الجماز محمد بن عمرو بن عطاء بن يسار الشاعر المعروف بالجماز البصري النديم له أخبار مع أبي نواس وغيره. توفي في حدود الخمسين والمأتين. مر مع رفيق له فرآهما الإمام فأقام الصلاة فقال له الجماز: اصبر أما نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلب؟ ومن شعره لما تولى حيان بن بشر قضاء الشرقية ببغداذ وولي سوار بن عبد الله العنبري قضاء الغربية في زمان يحيى بن أكثم وكلاهما كان أعور:
رأيت من الكبائر قاضيين | هما أحدوثة في الخافقين |
الأبيات وقد مرت في ترجمة أبي العبر محمد بن أحمد وأوردها صاحب الأغاني له.
قال رجل للجماز: ولد لي البارحة ولد كأنه الدينار المنقوش، فقال له الجماز: لاعن أمه.
وصلى رجل صلاة خفيفة فقال له الجماز: لو رآك العجاج لسر بك، قال: ولم؟ قال: لأن صلاتك رجز.
وسمع محبوسا يقول: اللهم احفظني، فقال له: قل اللهم ضيعني، حتى تنفلت.
وأدخل يوما غلاما إلى منزله فلما خرج ادعى أنه هو الذي فعل بالجماز فبلغ ذلك الجماز فقال: حرم اللواط إلا بولي وشاهدي عدل.
وقيل له يوما: ما بقي من شهوتك للنساء؟ قال: القيادة عليهن. قال الجماز: قلت لرجل: قد زاد سعر الدقيق، فقال: لا أبالي أنا لا أشتري إلا الخبز. وطالب امرأته بالجماع فقالت: أنا حائض، وتحركت فضرطت فقال لها: قد حرمتنا خير حرك فاكفينا شر استك.
وقيل له: لأي شيء تقصر شعرك؟ فقال: الذي أجيء به أكثر مما تعطونني. وقال الجماز: حرم النبيذ على ثلاثة عشر نفسا: على من غنى الخطأ، واتكأ على اليمين، وأكثر أكل النقل، وكسر الزجاج، وسرق الريحان، وبل ما بين يديه، وطلب العشاء، وطلب البم، وحبس أول قدح، وأكثر الحديث، وامتخط في منديل الشراب، وبات في موضع لا يحتمل المبيت، ولحن المغني.
وكان يأكل عند سعيد بن سالم على مائدة دون مائدته فإذا رفع من مائدة سعيد شيء وضع على المائدة التي عليها الجماز فالتفت الجماز فقال: يا عمرو هذه المائدة عصبة لتلك كما يقال وما بقي فللعصبة.
وشهى جعفر بن سليمان أصحابه فتشهى كل إنسان منهم شيئا من الطعام فقال للجماز: وأنت ما تشتهي؟ قال: أن يصح ما اشتهوا.
وأدخل يوما غلاما إلى المسجد فلما فرغ منه أقبل المؤذن فقام الجماز إلى المحراب وخرئ فيه فقال المؤذن: يا عدو الله فجرت بالغلام في المسجد لأنه ليس لك بيت ما حجتك إن خرئت في المحراب؟ قال: علمت أنه يشهد علي يوم القيامة فأحببت أن أجعله خصما لئلا تقبل شهادته علي.
ودفع إلى غسال قميصه ليغسله فضيعه ورد عليه قميصا صغيرا فقال: ليس هذا قميصي، قال: بلى هو قميصك ولكنه توزي وفي كل غسلة يتقلص ويقصر، فقال له الجماز: أحب أن تعرفني في كم غسلة يصير القميص زرا.
وقال له الفتح بن خاقان: قد كلمت لك أمير المؤمنين حتى ولاك جزيرة القرود، فقال الجماز: ألست في السمع والطاعة أصلحك الله؟ فحصر الفتح وسكت.
وقال له بعض من حضر: إن أمير المؤمنين يريد أن يهب لك جارية، فقال: ليس مثلي من عز نفسه ولا كذب عند أمير المؤمنين إن أرادني على أن أقود عليها وإلا فما لها عندي شيء، فأمر له المتوكل بعشرة آلاف درهم فأخذها وانحدر فمات فرحا.
الجماز الشاعر الماجن اسمه محمد بن عمرو