ولا مبتسما إلا يوم مات ابنه، فقلت له في ذلك، فقال: إن الله أحب لي أمرا فأحببت ذلك الأمر.
وكان ولده المذكور شابا سريا من كبار الصالحين، وهو معدود في جملة من قتلته محبة الباري تعالى. وقال ابن خلكان: وهم مذكورون جماعة في جزء سمعناه قديما، ولا أذكر الآن من مؤلفه.
وكان عبد الله بن المبارك يقول: إذا مات الفضيل ارتفع الحزن من الدنيا.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
الفضيل بن عياض: "خ، م، د، س، ت"
ابن مسعود بن بشر، الإمام، القدوة، الثبت، شيخ الإسلام، أبو علي التميمي، اليربوعي، الخراساني، المجاور بحرم الله.
ولد بسمرقند، ونشأ بأبيورد، وارتحل في طلب العلم.
فكتب بالكوفة عن: منصور، والأعمش، وبيان بن بشر، وحصين بن عبد الرحمن، وليث، وعطاء بن السائب، وصفوان بن سليم، وعبد العزيز بن رفيع، وأبي إسحاق الشيباني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن حسان، وابن أبي ليلى، ومجالد، وأشعث بن سوار، وجعفر الصادق، وحميد الطويل، وخلق سواهم من الكوفيين، والحجازيين.
حدث عنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، وابن عيينة، والأصمعي، وعبد الرزاق، وعبد الرحمن بن مهدي بن هلال -شيخ واسطي- وحسين الجعفي، وأسد السنة، والشافعي، وأحمد بن يونس، ويحيى بن يحيى التميمي، وابن وهب، ومسدد، وقتيبة، وبشر الحافي، والسري بن مغلس السقطي، وأحمد بن المقدام، وعبيد الله القواريري، ومحمد بن زنبور المكي، ولوين، ومحمد بن يحيى العدني، والحميدي، وعبد الصمد بن يزيد مروديه، وعبدة بن عبد الرحيم المروزي، ومحمد بن أبي السري العسقلاني، ومحمد بن قدامة المصيصي، ويحيى بن أيوب المقابري، وخلق كثير. آخرهم موتا، الحسين بن داود البلخي.
وروى عنه: سفيان الثوري أجل شيوخه، وبينهما في الموت مائة وأربعون عاما.
قال أبو عمار الحسين بن حريث، عن الفضل بن موسى، قال: كان الفضيل بن عياض شاطرا يقطع الطريق بين أبيورد وسرخس، وكان سبب توبته أنه عشق جارية، فبينا هو يرتقي الجدران إليها، إذ سمع تاليا يتلو {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم}، فلما
سمعها قال: بلى يا رب، قد آن فرجع، فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها سابلة، فقال بعضهم: نرحل. وقال بعضهم: حتى نصبح، فإن فضيلا على الطريق يقطع علينا.
قال: ففكرت، وقلت: أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين ههنا يخافوني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني قد تبت إليك، وجعلت توبتي مجاورة البيت الحرام.
وقال إبراهيم بن محمد الشافعي: سمعت سفيان بن عيينة يقول: فضيل ثقة.
وقال أبو عبيد: قال ابن مهدي: فضيل: رجل صالح، ولم يكن بحافظ.
وقال العجلي: كوفي، ثقة، متعبد، رجل صالح، سكن مكة.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: ليت فضيلا كان يحدثك بما يعرف، قيل لابن عمار: ترى حديثه حجة؟ قال: سبحان الله!
وقال أبو حاتم: صدوق.
وقال النسائي: ثقة مأمون، رجل صالح. وقال الدارقطني: ثقة.
قال محمد بن سعد: ولد بخراسان، بكورة أبيورد، وقدم الكوفة وهو كبير، فسمع من منصور وغيره، ثم تعبد، وانتقل إلى مكة، ونزلها، إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومائة، في خلافة هارون، وكان ثقة، نبيلا، فاضلا، عابدا، ورعا، كثير الحديث.
وقال أبو وهب محمد بن مزاحم: سمعت ابن المبارك يقول: رأيت أعبد الناس عبد العزيز بن أبي رواد، وأورع الناس الفضيل بن عياض، وأعلم الناس سفيان الثوري، وأفقه الناس أبا حنيفة، ما رأيت في الفقه مثله.
وروى إبراهيم بن شماس، عن ابن المبارك قال: ما بقي على ظهر الأرض عندي أفضل من الفضيل بن عياض.
قال نصر بن المغيرة البخاري: سمعت إبراهيم بن شماس يقول: رأيت أفقه الناس، وأورع الناس، وأحفظ الناس، وكيعا، والفضيل، وابن المبارك.
وقال عبيد الله القواريري: أفضل من رأيت من المشايخ: بشر بن منصور، وفضيل بن عياض، وعون بن معمر، وحمزة بن نجيح.
قلت: عون وحمزة لا يكادان يعرفان، وكانا عابدين.
قال النصر بن شميل: سمعت الرشيد يقول: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل.
وروى أحمد بن أبي الحواري، عن الهيثم بن جميل، سمعت شريكا يقول: لم يزل لكل قوم حجة في أهل زمانهم، وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه. فقام فتى من مجلس الهيثم، فلما توارى، قال الهيثم: إن عاش هذا الفتى، يكون حجة لأهل زمانه. قيل: من كان الفتى؟ قال: أحمد ابن حنبل.
قال عبد الصمد مردويه الصائغ: قال لي ابن المبارك: إن الفضيل بن عياض صدق الله، فأجرى الحكمة على لسانه، فالفضيل ممن نفعه علمه.
وقال أبو بكر عبد الرحمن بن عفان: سمعت ابن المبارك يقول لأبي مريم القاضي: ما بقي في الحجاز أحد من الأبدال إلا فضيل بن عياض، وابنه علي، وعلي مقدم في الخوف، وما بقي أحد في بلاد الشام إلا يوسف ابن أسباط، وأبو معاوية الأسود، وما بقي أحد بخراسان إلا شيخ حائك، يقال له: معدان.
قال أبو بكر المقاريضي المذكر: سمعت بشر بن الحارث يقول: عشرة ممن كانوا يأكلون الحلال، لا يدخلون بطونهم إلا حلالا، ولو استفوا التراب والرماد. قلت: من هم يا أبا نصر؟ قال: سفيان، وإبراهيم بن أدهم، والفضيل بن عياض، وابنه، وسليمان الخواص، ويوسف بن أسباط، وأبو معاوية نجيح الخادم، وحذيفة المرعشي، وداود الطائي، ووهيب بن الورد.
وقال إبراهيم بن الأشعث: ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله، أو ذكر عنده أو سمع القرآن، ظهر به من الخوف والحزن، وفاضت عيناه، وبكى، حتى يرحمه من يحضره، وكان دائم الحزن، شديد الفكرة، ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وعمله، وأخذه وعطائه، ومنعه وبذله، وبغضه وحبه، وخصاله كلها غيره، كنا إذا خرجنا معه في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي، كأنه مودع أصحابه، ذاهب إلى الآخرة، حتى يبلغ المقابر، فيجلس مكانه بين الموتى من الحزن والبكاء، حتى يقوم وكأنه رجع من الآخرة، يخبر عنها.
وقال عبد الصمد بن يزيد مردويه: سمعت الفضيل يقول: لم يتزين الناس بشيء أفضل من الصدق، وطلب الحلال. فقال ابنه علي: يا أبة! إن الحلال عزيز. قال: يا بني، وإن قليله عند الله كثير.
قال سري بن المغلس: سمعت الفضيل يقول: من خاف الله، لم يضره أحد، ومن خاف غير الله، لم ينفعه أحد.
وقال فيض بن إسحاق: سمعت الفضيل بن عياض وسأله عبد الله ابن مالك: يا أبا علي! ما الخلاص مما نحن فيه؟ قال: أخبرني، من أطاع الله هل تضره معصية أحد؟ قال: لا. قال: فمن يعصي الله هل تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا. قال: هو الخلاص، إن أردت الخلاص.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: رهبة العبد من الله على قدر علمه بالله، وزهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة، من عمل بما علم، استغنى عما لا يعلم، ومن عمل بما علم، وفقه الله لما لا يعلم، ومن ساء خلقه شان دينه، وحسبه، ومروءته.
وسمعته يقول: أكذب الناس العائد في ذنبه، وأجهل الناس المدل بحسناته، وأعلم الناس بالله أخوفهم منه، لن يكمل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته، ولن يهلك عبد حتى يؤثر شهوته على دينه.
وقال محمد بن عبدويه: سمعت الفضيل يقول: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعاقبك الله عنهما.
قال سلم بن عبد الله الخراساني: سمعت الفضيل يقول: إنما أمس مثل، واليوم عمل، وغدا أمل.
وقال فيض بن إسحاق: قال الفضيل: والله ما يحل لك أن تؤذي كلبا ولا خنزيرا بغير حق، فكيف تؤذي مسلما؟!
وعن فضيل: لا يكون العبد من المتقين حتى يأمنه عدوه.
وعنه: بقدر ما يصغر الذنب عندك، يعظم عند الله، وبقدر ما يعظم عندك، يصغر عند الله.
قال مخرز بن عون: أتيت الفضيل بمكة، فقال لي: يا محرز، وأنت أيضا مع أصحاب الحديث، ما فعل القرآن؟ والله لو نزل حرف باليمن، لقد كان ينبغي أن نذهب حتى نسمعه، والله لأن تكون راعي الحمر وأنت مقيم على ما يحب الله، خير لك من الطواف وأنت مقيم على ما يكره الله.
المفضل الجندي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال: ما رأيت أحدا أخوف على نفسه، ولا أرجى للناس من الفضيل، كانت قراءته حزينة، شهية، بطيئة، مترسلة، كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة، يردد فيها، وسأل، وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا، يلقى له الحصير في مسجده، فيصلي في أول الليل ساعة، ثم تغلبه عينيه، فيلقي نفسه على الحصير، فينام قليلا، ثم يقوم، فإذا غلبه النوم نام، ثم يقوم هكذا حتى يصبح، وكان دأبه إذا نعس أن ينام، ويقال: أشد العبادة ما كان هكذا.
وكان صحيح الحديث، صدوق اللسان، شديد الهيبة للحديث إذا حدث، وكان يثقل عليه الحديث جدا، وربما قال لي: لو أنك طلبت مني الدنانير، كان أيسر علي من أن تطلب مني الحديث. فقلت: لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي، كان أحب إلي من أن تهب لي عددها دنانير. قال: إنك مفتون، أما والله لو عملت بما سمعت، لكان لك في ذلك شغل عما لم تسمع، سمعت سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام تأكله، فتأخذ اللقمة، فترمي بها خلف ظهرك، متى تشبع؟
أنبأنا أحمد بن سلامة، عن أبي المكارم التيمي، أخبرنا الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا الطبراني، حدثنا محمد بن زكريا الغلابي، حدثنا أبو عمر الجرمي النحوي، حدثنا الفضل بن الربيع، قال: حج أمير المؤمنين -يعني: هارون- فقال لي: ويحك! قد حك في نفسي شيء، فانظر لي رجلا أسأله. فقلت: ههنا سفيان بن عيينة. فقال: امض بنا إليه. فأتيناه، فقرعت بابه، فقال: من ذا؟ فقلت: أجب أمير المؤمنين. فخرج مسرعا، فقال: يا أمير المؤمنين! لو أرسلت إلي، أتيتك. فقال: خذ لما جئتك له. فحدثه ساعة، ثم قال له: عليك دين؟ قال: نعم. فقال لي: اقض دينه. فلما خرجنا، قال: ما أغنى عني صاحبك شيئا. قلت: ههنا عبد الرزاق. قال: امض بنا إليه. فأتيناه، فقرعت الباب، فخرج، وحادثه ساعة، ثم قال: عليك دين؟ قال: نعم. قال: أبا عباس! اقض دينه. فلما خرجنا، قال: ما أغنى عني صاحبك شيئا، انظر لي رجلا أسأله. قلت: ههنا الفضيل بن عياض. قال: امض بنا إليه. فأتيناه، فإذا هو قائم يصلي، يتلو آية يرددها، فقال: اقرع الباب. فقرعت، فقال: من هذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين. قال: ما لي ولأمير المؤمنين؟ قلت: سبحان الله! أما عليك طاعة؟ فنزل، ففتح الباب، ثم ارتقى إلى الغرفة، فأطفأ السراج، ثم التجأ إلى زاوية، فدخلنا، فجعلنا نجول عليه بأيدينا، فسبقت كف هارون قبلي إليه، فقال: يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله! فقلت في نفسي: ليكلمنه الليلة بكلام نقي من قلب تقي. فقال له: خذ لما جئناك له -رحمك الله- فقال: إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة، دعا سالم بن عبد الله، ومحمد بن كعب، ورجاء بن حيوة، فقال لهم: إني قد ابتليت بهذا البلاء، فأشيروا علي. فعد الخلافة بلاء، وعددتها أنت وأصحابك نعمة. فقال له سالم: إن أردت النجاة فصم الدنيا، وليكن إفطارك منها الموت. وقال له ابن كعب: إن أردت النجاة من عذاب الله، فليكن كبير المسلمين عندك أبا، وأوسطهم أخا، وأصغرهم ولدا، فوقر أباك، وأكرم أخاك، وتحنن على ولدك.
وقال له رجاء: إن أردت النجاة من عذاب الله، فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك، واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إذا شئت، وإني أقول لك هذا، وإني أخاف عليك أشد الخوف يوما تزل فيه الأقدام، فهل معك -رحمك الله- من يشير عليك بمثل هذا؟ فبكى بكاء شديدا، حتى غشي عليه. فقلت له: ارفق بأمير المؤمنين. فقال: يا ابن أم الربيع، تقتله أنت وأصحابك، وأرفق به أنا. ثم أفاق فقال له: زدني -رحمك الله. قلت: بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكي إليه، فكتب إليه: يا أخي! أذكرك طول سهر أهل النار في النار، مع خلود الأبد، وإياك أن ينصرف بك من عند الله، فيكون آخر العهد، وانقطاع الرجاء. فلما قرأ الكتاب، طوى البلاد، حتى قدم عليه، فقال: ما أقدمك؟ قال: خلعت قلبي بكتابك، لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله. فبكى هارون بكاء شديدا. فقال: يا أمير المؤمنين! إن العباس عم النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء إليه فقال: أمرني فقال له: "إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة، فإن استطعت أن لا تكون أميرا، فافعل". فبكى هارون، وقال: زدني. قال: يا حسن الوجه، أنت الذي يسألك الله عن هذا الخلق يوم القيامة، فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار، فافعل، وإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك، فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أصبح لهم غاشا، لم يرح رائحة الجنة". فبكى هارون، وقال له: عليك دين؟ قال: نعم، دين لربي، لم يحاسبني عليه، فالويل لي إن ساءلني، والويل لي إن ناقشني،
والويل لي إن لم ألهم حجتي. قال: إنما أعني من دين العباد. قال: إن ربي لم يأمرني بهذا، أمرني أن أصدق وعده، وأطيع أمره، فقال -عز وجل: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}، الآيات. فقال: هذه ألف دينار، خذها، فأنفقها على عيالك، وتقو بها على عبادة ربك. فقال: سبحان الله! أنا أدلك على طريق النجاة، وأنت تكافئني بمثل هذا، سلمك الله، ووفقك. ثم صمت، فلم يكلمنا. فخرجنا، فقال هارون: أبا عباس! إذا دللتني، فدلني على مثل هذا، هذا سيد المسلمين. فدخلت عليه امرأة من نسائه، فقالت: قد ترى ما نحن فيه من الضيق، فلو قبلت هذا المال. قال: إنما مثلي ومثلكم، كمثل قوم لهم بعير يأكلون من كسبه، فلما كبر نحروه، فأكلوا لحمه، فلما سمع هارون هذا الكلام، قال: ندخل، فعسى أن يقبل المال. فلما علم الفضيل، خرج، فجلس في السطح على باب الغرفة، فجاء هارون، فجلس إلى جنبه، فجعل يكلمه، فلا يجيبه، فبينا نحن كذلك، إذ خرجت جارية سوداء، فقالت: يا هذا! قد آذيت الشيخ منذ الليلة، فانصرف، فانصرفنا.
حكاية عجيبة، والغلابي غير ثقة. وقد رواها: غيره.
أخبرتنا عائشة بنت عيسى، أخبرنا ابن راجح، أخبرنا السلفي، أخبرنا العلاف، أخبرنا أبو الحسن الحمامي، أخبرنا جعفر بن محمد بن الحجاج بالموصل، حدثنا محمد بن سعدان الحراني، حدثنا أبو عمر النحوي -هو الجرمي- عن الفضل بن الربيع، بها.
قال محمد بن علي بن شقيق: حدثنا أبو إسحاق: قال الفضيل: لو خيرت بين أن أعيش كلبا، وأموت كلبا ولا أرى يوم القيامة، لاخترت ذلك.
وقال فيض بن إسحاق: سمعت الفضيل يقول: والله لأن أكون ترابا، أحب إلي من أن أكون في مسلاخ أفضل أهل الأرض، وما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته، إذا لطاش عقلي.
وقال إسحاق بن إبراهيم الطبري: سمعت الفضيل يقول: لو قلت: إنك تخاف الموت، ما قبلت منك، لو خفت الموت، ما نفعك طعام ولا شراب، ولا شيء، ما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته، إذا لطاش عقلي، ولم أنتفع بشيء.
عبد الصمد بن يزيد: سمعت الفضيل يقول: لا تجعل الرجال أوصياءك، كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك، وأنت قد ضيعتها في حياتك.
وسمعته يقول: إذا أحب الله عبدا، أكثر غمه وإذا بغض عبدا، وسع عليه دنياه.
وقال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: من أحب أن يذكر لم يذكر، ومن كره أن يذكر ذكر.
وسمعته يقول: وعزته، لو أدخلني النار ما أيست.
وسمعته -وقد أفضنا من عرفات- يقول: واسوأتاه -والله منك- وإن عفوت.
وسمعته يقول: الخوف أفضل من الرجاء ما دام الرجل صحيحا، فإذا نزل به الموت، فالرجاء أفضل.
قلت: وذلك لقوله -صلى الله عليه وسلم: "لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله".
روى أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن علي بن الحسن، قال: بلغ الفضيل أن حريزا يريد أن يأتيه، فأقفل الباب من خارج، فجاء، فرأى الباب مقفلا، فرجع، فأتيته فقلت له: حريز. قال: ما يصنع بي، يظهر لي محاسن كلامه، وأظهر له محاسن كلامي، فلا يتزين لي، ولا أتزين له خير له.
ثم قال علي: ما رأيت أنصح للمسلمين، ولا أخوف منه، ولقد رأيته في المنام قائما على صندوق يعطي المصاحف، والناس حوله، فيهم سفيان بن عيينة، وهارون أمير المؤمنين، فما رأيته يودع أحدا، فيقدر أن يتم وداعه.
قال فيض بن وثيق: سمعت الفضيل يقول: إن استطعت أن لا تكون محدثا، ولا قارئا، ولا متكلما، إن كنت بليغا، قالوا: ما أبلغه، وأحسن حديثه، وأحسن صوته! فيعجبك ذلك، فتنتفخ. وإن لم تكن بليغا، ولا حسن الصوت، قالوا: ليس يحسن يحدث، وليس صوته بحسن، أحزنك ذلك، وشق عليك، فتكون مرائيا. وإذا جلست، فتكلمت، فلم تبال من ذمك، ومن مدحك فتكلم.
وقال محمد بن زنبور: قال الفضيل: لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من أكل الدنيا.
وقيل له: ما الزهد؟ قال: القنوع. قيل: ما الورع؟ قال: اجتناب المحارم. قيل: ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض. قيل: ما التواضع؟ قال: أن تخضع للحق. وقال: أشد الورع في اللسان.
قلت: هكذا هو، فقد ترى الرجل ورعا في مأكله، وملبسه، ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق، فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليعظم، وإما أن يسكت في موضع الكلام ليثنى عليه، ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس، إلا من الجماعة.
قال عبد الصمد بن يزيد: سمعت الفضيل يقول: لو أن لي دعوة مستجابة، ما جعلتها إلا في إمام، فصلاح الإمام صلاح البلاد والعباد.
وسمعته يقول: إنما هما عالمان، فعالم الدنيا: علمه منشور، وعالم الآخرة: علمه مستور، احذروا عالم الدنيا، لا يضركم بسكره، العلماء كثير، والحكماء قليل.
وعنه: لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان، حتى يعد البلاء نعمة، والرخاء مصيبة، وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله.
قال الحسين بن زياد المروزي: سمعت فضيلا يقول: لو حلفت أني مراء، كان أحب إلي من أن أحلف أن لست بمراء، ولو رأيت رجلا اجتمع الناس حوله، لقلت: هذا مجنون، من الذي اجتمع الناس حوله، لا يحب أن يجود كلامه لهم؟
فيض بن إسحاق: سمعت فضيلا يقول: ليست الدنيا دار إقامة، وإنما آدم أهبط إليها عقوبة، ألا ترى كيف يزويها عنه، ويمررها عليه بالجوع، بالعري، بالحاجة، كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها، تسقيه مرة حضضا، ومرة صبرا، وإنما بذلك ما هو خير له.
وعن الفضيل: حرام على قلوبكم أن تصيب حلاوة الإيمان، حتى تزهدوا في الدنيا.
وعنه: إذا لم تقدر على قيام الليل، وصيام النهار، فاعلم أنك محروم، كبلتك خطيئتك.
وعن فضيل -ورأى قوما من أصحاب الحديث يمرحون ويضحكون- فناداهم: مهلا يا ورثة الأنبياء -مهلا ثلاثا- إنكم أئمة يقتدى بكم.
قال ابن عيينة: سمعت الفضيل بن عياض يقول: يغفر للجاهل سبعون ذنبا ما لا يغفر للعالم ذنب واحد.
قال أحمد بن حنبل: حدثنا أبو جعفر الحذاء، سمعت الفضيل يقول: أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي، فقلت: إن كنت تظن أنه بقي على وجه الأرض شر مني ومنك، فبئس ما تظن.
قال عبد الصمد مردويه: سمعت الفضيل يقول: من أحب صاحب بدعة، أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه، لا يرتفع لصاحب بدعة إلى الله عمل، نظر المؤمن إلى المؤمن يجلو القلب، ونظر الرجل إلى صاحب بدعة يورث العمى، من جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة.
قال أبو العباس السراج: حدثني أبو النضر إسماعيل بن عبد الله، حدثنا يحيى بن يوسف الزمي، عن فضيل بن عياض، قال: لما دخل علي هارون أمير المؤمنين، قلت: يا حسن الوجه! لقد كلفت أمرا عظيما، أما إني ما رأيت أحدا أحسن وجها منك، فإن قدرت أن لا تسود هذا الوجه بلفحة من النار، فافعل. قال: عظني. قلت: بماذا أعظك؟ هذا كتاب الله بين الدفتين، انظر ماذا عمل بمن أطاعه، وماذا عمل بمن عصاه، إني رأيت الناس يغوصون على النار غوصا شديدا، ويطلبونها طلبا حثيثا، أما والله، لو طلبوا الجنة بمثلها، أو أيسر، لنالوها. وقال: عد إلي فقال: لو لم تبعث إلي. لم آتك، وإن انتفعت بما سمعت، عدت إليك.
قال إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول في مرضه: ارحمني بحبي إياك، فليس شيء إلي منك.
وسمعته يقول وهو يشتكي: مسني الضر، وأنت أرحم الراحمين.
وسمعته يقول: من استوحش من الوحدة، واستأنس بالناس، لم يسلم من الرياء، لا حج ولا جهاد أشد من حبس اللسان، وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه.
قال الحسين بن زياد: سمعت الفضيل كثيرا يقول: أحفظ لسانك، وأقبل على شأنك، واعرف زمانك، وأخف مكانك.
وقال أحمد بن إبراهيم الدورقي: حدثنا الفيض بن إسحاق، سمعت الفضيل يقول: وددت أنه طار في الناس أني مت حتى لا أذكر، إني لأسمع صوت أصحاب الحديث، فيأخذني البول فرقا منهم.
وقال الدورقي: حدثنا الحسين بن زياد، سمعت فضيلا يقول لأصحاب الحديث: لم تكرهوني على أمر تعلمون أني كاره له -يعني: الرواية؟ لو كنت عبدا لكم فكرهتكم، كان نولي أن تبيعوني، لو أعلم أني إذا دفعت ردائي هذا إليكم، ذهبتم عني، لفعلت.
الدورقي: وسمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: سمعت الفضيل يخاطب نفسه: ما أراه أخرجك من الحل، فدسك في الحرم إلا ليضعف عليك الذنب. أما تستحي تذكر الدينار والدرهم وأنت حول البيت، إنما كان يأتيه التائب والمستجير.
وعن الفضيل، قال: المؤمن يغبط، ولا يحسد، الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق.
قلت: هذا يفسر لك قوله -عليه الصلاة والتسليم: "لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالا ينفقه في الحق، ورجل آتاه الله القرآن، فهو يقوم به آناء الليل، وأطراف النهار". فالحسد هنا، معناه: الغبطة، أن تحسد أخاك على ما آتاه الله، لا أنك تحسده بمعنى: أنك تود زوال ذلك عنه، فهذا بغي وخبث.
وعن الفضيل، قال: من أخلاق الأنبياء: الحلم، والأناة، وقيام الليل.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر، أخبرنا الحسن بن عبد الله العسكري، حدثنا ابن أخي أبي زرعة، حدثنا محمد بن إسحاق بن راهويه، حدثنا أبو عمار، عن الفضل بن موسى، قال: كان الفضيل شاطرا يقطع الطريق، فذكر الحكاية، وقد مضت.
وقال إبراهيم بن الليث: حدثنا المحدث علي بن خشرم، قال: أخبرني رجل من جيران الفضيل من أبيورد، قال: كان الفضيل يقطع الطريق وحده، فبينا هو ذات ليلة وقد انتهت إليه القافلة، فقال بعضهم: اعدلوا بنا إلى هذه القرية، فإن الفضيل يقطع الطريق. فسمع ذلك، فأرعد، فقال: يا قوم جوزوا، والله لأجتهدن أن لا أعصي الله.
وروي نحوها من وجه آخر، لكنه في الإسناد ابن جهضم، وهو هالك.
وبكل حال: فالشرك أعظم من قطع الطريق، وقد تاب من الشرك خلق، صاروا أفضل الأمة، فنواصي العباد بيد الله -تعالى- وهو يضل من يشاء، ويهدي إليه من أناب.
قال إبراهيم بن سعيد الجوهري: قال لي المأمون: قال لي الرشيد: ما رأت عيناي مثل فضيل بن عياض، دخلت عليه. فقال لي: فرغ قلبك للحزن وللخوف حتى يسكناه، فيقطعاك عن المعاصي، ويباعداك من النار.
وعن ابن أبي عمر، قال: ما رأيت بعد الفضيل أعبد من وكيع.
قال إبراهيم بن الأشعث: رأيت سفيان بن عيينة يقبل يد الفضيل مرتين.
وعن ابن المبارك، قال: إذا نظرت إلى الفضيل جدد لي الحزن، ومقت نفسي، ثم بكى.
قال يحيى بن أيوب: دخلت مع زافر بن سليمان على الفضيل بن عياض، فإذا معه شيخ، فدخل زافر، وأقعدني على الباب. قال زافر: فجعل الفضيل ينظر إلي، ثم قال: هؤلاء المحدثون يعجبهم قرب الإسناد، ألا أخبرك بإسناد لا شك فيه: رسول الله، عن جبريل، عن الله: {نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد}، فأنا وأنت يا أبا سليمان من الناس، ثم غشي عليه وعلى الشيخ، وجعل زافر ينظر إليهما، ثم خرج الفضيل، وقمنا، والشيخ مغشي عليه.
قال سهل بن راهويه: قلت لابن عيينة: ألا ترى إلى الفضيل، لا تكاد تجف له دمعة؟ قال: إذا قرح القلب، نديت العينان.
قال الأصمعي: نظر الفضيل إلى رجل يشكو إلى رجل، فقال: يا هذا تشكو من يرحمك إلى من لا يرحمك.
قال أحمد بن أبي الحواري: حدثنا أبو عبد الله الأنطاكي، قال: اجتمع الفضيل والثوري، فتذاكروا فرق سفيان، وبكى، ثم قال: أرجو أن يكون هذا المجلس علينا رحمة وبركة. فقال له الفضيل: لكني يا أبا عبد الله، أخاف أن لا يكون أضر علينا منه، ألست تخلصت إلى أحسن حديثك، وتخلصت أنا إلى أحسن حديثي، فتزينت لي، وتزينت لك؟ فبكى سفيان، وقال: أحييتني، أحياك الله.
وقال الفيض: قال لي الفضيل: لو قيل لك: يا مرائي، غضبت، وشق عليك، وعسى ما قيل لك حق، تزينت للدنيا، وتصنعت، وقصرت ثيابك، وحسنت سمتك، وكففت أذاك، حتى يقال: أبو فلان عابد، ما أحسن سمته، فيكرمونك، وينظرونك، ويقصدونك، ويهدون إليك، مثل الدرهم الستوق، لا يعرفه كل أحد، فإذا قشر، قشر عن نحاس.
إبراهيم بن الأشعث: سمعت الفضيل يقول: بلغني أن العلماء -فيما مضى. كانوا إذا تعلموا عملوا، وإذا عملوا شغلوا، وإذا شغلوا فقدوا، وإذا فقدوا طلبوا، فإذا طلبوا هربوا.
وعنه قال: كفى بالله محبا، وبالقرآن مؤنسا، وبالموت واعظا، وبخشية الله علما، وبالاغترار جهلا.
وعنه: خصلتان تقسيان القلب: كثرة الكلام، وكثرة الأكل.
وعنه: كيف ترى حال من كثرت ذنوبه، وضعف علمه، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده؟
وعنه: يا مسكين! أنت مسيء، وترى أنك محسن، وأنت جاهل، وترى أنك عالم، وتبخل، وترى أنك كريم، وأحمق، وترى أنك عاقل، أجلك قصير، وأملك طويل.
قلت: إي والله، صدق، وأنت ظالم وترى أنك مظلوم، وآكل للحرام وترى أنك متورع، وفاسق وتعتقد أنك عدل، وطالب العلم للدنيا وترى أنك تطلبه لله.
عباس الدوري: حدثنا محمد بن عبد الله الأنباري، قال: سمعت فضيلا يقول: لما قدم هارون الرشيد إلى مكة، قعد في الحجر هو وولده وقوم من الهاشميين، وأحضروا المشايخ، فبعثوا إلي، فأردت أن لا أذهب، فاستشرت جاري، فقال: اذهب، لعله يريد أن تعظه. فدخلت المسجد، فلما صرت إلى الحجر، قلت لأدناهم: أيكم أمير المؤمنين؟ فأشار إليه، فقلت: السلام عليك يا أمير المؤمنين، ورحمة الله وبركاته. فرد علي، وقال: اقعد. ثم قال: إنما دعوناك لتحدثنا بشيء، وتعظنا. فأقبلت عليه، فقلت: يا حسن الوجه، حساب الخلق كلهم عليك. فجعل يبكي ويشهق، فرددت عليه وهو يبكي، حتى جاء الخادم، فحملوني وأخرجوني، وقال: اذهب بسلام.
وقال محرز بن عون: كنت عند الفضيل، فأتى هارون ومعه يحيى بن خالد، وولده جعفر، فقال له يحيى: يا أبا علي، هذا أمير المؤمنين يسلم عليك. قال: أيكم هو؟ قالوا: هذا فقال: يا حسن الوجه، لقد طوقت أمرا عظيما، وكررها. ثم قال: حدثني عبيد المكتب، عن مجاهد في قوله: {وتقطعت بهم الأسباب}، قال: الأوصال التي كانت في الدنيا، وأومأ بيده إليهم.
قال عبد الله بن خبيق: قال الفضيل: تباعد من القراء، فإنهم إن أحبوك، مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا، شهدوا عليك، وقبل منهم.
قال قطبة بن العلاء: سمعت الفضيل يقول: آفة القراء العجب.
وللفضيل -رحمه الله- مواعظ، وقدم في التقوى راسخ، وله ترجمة في كتاب "الحلية"، وفي "تاريخ أبي القاسم ابن عساكر".
وكان يعيش من صلة ابن المبارك، ونحوه من أهل الخير، ويمتنع من جوائز الملوك.
قال بعضهم: كنا جلوسا عند الفضيل بن عياض، فقلنا له: كم سنك؟ فقال:
بلغت الثمانين أو جزتها | فماذا أؤمل أو أنتظر |
علتني السنون فأبليتني | فدق العظام وكل البصر |
قلت: هو من أقران سفيان بن عيينة في المولد، ولكنه مات قبله بسنوات.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 393
الفضيل بن عياض ومنهم الراحل من المفاوز والقفار إلى الحصون والحياض والناقل من المهالك والسباخ إلى الغصون والرياض، أبو علي الفضيل بن عياض. كان من الخوف نحيفا وللطواف أليفا. وقيل: إن التصوف المبادرة في السفر والمساهرة في الحضر
حدثنا أبي ومحمد بن جعفر بن يوسف، قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: «ما رأيت أحدا كان الله في صدره أعظم من الفضيل، كان إذا ذكر الله أو ذكر عنده أو سمع القرآن ظهر به من الخوف والحزن، وفاضت عيناه وبكى حتى يرحمه من بحضرته، وكان دائم الحزن شديد الفكرة ما رأيت رجلا يريد الله بعلمه وأخذه وإعطائه ومنعه وبذله وبغضه وحبه وخصاله كلها غيره» يعني الفضيل
حدثنا أبي ومحمد، قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: «كنا إذا خرجنا مع الفضيل في جنازة لا يزال يعظ ويذكر ويبكي حتى لكأنه يودع أصحابه ذاهبا إلى الآخرة حتى يبلغ المقابر فيجلس فكأنه بين الموتى جلس من الحزن والبكاء حتى يقوم ولكأنه رجع من الآخرة يخبر عنها»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عمر بن بحر الأسدي، ثنا أحمد بن أبي الحواري، ثنا محمد بن حاتم، قال: قال الفضيل: «لو خيرت بين أن أبعث فأدخل الجنة وبين أن لا أبعث لا اخترت أن لا أبعث» قلت لمحمد بن حاتم: هذا من الحياء قال: نعم هذا من طريق الحياء من الله عز وجل
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا يحيى الداري، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، قال: سمعت أبا إسحاق، يقول: قال الفضيل بن عياض: «لو خيرت بين أن أعيش، كلبا وأموت كلبا ولا أرى يوم القيامة لاخترت أن أعيش كلبا وأموت كلبا ولا أرى يوم القيامة»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا إبراهيم [ص:85] الثقفي، حدثني محمد بن شجاع أبو عبد الله، عن سفيان بن عيينة، قال: «ما رأيت أحدا أخوف من الفضيل وأبيه»
حدثنا عبد الله، ثنا أحمد بن الحسن، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت فضيلا، يقول: «والله لأن أكون هذا التراب أو هذا الحائط أحب إلي من أن أكون في مسلخ أفضل أهل الأرض اليوم وما يسرني أن أعرف الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ولو أن أهل السماء وأهل الأرض طلبوا أن يكونوا ترابا فشفعوا كانوا قد أعطوا عظيما ولو أن جميع أهل الأرض من جن وإنس والطير الذي في الهواء والوحش الذي في البر والحيتان التي في البحر علموا الذي يصيرون إليه ثم حزنوا لك وبكوا، كنت موضع ذلك فأنت تخاف الموت أو تعرف الموت لو أخبرتني أنك تخاف الموت ما قبلت منك ولو خفت الموت ما نفعك طعام ولا شراب ولا شيء في الدنيا»
وقال: " سأل داود عليه السلام ربه أن يلقي الخوف في قلبه ففعل فلم يحتمله قلبه وطاش عقله حتى ما كان يفعل صلاة ولا ينتفع بشيء فقال له: تحب أن ندعك كما أنت أو نردك إلى ما كنت عليه قال: ردني فرد الله إليه عقله "
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " أنت تخاف الموت لو قلت أنك تخاف الموت ما قبلت منك ولو خفت الموت ما نفعك طعام أو شراب ولا شيء من الدنيا ولو عرفت الموت حق معرفته ما تزوجت ولا طلبت الولد وقال الفضيل: ما يسرني أن أعرف هذا الأمر حق معرفته إذا لطاش عقلي ولم أنتفع بشيء "
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا المفضل بن محمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: قال رجل للفضيل: كيف أصبحت يا أبا علي؟ فكان يثقل عليه كيف أصبحت وكيف أمسيت، فقال: «في عافية» فقال: كيف حالك فقال: " عن أي حال تسأل عن حال الدنيا، أو حال الآخرة؟ إن كنت تسأل عن حال الدنيا، فإن الدنيا قد مالت بنا وذهبت بنا كل مذهب وإن كنت تسأل عن حال الآخرة، فكيف [ص:86] ترى حال من كثرت ذنوبه وضعف عمله، وفني عمره، ولم يتزود لمعاده ولم يتأهب للموت ولم يخضع للموت ولم يتشمر للموت ولم يتزين للموت وتزين للدنيا هيه. وقعد يحدث يعني نفسه واجتمعوا حولك يكتبون عنك بخ، فقد تفرغت للحديث ثم قال: هاه وتنفس طويلا ويحك أنت تحسن تحدث أو أنت أهل أن يحمل عنك استحيي يا أحمق بين الحمقان لولا قلة حيائك وسفاهة وجهك ما جلست تحدث وأنت أنت، أما تعرف نفسك، أما تذكر ما كنت وكيف كنت، أما لو عرفوك ما جلسوا إليك، ولا كتبوا عنك ولا سمعوا منك شيئا أبدا فيأخذ في مثل هذه ثم يقول: ويحك أما تذكر الموت أما للموت في قلبك موضع أما تدري متى تؤخذ فيرمى بك في الآخرة فتصير في القبر وضيقه ووحشته أما رأيت قبرا قط، أما رأيت حين دفنوه أما رأيت كيف سلوه في حفرته وهالوا عليه التراب والحجارة ثم، قال: ما ينبغي لك أن تتكلم بفمك كله يعني نفسه تدري من تكلم بفمه كله عمر بن الخطاب كان يطعمهم الطيب ويأكل الغليظ ويكسوهم اللين ويلبس الخشن وكان يعطيهم حقوقهم ويزيدهم أعطى رجلا عطاءه أربعة آلاف درهم وزاده ألفا فقيل له: ألا تزيد أخاك كما زدت هذا قال: إن أبا هذا ثبت يوم أحد ولم يثبت أبو هذا "
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو سعيد الجندي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: ما رأيت أحدا أخوف على نفسه ولا أرجى للناس من الفضيل كانت قراءته حزينة شهية بطيئة مترسلة، كأنه يخاطب إنسانا، وكان إذا مر بآية فيها ذكر الجنة تردد فيها وسأل، وكانت صلاته بالليل أكثر ذلك قاعدا، تلقى له حصير في مسجده فيصلي من أول الليل ساعة حتى تغلبه عينه فيلقي نفسه على الحصير فينام قليلا ثم يقوم فإذا غلبه النوم نام ثم يقوم هكذا حتى يصبح وكان دأبه إذا نعس أن ينام ويقال: أشد العبادة ما يكون هكذا وكان صحيح الحديث، صدوق اللسان، شديد الهيبة للحديث إذا حدث وكان، يثقل عليه الحديث جدا وربما قال لي: لو أنك تطلب مني الدراهم كان أحب إلي من أن [ص:87] تطلب مني الأحاديث "
وسمعته يقول: " لو طلبت مني الدنانير كان أيسر علي من أن تطلب مني الحديث، فقلت له: لو حدثتني بأحاديث فوائد ليست عندي كان أحب إلي من أن تهب لي عددها دنانير، قال: إنك مفتون أما والله لو عملت بما سمعت سليمان بن مهران يقول: إذا كان بين يديك طعام تأكله فتأخذ اللقمة فترمي بها خلف ظهرك كلما أخذت لقمة رميت بها خلف ظهرك متى تشبع؟
حدثنا عبد الله بن محمد، ومحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " لا تجعل الرجال أوصياءك، كيف تلومهم أن يضيعوا وصيتك وأنت قد ضيعتها في حياتك وأنت بعد هذا تصير إلى بيت الوحشة وبيت الظلمة وبيت الدود، ويكون زائرك فيها منكرا ونكيرا، وقبرك روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار ثم بكى الفضيل وقال: أعاذنا الله وإياكم من النار "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين بن نصر، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت فضيلا، يقول: " لم تر أقر عينا ممن خرج من شدة إلى رخاء، ويقدم على خير مقدم وينزل على خير منزل، فإذا رأى ما يرى من الكرامة، يقول: لو علمت ما سألتك إلا الموت ولم تر يوم القيامة أقر عينا ممن خرج من الضيق والشدة والجوع والعطش ثم نزل على الجنة يقال لهم: ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون ولم تر يومئذ أسخن عينا ممن خرج من الروح والسعة والرخاء والنعمة ثم نزل على النار بقول الله {ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فبئس مثوى المتكبرين} [غافر: 76] "
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا المفضل بن محمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال عبد الله بن المبارك: «إذا مات الفضيل ارتفع الحزن»
حدثنا أبي، ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " كان يقال كن شاهدا لغائب ولا تكن غائبا لشاهد، قال: كأنه يقول: إذا كنت في جماعة الناس فأخف شخصك وأحضر قلبك وسمعك وع ما تسمع، فهذا شاهد لغائب ولا تكن غائبا [ص:88] لشاهد، قال: كأنه يقول: تحضر المجالس بيديك وسمعك وقلبك لاه ساه "
قال: وسمعت الفضيل، يقول: «عامة الزهد في الناس يعني إذا لم يحب ثناء الناس عليه ولم يبال بمذمتهم»
وسمعته يقول: «إن قدرت أن لا تعرف فافعل وما عليك إن لم يثن عليك وما عليك أن تكون مذموما عند الناس إذا كنت عند الله محمودا»
وسمعته يقول: «من أحب أن يذكر لم يذكر ومن كره أن يذكر ذكر»
حدثنا عبد الله بن محمد، ومحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «إذا أحب الله عبدا أكثر غمه وإذا أبغض الله عبدا أوسع عليه دنياه»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «ليس من عبد أعطي شيئا من الدنيا إلا كان نقصانا له من الدرجات في الجنة وإن كان على الله كريما»
حدثنا عبد الله، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل، يقول: «عاملوا الله عز وجل بالصدق في السر، فإن الرفيع من رفعه الله وإذا أحب الله عبدا أسكن محبته في قلوب العباد»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «من خاف الله تعالى لم يضره شيء ومن خاف غير الله لم ينفعه أحد»
وسأله عبد الله بن مالك فقال: يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه فقال له: «أخبرني من أطاع الله عز وجل هل تضره معصية أحد» قال: لا، قال: «فمن عصى الله سبحانه وتعالى هل تنفعه طاعة أحد» قال: لا قال: «فهو الخلاص إن أردت الخلاص»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «وعزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما أيست»
ووقفت مع الفضيل بعرفات فلم أسمع من دعائه شيئا إلا أنه واضعا يده اليمنى على خده وواضعا رأسه يبكي بكاء خفيا فلم يزل كذلك حتى أفاض الإمام فرفع رأسه إلى السماء، فقال: واسوأتاه والله منك إن عفوت ثلاث مرات "
حدثنا محمد، ثنا المفضل، ثنا إسحاق، قال: سمعت الفضيل، يقول: " الخوف أفضل من الرجاء مادام الرجل صحيحا فإذا نزل به الموت فالرجاء أفضل من الخوف. يقول: إذا كان في صحته محسنا عظم رجاؤه عند الموت وحسن ظنه. وإذا كان في صحته مسيئا ساء ظنه عند الموت ولم يعظم رجاؤه "
حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى، ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «أكذب الناس المدل بحسناته وأعلم الناس به أخونهم له»
وسمعته يقول: «إن رهبة العبد من الله عز وجل على قدر علمه بالله وإن زهادته في الدنيا على قدر رغبته في الآخرة»
حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد، ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: قيل: يا ابن آدم اجعل الدنيا دارا تبلغك لأثقالك واجعل نزولك فيها استراحة لا تحبسك كالهارب من عدوه والمتسرع إلى أهله في طريق مخوف لا يجد مسالما يقدم فيه من الراحة، متبدلا في سفره ليستبقي صالح ما عنده لإقامته فإن عجزت أن تكون كذلك في العمل فليكن ذلك هو الأمل، وإياك أن تكون لصا من لصوص تلك الطريق ممن {ينهون عنه وينأون عنه وإن يهلكون إلا أنفسهم وما يشعرون} [الأنعام: 26] فإن العين ما لم يكن بصرها من القلب فكأنما أبصرت سهوا ولم تبصره وإن آية العمى إذا أردت أن تعرف بذلك نفسك أو غيرك فإنها لا تقف عن الهلكة ولا تمضيه في الرغبة فذلك أعمى القلب، وإن كان بصير النظر، فإذا العاقل أخرج عقله فهو يدبر له أمره ومن تدبر الكتاب تمضيه الرغبة وترده الرهبة فذلك البصير وإن كان أعمى البصر " قال إبراهيم: عرضته على سلامة جليس لابن عيينة فقال: هو كلام عون بن عبد الله
حدثنا محمد بن جعفر بن يوسف، ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «لو أن الدنيا، بحذافيرها عرضت علي حلالا لا أحاسب بها في الآخرة لكنت أتقذرها كما يتقذر أحدكم الجيفة إذا مر بها أن تصيب ثوبه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا علي بن الحسن، قال: بلغ فضيلا أن جريرا يريد أن يأتيه، قال: فأقفل الباب من خارج فجاء جرير فرأى الباب مقفلا فرجع، قال علي: فبلغني ذلك فأتيته فقلت له: جرير، فقال: ما تصنع بي وظهر لي محاسن كلامه وأظهرت له محاسن كلامي فلا يتزين لي ولا أتزين له خير له "
قال علي: ما رأيت أخوف منه ولا أنصح للمسلمين منه ولقد رأيته في المنام قائما على صندوق وهو يعطي المصاحف والناس حوله فيهم سفيان بن عيينة، وهارون أمير المؤمنين فما رأيته يودع أحدا فيقدر أن يتم وداعه، ولقد ودع جريرا أتاه بعد الظهر فودعه، فقال فضيل لجرير: أوصيك بتقوى الله فلما أراد أن يقول: {إن الله مع الذين اتقوا} [النحل: 128] خنقته العبرة فترك يده فمضى فما زال ينشج من موضعه إلى المسجد "
وسمعته يقول: لقد أصابتنا بالكوفة مجاعة فكان علي يتصدق بطعامه حتى يحز ولقد كان يقرأ الآية وهو يؤمهم بالكوفة فيخفيها من أجله "
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا سلمة بن غفار، عن شعيب بن حرب، قال: بينا أطوف بالبيت إذا رجل يمد ثوبي من خلفي فالتفت فإذا بفضيل بن عياض فقال: «لو شفع في وفيك أهل السماء كنا أهلا أن لا يشفع فينا» قال شعيب: ولم أكن رأيته قبل ذلك بسنة، قال: فكسرني وتمنيت أني لم أكن رأيته
حدثنا أبو محمد، ثنا أحمد، حدثني محمد بن عيسى الوانشي، عن فضيل بن عياض، قال: «ما أغبط ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا يعاين القيامة وأهوالها وما أغبط إلا من لم يكن شيئا»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت فضيلا، يقول: «ليست الدار دار إقامة وإنما أهبط آدم إليها عقوبة ألا ترى كيف يزويها عنه ويمرر عليه بالجوع مرة وبالعري مرة وبالحاجة مرة كما تصنع الوالدة الشفيقة بولدها تسقيه مرة حضيضا ومرة صبرا وإنما تريد بذلك ما هو خير له»
قال: وقال لي الفضيل: «تريد الجنة [ص:91] مع النبيين والصديقين وتريد أن تقف الموقف مع نوح وإبراهيم ومحمد عليهم الصلاة والسلام بأي عمل وأي شهوة تركتها لله عز وجل وأي قريب باعدته في الله وأي بعيد قربته في الله»
قال: وسمعت فضيلا، يقول: " لا يترك الشيطان الإنسان حتى يحتال له بكل وجه فيستخرج منه ما يخبر به من عمله لعله يكون كثير الطواف، فيقول: ما كان أحلى الطواف الليلة أو يكون صائما فيقول ما أثقل السحور أو ما أشد العطش فإن استطعت أن لا تكون محدثا ولا متكلما ولا قارئا وإن كنت بليغا قالوا: ما أبلغه وأحسن حديثه وأحسن صوته فيعجبك ذلك فتنتفخ وإن لم تكن بليغا ولا حسن الصوت قالوا ليس يحسن يحدث وليس صوته بحسن أحزنك وشق عليك فتكون مرائيا وإذا جلست فتكلمت ولم تبال من ذمك ومن مدحك من الله فتكلم "
حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، ثنا الوليد بن أبان، ثنا محمد بن زنبور، قال: قال الفضيل بن عياض: «لا يسلم لك قلبك حتى لا تبالي من كل الدنيا»
وقيل للفضيل: ما الزهد في الدنيا؟ قال: «القنع وهو الغنى» وقيل: ما الورع؟ قال: «اجتناب المحارم». وسئل ما العبادة؟ قال: أداء الفرائض. وسئل عن التواضع، قال: أن تخضع، للحق وقال: أشد الورع في اللسان وقال: التعبير كله باللسان لا بالعمل. وقال: جعل الخير كله في بيت وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا وقال: قال الله عز وجل: إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني "
حدثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم، قال: سألت الفضيل: ما التواضع؟ قال: " أن تخضع للحق وتنقاد له ولو سمعته من صبي قبلته منه ولو سمعته من أجهل الناس قبلته منه. وسألته: ما الصبر على المصيبة؟ قال: أن لا تبث "
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد البغدادي، ولقبه من دونه قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " لو أن لي دعوة مستجابة ما صيرتها إلا في الإمام قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: متى ما صيرتها في نفسي لم تجزني ومتى صيرتها في الإمام فصلاح الإمام صلاح العباد والبلاد قيل: وكيف ذلك يا أبا علي فسر لنا هذا قال: أما صلاح البلاد فإذا أمن الناس [ص:92] ظلم الإمام عمروا الخرابات ونزلوا الأرض وأما العباد فينظر إلى قوم من أهل الجهل فيقول: قد شغلهم طلب المعيشة عن طلب ما ينفعهم من تعلم القرآن وغيره فيجمعهم في دار خمسين خمسين أقل أو أكثر يقول للرجل: لك ما يصلحك وعلم هؤلاء أمر دينهم وانظر ما أخرج الله عز وجل من فيهم مما يزكي الأرض فرده عليهم. قال: فكان صلاح العباد والبلاد " فقبل ابن المبارك جبهته، وقال: يا معلم الخير من يحسن هذا غيرك
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل، يقول: " إنما هما عالمان عالم دنيا وعالم آخرة فعالم الدنيا علمه منشور وعالم الآخرة علمه مستور فاتبعواعالم الآخرة، واحذروا عالم الدنيا لا يصدكم بسكره، ثم تلا هذه الآية {إن كثيرا من الأحبار والرهبان ليأكلون أموال الناس بالباطل} [التوبة: 34] الآية تفسير الأحبار العلماء. والرهبان العباد "
ثم قال الفضيل: «إن كثيرا من علمائكم زيه أشبه بزي كسرى وقيصر منه لمحمد صلى الله عليه وسلم إن محمدا لم يضع لبنة على لبنة ولا قصبة على قصبة لكن رفع له علم فسموا إليه»
قال: وسمعت الفضيل يقول: «العلماء كثير والحكماء قليل، وإنما يراد من العلم الحكمة فمن أوتي الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا»
وقال: «لو كان مع علمائنا صبر ما غدوا لأبواب هؤلاء يعني الملوك»
وسمعت رجلا، يقول للفضيل: العلماء ورثة الأنبياء فقال: الفضيل: «الحكماء ورثة الأنبياء»
وقال رجل للفضيل: العلماء كثير فقال الفضيل: «الحكماء قليل»
وسمعت الفضيل، يقول: «حامل القرآن حامل راية الإسلام لا ينبغي له أن يلغو مع من يلغو ولا أن يلهو مع من يلهو ولا يسهو مع من يسهو وينبغي لحامل القرآن أن لا يكون له إلى الخلق حاجة لا إلى الخلفاء، فمن دونهم وينبغي أن يكون حوايج الخلق إليه»
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا محمد بن شاذان، ثنا أحمد بن محمد بن غالب، ثنا هناد بن السري، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " ما من ليلة اختلط ظلامها وأرخى الليل سربال سترها إلا نادى الجليل جل جلاله [ص:93]: من أعظم مني جودا، والخلائق لي عاصون وأنا لهم مراقب، أكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني وأتولى حفظهم كأنهم لم يذنبوا من بيني وبينهم، أجود بالفضل على العاصي وأتفضل على المسيء من ذا الذي دعاني فلم أسمع إليه أو من ذا الذي سألني فلم أعطه أم من ذا الذي أناخ ببابي ونحيته أنا الفضل ومني الفضل أنا الجواد ومني الجود أنا الكريم، ومني الكرم، ومن كرمي أن أغفر للعاصي بعد المعاصي ومن كرمي أن أعطي التائب كأنه لم يعصني، فأين عني تهرب الخلائق وأين عن بابي يتنحى العاصون "
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أبو جعفر الأنصاري، ثنا محمد بن عبد المؤمن الخواص، ثنا محمد بن المنذر، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " ما من ليلة اختلط ظلامها، وأرخى الليل سربال ستره إلا نادى الجليل من بطنان عرشه: أنا الجواد ومن مثلي أجود على الخلائق، والخلائق لي عاصون وأنا أرزقهم، وأكلؤهم في مضاجعهم كأنهم لم يعصوني وأتولى حفظهم كأنهم لم يعصوني أنا الجواد، ومن مثلي أجود على العاصين لكي يتوبوا فأغفر لهم فيا بؤس القانطين من رحمتي، ويا شقوة من عصاني وتعدى حدودي، أين التائبون من أمة محمد وذلك في كل ليلة "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا سلمة بن غفار، قال: شكا رجل إلى فضيل، فقال له فضيل: " أمدبرا غير الله تريد قال: فكان ربما نظر الفضيل في وجوههم وهم قعود يعني أهله وعياله، فيقول: انظروا إلى وجوه موتى، وقال لهم: الذي تريدون أن تصنعوه إذا مت فاصنعوه الآن "
قال: وقدم عليه ابن أخيه فاتخذ له خبيصا، فقال لعمه: يا عم كل معي، قال: يا ابن أخي «إن الثكلى لا تجد طعم ما تأكل»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسماعيل بن موسى الحاسب، قال: سمعت محمد بن قدامة الجوهري، يقول: سمعت خلف بن الوليد، يقول: جاء رجل إلى فضيل يشكو إليه الحاجة، فقال له: «أمدبرا غير الله تريد»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين بن إبراهيم، ثنا الفيض بن [ص:94] إسحاق، قال: سمعت الفضيل، يقول: «لا يبلغ العبد حقيقة الإيمان حتى يعد البلاء نعمة والرخاء مصيبة، وحتى لا يبالي من أكل الدنيا وحتى لا يحب أن يحمد على عبادة الله عز وجل»
حدثنا عبد الله، ثنا أحمد، ثنا أحمد، ثنا الحسين بن زياد المروزي، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «حرام على قلوبكم أن تصيبوا حلاوة الإيمان حتى تزهدوا في الدنيا»
حدثنا عبد الله، ثنا أحمد، ثنا أحمد، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " لو قيل لك يا مرائي لغضبت وشق عليك وتشكو، قال لي يا مرائي وعسى قال لي حقا، من حبك للدنيا تزينت للدنيا وتصنعت للدنيا ثم قال: اتق لا تكن مرائيا، وأنت لا تشعر تصنعت وتهيأت حتى عرفك الناس، فقالوا: هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوايج ووسعوا لك في المجلس وإنما عرفوك بالله. لولا ذلك لهنت عليهم، كما هان عليهم الفاسق لم يكرموه ولم يقضوه ولم يوسعوا له المجلس "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا الحسين بن زياد قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «لو حلفت أني مراء كان أحب إلي من أن أحلف أني لست بمراء»
وسمعت فضيلا، يقول: «لو رأيت رجلا اجتمع الناس حوله لقلت هذا مجنون ومن الذي اجتمع الناس حوله لا يحب أن يجود لهم كلامه»
قال: وسمعته كثيرا يقول: «احفظ لسانك وأقبل على شأنك واعرف زمانك وأخف مكانك»
قال: ودخلت على الفضيل يوما فقال: «عساك ترى أن في ذلك المسجد يعني مسجد الحرام رجلا شرا منك إن كنت ترى فيه فقد ابتليت بعظيم»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت فضيلا، يقول: «إني لأسمع صوت حلقة الباب فأكره ذلك قريبا كان أم بعيدا ولوددت أنه طار في الناس أني قد مت حتى لا أسمع له بذكر ولا يسمع لي بذكر وإني لأسمع صوت أصحاب الحديث فيأخذني البول فرقا منهم»
حدثنا عبد الله، ثنا أحمد، ثنا أحمد ثنا الحسين بن زياد، قال: سمعت فضيلا، يقول لأصحاب الحديث: «لم تكرهوني على أمر تعلمون أني كاره له لو كنت عبدا لكم فكرهتكم كان نولكم أن تتبعوني لو أني أعلم إذا دفعت ردائي هذا لكم ذهبتم عني لدفعته إليكم»
حدثنا عبد الله، ثنا أحمد، ثنا أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «ما أراه أخرجك من الحل، كأنه يريد نفسه قد شك، في الحرم إلا ليضعف عليك الذنب، أما تستحي تذكر الدينار والدرهم وأنت حول البيت، إنما كان يأتيه التائب والمستجير»
حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «الغبطة من الإيمان، والحسد من النفاق، والمؤمن يغبط ولا يحسد، والمنافق يحسد ولا يغبط، والمؤمن يستر ويعظ وينصح والفاجر يهتك ويعير ويفشي»
قال: وسمعت الفضيل، يقول: «وعزته لو أدخلني النار فصرت فيها ما يئسته»
وسمعت فضيلا يقول: كان يقال: " من أخلاق الأنبياء والأصفياء الأخيار الطاهرة قلوبهم خلائق ثلاثة: الحلم، والإنابة، وحظ من قيام الليل "
وسمعته يقول: " قيل لسفيان بن عيينة: ويل لك إن لم يعف عنك إذا كنت تزعم أنك تعرفه وأنت تعمل لغيره "
وسمعته يقول: «المتوكل الواثق بالله لا يتهم ربه ولا يستشير ولى الله ولا يخاف خذلانه ولا يشكوه»
وسمعته يقول: " كان يقال: لا يزال العبد بخير ما إذا قال قال لله، وإذا عمل عمل لله "
سمعته يقول في قوله: {ليبلوكم أيكم أحسن عملا} [هود: 7] قال: أخلصه وأصوبه فإنه إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا والخالص إذا كان لله والصواب إذا كان على السنة "
وسمعته يقول: «ترك العمل من أجل الناس هو الرياء والعمل من أجل الناس هو الشرك»
وسمعته يقول: «من وقى خمسا فقد وقي شر الدنيا والآخرة. العجب والرياء والكبر والإزراء والشهوة»
حدثنا محمد بن علي، ثنا المفضل بن محمد الجندي، حدثني إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال: سمعت الفضيل، يقول: «إذا لم تقدر على قيام الليل وصيام النهار فاعلم أنك محروم مكبل كبلتك خطيئتك»
حدثنا أحمد بن يعقوب بن المهرجان، وأبو محمد بن حيان، قالا: ثنا محمد بن يحيى المروزي، ثنا خالد بن خداش، قال: قال لي الفضيل بن عياض: ممن أنت قلت: مهلبي قال: «إن كنت رجلا صالحا فأنت الشريف وإن كنت رجل سوء فأنت الوضيع كل الوضيع»
ثم قال: حدثني منصور عن مجاهد، قال: «إن المؤمن إذا مات بكت عليه الأرض أربعين صباحا»
حدثنا محمد بن أحمد بن إسحاق، ثنا محمد بن عبيد بن عامر، ثنا يحيى بن يحيى، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: «إذا خالطت فخالط حسن الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى خير وصاحبه منه في راحة ولا تخالط سيىء الخلق فإنه لا يدعو إلا إلى شر، وصاحبه منه في عناء»
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: «أنا لا أعتقد أخا الرجل في الرضا ولكن أعتقد أخاه في الغضب»
حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا يحيى بن عبد الباقي، قال: سمعت النضر بن سلمة، شاذان يقول: قال مؤمل بن إسماعيل: سمعت فضيل بن عياض، يقول: «إذا نظرت إلى رجل من أصحاب أهل البيت كأني نظرت إلى رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم»
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن محمد البراني، ثنا بشر بن الحارث، قال: قال فضيل بن عياض: «أشتهي أن أمرض، بلا عواد»
حدثنا عبد الله بن محمد، ومحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «إذا ظهرت الغيبة ارتفعت الأخوة في الله إنما مثلكم في ذلك الزمان مثل شيء مطلي بالذهب والفضة داخله خشب وخارجة حسن»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه قال: سمعت الفضيل، يقول: «المؤمن يهمه الهرب بذنبه إلى الله يصبح مغموما ويمسي مغموما»
قال: وسمعت الفضيل، يقول: " حسناتك من عدوك أكثر منها من صديقك، قيل: وكيف ذاك يا أبا علي؟ قال: إن صديقك إذا ذكرت بين يديه قال: عافاه الله، وعدوك إذا ذكرت بين يديه يغتابك الليل والنهار. وإنما يدفع المسكين حسناته إليك، فلا ترض إذا ذكر بين يديك أن تقول: اللهم أهلكه، لا بل ادع الله: اللهم أصلحه اللهم راجع به ويكون الله يعطيك أجر ما دعوت به فإنه من قال لرجل: اللهم أهلكه فقد أعطى الشيطان سؤاله لأن الشيطان إنما يدور على هلاك الخلق "
قال: وسمعت الفضيل بن عياض، يقول: «درجة الرضا عن الله عز وجل درجة المقربين، ليس بينهم وبين الله تعالى إلا روح وريحان»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا الحسن بن محمد بن الصباح، ثنا محمد بن يزيد بن خنيس، قال: قال رجل: مررت ذات يوم بفضيل بن عياض فقلت له: أوصني بوصية ينفعني الله بها قال: «يا عبد الله أخف مكانك، واحفظ لسانك واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات كما أمرك»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا محمد بن علي، قال: سمعت إبراهيم بن الشماس يقول: قال رجل للفضيل بن عياض: أوصني قال: «أخف مكانك لا تعرف فتكرم بعملك، واخزن لسانك إلا من خير وتعاهد قلبك أن لا يقسو، وهل تدري ما قساوة من أذنب»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا أبو النضر، ثنا إسماعيل بن عبد الله العجلي، قال: سمعت أبا جعفر محمد بن عبد الله الحذاء، يقول: وقفنا للفضيل بن عياض على باب المسجد الحرام، ونحن شبان علينا الصوف، فخرج علينا فلما رآنا قال: «وددت أني لم أركم ولم تروني أتروني سلمت منكم أن أكون ترسا لكم حيث رأيتكم وتراءيتم لي لأن أحلف عشرا إني [ص:98] مراء وإني مخادع، أحب من أن أحلف واحدة أني لست كذلك»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا عباس بن أبي طالب، ثنا علي بن يحيى، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول لأصحاب الحديث: «إني لأذكركم بالليل أو جوف الليل فيقع علي التقطير»
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا محمد بن أحمد بن أبي يحيى، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: قال سمعت فضيل بن عياض، يقول: «المؤمن قليل الكلام كثير العمل، والمنافق كثير الكلام قليل العمل، كلام المؤمن حكم وصمته تفكر ونظره عبرة وعمله بر وإذا كنت كذا لم تزل في عبادة»
حدثنا أبي، ثنا محمد، ثنا إسماعيل، ثنا إبراهيم، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «لأن يدنو الرجل من جيفة منتنة خير له من أن يدنو إلى هؤلاء يعني السلطان»
وسمعته يقول: «رجل لا يخالط هؤلاء ولا يزيد على المكتوبة أفضل عندنا من رجل يقوم الليل ويصوم النهار ويحج ويعتمر ويجاهد في سبيل الله ويخالطهم»
حدثنا أبي، ثنا محمد، ثنا إسماعيل، ثنا إبراهيم، قال: قال الفضيل: «لأن يطلب الرجل الدنيا بأقبح ما تطلب به أحسن من أن يطلب بأحسن ما تطلب به الآخرة»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «ليس في الأرض شيء أشد من ترك شهوة»
ثم حدثنا عن حسين، عن بكر بن عبد الله، قال: «الرجل عبد بطنه، عبد شهوته عبد زوجته لا بقليل يقنع ولا من كثير يشبع يجمع لمن لا يحمده، ويقدم على من لا يقدره»
قال: وسمعت الفضيل يقول: «تزينت لهم بالصوف ولم ترهم يرفعون لك رأسا تزينت لهم بالقرآن فلم ترهم يرفعون بك رأسا تزينت لهم بشيء بعد شيء كل ذلك إنما هو لحب الدنيا»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «كنت قبل اليوم أعجب [ص:99] ممن يعطي وأنا اليوم لا أعجب لأن الذي يطلب ليس بصغير وأنت لو بلغك أن رجلا تصدق بألف درهم من ماله لتعجبت، أو يكون صاحب غزو أو رباط لتعجبت وما تدري ما تطلب لو كنت تعقل هذا ولكنك لا تعقله والله لو أخبرت عن جبريل، وإسرافيل، بشدة اجتهاده ما عجبت وكان ذلك قليلا عندما يطلبون أتدري أي شيء يطلبون؟ وأي شيء يريدون؟ رضا ربهم عز وجل»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو يعلى الموصلي، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «إن الله تعالى يقسم المحبة كما يقسم الرزق وكل ذا من الله تعالى، وإياكم والحسد فإنه ليس له دواء، من عامل الله عز وجل بالصدق أورثه الله عز وجل الحكمة»
حدثنا محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «إنما أتي الناس من خصلتين حب الدنيا وطول الأمل»
قال: قال الحسن: «ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل»
قال: وسمعت الفضيل يقول: «اجعلوا دينكم بمنزلة صاحب الجوز، إن أحدكم يشتري الجوز فيحركه فما كان من جيد جعله في كمه، وما كان من رديء رده وكذلك الحكمة من تكلم بحكمة قبل منه ومن تكلم بسوى ذلك فدعه»
وقال الفضيل: «أمرنا أن لا نأخذ الشيء إلا في وقت الحاجة، فإذا كان ذاك لم تجعل فيما بينك وبين الله عز وجل الأنفة»
قال: وسمعت الفضيل يقول: «اسلك الحياة الطيبة الإسلام والسنة»
أخبرنا جعفر بن محمد بن نصير، في كتابه. ح وحدثني عنه محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمد بن مسروق، ثنا محمد بن الحسن، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا الفضيل بن عياض، قال: «ما بكت عين عبد قط حتى يضع الرب عز وجل يده على قلبه ولا بكت عين عبد قط إلا فضل من رحمة الله»
حدثنا أبو يعلى الحسين بن محمد الزبيري، ثنا محمد بن المسيب، ثنا إسحاق بن الجراح، ثنا الحسين بن زياد، قال: أخذ فضيل بن عياض بيدي، فقال: " يا حسين ينزل الله تعالى كل ليلة إلى سماء الدنيا فيقول الرب: من ادعى محبتي إذا جنه الليل نام عني؟ أليس كل حبيب يحب خلوة حبيبه؟ ها أنذا مطلع على أحبائي إذا جنهم الليل مثلت نفسي بين أعينهم فخاطبوني على المشاهدة وكلموني على حضوري غدا، أقر أعين أحبائي في جناتي "
حدثنا أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين ثنا إسحاق بن إبراهيم بن الحسن الهيثمي، ثنا عباس الدوري، ثنا محمد بن طفيل، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: «حزن الدنيا يذهب بهم الآخرة، وفرح الدنيا للدنيا يذهب بحلاوة العبادة»
حدثنا محمد بن عمر بن سلم، ثنا عبد الله بن بشر بن صالح، ثنا أحمد بن مالك التيمي، ثنا محمد بن الطفيل، قال: رأى فضيل بن عياض قوما من أصحاب الحديث يمزحون ويضحكون فناداهم: «مهلا يا ورثة الأنبياء مهلا ثلاثا إنكم أئمة يقتدى بكم»
حدثنا محمد بن علي، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرئ، قال: سمعت سفيان بن عيينة، يقول: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «يغفر الله للجاهل سبعين ذنبا ما لم يغفر للعالم ذنبا واحدا»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «ما يؤمنك أن تكون، بارزت الله بعمل مقتك عليه فأغلق دونك أبواب المغفرة، وأنت تضحك كيف ترى أن يكون حالك»
حدثنا أبي، ثنا أبو الحسن بن أبان، ثنا أبو بكر بن عبيد، حدثني قاسم بن هاشم، ثنا إسحاق بن عباد بن موسى، عن أبي علي الرازي، قال: صحبت الفضيل بن عياض ثلاثين سنة ما رأيته ضاحكا ولا متبسما إلا يوم مات ابنه علي، فقلت له في ذلك فقال: «إن الله عز وجل أحب أمرا فأحببت ما أحب الله»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا محمد بن علي، قال: سمعت إبراهيم بن الأشعث، يقول: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «لن يتقرب العباد إلى الله بشيء أفضل من الفرائض، الفرائض رءوس الأموال والنوافل الأرباح»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل، يقول: «يا سفيه ما أجهلك ألا ترضى أن تقول أنا مؤمن، حتى تقول أنا مستكمل الإيمان لا والله لا يستكمل العبد الإيمان حتى يؤدي ما افترض الله تعالى عليه ويجتنب ما حرم الله تعالى عليه ويرضى بما قسم الله تعالى له ثم يخاف مع ذلك أن لا يتقبل منه»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن الصباح البزار، ثنا المؤمل، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " لو قال لي رجل: أمؤمن أنت ما كلمته أبدا "
حدثنا محمد بن علي، ثنا الفضل بن محمد الجندي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " قال الله تعالى: أيحزن عبدي المؤمن أن أبسط له الدين وهو أقرب له مني، ويفرح أن أبسط له في الدنيا وهو أبعد له مني "
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد المؤذن، ثنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد بن سفيان، حدثني بعض، أصحابنا عن بشر بن الحارث، قال: قال الفضيل بن عياض: «كما أن القصور، لا تسكنها الملوك حتى تفرغ كذلك القلب لا يسكنه الحزن من الخوف حتى يفرغ»
حدثنا أبو بكر، ثنا أحمد بن عبد الله بن محمد، ثنا أبو بكر الشيباني، قال: قال الفضيل بن عياض: «كل حزن يبلى إلا حزن التائب»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا أبو جعفر الحذاء، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: أخذت بيد سفيان بن عيينة في هذا الوادي فقلت له: «إن كنت تظن أنه بقى على وجه الأرض شر مني ومنك فبئس ما تظن»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بشر بن موسى، ثنا علي بن الحسين بن مخلد، قال: قال الفيض بن إسحاق: اشتريت دارا وكتبت كتابا وأشهدت عدولا فبلغ ذلك الفضيل بن عياض فأرسل إلي يدعوني فلم أذهب، ثم أرسل إلي فمررت إليه فلما رآني، قال: يا ابن يزيد بلغني أنك اشتريت دارا وكتبت كتابا وأشهدت عدولا، قلت: قد كان ذلك، قال: فإنه يأتيك من لا ينظر في كتابك ولا يسأل عن بينتك حتى يخرجك منها شاخصا يسلمك إلى قبرك خالصا فانظر أن لا تكون اشتريت هذه الدار من غير مالك، أو ورثت مالا من غير حله فتكون قد خسرت الدنيا والآخرة، ولو كنت حين اشتريت كتبت على هذه النسخة: هذا ما اشترى عبد ذليل من ميت قد أزعج بالرحيل اشترى منه دارا تعرف بدار الغرور حد منها في زقاق الفناء إلى عسكر الهالكين ويجمع هذه الدار حدود أربعة: الحد الأول ينتهي منها إلى دواعي العاهات، والحد الثاني ينتهي إلى دواعي المصيبات، والحد الثالث ينتهي منها إلى دواعي الآفات والحد الرابع ينتهي إلى الهوى المردي والشيطان المغوي وفيه يشرع باب هذه الدار على الخروج من عز الطاعة إلى الدخول في ذل الطلب فما أدركك في هذه الدار فعلى مبلبل أجسام الملوك وسالب نفوس الجبابرة ومزيل ملك الفراعنة مثل كسرى وقيصر وتبع وحمير، ومن جمع المال فأكثر واتحد ونظر بزعمه الولد ومن بني وشيد وزخرف وأشخصهم إلى موقف العرض إذا نصب الله عز وجل كرسيه لفصل القضاء وخسر هنالك المبطلون يشهد على ذلك العقل إذا خرج من أسر الهوى ونظر بالعينين إلى زوال الدنيا وسمع صارخ الزهد عن عرصاتها ما أبين الحق لذي عينين إن الرحيل أحد اليومين فبادروا بصالح الأعمال فقد دنا النقلة والزوال "
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن علي بن المثنى، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «ما لكم وللملوك ما أعظم منهم عليكم قد تركوا لكم طريق الآخرة فاركبوا طريق الآخرة ولكن لا ترضون تبيعونهم بالدنيا ثم تزاحمونهم على الدنيا ما ينبغي لعالم أن يرضى هذا لنفسه»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أحمد، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل، يقول: «يكون شغلك في نفسك ولا يكون شغلك في غيرك فمن كان شغله في غيره فقد مكر به»
وقال الفضيل: «لم يدرك عندنا من أدرك بكثرة صيام ولا صلاة وإنما أدرك عندنا بسخاء الأنفس وسلامة الصدور والنصح للأمة»
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن النضر الأزدي، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل، يقول: «من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله، وأخرج نور الإسلام من قلبه»
حدثنا محمد بن علي، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل، يقول: «إذا رأيت مبتدعا في طريق فخذ في طريق آخر»
وقال الفضيل: «لا يرتفع لصاحب بدعة إلى الله عز وجل عمل»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ومحمد بن علي، قالا: ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «من أعان صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام». قال: وسمعت رجلا قال للفضيل: من زوج كريمته من فاسق فقد قطع رحمها
قال: وسمعت فضيلا، يقول: «نظر المؤمن إلى المؤمن جلاء القلب، ونظر الرجل إلى صاحب البدعة يورث العمى»
قال وسمعت الفضيل، يقول: «من أتاه رجل فشاوره فقصر عمله فدله على مبتدع فقد غش الإسلام»
وقال الفضيل: «إني أحب من أحبهم الله وهم الذين يسلم منهم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأبغض من أبغضه الله وهم أصحاب الأهواء والبدع»
حدثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن علي، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل، يقول: «لأن آكل عند اليهودي والنصراني أحب إلي من أن آكل عند صاحب بدعة فإني إذا أكلت عندهما لا يقتدى بي وإذا أكلت عند صاحب بدعة اقتدى بي الناس، أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد، وعمل قليل في سنة خير من عمل صاحب بدعة ومن جلس مع صاحب بدعة لم يعط الحكمة ومن جلس إلى صاحب بدعة فاحذره، وصاحب بدعة لا تأمنه على دينك ولا تشاوره في أمرك ولا تجلس إليه، فمن جلس إليه ورثه الله عز وجل العمى وإذا علم الله من رجل أنه مبغض لصاحب بدعة رجوت أن يغفر الله له، وإن قل عمله فإني أرجو له، لأن صاحب السنة يعرض كل خير وصاحب البدعة لا يرتفع له إلى الله عمل، وإن كثر عمله»
قال: وسمعت الفضيل يقول: «إن الله عز وجل وملائكته يطلبون حلق الذكر فانظر مع من يكون مجلسك لا يكون مع صاحب بدعة فإن الله تعالى لا ينظر إليهم، وعلامة النفاق أن يقوم الرجل ويقعد مع صاحب بدعة. وأدركت خيار الناس كلهم أصحاب سنة وهم ينهون عن أصحاب البدعة»
قال: وسمعت فضيلا، يقول: «إن لله عبادا يحيى بهم العباد والبلاد وهم أصحاب سنة من كان يعقل ما يدخل جوفه من حله كان في حزب الله تعالى»
وقال الفضيل: «أحق الناس بالرضا عن الله، أهل المعرفة بالله»
وقال الفضيل: «من مقت نفسه في ذات الله أمنه الله من مقته»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا أحمد بن إبراهيم الدوري، حدثني حسين بن زياد، قال: سمعت فضيلا، يقول: «ما على الرجل إذا كان فيه ثلاث خصال إذا لم يكن صاحب هوى، ولا يشتم السلف ولا يخالط السلطان»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم، حدثني داود بن مهران، قال: سمعت فضيلا، يقول في قوله: {وأوفوا بعهدي أوف بعهدكم} [البقرة: 40] قال: «أوفوا بما أمرتكم أوف لكم بما وعدتكم»
حدثنا أبو محمد، ثنا أحمد بن أحمد، ثنا العلاء العطار، قال: سمعت فضيلا، يقول في قوله: {إنا أخلصناهم بخالصة ذكرى الدار} [ص: 46] قال: «أخلصوا بهم الآخرة»
قال: وحدثتي العلاء العطار، قال: حدثني محمد بن فضيل، قال: " رأيت أبي في المنام فقلت: يا أبت ما صنع بك في العمر الذي كنت فيه؟ قال: لم أر للعبد خيرا من ربه "
حدثنا أبو محمد، ثنا أحمد، ثنا أحمد، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «إذا أراد الله عز وجل أن يتحف العبد سلط عليه من يظلمه»
حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا محمد بن أبي عثمان، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " ما على ظهر الأرض أبغض إلي من هارون ولا أحد أحب إلي بقاء منه لو قيل انتقص من عمرك ويزاد في عمره لفعلت، ولو خيرت بين موته أو موت هذا يريد ابنه أبا عبيدة، وإنى لأحبه يعني أبا عبيدة قال: وأحبه لأنه جاءني على الكبر لاخترت موت هذا فسبحان الذي جمع بين هاتين الخصلتين في قلبي " قال محمد: يريد لما يحدث بعد هارون من البلاء
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني إسماعيل بن عبد الله أبو النضر، ثنا يحيى بن يوسف الزمي، عن الفضيل بن عياض، قال: " لما دخل على هارون أمير المؤمنين قال: أيكم هو؟ قال: فأشاروا إلى أمير المؤمنين فقال: أنت هو يا حسن الوجه لقد وليت أمرا عظيما إني ما رأيت أحدا هو أحسن وجها منك فإن قدرت أن لا تسود هذا الوجه بلفحة من النار فافعل، فقال لي: عظني فقلت: ماذا أعظك؟ هذا كتاب الله تعالى بين الدفتين انظر ماذا عمل بمن أطاعه وماذا عمل بمن عصاه. وقال: إني رأيت الناس يغوصون على النار غوصا شديدا، ويطلبونها طلبا حثيثا، أما والله لو طلبوا الجنة بمثلها أو أيسر لنالوها فقال: عد إلي فقال: لو لم تبعث إلي لم آتك، وإن انتفعت بما سمعت مني عدت إليك "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن زكريا الغلابي، ثنا أبو عمر الحرمي النحوي، ثنا الفضل بن الربيع، قال: " حج أمير المؤمنين فأتاني فخرجت مسرعا فقلت: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك، فقال: ويحك قد حاك في نفسي شيء فانظر لي رجلا أسأله فقلت: هاهنا سفيان بن عيينة، فقال: امض بنا إليه فأتيناه فقرعنا الباب فقال: من ذا؟ قلت: أجب أمير المؤمنين فخرج مسرعا، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك، فقال: خذ لما جئناك له رحمك الله فحدثه ساعة، ثم قال له: عليك دين؟ فقال: نعم، قال: أبا عباس اقض دينه فلما خرجنا قال: ما أغنى عني صاحبك شيئا انظر لي رجلا أسأله قلت: هاهنا عبد الرزاق بن همام قال: امض بنا إليه فأتيناه فقرعنا الباب فخرج مسرعا، فقال: من هذا قلت: أجب أمير المؤمنين، فقال: يا أمير المؤمنين لو أرسلت إلي أتيتك، فقال: خذ لما جئناك له فحادثه ساعة ثم قال له: عليك دين؟ قال: نعم، قال: أبا عباس اقض دينه. فلما خرجنا قال: ما أغنى عني صاحبك شيئا، انظر لي رجلا أسأله قلت: هاهنا الفضيل بن عياض قال: امض بنا إليه، فأتيناه فإذا هو قائم يصلي يتلو آية من القرآن يرددها، فقال: أقرع الباب فقرعت الباب فقال: من هذا قلت: أجب أمير المؤمنين، فقال: ما لي ولأمير المؤمنين، فقلت: سبحان الله أما عليك طاعة أليس قد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليس للمؤمن بذل نفسه» فنزل ففتح الباب ثم ارتقى إلى الغرفة فأطفأ السراج ثم التجأ إلى زاوية من زوايا البيت فدخلنا فجعلنا نجول بأيدينا فسبقت كف هارون قبلي إليه، فقال: يا لها من كف ما ألينها إن نجت غدا من عذاب الله عز وجل. فقلت في نفسي: ليكلمنه الليلة بكلام من تقى قلب تقي فقال له: خذ لما جئناك له رحمك الله فقال: " إن عمر بن عبد العزيز لما ولي الخلافة دعا سالم بن عبد الله ومحمد بن كعب القرظي، ورجاء بن حيوة، فقال لهم: إني قد ابتليت بهذا البلاء فأشيروا علي فعد الخلافة بلاء وعددتها أنت وأصحابك نعمة، فقال له سالم بن عبد الله: إن أردت النجاة من عذاب الله فصم الدنيا وليكن إفطارك منها الموت، وقال له محمد بن كعب: إن أردت النجاة من عذاب الله فليكن أمير المؤمنين عندك أبا وأوسطهم عندك أخا وأصغرهم عندك ولدا فوقر أباك وأكرم أخاك وتحنن على ولدك، وقال له رجاء بن حيوة: إن أردت النجاة غدا من عذاب الله فأحب للمسلمين ما تحب لنفسك واكره لهم ما تكره لنفسك، ثم مت إذا شئت، وإني أقول لك فإني أخاف عليك أشد الخوف يوما تزل فيه الأقدام فهل معك رحمك الله مثل هذا أو من يشير عليك بمثل هذا فبكى هارون بكاء شديدا حتى غشي عليه، فقلت له: ارفق بأمير المؤمنين فقال: يا ابن الربيع تقتله أنت وأصحابك، وأرفق به أنا ثم أفاق، فقال له: زدني رحمك الله فقال: يا أمير المؤمنين بلغني أن عاملا لعمر بن عبد العزيز شكي فكتب إليه عمر: يا أخي أذكرك طول سهر أهل النار مع خلود الأبد وإياك أن ينصرف بك من عند الله فيكون أخر العهد وانقطاع الرجاء، قال: فلما قرأ الكتاب طوى البلاد حتى قدم على عمر بن عبد العزيز فقال له: ما أقدمك قال: خلعت قلبي بكتابك لا أعود إلى ولاية حتى ألقى الله عز وجل، قال: فبكى هارون بكاء شديدا، ثم قال له: زدني رحمك الله فقال: يا أمير المؤمنين إن العباس عم المصطفى صلى الله عليه وسلم جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله أمرني على إمارة، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إن الإمارة حسرة وندامة يوم القيامة فإن استطعت أن لا تكون أميرا فافعل» فبكى هارون بكاء شديدا، فقال له: زدني رحمك الله قال: يا حسن الوجه أنت الذي يسألك الله عز وجل عن هذا الخلق يوم القيامة فإن استطعت أن تقي هذا الوجه من النار فإياك أن تصبح وتمسي وفي قلبك غش لأحد من رعيتك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أصبح لهم غاشا لم يرح رائحة الجنة» فبكى هارون، وقال له: عليك دين؟ قال: نعم دين لربي لم يحاسبني عليه فالويل لي إن سألني، والويل لي إن ناقشني، والويل لي إن لم ألهم حجتي. قال: إنما أعني من دين العباد قال: إن ربي لم يأمرني بهذا إنما أمرني أن أصدق وعده وأطيع أمره فقال جل وعز {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين} [الذاريات: 57]. فقال له: هذه ألف دينار خذها فأنفقها على عيالك، وتقو بها على عبادتك، فقال: سبحان الله أنا أدلك على طريق النجاة وأنت تكافئني بمثل هذا سلمك الله ووفقك. ثم صمت فلم يكلمنا، فخرجنا من عنده فلما صرنا على الباب، قال هارون: إذا دللتني على رجل فدلني على مثل هذا، هذا سيد المسلمين، فدخلت عليه امرأة من نسائه فقالت: يا هذا قد ترى ما نحن فيه من ضيق الحال فلو قبلت هذا المال فتفرجنا به، فقال لها: مثلي ومثلكم كمثل قوم كان لهم بعير يأكلون من كسبه فلما كبر نحروه، فأكلوا لحمه. فلما سمع هارون هذا الكلام، قال: ندخل فعسى أن يقبل المال فلما علم الفضيل خرج فجلس في السطح على باب الغرفة، فجاء هارون فجلس إلى جنبه، فجعل يكلمه فلا يجيبه فبينا نحن كذلك إذ خرجت جارية سوداء فقالت: يا هذا قد آذيت الشيخ منذ الليلة فانصرف رحمك الله فانصرفنا "
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن النصر الأزدي، قال: سمعت عبد الصمد بن يزيد، يقول: سمعت فضيل بن عياض، يقول: «إني لأستحي من الله أن أشبع حتى أرى العدل قد بسط وأرى الحق قد قام»
قال: وسمعت الفضيل، يقول: «من علامة البلاء أن يكون الرجل صاحب بدعة»
حدثنا أحمد بن محمد بن مقسم، ثنا أبو الطيب الصفار، ثنا محمد بن يوسف الجوهري، قال: سمعت بشر بن الحارث، يقول: قال فضيل لعلي ابنه: «لعلك ترى أنك في شيء الجعل أطوع لله منك»
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: رأى فضيل بن عياض رجلا يضحك، فقال: " ألا أحدثك حديثا حسنا قال: بلى قال: {لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} [القصص: 76]
حدثنا محمد، قال: أخبرنا المفضل، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، قال: قال الفضيل: " ما تزين الناس بشيء أفضل من الصدق والله عز وجل، يسأل الصادقين عن صدقهم منهم عيسى ابن مريم عليه السلام، كيف بالكذابين المساكين، ثم بكى وقال: أتدرون في أي يوم يسأل الله عز وجل عيسى ابن مريم عليه السلام يوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين آدم فمن دونه، ثم قال: وكم من قبيح تكشفه القيامة غدا "
حدثنا محمد، ثنا المفضل، ثنا إسحاق، قال: قال الفضيل: «طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله أنيسه، وبكى على خطيئته»
وقال الفضيل: «إنما جعلت العلل ليؤدب بها العباد ليس كل من مرض مات»
وقال رجل لفضيل: " إن فلانا يغتابني، قال: قد جلب الخير جلبا "
حدثنا عبد الله بن محمد، ومحمد بن علي، قالا: ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " أدركت أقواما يستحيون من الله سواد الليل من طول الهجعة، إنما هو على الجنب، فإذا تحرك قال: ليس هذا لك قومي خذي حظك من الآخرة "
قال: وسمعت الفضيل يقول : قيل لإبراهيم: إنك لتطيل الفكرة، قال: «الفكرة مخ العمل»
قال: وسمعت الفضيل يقول: قال الحسن: «الفكرة مرآة تريك حسناتك وسيئاتك»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت العباس بن أبي طالب، قال: سمعت صالحا أبا الفضل الخزاز، قال: سمعت الفضيل بن عياض، في المسجد الحرام يقول: «أصلح ما أكون أفقر ما أكون وإني لأعصي الله فأعرف ذلك في خلق حماري وخادمي»
حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت العباس بن أبي طالب، يقول: سمعت عبد الله بن محمد الهباري، يقول: اعتل فضيل بن عياض فاحتبس عليه البول، فقال: " بحبي إياك لما أطلقته قال: فبال "
حدثنا أبي رحمه الله، ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول في مرضه الذي مات فيه: «ارحمني بحبي إياك فليس شيء أحب إلي منك»
قال: وسمعته وهو يشتكي، يقول: «مسني الضر وأنت أرحم الراحمين»
قال: وسمعت الفضيل، كثيرا يقول: «ارحمني فإنك بي عالم. ولا تعذبني فإنك علي قادر»
وسمعته يقول: «اللهم زهدنا في الدنيا فإنه صلاح قلوبنا وأعمالنا، وجميع طلباتنا، ونجاح حاجاتنا»
حدثنا أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: «الذاكر سالم من الإثم ما دام يذكر الله، غانم من الأجر»
وسمعته يقول: «من استوحش من الوحدة واستأنس بالناس لم يسلم من الرياء»
قال: وسمعت الفضيل يقول يريد بذلك الحجة «إن من كان قبلكم كانت الدنيا مقبلة عليهم وهم يفرون منها ولهم من القدم ما لهم وهي اليوم عنكم مدبرة وأنتم تسعون خلفها ولكم من الأحداث ما لكم وأي حسرة على امرئ أكبر من أن يؤتيه الله عز وجل علما فلم يعمل به فسمعه منه غيره فعمل به فيرى منفعته يوم القيامة لغيره»
قال وسمعت الفضيل، يقول: «لن يعمل عبد حتى يؤثر دينه على شهوته ولن يهلك حتى يؤثر شهوته على دينه»
حدثنا أبي، ثنا إسماعيل، ثنا إبراهيم، ثنا الفضيل بن عياض، عن محمد بن سوقة، قال: «أمران لو لم نعذب إلا بهما لكنا مستحقين بهما لعذاب الله، أحدنا يزاد الشيء من الدنيا فيفرح بها فرحا ما علم الله أنه فرح بشيء زاده قط في دينه، وينقص الشيء من الدنيا فيحزن عليه حزنا ما علم الله أنه حزن على شيء قط نقصه في دينه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين الحذاء، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا الفيض بن إسحاق، قال: سمعت الفضيل، يقول: «لا حج ولا جهاد ولا رباط أشد من حبس اللسان لو أصبحت يهمك لسانك أصبحت في غم شديد، وسجن اللسان سجن المؤمن، وليس أحد أشد غما ممن سجن لسانه»
قال: وسمعت الفضيل يقول: «تكلمت فيما لا يعنيك فشغلك عما يعنيك ولو شغلك ما يعنيك تركت ما لا يعنيك»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن الحسين، ثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا داود بن مهران، ثنا الفضيل بن عياض، حدثني رجل، قال: " في الإنجيل مكتوب: ابن آدم أطعني فيما أمرتك ولا تعلمني بما يصلحك "
قال الفضيل: «وكان الرجل من بني إسرائيل لا يفتي ولا يحدث حتى يتعبد سبعين سنة»
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم، ثنا عبد الله بن محمد بن سليمان، ثنا محمد بن قطن، قال: قال الفضيل بن عياض: «إنما يهابك الخلق على قدر هيبتك لله»
حدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن يزيد، ثنا عبد الله بن أبي بكر، قال: سمعت فضيل بن عياض يقول: «ما رأيت أحدا من تكلى مع تكلى»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن زنبور، قال: سمعت الفضيل، يقول: «رهبة العبد من الله عز وجل على قدر علمه، ورهبته من الدنيا على قدر رغبته في الآخرة»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا أبو عبد الصمد، ح. وحدثنا أبي، ثنا إبراهيم بن محمد، ثنا محمد بن يزيد، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «المؤمن في الدنيا مغموم يتزود ليوم معاده، قليل فرحه ثم بكى»
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا الحسن بن محمد، ثنا أبو زرعة، ثنا عبد الله بن عمر الجعفي، قال: قال بكر بن محمد العابد: قال فضيل بن عياض: «أنت لا ترى خائفا كيف تخاف»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا محمد بن زنبور، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «أعلم الناس بالله أخوفهم له»
قال محمد: سمعت رجلا، يقول: رأيت فضيل بن عياض في المنام فقلت له: أوصني فقال: «عليك بأداء الفرائض فإني لم أر شيئا قط مثلها»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن روح، قال: حدثني عمر بن محمد بن عبد الحكيم، قال: حدثني عبد الرحمن بن حيان المصري، قال: قيل للفضيل بن عياض: يا أبا علي ما بال الميت ينزع نفسه وهو ساكت وابن آدم يضطرب من القرصة قال: " إن الملائكة توثقه، ثم قرأ: {توفته رسلنا وهم لا يفرطون} [الأنعام: 61]
حدثنا أبو محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا سهل بن عاصم، قال: سمعت إبراهيم بن الأشعث، يقول: سمعت فضيلا، يقول في قوله {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما} [النساء: 29]. قال: «لا تغفلوا عن أنفسكم، فإن من غفل عن نفسه فقد قتلها»
حدثنا أبو محمد عبد الله، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا داود بن حماد بن فرافصة ثنا أبو إسحاق، ثنا إبراهيم بن الأشعث، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " تزينت للناس وتصنعت لهم وتهيأت، ولم تزل ترائي حتى عرفوك، فقالوا: هو رجل صالح فأكرموك وقضوا لك الحوايج ووسعوا لك في المجلس وعظموك، خيبة لك ما أسوأ حالك إن كان هذا شأنك "
قال: وسمعت فضيلا، يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد ويبكي ويردد هذه الآية: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} [محمد: 31]. وجعل يقول ونبلو أخباركم، ويردد وتبلو أخبارنا إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا ويبكي "
حدثنا أبو محمد، ثنا العباس بن محمد، ثنا الحجاج بن حمزة، حدثني محمد بن علي، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: «العلم دواء الدين، والمال داء الدين، فإذا جر العالم الداء إلى نفسه كيف يصلح غيره»
حدثنا عبد الله بن محمد، ومحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا أحمد بن علي، ثنا عبد الصمد بن يزيد مردويه، قال: سمعت الفضيل بن عياض، يقول: " إنما سمي الصديق لتصدقه، وإنما سمي الرفيق لترفقه ليس في السفر وحده بل في السفر والحضر، قلنا: يا أبا علي فسر لنا هذا قال: أما الصديق فإذا رأيت منه أمرا تكرهه فعظه ولا تدعه يتهور وأما الرفيق فإن كنت أعقل منه فارفقه بعقلك وإن كنت أحلم منه فارفقه بحلمك وإن كنت أعلم منه فارفقه بعلمك وإن كنت أغنى منه فارفقه بمالك "
حدثنا عبد الصمد بن محمد، ومحمد بن إبراهيم، قالا: ثنا أحمد بن علي، ثنا عبد الصمد قال: سمعت الفضيل، يقول: " إذا أتاك رجل يشكو إليك رجلا، فقل: يا أخي اعف عنه فإن العفو أقرب للتقوى فإن قال: لا يحتمل قلبي العفو ولكن أنتصر كما أمرني الله عز وجل قل: فإن كنت تحسن تنتصر مثلا بمثل وإلا فارجع إلى باب العفو، فإن باب العفو أوسع فإنه من عفا وأصلح فأجره على الله، وصاحب العفو ينام الليل على فراشه، وصاحب الانتصار يقلب الأمور "
حدثنا أبو محمد، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد، قال: سمعت الفضيل، يقول: «صبر قليل ونعيم طويل، وعجلة قليلة، وندامة طويلة رحم الله عبدا أخمد ذكره وبكى على خطيئته قبل أن يرتهن بعمله»
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا جعفر بن أحمد بن فارس، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا مليح بن وكيع، قال: سمعتهم يقولون: خرجنا من مكة في طلب فضيل بن عياض إلى رأس الجبل فقرأنا القرآن فإذا هو قد خرج علينا من شعب لم نره، فقال لنا: أخرجتموني من منزلي ومنعتموني الصلاة والطواف أما إنكم لو أطعتم الله ثم شئتم أن تزول الجبال معكم زالت ثم دق الجبل بيده فرأينا الجبال أو الجبل اهتزت وتحركت "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن محمد بن علي الرازي، ثنا أحمد بن الحسين بن عباد، ثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الحذاء، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: «حيث ما كنت فكن ذنبا ولا تكن رأسا فإن الرأس تهلك والذنب ينجو»
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إبراهيم بن سفيان، ثنا عامر بن عامر، عن الحسن بن علي العابد، قال: قال فضيل بن عياض لرجل: كم أتت عليك، قال: ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك توشك أن تبلغ، فقال الرجل: يا أبا علي إنا لله وإنا إليه راجعون، قال له الفضيل: تعلم ما تقول، قال الرجل: قلت إنا لله وإنا إليه راجعون. قال الفضيل تعلم ما تفسيره؟ قال الرجل: فسره لنا يا أبا علي، قال: قولك إنا لله، تقول: أنا لله عبد، وأنا إلى الله راجع، فمن علم أنه عبد الله وأنه إليه راجع، فليعلم بأنه موقوف، ومن علم بأنه موقوف فليعلم بأنه مسئول ومن علم أنه مسئول فليعد للسؤال جوابا، فقال الرجل: فما الحيلة قال: يسيرة، قال: ما هي قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى وما بقي، فإنك إن أسأت فيما بقي أخذت بما مضى وما بقي "
حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن أبي إحسان، ثنا أحمد بن أبي الحواري، قال: سمعت أبا عبد الله الساجي، يقول: سأل رجل فضيل بن عياض، فقال: يا أبا علي متى يبلغ الرجل غايته من حب الله تعالى فقال له الفضيل: «إذا كان عطاؤه ومنعه إياك عندك سواء فقد بلغت الغاية من حبه»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن علي الرازي، ثنا النضر بن سلمة، ثنا دهرم بن الحارث، عن فضيل بن عياض، قال: " قدمت شعوانة فأتيتها فشكوت إليها وسألتها أن تدعو الله بدعاء، فقالت شعوانة: يا فضيل أما بينك وبين الله ما إن دعوته استجاب قال: فشهق الفضيل شهقة فخر مغشيا عليه قال، وقال الفضيل: «أعزنا بعز الطاعة ولا تذلنا بذل المعصية»
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى، ثنا عبد الصمد بن يزيد، قال: سمعت فضيل بن عياض، يقول: " ليس من عبد إلا وفيه ثلاث خصال أما اثنتان يسترهما وأما الثالثة فلا يقوى قيل: كيف ذاك يا أبا علي؟ قال: يظهر الرجل حسن الخلق في الخيرات وليس بحسن الخلق ويظهر السخاء وليس بسخي، ولكن الثالثة عقل الرجل عند المحاورة إن كان له عقل عرفته لا يقدر يتصنع "
حدثنا محمد بن أحمد بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن داود، ثنا عبد الله بن هلال الرومي ببيروت، ثنا أحمد بن عاصم قال: التقى سفيان الثوري، وفضيل بن عياض، " فتذاكرا فبكيا، فقال سفيان: إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة فقال الفضيل: نرجو لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه علينا شؤما، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك فتزينت لي به وتزينت لك به فعبدتني وعبدتك قال: فبكى سفيان حتى علا نحيبه، ثم قال: أحييتني أحياك الله "
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن داود، ثنا الفضيل بن عياض، يقول: «ما حليت الجنة لأمة ما حليت لهذه الأمة ثم لا ترى لها عاشقا» قال الشيخ أبو نعيم رحمه الله: كلام الفضيل ومواعظه تكثر اقتصرنا منها على ما أملينا نفعنا الله وإياكم بها. كذلك له من المسانيد. أسند الفضيل عن أعلام التابعين وعلمائهم، منهم سليمان الأعمش ومنصور بن المعتمر أدركا أنس بن مالك وعبد الله بن أبي أوفى رضي الله تعالى عنهم، ومنهم عطاء بن السائب وحصين بن عبد الرحمن ومسلم الأعور وأبان بن أبي عياش وكلهم أدركوا أنس بن مالك رضي الله تعالى عنه. وروى عن الفضيل الأعلام والأئمة منهم سفيان الثوري وسفيان بن عيينة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وحسين بن علي الجعفي ومؤمل بن إسماعيل وعبد الله بن وهب المصري وأسد بن موسى وثابت بن محمد العابد ومسدد ويحيى بن يحيى النيسابوري وقتيبة بن سعيد وأشكالهم ونظراؤهم
حدثنا سليمان بن أحمد وأحمد بن محمد بن الحارث قالا: ثنا عبدان بن أحمد، ثنا إسماعيل بن زكريا، ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان الأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: كنا إذا جلسنا في الصلاة قلنا السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل فعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم التشهد، فقال: «إن الله هو السلام السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين» قال أبو وائل في حديث عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم: «إذا قلتها أصابت كل عبد صالح في السماء والأرض» وقال أبو إسحاق في حديث عبد الله: " إذا قلتها أصابت كل ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد صالح: أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث الأعمش عن أبي وائل رواه عنه الناس وحديث فضيل لا نعلمه رواه عنه إلا إسماعيل وكان فضيل يتورع أن يقول الأعمش فكان إذا حدث عنه، قال: سليمان بن مهران، وإنما أصحابه وصفوه بالأعمش ليكون أشهر
حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد المفيد، ثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان الأعمش، عن زيد بن وهب، عن عبد الله بن مسعود، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق الصدوق: «إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله عز وجل الملك فيؤمر بأربع» فذكره صحيح متفق عليه رواه عن الأعمش الجم الغفير، وحديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن يونس
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا يعقوب بن أبي عباد، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن جرير بن عبد الله البجلي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لا يرحم الناس لا يرحمه الله عز وجل» هذا حديث صحيح ثابت رواه عن الأعمش جماعة لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث يعقوب
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن سعيد الوراق الكوفي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا الفضيل بن عياض، عن الأعمش، عن المعرور بن سويد،، عن أبي ذر، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد فقال: " انظر أي رجل يرى في عينك أرفع فنظرت فإذا رجل عليه حلة وحوله ناس فقلت : هذا قال: انظر أي رجل يرى أدنى في عينك فنظرت فإذا رجل عليه كساء، قال: هذا خير عند الله عز وجل يوم القيامة من قراب الأرض مثل هذا " ثابت مشهور من حديث الأعمش
حدثنا عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي ح. وحدثنا الحسين بن بندار، ثنا هرمز المعدل التستري، ثنا محمد بن هارون بن حميد، ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، ح. وحدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا موسى بن هارون، ثنا سويد بن سعيد، قالوا: ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران، عن أبي عمرو الشيباني، عن ابن مسعود، قال: جاء رجل بناقة مخطومة فقال: يا رسول الله هذه الناقة في سبيل الله قال: «لك بها سبعمائة ناقة مخطومة في الجنة» مشهور من حديث الأعمش ثابت حدث به عن الفضيل جماعة من المتقدمين يونس بن محمد عن الفضيل
حدثنا أبو بكر الآجري، وعلي بن هارون، قالا: ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الفضيل بن عياض، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تجزئ صلاة لا يقيم الرجل فيها صلبه في الركوع والسجود» صحيح ثابت من حديث الأعمش لا أعلم رواه عن فضيل إلا قتيبة وإبراهيم بن محمد الشافعي
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا المقدام بن داود، ثنا أسد بن موسى، ثنا فضيل بن عياض عن الأعمش، عن ثمامة بن عقبة المحاملي، عن زيد بن أرقم، قال: " جاء يهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا أبا القاسم تزعم أن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون قال: «نعم والذي نفسي بيده إن الرجل ليعطى مثل قوة مائة في الأكل والشرب والشهوة والجماع» فقال اليهودي: إن الذي يأكل ويشرب يكون له حاجة، والجنة مطهرة قال: «حاجة أحدهم عرق معصص من جلده كريح المسك فإذا بطنه قد ضمر» من حديث الأعمش ثابت رواه عنه الناس، وحديث فضيل تفرد به أسد بن موسى فيما قاله سليمان
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن عمرو بن أبي عاصم، ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، ح. وحدثنا علي بن أحمد بن علي المقدسي، ثنا محمد بن عبد بن عامر ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن لله ملائكة فضلا عن كتاب الناس يطوفون في الطريق ويبتغون الذكر فإذا رأوا قوما يذكرون الله تنادوا: إلى حاجتكم قال: فتحفهم بأجنحتهم إلى عنان السماء فيقول الله وهو أعلم: ما يقول عبادي قالوا: يحمدونك ويسبحونك ويمجدونك فيقول: هل رأوني فيقولون: لا فيقول: كيف لو رأوني قالوا: لو رأوك كانوا أشد لك تسبيحا وتمجيدا فيقول: ما يسألوني؟ قالوا: يسألونك الجنة فيقول: رأوها فيقولون: لا، فيقول: كيف لو رأوها فيقولون: لو رأوها كانوا أشد لها طلبا وعليها حرصا قال: ومم يتعوذون؟ قالوا: يتعوذون من النار قال: هل رأوها قالوا: لا فيقول: كيف لو رأوها فيقولون: لو رأوها كانوا أشد منها تعوذا وأشد فرارا فيقول: أشهدكم أني قد غفرت لهم فيقول الملك: فيهم فلان ليس منهم إنما جاء لحاجة فيقول تبارك وتعالى: هم السعداء لا يشقى جليسهم " هذا مما تفرد به الأعمش عن أبي صالح وهو من عيون حديثه ومشاهيره رواه عبد الواحد بن زياد وأبو بكر بن عياش وأبو معاوية
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي، ثنا محمد بن عبد بن عامر، ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، ثنا فضيل بن عياض، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، والتوبة معروضة بعد ذلك» ثابت صحيح من حديث الأعمش رواه عنه الأئمة والقدماء زيد بن أبي أنيسة والثوري وشعبة وهارون بن سعد وأبو حمزة السكوني
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا القاسم بن زكريا، ثنا عبد الله بن أبي زياد، ثنا حسين بن علي الجعفي، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى: من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه وإن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا وإن تقرب إلي ذراعا تقربت إليه باعا وإن أتاني يمشي أتيته هرولة " صحيح من حديث الأعمش رواه شعبة وعبد الواحد بن زياد وأبو معاوية وجرير وغيرهم لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث حسين بن علي الجعفي
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، وأحمد بن إسحاق، قالا: ثنا أبو بكر بن أبي عاصم ثنا إبراهيم بن محمد الشافعي، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الإمام ضامن والمؤذن أمين أرشد الله الأئمة وأعان المؤذنين» رواه الجم الغفير عن الأعمش، وحديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن محمد الشافعي
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن عبد الله بن رسته، ثنا عباس بن الوليد، ثنا فضيل بن عياض، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «استعيذوا بالله من عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال» عزيز من حديث الأعمش لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث عباس
حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي، ثنا إسحاق بن أحمد بن نافع، والحسين بن محمد بن حماد ح، وحدثنا عمر بن موسى بن عيسى، ثنا محمد بن هارون بن مدين، قالوا: ثنا محمد بن جعفر المكنى زنبور، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انظروا إلى من هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فإنه أجدر أن لا تزدروا نعمة الله عليكم» لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث محمد رواه عبد الأعلى بن عبد الواحد الكلاعي عن عبد الله بن وهب، عن فضيل فخالف أصحاب الأعمش حدثنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المادراني، ثنا أحمد بن محمد بن محمد بن الحجاج، ثنا عبد الأعلى بن عبد الواحد الكلاعي ثنا عبد الله بن وهب ثنا الفضيل بن عياض، عن سليمان، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله وهذا وهم من عبد الأعلى أو ممن دونه إنما يعرف للأعمش في هذا الحديث ثلاثة أقاويل: الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة. والأعمش عن أبي سفيان، عن جابر، والأعمش عن أبي وائل، عن عبد الله، رضي الله تعالى عنهم أجمعين
حدثنا أبي، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر على مسلم في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة ومن يسر على معسر في الدنيا يسر الله عليه في الدنيا والآخرة والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه» مشهور من حديث الأعمش رواه عنه من القدماء محمد بن واسع ولم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث إبراهيم بن الأشعث
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق الأنماطي، ثنا محمد بن عبد بن عامر، ثنا يحيى بن يحيى النيسابوري، ثنا الفضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران الكاهلي، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق بن الأجدع، قال: قال أبو بكر الصديق: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء» عزيز من حديث فضيل ما كتبته إلا من هذا الوجه
حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ح وثنا أبو بكر الطلحي، ثنا أبو حصين القاضي، ح وثنا أبي، ثنا عمر بن إبراهيم بن أبان السراج البغدادي، قالوا: ثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن ثعلبة بن يزيد الحماني، عن علي بن أبي طالب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار» عزيز من حديث فضيل لا أعلم رواه عنه إلا الحماني
حدثنا سليمان بن أحمد، إملاء سنة ثمان وأربعين، ثنا جبرون بن عيسى المصري، ثنا يحيى بن سليمان الحفري، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أشرب قلبه حب الدنيا التاط منه بثلاث، شقاء لا ينفد، وحرص لا يبلغ عناه، وأمل لا يبلغ منتهاه، والدنيا طالبة ومطلوبة فمن طلب الدنيا طلبته الآخرة، ومن طلب الآخرة طلبته الدنيا حتى يستوفي منها رزقه» غريب من حديث فضيل والأعمش وحبيب، لم نكتبه إلا من حديث جبرون عن يحيى
حدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا سويد بن سعيد، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن ذر، عن سبيع، عن النعمان بن بشير، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الدعاء هو العبادة لأن الله تعالى يقول: «ادعوني أستجب لكم» لا يعرف هذا الحديث إلا من حديث ذر وهو ذر بن عبد الله الهمداني أبو عمر بن ذر يعرف بسبيع الحضرمي رواه عن ذر الأعمش ومنصور، ورواه عن الأعمش جماعة وعن منصور الثوري وشعبة وشيبان وجرير وغيرهم
حدثنا محمد بن جعفر، وعبد الله بن محمد بن جعفر، قالا: ثنا جعفر بن محمد الفريابي ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم الطائي، عن جابر بن سمرة، قال: خرج إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم قالوا: يا رسول الله كيف تصف الملائكة قال: يتمون الصفوف المتقدمة، ويتراصون في الصف " مشهور من حديث المسيب بن رافع رواه عن الأعمش الثوري وأخوه عمر بن سعيد وزائدة وزهير وأبو معاوية ورواه أشعث بن سوار عن علي بن مدرك عن تميم الطائي، وتميم بن طرفة
حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن عيسى الطباع، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن عبد الله، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ويسمع منكم ويسمع ممن يسمع منكم» غريب من حديث فضيل عن الأعمش، لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عيسى
حدثنا أبو بكر أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا إدريس بن عبد الكريم الحداد المقرئ، ثنا سعد بن زنبور، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل موته بثلاث يقول: «لا يموتن أحد منكم إلا وهو يحسن بالله الظن» ثابت مشهور من حديث جابر رواه عنه أبو سفيان واسمه طلحة بن نافع وأبو الزبير ووهب بن منبه، ورواة حديث الأعمش عن أبي سفيان الثوري، وابن عيينة وزهير وأبو جعفر الرازي وأبو عوانة وجرير بن حازم في آخرين ورواة حديث أبي الزبير عن أبي الزبير واصل مولى أبي عيينة وموسى بن عقبة وابن جريج وابن أبي ليلى وابن لهيعة
حدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا عبد الحميد بن صالح، ح. وحدثنا علي بن الفضيل المعدل، ثنا محمد بن أيوب، ثنا مسدد، قالا: ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فهاجت ريح منتنة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن ناسا من المنافقين اغتابوا ناسا من المؤمنين وقال مسدد: من المسلمين فلذلك هاجت هذه الريح وقال مسدد: فبعثت هذه الريح لذلك " فمشهور من حديث فضيل عن الأعمش رواه عنه المتقدمون
حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد بن إسحاق ثنا محمد بن عبد بن عامر، ثنا يحيى بن يحيى، ثنا فضيل بن عياض، عن سليمان بن مهران، عن أبي سفيان، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس بين الكفر والإيمان إلا ترك الصلاة» ثابت مشهور من حديث جابر رواه عنه عمرو بن دينار وأبو الزبير وغيرهما ورواه الثوري عن الأعمش، عن أبي سفيان مثله
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الحسن بن هارون بن سليمان، ح وحدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا أبو يعلى، قالا: ثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر، عن أبي سعيد الخدري، قال: «رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في ثوب واحد متوشحا به» رواه الثوري وداود الطائي والناس عن الأعمش مثله
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا إسماعيل بن إسحاق السراج، ثنا سويد بن سعيد، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك، قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول: " يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك قالوا: يا رسول الله تخاف علينا وقد آمنا بك قال: ما من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن فإن شاء أقامه وإن شاء أزاغه " رواه الثوري عن الأعمش مثله
حدثنا أبو السري الحسين بن محمد الحذاء التستري، ومحمد بن حميد، قالا: ثنا الحسن بن عثمان، ح وحدثنا محمد بن علي، ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، وأبوعروبة قالوا: ثنا محمد بن زنبور، ثنا فضيل، عن سليمان الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس، قال: أتانا معاذ بن جبل فقلت: حدثنا من طرائف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كنت رديفه فقال: " يا معاذ ما حق الله؟ قلت: الله ورسوله أعلم قال: حقه عليهم أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئا، قلت: فما حق العباد إذا فعلوا ذلك قال: حقهم عليه أن لا يعذبهم " صحيح ثابت من حديث أنس عن معاذ رواه عنه قتادة وغيره من حديث الأسود بن هلال عن معاذ، ولا يذكر هذه اللفظة من طرائف حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا أبو سفيان عن أنس
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ومحمد بن جعفر الإمام، قالا: ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن أبي صالح الحنفي، عن بكير الحريري، ونفر، من الأنصار فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقبل كل رجل منا يوسع إلى جنبه رجاء أن يجلس إليه حتى قام على الباب وأخذ بعضادتيه فقال: «الأئمة من قريش ولي عليكم حق عظيم، ولهم مثل ذلك ما فعلوا ثلاثا. إذا استرحموا رحموا وإذا حكموا عدلوا وإذا عاهدوا وفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين» مشهور من حديث أنس رواه عنه بكير وهو بكير بن وهب ورواه عن بكير سهل أبو الأسد وأبو صالح الحنفي اسمه عبد الرحمن بن قيس
حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب الطبراني، ثنا أحمد بن داود الجنديسابوري السكري، ثنا محمد بن خليد الحنفي، ثنا فضيل بن عياض، عن الأعمش، عن المنهال بن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن عبد الله بن الحارث، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " شكا نبي من الأنبياء إلى ربه عز وجل، فقال: يا رب يكون العبد من عبيدك يؤمن بك ويعمل بطاعتك فتزوي عنه الدنيا وتعرض له البلاء ويكون العبد من عبيدك يكفر بك ويعمل بمعاصيك فتزوي عنه البلاء وتعرض له الدنيا فأوحى الله عز وجل إليه: إن العباد والبلاد لي وإنه ليس من شيء إلا وهو يسبحني ويكبرني ويهللني أما عبدي المؤمن فله سيئات فأزوي عنه الدنيا وأعرض له البلاء حتى يأتيني فأجزيه بحسناته وأما عبدي الكافر فله حسنات فأزوي عنه البلاء وأعرض له الدنيا حتى يأتيني فأجزيه بسيئاته " غريب من حديث فضيل والأعمش لم نكتبه مرفوعا إلا من هذا الوجه وعبد الله بن الحارث فيما أرى هو الزبيدي المكتب كوفي حدث عنه، عمرو بن مرة وأبو، يروي عن عبد الله بن عمرو، وابن عمر رضي الله تعالى عنهم
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن أبو علي الصواف، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن علي الإمام، ثنا الحسن بن علي، مولى بني هاشم ثنا سعد بن زنبور، قالا: ثنا فضيل بن عياض، عن منصور بن المعتمر، عن شقيق، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سباب المسلم فسوق وقتاله كفر» صحيح ثابت متفق عليه رواه الثوري وشعبة عن منصور وحصين مثله
حدثنا محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن صالح النجاري، ثنا عبد الله، يقول: إني لأخبر بمكانكم فما يمنعني أن أخرج إليكم إلا مخافة أن أملكم وقد «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة مخافة السآمة علينا» صحيح ثابت من حديث منصور والأعمش
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا أحمد بن محمد بن عبد الله الشافعي، ثنا عمي إبراهيم بن محمد، ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن شقيق، عن مسروق، قال: قالت عائشة: «ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة إلا وهو يتعوذ من عذاب القبر» ثابت مشهور من حديث منصور لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث الشافعي
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو عمر محمد بن عثمان الوراق، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن ربعي، عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مما أدرك الناس من كلام النبوة إذا لم تستح فاصنع ما شئت» ثابت مشهور من حديث منصور، وحديث فضيل بن عياض مرفوعا لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن يونس
حدثنا أبي ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " كان رجل يسيء الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فاحرقوني ثم اطحنوني ثم ذروني في البحر في يوم عاصف فإن ربي إن قدر علي لم يغفر لي فلما مات فعلوا به ذلك فجمعه الله عز وجل فقال: ما حملك على الذي فعلت قال: ما حملني إلا مخافتك فغفر له " رواه إبراهيم الشافعي عنه موقوفا وتفرد برفعه عن الفضيل إبراهيم بن الأشعث
حدثنا محمد بن علي بن حبيش، وأحمد بن إبراهيم الكندي، قالا: ثنا أحمد بن أبي عوف، ثنا عبد الله بن عمير القواريري، ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن الشعبي، عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «من ذبح قبل الصلاة فليعد الذبح» كذا رواه فضيل عن منصور، مختصرا بهذا اللفظ ورواه الثوري وشعبة وغيرهما عن منصور مطولا
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ح وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إبراهيم بن الإسحاقي الحارثي، ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، قالا: ثنا الفضيل بن عياض، عن منصور بن المعتمر، عن الشعبي، عن أم سلمة، قالت: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج من بيته قال: «اللهم إني أعوذ بك أن أزل أو أضل أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل علي» رواه الثوري وشعبة بن منصور مثله
حدثنا أبو جعفر محمد بن محمد بن أحمد المقرئ ثنا الحسين بن محمد بن حاتم عبيد العجل ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدموا المدينة من طعام بر ثلاثة أيام حتى لحق بالله» مشهور من حديث إبراهيم عن الأسود
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن عمرو الخلال المكي، ثنا عبد الله بن عمران العابدي، ثنا فضيل، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: " جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من أهلي وأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فأذكرك فما أصبر حتى آتيك فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإني إذا دخلت الجنة حسبت أن لا أراك فلم يرد إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا حتى نزل جبريل عليه السلام بهذه الآية: {ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا} [النساء: 69] غريب من حديث فضيل ومنصور متصلا تفرد به العابدي فيما قاله سليمان
حدثنا محمد بن جعفر المؤذن، ثنا إبراهيم بن علي، ح وحدثنا إسحاق بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حماد، قالا: ثنا محمد بن زياد الزيادي، ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حج هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه» صحيح متفق عليه حدث به الثوري وشعبة عن منصور
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا يحيى بن حجر، ثنا فضيل، ح. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا حرملة بن يحيى، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا فضيل، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا هجرة فوق ثلاثة أيام من هجر فوق ثلاث فمات دخل النار» صحيح من حديث منصور حدث به الثوري، وشعبة مثله
حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن مخلد ثنا أحمد بن علي الخزاز، ثنا الهيثم بن أيوب أبوعمران الطالقاني، ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال إبليس: يا رب ليس أحد من خلقك إلا جعلت له رزقا ومعيشة فما رزقي؟ قال: ما لم يذكر عليه اسمي " غريب من حديث منصور وفضيل لم يروه عنه متصلا إلا الهيثم
أخبرنا أبو بكر الآجري عبد الله بن محمد بن أحمد، قالا: ثنا جعفر الفريابي، ثنا الهيثم بن أيوب الطالقاني، ثنا فضيل بن عياض، عن منصور، عن خيثمة، قال: قيل لعبد الله بن عمرو: إن ابن مسعود يقول: «إن الرجل ليسبح في عرقه حتى يبلغ أنفه» فقال عبد الله بن عمر: «إن للمؤمنين كراسي من لؤلؤ يجلسون عليها ويظلل عليهم بالغمام ويكون يوم القيامة عليهم كساعة من نهار أو كأحد طرفيه»
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا الحميدي، ثنا فضيل بن عياض، ثنا منصور بن المعتمر، عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم منتصرا من مظلمة ظلمها قط ما لم تنتهك محارم الله فإذا انتهك من محارم الله شيء كان أشدهم في ذلك غضبا وما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن مأثما» ثابت صحيح من حديث الزهري، رواه الثوري عن منصور
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا جبرون بن عيسى، ثنا يحيى بن سليمان الحفري، ثنا الفضيل بن عياض، عن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن موسى بن عمران عليه السلام مر برجل وهو يضطرب، فقام يدعو الله عز وجل أن يعافيه فقيل له: يا موسى إنه ليس يصيبه خبط من إبليس ولكنه جوع نفسه فهو الذي تراه إني أنظر إليه كل يوم مرارا أتعجب من طاعته فمره فليدع لك فإن له عندي كل يوم دعوة " غريب من حديث فضيل ومنصور وعكرمة تفرد به يحيى بن سليمان الحفري فيما قاله سليمان
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا يحيى بن عثمان بن أبي شيبة، ح وحدثنا أبو بكر عبد الله بن يحيى بن معاوية الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، قالا: ثنا عبد الحميد بن صالح البرجمي، ثنا فضيل بن عياض، عن حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، أن عروة البارقي، حدثهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة قيل: وما ذاك قال: الأجر والمغنم " مشهور من حديث الشعبي رواه عنه جماعة
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا جبرون بن عيسى، ثنا يحيى بن سليمان، ثنا الفضيل بن عياض، عن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم وفي يده قطعة من ذهب، فقال لعبد الله بن عمر: " ما كان محمد قائلا لربه وهذه عنده فقسمها قبل أن يقوم ثم قال: ما يسرني أن لأصحاب محمد مثل هذا الجبل وأشار إلى أحد ذهبا فينفقها في سبيل الله ويترك منها دينارا " فقال ابن عباس: قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قبض ولم يدع دينارا ولا درهما ولا عبدا ولا أمة ولقد ترك درعه مرهونة عند رجل من اليهود بثلاثين صاعا من الشعير كان يأكل منه ويطعم عياله " غريب من حديث الفضيل وحصين، تفرد به يحيى بن سليمان فيما قاله سليمان
حدثنا أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا الفضيل بن عياض، ومروان بن معاوية، وعيسى بن يونس، وابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير، قال: " كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: أما إنكم سترون ربكم يوم القيامة كما ترون هذا القمر وأشار إلى القمر بالسبابة لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا، ثم قرأ: {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها} [طه: 130] الآية. صحيح متفق عليه رواه عن إسماعيل الجم الغفير، وحديث الفضيل لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم بن الأشعث
حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ح وحدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، قالا: ثنا الحميدي، ثنا فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، عن طاوس، عن ابن عباس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «الطواف بالبيت صلاة إلا أن الله أحل فيه المنطق فمن نطق فلا ينطق إلا بخير» لا أعلم أحدا رواه مجردا عن عطاء إلا الفضيل
حدثنا أبي وأبو محمد بن حيان ومحمد بن جعفر قالوا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن أبي موسى الأشعري، يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن إبليس يبعث جنوده كل صباح ومساء فيقول: من أضل رجلا أكرمته، ومن فعل كذا فله كذا فيأتي أحدهم فيقول: لم أزل به حتى طلق امرأته قال: فتزوج أخرى فيقول: لم أزل به حتى زنى فيجيزه ويكرمه ويقول: لمثل هذا فاعملوا، ويأتي آخر فيقول: لم أزل بفلان حتى قتل، فيصيح صيحة يجتمع إليه الجن فيقولون له: يا سيدنا ما الذي فرحك فيقول: أخبرني فلان أنه لم يزل برجل من بني آدم يفتنه ويصده حتى قتل رجلا فدخل النار فيجيزه ويكرمه كرامة لم يكرم بها أحدا من جنوده ثم يدعو بالتاج فيضعه على رأسه ويستعمله عليهم " رواه فضيل
حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي الأهوازي، ثنا عبدان بن أحمد، ثنا إسماعيل بن زكريا، ثنا فضيل بن عياض، عن فطر بن خليفة، عن حماد، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس المكافئ بالواصل ولكن المواصل من إذا قطعت رحمه وصلها» كذا رواه إسماعيل بإدخال حماد بين فطر ومجاهد منفردا به عن فضيل، والمشهور، ما رواه فطر والأعمش والحسن بن عمر والفقيمي عن مجاهد نفسه، ورواه أيضا عبد الرحمن بن حرملة، عن مجاهد، نحوه
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا جعفر الفريابي، ثنا هريم بن مسعر الترمذي، ح. وحدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا سويد بن سعيد، قالا: ثنا فضيل بن عياض، عن ليث بن أبي سليم، عن مجاهد، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن شاركته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة» غريب بهذا اللفظ تفرد به ليث عن مجاهد وهو ثابت صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر رضي الله تعالى عنه
حدثنا محمد بن الحسن، ومحمد بن علي بن حبيش، قالا: ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ح وحدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا جدي أبو حصين محمد بن الحسين بن حبيب قالا: ثنا أحمد بن أبي حصين، ثنا جدي أبو حصين محمد بن الحسين بن حبيب قالا: ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، وأبو بكر بن عياش، وابن حي، ومندل وأبو الأحوص، وحفص بن غياث وعبد السلام بن حرب وأبو معاوية قالوا: ثنا ليث، عن أبي الزبير، عن جابر: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام حتى يقرأ: الم تنزيل الكتاب، وتبارك الذي بيده الملك لا أعلم أحدا رواه عن فضيل مجموعا معهم إلا أحمد بن يونس
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن علي بن إسماعيل الأسقدني، ثنا بشر بن يحيى المروزي، عن عياض، عن ليث، عن الشعبي، عن مسروق، عن ابن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما خيب الله عبدا قام في جوف الليل فافتتح سورة البقرة وآل عمران ونعم كنز المؤمن البقرة وآل عمران» غريب من حديث الفضيل وليث، تفرد به بشر بن يحيى فيما قاله سليمان
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ح. وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو عمر محمد بن عثمان الضرير، قالا: ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن سفيان الثوري، عن عبد الله بن السائب، عن زاذان، عن عبد الله بن مسعود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لله ملائكة سياحون في الأرض يبلغوني عن أمتي السلام» غريب من حديث الثوري وعبد الله بن السائب لا يعرف له راو غير زاذان إلا عبد الله بن السائب وهو كوفي سمع منه الأعمش
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا جبرون بن عيسى، ثنا يحيى بن سليمان الحفري، ثنا فضيل بن عياض، ثنا سفيان الثوري، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه، أن معاوية، ضرب على الناس بعثا فخرجوا، فرجع أبو الدحداح، فقال له معاوية: ألم تكن خرجت مع الناس؟ قال: بلى، ولكني سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فأحببت أن أضعه عندك مخافة أن لا تلقاني، سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «يا أيها الناس من ولي منكم عملا فحجب بابه عن ذي حاجة للمسلمين حجبه الله أن يلج باب الجنة، ومن كانت الدنيا نهمته حرم الله عليه جواري فإني بعثت بخراب الدنيا ولم أبعث بعمارتها» غريب من حديث الفضيل والثوري لم نكتبه إلا من حديث الحفري
حدثنا أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، عن الثوري، عن صالح مولى التوأمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما جلس قوم قط فتفرقوا ولم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي صلى الله عليه وسلم إلا كانت عليهم ترة يوم القيامة إن شاء عفا عنهم وإن شاء عذبهم» تفرد به إبراهيم بن الفضيل وهو مشهور من حديث الثوري عن صالح، وهو صالح ابن أبي صالح المدني مولى التوأمة بنت أمية بن خلف اسمها نبهانة تولدت مع أخرى سميت توأمة، والحديث حدثنا به، سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أبو نعيم، ثنا سفيان، عن صالح مثله
حدثنا محمد بن حميد، ثنا حامد بن شعيب، ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يعلى، قالا: ثنا عبيد الله بن عمر القواريري، حدثني فضيل بن عياض، عن مسلم البزاز، عن أنس بن مالك، قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجيب العبد ويركب الحمار ويعود المريض» مسلم البزاز هو مسلم بن كيسان الأعور الملائي
حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا الوليد بن سفيان الواسطي، ثنا محمد بن زنبور، ثنا فضيل بن عياض، عن أبان، عن أنس، عن أبي طلحة، قال: دفعنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو أطيب شيء نفسا فقلنا له فقال: «وما يمنعني وإنما خرج جبريل عليه السلام آنفا، فأخبرني أنه من صلى علي صلاة كتب الله له عشر حسنات ومحي عنه عشر سيئات ورد عليه مثل ما قال» ثابت مشهور من حديث أنس عن أبي طلحة رضي الله تعالى عنه وروي عنه من غير وجه
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن حصن الألوسي، ثنا محمد بن زنبور، ثنا فضيل بن عياض، عن أبان، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله كريم حيي يكره إذا بسط الرجل يده أن يردها صفرا ليس فيها شيء» كذا رواه فضيل عن أبان وهو غريب مشهور من حديث أبي عثمان النهدي، عن سليمان
حدثنا أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل، عن أبان، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مثل الدنيا والآخرة كمثل ثوب شق من أوله إلى آخره فتعلق بخيط منها فما لبث ذلك الخيط أن ينقطع» غريب من حديث الفضيل لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم، وأبان بن أبي عياش لا يصح حديثه لأنه كان نهما بالعبادة، والحديث ليس من شأنه
حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد، ثنا عبد الله بن محمد بن النعمان، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن هشام بن حسان، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه ما لم يحدث: اللهم اغفر له اللهم ارحمه، وأحدكم في الصلاة ما كانت الصلاة تحبسه " لم نكتبه عاليا من حديث الفضيل إلا من حديث أحمد بن يونس حدث به عنه أبو حاتم الرازي عن أحمد بن يونس
حدثنا إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ح وحدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا سفيان بن أحمد، ح وحدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ح. وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا هشيم بن خلف الدوري، قالوا: ثنا عبد الله بن عمر بن أبان،، ثنا حسين بن علي الجعفي، ثنا فضيل بن عياض، عن هشام،، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو يؤاخذني وابن مريم ربي بما جنت هاتان يعني أصبعيه التي تلي الإبهام والتي تليها لعذبنا ولا يظلمنا شيئا» غريب من حديث الفضيل وهشام تفرد به عنه الحسين بن علي الجعفي
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، ثنا الحسين بن عمر بن أبي الأحوص، ثنا أحمد بن يونس،، ثنا فضيل بن عياض، عن هشام، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: «قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ودرعه رهن عند رجل يهودي بثلاثين صاعا من الشعير أخذه طعاما لأهله» مشهور من حديث عكرمة ورواه عنه هلال بن حباب وغيره غريب من حديث فضيل عن هشام
حدثنا أبو أحمد عبد الرحمن بن الحارث الغنوي، ثنا القاسم بن زكريا، ثنا محمد بن بكر القصير، ثنا الفضيل بن عياض، عن هشام بن حسان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كان يأتي على آل محمد الشهر ما يختبزون» غريب من حديث فضيل عن هشام وتفرد به محمد بن بكر
حدثنا أبو بكر الطلحي، ثنا الحسين بن جعفر القتات، ثنا عبد الحميد بن صالح، ثنا فضيل بن عياض، عن يحيى بن عبيد الله، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أيتها الأمة إني لا أخاف عليكم فيما لا تعلمون ولكن انظروا كيف تعملون فيما تعلمون» لا أعلم أحدا رواه بهذا اللفظ إلا يحيى بن عبيد الله بن وهب المدني ورواه عن الفضيل الحسن بن قزعة مثله
حدثنا مخلد بن جعفر، ومحمد بن حميد، في جماعة قالوا: ثنا إبراهيم بن شريك، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، ثنا محمد بن ثور الصنعاني، عن معمر، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله تعالى كريم يحب الكرم ومعالي الأخلاق ويبغض سفسافها» غريب من حديث معمر وأبي حازم لا أعلم أحدا رواه عن الفضيل، إلا أحمد بن يونس
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا عبد الله بن الحسين بن معبد الملطي، ثنا موسى بن عبد الرحمن المسروقي، ثنا الحسين بن علي الجعفي، ثنا فضيل بن عياض، عن مطرح بن يزيد، عن عبيد الله بن زحر، عن علي بن يزيد عن القاسم، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " عرض علي ربي بطحاء مكة ذهبا فقلت: لا يا رب، ولكن أجوع يوما وأشبع يوما فإذا شبعت حمدتك وشكرتك وإذا جعت تضرعت إليك ودعوتك " وهذا الحديث لا أعلمه روي بهذا اللفظ، إلا عن علي بن يزيد، عن القاسم، رواه عن عبيد الله، يحيى بن أيوب مثله، والقاسم هو ابن عبد الرحمن مولى خالد بن يزيد من فقهاء دمشق
حدثنا أبي ثنا محمد بن جعفر ثنا إسماعيل بن يزيد ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل بن عياض، عن العلاء بن المسيب، عن أبيه، عن عبد الله بن مسعود، قال: «ليس للمؤمن راحة دون لقاء الله عز وجل فمن كانت راحته في لقاء الله فكأن قد» لا أعلم للفضيل عن العلاء شيئا غيره متصلا
حدثنا أبي، ثنا محمد، ثنا إسماعيل، ثنا إبراهيم، ثنا فضيل، عن يزيد بن أبي زياد، قال: سمعت أبا جحيفة، يقول: سمعت عبد الله بن مسعود، يقول: «ما شبهت ما عبر من الدنيا إلا شعبا شرب صفوه، وبقي كدره» لا أعرف للفضيل عن يزيد غيره
حدثنا أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا فضيل، عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان النهدي، عن عمر بن الخطاب، قال: «الشتاء غنيمة العابد» لا أعرف للفضيل عن سليمان شيئا متصلا غيره
حدثنا أبو علي محمد، ثنا أحمد بن الحسن، ثنا أسد بن موسى، ثنا الحميدي، ح وحدثنا محمد بن أحمد بن علي،، ثنا الحسن بن علي، مولى بني هاشم، ثنا سعد بن زنبور، ثنا فضيل بن عياض، عن أشعث بن سوار، عن الحسن، عن عثمان بن أبي العاص، قال: آخر ما عهد إلي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «صل بأصحابك صلاة أضعفهم فإن فيهم الضعيف والكبير وذا الحاجة، واتخذ مؤذنا لا يأخذ على الأذان أجرا» ثابت مشهور من حديث الحسن رواه حفص بن غياث ومحمد بن فضيل عن أشعث، ورواه هشام بن حسان وعبيدة بن حسان عن الحسن، ورواه، عن عثمان المغيرة بن شعبة، وسعيد بن المسيب، وموسى بن طلحة ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وعبد ربه بن الحكم الطائفي، والنعمان بن سالم الثقفي، وداود بن أبي عاصم الثقفي
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا موسى بن هارون، ثنا أحمد بن عبدة،، ثنا فضيل بن عياض، عن حميد، عن أنس، قال: «كنا نجمع مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم نرجع فنقيل» ثابت مشهور من حديث أبي حازم عن سهل بن سعد، غريب من حديث الفضيل تفرد به أحمد فيما قاله سليمان
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ومحمد بن جعفر بن يوسف، قالا: ثنا محمد بن الفضيل بن الخطاب، ثنا محمد بن عمر البغلاني، ثنا خالد بن يزيد، ثنا فضيل بن عياض، عن أبي هارون العبدي، عن أبي سعيد الخدري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من أطعم مسلما جائعا أطعمه الله من ثمار الجنة» غريب من حديث الفضيل وأبي هارون تفرد به خالد واسم أبي هارون عمارة بن جوين العبدي
حدثنا أبو القاسم إبراهيم بن أحمد بن أبي حصين، ثنا عبيد بن غنام، ثنا يحيى بن طلحة اليربوعي، ثنا فضيل بن عياض، عن محمد بن الزبير، عن الأسود بن سريع، قال: سمعت سلمان الفارسي يقول: «إنما تهلك هذه الأمة من قبل نقض مواثيقها» غريب من حديث الفضيل عن محمد، وهو كوفي انتقل إلى البصرة يعرف بالحنظلي يروي عن أبيه وعن الحسن وروى هذا الحديث، مرسلا رواه غيره عن محمد بن الزبير، عن الحسن، عن الأسود
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عثمان بن سعيد، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض عن عوف، عن قسامة بن زهير، عن أبي موسى الأشعري، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله تعالى خلق آدم من قبضة قبضها من أديم الأرض فجاء منهم الأبيض والأحمر والأسود من ذلك، والسهل والحزن والخبيث والطيب» كذا حدثناه سليمان عن فضيل، عن عوف، من حديث محمد بن عثمان. وحدثناه مرة أخرى ثنا عباس الإسفاطي، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل عن هشام بن حسان، عن عوف مثله وهو الصحيح قسامة بن زهير البصري تفرد بالرواية عن أبي موسى. وهذا الحديث رواه عن عوف الأعرابي جماعة منهم معمر وهشام ويحيى القطان ويزيد بن زريع، وهوذة بن خليفة
حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن العباس، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا إسماعيل بن عاصم، ثنا إبراهيم بن الأشعث، عن فضيل بن عياض، عن عمران بن حسان، عن الحسن، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه ذات يوم فقال: «هل منكم أحد يريد أن يؤتيه الله عز وجل علما بغير تعلم وهدى بغير هداية هل منكم أحد يريد أن يذهب الله عنه العمى ويجعله بصيرا، ألا من رغب في الدنيا، وطال أمله فيها أعمى الله قلبه على قدر ذلك، ومن زهد في الدنيا وقصر أمله فيها أعطاه الله تعالى علما بغير تعلم، وهدى بغير هداية، ألا سيكون بعدكم قوم لا يستقيم لهم الملك إلا بالقتل والتجبر ولا الغنى إلا بالعجز والبخل، ولا المحبة إلا بالاستخراج في الدين واتباع الهوى ألا فمن أدرك ذلك الزمان منكم فصبر للفقر وهو يقدر على الغنى، وصبر للذل وهو يقدر على العز، وصبر للبغضة وهو يقدرعلى المحبة لا يريد بذلك إلا وجه الله أعطاه الله عز وجل ثواب خمسين صديقا» لا أعلم رواه بهذا اللفظ إلا الفضيل عن عمران، وعمران يعد في أصحاب الحسن لم يتابع على هذا الحديث
حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم، ثنا الحسن بن علي بن شهريار، ثنا محمد بن عبد الجبار السلمي البصري، ثنا فضيل بن عياض، ثنا سعيد بن أبي بلال، عن عيسى بن أبي عيسى، عن الشعبي، قال: دخلت إلى فاطمة بنت قيس، فسألتها عن حديثها، فأخبرتني وقربت، إلي رطبا ثم قالت: ألا أخبرك بشيء سمعته من، رسول الله صلى الله عليه وسلم، دخلت يوما المسجد ورأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالسا على المنبر وقد اجتمع إليه من كان في المسجد، فجلست قريبا منه فقال: «إني لم أجمعكم لشيء بلغني عن عدوكم، ولكن تميم الداري أخبرني أن بني عم له أخبروه أنهم كانوا في سفينة فعصفت بهم الريح حتى لا يدرون أشرقوا هم أم غربوا، فقذفتهم الريح إلى جزيرة، فذكر قصة الجساسة بطولها» غريب من حديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الجبار وهو حديث صحيح ثابت متفق عليه، رواه عن الشعبي عدة من الكبار والتابعين
حدثنا علي بن هارون بن محمد، ثنا الحسن بن الفتح الشاشي، ثنا إسماعيل بن حرب،، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا الفضيل، وابن عيينة عن مجالد، وزكريا عن عامر، قال: سمعت النعمان بن بشير، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وأومى النعمان بأصبعيه إلى أذنيه «ألا إن الحلال بين والحرام بين، وبينهما أمور مشتبهات، فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام، كالراعي يرتع حول الحمى يوشك أن يرتع في الحمى، ألا وإن لكل ملك حمى وإن حمى الله محارمه، ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت وطابت صلح لها الجسد وطاب، وإن سقمت وفسدت سقم الجسد كله، وفسد وهي القلب» صحيح ثابت من حديث الشعبي عن النعمان، رواه عنه الجم الغفير وحديث الفضيل لم يروه عنه إلا إبراهيم
حدثنا أبو القاسم نذير بن جناح المحازتي وهمام بن أحمد الذهلي قالا: ثنا علي بن العباس البجلي، ثنا محمد بن زياد، ثنا فضيل بن عياض، عن الحسن بن عبيد الله، عن ربعي بن حراش، قال: قال حذيفة: " إن آخر ما أدركنا من النبوة : «إذا لم تستح فافعل ما شئت» رواه الحسن بن حفص عن فضيل مثله وقال: أراه مرفوعا، غريب من حديث الفضيل والحسن وهو صحيح ثابت من حديث ربعي عن أبي مسعود عقبة بن عمرو
حدثنا أبي ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن يزيد، ثنا إبراهيم بن الأشعث، ثنا الفضيل، عن أبي حمزة، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة، قالت: «ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البر السمراء ثلاث ليال حتى مات» غريب من حديث الفضيل عن أبي حمزة، واسمه ميمون الأعور كوفي رواه عن إبراهيم جماعة
أخبرت عن سهل بن السري البخاري، وأذن لي سهل في الرواية عنه قال: ثنا محمد بن علي بن سهل، ثنا النضر بن سلمة، ثنا إبراهيم بن الأشعث، عن فضيل بن عياض، عن سليمان الشيباني وبيان بن بشر عن قيس بن أبي حازم، عن المستورد بن شداد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه في اليم فلينظر بم يرجع» غريب من حديث فضيل عن سليمان بيان، وصحيحه ما رواه إسماعيل بن يزيد: ثنا إبراهيم بن الأشعث، عن إبراهيم، عن فضيل ثنا أبي ومحمد بن جعفر، قالا: ثنا محمد بن جعفر، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا فضيل، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس، عن المستورد، عن النبي صلى الله عليه وسلم
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن عبد العزيز، ثنا أحمد بن يونس، ثنا فضيل بن عياض، عن جابر، عن أبي جعفر، قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا شرب الماء، قال: الحمد لله الذي سقانا عذبا فراتا برحمته ولم يجعله ملحا أجاجا بذنوبنا " غريب من حديث الفضيل وجابر وهو يزيد الجعفي الكوفي وأبو جعفر هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب كذا رواه مرسلا
حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين، ويوسف بن جعفر الحرقي، قالا: ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية، ثنا حسن بن علي بن جعفر الأحمر، ثنا علي بن ثابت الدهان، ثنا فضيل بن عياض، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن سعيد بن المسيب، عن سلمان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أدركت كلبك وقد أكل بضعة فكل» غريب من حديث الفضيل ويحيى بن سعيد تفرد به عن الفضيل علي بن ثابت والصحيح ما رواه خيثمة عن عدي بن حاتم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: «إذا أكل الكلب فيها فلا تأكل منه فإنما أمسكه على نفسه»
حدثنا محمد بن حميد، ثنا محمد بن الحسن بن بدينا، ثنا محمد بن جعفر، ثنا الفضيل بن عياض، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم» غريب من حديث الفضيل صحيح ثابت من حديث صفوان
حدثنا علي بن هارون، ثنا جعفر الفريابي، ثنا هريم بن مسعر الترمذي، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا إبراهيم بن سلام، قالا: ثنا فضيل بن عياض، عن زياد بن سعد، عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة» غريب من حديث الفضيل وزياد. صحيح مشهور من حديث عمرو رواه عنه الجم الغفير
حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا جعفر الفريابي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا فضيل بن عياض، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه أن يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده» صحيح من حديث عبيد الله، عزيز من حديث فضيل
حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا موسى بن هارون، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا فضيل بن عياض، عن عبيد الله بن عمرو، عن أبي بكر بن سالم، عن سالم، عن عبد الله بن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كذب علي متعمدا بني الله له بيتا في النار» مشهور من حديث عبيد الله لم نكتبه من حديث فضيل إلا من حديث قتيبة
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا إسحاق بن أحمد الخزاعي، ثنا محمد بن زنبور، ثنا فضيل بن عياض، عن محمد بن عجلان، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، قال: أخذ كعب بيدي فقال: " خذ مني اثنتين، إذا دخلت المسجد فصل على النبي صلى الله عليه وسلم وقل: اللهم افتح لي أبواب الرحمة وإذا خرجت فصل على النبي صلى الله عليه وسلم وقل: اللهم احفظني من الشيطان " غريب من حديث فضيل لم نكتبه إلا من حديث محمد بن زنبور ورواه الضحاك بن عثمان عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة مرفوعا ورواه ابن أبي ذؤيب عن سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، موقوفا
حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد، ثنا يونس بن يعقوب النيسابوري، ثنا أحمد بن عبدة،، ثنا فضيل بن عياض، ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة يوم الفتح وعلى رأسه مغفر» ثابت صحيح من حديث مالك رواه عنه الجم الغفير وحديث الفضيل لم نكتبه إلا من حديث أحمد بن عبدة
حدثنا محمد بن علي، ثنا المفضل بن محمد الجندي، ثنا إسحاق بن إبراهيم الطبري، ثنا فضيل بن عياض، عن سفيان بن عيينة، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن ابن أبي أوفى، قال: «دخل النبي صلى الله عليه وسلم في بعض عمره مكة وهم يرمونه ونحن نستره» صحيح ثابت متفق عليه من حديث إسماعيل، غريب من حديث الفضيل تفرد به إسحاق
أخبرنا عبيد الله بن عدي في كتابه وحدثني عنه ثابت بن أسد، ثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم، ثنا حماد بن الحسن، ثنا عمر بن بشر المكي، ثنا فضيل بن عياض، قال: سمعت عبد الملك بن جرير، حدثني عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا توضع النواصي إلا لله في حج أو عمرة فما سوى ذلك فمثلة» غريب من حديث الفضيل لم نكتبه إلا من هذا الوجه
حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة، ثنا محمد بن أبي السري، ثنا فضيل بن عياض، ثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، قال: «إنه ليشكر للعبد إذا قال الحمد لله وإن كان على فرش وطيئة وعنده شابة حسناء» لا أعرف للفضيل من الشاميين رواية إلا هذه
دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 8- ص: 84
السعادة -ط 1( 1974) , ج: 8- ص: 84
الفضيل بن عياض التميمي. ثم احد بني يربوع. ويكنى أبا علي. ولد بخراسان بكورة أبيورد وقدم الكوفة وهو كبير فسمع الحديث من منصور بن المعتمر وغيره. ثم تعبد وانتقل إلى مكة فنزلها إلى أن مات بها في أول سنة سبع وثمانين ومائة في خلافة هارون. وكان ثقة ثبتا فاضلا عابدا ورعا كثير الحديث.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 43
الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي أبو علي الزاهد
أحد العباد
روى عن الأعمش ومنصور وجعفر الصادق وسليمان التيمي وحميد الطويل ويحيى الأنصاري وخلق
وعنه الشافعي والسفيانان وابن المبارك ويحيى القطان وبشر الحافي والسري السقطي وخلق
قال ابن سعد كان ثقة نبيلاً فاضلا عابداً ورعاً كثير الحديث مات بمكة في أول سنة سبع وثمانين ومائة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 110
الفضيل بن عياض أبو علي الزاهد
دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 68
الفضيل بن عياض(ع)
الإمام القدوة، شيخ الإسلام، أبو علي التميمي اليربوعي المروزي، شيخ الحرم.
روى عن: منصور بن المعتمر، وبيان بن بشر، وأبان بن أبي عياش، وأبي هارون العبدي، وخصين بن عبد الرحمن، وطبقتهم بالكوفة.
روى عنه: ابن المبارك، ويحيى القطان، والقعنبي، والشافعي، وأسد بن موسى، وقتيبة، وبشر الحافي، ومسدد، ويحيى بن يحيى التميمي، وأحمد بن المقدام، وخلق.
سكن مكة، وكان إماما ربانيا قانتا لله، ثقة، ثبتا، كبير الشأن.
قال ابن المبارك: ما بقي على ظهر الأرض أفضل من الفضيل.
وقال ابن سعد: ولد بخراسان، وسمع بالكوفة، ثم تعبد ونزل مكة، وكان ثقة، نبيلا، فاضلا، عابدا، كثير الحديث.
وقال النسائي: ثقة مأمون.
وقال ابن مهدي: فضيل صالح، ولم يكن بحافظ.
وقال هارون الرشيد: ما رأيت في العلماء أهيب من مالك، ولا أورع من الفضيل.
وقال شريك: لم يزل لكل قوم حجة في زمانهم، وإن فضيل بن عياض حجة لأهل زمانه.
وقال إبراهيم بن الأشعث: رأيت ابن عيينة يقبل يد الفضيل بن عياض مرتين.
وقال عبد الله بن خبيق: قال الفضيل: تباعد من القراء، فإنهم إن أحبوك مدحوك بما ليس فيك، وإن غضبوا شهدوا عليك، وقبل منهم.
قال إبراهيم بن شماس: مولد الفضيل بسمرقند، ونشأ بأبيورد.
وتوفي - فيما قيل - يوم عاشوراء سنة سبعٍ وثمانين ومئة، وقد نيف على الثمانين. رحمه الله.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1