الرشيد الغساني أحمد بن على بن إبراهيم ابن الزبير، أبو الحسن، القاضى الرشيد الغسانى الأسوانى: أديب متفقه عارف بالهندسة والطب والموسيقى والنجوم ؛ طموح للسيادة. مولده بأسوان (فى صعيد مصر) وكان أسود اللون، غليظ الشفة قصيرا، مبسوط الأنف كخلقة الزنوج. قدم القاهرة بعد مقتل الظافر الفاطمى وجلوس الفائز، فتقدم عند أمراء مصر ووزرائها وأنفذه الحافظ إلى اليمن داعيا له سنة 539 هـ ، فلما بلغها قلد قضاءها وأحكامها ولقب قاضى قضاة اليمن وداعى دعاة الزمن. وسمت نفسه إلى الخلافة فسعى إليها وأجابه قوم فسلموا عليه بها، وضربت باسمه نقود فوجه إليه الملك الصالح ابن رزيك من قبض عليه، وجئ به مكبلا إلى قوص. ثم ورد الأمر باطلاقه فعاش آمنا وألف كتبه، حتى ولى العاضد الخلافة وحاول شيركوه اقتحام مصر، فمال الرشيد إلى (شيركوه) وكاتبه، فاتصل ذلك بشاور (وزير العاضد) فطلبه، فاختفى بالاسكندرية. واتفق التجاء السلطان صلاح الدين إلى الاسكندرية ومحاصرته فيها فخرج الرشيد راكبا متقلدا سيفا وقاتل بين يديه ولم يزل معه مدة مقامه فى الاسكندرية إلى أن خرج منها، وشاور يشتد فى طلبه حتى ظفر به، فأمر باشهاره على جمل وعلى رأسه طرطور ووراءه جلواز ينال منه، فطيف به على هذه الحال وصلب شنقا على الأثر ودفن فى الاسكندرية ثم نقل إلى القرافة. من كتبه (جنان الجنان وروضة الأذهان) أربع مجلدات ذيل به على اليتيمة، و (أمنية الألمعى ومنية المدعى - ط) مقامة و (المقامات) نحو خمسين ورقة على نسق مقامات الحريرى، و (ديوان شعره) نحو مئة ورقة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 173