السبكي أحمد بن على بن عبد الكافى، أبو حامد، بهاء الدين السبكى: فاضل، له (عروس الأفراح، شرح تلخيص المفتاح) ولى قضاء الشام (سنة 762هـ) فأقام عاما، ثم ولى قضاء العسكر، وكثرت رحلاته، ومات مجاورا بمكة.

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 1- ص: 176

بهاء الدين أبو حامد السبكي الشافعي أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الأنصاري الإمام الفقيه المفسر المحدث الأصولي الأديب بهاء الدين أبو حامد الشافعي -يأتي تمام نسبه في ترجمة والده قاضي القضاة في حرف العين في مكانه- ولد ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبع مائة بالقاهرة، استجاز له والده مشايخ عصره من الديار المصرية والشام ثم أحضره مجالس الحديث وسمعه الكثير على مشايخ بلده وسمع بنفسه، وقدم عليهم المسند أحمد بن أبي طالب الحجار فسمع عليه في الخامسة من عمره ’’صحيح البخاري’’ كاملا عن ابن الزبيدي وسمع من الكتب والأجزاء شيئا كثيرا وحفظ القرآن العظيم وصلى به القيام سنة ثمان وعشرين ثم إنه اشتغل بالفقه والنحو والأصول وغير ذلك على والده وعلى الشيخ أثير الدين أبي حيان وغيرهما، ولم يبلغ الحلم إلا وقد حصل من ذلك على شيء كثير، ونظم الشعر وأدرك الشيخ تقي الدين الصايغ صاحب السند العظيم في القراءات وسمع عليه بقراءة والده وغيره نحوا من ست قراءات في بعض أجزاء من القرآن. ولما كنت بالقاهرة سنة سبع وثلاثين وسبع مائة أخبرني عنه تقي الدين ابن رافع أنه صنف مجلدة ضخمة فيها تناقض كلام الرافعي والشيخ محيي الدين النووي رحمهما الله تعالى. ولما صنف ذلك كان عمره ست عشرة سنة، وأذن له بالإفتاء وعمره عشرون سنة، ولما توجه والده إلى قضاء القضاة بالشام ولاه السلطان الملك الناصر محمد مناصب والده في تدريس المنصورية وغير ذلك من السيفية والهكارية ومشيخة الحديث بالجامع الطولوني والجامع الظاهري وولى أخويه أيضا وهما جمال الدين الحسين وتاج الدين عبد الوهاب -وسيأتي ذكر كل منهما في مكانه، إن شاء الله تعالى- فقام بالوظائف المذكورة أحسن من قيام والده وبلغ ذلك والده وهو بالشام فقال، أنشدني ذلك من لفظه:

فقلت مجيزا له:
وقال أيضا وأنشدنيه من لفظه:
فقلت مجيزا له:
واقترح عليه والده قاضي القضاة وعمره يومئذ ست عشرة سنة أو دون ذلك أن ينظم على قول ابن المعتز:
فقال وهو أول ما نظم:
وقال يمدح العلامة أثير الدين أبا حيان بقصيدة أولها:
فعجب الشيخ أثير الدين منه ومن سنه فقال فيه:
وقال فيه أيضا:
ومن شعر بهاء الدين أبي حامد قصيدة مدح بها والده أولها:
فأجابه والده عن ذلك بقصيدة أنشدني منها:
واقترح عليه العلامة أثير الدين أبو حيان أن ينظم له في الشطرنج مثل بيت ذكره له على قافية الهمزة فقال أبياتا منها:
ولما ورد إلى دمشق في سنة أربع وأربعين وسبع مائة لزيارة والده على العادة التي له من زمن السلطان الملك الناصر محمد كتبت إليه:
فكتب الجواب عن ذلك سريعا:
وكتبت إليه وهو بدمشق ملغزا:
فكتب الجواب من وقته:
وأنشدني من لفظه لنفسه أبياتا يخرج منها الضمير على العادة لكنه عكس العدد فجعل للأول ستة عشر وللثاني ثمانية وللثالث أربعة وللرابع اثنين وللخامس واحدا وهي:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 7- ص: 0

أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى ابن تمام بن حامد بن يحيى بن عمر بن عثمان بن علي بن نشوان بن سوار بن سليم السبكي أبو حامد بهاء الدين كذا نقلته من خط أخيه تاج الدين وسماه أبوه في أول ما ولد تماما ثم تسمى أحمد بعد أن جاز سن التمييز ومولده على ما قرأت بخط أبيه في آخر تاسع عشر بل بعد المغرب من ليلة العشرين من جمادى الآخرة سنة 719 وأحضر على الحجار في الخامسة جميع الصحيح وأسمع على يونس الدبوسي والواني والبدر ابن جماعة وجماعة وبدمشق من الجزري والمزي وغيرهما وأخذ عن أبيه وأبي حيان والرشيدي والأصبهاني وسمع على الشيخ تقي الدين ابن الصائغ عدة قراءات وتفقه على المجد الزنكلوني وابن القماح وغيرهما وأنجب وبرع وهو شاب قال الذهبي في المعجم المختص الإمام العلامة المدرس له فضائل وعلم جيد وفيه أدب وتقوى وساد وهو ابن عشرين سنة وأسرع إليه الشيب فأنقى وهو في حدود العشرين قلت كان ذلك لما ولي أبوه قضاء الشام فإنه فوض إليه تدريس المنصورية وغيرها ثم ولي هو تدريس الشافعي والحاكم ثم درس بالشيخونية أول ما فتحت وكانت له اليد الطولى في علوم اللسان العربي والمعاني والبيان وله عروس الأفراح شرح تلخيص المفتاح أبان فيه عن سعة دائرة في الفن وله تعليق على الحاوي وعمل قطعة على شرح المنهاج لأبيه وكان أديبا فاضلا متعبدا كثير الصدقة والحج والمجاورة سريع الدمعة قائما مع أصحابه وولي قضاء الشام عوضا عن أخيه في سنة 63 فأقام سنة ولم يصنع ذلك إلا حفظا للوظيفة على أخيه ثم ولي قضاء العسكر عوضا عن أبي البقاء لما ولي قضاء الديار المصرية وقد شرع في شرح الحاوي فكتب منه عدة مجلدات لو كمل لكان في عشرين مجلدة وشرع في شرح مختصر ابن الحاجب فكتب منه قطعة لطيفة في مجلد لو استمر عليه لكان عشر مجلدات أو أكثر وكان كثير الحج والمجاورة والأوراد والمروءة خبيرا بأمر دنياه وآخرته ونال من الجاه ما لم ينله غيره وقرأت بخط أبيه خلع على ابني أحمد تشريف صالحي لكونه مفتي دار العدل وذلك في سنة 52 ومن قول الشيخ تقي الدين في ولده

وقرأت بخط أبيه قال قال ابني أبو حامد في درس أخيه الحسين بالشامية عندما جرى الكلام في قوله {الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم} أن في الآية إشارة إلى أن المراد بالظلم الشرك لأنه الذي يلتبس بالإيمان قال وهي فائدة عظيمة فرحت بها أشد من فرحي بالدرس ونقلت من خط أبيه من إنشاء ابني أبي حامد الحمد لله الذي شرح لمن شرع في إفادة العلم صدرا ومنح من منع نفسه إرادة الإثم في الدنيا حسنة وفي الآخرة أخرى وذكر خطبة الدرس قال وذلك في ربيع الأول سنة 48 وقرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري كان الشيخ بهاء الدين السبكي من رجال العلم وكان أبوه قاضي الشام فكثر ماله وكثرت وظائفه فإن أباه لما ولي قضاء الشام سأل أن تكون جهاته لولده هذا وهي درس الفقه بالمنصورية والميعاد بجامع ابن طولون والميعاد بجامع الظاهر وتدريس السيفية والكهارية وغير ذلك فلما مات ابن اللبان سعى في تدريس الشافعي فنازعه تاج الدين المناوي فحضر كل واحد منهما ثم نزع عنهما لابن خطيب يبرود ثم استنزله عنه بهاء الدين بمدرسة بالشام فاستمر فيه ثم استقر في إفتاء دار العدل ثم سعى في قضاء العسكر فلم يحصل له حتى ولي قريبه بهاء الدين أبو البقاء واستقر في تدريس الفقه بالشيخونية ثم لما مات ابن الجزري خطيب جامع ابن طولون فقرر أولاده عوضا عنه فسعى بهاء الدين إلى أن أخرج الخطابة عنهم بعد أن قررهم فيها تاج الدين المناوي وهو يومئذ الناظر الشرعي ثم ولي تدريس التفسير بجامع ابن طولون بعد الشيخ جمال الدين الأسنوي وكان سعى فيه بعد موت ابن عقيل فولاه أبو البقاء لولده بدر الدين فنزعه منه جمال الدين ابن التركماني قاضي الحنفية فلما مات سعى فيه بهاء الدين أيضا فقرر أمير علي المارديني فيه الأسنوي فلما مات الأسنوي أعاده أبو البقاء لولده فدخل عليه بهاء الدين في تلك الليلة فاستحيى منه وكتب له به فاجتمعت له هذه الوظائف العظيمة وكان غالب المصريين يخدمونه لكثرة عطائه ولا يحاول أمرا إلا ويصل إليه وصارت له دربة عظيمة في السعي حتى يبلغ أغراضه وجرت له في ذلك خطوب كثيرة وفي الغالب ينتصر وبنى داره التي بدرب الطفل وهي مشهورة وولي قضاء الشام مرة عوضا عن أخيه في دولة يلبغا وحضر أخوه علي وظائفه بالقاهرة ذكر الشيخ كمال الدين الدميري أنه مرض بمكة وهو مجاور قال فقال لي هذا جمادى وجرت العادة فيه بحدوث أمر ما فإن جاء الخبر بموت أبي البقاء وأنا في قيد الحياة فذاك وإلا فاقرأ الكتاب على قبري قلت وهذا الذي ذكره الدميري عنه من أمر جمادى الآخرة لم يرد به العموم وإنما أراد به خصوص نفسه لأنني رأيت بخط أبيه ما يدل عليه فإنه أرخ نظم حفيده أبي حاتم بن أبي حامد هذا في تاسع عشر جمادى الآخرة ثم عقب ذلك بأن قال ووليت أنا قضاء الشام في تاسع عشر جمادى الآخرة فكتب ابنه بهاء الدين في الهامش وفيه وليت أنا تدريس 252 المنصورية وغيرها ثم قال تقي الدين ولد ابني أبو حامد في آخر تاسع عشر جمادى الآخرة وأول ليلة العشرين منه وفي تاسع عشر جمادى الآخرة سنة 47 ولي ابني الحسين تدريس الشامية وهو تاريخ توقيعه وبخط بهاء الدين وفي تاسع عشر جمادى الآخرة سنة 62 ولي ابني أبو حاتم المقدم ذكره تدريس المنصورية قال وفي تاسع عشر جمادى الآخرة يعني سنة ست وستين ولي بهاء الدين أبو البقاء وفي تاسع عشر جمادى الآخرة يعني سنة 69 عزل أخي تاج الدين من قضاء الشام قلت ولم تتفق وفاته إلا في سابع شهر رجب سنة 73 فانخرم الاستقراء وقرأت بخط القاضي تقي الدين الزبيري لما ولي أمير على نيابة السلطنة بالديار المصرية قرر الشيخ سراج الدين البلقيني في قضاء دمشق وعزل تاج الدين السبكي وأخرج بهاء الدين السبكي إلى دمشق ليدعي عليه بما في جهته أيام مباشرة أبيه وأخيه فعقد لهم مجلس فحكم ابن خطيب الجبل باعتقال تاج الدين فاعتقل بقلعة دمشق وهرب أخوه فاختفى عند التاج الملكي قبل أن يسلم وكان يومئذ بدمشق كاتبا نصرانيا ولما مات بهاء الدين السبكي أوصى بوظائفه لأولاده وأولاد أخيه وكتب بخطه إلى محب الدين ناظر الجيش يسأل منه المساعدة على ذلك فوثب مختص النقاشي فانتزع خطابة جامع ابن طولون لأبي هريرة ولد أستاذه 254 أبي أمامة بن النقاش وكانت لمختص صورة كبيرة عند الملك الأشرف شعبان فعجز ناظر الجيش عن مقاومته وكذلك مشيخة الميعاد ولما خرج ذلك وثب الشيخ سراج الدين البلقيني على درس التفسير وقضاء العسكر وأبو البقاء على درس الشافعي وقرر أكمل الدين في درس الشيخونية الشيخ ضياء الدين إلى أن لم يبق مع أولاده شيء من جهاته وكانت كثيرة جدا حتى أخذ عز الدين الطيبي درس السيفية والكمال الدميري درس الكهارية والميعاد بجامع الظاهر قال الزبيري وكان الشيخ بهاء الدين قد عمل على أولاد الجزري خطيب الجامع الطولوني فأخذ منهم الخطابة بعد أن كان تاج الدين المناوي قررهم فيها فتولاها بهاء الدين بالجاه والسعي وحرموا منها وكان لا يتهنأ بالخطابة لأن يلبغا ما كان يصلي إلا في الجامع الطولوني فلا تعجبه خطبته فكان يأمره أن يستنيب غيره في الخطابة فكان لا يخطب فيه إلا إن كان يلبغا غائبا قلت وقد وقع لولد أبي هريرة ابن النقاش في الخطابة ومشيخة الميعاد أشد مما وقع لأولاد الجزري وذلك أن أبا هريرة نزل في مرض موته عن الخطابة لولده الصغير أبي اليسر محمد وعدل عن أخيه الأكبر أبي إمامة لأنه كان يخشى أن يقف بعض الأمراء في طريقه فاستقر أبو اليسر في الخطابة من أواخر سنة تسع عشرة إلى جمادى ... سنة 42 فعزله أبي أمامة بن النقاش وكانت لمختص صورة كبيرة عند الملك الأشرف شعبان فعجز ناظر الجيش عن مقاومته وكذلك مشيخة الميعاد ولما خرج ذلك وثب الشيخ سراج الدين البلقيني على درس التفسير وقضاء العسكر وأبو البقاء على درس الشافعي وقرر أكمل الدين في درس الشيخونية الشيخ ضياء الدين إلى أن لم يبق مع أولاده شيء من جهاته وكانت كثيرة جدا حتى أخذ عز الدين الطيبي درس السيفية والكمال الدميري درس الكهارية والميعاد بجامع الظاهر قال الزبيري وكان الشيخ بهاء الدين قد عمل على أولاد الجزري خطيب الجامع الطولوني فأخذ منهم الخطابة بعد أن كان تاج الدين المناوي قررهم فيها فتولاها بهاء الدين بالجاه والسعي وحرموا منها وكان لا يتهنأ بالخطابة لأن يلبغا ما كان يصلي إلا في الجامع الطولوني فلا تعجبه خطبته فكان يأمره أن يستنيب غيره في الخطابة فكان لا يخطب فيه إلا إن كان يلبغا غائبا قلت وقد وقع لولد أبي هريرة ابن النقاش في الخطابة ومشيخة الميعاد أشد مما وقع لأولاد الجزري وذلك أن أبا هريرة نزل في مرض موته عن الخطابة لولده الصغير أبي اليسر محمد وعدل عن أخيه الأكبر أبي إمامة لأنه كان يخشى أن يقف بعض الأمراء في طريقه فاستقر أبو اليسر في الخطابة من أواخر سنة تسع عشرة إلى جمادى ... سنة 42 فعزله السلطان الملك الظاهر جقمق لأنه كان يصلي هناك ويسمع خطبته فلا تعجبه وقرر في الخطابة والمشيخة برهان الدين إبراهيم بن أحمد بن الميلق خطيب جامع الماس لأنه كان مشهورا بجودة أداء الخطبة وجهد أبو اليسر بالسلطان كل الجهد فلم يجبه إلى إعادة الخطابة حتى لم يترك أحدا من طبقات الناس من الأمراء والكبراء والرؤساء والفقراء والعلماء فلم ينجع فيه وأصر على المنع ووعده أن يعوضه عنهما ومات بهاء الدين مجاورا بمكة ليلة الخميس السابع عشر من شهر رجب سنة 773 وله أربع وخمسون سنة وبضع أشهر ووهم ابن حبيب فقال عاش ستا وخمسين سنة

  • مجلس دائرة المعارف العثمانية - صيدر اباد/ الهند-ط 2( 1972) , ج: 1- ص: 0

أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي. العلامة بهاء الدين: أبو حامد ابن شيخ الإسلام: تقي الدين: أبي الحسن.
ولد بعد المغرب ليلة العشرين من جمادى الآخرة سنة 719.
وحضر على الحجار وسمع من ابن يونس الدبوسي، والواني، والبدر بن جماعة، والمزي، وجماعة.
وكان إسمه ’’تماما’’ فغيره ’’أحمد’’لأنه كان يتخيل ممن يسمع منه الحديث أنه إنما أخذ عنه لأجل إسمه ليجعله في حرف التاء.
وأخذ العلم عن أبيه والأصبهاني، وابن القماح، وأبي حيان، وتلا على التقي الصائغ.
وأنجب وبرع وهو شاب، وكانت له اليد الطولى في اللسان العربي، والمعاني، والبيان، وأسرع إليه الشيب، وخطب الجامع الطولوني، وكان غالب المصريين يخدمونه، لكثرة عطائه.
وله نظم فائق، من نظمه يمدح شيخه أبا حيان:

فأجابه أبو حيان بقوله:
توفي في ليلة الخميس السابع والعشرين من رجب سنة 773 بمكة.

  • دار التراث العربي - القاهرة-ط 1( 1972) , ج: 1- ص: 0

أحمد بن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد السبكي الشافعي، أخي، الشيخ الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد ابن شيخ الإسلام قاضي القضاة تقي الدين أبي الحسن. سمع من جده، وأبي الحسن علي بن عمر بن أبي بكر الواني، وأبي المحاسن يوسف بن عمر بن حسين الختني، وعبد الله بن علي الصنهاجي، وأبي العباس أحمد بن أبي طالب الحجار، وأحمد بن منصور ابن الجوهري، وعلي بن إسماعيل بن إبراهيم بن قريش، ومحمد بن عبد الغني ابن الصعبي، وعبد المحسن بن أحمد ابن الصابوني، وجماعة.
وسمع كثيرا من الكتب والأجزاء، وحفظ القرآن العظيم، وصلى به في سنة ثمان وعشرين وسبع مئة، ثم إنه اشتغل بالفقه والنحو والأصول وغير ذلك على والده، وعلى الشيخ أثير الدين أبي حيان وغيرهما، ولم يبلغ الحلم إلا وقد حصل من ذلك على شيء كثير، ونظم الشعر، وأدرك الشيخ تقي الدين الصائغ صاحب السند العظيم في القراءات، وسمع عليه بقراءة والده وغيره نحوا من ست قراءات في بعض أجزاء من القرآن.
وصنف مجلدة ضخمة فيها تناقض كلام الإمام الرافعي والشيخ محيي الدين النووي رحمهما الله تعالى، ولما صنف ذلك كان عمره ست عشرة سنة، وأذن له بالإفتاء وعمره عشرون سنة.
ولما توجه والده إلى قضاء القضاة بالشام ولاه السلطان الملك الناصر مناصب والده في تدريس المنصورية، وغير ذلك من السيفية والهكارية ومشيخة الحديث بالجامع الطولوني والجامع الظاهري، فقام بها أحسن قيام، وبرع في علوم شتى.
وقال أخوه سيدنا قاضي القضاة تاج الدين أسبغ الله ظله: إمام نظار، وهمام يعد في الأحبار، ومقدام لا يصطلى له بنار، ساح وابل فضله فملأ الآفاق، ولاح ساطع نوره لا يعترضه ما يعترض البدر من المحاق، وراح جواد بنائه متبانيا، والبرق يكبو خلفه إذا رام به اللحاق، جمع بين أشتات العلوم، وسهر الليالي بشهادة النجوم وجاء في مجالس مناظراته بكلمات منها معالم للهدى ومصابح تجلو الدجى، والأخريات رجوم.
قلت: مولده في ليلة الأربعاء العشرين من جمادى الآخرة سنة تسع عشرة وسبع مئة بالقاهرة.
أخبرنا أخي الشيخ الإمام العالم العلامة بهاء الدين أبو حامد أحمد ابن شيخ الإسلام علامة الوقت تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي الشافعي بقراءتي عليه، قال: أخبرنا علي بن عمر الواني، قال: أخبرنا البكري والمرسي؛ قالا: أخبرنا المؤيد بن محمد الطوسي، قال: أخبرنا أبو عبد الله الفراوي قال: أخبرنا عبد الغافر الفارسي، قال: أخبرنا أبو أحمد الجلودي، قال: أخبرنا إبراهيم بن محمد بن سفيان، قال: حدثنا مسلم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن سلام الجمحي، قال: حدثنا الربيع، يعني ابن مسلم، عن محمد بن زياد، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: ’’إن في الجمعة لساعة لا يوافقها مسلم يسأل الله فيها خيرا إلا أعطاه’’. قال: وهي ساعة خفيفة.
وأخبرناه عاليا بدرجة الإمام أقضى القضاة شمس الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم ابن القماح الشافعي قراءة عليه وأنا أسمع، قال: أخبرنا الشيخ رضي الدين أبو إسحاق إبراهيم بن عمر بن مضر ابن البرهان الواسطي قراءة عليه، قال: أخبرنا منصور بن عبد المنعم بن عبد الله بن محمد الفراوي، قال: أخبرنا محمد بن الفضل الفراوي، فذكره.
انفرد بإخراجه مسلم من هذه الطريق.
ومحمد بن زياد هو الحجبي أبو الحارث البصري.
أنشدنا أخي الإمام العلامة بهاء الدين أبو حامد أحمد بن الشيخ الإمام شيخ الإسلام تقي الدين أبي الحسن علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي لنفسه في استخراج الضمير من حروف المعجم.

أما البيت الأول فإن رمزه ستة عشر، والبيت الثاني أحد، والبيت الثالث أربعة، والبيت الرابع ثمانية، والبيت الخامس اثنان.

  • دار الغرب الإسلامي-ط 1( 2004) , ج: 1- ص: 102

أحمد بن علي بن عبد الكافي بن يحيى بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام بن حامد بن يحيى بن سليم السبكي
أبو حامد بهاء الدين ولد بعد المغرب من ليلة العشرين من جمادى الآخرة سنة 719 تسع عشرة وسبعمائة وأحضر على الحجار في الخامسة وسمع علي الدبوسي والبدر بن جماعة وبدمشق على ابن الجزري والمزي وغيرهما قال الذهبي في المعجم المختص الأمام العلامة المدرس له فضائل وعلم جيد وفيه أدب وتقوى وساد وهو ابن عشرين سنة وأسرع إليه الشيب فاتقى وهو في حدود العشرين قال ابن حجر وكانت له اليد الطولى في علم اللسان العربية والمعاني والبيان وله عروس الأفراح شرح تلخيص المفتاح أبان عن سمعة دائرة في الفن وله تعليق على الحاوي وعمل قطعة على شرح المنهاج لأبيه وكان أديباً فاضلا متعبداً كثير الصدقة والحج والمجاورة سريع الدمعة قائما مع أصحابه وولى قضاء الشام عوضاً عن أخيه في سنة 762 فأقام سنة ولم يصنع ذلك إلا حفظاً للوظيفة على أخيه ثم ولي قضاء العسكر وكان شرع في شرح مختصر ابن الحاجب فكتب منه قطعة لطيفة في مجلد ولو أتمه لكان عشر مجلدات أو أكثر وقال والده الشيخ تقي الدين لما درس ولده هذا

وكان من رحالي العالم وكان أبوه قاضي الشام فكثرت جهاته واتسع ماله لأنه ناب عن والده في جميع جهاته وضم إلى ذلك وظايف عدة وكان إذا مات من له تدريس أو نحوه سعى فيه لنفسه ومات مجاوراً بمكة ليلة الخميس السابع عشر من شهر رجب سنة 763 ثلاث وستين وسبعمائة وله أربع وخمسون سنة وبعض أشهر

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 0) , ج: 1- ص: 81

أحمد بن علي بن عبد الكافي، الشيخ بهاء الدين بن الشيخ تقي الدين السبطى الشافعي:
يأتي ذكره في باب التاء؛ لأن اسمه في الابتداء «تمام» ثم سمى أحمد.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1

بهاء الدين السبكي:
هو أحمد بن علي بن عبد الكافي. تقدم في «تمام» من حرف التاء المثناة من فوق.

  • دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 6- ص: 1