السبكي أحمد بن على بن عبد الكافى، أبو حامد، بهاء الدين السبكى: فاضل، له (عروس الأفراح، شرح تلخيص المفتاح) ولى قضاء الشام (سنة 762هـ) فأقام عاما، ثم ولى قضاء العسكر، وكثرت رحلاته، ومات مجاورا بمكة.
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 176
بهاء الدين أبو حامد السبكي الشافعي أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الإمام الفقيه المفسر المحدث الأصولي الأديب بهاء الدين أبو حامد الشافعي -يأتي تمام نسبه في ترجمة والده قاضي القضاة في حرف العين في مكانه- ولد ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبع مائة بالقاهرة، استجاز له والده مشايخ عصره من الديار المصرية والشام ثم أحضره مجالس الحديث وسمعه الكثير على مشايخ بلده وسمع بنفسه، وقدم عليهم المسند أحمد بن أبي طالب الحجار فسمع عليه في الخامسة من عمره ’’صحيح البخاري’’ كاملا عن ابن الزبيدي وسمع من الكتب والأجزاء شيئا كثيرا وحفظ القرآن العظيم وصلى به القيام سنة ثمان وعشرين ثم إنه اشتغل بالفقه والنحو والأصول وغير ذلك على والده وعلى الشيخ أثير الدين أبي حيان وغيرهما، ولم يبلغ الحلم إلا وقد حصل من ذلك على شيء كثير، ونظم الشعر وأدرك الشيخ تقي الدين الصايغ صاحب السند العظيم في القراءات وسمع عليه بقراءة والده وغيره نحوا من ست قراءات في بعض أجزاء من القرآن. ولما كنت بالقاهرة سنة سبع وثلاثين وسبع مائة أخبرني عنه تقي الدين ابن رافع أنه صنف مجلدة ضخمة فيها تناقض كلام الرافعي والشيخ محيي الدين النووي رحمهما الله تعالى. ولما صنف ذلك كان عمره ست عشرة سنة، وأذن له بالإفتاء وعمره عشرون سنة، ولما توجه والده إلى قضاء القضاة بالشام ولاه السلطان الملك الناصر محمد مناصب والده في تدريس المنصورية وغير ذلك من السيفية والهكارية ومشيخة الحديث بالجامع الطولوني والجامع الظاهري وولى أخويه أيضا وهما جمال الدين الحسين وتاج الدين عبد الوهاب -وسيأتي ذكر كل منهما في مكانه، إن شاء الله تعالى- فقام بالوظائف المذكورة أحسن من قيام والده وبلغ ذلك والده وهو بالشام فقال، أنشدني ذلك من لفظه:
دروس أحمد خير من دروس علي | وذاك عند علي غاية الأمل |
لأن في الفرع ما في أصله وله | زيادة ودليل الناس فيه جلي |
أبو حامد في العلم أمثال أنجم | وفي النقد كالإبريز أخلص بالسبك |
فأولهم من اسفرايين نشؤه | وثانيهم الطوسي والثالث السبكي |
ولكن هذا آخر فاق أولا | لقد فضل الحاكي لدي على المحكي |
فهل ملكا ذا الفضل والسن هكذا | على ما أرى إني لذلك في شك |
علموني كيف أسلو وإلا | فاحجبوا عن مقلتي الملاحا |
بي ظباء قد تبدت صباحا | نورها أصبح يحكي الصباحا |
قلت للعذال لما تغالوا | في ملامي بعدما العذر لاحا |
علموني كيف أبكي وإلا | فاحجبوا عن مقلتي الملاحا |
فداكم فؤاد حان للبعد فقده | وصب قضى وجدا وما حال عهده |
وقلب جريح بالغرام متيم | وطرف قريح طال في الليل سهده |
أبو حامد حتم على الناس حمده | لما حاز من علم به بان رشده |
غذي علوم لم يزل منذ نشئه | يلوح على أفق المعارف سعده |
ذكي كأن من جاحم النار ذهنه | ذكاء ومن شمس الظهيرة وقده |
ومن حاز في سن البلوغ فضائلا | زمان اغتدى بالعي والجهل ضده |
أبا حامد إني لفضلك حامد | وإنك في كل العلوم لواحد |
بحبي سبيل الحب قام منارها | فلا تسألا عن مهجتي فيم نارها |
فحال الهوى لا يختفي وجحيمه | تزيد ظهورا حين يرجى استتارها |
وما قتل العشاق إلا صوارم | بدت من حمى ليلى يلوح غرارها |
إذا أقبلت فالقلب مرمى سهامها | وإن أدبرت فالعين تطفو بحارها |
بنفسي من صادت فؤادي وأصدأت | حياتي إذ صدت ودام نفارها |
تزيد لقلبي إن تباعد ربعها | دنوا وتجفو حين تقرب دارها |
وتأتي بعذر عن تعذر وصلها | وما فتنة العذراء إلا اعتذارها |
يصير جنح الليل صبحا جبينها | ويظلم بالفرع الطويل نهارها |
مهاة يزين الخصر منها سقامه | به ألم مما حواه إزارها |
فللكثب ما قد ضم منها وشاحها | وللبدر ما قد حاز منها خمارها |
على أن بدر التم يصفر إن بدت | ويخجله من وجنتيها احمرارها |
أيشبهها والفرق بالفرق واضح | وشمس الضحى أضحى إليها افتقارها |
لقد شق حبات القلوب شقيقها | فكان إلى خال حواه قرارها |
وما روضة أغنى عن الزهر زهرها | وغنى بها قمريها وهزارها |
وصفقت الأوراق حين تراقصت | بمر النسيم الرطب فيها بحارها |
بأرجائها الغزلان تحكي حسانها | وأفنانها الأفنان تجنى ثمارها |
يروقك من هيف القدود طوالها | ويسبيك من لحظ الجفون قصارها |
بها الكأس تكسى بالشمول شمائلا | ويخلفها بعد اللجين نضارها |
بأطيب عرفا من ثنائي على الذي | له من نفيسات المعالي خيارها |
له همة فوق السماء قرارها | ومكرمة بذل النوال شعارها |
حمى ملة الإسلام بحر علومه | وزان فمنه سورها وسوارها |
فكم حل إشكالا عقده | .......................... |
وكم قهر النظار في حومة الوغى | ببيض علوم لا يفل غرارها |
فليس فتى إلا علي وسيفه | يصان به من ذي الفقار فقارها |
تقي نقي طاهر علم له | محاسن مجد لا تعد صغارها |
أياديك ربي غيثها وانهمارها | علي كثيرات وقد عز جارها |
فمن ذاك نجلي أحمد الفاضل الذي | غدا وهو بحر للعلوم ودارها |
أبا حامد لا زلت في العلم صاعدا | إلى رتبة يعلو السماك قرارها |
تشيد أركانا له وتشيدها | فمنك مبانيها وأنت منارها |
أتاني قصيد منك فاقت بصنعة | فما إن تسامى أو يرام اقتدارها |
وما لي قوى تأتي إلي بمثلها | وقد أعجز الطائي منها احورارها |
فأسأل ربي أن يوقيك الردى | ويصرف عنك العين شط مزارها |
فنظمي حبيب للقلوب برقة | ومعنى به يعزى إلى المتنبئ |
ولست عن الأشعار يوما بعاجز | ولا أنا عن نظم القوافي بجبإ |
أبا حامد إني بشكرك مطرب | كأن ثنائي في المسامع شيز |
لقد حزت فضل الفقه والأدب الذي | يفوت الغنى من لا بذاك يفوز |
وفت المدى مهلا إلى الغاية التي | لها عن لحاق السابقين بروز |
فأصبحت في حل الغوامض آية | تميل إلى طرق الهدى وتميز |
كأن حروف المشكلات إذا أتت | لديك على حل العويص رموز |
وأثريت فاصرف للمساكين فضلة | فعندك من در البيان كنوز |
تجيد القوافي والقوى في بنائها | فبيتك للمعنى الشرود حريز |
سألت فخبر عن صلاة امرئ غدت | يحار بسيط عندها ووجيز |
تجوز إذا صلى إماما ومفردا | وإن كان مأموما فليس تجوز |
فأوف لنا كيل الهدى متصدقا | فأنت بمصر والشآم عزيز |
فمن ذا الذي يرجى وأنت كما نرى | مجيد مجيب للسؤال مجيز |
أيا من لشأو العلم بات يحوز | ومن لسواه المدح ليس يجوز |
ومن حاز في الآداب ما اقتسم الورى | فليس لشيء منه عنه نشوز |
ومن ضاع عرف الفضل منه ولم يضع | بجدواه عرف الجود فهو حريز |
سألت وما المسئول أعلم الذي | أردت ولا منه عليك بروز |
وقلت امرؤ لا يقتدي غير أنه | إماما وفردا بالجواز يفوز |
وذاك فتى أعمى نأى عنه سمعه | وليس لأفعال الإمام يميز |
فهاك جوابا واضحا قد أبنته | ومثلي عن حل الصعاب ضموز |
فإن كان هذا ما أردت فإنما | بفضلك في الدنيا تفك رموز |
وإن لم يكنه فالذي هو لازم | جواب لمضمون السؤال يجوز |
فلا زلت تبدي من فضائلك التي | تزيد مع الإنفاق وهي كنوز |
فأنت صلاح الدين والناس والدنا | وأنت خليل والخليل عزيز |
ما غائص في يابس كلما | تضربه سوطا أجاد العمل |
ذو مقلة غاص بها رأسه | والرأس في العادة مأوى المقل |
لله لغز فاق في حسنه | فظل في الألغاز فردا فضل |
أراه في المثقاب إن لم يكن | قد غاب عن فاسد فكري فضل |
أغن عناني لا أفيق لظلمه | ويطمعني في أن يفك عناء |
يذود أناسا لا يصدهم صدا | يزيد ضناهم ما يرى ويشاء |
خلا حيث أضحى في حشا كل شيق | جلي خصال لاح ليس خفاء |
وكل الورى تزهو بعارض خاله | لغرته ضوء الصباح إزاء |
إذا قال آتي خان غيا لجهله | يظن الضنى إن جاء زال شقاء |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0
أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى ابن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن نشوان بن سوار بن سليم السبكي أبو حامد بهاء الدين كذا نقلته من خط أخيه تاج الدين وسماه أبوه في أول ما ولد تماما ثم تسمى أحمد بعد أن جاز سن التمييز ومولده على ما قرأت بخط أبيه في آخر تاسع عشر بل بعد المغرب من ليلة العشرين من جمادى الآخرة سنة 719 وأحضر على الحجار في الخامسة جميع الصحيح وأسمع على يونس الدبوسي والواني والبدر ابن جماعة وجماعة وبدمشق من الجزري والمزي وغيرهما وأخذ عن أبيه وأبي حيان والرشيدي والأصبهاني وسمع على الشيخ تقي الدين ابن الصائغ عدة قراءات وتفقه على المجد الزنكلوني وابن القماح وغيرهما وأنجب وبرع وهو شاب قال الذهبي في المعجم المختص الإمام العلامة المدرس له فضائل وعلم جيد وفيه أدب وتقوى وساد وهو ابن عشرين سنة وأسرع إليه الشيب فأنقى وهو في حدود العشرين قلت كان ذلك لما ولي أبوه قضاء الشام فإنه فوض إليه تدريس المنصورية وغيرها ثم ولي هو تدريس الشافعي والحاكم ثم درس بالشيخونية أول ما فتحت وكانت له اليد الطولى في علوم اللسان العربي والمعاني والبيان وله عروس الأفراح شرح تلخيص المفتاح أبان فيه عن سعة دائرة في الفن وله تعليق على الحاوي وعمل قطعة على شرح المنهاج لأبيه وكان أديبا فاضلا متعبدا كثير الصدقة والحج والمجاورة سريع الدمعة قائما مع أصحابه وولي قضاء الشام عوضا عن أخيه في سنة 63 فأقام سنة ولم يصنع ذلك إلا حفظا للوظيفة على أخيه ثم ولي قضاء العسكر عوضا عن أبي البقاء لما ولي قضاء الديار المصرية وقد شرع في شرح الحاوي فكتب منه عدة مجلدات لو كمل لكان في عشرين مجلدة وشرع في شرح مختصر ابن الحاجب فكتب منه قطعة لطيفة في مجلد لو استمر عليه لكان عشر مجلدات أو أكثر وكان كثير الحج والمجاورة والأوراد والمروءة خبيرا بأمر دنياه وآخرته ونال من الجاه ما لم ينله غيره وقرأت بخط أبيه خلع على ابني أحمد تشريف صالحي لكونه مفتي دار العدل وذلك في سنة 52 ومن قول الشيخ تقي الدين في ولده
دروس أحمد خير من دروس علي | وذاك عند علي غاية الأمل |
مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0
أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي. العلامة بهاء الدين: أبو حامد ابن شيخ الإسلام: تقي الدين: أبي الحسن.
ولد بعد المغرب ليلة العشرين من جمادى الآخرة سنة 719.
وحضر على الحجار وسمع من ابن يونس الدبوسي، والواني، والبدر بن جماعة، والمزي، وجماعة.
وكان إسمه ’’تماما’’ فغيره ’’أحمد’’لأنه كان يتخيل ممن يسمع منه الحديث أنه إنما أخذ عنه لأجل إسمه ليجعله في حرف التاء.
وأخذ العلم عن أبيه والأصبهاني، وابن القماح، وأبي حيان، وتلا على التقي الصائغ.
وأنجب وبرع وهو شاب، وكانت له اليد الطولى في اللسان العربي، والمعاني، والبيان، وأسرع إليه الشيب، وخطب الجامع الطولوني، وكان غالب المصريين يخدمونه، لكثرة عطائه.
وله نظم فائق، من نظمه يمدح شيخه أبا حيان:
فداكم فؤادي حان للبعد فقده | وصب قضى وجدا وما حال عهده |
وقلب جريح بالغرام متيم | وطرف قريح طال في الليل سهده |
أبو حامد حتم على الناس حمده | لما حاز من علم بان رشده |
غزير علوم لم يزل منذ نشئه | يلوح على أفق المعارف سعده |
ذكي كأن قد صافح النار ذهنه | ذكاء ومن شمس الظهيرة وقده |
ومن حاز في سن البلوغ فضائلا | زمان أغتدي بالعي والجهل ضده |
دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 1- ص: 0
أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد السبكي الشافعي، أخي، الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد ابن شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين أبي الحسن. سمع من جده، وأبي الحسن علي بن عمر بن أبي بكر الواني، وأبي المحاسن يوسف بن عمر بن حسين الختني، وعبد الله بن علي الصنهاجي، وأبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار، وأحمد بن منصور ابن الجوهري، وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم بن قريش، ومحمد بن عبد الغني ابن الصعبي، وعبد المحسن بن أحمد ابن الصابوني، وجماعة.
وسمع كثيرا من الكتب والأجزاء، وحفظ القرآن العظيم، وصلى به في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة، ثم إنه اشتغل بالفقه والنحو والأصول وغير ذلك على والده، وعلى الشيخ أثير الدين أبي حيان وغيرهما، ولم يبلغ الحلم إلا وقد حصل من ذلك على شيء كثير، ونظم الشعر، وأدرك الشيخ تقي الدين الصائغ صاحب السند العظيم في القراءات، وسمع عليه بقراءة والده وغيره نحوا من ست قراءات في بعض أجزاء من القرآن.
وصنف مجلدة ضخمة فيها تناقض كلام الإمام الرافعي والشيخ محيي الدين النووي رحمهما الله تعالى، ولما صنف ذلك كان عمره ست عشرة سنة، وأذن له بالإفتاء وعمره عشرون سنة.
ولما توجه والده إلى قضاء القضاة بالشام ولاه السلطان الملك الناصر مناصب والده في تدريس المنصورية، وغير ذلك من السيفية والهكارية ومشيخة الحديث بالجامع الطولوني والجامع الظاهري، فقام بها أحسن قيام، وبرع في علوم شتى.
وقال أخوه سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله: إمام نظار، وهمام يعد في الأحبار، ومقدام لا يصطلى له بنار، ساح وابل فضله فملأ الآفاق، ولاح ساطع نوره لا يعترضه ما يعترض البدر من المحاق، وراح جواد بنائه متبانيا، والبرق يكبو خلفه إذا رام به اللحاق، جمع بين أشتات العلوم، وسهر الليالي بشهادة النجوم وجاء في مجالس مناظراته بكلمات منها معالم للهدى ومصابح تجلو الدجى، والأخريات رجوم.
قلت: مولده في ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبع مئة بالقاهرة.
أخبرنا أخي الشيخ الإمام العالم العلامة بهاء الدين أبو حامد أحمد ابن شيخ الإسلام علامة الوقت تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا علي بن عمر الواني، قال: أخبرنا البكري والمرسي؛ قالا: أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد الجلودي، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، قال: حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ’’إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه’’. قال: وهي ساعة خفيفة.
وأخبرناه عاليا بدرجة الإمام أقضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر ابن البرهان الواسطي قراءة عليه، قال: أخبرنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي، قال: أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي، فذكره.
انفرد بإخراجه مسلم من هذه الطريق.
ومحمد بن زياد هو الحجبي أبو الحارث البصري.
أنشدنا أخي الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد أحمد بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي لنفسه في استخراج الضمير من حروف المعجم.
أغن عناني لا أفيق لظلمه | ويطمعني في أن يفك عناء |
إذ قال آتي خان غيا لجيله | يظن الضنى إن جاء زال شقاء |
خلا حيث أضحى في حشا كل شيق | جلي خصال لاح ليس خفاء |
يذود أناسا لا يصدهم صدا | يزيد ضناهم ما يرى ويشاء |
وكل الورى يزهو بعارض خاله | لغرته ضوء الصباح إزاء |
دار الغرب الإسلامي-ط 1( 2004) , ج: 1- ص: 102
أحمد بن علي بن عبد الكافي بن يحيى بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن سليم السبكي
أبو حامد بهاء الدين ولد بعد المغرب من ليلة العشرين من جمادى الآخرة سنة 719 تسع عشرة وسبعمائة وأحضر على الحجار في الخامسة وسمع علي الدبوسي والبدر بن جماعة وبدمشق على ابن الجزري والمزي وغيرهما قال الذهبي في المعجم المختص الأمام العلامة المدرس له فضائل وعلم جيد وفيه أدب وتقوى وساد وهو ابن عشرين سنة وأسرع إليه الشيب فاتقى وهو في حدود العشرين قال ابن حجر وكانت له اليد الطولى في علم اللسان العربية والمعاني والبيان وله عروس الأفراح شرح تلخيص المفتاح أبان عن سمعة دائرة في الفن وله تعليق على الحاوي وعمل قطعة على شرح المنهاج لأبيه وكان أديباً فاضلا متعبداً كثير الصدقة والحج والمجاورة سريع الدمعة قائما مع أصحابه وولى قضاء الشام عوضاً عن أخيه في سنة 762 فأقام سنة ولم يصنع ذلك إلا حفظاً للوظيفة على أخيه ثم ولي قضاء العسكر وكان شرع في شرح مختصر ابن الحاجب فكتب منه قطعة لطيفة في مجلد ولو أتمه لكان عشر مجلدات أو أكثر وقال والده الشيخ تقي الدين لما درس ولده هذا
دروس أحمد خير من دروس علي | وذاك عند علي غاية الأمل |
دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 81
أحمد بن علي بن عبد الكافي، الشيخ بهاء الدين بن الشيخ تقي الدين السبطى الشافعي:
يأتي ذكره في باب التاء؛ لأن اسمه في الابتداء «تمام» ثم سمى أحمد.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1
بهاء الدين السبكي:
هو أحمد بن علي بن عبد الكافي. تقدم في «تمام» من حرف التاء المثناة من فوق.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1