الأمام مالك مالك بن انس بن مالك الأصبحي الحميري، ابو عبد الله: امام دار الهجرة، واحد الأئمة الاربعة عند أهل السنة، واليه تنسب المالكية. مولده ووفاته في المدينة. كان صلبا في دينه، بعيدا عن الامراء والملوك، وشىبه إلى جعفر عم المنصور العباسي، فضربه سياطا انخلعت هلها كتفه. ووجه اليه الرشيد العباسي لياتي فيحدثه، فقال: العلم يؤتى، فقصد الرشيد منزله واستند إلى الجدار، فقال مالك: يا امير المؤمنين من اجلال رسول الله اجلال العلم، فجلس بين يديه، فحدثه. وسال المنصور ان تضع كتابا للناس يحملهم على العمل به، فصنف (الموطأ – ط). وله رسالة في (الوعظ – ط) وكتاب في (المسائل – خ) ورسالة في (الرد إلى القدرية) وكتاب في (النجوم) و (تفسير غريب القران) واخباره كثيرة. ولمحمد ابي زهرة كتاب (مالك بن انس: حياته، عصره الخ – ط) ولامين الحولي (ترجمة محررة لمالك بن انس – ط).

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 5- ص: 257

الإمام رضي الله عنه مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان - بالغين المعجمة وياء آخر الحروف - ويقال عثمان - بالعين المهملة والثاء المثلثة - ابن جثيل - بجيم وثاء مثلثة وياء آخر الحروف ولام - وقيل: بالخاء - ابن عمرو بن ذي أصبح، الحارث. هو الإمام أبو عبد الله الأصبحي المدني، إمام دار الهجرة، أحد الأئمة الأعلام وشيخ الإسلام. ولد سنة ثلاث وتسعين، وهي السنة التي مات فيها أنس بن مالك الأنصاري الصحابي، وتوفي سنة تسع وسبعين ومائة، وأول طلبه العلم في حدود عشر ومائة، وفيها توفي الحسن البصري، فأخذ عن نافع ولازمه، وعن سعيد المقبري، ونعيم المجمر، ووهب بن كيسان، والزهري، وابن المنكدر، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم، وصفوان بن سليم وإسحاق بن أبي طلحة، ومحمد بن يحيى بن حبان، ويحيى بن سعيد، وأيوب السختياني، وأبي الزناد، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وخلق سواهم من علماء المدينة، وقيل: ما روى عن غير أهل بلده، وكان ابن مهدي لا يقدم على مالك أحدا.
وحملت بمالك أمه ثلاث وستين، وما رؤي كامن قط، ولا حمرة أحسن من وجه مالك. قاله عيسى بن عمر المدني. ولا رؤي أشد بياض ثوب منه. وكان يكثر اختلاف اللبوس، قال الوليد بن مسلم: رأيته والأوزاعي يلبسان التيجان ولا يريان بلبسها بأسا. قال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم، وقال ابن سعد: كان ثقة ثبتا حجة فقيها عالما ورعا. وقال الشافعي: لولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز، وما في الأرض كتاب من العلم أكثر صوابا من الموطأ.
بعث إليه المنصور، أن الناس قد اختلفوا بالعراق، فضع للناس كتابا يجمعهم، فوضع الموطأ. وكان خاتمه فصه حجر أسود ونقشه: (حسبي الله ونعم الوكيل)، كان يلبسه في يشاره، وربما لبسه في يمينه. وسعوا به إلى جعفر بن سليمان، وهو على المدينة، أنه يأخذ بحديث في طلاق المكره أنه لا يجوز، لأنه (لا يرى بيعتكم هذه شيئا). فغضب ودعا به، فجرد ومدت يده حتى انخلع كتفه، وقيل: يداه حتى انخلع كتفاه. قال الواقدي: فوالله ما زاده ذلك الضرب إلا رفعة وعلوا. وحلق لما ضرب وحمل على بعير، فنادى: ألا من عرفني فقد عرفني، أنا مالك بن أنس، أقول: طلاق المكره ليس بشيء، فقال جعفر: أدركوه فأنزلوه. قيل أنه ضرب ثلاثين سوطا، وقيل: ستين، وذلك في سنة ست وأربعين ومائة. ولما توفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول من السنة المذكورة، صلى عليه أمير المدينة عبد الله بن محمد بن إبراهيم الملقب بالإمام. ومناقبه كثيرة، وقد أفرد لها الشيخ شمس الدين جزءا.
وكان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ، وجلس على صدر فراشه، وسرح لحيته، وتمكن في جلوس بوقار وهيبة، ثم حدث، فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحدث إلا متمكنا على طهارة. وكان يكره أن يحدث الناس على طريق أو قائما أو مستعجلا، ويقول: أحب أن أتفهم ما أحدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وكان لا يركب في المدينة مع ضعفه وكبر سنه، ويقول: لا أركب في مدينة فيها جثة رسول الله مدفونا، وقال الشافعي: قال لي محمد بن الحسن: أينا أعلم، صاحبنا أم صاحبكم؟ يعني أبا حنيفة ومالكا، قلت: على الإنصاف؟ قال: نعم، قلت: ناشدتك الله، من أعلم بالقرآن، صاحبنا أم صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم. قلت: فأنشدك الله، من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدمين، صاحبنا أم صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم. قال الشافعي: فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فعلى أي شيء يقيس؟.
وقال الواقدي: كان مالك يأتي المسجد، ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى، ويقضي الحقوق، ويجلس في المسجد، ويجتمع إليه أصحابه، ثم ترك الجلوس في المسجد فكان يصلي وينصرف إلى مجلسه، وترك حضور الجنائز، فكان يأتي أصحابها فيعزيهم، ثم ترك ذلك كله، فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة، ولا يأتي أحدا يعزيه، ولا يقضي له حقا، واحتمل الناس له ذلك حتى مات عليه، وكان ربما قيل له في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره.
وروى له الجماعة كلهم. وقال أبو محمد جعفر بن محمد بن الحسين السراج يرثيه:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0

مالك الإمام: "ع"

هو شيخ الإسلام، حجة الأمة، إمام دار الهجرة، أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح بن عوف بن مالك بن زيد بن شداد بن زرعة، وهو حمير الأصغر الحميري، ثم الأصبحي، المدني، حليف بني تيم من قريش فهم حلفاء عثمان أخي طلحة بن عبيد الله، أحد العشرة.

وأمه هي: عالية بنت شريك الأزدية. وأعمامه هم: أبو سهل نافع، وأويس، والربيع، والنضر أولاد أبي عامر.

وقد روى الزهري، عن والده أنس، وعميه أويس، وأبي سهيل. وقال: مولى التيميين، وروى أبو أويس عبد الله عن عمه الربيع، وكان أبوهم من كبار علماء التابعين. أخذ عن عثمان، وطائفة.

مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين، عام موت أنس خادم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونشأ في صون ورفاهية وتجمل.

وطلب العلم وهو حدث بعيد موت القاسم، وسالم. فأخذ عن: نافع، وسعيد المقبري، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وابن المنكدر، والزهري، وعبد الله بن دينار، وخلق سنذكرهم على المعجم، وإلى جانب كل واحد منهم ما روى عنه في "الموطأ"، كم عدده.

وهم:

إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أيوب بن أبي تميمة السختياني عالم البصرة أيوب بن حبيب الجهني مولى سعد بن مالك ، إبراهيم بن عقبة ، إسماعيل بن أبي حكيم ، إسماعيل ابن محمد بن سعد ، ثور بن زيد الديلي ، جعفر بن محمد ، حميد الطويل ، حميد بن قيس الأعرج ، خبيب بن عبد الرحمن ، داود بن الحصين ، داود أبو ليلى بن عبد الله في القسامة ، ربيعة الرأي ، زيد بن أسلم ، زيد بن رباح ، زياد بن سعد ، زيد بن أبي أنيسة ، سالم أبو النضر ، سعيد بن أبي سعيد ، سمي مولى أبي بكر ، سلمة بن دينار أبو حازم ، سهيل بن أبي صالح ، سلمة بن صفوان الزرقي ، سعد بن إسحاق ، سعيد ابن عمرو بن شرحبيل ، شريك بن أبي نمر ، صالح بن كيسان ، صفوان بن سليم ، صيفي مولى ابن أفلح ، ضمرة بن سعيد ، طلحة بن عبد الملك ، عامر بن عبد الله بن الزبير ، عبد الله بن الفضل ، عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك ، عبد الله بن أبن بكر ابن حزم ، عبد الله بن يزيد مولى الأسود ، عبد الله بن دينار ، أبو الزناد عبد الله بن ذكوان ، عبد الرحمن بن القاسم ، عبد الرحمن بن أبي صعصعة ، عبد الله بن عبد الرحمن أبو طوالة ، عبيد الله بن سليمان الأغر ، عبيد الله بن عبد الرحمن ، عبد الرحمن بن حرملة ، عبد الرحمن بن أبي عمرة ، عبد المجيد بن سهيل ، عبد ربه سعيد ، عبد الكريم الجزري ، عطاء الخراساني ، عمرو بن الحارث ، عمرو بن أبي عمرو ، عمرو بن يحيى ابن عمار ، علقمة بن أبي علقمة ، العلاء بن عبد الرحمن ، فضيل بن أبي عبد الله ، قطن بن وهب ، الزهري ، ابن المنكدر ، أبو الزبير ، محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة ، محمد بن عمرو بن حلحلة ، محمد بن عمارة ، محمد بن أبي أمامة ، محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة ، محمد بن أبي بكر الثقفي ، محمد بن عمرو بن علقمة ، محمد بن يحيى بن حبان ، محمد بن أبي بكر بن حزم ، أبو الرجال محمد ، موسى بن عقبة ، موسى بن ميسرة ، موسى بن أبي تميم ، مخرمة بن سليمان ، مسلم بن أبي مريم ، المسور بن رفاعة ، نافع ، أبو سهيل نافع بن مالك ، نعيم المجمر ، وهب بن كيسان ، هاشم ابن هاشم الوقاصي ، هلال بن أبي ميمونة ، هشام بن عروة ، يحيى بن سعيد الأنصاري ، يزيد بن خصيفة ، يزيد بن أبي زياد المدني ، يزيد بن عبد الله بن الهاد ، يزيد بن رومان ، يزيد بن عبد الله بن قسيط ، يونس بن يوسف بن حماس ، أبو بكر بن عمر العمري ، أبو بكر بن نافع ، الثقة عنده ، الثقة .

فعنهم كلهم ست مائة وستة وثلاثون حديثا، وستة أحاديث عمن لم يسم، واختلف في ذلك في أحد وسبعين حديثا.

وممن روى عنه مالك مقاطيع: عبد الكريم بن أبي المخارق، ومحمد بن عقبة، وعمر بن حسين، وكثير بن زيد، وكثير بن فرقد، ومحمد بن عبيد الله بن أبي مريم وعثمان بن حفص بن خلدة، ومحمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ويعقوب بن يزيد بن طلحة، ويحيى بن محمد بن طحلاء، وسعيد بن عبد الرحمن بن رقيش، وعبد الرحمن بن المجبر، والصلت بن زبيد، وأبو عبيد حاجب سليمان، ومحمد بن يوسف، وعفيف بن عمرو، ومحمد بن زيد بن قنفذ، وأبو جعفر القارئ، وعمر بن محمد بن زيد، وصدقة بن يسار المكي، وزياد بن أبي زياد، وعمارة بن صياد، وسعيد بن سليمان بن زيد بن ثابت، وسعيد بن عمرو بن سليم، وعروة بن أذينة، وأيوب بن موسى، ومحمد بن أبي حرملة، وأبو بكر بن عثمان، وجميل بن عبد الرحمن المؤذن، وعبد الرحمن بن محمد بن عبد الله بن عبد، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري، وإبراهيم بن أبي عبلة، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند، ويزيد بن حفص، وعاصم بن عبيد الله، وثابت الأحنف، وعبد الرحمن بن أبي حبيب، وعمر بن أبي دلاف، وعبد الملك ابن قريز، والوليد بن عبد الله بن صياد، وعائشة بنت سعد.

وفي "الموطأ": عدة مراسيل أيضا عن: الزهري، ويحيى الأنصاري، وهشام بن عروة. عمل الإمام الدارقطني أطراف جميع ذلك في جزء كبير، فشفى وبين، وقد كنت أفردت أسماء الرواة عنه في جزء كبير يقارب عددهم ألفا وأربع مائة، فلنذكر أعيانهم:

حدث عنه من شيوخه: عمه؛ أبو سهيل، ويحيى بن أبي كثير، والزهري، ويحيى بن سعيد، ويزيد بن الهاد، وزيد بن أبي أنيسة، وعمر بن محمد بن زيد، وغيرهم.

ومن أقرانه: معمر، وابن جريج، وأبو حنيفة، وعمرو بن الحارث، والأوزاعي، وشعبة، والثوري، وجويرية بن أسماء، والليث، وحماد بن زيد، وخلق وإسماعيل بن جعفر، وسفيان بن عيينة، وعبد الله بن المبارك، والدراوردي، وابن أبي الزناد، وابن علية، ويحيى بن أبي زائدة، وأبو إسحاق الفزاري، ومحمد بن الحسن الفقيه، وعبد الرحمن بن القاسم، وعبد الرحمن بن مهدي، ومعن بن عيسى القزاز، وعبد الله بن وهب، وأبو قرة موسى بن طارق، والنعمان بن عبد السلام، ووكيع، والوليد بن مسلم، ويحيى القطان، وإسحاق بن سليمان الرازي، وأنس بن عياض الليثي، وضمرة بن ربيعة، وأمية بن خالد، وبشر بن السري الأفوه، وبقية بن الوليد، وبكر بن الشرود الصنعاني، وأبو أسامة، وحجاج بن محمد، وروح بن عبادة، وأشهب بن عبد العزيز، وأبو عبد الله الشافعي، وعبد الله بن عبد الحكم، وزياد بن عبد الرحمن شبطون الأندلسي، وأبو داود الطيالسي، وأبو كامل مظفر بن مدرك، وأبو عاصم النبيل، وعبد الرزاق، وأبو عامر العقدي، وأبو مسهر الدمشقي، وعبد الله بن نافع الصائغ، وعبد الله بن عثمان المروزي عبدان، ومروان بن محمد الطاطري، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو نعيم الفضل بن دكين، ومعلى بن منصور الرازي، ومنصور بن سلمة الخزاعي، والهيثم بن جميل الأنطاكي، وهشام بن عبيد الله الرازي، وأسد بن موسى، وآدم بن أبي إياس، ومحمد بن عيسى بن الطباع، وخالد بن مخلد القطواني، ويحيى بن صالح الوحاظي، وأبو بكر، وإسماعيل ابنا أبي أويس، وعلي بن الجعد، وخلف بن هشام، ويحيى بن يحيى التميمي، ويحيى بن يحيى الليثي، وسعيد بن منصور، ويحيى بن بكير، وأبو جعفر النفيلي، وقتيبة بن سعيد، ومصعب بن عبد الله الزبيري، وأبو مصعب الزهري، وأحمد بن يونس اليربوعي، وسويد بن سعيد، ومحمد بن سليمان لوين، وهشام بن عمار، وأحمد بن حاتم الطويل، وأحمد بن نصر الخزاعي الشهيد، وأحمد بن محمد الأزرقي، وإبراهيم بن يوسف البلخي الماكياني، وإبراهيم بن سليمان الزيات البلخي، وإسماعيل بن موسى الفزاري، وإسحاق بن عيسى بن الطباع أخو محمد، وإسحاق بن محمد الفروي، وإسحاق بن الفرات، وإسحاق بن إبراهيم الحنيني، وبشر ابن الوليد الكندي، وحبيب بن أبي كاتب مالك، والحكم بن المبارك الخاشتي، وخالد بن خداش المهلبي، وخلف بن هشام البزار، وزهير ابن عباد الرؤاسي، وسعيد بن عفير المصري، وسعيد بن داود الزبيري، وسعيد بن أبي مريم، وأبو الربيع سليمان بن داود الزهراني، وصالح بن عبد الله الترمذي، وعبد الله بن نافع بن ثابت الزبيري، وعبد الله بن نافع الجمحي، وعبد الرحمن بن عمرو البجلي الحراني، وعبد الأعلى بن حماد النرسي، وعبد العزيز بن يحيى المدني، وأبو نعيم، وعبيد بن هشام الحلبي، وعلي بن عبد الحميد المعني، وعتبة بن عبد الله اليحمدي المروزي، وعمرو بن خالد الحراني، وعاصم بن علي الواسطي، وعباس بن الوليد النرسي، وكامل بن طلحة، ومحمد بن معاوية النيسابوري، ومحمد بن عمر الواقدي، وأبو الأحوص محمد بن حبان البغوي، ومحمد بن جعفر الوركاني، ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة، ومنصور بن أبي مزاحم، ومطرف بن عبد الله اليساري، ومحرز بن سلمة العدني، ومحرز بن عون، والهيثم بن خارجة، ويحيى بن قزعة المدني، ويحيى بن سليمان بن نضلة المدني، ويزيد بن صالح النيسابوري الفراء.

وآخر أصحابه موتا: راوي "الموطأ"؛ أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي، عاش بعد مالك ثمانين عاما.

وقد حج قديما، ولحق عطاء بن أبي رباح، فقال مصعب الزبيري: سمعت ابن أبي الزبير يقول: حدثنا مالك، قال: رأيت عطاء بن أبي رباح دخل المسجد، وأخذ برمانة المنبر، ثم استقبل القبلة.

قال معن والواقدي، ومحمد بن الضحاك: حملت أم مالك بمالك ثلاث سنين. وعن الواقدي، قال: حملت به سنتين.

وطلب مالك العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهل للفتيا، وجلس للإفادة، وله إحدى وعشرون سنة، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور، وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد، وإلى أن مات.

أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الغني المعدل، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف، أخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب، قالا: أخبرنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي، أخبرنا علي بن محمد بن محمد الأنباري، أخبرنا عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن مهدي، أخبرنا محمد ابن مخلد، حدثنا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطار، حدثنا ابن عيينة، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة يبلغ به النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "ليضربن الناس أكباد الإبل في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة".

وبه: إلى ابن مخلد: حدثنا ليث بن الفرج، حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن ابن جريج، عن أبي الزبير، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يأتي على الناس زمان يضربون أكباد الإبل .... "، فذكر الحديث. هذا حديث نظيف الإسناد، غريب المتن. رواه: عدة، عن سفيان بن عيينة.

وفي لفظ: "يوشك أن يضرب الناس آباط الإبل يلتمسون العلم".

وفي لفظ: "من عالم بالمدينة". وفي لفظ: "أفقه من عالم المدينة".

وقد رواه المحاربي، عن ابن جريج موقوفا، ويروى عن: محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن جريج، مرفوعا.

وقد رواه النسائي فقال: حدثنا علي بن أحمد، حدثنا محمد بن كثير، عن سفيان، عن أبي الزناد، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "يضربون أكباد الإبل، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة". قال النسائي: هذا خطأ، الصواب: عن أبي الزبير، عن أبي صالح.

معن بن عيسى، عن أبي المنذر زهير التميمي، قال: قال عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي هند، عن أبي موسى الأشعري، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "يخرج ناس من المشرق والمغرب في طلب العلم، فلا يجدون عالما أعلم من عالم المدينة".

ويروى عن ابن عيينة، قال: كنت أقول: هو سعيد بن المسيب، حتى قلت: كان في زمانه سليمان بن يسار، وسالم بن عبد الله، وغيرهما. ثم أصبحت اليوم أقول: إنه مالك، لم يبق له نظير بالمدينة.

قال القاضي عياض: هذا هو الصحيح عن سفيان. رواه عنه ابن مهدي، وابن معين، وذؤيب بن عمامة، وابن المديني، والزبير بن بكار، وإسحاق بن أبي إسرائيل، كلهم سمع سفيان يفسره بمالك، أو يقول: وأظنه، أو أحسبه، أو أراه، أو كانوا يرونه.

وذكر أبو المغيرة المخزومي أن معناه: ما دام المسلمون يطلبون العلم لا يجدون أعلم من عالم بالمدينة. فيكون على هذا سعيد بن المسيب، ثم بعده من هو من شيوخ مالك، ثم مالك، ثم من قام بعده بعلمه، وكان أعلم أصحابه.

قلت: كان عالم المدينة في زمانه بعد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبيه، زيد بن ثابت، وعائشة، ثم ابن عمر، ثم سعيد بن المسيب، ثم الزهري، ثم عبيد الله بن عمر، ثم مالك.

وعن ابن عيينة قال: مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجة زمانه.

وقال الشافعي -وصدق وبر: إذا ذكر العلماء فمالك النجم.

قال الزبير بن بكار في حديث: "ليضربن الناس أكباد الإبل... ".

كان سفيان بن عيينة إذا حدث بهذا في حياة مالك، يقول: أراه مالكا. فأقام على ذلك زمانا ثم رجع بعد، فقال: أراه عبد الله بن عبد العزيز العمري الزاهد.

قال ابن عبد البر، وغير واحد: ليس العمري ممن يلحق في العلم والفقه بمالك، وإن كان شريفا سيدا، عابدا.

قال أحمد بن أبي خيثمة: حدثنا مصعب، قال: أخبرنا سفيان: نرى هذا الحديث أنه هو مالك، وكان سفيان يسألني عن أخبار مالك.

قلت: قد كان لهذا العمري علم وفقه جيد وفضل، وكان قوالا بالحق، أمارا بالعرف، منعزلا عن الناس، وكان يحض مالكا إذا خلا به على الزهد، والانقطاع والعزلة، فرحمهما الله.

فصل:

ولم يكن بالمدينة عالم من بعد التابعين يشبه مالكا في العلم، والفقه، والجلالة، والحفظ، فقد كان بها بعد الصحابة مثل سعيد بن المسيب، والفقهاء السبعة، والقاسم، وسالم، وعكرمة، ونافع، وطبقتهم، ثم زيد بن أسلم، وابن شهاب، وأبي الزناد، ويحيى بن سعيد، وصفوان بن سليم، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وطبقتهم، فلما تفانوا، اشتهر ذكر مالك بها، وابن أبي ذئب، وعبد العزيز بن الماجشون، وسليمان بن بلال، وفليح بن سليمان، والدراوردي، وأقرانهم، فكان مالك هو المقدم فيهم على الإطلاق، والذي تضرب إليه آباط الإبل من الآفاق -رحمه الله- تعالى.

وقد وقع لي من عواليه "موطأ" أبي مصعب. وفي الطريق إجازة، ووقع لي من عالي حديثه بالاتصال أربعون حديثا من المائة الشريحية، وجزء بيبى، وجزء البانياسي، والأجزاء المحامليات، فمن ذلك:

أخبرنا أبو المعالي أحمد بن إسحاق الهمداني، قال: أخبرنا أبو المحاسن محمد بن هبة الله بن عبد العزيز الدينوري ببغداد سنة عشرين وست مائة، أخبرنا عمي أبو بكر محمد بن عبد العزيز في سنة تسع وثلاثين وخمسمائة، أخبرنا عاصم بن الحسن، أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، حدثنا الحسين بن إسماعيل القاضي، حدثنا أحمد بن إسماعيل المدني، حدثنا مالك، عن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، عن أبي يونس مولى عائشة، عن عائشة أن رجلا قال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم، وهو واقف على الباب وأنا أسمع: يا رسول الله إني أصبح جنبا، وأنا أريد الصيام، أفأغتسل وأصوم ذلك اليوم؟ فقال: "وأنا أصبح جنبا وأنا أريد الصيام، فأغتسل وأصوم ذلك اليوم". فقال له الرجل: يا رسول الله! إنك لست مثلنا، قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فغضب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال: "والله إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله وأعلمكم بما أتقي".

هذا حديث صحيح. أخرجه: أبو داود، عن القعنبي، عن مالك، ورواه النسائي في "مسند مالك" له، عن محمد بن سلمة، عن عبد الرحمن بن القاسم الفقيه، عن مالك.

وروى النسائي هذا المتن بنحوه، عن أحمد بن حفص النيسابوري، عن أبيه، عن إبراهيم بن طهمان، عن حجاج بن حجاج، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن عبد الرحمن بن الحارث، عن نافع مولى أم سلمة، عن أم سلمة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم. فهذا إسناد

غريب، عزيز، قد توالى فيه خمسة تابعيون، بعضهم عن بعض، ومن حيث العدد كأنني صافحت فيه النسائي.

ورواه أيضا: ابن أبي عروبة، عن قتادة بإسناده، لكنه لم يسم فيه نافعا، بل قال: عن مولى أم سلمة، عنها. وحديث عائشة هو في صحيح مسلم، من طريق إسماعيل بن جعفر، عن عبد الله بن عبد الرحمن، وهو أبو طوالة. ولم يخرج البخاري لأبي يونس شيئا فيما علمت، والله أعلم.

قال أبو عبد الله الحاكم -وذكر سادة من أئمة التابعين بالمدينة، كابن المسيب ومن بعده- قال: فما ضربت أكباد الإبل من النواحي إلى أحد منهم دون غيره، حتى انقرضوا، وخلا عصرهم، ثم حدث مثل ابن شهاب، وربيعة، ويحيى بن سعيد، وعبد الله بن يزيد بن هرمز، وأبي الزناد، وصفوان بن سليم، وكلهم يفتي بالمدينة، ولم ينفرد واحد منهم بأن ضربت إليه أكباد الإبل، حتى خلا هذا العصر، فلم يقع بهم التأويل في عالم أهل المدينة. ثم حدث بعدهم مالك، فكان مفتيها فضربت إليه أكباد الإبل من الآفاق، واعترفوا له، وروت الأئمة عنه ممن كان أقدم منه سنا، كالليث عالم أهل مصر، والمغرب، وكالأوزاعي عالم أهل الشام ومفتيهم، والثوري، وهو المقدم بالكوفة، وشعبة عالم أهل البصرة. إلى أن قال: وحمل عنه قبلهم يحيى بن سعيد الأنصاري حين ولاه أبو جعفر قضاء القضاة، فسأل مالكا أن يكتب له مائة حديث حين خرج إلى العراق، ومن قبل كان ابن جريج حمل عنه.

أبو مصعب: سمعت مالكا يقول: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين، وقد نزل على مثال له -يعني: فرشه- وإذا على بساطه دابتان، ما تروثان وتبولان، وجاء صبي يخرج ثم يرجع، فقال لي: أتدري من هذا؟ قلت: لا. قال: هذا ابني، وإنما يفزع من هيبتك. ثم ساءلني عن أشياء، منها حلال ومنها حرام، ثم قال لي: أنت -والله- أعقل الناس وأعلم الناس. قلت: لا والله يا أمير المؤمنين! قال: بلى، ولكنك تكتم. ثم قال: والله لئن بقيت، لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف، ولأبعثن به إلى الآفاق، فلأحملهنم عليه.

الحسن بن عبد العزيز الجروي: حدثنا عبد الله بن يوسف، عن خلف بن عمر: سمع مالكا يقول: ما أجبت في الفتوى حتى سألت من هو أعلم مني: هل تراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة، وسألت يحيى بن سعيد، فأمراني بذلك. فقلت: فلو نهوك؟ قال: كنت أنتهي، لا ينبغي للرجل أن يبذل نفسه حتى يسأل من هو أعلم منه.

قال خلف: ودخلت عليه، فقال: ما ترى؟ فإذا رؤيا بعثها بعض إخوانه، يقول: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- في المنام، في مسجد قد اجتمع الناس عليه، فقال لهم: إني قد خبأت تحت منبري طيبا أو علما، وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس، فانصرف الناس وهم يقولون: إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله -صلى الله عليه وسلم. ثم بكى، فقمت عنه.

أحمد بن صالح: سمعت ابن وهب يقول: قال مالك: لقد سمعت من ابن شهاب أحاديث كثيرة، ما حدثت بها قط، ولا أحدث بها.

ونصر بن علي الجهضمي: حدثني حسين بن عروة، قال: قال قدم المهدي، فبعث إلى مالك بألفي دينار -أو قال: بثلاثة آلاف دينار- ثم أتاه الربيع بعد ذلك، فقال: إن أمير المؤمنين يحب أن تعادله إلى مدينة السلام، فقال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون". والمال عندي على حاله.

ومحمد بن غيلان: حدثنا إسماعيل بن داود المخراقي، سمعت مالكا يقول: أخذ ربيعة الرأي بيدي، فقال: ورب هذا المقام، ما رأيت عراقيا تام العقل، وسمعت مالكا يقول: كان عطاء بن أبي رباح ضعيف العقل.

ياسين بن عبد الأحد، حدثني عمر بن المحبر الرعيني، قال: قدم المهدي المدينة، فبعث إلى مالك، فأتاه، فقال لهارون وموسى: اسمعا منه فبعث إليه، فلم يجبهما، فأعلما المهدي، فكلمه فقال: يا أمير المؤمنين! العلم يؤتى أهله. فقال: صدق مالك، صيرا إليه. فلما صارا إليه، قال له مؤدبهما: اقرأ علينا. فقال: إن أهل المدينة يقرءون على العالم، كما يقرأ الصبيان على المعلم، فإذا أخطئوا، أفتاهم. فرجعوا إلى المهدي، فبعث إلى مالك، فكلمه، فقال: سمعت ابن شهاب يقول: جمعنا هذا العلم في الروضة من رجال، وهم يا أمير المؤمنين: سعيد بن المسيب، وأبو سلمة، وعروة، والقاسم، وسالم، وخارجة بن زيد، وسليمان بن يسار، ونافع، وعبد الرحمن بن هرمز، ومن بعدهم: أبو الزناد، وربيعة، ويحيى بن سعيد، وابن شهاب، كل هؤلاء يقرأ عليهم، ولا يقرءون. فقال: في هؤلاء قدوة، صيروا إليه، فاقرءوا عليه، ففعلوا.

قتيبة، حدثنا معن، عن مالك، قال: قدم هارون يريد الحج، ومعه يعقوب أبو يوسف، فأتى مالك أمير المؤمنين، فقربه، وأكرمه، فلما جلس، أقبل إليه أبو يوسف، فسأله عن مسألة، فلم يجبه، ثم عاد، فسأله فلم يجبه، ثم عاد، فسأله، فقال هارون: يا أبا عبد الله! هذا قاضينا يعقوب يسألك. قال: فأقبل عليه مالك، فقال: يا هذا! إذا رأيتني جلست لأهل الباطل فتعال، أجبك معهم.

السراج: حدثنا قتيبة: كنا إذا دخلنا على مالك، خرج إلينا مزينا، مكحلا، مطيبا، قد لبس من أحسن ثيابه، وتصدر الحلقة، ودعا بالمراوح، فأعطى لكل منا مروحة.

محمد بن سعد: حدثني محمد بن عمر، قال: كان مالك يأتي المسجد، فيشهد الصلوات، والجمعة، والجنائز، ويعود المرضى، ويجلس في المسجد، فيجتمع إليه أصحابه، ثم ترك الجلوس، فكان يصلي وينصرف، وترك شهود الجنائز، ثم ترك ذلك كله والجمعة، واحتمل الناس ذلك كله، وكانوا أرغب ما كانوا فيه، وربما كلم في ذلك فيقول: ليس كل أحد يقدر أن يتكلم بعذره.

وكان يجلس في منزله على ضجاع له، ونمارق مطروحة في منزله يمنة ويسرة لمن يأتيه من قريش والأنصار والناس.

وكان مجلسه مجلس وقار وحلم. قال: وكان رجلا مهيبا، نبيلا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط، ولا رفع صوت، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث، فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث، وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه، وكان له كاتب قد نسخ كتبه، يقال له: حبيب، يقرأ للجماعة، ولا ينظر أحد في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك، وإجلالا له، وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليلا.

ابن وهب: سمعت مالكا يقول: ما أكثر أحد قط، فأفلح.

حرملة: حدثنا ابن وهب، قال لي مالك: العلم ينقص ولا يزيد، ولم يزل العلم ينقص بعد الأنبياء والكتب.

أحمد بن مسعود المقدسي: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنيني، قال: كان مالك يقول: والله ما دخلت على ملك من هؤلاء الملوك، حتى أصل إليه، إلا نزع الله هيبته من صدري.

حرملة: حدثنا ابن وهب: سمعت مالكا يقول: أعلم أنه فساد عظيم أن يتكلم الإنسان بكل ما يسمع.

هارون بن موسى الفروي: سمعت مصعبا الزبيري يقول: سأل هارون الرشيد مالكا -وهو في منزله، ومعه بنوه- أن يقرأ عليهم. قال: ما قرأت على أحد منذ زمان، وإنما يقرأ علي. فقال: أخرج الناس حتى أقرأ أنا عليك. فقال: إذا منع العام لبعض الخاص، لم ينتفع الخاص. وأمر معن بن عيسى، فقرأ عليه.

إسماعيل بن أبي أويس، قال: سألت خالي مالكا عن مسألة، فقال لي: قر، ثم توضأ، ثم جلس على السرير، ثم قال: لا حول ولا قوة إلا بالله. وكان لا يفتي حتى يقولها.

ابن وهب: سمعت مالكا يقول: ما تعلمت العلم إلا لنفسي، وما تعلمت ليحتاج الناس إلي، وكذلك كان الناس.

إسماعيل القاضي: سمعت أبا مصعب يقول: لم يشهد مالك الجماعة خمسا وعشرين سنة، فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافة أن أرى منكرا، فأحتاج أن أغيره.

إبراهيم الحزامي: حدثني مطرف بن عبد الله: قال لي مالك: ما يقول الناس في؟ قلت: أما الصديق فيثني، وأما العدو فيقع. فقال: ما زال الناس كذلك، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها.

أحمد بن سعيد الرباطي: سمعت عبد الرزاق يقول: سأل سندل مالكا عن مسألة، فأجابه، فقال: أنت من الناس، أحيانا تخطئ، وأحيانا لا تصيب قال: صدقت، هكذا الناس. فقيل لمالك: لم تدر ما قال لك؟ ففطن لها، وقال: عهدت العلماء، ولا يتكلمون بمثل هذا، وإنما أجيبه على جواب الناس.

حرملة: حدثنا ابن وهب، سمعت مالكا يقول: ليس هذا الجدل من الدين بشيء.

ابن وهب عن مالك، قال: دخلت على المنصور، وكان يدخل عليه الهاشميون، فيقبلون يده ورجله، وعصمني الله من ذلك.

الحارث بن مسكين: أخبرنا ابن القاسم، قال: قيل لمالك: لم لم تأخذ عن عمرو بن دينار؟ قال: أتيته، فوجدته يأخذون عنه قياما، فأجللت حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن آخذه قائما.

إبراهيم بن المنذر: حدثنا معن، وغيره عن مالك، قال: لا يؤخذ العلم عن أربعة: سفيه يعلن السفه، وإن كان أروى الناس، وصاحب بدعة يدعو إلى هواه، ومن يكذب في حديث الناس، وإن كنت لا أتهمه في الحديث، وصالح عابد فاضل، إذا كان لا يحفظ ما يحدث به.

أصبغ: حدثنا ابن وهب عن مالك -وسئل عن الصلاة خلف أهل البدع القدرية وغيرهم- فقال: لا أرى أن يصلى خلفهم. قيل: فالجمعة؟ قال: إن الجمعة فريضة، وقد يذكر عن الرجل الشيء وليس هو عليه. فقيل له: أرأيت إن استيقنت، أو بلغني من أثق به، أليس لا أصلي الجمعة خلفه؟ قال: إن استيقنت. كأنه يقول: إن لم يستيقن ذلك، فهو في سعة من الصلاة خلفه.

أبو يوسف أحمد بن محمد الصيدلاني: سمعت محمد بن الحسن الشيباني يقول: كنت عند مالك، فنظر إلى أصحابه، فقال: انظروا أهل المشرق، فأنزلوهم بمنزلة أهل الكتاب إذا حدثوكم، فلا تصدقوهم، ولا تكذبوهم ثم التفت، فرآني، فكأنه استحيى، فقال: يا أبا عبد الله! أكره أن تكون غيبة، هكذا أدركت أصحابنا يقولون.

قلت: هذا القول من الإمام قاله لأنه لم يكن له اعتناء بأحوال بعض القوم، ولا خبر

تراجمهم، وهذا هو الورع، ألا تراه لما خبر حال أيوب السختياني العراقي كيف احتج به، وكذلك حميد الطويل، وغيره واحد ممن روى عنهم. وأهل العراق كغيرهم، فيهم الثقة الحجة، والصدوق، والفقيه، والمقرئ، والعابد، وفيهم الضعيف، والمتروك، والمتهم. وفي "الصحيحين" شيء كثير جدا من رواية العراقيين -رحمهم الله.

وفيهم من التابعين كمثل: علقمة، ومسروق، وعبيدة، والحسن، وابن سيرين، والشعبي، وإبراهيم، ثم الحكم، وقتادة، ومنصور، وأبي إسحاق، وابن عون، ثم مسعر، وشعبة، وسفيان، والحمادين، وخلائق أضعافهم -رحم الله الجميع. وهذه الحكاية رواها: الحاكم، عن النجاد، عن هلال بن العلاء، عن الصيدلاني.

صفة الإمام مالك:

عن عيسى بن عمر، قال: ما رأيت قط بياضا، ولا حمرة أحسن من وجه مالك، ولا أشد بياض ثوب من مالك.

ونقل غير واحد أنه كان طوالا، جسيما، عظيم الهامة، أشقر، أبيض الرأس واللحية، عظيم اللحية، أصلع، وكان لا يحفي شاربه، ويراه مثلة.

وقيل: كان أزرق العين، روى بعض ذلك: ابن سعد، عن مطرف بن عبد الله.

وقال محمد بن الضحاك الحزامي: كان مالك نقي الثوب، رقيقه، يكثر اختلاف اللبوس.

وقال الوليد بن مسلم: كان مالك يلبس البياض، ورأيته والأوزاعي يلبسان السيجان.

قال أشهب: كان مالك إذا اعتم، جعل منها تحت ذقنه، ويسدل طرفها بين كتفيه.

وقال خالد بن خداش: رأيت على مالك طيلسانا وثيابا مروية جيادا.

وقال أشهب: كان إذا اكتحل للضرورة جلس في بيته.

وقال مصعب: كان يلبس الثياب العدنية ويتطيب.

وقال أبو عاصم: ما رأيت محدثا أحسن وجها من مالك.

وقيل: كان شديد البياض إلى صفرة، أعين، أشم، كان يوفر سبلته، ويحتج بفتل عمر شاربه.

وقال ابن وهب: رأيت مالكا خضب بحناء مرة.

وقال أبو مصعب: كان مالك من أحسن الناس وجها، وأجلاهم عينا، وأنقاهم بياضا، وأتمهم طولا، في جودة بدن.

وعن الواقدي: كان ربعة، لم يخضب، ولا دخل الحمام.

وعن بشر بن الحارث، قال: دخلت على مالك، فرأيت عليه طيلسانا يساوي خمسمائة، وقد وقع جناحاه على عينيه أشبه شيء بالملوك.

وقال أشهب: كان مالك إذا اعتم، جعل منها تحت حنكه، وأرسل طرفها خلفه، وكان يتطيب بالمسك وغيره.

وقد ساق القاضي عياض من وجوه: حسن بزة الإمام ووفور تجمله.

في نسب مالك اختلاف مع اتفاقهم على أنه عربي أصبحي، فقيل في جده الأعلى: عوف بن مالك بن زيد بن عامر بن ربيعة بن بنت مالك بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان، وإلى قحطان جماع اليمن. ولم يختلفوا أن الأصبحيين من حمير، وحمير فمن قحطان.

نعم، وغيمان في نسبه المشهور بغين معجمة، ثم بآخر الحروف على المشهور وقيل: عثمان على الجادة، وهذا لم يصح. وخثيل بخاء معجمة، ثم بمثلثة. قاله ابن سعد وغيره وقال إسماعيل بن أبي أويس، والدارقطني: جثيل: بجيم، ثم بمثلثة، وقيل: حنبل، وقيل: حسل وكلاهما تصحيف.

قال القاضي عياض: اختلف في نسب ذي أصبح، احتلافا كثيرا.

مولده: تقدم أنه سنة ثلاث وتسعين. قاله يحيى بن بكير، وغيره. وقيل: سنة أربع. قاله: محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، وعمارة بن وثيمة، وغيرهما. وقيل: سنة سبع، وهو شاذ.

قال خليفة بن خياط، وإسماعيل بن أبي أويس: ذو أصبح من حمير.

وروي عن ابن إسحاق أنه زعم أن مالكا وآله موالي بني تيم، فأخطأ، وكان ذلك أقوى سبب في تكذيب الإمام مالك له، وطعنه عليه.

وقد كان مالك إماما في نقد الرجال، حافظا، مجودا، متقنا.

قال بشر بن عمر الزهراني: سألت مالكا عن رجل، فقال: هل رأيته في كتبي؟ قلت: لا. قال: لو كان ثقة، لرأيته في كتبي.

فهذا القول يعطيك بأنه لا يروي إلا عمن هو عنده ثقة، ولا يلزم من ذلك أنه يروي عن كل الثقات، ثم لا يلزم مما قال أن كل من روى عنه -وهو عنده ثقة- أن يكون ثقة عند باقي الحفاظ، فقد يخفى عليه من حال شيخه ما يظهر لغيره، إلا أنه بكل حال كثير التحري في نقد الرجال -رحمه الله.

ابن البرقي: حدثنا عثمان بن كنانة، عن مالك، قال: ربما جلس إلينا الشيخ، فيحدث جل نهاره، ما نأخذ عنه حديثا واحدا، وما بنا أن نتهمه، ولكن لم يكن من أهل الحديث.

إسماعيل القاضي: حدثنا عتيق بن يعقوب، سمعت مالكا يقول: حدثنا بن شهاب ببضعة وأربعين حديثا، ثم قال: أعدها علي، فأعدت عليه منها أربعين حديثا.

وقال نصر بن علي: حدثنا حسين بن عروة، عن مالك، قال: قدم علينا الزهري، فأتيناه ومعنا ربيعة، فحدثنا بنيف وأربعين حديثا، ثم أتيناه من الغد، فقال: انظروا كتابا حتى أحدثكم منه، أرأيتم ما حدثتكم به أمس، أيش في أيديكم منه؟ فقال ربيعة: ههنا من يرد عليك ما حدثت به أمس. قال: ومن هو؟ قال: ابن أبي عامر. قال: هات. فسرد له أربعين حديثا منها. فقال الزهري: ما كنت أرى أنه بقي من يحفظ هذا غيري.

قال البخاري عن علي بن عبد الله: لمالك نحو من ألف حديث.

قلت: أراد ما اشتهر له في "الموطأ" وغيره، وإلا فعنده شيء كثير، ما كان يفعل أن يرويه.

وروى علي بن المديني، عن سفيان، قال: رحم الله مالكا، ما كان أشد انتقاده للرجال.

ابن أبي خيثمة: حدثنا ابن معين، قال ابن عيينة: ما نحن عند مالك، إنما كنا نتبع آثار مالك، وننظر الشيخ، إن كان كتب عنه مالك، كتبنا عنه.

وروى طاهر بن خالد الأيلي، عن أبيه، عن ابن عيينة، قال: كان مالك لا يبلغ من الحديث إلا صحيحا، ولا يحدث إلا عن ثقة، ما أرى المدينة إلا ستخرب بعد موته -يعني: من العلم.

الطحاوي: حدثنا يونس، سمعت سفيان -وذكر حديثا- فقالوا: يخالفك فيه مالك. فقال: أتقرنني بمالك؟ ما أنا وهو إلا كما قال جرير:

وابن اللبون إذا ما لز في قرن لم يستطع صولة البزل القناعيس

ثم قال يونس: سمعت الشافعي يقول: مالك وابن عيينة القرينان، ولولا مالك وابن عيينة، لذهب علم الحجاز.

وهب بن جرير، وغيره، عن شعبة، قال: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة، ولمالك بن أنس حلقة.

وقال حماد بن زيد: حدثنا أيوب، قال: لقد كان لمالك حلقة في حياة نافع.

وقال أشهب: سألت المغيرة بن عبد الرحمن عن مالك وابن الماجشون، فرفع مالكا، وقال: ما اعتدلا في العلم قط.

ابن المديني: سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول: أخبرني وهيب -وكان من أبصر الناس بالحديث والرجال- أنه قدم المدينة، قال: فلم أر أحدا إلا تعرف وتنكر إلا مالكا، ويحيى بن سعيد الأنصاري.

قال عبد الرحمن: لا أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا.

وقال ابن لهيعة: قلت لأبي الأسود: من للرأي بعد ربيعة بالمدينة؟ قال: الغلام الأصبحي.

الحارث بن مسكين: سمعت ابن وهب يقول: لولا أني أدركت مالكا والليث، لضللت.

هارون بن سعيد: سمعت ابن وهب ذكر اختلاف الحديث والروايات، فقال: لولا أني لقيت مالكا، لضللت.

وقال يحيى القطان: ما في القوم أصح حديثا من مالك، كان إماما في الحديث. قال: وسفيان الثوري فوقه في كل شيء.

قال الشافعي: قال محمد بن الحسن: أقمت عند مالك ثلاث سنين وكسرا، وسمعت من لفظه أكثر من سبعمائة حديث، فكان محمد إذا حدث عن مالك امتلأ منزله، وإذا حدث عن غيره من الكوفيين، لم يجئه إلا اليسير.

وقال ابن أبي عمر العدني: سمعت الشافعي يقول: مالك معلمي، وعنه أخذت العلم.

وعن الشافعي، قال: كان إذا شك في حديث طرحه كله.

أبو عمر بن عبد البر: حدثنا قاسم بن محمد، حدثنا خالد بن سعد، حدثنا عثمان بن عبد الرحمن، حدثنا إبراهيم بن نصر، سمعت محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، سمعت الشافعي، يقول: قال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم من صاحبكم -يريد أبا حنيفة ومالكا- وما كان لصاحبكم أن يتكلم، وما كان لصاحبنا أن يسكت. فغضبت، وقلت: نشدتك الله من أعلم بالسنة، مالك أو صاحبكم؟ فقال: مالك، لكن صاحبنا أقيس. فقلت: نعم، ومالك أعلم بكتاب الله وناسخه ومنسوخه وبسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أبي حنيفة، ومن كان أعلم بالكتاب والسنة، كان أولى بالكلام.

قال يونس بن عبد الأعلى: قال لي الشافعي: ذاكرت يوما محمد بن الحسن، ودار بيننا كلام واختلاف، حتى جعلت أنظر إلى أوداجه تدر، وأزراره تتقطع، فقلت: نشدتك بالله، تعلم أن صاحبنا كان أعلم بكتاب الله؟ قال: اللهم نعم. قلت: وكان عالما باختلاف الصحابة؟ قال: نعم.

قال ابن مهدي: أئمة الناس في زمانهم أربعة: الثوري، ومالك، والأوزاعي، وحماد بن زيد، وقال: ما رأيت أحدا أعقل من مالك.

يونس بن عبد الأعلى: حدثنا ابن وهب، سمعت مالكا -وقال له ابن القاسم: ليس بعد أهل المدينة أحد أعلم بالبيوع من أهل مصر- فقال مالك: من أين علموا ذلك؟ قال: منك يا أبا عبد الله. فقال: ما أعلمها أنا، فكيف يعلمونها بي؟

وعن مالك، قال: جنة العالم: "لا أدري"، فإذا أغفلها أصيبت مقاتله.

قال مصعب بن عبد الله: كانت حلقة مالك في زمن ربيعة مثل حلقة ربيعة وأكبر، وقد أفتى معه عند السلطان.

الزبير بن بكار: حدثنا مطرف، حدثنا مالك، قال: لما أجمعت التحويل عن مجلس ربيعة، جلست أنا وسليمان بن بلال في ناحية المسجد، فلما قام ربيعة، عدل إلينا، فقال: يا مالك، تلعب بنفسك زفنت، وصفق لك سليمان، بلغت إلى أن تتخذ مجلسا لنفسك؟! ارجع إلى مجلسك.

قال الهيثم بن جميل: سمعت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة، فأجاب في اثنتين وثلاثين منها بـ: لا أدري.

وعن خالد بن خداش، قال: قدمت على مالك بأربعين مسألة، فما أجابني منها إلا في خمس مسائل.

ابن وهب عن مالك، سمع عبد الله بن يزيد بن هرمز يقول: ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول: "لا أدري"، حتى يكون ذلك أصلا يفزعون إليه.

قال ابن عبد البر: صح عن أبي الدرداء أن: "لا أدري" نصف العلم.

قال محمد بن رمح: رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله! إن مالكا والليث يختلفان، فبأيهما آخذ؟ قال: "مالك، مالك".

أشهب، عن عبد العزيز الدراوردي، قال: دخلت مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم- فوافيته يخطب، إذ أقبل مالك، فلما أبصره النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إلي، إلي" فأقبل حتى دنا منه، فسل -صلى الله عليه وسلم- خاتمه من خنصره، فوضعه في خنصر مالك.

محمد بن جرير: حدثنا العباس بن الوليد، حدثنا إبراهيم بن حماد الزهري، سمعت مالكا يقول: قال لي المهدي: ضع يا أبا عبد الله كتابا أحمل الأمة عليه. فقلت: يا أمير المؤمنين، أما هذا الصقع -وأشرت إلى المغرب- فقد كفيته، وأما الشام، ففيهم من قد علمت -يعني: الأوزاعي- وأما العراق، فهم أهل العراق.

ابن سعد: حدثنا محمد بن عمر، سمعت بن عمر مالكا يقول: لما حج المنصور، دعاني، فدخلت عليه، فحادثته، وسألني، فأجبته، فقال: عزمت أن آمر بكتبك هذه -يعني: "الموطأ"- فتنسخ نسخا، ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين بنسخة، وآمرهم أن يعملوا بما فيها، ويدعوا ما سوى ذلك من العلم المحدث، فإني رأيت أصل العلم رواية أهل المدينة وعلمهم. قلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل، فإن الناس قد سيقت إليهم أقاويل، وسمعوا أحاديث، ورووا روايات، وأخذ كل قوم بما سيق إليهم، وعملوا به، ودانوا به، من اختلاف أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وغيرهم، وإن ردهم عما اعتقدوه شديد، فدع الناس وما هم عليه، وما اختار أهل كل بلد لأنفسهم. فقال: لعمري، لو طاوعتني لأمرت بذلك.

قال الزبير بن بكار: حدثنا ابن مسكين، ومحمد بن مسلمة، قالا: سمعنا مالكا يذكر دخوله على المنصور، وقوله في انتساخ كتبه، وحمل الناس عليها، فقلت: قد رسخ في قلوب أهل كل بلد ما اعتقدوه وعملوا به، ورد العامة عن مثل هذا عسير.

قال الواقدي: كان مالك يجلس في منزله على ضجاع ونمارق مطروحة يمنة ويسرة في سائر البيت لمن يأتي، وكان مجلسه مجلس وقار وحلم، وكان مهيبا نبيلا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث، بعد الحديث وربما أذن لبعضهم، فقرأ عليه، وكان له كاتب يقال له: حبيب. قد نسخ كتبه، ويقرأ للجماعة، فإذا أخطأ فتح عليه مالك، وكان ذلك قليلا.

أبو زرعة: حدثنا أبو مسهر، قال لي مالك: قال لي أبو جعفر: يا أبا عبد الله! ذهب الناس، لم يبق غيري وغيرك.

ابن وهب، عن مالك: دخلت على أبي جعفر، فرأيت غير واحد من بني هاشم يقبلون يده، وعوفيت، فلم أقبل له يدا.

المحنة:

قال محمد بن جرير: كان مالك قد ضرب بالسياط، واختلف في سبب ذلك، فحدثني العباس بن الوليد، حدثنا ابن ذكوان، عن مروان الطاطري: أن أبا جعفر نهى مالكا عن الحديث: "ليس على مستكره طلاق". ثم دس إليه من يسأله، فحدثه به على رءوس الناس، فضربه بالسياط.

وحدثنا العباس، حدثنا إبراهيم بن حماد: أنه كان ينظر إلى مالك إذا أقيم من مجلسه، حمل يده بالأخرى.

ابن سعد: حدثنا الواقدي، قال: ما دعي مالك، وشوور، وسمع منه، وقبل قوله، حسد، وبغوه بكل شيء، فلما ولي جعفر بن سليمان المدينة، سعوا به إليه، وكثروا عليه عنده، وقالوا: لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء، وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت بن الأحنف في طلاق المكره: أنه لا يجوز عنده. قال: فغضب جعفر، فدعا بمالك، فاحتج عليه بما رفع إليه عنه، فأمر بتجريده، وضربه بالسياط، وجبذت يده حتى انخلعت من كتفه، وارتكب منه أمر عظيم، فوالله ما زال مالك بعد في رفعة وعلو.

قلت: هذا ثمرة المحنة المحمودة، أنها ترفع العبد عند المؤمنين، وبكل حال فهي بما كسبت أيدينا، ويعفو الله عن كثير: "ومن يرد الله به خيرا يصيب منه". وقال النبي -صلى الله عليه وسلم: "كل قضاء المؤمن خير له". وقال الله -تعالى: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين}. وأنزل -تعالى- في وقعة أحد قوله: {أولما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم}. وقال: {وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير}. فالمؤمن إذا امتحن صبر واتعظ واستغفر، ولم يتشاغل بذم من انتقم منه، فالله حكم مقسط، ثم يحمد الله على سلامة دينه، ويعلم أن عقوبة الدنيا أهون وخير له.

قال القاضي عياض: ألف في مناقب مالك -رحمه الله- جماعة منهم القاضي أبو عبد الله التستري المالكي، له في ثلاثة مجلدات، وأبو الحسن بن فهر المصري، وجعفر بن محمد الفريابي القاضي، وأبو بشر الدولابي الحافظ، والزبير بن بكار، وأبو علاثة محمد بن أبي غسان، وابن حبيب، وأبو محمد بن الجارود، وأحمد بن رشدين، وأبو عمرو المغامي، والحسن بن إسماعيل الضراب، وأبو الحسن بن منتاب، وأبو إسحاق بن شعبان، وأبو بكر أحمد بن محمد اليقطيني، والحافظ أبو نصر بن الجبان، وأبو بكر بن روزبة الدمشقي، والقاضي أبو عبد الله الزنكاني، وأبو الحسن بن عبيد الله الزبيري، وأبو بكر أحمد بن مروان الدينوري، والقاضي أبو بكر الأبهري، والقاضي أبو الفضل القشيري، وأبو بكر بن اللباد، وأبو محمد بن أبي زيد، والحافظ أبو عبد الله الحاكم، وأبو ذر عبد بن أحمد الهروي، وأبو عمر الطلمنكي، وأبو عمر بن حزم الصدفي، وأبو عمر بن عبد البر، والقاضي أبو محمد بن نصر، وابن الإمام التطيلي، وابن حارث القروي، والقاضي أبو الوليد الباجي، وأبو مروان بن أصبغ.

وقد جمع الحافظ أبو بكر الخطيب كتابا كبيرا في الرواة عن مالك، وشيء من روايتهم عنه.

قلت: وللحافظ أبي نعيم ترجمة طولى في "الحلية" لمالك.

وممن ألف في الرواة عنه: الإمام أبو عبد الله بن مفرج، والإمام أبو عبد الله بن أبي دليم، وعبد الرحمن بن محمد البكري.

قال عياض: واستقصينا كتابنا هذا في أخبار مالك من تصانيف المحدثين: ككتب البخاري، والزبير، وابن أبي حاتم، ووكيع القاضي، والدارقطني، وابن جرير الطبري، والصولي، وأحمد بن كامل، وأبي سعيد بن يونس الصدفي، وأبي عمر الكندي، وأبي عمر الصدفي القرطبي، وأبي عبد الله بن حارث القروي، وأبي العرب التميمي، وأبي إسحاق بن الرفيق الكاتب، وأبي علي بن البصري في القرويين، وتاريخ أبي بكر بن أبي عبد الله المالكي في القرويين. وتواريخ الأندلس: ككتاب أبي عبد الله بن عبد البر، وكتاب "الاحتفال" لأبي عمر بن عفيف، و"الانتخاب" لأبي القاسم بن مفرج، وتاريخ أبي محمد بن الفرضي، وتواريخ أبي مروان، وابن حيان، والرازي، وكتاب أحمد بن عبد الرحمن بن مظاهر، وما وقع إلي من تاريخ الخطيب في البغداديين، وكتاب أبي نصر الأمير، وطبقات أبي إسحاق الشيرازي، وكتاب ابن عبد البر في الأئمة الثلاثة، ورواتهم.

قال القاضي: وحققنا من روى "الموطأ" عن مالك، ومن نص عليهم أصحاب الأثر والنقاد: ابن وهب، ابن القاسم، محمد بن الحسن، الغاز ابن قيس، زياد شبطون، الشافعي، القعنبي، معن بن عيسى، عبد الله بن يوسف، يحيى بن يحيى التميمي، يحيى بن يحيى الليثي، يحيى بن بكير، مطرف بن عبد الله اليساري، عبد الله بن عبد الحكم، موسى بن طارق، أسد بن الفرات، ومحمد بن المبارك الصوري، أبو مسهر الغساني، حبيب كاتب الليث، قرعوس بن العباس، أحمد بن منصور الحراني، يحيى بن صالح الوحاظي، يحيى بن مضر، سعيد بن داود الزبيري، مصعب بن عبد الله الزبيري، أبو مصعب الزهري، سويد بن سعيد، سعيد ابن أبي مريم، سعيد بن عفير، علي بن زياد التونسي، قتيبة بن سعيد الثقفي، عتيق بن يعقوب الزبيري، محمد بن شروس الصنعاني، إسحاق بن عيسى بن الطباع، خالد بن نزار الأيلي، إسماعيل بن أبي أويس، وأخوه أبو بكر، عيسى بن شجرة المغربي، بربر المغني والد الزبير بن بكار، أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي.

خاتمة من روى عنه: قيل: إن زكريا بن دويد الكندي لقي مالكا، ولكنه كذاب، بقي إلى سنة نيف وستين ومائتين، وعليه بنى الخطيب في كتاب: "السابق واللاحق"، خلف بن جرير القروي، محمد بن يحيى السبائي، محرز بن هارون، سعيد بن عبدوس، عباس بن ناصح، عبيد بن حيان الدمشقي، أيوب بن صالح الرملي، حفص بن عبد السلام، وأخوه حسان، يحيى وفاطمة ولدا مالك، سليمان بن برد، عبد الرحمن بن خالد، عبد الرحمن بن هند، عبد الرحمن بن عبد الله الأندلسي.

وقد قيل: إن قاضي البصرة محمد بن عبد الله الأنصاري روى "الموطأ" عن مالك إجازة. وقيل: إن أبا يوسف القاضي رواه عن رجل، عن مالك، وما زال العلماء قديما وحديثا لهم أتم اعتناء برواية "الموطأ"، ومعرفته، وتحصيله. وقد جمع إسماعيل القاضي أحاديث "الموطأ" عن رجاله، عن مالك وسائر ما وقع له من حديث مالك.

وألف قاسم بن أصبغ الحافظ حديث مالك، وأبو القاسم الجوهري، وأبو الحسن القابسي عمل "الملخص"، وحفظه خلق من الطلبة. وألف أبو ذر الهروي "مسند الموطآت"، وألف أبو بكر القباب حديث مالك. ولأبي الحسن بن حبيب السجلماسي "مسند الموطأ"، ولفلان المطرز، ولأبي عبد الله الجيزي، وأحمد بن بندار الفارسي، وأبي سعيد بن الأعرابي، وابن مفرج.

وألف النسائي "مسند مالك"، وأبو أحمد بن عدي، وأحمد بن إبراهيم بن جامع السكري، وابن عفير، وأبو عبد الله النيسابوري السراج، وأبو بكر بن زياد النيسابوري، وأبو حفص بن شاهين، وأبو العرب التميمي، ويحيى بن سعيد، والحافظ أبو القاسم الأندلسي، وأبو عمر بن عبد البر، له "التقصي"، ومحمد بن عيشون الطليطلي.

وألف "مسند مالك" أبو القاسم الجوهري -وذلك غير ما في "الموطأ"- والحافظ عبد الغني بن سعيد الأزدي، وأبو بكر محمد بن عيسى الحضرمي، وأبو الفضل بن أبي عمران الهروي. وعمل الدارقطني كتاب "اختلافات الموطأ".

وألف دعلج السجزي "غرائب حديث مالك"، وابن الجارود، وقاسم بن أصبغ.

وعمل الدارقطني أيضا الأحاديث التي خولف فيها مالك. ولأبي بكر البزار مؤلف في ذلك. وعمل محمد بن المظفر الحافظ ما وصله مالك خارج موطئه. وألف أبو عمر بن نصر الطليطلي "مسند الموطأ"، وكذا: إبراهيم بن نصر، وأحمد بن سعيد بن فرضخ الإخميمي، والمحدث أبو سليمان بن زبر، وأسامة بن علي المصري، وموسى بن هارون الحمال الحافظ، والقاضي أبو بكر بن السليم أفرد ما ليس في "الموطأ".

وعمل أبو الحسن بن أبي طالب العابر كتاب "موطأ الموطأ". وعمل الدارقطني الخطيب "أطراف الموطأ".

وعمل له شرحا: يحيى بن مزين الفقيه، وله كتاب في رجاله.

ولابن وهب فيه شرح، ولعيسى بن دينار، ولعبد الله بن نافع الصائغ، ولحرملة، ولابن حبيب، ولمحمد بن سحنون.

ولمسلم مؤلف في شيوخ مالك.

وللبرقي "رجال الموطأ"، وللطلمنكي، وأبي عبد الله بن الحذاء، ولأبي عبد الله بن مفرج، ولأحمد بن عمران الأخفش في غريبه.

وللبرقي، وللغساني المصري، ولأبي جعفر الداوودي، ولأبي مروان القنازعي، ولأبي عبد الملك البوني.

وجمع ابن جوصا بين "الموطأ" رواية ابن وهب وابن القاسم، ولغيره جمع بين رواية يحيى بن يحيى، وأبي مصعب.

ولابن عبد البر شرحان، وهما "التمهيد"، و"الاستذكار"، وله كتاب "ما رواه مالك خارج الموطأ".

وعمل على "الموطأ" أبو الوليد الباجي كتاب: "الإيمان"، وكتاب: "المنتقى"، وعمل كتاب: "الاستيفاء" طويل جدا، ولم يتمه.

وشرحه أبو الوليد بن الصفار في كتاب اسمه: "الموعب". لم يتمه. وكتاب: "المحلى في شرح الموطا" للقاضي محمد بن سليمان بن خليفة.

ولأبي محمد بن حزم شرح. ولأبي بكر بن سائق شرح. ولابن أبي صفرة شرح. ولأبي عبد الله بن الحاج القاضي شرح. ولشيخنا أبي الوليد ابن العواد "الجمع بين التمهيد والاستذكار" ما تم.

ولأبي محمد بن السيد البطليوسي شرح كبير.

ولابن عيشون: "توجيه الموطأ".

ولعثمان بن عبد ربه المعافري الدباغ شيء في ذلك على أبواب "الموطأ".

ولأبي القاسم بن الجد: "اختصار التمهيد".

ولحازم بن محمد بن حازم كتاب "السافر عن آثار الموطأ".

و"تفسير الموطأ" لأبي الحسن الإشبيلي. وتفسير لابن شراحيل.

وللطلمنكي تفسير، لم يتم. و"شرح مسند الموطأ" ليونس بن مغيث.

وللمهلب بن أبي صفرة في ذلك. ولأخيه أبي عبد الله في ذلك.

وللقاضي لأبي بكر بن العربي كتاب: "القبس في شرح الموطأ".

ولأبي محمد بن يربوع الحافظ كتاب على معرفة رجال "الموطأ".

ولعاصم النحوي شرح لم يكمل. ولأبي بكر بن موهب القيري "شرح الملخص" في مجلدات.

فصل:

ولمالك -رحمه الله- رسالة في القدر، كتبها إلى ابن وهب، وإسنادها صحيح.

وله مؤلف: في النجوم ومنازل القمر، رواه سحنون، عن ابن نافع الصائغ، عنه مشهور.

ورسالة في الأقضية، مجلد، رواية محمد بن يوسف بن مطروح، عن عبد الله بن عبد الجليل.

ورسالة إلى أبي غسان محمد بن مطرف.

ورسالة آداب إلى الرشيد، إسنادها منقطع، قد أنكرها إسماعيل القاضي، وغيره، وفيها أحاديث لا تعرف. قلت: هذه الرسالة موضوعة. وقال القاضي الأبهري: فيها أحاديث لو سمع مالك من يحدث بها لأدبه.

وله جزء في التفسير يرويه خالد بن عبد الرحمن المخزومي، يرويه القاضي عياض، عن أبي جعفر أحمد بن سعيد، عن أبي عبد الله محمد بن الحسن المقرئ، عن محمد بن علي المصيصي، عن أبيه، بإسناده.

وكتاب "السر" من رواية ابن القاسم، عنه، رواه الحسن بن أحمد العثماني، عن محمد بن عبد العزيز بن وزير الجروي، عن الحارث بن مسكين، عنه.

قلت: هو جزء واحد، سمعه أبو محمد بن النحاس المصري، من محمد بن بشر العكري، حدثنا مقدام بن داود الرعيني، حدثنا الحارث بن مسكين، وأبو زيد بن أبي الغمر، قالا: حدثنا ابن القاسم.

قال: ورسالة إلى الليث في إجماع أهل المدينة، معروفة.

فأما ما نقل عنه كبار أصحابه من المسائل، والفتاوى والفوائد، فشيء كثير. ومن كنوز ذلك "المدونة"، و"الواضحة"، وأشياء.

قال مالكي: قد ندر الاجتهاد اليوم، وتعذر، فمالك أفضل من يقلد، فرجح تقليده.

وقال شيخ: إن الإمام لمن التزم بتقليده، كالنبي مع أمته، لا تحل مخالفته.

قلت: قوله لا تحل مخالفته: مجرد دعوى واجتهاد بلا معرفة، بل له مخالفة إمامه إلى إمام آخر، حجته في تلك المسألة أقوى، لا بل عليه اتباع الدليل فيما تبرهن له، لا كمن تمذهب لإمام، فإذا لاح له ما يوافق هواه، عمل به من أي مذهب كان، ومن تتبع رخص المذاهب، وزلات المجتهدين، فقد رق دينه، كما قال الأوزاعي أو غيره: من أخذ بقول المكيين في المتعة، والكوفيين في النبيذ، والمدنيين في الغناء، والشاميين في عصمة الخلفاء، فقد جمع الشر. وكذا من أخذ في البيوع الربوية بمن يتحيل عليها، وفي الطلاق ونكاح التحليل بمن توسع فيه، وشبه ذلك، فقد تعرض للانحلال، فنسأل الله العافية والتوفيق.

ولكن: شأن الطالب أن يدرس أولا مصنفا في الفقه، فإذا حفظه، بحثه، وطالع الشروح، فإن كان ذكيا، فقيه النفس، ورأى حجج الأئمة، فليراقب الله، وليحتط لدينه، فإن خير الدين الورع، ومن ترك الشبهات، فقد استبرأ لدينه وعرضه، والمعصوم من عصمه الله.

فالمقلدون صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بشرط ثبوت الإسناد إليهم، ثم أئمة التابعين كعلقمة، ومسروق، وعبيدة السلماني، وسعيد بن المسيب، وأبي الشعثاء، وسعيد بن جبير، وعبيد الله بن عبد الله، وعروة، والقاسم، والشعبي، والحسن، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي.

ثم كالزهري، وأبي الزناد، وأيوب السختياني، وربيعة، وطبقتهم.

ثم كأبي حنيفة، ومالك، والأوزاعي، وابن جريج، ومعمر، وابن أبي عروبة، وسفيان الثوري، والحمادين، وشعبة، والليث، وابن الماجشون، وابن أبي ذئب.

ثم كابن المبارك، ومسلم الزنجي، والقاضي أبي يوسف، والهقل بن زياد، ووكيع، والوليد بن مسلم، وطبقتهم.

ثم كالشافعي، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور، والبويطي، وأبي بكر بن أبي شيبة.

ثم كالمزني، وأبي بكر الأثرم، والبخاري وداود بن علي، ومحمد بن نصر المروزي، وإبراهيم الحربي، وإسماعيل القاضي.

ثم كمحمد بن جرير الطبري، وأبي بكر بن خزيمة، وأبي عباس بن سريج، وأبي بكر بن المنذر، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي بكر الخلال.

ثم من بعد هذا النمط تناقص الاجتهاد، ووضعت المختصرات، وأخلد الفقهاء إلى التقليد، من غير نظر في الأعلم، بل بحسب الاتفاق، والتشهي، والتعظيم، والعادة، والبلد. فلو أراد الطالب اليوم أن يتمذهب في المغرب لأبي حنيفة، لعسر عليه، كما لو أراد أن يتمذهب لابن حنبل ببخارى وسمرقند، لصعب عليه، فلا يجيء منه حنبلي، ولا من المغربي حنفي، ولا من الهندي مالكي. وبكل حال: فإلى فقه مالك المنتهى، فعامة آرائه مسددة، ولو لم يكن له إلا حسم مادة الحيل، ومراعاة المقاصد، لكفاه.

ومذهبه قد ملأ المغرب والأندلس، وكثيرا من بلاد مصر، وبعض الشام، واليمن، والسودان، وبالبصرة، وبغداد، والكوفة، وبعض خراسان.

وكذلك اشتهر مذهب الأوزاعي مدة، وتلاشى أصحابه، وتفانوا. وكذلك مذهب سفيان وغيره ممن سمينا، ولم يبق اليوم إلا هذه المذاهب الأربعة. وقل من ينهض بمعرفتها كما ينبغي، فضلا عن أن يكون مجتهدا.

وانقطع أتباع أبي ثور بعد الثلاثمائة، وأصحاب داود إلا القليل، وبقي مذهب ابن جرير إلى ما بعد الأربعمائة.

وللزيدية مذهب في الفروع بالحجاز وباليمن، لكنه معدود في أقوال أهل البدع، كالإمامية، ولا بأس بمذهب داود، وفيه أقوال حسنة، ومتابعة للنصوص، مع أن جماعة من العلماء لا يعتدون بخلافه، وله شذوذ في مسائل شانت مذهبه.

وأما القاضي، فذكر ما يدل على جواز تقليدهم إجماعا، فإنه سمى المذاهب الأربعة، والسفيانية، والأوزاعية، والداوودية. ثم إنه قال: فهؤلاء الذين وقع إجماع الناس على تقليدهم، مع الاختلاف في أعيانهم، واتفاق العلماء على اتباعهم، والاقتداء بمذاهبهم، ودرس كتبهم، والتفقه على مآخذهم، والتفريع على أصولهم، دون غيرهم ممن تقدمهم أو عاصرهم؛ للعلل التي ذكرناها.

وصار الناس اليوم في الدنيا إلى خمسة مذاهب، فالخامس: هو مذهب الداوودية. فحق على طالب العلم أن يعرف أولاهم بالتقليد، ليحصل على مذهبه. وها نحن نبين أن مالكا -رحمه الله- هو ذلك؛ لجمعه أدوات الإمامة، وكونه أعلم القوم.

ثم وجه القاضي دعواه، وحسنها، ونمقها، ولكن ما يعجز كل واحد من حنفي،

وشافعي، وحنبلي، وداوودي عن ادعاء مثل ذلك لمتبوعه، بل ذلك لسان حاله، وإن لم يفه به.

ثم قال القاضي عياض: وعندنا -ولله الحمد- لكل إمام من المذكورين مناقب، تقضي له بالإمامة.

قلت: ولكن هذا الإمام الذي هو النجم الهادي قد أنصف، وقال قولا فصلا، حيث يقول: كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا صاحب هذا القبر -صلى الله عليه وسلم.

ولا ريب أن كل من أنس من نفسه فقها، وسعة علم، وحسن قصد، فلا يسعه الالتزام بمذهب واحد في كل أقواله، لأنه قد تبرهن له مذهب الغير في مسائل، ولاح له الدليل، وقامت عليه الحجة، فلا يقلد فيها إمامه، بل يعمل بما تبرهن، ويقلد الإمام الآخر بالبرهان، لا بالتشهي والغرض. لكنه لا يفتي العامة إلا بمذهب إمامه، أو ليصمت فيما خفي عليه دليله.

قال الشافعي: العلم يدور على ثلاثة: مالك، والليث، وابن عيينة.

قلت: بل وعلى سبعة معهم، وهم: الأوزاعي، والثوري، ومعمر، وأبو حنيفة، وشعبة، والحمادان.

وروي عن الأوزاعي: أنه كان إذا ذكر مالكا، يقول: عالم العلماء، ومفتي الحرمين.

وعن بقية، أنه قال: ما بقي على وجه الأرض أعلم بسنة ماضية منك يا مالك.

وقال أبو يوسف: ما رأيت أعلم من أبي حنيفة، ومالك، وابن أبي ليلى.

وذكر أحمد بن حنبل مالكا، فقدمه الأوزاعي، والثوري، والليث، وحماد، والحكم في العلم. وقال: هو إمام في الحديث، وفي الفقه.

وقال القطان: هو إمام يقتدى به.

وقال ابن معين: مالك من حجج الله على خلقه.

وقال أسد بن الفرات: إذا أردت الله والدار الآخرة، فعليك بمالك.

وقد صنف مكي القيسي كتابا فيما روي عن مالك في التفسير، ومعاني القرآن.

وقد ذكره: أبو عمرو الداني في "طبقات القراء"، وأنه تلا على نافع بن أبي نعيم.

وقال بهلول بن راشد: ما رأيت أنزع بآية من مالك مع معرفته بالصحيح والسقيم.

قرأت على إسحاق بن طارق، أخبرنا ابن خليل، أخبرنا أبو المكارم التيمي، ونبأني ابن سلامة، عن أبي المكارم، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم الحافظ، حدثنا أبو محمد بن حيان، حدثنا محمد بن أحمد بن عمرو، حدثنا عبد الله بن أحمد بن كليب، عن الفضل بن زياد: سألت أحمد بن حنبل: من ضرب مالكا؟ قال: بعض الولاة في طلاق المكره، كان لا يجيزه، فضربه لذلك.

وبه، قال أبو نعيم: حدثنا محمد بن علي، حدثنا المفضل الجندي، سمعت أبا مصعب، سمعت مالكا يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك.

ثم قال أبو مصعب: كان مالك لا يحدث إلا وهو على طهارة؛ إجلالا للحديث.

وبه، قال: حدثنا ابن حيان، حدثنا محمد بن أحمد بن الوليد، حدثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: قال الشافعي: إذا جاء الأثر، كان مالك كالنجم، وهو وسفيان القرينان.

وبه، حدثنا إبراهيم بن عبد الله، حدثنا السراج، حدثنا محمود بن غيلان، حدثنا أبو داود، حدثنا شعبة: أتيت المدينة بعد موت نافع بسنة، فإذا الحلقة لمالك.

وبه، حدثنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا محمد بن أحمد بن راشد، سمعت أبا داود يقول: حكى لي بعض أصحاب ابن وهب، عنه: أن مالكا لما ضرب، حلق، وحمل على بعير، فقيل له: ناد على نفسك. فقال: ألا من عرفني، فقد عرفني، ومن لم يعرفني، فأنا مالك بن أنس، أقول. طلاق المكره ليس بشيء. فبلغ ذلك جعفر بن سليمان الأمير، فقال: أدركوه، أنزلوه.

وبه، حدثنا إبراهيم، حدثنا السراج، حدثنا الحسن بن عبد العزيز، حدثنا الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، قال: قيل لمالك: ما تقول في طلب العلم؟ قال: حسن، جميل، لكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح إلى أن تمسي، فالزمه.

وبه، عن ابن وهب: سئل مالك عن الداعي يقول: يا سيدي، فقال: يعجبني دعاء الأنبياء: ربنا، ربنا.

وبه، حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، حدثنا الأبار، حدثنا أحمد بن هاشم، حدثنا ضمرة: سمعت مالكا يقول: لو أن لي سلطانا على من يفسر القرآن، لضربت رأسه.

قلت: يعني: تفسيره برأيه. وكذلك جاء عن مالك، من طريق أخرى.

وبه، حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، حدثنا أبو إسماعيل الترمذي، حدثنا نعيم بن حماد سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدا ارتفع مثل مالك، ليس له كثير صلاة ولا صيام، إلا أن تكون له سريرة.

قلت: ما كان عليه من العلم ونشره أفضل من نوافل الصوم والصلاة لمن أراد به الله.

وبه، حدثنا سليمان بن أحمد، حدثنا المقداد بن داود، حدثنا عبد الله بن عبد الحكم: سمعت مالكا يقول: شاورني هارون الرشيد في ثلاثة: في أن يعلق "الموطأ" في الكعبة، ويحمل الناس على ما فيه، وفي أن ينقض منبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويجعله من ذهب وفضة وجوهر، وفي أن يقدم نافعا إماما في مسجد النبي -صلى الله عليه وسلم. فقلت: أما تعليق "الموطأ"، فإن الصحابة اختلفوا في الفروع، وتفرقوا، وكل عند نفسه مصيب، وأما نقض المنبر، فلا أرى أن يحرم الناس أثر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأما تقدمتك نافعا، فإنه إمام في القراءة، لا يؤمن أن تبدر منه بادرة في المحراب، فتحفظ عليه. فقال: وفقك الله يا أبا عبد الله.

هذا إسناد حسن، لكن لعل الراوي وهم في قوله: هارون؛ لأن نافعا قبل خلافة هارون مات.

من قول مالك في السنة:

وبه، حدثنا محمد بن أحمد بن علي، حدثنا الفريابي، حدثنا الحلواني سمعت مطرف بن عبد الله، سمعت مالكا يقول: سن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وولاة الأمر بعده سننا، الأخذ بها اتباع لكتاب الله، واستكمال بطاعة الله، وقوة على دين الله، ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها، فهو مهتد، ومن استنصر بها، فهو منصور، ومن تركها، اتبع غير سبيل المؤمنين، وولاه الله ما تولى، وأصلاه جهنم وساءت مصيرا.

وبه، إلى الحلواني: سمعت إسحاق بن عيسى يقول: قال مالك: أكلما جاءنا رجل أجدل من رجل، تركنا ما نزل به جبريل على محمد -صلى الله عليه وسلم- لجدله؟!

وبه، حدثنا الحسن بن سعيد، حدثنا زكريا الساجي، حدثنا أبو داود، حدثنا أبو ثور سمعت الشافعي يقول: كان مالك إذا جاءه بعض أهل الأهواء، قال: أما إني على بينة من ديني، وأما أنت، فشاك، اذهب إلى شاك مثلك، فخاصمه.

وبه، حدثنا سليمان الطبراني، حدثنا الحسين بن إسحاق، حدثنا يحيى بن خلف الطرسوسي -وكان من ثقات المسلمين- قال: كنت عند مالك، فدخل عليه رجل، فقال: يا أبا عبد الله، ما تقول فيمن يقول: القرآن مخلوق؟ فقال مالك: زنديق، اقتلوه. فقال: يا أبا عبد الله، إنما أحكي كلاما سمعته. قال: إنما سمعته منك، وعظم هذا القول.

وبه، حدثنا ابن حيان، حدثنا ابن أبي داود، حدثنا أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، قال: قال مالك: الناس ينظرون إلى الله -عز وجل- يوم القيامة بأعينهم.

وبه، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، حدثنا يونس، حدثنا ابن وهب سمعت مالكا يقول لرجل سأله عن القدر: نعم، قال الله تعالى: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها}.

وبه، حدثنا عبد الله بن محمد، حدثنا ابن أبي عاصم، سمعت سعيد بن عبد الجبار، سمعت مالكا يقول: رأيي فيهم أن يستتابوا، فإن تابوا، وإلا قتلوا. يعني: القدرية.

وبه، حدثنا محمد بن علي العقيلي، حدثنا القاضي أبو أمية الغلابي، حدثنا سلمة بن شبيب، حدثنا مهدي بن جعفر، حدثنا جعفر بن عبد الله، قال: كنا عند مالك فجاءه رجل، فقال: يا أبا عبد الله: {الرحمن على العرش استوى}، كيف استوى؟ فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته، فنظر إلى الأرض، وجعل ينكت بعود في يده، حتى علاه الرحضاء، ثم رفع رأسه، ورمى بالعود، وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة. وأمر به فأخرج.

قال سلمة بن شبيب مرة في رواية هذا: وقال للسائل: إني أخاف أن تكون ضالا.

وقال أبو الربيع الرشيديني: حدثنا ابن وهب، قال: كنا عند مالك، فقال رجل: يا أبا عبد الله: {الرحمن على العرش استوى} كيف استواؤه؟ فأطرق مالك، وأخذته الرحضاء، ثم رفع رأسه، فقال: {الرحمن على العرش استوى} كما وصف نفسه، ولا يقال له: كيف، و"كيف" عنه مرفوع، وأنت رجل سوء، صاحب بدعة، أخرجوه.

وقال محمد بن عمرو قشمرد النيساوي: سمعت يحيى بن يحيى يقول: كنا عند مالك، فجاءه رجل، فقال: {الرحمن على العرش استوى}، فذكر نحوه، وفيه: فقال: الاستواء غير مجهول.

وروى عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب "الرد على الجهمية" له، قال: حدثني أبي، حدثنا سريج بن النعمان، عن عبد الله بن نافع، قال: قال مالك: الله في السماء، وعلمه في كل مكان لا يخلو منه شيء.

وقال محمد بن إسحاق الصغاني: حدثنا أبو بكر أحمد بن محمد العمري، حدثنا ابن أبي أويس، سمعت مالكا يقول: القرآن كلام الله، وكلام الله منه، وليس من الله شيء مخلوق.

قال القاضي عياض في سيرة مالك: قال ابن نافع، وأشهب -وأحدهما يزيد على الآخر: قلت: يا أبا عبد الله: {وجوه يومئذ ناضرة، إلى ربها ناظرة}، ينظرون إلى الله؟ قال: نعم، بأعينهم هاتين. قلت: فإن قوما يقولون: ناظرة: بمعنى منتظرة إلى الثواب. قال: بل تنظر إلى الله، أما سمعت قول موسى: {رب أرني أنظر إليك}، أتراه سأل محالا؟ قال الله: {لن تراني} في الدنيا، لأنها دار فناء، فإذا صاروا إلى دار البقاء، نظروا بما يبقى إلى ما يبقى. قال -تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}.

قال القاضي: وقال غير واحد، عن مالك: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص، وبعضه أفضل من بعض.

قال: وقال ابن القاسم: كان مالك يقول: الإيمان يزيد. وتوقف عن النقصان.

قال: روى ابن نافع، عن مالك: من قال: القرآن مخلوق، يجلد ويحبس.

قال: وفي رواية بشر بن بكر، عن مالك قال: يقتل، ولا تقبل له توبة.

يونس الصدفي: حدثنا أشهب، عن مالك، قال: القدرية، لا تناكحوهم، ولا تصلوا خلفهم.

أحمد بن عيسى: حدثنا ابن وهب، قال: قال مالك: لا يستتاب من سب النبي -صلى الله عليه وسلم- من الكفار والمسلمين.

أبو أحمد بن عدي: حدثنا أحمد بن علي المدائني، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن جابر، حدثنا أبو زيد بن أبي الغمر، قال: قال ابن القاسم: سألت مالكا عمن حدث بالحديث: الذين قالوا: "إن الله خلق آدم على صورته"، والحديث الذي جاء: "إن الله يكشف عن

ساقه"، "وأنه يدخل يده في جهنم حتى يخرج من أراد". فأنكر مالك ذلك إنكارا شديدا، ونهى أن يحدث بها أحد. فقيل له: إن ناسا من أهل العلم يتحدثون به. فقال: من هو؟ قيل: ابن عجلان، عن أبي الزناد. قال: لم يكن ابن عجلان يعرف هذه الأشياء، ولم يكن عالما. وذكر أبا الزناد، فقال: لم يزل عاملا لهؤلاء حتى مات. رواها: مقدام الرعيني، عن ابن أبي الغمر، والحارث بن مسكين، قالا: حدثنا ابن القاسم.

قلت: أنكر الإمام ذلك، لأنه لم يثبت عنده، ولا اتصل به، فهو معذور، كما أن صاحبي "الصحيحين" معذوران في إخراج ذلك -أعني: الحديث الأول والثاني- لثبوت سندهما، وأما الحديث الثالث، فلا أعرفه بهذا اللفظ، فقولنا في ذلك وبابه: الإقرار، والإمرار، وتفويض معناه إلى قائله الصادق المعصوم.

وقال ابن عدي: حدثنا محمد بن هارون بن حسان، حدثنا صالح بن أيوب، حدثنا حبيب بن أبي حبيب، حدثني مالك قال: يتنزل ربنا -تبارك وتعالى- أمره، فأما هو، فدائم لا يزول. قال صالح: فذكرت ذلك ليحيى بن بكير، فقال: حسن والله، ولم أسمعه من مالك.

قلت: لا أعرف صالحا، وحبيب مشهور، والمحفوظ عن مالك -رحمه الله- رواية الوليد بن مسلم، أنه سأله عن أحاديث الصفات، فقال: أمرها كما جاءت، بلا تفسير. فيكون للإمام في ذلك قولان إن صحت رواية حبيب.

أحمد بن عبد الرحيم بن البرقي، حدثنا عمرو بن أبي سلمة، حدثنا عمرو بن حسان: أن أبا خليد قال لمالك: يا أبا عبد الله، إن أهل دمشق يقرءون: إبراهام. فقال: أهل دمشق بأكل البطيخ أعلم منهم بالقراءة. قال له أبو خليد: إنهم يدعون قراءة عثمان. قال مالك: فهذا مصحف عثمان عندي. ودعا به، ففتح، فإذا فيه: إبراهام، كما قال أهل دمشق.

قلت: رسم المصحف محتمل للقراءتين، وقراءة الجمهور أفصح وأولى.

قال ابن القاسم: سألت مالكا عن علي وعثمان، فقال: ما أدركت أحدا ممن أقتدي به إلا وهو يرى الكف عنهما. قال ابن القاسم: يريد التفضيل بينهما. فقلت: فأبو بكر، وعمر؟ فقال: ليس فيهما إشكال، إنهما أفضل من غيرهما.

قال الحسن بن رشيق: سمعت النسائي يقول: أمناء الله على علم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة: شعبة، ومالك، ويحيى القطان.

قال القاضي عياض: قال معن: انصرف مالك يوما، فلحقه رجل يقال له: أبو الجويرية، متهم بالإرجاء، فقال: اسمع مني. قال: احذر أن أشهد عليك. قال: والله ما أريد إلا الحق، فإن كان صوابا، فقل به، أو فتكلم قال: فإن غلبتني؟ قال: اتبعني. قال: فإن غلبتك؟ قال: اتبعتك. قال: فإن جاء رجل، فكلمنا، فغلبنا؟ قال: اتبعناه، فقال مالك: يا هذا، إن الله بعث محمدا -صلى الله عليه وسلم- بدين واحد، وأراك تتنقل.

وعن مالك، قال: الجدال في الدين ينشئ المراء، ويذهب بنور العلم من القلب ويقسي، ويورث الضغن.

قال القاضي عياض: قال أبو طالب المكي: كان مالك -رحمه الله- أبعد الناس من مذاهب المتكلمين، وأشد نقضا للعراقيين. ثم قال القاضي عياض: قال سفيان بن عيينة: سأل رجل مالكا، فقال: {الرحمن على العرش استوى}. كيف استوى؟ فسكت مالك حتى علاه الرحضاء، ثم قال: الاستواء منه معلوم، والكيف منه غير معقول، والسؤال عن هذا بدعة، والإيمان به واجب، وإني لأظنك ضالا، أخرجوه. فناداه الرجل: يا أبا عبد الله، والله لقد سألت عنها أهل البصرة والكوفة والعراق، فلم أجد أحدا وفق لما وفقت له.

فصل:

قال ابن عدي في "مسند مالك" بإسناد صح عن ابن وهب: سمعت مالكا يقول: لقد سمعت من ابن شهاب أحاديث كثيرة ما حدثت بها قط.

وقال: نشر نافع عن ابن عمر علما كثيرا أكثر مما نشر عنه بنوه.

الحارث بن مسكين: أخبرنا ابن وهب، قال مالك: كنت آتي نافعا، وأنا غلام حديث السن، مع غلام لي، فينزل من درجه، فيقف معي، ويحدثني، وكان يجلس بعد الصبح في المسجد، فلا يكاد يأتيه أحد.

سعيد بن أبي مريم: سمعت مالكا يقول: جالس نعيم المجمر أبا هريرة عشرين سنة.

قال معن: كان مالك يتقي في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الياء والتاء ونحوهما.

وقال ابن وهب: قال مالك: العلم حيث شاء الله جعله، ليس هو بكثرة الرواية.

ابن وهب: سمعت مالكا يقول: حق على من طلب العلم أن يكون له وقار، وسكينة، وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره، وهو قسم من الله -تعالى- فلا تمكن الناس من نفسك، فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه.

القعنبي: سمعت مالكا يقول: كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه.

قال عبد الله بن نافع: جالست مالكا خمسا وثلاثين سنة.

قال ابن وهب: لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك: لا أدري، لفعلت.

حرملة: حدثنا ابن وهب، سمعت مالكا يقول: ليس هذا الجدل من الدين بشيء. وسمعته يقول: قلت لأمير المؤمنين فيمن يتكلم في هذه المسائل المعضلة: الكلام فيها -يا أمير المؤمنين- يورث البغضاء.

سلمة بن شبيب: حدثنا عبد الرزاق، سمعت سفيان، وابن جريج، ومالكا، وابن عيينة، كلهم يقولون: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.

قال مخلد بن خداش: سألت مالكا عن الشطرنج، فقال: أحق هو؟ فقلت: لا. قال: {فماذا بعد الحق إلا الضلال}.

قال ابن وهب: حججت سنة ثمان وأربعين ومائة، وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا مالك بن أنس، وابن الماجشون.

ابن وهب، عن مالك، قال: بلغني أنه ما زهد أحد في الدنيا واتقى، إلا نطق بالحكمة.

ابن وهب عن مالك، قال: إن الرجل إذا ذهب يمدح نفسه، ذهب بهاؤه.

أحمد بن حنبل: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن مالك، قال: التوقيت في المسح بدعة.

عبد الرحمن بن أبي حاتم: حدثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: اجتمع مالك وأبو يوسف عند أمير المؤمنين، فتكلموا في الوقوف، وما يحبسه الناس. فقال يعقوب: هذا باطل. قال شريح: جاء محمد -صلى الله عليه وسلم- بإطلاق الحبس. فقال مالك: إنما أطلق ما كانوا يحبسونه لآلهتهم من البحيرة والسائبة، فأما الوقوف، فهذا وقف عمر قد استأذن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: "حبس أصلها، وسبل ثمرتها"، وهذا وقف الزبير. فأعجب الخليفة ذلك منه، وبقي يعقوب.

ابن وهب: حدثني مالك، قال: كان بين جدار قبلة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبين المنبر قدر ممر الرجل متحرجا، وقدر ممر الشاة، وإن أول من قدم جدار القبلة حتى جعلها عند المقصورة عمر بن الخطاب، وإن عثمان قربها إلى حيث هي اليوم.

داود بن رشيد: حدثنا الوليد بن مسلم: سألت مالكا عن تفضيض المصاحف، فأخرج إلينا مصحفا، فقال: حدثني أبي، عن جدي: أنهم جمعوا القرآن على عهد عثمان، وأنهم فضضوا المصاحف على هذا أو نحوه.

قال ابن المديني: لمالك نحو ألف حديث -يعني: مرفوعة.

وقال إسماعيل بن أبي أويس: قال لي مالك: قرأت على نافع بن أبي نعيم.

وروى القعنبي، عن ابن عيينة، قال: ما ترك مالك على ظهر الأرض مثله.

قال ابن سعد: كان مالك ثقة، ثبتا، حجة، عالما، ورعا.

وقال ابن وهب: لولا مالك والليث، لضللنا.

وقال الشافعي: ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابا من "موطأ مالك".

قلت: هذا قاله قبل أن يؤلف "الصحيحان".

قال خالد بن نزار الأيلي: بعث المنصور إلى مالك حين قدم المدينة، فقال: إن الناس قد اختلفوا بالعراق، فضع كتابا نجمعهم عليه. فوضع "الموطأ".

قال عبد السلام بن عاصم: قلت لأحمد بن حنبل: رجل يحب أن يحفظ حديث رجل بعينه؟ قال: يحفظ حديث مالك. قلت: فرأي؟ قال: رأي مالك.

قال ابن وهب: قيل لأخت مالك: ما كان شغل مالك في بيته؟ قالت: المصحف، التلاوة.

قال أبو مصعب: كانوا يزدحمون على باب مالك حتى يقتتلوا من الزحام، وكنا إذا كنا عنده لا يلتفت ذا إلى ذا، قائلون برءوسهم هكذا. وكانت السلاطين تهابه، وكان يقول: لا، ونعم. ولا يقال له: من أين قلت ذا؟

أبو حاتم الرازي: حدثنا عبد المتعال بن صالح من أصحاب مالك، قال: قيل لمالك: إنك تدخل على السلطان، وهم يظلمون، ويجورون، فقال: يرحمك الله، فأين المكلم بالحق.

وقال موسى بن داود: سمعت مالكا يقول: قدم علينا أبو جعفر المنصور سنة خمسين ومائة فقال: يا مالك، كثر شيبك. قلت: نعم يا أمير المؤمنين، من أتت عليه السنون، كثر شيبه قال: ما لي أراك تعتمد على قول ابن عمر من بين الصحابة؟ قلت: كان آخر من بقي عندنا من الصحابة، فاحتاج إليه الناس فسألوه، فتمسكوا بقوله.

ذكر علي بن المديني أصحاب نافع، فقال: مالك وإتقانه، وأيوب وفضله، وعبيد الله وحفظه.

ابن عبد الحكم: سمعت الشافعي يقول: قال لي محمد: أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم؟ -يعني أبا حنيفة ومالكا- قلت: على الإنصاف؟ قال: نعم. قلت: أنشدك بالله من أعلم بالقرآن؟ قال: صاحبكم، قلت: نعم. قلت: من أعلم بالسنة؟ قال: صاحبكم، قلت: فمن أعلم بأقاويل الصحابة والمتقدمين؟ قال: صاحبكم. قلت: فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فمن لم يعرف الأصول على أي شيء يقيس؟

قلت: وعلى الإنصاف، لو قال قائل: بل هما سواء في علم الكتاب، والأول: أعلم بالقياس، والثاني: أعلم بالسنة، وعنده علم جم من أقوال كثير من الصحابة، كما أن الأول أعلم بأقاويل علي، وابن مسعود، وطائفة ممن كان بالكوفة من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فرضي الله عن الإمامين، فقد صرنا في وقت لا يقدر الشخص على النطق بالإنصاف، نسأل الله السلامة.

قال مطرف بن عبد الله وغيره: كان خاتم مالك، الذي مات وهو في يده، فصه أسود حجري، ونقشه: حسبي الله ونعم الوكيل. وكان يلبسه في يساره، وربما لبسه في يمينه.

وعن ابن مهدي قال: ما رأيت أحدا أهيب، ولا أتم عقلا من مالك ولا أشد تقوى.

وقال ابن وهب: ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.

وعن مالك قال: ما جالست سفيها قط.

قال ابن عبد الحكم: أفتى مالك مع نافع، وربيعة.

وقال أبو الوليد الباجي: روي أن المنصور حج، وأقاد مالكا من جعفر بن سليمان الذي كان ضربه، فأبى مالك، وقال: معاذ الله.

قال مصعب بن عبد الله في مالك:

قال أبو عبد الله محمد بن إبراهيم البوشنجي: سمعت عبد الله بن عمر بن الرماح، قال: دخلت على مالك، فقلت: يا أبا عبد الله، ما في الصلاة من فريضة؟ وما فيها من سنة؟ أو قال نافلة، فقال مالك: كلام الزنادقة، أخرجوه.

وقال منصور بن سلمة الخزاعي: كنت عند مالك، فقال له رجل: يا أبا عبد الله، أقمت على بابك سبعين يوما حتى كتبت ستين حديثا، فقال: ستون حديثا! وجعل يستكثرها. فقال الرجل: ربما كتبنا بالكوفة أو بالعراق في المجلس الواحد ستين حديثا، فقال: وكيف بالعراق دار الضرب، يضرب بالليل، وينفق بالنهار؟

قال أبو العباس السراج: سمعت البخاري يقول: أصح الأسانيد: مالك، عن نافع، عن ابن عمر.

قال الحافظ ابن عبد البر في "التمهيد": هذا كتبته من حفظي، وغاب عني أصلي: إن عبد الله العمري العابد كتب إلى مالك يحضه على الانفراد والعمل. فكتب إليه مالك: إن الله قسم الأعمال كما قسم الأرزاق، فرب رجل فتح له في الصلاة، ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الصدقة ولم يفتح له في الصوم، وآخر فتح له في الجهاد. فنشر العلم من أفضل أعمال البر، وقد رضيت بما فتح لي فيه، وما أظن ما أنا فيه بدون ما أنت فيه، وأرجو أن يكون كلانا على خير وبر.

قال الحسين بن حسن بن مهاجر الحافظ: سمعت أبا مصعب الزهري يقول: كان مالك بعد تخلفه عن المسجد يصلي في منزله في جماعة يصلون بصلاته، وكان يصلي صلاة الجمعة في منزله وحده.

رواية بعض مشايخه عنه:

أخبرنا علي بن عبد الغني المعدل، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف، وأنبأنا أبو المعالي الأبرقوهي، أخبرنا محمد بن أبي القاسم الخطيب، قالا: أخبرنا أبو الفتح بن البطي، أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الأنباري في المحرم سنة أربع وثمانين وأربعمائة، أخبرنا عبد الواحد بن محمد الفارسي، أخبرنا محمد بن مخلد العطار، حدثنا محمد بن الحارث أبو بكر الباغندي، حدثنا عبيد بن محمد النساج، حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا أبي، عن يونس بن يزيد، عن الزهري، حدثني رجل من أهل المدينة يقال له: مالك بن أنس، عن سعد بن إسحاق، عن عمته زينب، عن أبي سعيد: أنه خرج في طلب أعلاج له، ثم قدم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث مثل حديث الناس.

وأنبأنا أحمد بن سلامة، عن جماعة: أن أبا علي الحداد أخبرهم: أخبرنا أبو نعيم، حدثنا ابن الصواف، ومحمد بن حميد، قالا: حدثنا الباغندي، حدثنا عبيد النساج، حدثنا أحمد بن شبيب، حدثنا أبي، عن يونس، عن الزهري، عن مالك بن أنس، عن سعد بن إسحاق، عن عمته زينب، عن الفريعة أخت أبي سعيد: أن زوجها تكارى علوجا له، فقتلوه، فذكرت ذلك لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقالت: إني لست في مسكن له، ولا يجري علي منه رزق، فأنتقل إلى أهل أبياتي، فأقيم عليهم؟ قال: "اعتدي حيث يبلغك الخبر".

وأخبرناه بتمامه عاليا أبو محمد عبد الخالق بن علوان بقراءتي، أخبرنا البهاء عبد الرحمن، أخبرتنا شهدة الكاتبة، أخبرنا أحمد بن عبد القادر، أخبرنا عثمان بن دوست، أخبرنا محمد بن عبد الله، حدثنا إسحاق بن الحسن الحربي، حدثنا القعنبي، أخبرنا مالك، عن سعد بن إسحاق، عن عمته زينب بنت كعب بن عجرة: أن الفريعة بنت مالك بن سنان -وهي أخت أبي سعيد الخدري- أخبرتها: أنها جاءت إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تسأله أن ترجع إلى أهلها في بني خدرة، فإن زوجها خرج في طلب أعبد له أبقوا، حتى إذا كان بظهر القدوم، لحقهم، فقتلوه. قالت: فسألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن أرجع إلى أهلي، فإن زوجي لم يتركني في مسكن يملكه، ولا نفقة. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "نعم". فخرجت، فقال: "كيف قلت"؟. فرددت عليه القصة، فقال: "امكثي في بيتك، حتى يبلغ الكتاب أجله". فاعتددت فيه أربعة أشهر وعشرا، فلما كان عثمان بن عفان، أرسل إلي، فسألني عن ذلك، فأخبرته فاتبعه، وقضى به.

وأخبرناه عاليا بدرجات: أحمد بن هبة الله، عن المؤيد بن محمد، أخبرنا هبة الله بن سهل، أخبرنا سعيد بن محمد، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبو مصعب، حدثنا مالك، بنحوه.

وبإسنادي إلى بن مخلد، حدثنا زكريا بن يحيى الناقد، حدثنا خالد بن خداش، حدثنا حماد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن عبد الله بن محمد بن علي، عن أبيه، عن علي، عن النبي -صلى الله عليه وسلم: أنه نهى عن متعة النساء يوم خيبر.

ثم قال حماد: وحدثنا به مالك ومعمر بهذا الإسناد.

وأخبرناه عاليا سنقر الزيني بحلب، أخبرنا الموفق عبد اللطيف، وأنجب الحمامي، وعبد اللطيف القبيطي، ومحمد بن السباك، وغيرهم قالوا: أخبرنا محمد بن عبد الباقي، أخبرنا مالك البانياسي، أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد، أخبرنا أبو مصعب الزهري، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الله والحسن ابني محمد بن علي، عن أبيهما، عن علي بن أبي طالب: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن متعة النساء يوم خيبر، وعن أكل لحوم الحمر الإنسية.

وأخبرنا به إسماعيل بن عبد الرحمن، أخبرنا الإمام أبو محمد بن قدامة، أخبرنا علي بن عبد الرحمن الطوسي، أخبرنا مالك البانياسي، فذكره.

وبه إلى ابن مخلد، حدثنا عبد الملك الرقاشي، حدثنا أبو غسان يحيى بن كثير العنبري، حدثنا شعبة، عن مالك بن أنس، عن عمرو بن مسلم، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل العشر، وأراد أحدكم أن يضحي، فليمسك عن شعره وأظفاره". أخرجه مسلم، عن شيخ له عن العنبري، فوقع لنا بدلا عاليا.

وبه، حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني، أخبرني يحيى بن معين، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن مالك، عن عمر -أو عمرو- بن مسلم بنحوه. هذا غريب، وليس ذا في "الموطأ".

الحاكم في ترجمة مالك، في كتاب "مزكي الأخبار"، حدثنا أبو الطيب محمد بن أحمد الكرابيسي، حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد من أصله، حدثنا هشام بن عمار، أخبرنا سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن مالك بن أنس، عن سمي، عن أبي صالح: أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "السفر قطعة من العذاب". غريب جدا.

قرأت على إسحاق بن طارق، أخبرك ابن خليل، أخبرنا أبو المكارم اللبان، أخبرنا أبو علي الحداد، أخبرنا أبو نعيم، حدثنا أبو بكر بن خلاد، حدثنا محمد بن غالب، حدثنا القعنبي.

وبه إلى أبي نعيم، وحدثنا محمد بن حميد، حدثنا عبد الله بن أبي داود، حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث حدثني أبي عن جدي عن يحيى بن أيوب كلاهما عن مالك عن أبي الزبير عن جابر قال: نحرنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديبية البدنة عن سبعة.

وبه إلى أبي نعيم حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد حدثنا بكر بن سهل حدثنا محمد بن مخلد الرعيني حدثنا مالك عن أبي حازم عن سهل قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء قلما ترد فيهما دعوة: حضور الصلاة وعند الزحف للقتال".

رواه أيضا أيوب بن سويد وأبو المنذر إسماعيل بن عمر عن مالك نحوه.

أخبرنا أبو المعالي الهمداني، أخبرنا محمد بن أبي القاسم بحران أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا علي بن محمد الخطيب أخبرنا أبو عمر الفارسي أخبرنا محمد بن مخلد حدثنا جعفر بن أحمد بن عاصم حدثنا محمد بن مصفى حدثنا محمد بن حرب عن ابن جريج عن مالك عن الزهري عن أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دخل مكة زمن الفتح وعلى رأسه المغفر.

أخبرنا أبو المعالي أخبرنا محمد حدثنا محمد أخبرنا علي أخبرنا أبو عمر أخبرنا مخلد، حدثنا العلاء بن سالم، حدثنا شعيب بن حرب، حدثنا مالك، حدثنا عامر بن عبد الله بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة بن ربعي قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "إذا دخل أحدكم المسجد فليصل ركعتين قبل أن يقعد". اتفقا عليه، من حديث مالك.

الحافظ أبو بكر الخطيب: أخبرنا البرقاني، حدثنا أبو القاسم عبد الله بن إبراهيم الجرجاني، قرئ على أبي عروبة الحراني، حدثكم محمد بن وهب، حدثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن مالك بن أنس، عن سعيد المقبري، عن أبيه -لا أعلمه إلا عن أبي هريرة- قال: قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "رحم الله عبدا كانت عنده لأخيه مظلمة في نفس أو مال فأتاه فاستحل منه قبل أن تؤخذ حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فتوضع في سيئاته".

الحاكم: حدثنا عمرو بن محمد بن منصور العدل، حدثنا محمد بن إسحاق بن إبراهيم الحنظلي، حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم، حدثني أبي، حدثنا بكر بن مضر، حدثنا ابن الهاد، حدثني مالك عن نافع عن ابن عمر إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "لا يحتلبن أحدكم ماشية أخيه بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر خزانته وينثل ما فيه فلا يحلبن أحدكم ماشية أخيه بغير إذنه". ورواه إسحاق بن بكر بن مضر عن أبيه وقد وقع لي عاليا كأني سمعته من الحاكم.

أخبرناه عبد الحافظ بن بدران، بنابلس، أخبرنا موسى بن عبد القادر، والحسين بن مبارك، وأخبرنا أحمد بن إسحاق، أخبرنا الحسن بن مبارك، ونفيس بن كرم وعبد اللطيف بن عسكر، وأخبرنا أحمد بن محمد الحافظ، وعدة بمصر، وسنقر الزيني بحلب قالوا: أخبرنا عبد الله بن عمر، وأخبرنا عبد الله بن محمد بن قوام، ويوسف بن أبي نصر، وعلي بن عثمان الأمين، ومحمد بن حازم، ومحمد بن يوسف الذهبي، ومحمد بن هاشم العباسي، وعمر، وأبو بكر، أخبرنا أحمد بن عبد الدائم، وسويج بن محمد، ومحمد بن أبي العز، وفاطمة بنت عبد الله الآمدية، وخديجة بنت محمد المراتبية، وفاطمة بنت إبراهيم البطائحية، وهدية بنت عبد الحميد قالوا: أنبأنا الحسين بن أبي بكر اليماني، وأخبرنا علي بن محمد الفقيه، وأحمد بن هبة الله الحاجب، ونصر الله بن محمد وأحمد بن العماد، وعلي بن أحمد، وأحمد بن محمد بن المجاهد، وعلي بن محمد الملقن، وأحمد بن رسلان، وعمر بن محمد المذهب، وأحمد بن عبد الرحمن الدائم بن أحمد الوزان، وعبيد الحميد بن أحمد، ومحمد بن علي بن فضل، وأحمد بن عبد الله اليونيني، ومحمد بن قايماز الدقيقي، وهدية بنت علي قالوا: أخبرنا الحسين بن أبي بكر، وعبد الله بن عمر قالوا ستتهم: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا محمد بن عبد العزيز الفارسي سنة تسع وستين وأربعمائة، أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري، أخبرنا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي، حدثنا العلاء بن موسى إملاء سنة سبع وعشرين ومائتين، حدثنا ليث بن سعد عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قام فقال: "لا يحلبن أحدكم ماشية أحد بغير إذنه أيحب أحدكم أن تؤتى مشربته فتكسر باب خزانته فينتقل طعامه، وإنما تخزن لهم ضروع مواشيهم أطعماتهم، فلا يحلبن أحد ماشية امرئ بغير إذنه". أخرجه مسلم، عن محمد بن رمح عن ليث.

محمد بن يوسف الزبيدي: حدثنا أبو قرة، عن موسى بن عقبة، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعا: "لا تباع الثمرة حتى يبدو صلاحها".

أخبرنا علي بن تيمية، أخبرنا عبد اللطيف بن يوسف، وأخبرنا الأبرقوهي، أخبرنا ابن تيمية الخطيب، قالا: أخبرنا ابن البطي، أخبرنا علي بن محمد، أخبرنا أبو عمر بن مهدي، أخبرنا محمد بن مخلد، حدثنا الرمادي، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج عن سفيان الثوري، عن مالك، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن ابن المسيب: أن عمر وعثمان قضيا في الملطاة، وهي السمحاق بنصف ما في الموضحة. قال عبد الرزاق: ثم قدم علينا سفيان فسألناه فحدثنا به عن مالك ثم لقيت مالكا فقلت: إن سفيان، حدثنا عنك، عن ابن قسيط، عن ابن المسيب: أن عمر وعثمان قضيا في الملطاة بنصف الموضحة. فقال: صدق، حدثته به، قلت: حدثني قال: ما أحدث به اليوم.

أخبرنا أحمد بن عبد المنعم، أخبرنا محمد بن سعيد، وأخبرنا علي ابن محمد، وجماعة قالوا: أخبرنا الحسين بن المبارك قالا: أخبرنا أبو زرعة، أخبرنا محمد بن أحمد الساوي، أخبرنا أبو بكر الحيري، حدثنا أبو العباس الأصم، حدثنا الربيع بن سليمان، حدثنا الشافعي، حدثنا سعيد بن سالم، عن ابن جريج، عن سفيان، عن مالك نحوه.

وهذا إسناد عزيز، نزل الشافعي في إسناده كثيرا تحصيلا للعلم.

الحاكم: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن عبيد الحافظ، حدثنا محمد بن الضحاك بن عمرو، حدثنا عمران بن عبد الرحيم، حدثنا بكار بن الحسن، حدثنا إسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، عن أبيه، عن أبي حنيفة، عن مالك، عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها".

أخبرنا به أحمد بن هبة الله، عن المؤيد الطوسي، أخبرنا هبة الله السيدي، أخبرنا أبو عثمان البحيري، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبو مصعب، عن مالك، نحوه.

وساويت الحاكم، وقد رواه عن مالك سفيان الثوري، وشريك القاضي، وشعبة.

الحاكم: أخبرنا أبو علي الحافظ، أخبرنا أبو الطاهر محمد بن أحمد المديني بمصر، حدثنا يحيى بن درست، حدثنا أبو إسماعيل القناد، عن يحيى بن أبي كثير، عن الأوزاعي، ومالك، عن الزهري، عن عمرة، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "القطع في ربع دينار فصاعدا".

غريب جدا، ولا نعلم مالكا اجتمع بيحيى، ولو جرى ذلك، لكان يروي عنه، ولكان من كبراء مشيخة مالك.

تفرد به أبو الطاهر وفيه مقال.

يعقوب بن شيبة السدوسي: حدثنا قبيصة، حدثنا سفيان، عن المغيرة بن النعمان، عن مالك بن أنس، عن هانئ بن حرام، قال: كتب إلى عمر بن الخطاب في رجل وجد مع امرأته رجلا، فقتله. فكتب في السر: يعطي الدية، وكتب في العلانية: يقاد منه.

قال يعقوب: أراد عمر أن يرهب بذلك.

وبإسنادي إلى ابن مخلد العطار: حدثنا أحمد بن محمد بن أنس، حدثنا أبو هبيرة الدمشقي، حدثنا سلامة بن بشر، حدثنا يزيد بن السمط، عن الأوزاعي، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة، فيقال: هذه غدرة فلان". أخرجه النسائي، عن يزيد بن عبد الصمد، عن سلامة به.

ووقع لنا عاليا.

أخبرناه علي بن أحمد الحسيني، أخبرنا محمد بن أحمد القطيعي، أخبرنا أحمد بن محمد العباسي، أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الشافعي، أخبرنا أحمد بن إبراهيم العبقسي، أخبرنا محمد بن إبراهيم الديبلي، حدثنا محمد بن أبي الأزهر، حدثنا إسماعيل بن جعفر، حدثنا عبد الله بن دينار، بهذا.

وبإسنادي إلى ابن مخلد، قال: حدثني أحمد بن سعد الزهري، قال: ذكر علي بن بحر القطان، سمعت ابن أبي حازم يقول: رأيت البتي قائما على رأس مالك بن أنس.

وبه: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الحنين، حدثنا الأصمعي، عن شعبة، قال: قدمت المدينة سنة ثمان عشرة ومائة، فوجدت لمالك حلقة، ووجدت نافعا قد مات.

وبه، أخبرنا الرمادي، حدثنا الحكم بن عبد الله، أخبرني أبي، عن مالك، قال: رحت إلى الظهر من بيت ابن هرمز اثنتي عشرة سنة.

وبه، حدثنا الرمادي، حدثنا الحكم، أخبرنا أشهب، عن مالك، قال: حدثني ابن شهاب، فقلت له: أعده علي. قال: لا. قلت: أما كان يعاد عليك؟ قال: لا. فقلت: كنت تكتب؟ قال: لا. وكف الحديدة -يعني: اللجام.

أخبرنا أحمد بن إسحاق بن محمد المؤيدي، أخبرنا أحمد بن يوسف، والفتح بن عبد الله، قالا: أخبرنا محمد بن عمر الأرموي، أخبرنا أحمد بن محمد البزاز، أخبرنا علي بن عمر الحربي، حدثنا أحمد بن الحسن الصوفي، حدثنا يحيى بن معين، حدثنا معن، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة، قالت: "إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يصافح امرأة قط". أخرجه النسائي، في جمعه أحاديث مالك، عن معاوية بن صالح الدمشقي، عن يحيى بن معين.

أخبرنا عمر بن عبد المنعم الطائي غير مرة، أخبرنا عبد الصمد بن محمد الشافعي سنة تسع وستمائة -وأنا في الرابعة- أخبرنا علي بن مسلم الفقيه، أخبرنا أبو نصر الحسين بن محمد الخطيب سنة خمس وستين وأربعمائة، أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد الغساني بصيدا سنة أربع وتسعين وثلاثمائة، حدثنا أبو روق أحمد بن محمد الهزاني بالبصرة، حدثنا محمد بن الوليد البسري، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن مالك "ح". وأخبرنا بعلو أحمد بن هبة الله بن أحمد، عن المؤيد بن محمد، أخبرنا هبة الله بن سهل، أخبرنا سعيد بن محمد، أخبرنا زاهر بن أحمد، أخبرنا إبراهيم بن عبد الصمد، حدثنا أبو مصعب، حدثنا مالك، عن عبد الله بن الفضل، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: "الأيم أحق بنفسها من وليها، والبكر تستأذن في نفسها، وإذنها صماتها". لفظ شعبة.

أخبرنا أبو المعالي الأبرقوهي، أخبرنا زكريا بن علي بن حسان ببغداد، وأخبرنا أبو الحسين علي بن محمد ببعلبك، وأحمد بن محمد بمصر وجماعة، قالوا: أخبرنا أبو المنجا عبد الله بن عمر بن اللتي، قالا: أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى "ح". وأخبرنا يحيى بن أبي منصور الفقيه كتابة، أخبرنا عبد القادر الحافظ، أخبرنا عبد الجليل بن أبي سعد بهراة، قالا: أخبرتنا أم الفضل: بيبى بنت عبد الصمد، قالت: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري، أخبرنا عبد الله بن محمد، حدثنا مصعب الزبيري، حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دخل الكعبة هو، وأسامة، وبلال، وعثمان بن طلحة الحجبي، فأغلقها عليهم، ومكث فيها. فسألت بلالا حين خرج: ماذا صنع رسول الله -صلى الله عليه وسلم؟ فقال: جعل عمودا عن يساره، وعمودين عن يمينه، وثلاثة أعمدة وراءه، وكان البيت يومئذ على ستة أعمدة، ثم صلى.

وبه، حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر: إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- نهى عن بيع الولاء وعن هبته.

وفاة مالك:

قال القعنبي: سمعتهم يقولون: عمر مالك تسع وثمانون سنة، مات سنة تسع وسبعين ومائة.

وقال إسماعيل بن أبي أويس: مرض مالك، فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت. قالوا: تشهد، ثم قال: {لله الأمر من قبل ومن بعد}. وتوفي صبيحة أربع عشرة من ربيع الأول، سنة تسع وسبعين ومائة، فصلى عليه: الأمير عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي؛ ولد زينب بنت سليمان العباسية، ويعرف بأمه. رواها: محمد بن سعد، عنه، ثم قال: وسألت مصعبا، فقال: بل مات في صفر، فأخبرني معن بن عيسى بمثل ذلك.

وقال أبو مصعب الزهري: مات لعشر مضت من ربيع الأول، سنة تسع. وقال محمد بن سحنون: مات في حادي عشر ربيع الأول. وقال ابن وهب: مات لثلاث عشرة خلت من ربيع الأول.

قال القاضي عياض: الصحيح: وفاته في ربيع الأول، يوم الأحد، لتمام اثنين وعشرين يوما من مرضه.

وغسله ابن أبي زنبر وابن كنانة، وابنه يحيى وكاتبه حبيب يصبان عليهما الماء، ونزل في قبره جماعة، وأوصى أن يكفن في ثياب بيض، وأن يصلى عليه في موضع الجنائز، فصلى عليه الأمير المذكور. قال: وكان نائبا لأبيه محمد على المدينة، ثم مشى أمام جنازته، وحمل نعشه، وبلغ كفنه خمسة دنانير.

قلت: تواترت وفاته في سنة تسع، فلا اعتبار لقول من غلط وجعلها في سنة ثمان وسبعين، ولا اعتبار بقول حبيب كاتبه، ومطرف فيما حكي عنه، فقالا: سنة ثمانين ومائة.

ونقل القاضي عياض أن أسد بن موسى قال: رأيت مالكا بعد موته وعليه طويلة وثياب خضر، وهو على ناقة يطير بين السماء والأرض، فقلت: يا أبا عبد الله! أليس قد مت؟ قال: بلى. فقلت: فإلام صرت؟ فقال: قدمت على ربي، وكلمني كفاحا، وقال: سلني أعطك، وتمن علي أرضك.

قال القاضي عياض: واختلف في سنه: فقال عبد الله بن نافع الصائغ، وابن أبي أويس، ومحمد بن سعد، وحبيب: إن عمره خمس وثمانون سنة. قال: وقيل: أربع وثمانون سنة. وقيل: سبع وثمانون سنة. وقال الواقدي: تسعون سنة. وقال الفريابي، وأبو مصعب: ست وثمانون سنة. وقال القعنبي: تسع وثمانون سنة. وعن عبد الرحمن بن القاسم، قال: عاش سبعا وثمانين سنة. وشذ أيوب بن صالح، فقال: عاش اثنتين وتسعين سنة. قال أبو محمد الضراب: هذا خطأ، الصواب ست وثمانون.

واختلف في حمل أمه به: فقال معن، والصائغ، ومحمد بن الضحاك: حملت به ثلاث سنين. وقال نحوه: والد الزبير بن بكار. وعن الواقدي: حملت به سنتين.

قلت: ودفن بالبقيع اتفاقا، وقبره مشهور يزار -رحمه الله.

ويقال: إنه في الليلة التي مات فيها رأى رجل من الأنصار قائلا ينشد:

قال: فانتبهت، فإذا الصارخة على مالك.

ثم أورد القاضي عياض عدة منامات حسنة للإمام، وسائر كتابه بلا أسانيد، وفي بعض ذلك ما ينكر.

قال ابن القاسم: مات مالك عن مائة عمامة، فضلا عن سواها.

وقال ابن أبي أويس: بيع ما في منزل خالي مالك من بسط، ومنصات، ومخاد، وغير ذلك، بما ينيف على خمسمائة دينار.

وقال محمد بن عيسى بن خلف: خلف مالك خمسمائة زوج من النعال، ولقد اشتهى يوما كساء قوصيا، فما مات إلا وعنده منها سبعة بعثت إليه.

وأهدى له يحيى بن يحيى النيسابوري هدية، فوجدت بخط جعفر: قال مشايخنا الثقات: إنه باع من فضلتها بثمانين ألفا.

قال أبو عمرو: ترك من الناض ألفي دينار وستمائة دينار، وسبعة وعشرين دينارا، ومن الدراهم ألف درهم.

قلت: قد كان هذا الإمام من الكبراء السعداء، والسادة العلماء، ذا حشمة، وتجمل، وعبيد، ودار فاخرة ونعمة ظاهرة، ورفعة في الدنيا والآخرة، كان يقبل الهدية، ويأكل طيبا، ويعمل صالحا، وما أحسن قول ابن المبارك فيه:

قال القاضي عياض -رحمه الله- فيه:

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 7- ص: 150

مالك بن أنس فمنهم إمام الحرمين المشهور في البلدين الحجاز والعراقين المستفيض مذهبه في المغربين والمشرقين مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه. كان أحد النبلاء وأكمل العقلاء، ورث حديث الرسول ونشر في أمته علم الأحكام والأصول، تحقق بالتقوى فابتلي بالبلوى

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو بكر بن محمد بن أحمد بن راشد، قال: سمعت أبا داود، يقول: ضرب جعفر بن سليمان، مالك بن أنس في طلاق المكره وحكى لي بعض أصحاب ابن وهب، عن ابن وهب أن مالكا لما ضرب حلق وحمل على بعير فقيل له: ناد على نفسك قال: فقال: ألا من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي وأنا أقول طلاق المكره ليس بشيء قال: فبلغ جعفر بن سليمان أنه ينادي على نفسه بذلك، فقال أدركوه أنزلوه

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن عمرو، ثنا عبد الله بن أحمد بن كليب، عن الفضل بن زياد القطان، قال: سألت أحمد بن حنبل: من ضرب مالك بن أنس، قال: ضربه بعض الولاة لا أدري من هو إنما ضربه في طلاق المكره كان لا يجيزه فضربه لذلك.

حدثنا محمد بن علي بن عاصم، قال: سمعت المفضل بن محمد الجندي، يقول: سمعت أبا مصعب، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا عبد الله بن يوسف، عن خلف بن عمرو، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: ما أجبت في الفتيا حتى سألت من هو أعلم مني: هل يراني موضعا لذلك؟ سألت ربيعة وسألت يحيى بن سعيد فأمراني بذلك، فقلت له: يا أبا عبد الله فلو نهوك، قال: كنت أنتهي لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلا لشيء حتى يسأل من هو أعلم منه

قال خلف: دخلت على مالك فقال لي: انظر ما ترى تحت مصلاي أو حصيري فنظرت، فإذا أنا بكتاب فقال: اقرأه فإذا فيه رؤيا رآها له بعض إخوانه فقال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام في مسجده قد اجتمع الناس عليه فقال لهم: إني قد خبأت لكم تحت منبري طيبا أو علما وأمرت مالكا أن يفرقه على الناس فانصرف الناس وهم يقولون إذا ينفذ مالك ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم بكى فقمت عنه

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني الجوهري، حدثني إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: قال إسماعيل بن مزاحم المروزي - وكان من أصحاب ابن المبارك من العباد - قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقلت: يا رسول الله من نسأل بعدك؟ قال: مالك بن أنس

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا أحمد بن محمد بن عمر، ثنا عبد الله بن محمد بن عبيد، حدثني محمد بن الحسين، حدثني مطرف أبو صعب، حدثني أبو عبد الله، مولى الليثيين - وكان مختارا - قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد قاعدا والناس حوله ومالك قائم بين يديه وبين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم مسك وهو يأخذ منه قبضة قبضة فيدفعها إلى مالك، ومالك ينشرها على الناس، قال مطرف: فأولت ذلك العلم واتباع السنة

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن أحمد الزبيري، ثنا محمد بن عاصم، ثنا عبد العزيز بن أبان، ثنا المثنى بن سعيد القصير، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: ما بت ليلة إلا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم.

حدثنا محمد بن إبراهيم بن علي، قال: سمعت محمد بن زبان بن حبيب، يقول: سمعت محمد بن رمح التجيبي، يقول: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقلت: يا رسول الله قد اختلف علينا في مالك، والليث فأيهما أعلم قال: مالك ورث حدي معناه أي علمي

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا جعفر الفريابي، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن قريم الأنصاري، قاضي المدينة قال: مر مالك بن أنس على ابن حازم وهو يحدث فجازه فقيل له فقال: إني لم أجد موضعا أجلس فيه فكرهت أن آخذ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا قائم

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الجوهري، ثنا ابن أبي أويس، قال: كان مالك إذا أراد أن يحدث توضأ وجلس على فراشه وسرح لحيته وتمكن في الجلوس بوقار وهيبة، ثم حدث فقيل له في ذلك، فقال: أحب أن أعظم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحدث به إلا على طهارة متمكنا، وكان يكره أن يحدث في الطريق وهو قائم أو يستعجل، فقال: أحب أن أتفهم ما أحدث به، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

حدثنا محمد بن علي، قال: سمعت المفضل بن محمد الجندي، يقول: سمعت أبا مصعب، يقول: كان مالك لا يحدث بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وهو على الطهارة إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا إسحاق بن موسى الأنصاري، قال: سمعت معن بن عيسى، يقول: كان مالك بن أنس يتقي في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الباء والتاء ونحوهما

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن الوليد، ثنا يونس بن عبد الأعلى، قال: قال الشافعي: إذا جاء الأثر كان مالك كالنجم، وقال: مالك، وسفيان القرينان

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى، ومحمد بن أحمد، قالا: ثنا أبو بكر الطرسوسي، قال: سمعت نعيم بن حماد، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: ما بقي على وجه الأرض أحد آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك بن أنس

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا زكريا الساجي، ثنا أبو يونس المدني، قال: أنشدني بعض أصحابنا من المدنيين في مالك بن أنس رضي الله تعالى عنه:

[البحر الكامل]

يدع الجواب فلا يراجع هيبة ... والسائلون نواكس الأذقان

 

أدب الوقار وعز سلطان التقى ... فهو المطاع وليس ذا سلطان

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمود بن غيلان، ثنا أبو داود الطيالسي، ثنا شعبة، قال: أتيت المدينة بعد موت نافع بسنة فإذا الحلقة لمالك بن أنس

حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، وإبراهيم بن عبد الله، قالا: ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت قتيبة بن سعيد، يقول: قدمت المدينة ومالك حي فتقدمت إلى فامي فقلت عندكم خل خمر فقال: يا سبحان الله في حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ثم قدمت المدينة بعد موت مالك فذكرت لهم فلم ينكروا علي.

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا الحسن بن علي الطوسي، ثنا أحمد بن يونس بن سيار الأنماطي، ثنا خالد بن خداش، قال: ودعت مالك بن أنس فقلت: أوصني يا أبا عبد الله قال: تقوى الله وطلب الحديث من عند أهله

حدثنا عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، قال: قال مالك: العلم نور يجعله الله حيث يشاء ليس بكثرة الرواية.

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا الحارث بن مسكين، وعبد الله بن يوسف، قالا: سئل مالك بن أنس، عن الداء العضال، فقال: الخبث في الدين

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن حسان الأزرق، ثنا ابن مهدي، عن رجل، عن مالك بن أنس، قال: بلغني أن العلماء يسألون يوم القيامة عما يسأل عنه الأنبياء

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز، ثنا الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، قال: قيل لمالك بن أنس: ما تقول في طلب العلم؟ قال: حسن، جميل ولكن انظر الذي يلزمك من حين تصبح إلى حين تمسي فالزمه

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا يحيى، يقول: سمعت ابن قعنب، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: قال 1131رجل: ما كنت لاعبا فلا تلعبن بدينك

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت الحسن بن عبد العزيز الجروي، يقول: حدثني الحارث بن مسكين، عن ابن وهب، قال: سئل مالك بن أنس، عن الرجل يدعو يقول: يا سيدي فقال: يعجبني أن يدعو بدعاء الأنبياء ربنا ربنا

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن محمد بن الحسن، ثنا أحمد بن سعيد، ثنا ابن وهب، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: قال عيسى ابن مريم عليهما السلام تأتي أمة محمد صلى الله عليه وسلم علماء حكماء كأنهم من الفقه أنبياء، قال مالك: أراهم صدر هذه الأمة

قال مالك: وحق على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية، والعلم حسن لمن رزق خيره وهو قسم من الله فلا تمكن الناس من نفسك فإن من سعادة المرء أن يوفق للخير، وإن من شقوة المرء أن لا يزال يخطئ، وذل وإهانة للعلم أن يتكلم الرجل بالعلم عند من لا يطيعه

قال مالك: وبلغني أن لقمان قال لابنه: يا بني ليس غناء كصحة، ولا نعيم كطيب نفس

وقال مالك: قال لقمان لابنه: يا بني إن الناس قد تطاول عليهم ما يوعدون وهم إلى الآخرة سراع يذهبون وإنك قد استدبرت الدنيا منذ كنت واستقبلت الآخرة وإن دارا تسير إليها أقرب إليك من دار تخرج منها

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا محمد بن يحيى بن منده، ثنا عباس بن عبد العظيم، قال: سمعت القعنبي، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: كان الرجل يختلف إلى الرجل ثلاثين سنة يتعلم منه

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن الحسين بن مكرم، قال: سمعت مجاهد بن موسى، يقول: سمعت نافع بن عبد الله، يقول: جالست مالكا أربعين سنة أو خمسا وثلاثين سنة - كل يوم أبكر وأهجر وأروح ما سمعته يقرأ على إنسان شيئا قط

وسمعت معن بن عيسى يقول: ما من حديث أحدث به عن مالك إلا وقد سمعته منه نحوا أو أكثر من ثلاثين مرة

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو علي بن إبراهيم، ثنا إسماعيل بن إسحاق، ثنا الفروي، قال: سمعت مالكا، يقول: إذا لم يكن للإنسان في نفسه خير لم يكن للناس فيه خير

حدثنا عبد الله بن محمد، أنبأنا محمد بن أحمد الزهري، ثنا محمد بن عيسى الطرسوسي، ثنا إبراهيم الحزامي، ثنا مطرف، قال: قال لي مالك: ما يقول الناس في؟ قلت: أما الصديق فيثني وأما العدو فيقع، قال: ما زال الناس كذا لهم صديق وعدو ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا الحارث بن مسكين، قال: كان عبد الرحمن بن القاسم، يقول: إنما أقتدي في ديني برجلين: مالك بن أنس في علمه وسليمان بن القاسم في ورعه

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت الفضل بن سهل، يقول: سمعت القواريري، يقول: كنا عند حماد بن زيد وجاءه نعي مالك بن أنس فقال: رحم الله أبا عبد الله كان من الدين بمكان

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا الحسن بن عمر بن يزيد، قال: سمعت القعنبي، يقول: أتينا سفيان بن عيينة فرأيته حزينا فقيل: بلغه موت مالك بن أنس رحمه الله ثم قال سفيان: ما ترك على الأرض مثله

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن يزيد، ثنا علي بن رستم، قال: سمعت عبد الرحمن بن عمر، يقول: قال يحيى بن سعيد القطان: ما أقدم على مالك في زمانه أحدا

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إبراهيم بن عبد الله بن معدان، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن وهب، قال: سمعت عمي، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: إن عندي لأحاديث ما حدثت بها قط، ولا سمعت مني، ولا أحدث بها حتى أموت.

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد بن خالد، قال: قال الشافعي: قيل لمالك: عند ابن عيينة أحاديث عن الزهري ليست عندك، قال وأنا أحدث عن الزهري بكل ما سمعت إذا أريد أن أضلهم

حدثنا أحمد هو ابن جعفر ثنا أحمد بن علي، ثنا أحمد - هو ابن هاشم ثنا ضمرة، قال: سمعت مالكا، يقول: لو كان لي سلطان على من يفسر القرآن لضربت رأسه.

حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي، ثنا أبو عمار، قال: سألت أحمد بن حنبل عن كتاب مالك بن أنس فقال: ما أحسنه لمن تدين به.

حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر البصري، قال: سمعت محمد بن الربيع بن سليمان، يقول: سمعت الشافعي، رضي الله تعالى عنه يقول: إذا جاء الحديث عن مالك فاشدد يديك به

حدثنا الحسن بن سعيد، قال: سمعت محمد بن الربيع، يقول: سمعت الشافعي، يقول: كان مالك إذا شك في الحديث طرحه كله

حدثنا الحسن بن سعيد، قال: سمعت محمد بن الربيع، يقول: سمعت الشافعي، يقول: لولا مالك، وسفيان لذهب علم الحجاز

حدثنا محمد بن علي بن عاصم، ثنا أحمد بن علي بن أبي الصغير المصري، حدثني إسحاق بن إبراهيم الكناس، ثنا حرملة، عن ابن وهب، عن سفيان بن عيينة، قال: كان مالك لا يأخذ الحديث إلا من جيده

حدثنا محمد بن علي، ثنا أحمد بن علي، ثنا محمد بن عمرو بن نافع، ثنا نعيم، قال: سمعت ابن مهدي، يقول: ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحدا

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا حاتم بن الليث الجوهري، ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان، قال: كان مالك ينتقي الرجال ولا يحدث عن كل أحد

قال علي: ومالك أمان فيمن حدث عنه من الرجال كان مالك يقول: لا يؤخذ العلم إلا عن من يعرف ما يقول

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني أبو يونس، حدثني إسحاق، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: سمعت من ابن شهاب، أحاديث لم أحدث بها إلى اليوم، قلت: لم يا أبا عبد الله قال: لم يكن العمل عليها فتركتها

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن شيرويه، ثنا مطرف المديني، قال: قال مالك بن أنس: أويكتب عن مثل عطاف بن خلد لقد أدركت في هذا المسجد سبعين شيخا - أو نحوه - فما كتبت عنهم حديثا إنما يكتب عن أهله قوم جرى فيهم الحديث مثل عبيد الله بن عمرو وأشباهه

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أحمد بن معدان، قال: سمعت أبا العباس عبد الله بن محمد الغزي، يقول: سمعت حبيب بن زريق، يقول: قلت لمالك بن أنس: لم تكتب عن صالح، مولى التوأمة وحزام بن عثمان، وعمر مولى غفرة، قال: أدركت سبعين تابعيا في هذا المسجد ما أخذت العلم إلا عن الثقات المأمونين

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز الجروي، ثنا أبو حفص التنيسي، عن ابن وهب، قال: لو شئت أن أملأ ألواحي من قول مالك بن أنس: لا أدري فعلت

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت أبا يحيى، يقول: سمعت علي بن عبد الله، يقول: حدثني عبد الرحمن بن مهدي، قال: رأيت رجلا جاء إلى مالك بن أنس يسأله عن شيء أياما ما يجيبه فقال: يا أبا عبد الله إني أريد الخروج قال: فأطرق طويلا، ثم رفع رأسه وقال: ما شاء الله يا هذا إني إنما أتكلم فيما أحتسب فيه الخير وليس أحسن مسألتك هذه

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن أحمد بن عمر، ثنا عبد الله بن أحمد بن كليب، حدثني أبو طالب، عن أبي عبد الله، قال: سمعت ابن مهدي، يقول: سأل رجل مالكا عن مسألة، فقال: لا أحسنها، فقال الرجل: إني ضربت إليك من كذا وكذا لأسألك عنها فقال له مالك: فإذا رجعت إلى مكانك وموضعك فأخبرهم أني قد قلت لك إني لا أحسنها.

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا موسى بن هارون، ثنا نصر بن داود بن طوق، قال: سمعت سعيد بن سليمان، يقول: قلما سمعت مالكا، يفتي بشيء إلا تلا هذه الآية: {إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين} [الجاثية: 32]

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز، ثنا الحارث بن مسكين، عن عمرو بن يزيد، - شيخ من أهل مصر - صديق لمالك بن أنس قال: قلت لمالك: يا أبا عبد الله يأتيك ناس من بلدان شتى قد أنضوا مطاياهم وأنفقوا نفقاتهم يسألونك عما جعل الله عندك من العلم تقول: لا أدري فقال: يا عبد الله يأتيني الشامي من شامه والعراقي من عراقه والمصري من مصره فيسألونني عن الشيء لعلي أن يبدو لي فيه غير ما أجيب به فأين أجدهم؟ قال عمرو: فأخبرت الليث بن سعد بقول مالك

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا الحسن بن علي الحلواني، - بطرسوس سنة ثلاث وثلاثين ومائتين - قال: سمعت مطرف بن عبد الله يقول: سمعت مالك بن أنس إذا ذكر عنده أبو حنيفة والزائغون في الدين يقول: قال عمر بن عبد العزيز: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا الأخذ بها اتباع لكتاب الله واستكمال لطاعة الله، وقوة على دين الله ليس لأحد من الخلق تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في شيء خالفها، من اهتدى بها فهو مهتد ومن استنصر بها فهو منصور ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا

حدثنا محمد بن أحمد، ثنا جعفر بن محمد الفريابي، ثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: سمعت إسحاق بن عيسى، يقول: قال مالك بن أنس: كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما نزل به جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم لجدله.

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا محمد بن علي بن أبي الصغير، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، قال: سمعت مالكا، يقول: إن حقا على من طلب العلم أن يكون له وقار وسكينة وخشية وأن يكون متبعا لأثر من مضى قبله

حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر، ثنا زكريا بن يحيى الساجي، ثنا أبو داود، ثنا أبو ثور، قال: سمعت الشافعي، يقول: كان مالك بن أنس إذا جاءه بعض أهل الأهواء قال: أما إني على بينة من ربي وديني، وأما أنت فشاك إلى شاك مثلك فخاصمه

وكان يقول: لست أرى لأحد يسب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في الفيء سهما

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني منصور بن أبي مزاحم، قال: سمعت مالك بن أنس، - وذكر أبو حنيفة فقال: كاد الدين ومن كاد الدين فليس من أهله

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر، عن الوليد بن مسلم، قال: قال لي مالك بن أنس يذكر أبو حنيفة ببلدكم؟ قلت: نعم؟ قال: ما ينبغي لبلدكم أن تسكن

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن إسحاق التستري، ثنا يحيى بن خلف بن الربيع الطرسوسي، - وكان من ثقات المسلمين وعبادهم، قال: كنت عند مالك بن أنس ودخل عليه رجل فقال: يا أبا عبد الله ما تقول فيمن يقول القرآن مخلوق، فقال مالك: زنديق اقتلوه، فقال: يا أبا عبد الله إنما أحكي كلاما سمعته فقال: لم أسمعه من أحد إنما سمعته منك وعظم هذا القول

حدثنا محمد بن سليمان بن إبراهيم الهاشمي، قال: سمعت أبا همام البكراوي، يقول: سمعت أبا مصعب، يقول سمعت مالك بن أنس، يقول: ا القرآن كلام الله غير مخلوق

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، حدثني أحمد بن محمد بن أبي بكر بن سالم بن عبد الله بن عمر، ثنا ابن أبي أويس، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: القرآن كلام الله وكلام الله من الله وليس من الله شيء مخلوق

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا يحيى بن عبد الباقي، قال: سمعت النضر بن سلمة بن شاذان، يقول: ثنا عبد الله بن نافع، قال: سمعت مالكا، يقول: لو أن رجلا ركب الكبائر كلها بعد أن لا يشرك بالله ثم تخلى من هذه الأهواء والبدع - وذكر كلاما - دخل الجنة.

حدثنا محمد بن علي بن مسلم العقيلي، ثنا القاضي أبو أمية الغلابي، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مهدي بن جعفر، ثنا جعفر بن عبد الله، قال: كنا عند مالك بن أنس فجاءه رجل فقال: يا أبا عبد الله الرحمن على العرش استوى كيف استوى، فما وجد مالك من شيء ما وجد من مسألته فنظر إلى الأرض وجعل ينكت بعود في يده حتى علاه الرحضاء - يعني العرق - ثم رفع رأسه ورمى بالعود وقال: الكيف منه غير معقول، والاستواء منه غير مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة، وأظنك صاحب بدعة وأمر به فأخرج

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا الحسن بن عبد العزيز، قال: سمعت أبا حفص، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: {وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة} [القيامة: 23] قوم يقولون إلى ثوابه. قال مالك: كذبوا فأين هم عن قول الله تعالى: {كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون} [المطففين: 15]

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا ابن أبي داود، ثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد الله بن وهب، قال: قال مالك بن أنس: الناس ينظرون الله عز وجل يوم القيامة بأعينهم.

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا يونس، ثنا ابن وهب، قال: سمعت مالكا، يقول لرجل: سألتني أمس عن القدر؟ قال: نعم قال: إن الله تعالى يقول: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكن حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} [السجدة: 13] فلابد من أن يكون ما قال الله تعالى

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أبو بكر بن أبي عاصم، قال: سمعت سعيد بن عبد الجبار، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: رأيي فيهم أن يستتابوا، فإن تابوا وإلا قتلوا يعني القدرية

حدثنا الحسن بن سعيد بن جعفر، ثنا زكريا الساجي، ثنا سلمة بن شبيب، ثنا مروان بن محمد، قال: سئل مالك بن أنس عن تزويج القدري، فقرأ: {ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم} [البقرة: 221]

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، قال: سمعت عثمان بن صالح، وأحمد بن سعيد الدارمي، قالا: ثنا عثمان قال: جاء رجل إلى مالك وسأله عن مسألة قال: فقال له: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كذا فقال الرجل: أرأيت؟ قال مالك: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور: 63]

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا الحسن بن عبد الله بن منصور، ثنا الحنيني، قال: قال مالك بن أنس: إياكم وأصحاب الرأي فإنهم أعداء أهل السنة

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا جعفر بن محمد الصائغ، ثنا سريج بن النعمان، ثنا عبد الله بن نافع، قال: كان مالك يقول: الإيمان قول وعمل يزيد وينقص

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا سوار بن عبد الله العنبري، ثنا أبي قال: قال مالك بن أنس: من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له حق في فيء المسلمين، ثم تلا قوله تعالى: {ما أفاء الله على رسوله} [الحشر: 7] حتى أتى قوله {والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا} الآية، فمن تنقصهم أو كان في قلبه عليهم غل فليس له في الفيء حق

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا رسته أبو عروة، - رجل من ولد الزبير - قال: كنا عند مالك فذكروا رجلا ينتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية: {محمد رسول الله والذين معه أشداء} [الفتح: 29] حتى بلغ: {يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار} [الفتح: 29] فقال مالك: من أصبح في قلبه غيظ على أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد أصابته الآية

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، سمعت محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، قال: سمعت وكيعا، يقول: سمعت مالك بن أنس، يقول: واعجبا يسأل جعفر، وأبو جعفر عن أبي بكر، وعمر، رضي الله تعالى عنهما

حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا يحيى بن بكير، حدثني عبد الله بن وهب، حدثني مالك بن أنس، قال: إن راهبا كان بالشام، فلما رأى أوائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين قدموا الشام ونظراؤه، وقال: والذي نفسي بيده ما بلغ حواري عيسى ابن مريم عليهما السلام الذين صلبوا على الخشب ونشروا بالمناشير من الاجتهاد ما بلغ أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. قال عبد الله بن وهب: قلت لمالك بن أنس: تسميهم، فسمى أبا عبيدة، ومعاذا، وبلالا، وسعد بن عبادة

حدثنا أبو بكر الآجري، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الحميد، ثنا إبراهيم بن الجنيد، ثنا الحارث بن مسكين، ثنا عبد الله بن وهب، قال: سمعت مالك بن أنس، يحدث أن صالح بن علي، حين قدم الشام سأل عن قبر عمر بن عبد العزيز فلم يجد أحدا يخبره حتى دل على راهب فأتى فسئل عنه فقال: أقبر الصديق تريدون؟ هو في تلك المزرعة

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، عن مالك، أنه بلغه أن عيسى، عليه السلام كان يقول: لا تكثروا الكلام بغير ذكر الله فتقسو قلوبكم فإن القلب القاسي بعيد من الله ولكن لا تعلمون، ولا تنظروا في ذنوب الناس كأنكم أرباب ولكن انظروا فيها كأنكم عبيد فإنما الناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا أهل البلاء واحمدوا الله على العافية

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن خالد، ثنا القعنبي، عن مالك، أنه بلغه أن عيسى عليه السلام كان يقول: يا بني إسرائيل عليكم بالماء القراح والبقل البري وخبز الشعير وإياكم وخبز البر فإنكم لن تقوموا بشكره

حدثنا أبو بكر، ثنا محمد، ثنا القعنبي، عن مالك، أنه بلغه أن لقمان الحكيم، قيل له: ما بلغ بك ما نرى؟ قال: صدق الحديث، وأداء الأمانة وتركي ما لا يعنيني

حدثنا أبو بكر، ثنا محمد، ثنا القعنبي، عن مالك، أنه بلغه أن عمر بن الخطاب، قال: إني لأحب النظر إلى القارئ أبيض الثياب

حدثنا الحسن بن محمد بن كيسان، ثنا إسماعيل القاضي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا مالك بن أنس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، قال: قال عمر بن الخطاب: تعلمون أيها الناس أن اليأس هو الغنى وأنه من يئس من شيء استغنى عنه

حدثنا الحسن بن محمد، ثنا إسماعيل القاضي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا مالك، حدثني من، أرضى أن عمر بن الخطاب، أوصى رجلا، فقال: لا تعترض فيما لا يعنيك واجتنب عدوك واحذر خليلك ولا أمير من القوم إلا من خشي الله، والأمين من القوم لا تعدل به شيئا، ولا تصحبن فاجرا كي تعلم من فجوره ولا تفش إليه سرك، واستشر في أمرك الذين يخشون الله

حدثنا الحسن بن محمد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا مالك عن يحيى بن سعيد، أن امرأة، كانت عندها عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورضي عنها ومعها نسوة فقالت امرأة منهن: والله لأدخلن الجنة لقد أسلمت وما زنيت وما سرقت - فأتيت في المنام فقيل لها أنت المتألية لتدخلن الجنة , كيف وأنت تبخلين بما لا يغنيك وتكلمين فيما لا يعنيك، قال: فلما أصبحت المرأة دخلت على عائشة رضي الله تعالى عنها فأخبرتها بما رأت فقالت: اجمعي النسوة اللاتي كن عندك حين قلت ما قلت، فأرسلت إليهن فجئن فحدثتهن بما رأت في المنام

حدثنا أبو زرعة محمد بن إبراهيم بن عبد الله الإستراباذي ثنا محمد بن قارون، ثنا أبو حاتم، ثنا عبد العزيز بن عبد الله، قال: كان نقش خاتم مالك بن أنس حسبنا الله ونعم الوكيل فقيل له في ذلك فقال: {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} [آل عمران: 174]

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل، ثنا محمد بن يحيى بن آدم الجوهري، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي، يقول: قال لي محمد بن الحسن: صاحبنا أعلم أم صاحبكم قلت: تريد المكابرة أو الإنصاف؟ فقال: بل الإنصاف، قلت: فما الحجة عندكم؟ قال: الكتاب والسنة والإجماع والقياس، قال: قلت: أنشدك بالله أصاحبنا أعلم بكتاب الله أم صاحبكم قال: صاحبكم قلت: فصاحبكم أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أم صاحبنا؟ قال: فقال: صاحبكم، قلت: فبقي شيء غير القياس؟ قال: لا، قلت: فنحن ندعى القياس أكثر مما تدعون أنتم، وإنما القياس على الأصول يعرف القياس. قال: ويريد صاحبه مالك بن أنس رحمه الله

حدثنا محمد بن إبراهيم، ومحمد بن عبد الرحمن، قالا: ثنا محمد بن زبان بن حبيب، قال: سمعت الربيع بن سليمان، يقول: سمعت الشافعي، يقول: ما بعد كتاب الله تعالى كتاب أكثر صوابا من موطأ مالك.

حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد ثنا أبو بكر بن آدم الجوهري، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي، يقول: قال محمد بن الحسن: أقمت على مالك بن أنس ثلاث سنين وكسرا وكان يقول: إنه سمع منه لفظا أكثر من سبعمائة حديث قال: وكان إذا حدثهم عن مالك امتلأ منزله وكثر الناس عليه حتى يضيق عليهم الموضع، وإذا حدث عن غير مالك لم يجئه إلا اليسير، فكان يقول: ما أعلم أحدا أسوأ ثناء على أصحابكم منكم إذا حدثتكم عن مالك ملأتم علي الموضع وإذا حدثتكم عن أصحابكم إنما تأتوني متكارهين.

حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد ثنا موسى بن هارون بن مخلد، ثنا عبد الله بن محمد بن محمد اليزدي، ثنا أبو يعقوب بن سهيل الأسيوطي، قال: سمعت ابن أبي ركين، يقول: سمعت محمد بن إدريس الشافعي، يقول: قالت لي عمتي - ونحن بمكة: رأيت في هذه الليلة عجبا فقلت لها: وما هو؟ قالت: رأيت كأن قائلا يقول: مات الليلة أعلم أهل الأرض، قال الشافعي: فحسبنا ذلك فإذا هو يوم مات مالك بن أنس

حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهل، ثنا محمد بن يحيى بن آدم، ثنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت الشافعي، يقول - وذكر رجل، لمالك بن أنس حديثا - فقال له مالك: من حدثك؟ فذكر له إسنادا منقطعا فقال له مالك: اذهب إلى عبد الرحمن بن زيد يحدثك عن أبيه، عن نوح

حدثنا محمد بن إبراهيم، ثنا علي بن أحمد بن سليمان، ثنا ابن أبي مريم، ثنا خالد، - يعني ابن نزار - قال: سمعت مالك بن أنس، يقول لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا أبو إسماعيل الترمذي، ثنا نعيم بن حماد، قال: سمعت ابن المبارك، يقول: ما رأيت رجلا ارتفع مثل مالك بن أنس ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة

حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا أحمد بن سنان، قال: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: ما قرأت على مالك أثبت في نفسي مما سمعت منه، وقلت لمالك يوما - وأردت أن أرفقه على نفسي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم -: يا أبا عبد الله قد غبت عن أهلي ما أدري ما حدث عليهم بعدي قال: فتبسم ثم قال: وأنا قد غبت عن أهلي، هو ذا هم في الدار لا أدري ما حدث عليهم

حدثنا أحمد بن جعفر، ثنا أحمد بن علي الأبار، ثنا إبراهيم بن سعيد، ثنا سعد بن عبد الحميد، عن مالك بن أنس، قال: ليس شيء أشبه بثمار الجنة من الموز لا تطلبه في شتاء ولا صيف إلا وجدته وقرأ: {أكلها دائم} [الرعد: 35]

حدثنا أبو علي الحسين بن محمد بن العباس الفقيه الأيلي، ثنا أبو نعيم بن عدي في كتابه، ثنا العباس بن الوليد البيروتي، ثنا أبو خليد، قال: أقمت على مالك فقرأت الموطأ في أربعة أيام فقال مالك: علم جمعه شيخ في ستين سنة أخذتموه في أربعة أيام لا فقهتم أبدا

حدثنا الحسين بن محمد بن العباس، ثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم، ثنا يونس بن عبد الأعلى، ثنا ابن وهب، عن مالك، قال: لا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل حاجة.

حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود، قال: سمعت أبا أحمد عبيد الله بن محمد الفقيه الفقير يقول: سمعت عبد الله بن محمد بن علي القاضي، - بالدينور - يقول: سمعت أبا زرعة الدمشقي، يقول: سمعت أبا مسهر، يقول: سأل المأمون مالك بن أنس هل لك دار؟ فقال: لا، فأعطاه ثلاثة آلاف دينار وقال: اشتر لك بها دارا قال: ثم أراد المأمون الشخوص وقال لمالك: تعال معنا فإني عزمت أن أحمل الناس على الموطأ كما حمل عثمان الناس على القرآن فقال له: ما لك إلى ذلك سبيل، وذلك أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم افترقوا بعده في الأمصار فحدثوا فعند كل أهل مصر علم ولا سبيل إلى الخروج معك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون». وقال: «المدينة تنفي خبثها كما ينفى الكير خبث الحديد» وهذه دنانيركم فإن شئتم فخذوه وإن شئتم فدعوه

حدثنا أحمد بن عبيد الله، قال: سمعت أبا أحمد القاضي، يقول: سمعت أبا حاتم الرازي، يقول: سمعت أحمد بن سنان الواسطي، يقول: سمعت عبد الرحمن بن مهدي، يقول: سفيان الثوري إمام في الحديث، وليس بإمام في السنة، والأوزاعي إمام في السنة وليس بإمام في الحديث، ومالك إمام فيهما جميعا

حدثنا سليمان بن أحمد، - إملاء، ثنا المقدام بن داود، ثنا عبد الله بن عبد الحكم، قال: سمعت مالك بن أنس، يقول: شاورني هارون الرشيد في ثلاث في أن يعلق الموطأ في الكعبة ويحمل الناس على ما فيه، وفى أن ينقض منبر النبي صلى الله عليه وسلم ويجعله من جوهر وذهب وفضة وفى أن يقدم نافع بن أبي نعيم إماما يصلي في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا أمير المؤمنين أما تعليق الموطأ في الكعبة فإن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في الفروع وتفرقوا في الآفاق وكل عند نفسه مصيب، وأما نقض منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم واتخاذك إياه من جوهر وذهب وفضة فلا أرى أن تحرم الناس أثر النبي صلى الله عليه وسلم وأما تقدمتك نافعا إماما يصلي بالناس في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن نافعا إمام في القراءة ولا يؤمن أن تندر منه نادرة في المحراب فتحفظ عليه، قال: وفقك الله يا أبا عبد الله

ومما أسند مالك حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبد الرحمن بن معدان بن جمعة اللاذقي، ثنا إسحاق بن محمد الفروي، ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ينتبذ في الدباء والمزفت» غريب من حديث مالك لم يسنده أحد إلا الفروي

حدثنا عمر بن أحمد بن عمر القاضي، ومحمد بن حميد، قالا: ثنا أحمد بن زكريا بن يحيى النيسابوري، ثنا محمد بن إسحاق البكري، - حفظا، ثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن الزهري، عن أنس: «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يأكل الثوم ولا الكراث ولا البصل من أجل أن الملائكة تأتيه ولأنه يكلم جبريل عليهما السلام» غريب من حديث مالك لم يحدث به عنه إلا يحيى بن يحيى

حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى، وإبراهيم بن عبد الله بن إسحاق، قالا: ثنا أحمد بن محمد الأزهري، ثنا محمد بن سليمان بن هشام، ثنا وكيع، عن مالك، عن أنس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أوذي أحد مثل ما أوذيت في الله» غريب من حديث مالك تفرد به وكيع

حدثنا عبد الله بن الحسين الصوفي النيسابوري، ثنا أحمد بن أبي عمران الفرائضي، ثنا محمد بن إسماعيل بن إسحاق الرازي، قال: ثنا محمد بن سليمان، ثنا سليمان بن عيسى، ثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك، قال: قلت: يا رسول الله ما تقول في القليل العمل الكثير الذنوب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل ابن آدم خطاء، فمن كانت له سجية عقل وغريزة يقين لم تضره ذنوبه شيئا» قيل: وكيف ذلك يا رسول الله قال: «لأنه كلما أخطأ لم يلبث أن يتوب توبة تمحو ذنوبه ويبقى له فضل يدخل به الجنة، فالعقل أداة العامل بطاعة الله وحجة على أهل معصية الله» غريب من حديث مالك تفرد به سليمان بن عيسى وهو الحجازي وفيه ضعف

حدثنا محمد بن إسحاق القاضي الأهوازي، ثنا محمد بن نعيم، ثنا إبراهيم بن حميد الطويل، ثنا شعبة، عن مالك بن أنس، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أم سلمة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من كان يريد الأضحية فلا يأخذن من شعره ولا يقلمن أظفاره حتى يضحي» غريب من حديث شعبة، عن مالك، عن الزهري لم نكتبه إلا من حديث إبراهيم

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد الله بن محمد العمري، ثنا بكر بن عبد الوهاب، حدثني محمد بن عمر الواقدي، عن مالك، عن ابن شهاب، حدثني سعيد بن المسيب، حدثني أبو هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة» غريب من حديث مالك تفرد به عنه الواقدي

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن حماد بن سفيان القاضي، ثنا يزيد بن عمرو بن البزاز، ثنا يزيد بن مروان، ثنا مالك بن أنس، عن الزهري، عن سهل بن سعد: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع اللحم بالحيوان» غريب من حديث مالك، عن الزهري، عن سهل تفرد به يزيد بن عمرو، عن يزيد

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسين بن إسحاق التستري، ثنا محمد بن الفرج بن ميسرة، ثنا حبيب، كاتب مالك، عن مالك، عن ابن شهاب، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يجمع الله تعالى بين من ينفق في سبيله وبين من يشح بما أعطاه الله» غريب من حديث مالك تفرد به محمد بن الفرج عن حبيب

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا محمد بن الحسين بن حفص، ثنا أبو سبرة المدني، ثنا مطرف، ثنا مالك، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، أن رجلا، قال: يا رسول الله أوصني قال: «لا تغضب» غريب من حديث مالك، عن الزهري تفرد أبو سبرة، عن مطرف

حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، ثنا محمد بن أحمد بن سهل البركاني القاضي، ثنا عبد الله بن شبيب، ثنا محمد بن سلمة، عن المغيرة بن عبد الرحمن، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أنس، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنما الناس كإبل مائة لا تكاد تجد فيها راحلة» غريب من حديث مالك، عن الزهري متصلا لم نكتبه إلا من حديث سلمة عن المغيرة

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ثنا يحيى بن محمد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن يونس السراج، ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة المصيصي، ثنا مالك بن أنس، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ذهب فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لرجل من قريش فظننت أنه لي فقلت: ومن هو؟ قالوا: عمر بن الخطاب فأردت أن أدخله فذكرت غيرتك يا أبا حفص " فبكى عمر وقال: أما عليك فلا أغار " صحيح من حديث محمد، عن جابر متفق عليه، غريب من حديث مالك تفرد به عبد الله يعرف بالقدامي

حدثنا محمد بن حميد، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن يونس، ثنا عبد الله بن محمد بن ربيعة، ثنا مالك بن أنس، عن محمد بن المنكدر، عن عروة، عن عائشة، قالت: دخل على النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال: «بئس أخو العشيرة» ثم أمر بوسادة فألقيت له فقام فقالت عائشة لما خرج: يا رسول الله قلت: بئس أخو العشيرة ثم أمرت من يلقي إليه الوسادة، فقال: «إن من شرار الناس الذين يكرمون اتقاء شرهم» صحيح متفق عليه من حديث عروة، عن عائشة غريب من حديث مالك، عن محمد تفرد به عنه عبد الله بن محمد

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، عن مالك، ح. وحدثنا محمد بن حميد، ثنا عبد الله بن أبي داود، ثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث بن سعد، حدثني أبي، عن جدي، عن يحيى بن أيوب، عن مالك، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: «نحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديبية البدنة عن سبعة» مشهور في الموطأ من حديث مالك غريب من حديث الليث، عن يحيى، عن مالك تفرد به عنه أولاده

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن داود المكي، ثنا علي بن قتيبة الرفاعي، ثنا مالك بن أنس، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا تعف نساؤكم» غريب من حديث مالك، عن أبي الزبير تفرد به علي بن قتيبة

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان، ثنا محمد بن سلام، ثنا يحيى بن بكير، ثنا مالك، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا العمرة» قالوا: فما يكفرها يا رسول الله قال: «الهموم في طلب المعيشة» قال أحمد بن يحيى: فقلت سمعت: كيف هذا من يحيى بن بكير ولم يسمعه أحد غيرك؟ فقال: كنت عند يحيى جالسا فجاءه رجل فذكر ضعف حاله فقال ابن بكير: ثنا مالك وذكره. غريب تفرد به محمد بن سلام عن يحيى عن مالك

حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي، ثنا أحمد بن خليد الحلبي، ثنا يوسف بن يونس الأفطس، ثنا مالك بن أنس، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن معبد بن كعب، عن أبي قتادة بن ربعي، قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بجنازة فقال: «مستريح ومستراح منه» قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: «العبد المؤمن من يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الكافر والفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب» صحيح متفق عليه رواه عنه أصحابه في الموطأ

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الله بن محمد بن زكريا، ثنا محرز بن سلمة، ثنا محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمران الأنصاري، قال: قال ابن عمر: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كنت بين الأخشبين من منى - ونحا بيده نحو المشرق - فإن هناك واديا يقال له السريرة سار تحتها سبعون نبيا» رواه القعنبي والناس عنه في الموطأ مثله، ولا أعلم أحدا رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة غير ابن عمر

حدثنا عبد الله بن جعفر بن أحمد، ثنا إسحاق بن أحمد، ثنا إسحاق بن إسماعيل، ثنا إسحاق بن سليمان الرازي، عن مالك بن أنس، عن محمد بن أبي بكر الثقفي، قال: كنت أنا وأنس بن مالك، ونحن، غاديان إلى عرفة فقلت: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يهل المهل بمنى ويكبر المكبر ولا ينكر ذلك عليه " مشهور في الموطأ رواه أبو الشعثاء علي بن الحسن الواسطي، عن إسحاق، عن مالك مثله، حدثنا علي بن حميد الواسطي، ثنا أسلم بن سهل الواسطي، ثنا علي بن الحسن بن سليمان الواسطي، ثنا إسحاق بن سليمان، مثله، ومحمد بن أبي بكر قد نسبه موسى بن عقبة، فقال: هو محمد بن أبي بكر بن عوف بن رباح

حدثنا محمد بن بدر، ثنا بكر بن سهل الدمياطي، ثنا عبد الله بن يوسف التنيسي، ثنا مالك بن أنس، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا محمد بن عمر الواقدي، ثنا مالك بن أنس، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن عن عروة، عن عائشة، عن جدامة الأسدية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أردت أن أنهى عن الغيلة ثم ذكرت أن الروم وفارس يفعلون فلا يضرهم» مشهور في الموطأ رواه أصحاب مالك ولم يجاوز عائشة

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا الواقدي، ثنا مالك، وابن أبي الرجال، عن أبيه، عن عمرة، عن عائشة، قالت: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخفف ركعتي الفجر حتى أني لأتمارى أقرأ فيهما بأم القرآن أم لا» أبو الرجال اسمه محمد بن عبد الرحمن ولم نكتبه من حديث الواقدي مجموعا عنه إلا من هذا الوجه

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أحمد بن سليمان الهروي، ثنا موسى بن سهل، ثنا إسحاق بن الحنيني، عن مالك، عن محمد بن عجلان، عن أبيه، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير بيوتكم بيت فيه يتيم مكرم» تفرد به الحنيني، عن مالك وقال: عن عمر

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا عمار بن نصر، ثنا محمد بن أبي عثمان القرشي، عن مالك بن أنس، عن محمد بن عبد الله بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد، عن أخيه قتادة بن النعمان، قال: «أصيبت عيناي يوم بدر فسقطتا على وجنتي فأتيت بهما النبي صلى الله عليه وسلم فأعادهما مكانهما وبزق فيهما فعادتا تبرقان» غريب من حديث مالك تفرد به محمد بن أبي عثمان، وإنما يعرف من حديث ابن إسحاق، وابن النسيل، عن عاصم بن عمر بن قتادة عن أبيه وقال ابن إسحاق: يوم أحد

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا عمير بن مرداس، ثنا عبد الله بن نافع، ثنا مالك، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، أنه سمع أباه، يقول: اغتسل سهل بن حنيف بالحزاز فنزع جبة كانت عليه وعامر بن ربيعة ينظر إليه وكان سهل رجلا أبيض حسن الجلد فقال له عامر: ما رأيتك كاليوم ولا جلد عذراء فوعك سهل مكانه واشتد وعكه فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبر أن سهلا وعك أنه غير رايح معك يا رسول الله فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سهلا فأخبره بالذي كان من شأن عامر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «على ما يقتل أحدكم أخاه ألا بركت عليه، إن العين حق توضأ له» فتوضأ له فراح سهل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس به بأس

حدثنا محمد بن بدر، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا مالك، عن محمد بن عمارة، عن محمد بن إبراهيم، عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف أنها سألت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني امرأة أطيل ذيلي وأمشي في المكان القذر، فقالت أم سلمة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يطهره ما بعده»

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، ح وحدثنا عبد الله بن محمد، ثنا الفضل بن العباس، ثنا يحيى بن بكير، ح وحدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا الهيثم بن خلف، ثنا إسحاق بن موسى، ثنا معن، قالوا: ثنا مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، أنه سمع أنس بن مالك، يقول: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا من نخل، وكان أحب أمواله إليه بيرحا وكانت مستقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخله ويشرب من ماء فيه طيب فلما أنزلت: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: 92] قام أبو طلحة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إن الله تعالى يقول: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون} [آل عمران: 92] وإن أحب أموالي إلي بيرحا وإنها صدقة لله أرجو برها وذخرها عند الله فضعها حيث أراك الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بخ بخ ذلك مال رابح - مرتين - وقد سمعت ما قلت وأنا أرى أن تجعله في الأقربين» فقال أبو طلحة: أفعل يا رسول الله فقسمها بين أقاربه وبني عمه صحيح متفق عليه من حديث مالك في الموطأ

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ح وحدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن علي الخزاعي، قالا: ثنا القعنبي، عن مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالك أن أعرابيا، قال: يا رسول الله متى الساعة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أعددت لها؟» قال: حب الله ورسوله قال: «أنت مع من أحببت» صحيح متفق عليه من حديث مالك في الموطإ "

حدثنا علي بن حميد الواسطي، ثنا أسلم بن سهل، ثنا محمد بن صالح بن مهران، ثنا عبد الله بن محمد بن عمارة القداحي ثم السعدي قال: سمعت هذا من مالك بن أنس سماعا يحدثنا به عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس، قال: بعثتني أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير مشوي ومعه أرغفة من شعير فأتيته به فوضعته بين يديه فقال: «يا أنس ادع لنا من يأكل معنا من هذا الطير اللهم آتنا بخير خلقك» فخرجت فلم تكن لي همة إلا رجل من أهلي آتيه فأدعوه فإذا أنا بعلي بن أبي طالب فدخلت فقال: «أما وجدت أحدا» قلت: لا. قال: انظر، فنظرت فلم أجد أحدا إلا عليا، ففعلت ذلك ثلاث مرات ثم خرجت فرجعت فقلت: هذا علي بن أبي طالب يا رسول الله فقال: «ائذن له اللهم وال اللهم وال» وجعل يقول ذلك بيده وأشار بيده اليمنى يحركها غريب من حديث مالك، وإسحاق رواه الجم الغفير عن أنس، وحديث مالك لم نكتبه إلا من حديث القداحي تفرد به

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن هارون بن عبد الله، ثنا أحمد بن محمد بن أنس، ثنا عبد الواهب بن نافع، عن مالك بن أنس، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من حاول أمرا بمعصية كان أبعد لما رجا وأقرب لمجيء ما اتقى» غريب من حديث أحمد بن محمد بن إدريس، عن عبد الوهاب

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن محمد بن السري، ثنا يوسف بن موسى المروزي، ثنا إسماعيل بن محمد، - ببيت جبرين - ثنا حبيب، كاتب مالك، ثنا مالك، عن إسحاق بن عبد الله، عن أنس بن مالك، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تسحروا فإن في السحور بركة» تفرد به حبيب، عن مالك

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، عن مالك، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا مطلب بن شعيب، ثنا عبد الله بن صالح، حدثني الليث بن سعد، عن يحيى بن أيوب، عن مالك، عن أيوب السختياني، عن ابن سيرين، عن أم عطية، أنها قالت: دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفيت ابنته، فقال: «اغسلنها ثلاثا أو خمسا أو أكثر من ذلك فإذا فرغتن فآذنني» قالت: فلما أن فرغنا آذناه فأعطانا حقوه فقال: «أشعرنها إياه - يعني إزاره» صحيح متفق عليه من حديث مالك في الموطأ، غريب من حديث الليث، عن يحيى بن أيوب

حدثنا سليمان بن أحمد بن أيوب، ثنا يحيى بن أيوب العلاف، ثنا محمد بن روح القشيري، ثنا يونس بن هارون الأزدي، ثنا أبي، عن مالك بن أنس، عن أبيه، عن جده، عن عمر بن الخطاب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث يفرح بهن البدن ويربو عليها: الطيب، والثوب اللين، وشرب العسل " غريب من حديث مالك، عن أبيه تفرد به القشيري

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا عبيد الله بن محمد العمري، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، أخبرني مالك بن أنس، عن حماد الطويل، عن أنس بن مالك: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الثمار حتى تزهى قيل: وما تزهى؟ قال: «حتى تحمر»

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أرأيت إن منع الله الثمرة فيم يأخذ أحدكم مال أخيه» صحيح في الموطأ واللفظة الأخيرة لا يرويها كل أصحاب الموطأ

حدثنا محمد بن الحسن بن علي اليقطيني، ثنا الحسن بن أحمد بن قنبل الأنطاكي، ثنا صالح بن زياد السوسي، ثنا أحمد بن يعقوب، - صحبنا في طريق مكة سنة خمس ومائتين - ثنا خالد بن إسماعيل الأنصاري، ثنا مالك بن أنس، عن حميد، عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شهد إملاك رجل أو امرأة من الأنصار فقال: «أين شاهدكم؟» قالوا: يا رسول الله، وما شاهدنا؟ قال: «الدف» فأتوا به، قال: «اضربوا على رأس صاحبكم» ثم جاءوا بأطباقهم فنثروها، فهاب القوم أن يتناولوا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما أزين الحلم ما لكم لا تتناولوا؟» قالوا: يا رسول الله ألم تنه عن النهبة قال: «نهيتكم عن النهبة في العساكر، فأما في هذا وأشباهه فلا» غريب من حديث مالك، وحميد لم نكتبه إلا من حديث صالح بن زياد

حدثنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن مقسم، ثنا عبد الله بن محمد بن إسحاق، ثنا أحمد بن محمد بن غالب، ثنا محمد بن سليمان التيمي، ثنا مالك بن أنس، حدثني حماد بن سلمة، عن أبي العشراء الدارمي، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله فيم تكون الذكاة في الخاصرة أو اللبة؟ قال: «لو طعنت في فخذها أجزأ عنك» مشهور من حديث حماد غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من هذا الوجه

حدثنا نافع بن محمد بن أبي عوانة أبو النضر، ثنا جدي أبو عوانة الإسفراييني، ثنا علي بن يزيد بن منجح، ثنا عمر بن أيوب، ثنا ضمرة، عن مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن أنس بن مالك، قال: نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنه إبراهيم وهو في حجره يموت ففاضت عيناه فقال له عبد الرحمن: أتبكي يا رسول الله وقد نهيتنا عن البكاء؟ فقال: «إني لم أنهكم عن هذا، إن هذا رحمة، من لا يرحم لا يرحم» غريب من حديث مالك، وربيعة تفرد به عمر بن أيوب وهو الغفاري عن أبي ضمرة

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ح وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن يونس الشامي، قالا: ثنا محمد بن سليمان القرشي، ثنا مالك بن أنس، عن ربيعة بن أبي عبد الرحمن، عن سعيد بن المسيب، عن ابن عمر، قال: حدثني والدي عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة» غريب من حديث مالك، وربيعة تفرد به محمد بن سليمان بن معاذ أبو الربيع التيمي البصري

حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن بن كوثر ثنا محمد بن سليمان بن الحارث، ح. وحدثنا حبيب بن الحسن، وفاروق الخطابي، قالا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم النبيل، ثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكل كتف شاة ثم صلى ولم يتوضأ صحيح مشهور في الموطأ

حدثنا أبو بكر الطلحي عبد الله بن يحيى بن معاوية، ثنا عبد الله بن إبراهيم بن عبد الرحمن البارودي، ثنا نوح بن حبيب القومسي، ثنا عبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، عن مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى فمن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة ينكحها فهجرته إلى ما هاجر إليه " غريب من حديث مالك، عن زيد تفرد به عبد المجيد ومشهوره وصحيحه ما في الموطأ مالك، عن يحيى بن سعيد

حدثنا أبو الحسن علي بن هارون ثنا جعفر الفريابي، ثنا إبراهيم بن عثمان المصيصي، ثنا عبد الله بن المبارك، ح وحدثنا بشر بن محمد بن ياسين القاضي، ثنا محمد بن إسحاق بن خزيمة، ثنا إبراهيم بن عيسى بن عبد الله، ثنا عبد الله بن وهب، قالا: ثنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله تعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدا من خلقك فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك أحل عليكم رضواني فلا أسخط عليكم " هذا من صحاح حديث مالك وغرائبه. رواه عنه الأئمة والمتقدمون

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا أيوب بن يوسف بن أيوب، ثنا حبوش بن رزق الله، ثنا عبد المنعم بن بشير، عن مالك، وعبد الرحمن بن زيد، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن أبيه، عن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تعلموا العلم وتعلموا للعلم الوقار» غريب من حديث مالك عن زيد لم نكتبه إلا من حديث حبوش عن عبد المنعم

حدثنا أبو أحمد الحسين بن علي التميمي، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني، ثنا أسد بن محمد بن عبد الرحمن الخشاب، - بالمصيصة - ثنا أبو حاجب الحاجبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا عقل كالتدبير في رضى الله ولا ورع كالكف عن محارم الله، ولا حسب كحسن الخلق» غريب من حديث مالك، عن زيد تفرد به الحاجبي

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا بشير بن علي بن بشر الأنطاكي، ثنا عبد الله بن نصر الأنطاكي، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع، عن مالك بن أنس، في زياد بن مخراق، عن معاوية بن قرة، عن أبيه، قال: قلت: يا رسول الله إني لأذبح الشاة وأنا أرحمها. فقال: «والشاة إن رحمتها رحمك الله» مشهور ثابت من حديث زياد غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث بشر الأنطاكي

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم ثنا بكر بن سهل، ثنا محمد بن مخلد الرعيني، ثنا مالك بن أنس، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء فلم ترد فيهما دعوة: حضور الصلاة وعند الزحف للقتال " غريب من حديث مالك لم يروه عنه في الموطأ رواه أيوب بن سويد، وإسماعيل بن عمر أبو المنذر، عن مالك نحوه ورواه منيع، عن مالك بزيادة لفظ.

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن عمرو بن جابر، ثنا عبيد بن محمد الصنعاني، ثنا عبد الله بن قريش الصنعاني، ثنا أبو مطر - واسمه منيع عن مالك بن أنس، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " تحروا الدعاء في الفيافي وثلاثة لا يرد دعاؤهم: عند النداء، وعند الصف في سبيل الله، وعند نزول القطر "

حدثنا محمد بن المظفر، ومحمد بن علي، قالا: ثنا الحسين بن محمد بن حماد، ثنا محمد بن الحارث، ثنا محمد بن سلمة، عن أبي عبد الرحيم، عن زيد بن أبي أنيسة، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رحم الله امرأ كانت عنده مظلمة لأخيه في أرض أو مال فليأته فليتحلله قبل أن يؤخذ منه وليس ثم دينار ولا درهم، فإن كانت له حسنات أخذ من حسناته لصاحبه وإلا أخذ من سيئات صاحبه فطرح عليه» صحيح في الموطأ، غريب من حديث زيد، عن مالك، ورواه إبراهيم بن طهمان، عن يحيى بن سعيد، عن مالك مثله وخالف إسحاق بن محمد الفروي وأصحاب مالك فيه فقال: عن سعيد المقبري، عن أبيه عن أبي هريرة: حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي، ثنا إسحاق الفروي، ثنا مالك به

حدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن ثنا عبد الله بن العباس، ثنا أحمد بن حفص، حدثني أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يقول الله تعالى يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي " تفرد به إبراهيم، عن مالك، عن سعيد ورواه عامة أصحابه على ما في موطأ مالك، عن أبي طوالة، عن أبي الحباب، سعيد بن يسار، عن أبي هريرة

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا إسماعيل بن عبد الله، ثنا عبد الأعلى بن مسهر، وعبد الله بن يوسف، ح وحدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد ثنا محمد بن أيوب، ثنا إسحاق الفروي، قالوا: ثنا مالك، عن سالم أبي النضر، عن عامر بن سعد، عن أبيه، قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لأحد يمشي على الأرض إنه من أهل الجنة إلا لعبد الله بن سلام وهو الذي أنزل الله فيه: {وشهد شاهد من بني إسرائيل على مثله} [الأحقاف: 10] لم يذكر الفروي نزول الآية. رواه يحيى بن معين، عن عبد الأعلى، ويحيى بن نصر، عن عبد الله بن يوسف وهذا من صحيح حديث مالك وقديمه

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا الحسن بن جرير الصوري، ثنا عتيق بن يعقوب، حدثني مالك بن أنس، عن أبي النضر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «السفر قطعة من العذاب لا يهنئ أحدكم نومه ولا طعامه ولا شرابه، فإذا قضى أحدكم نهمته فليسرع الرجوع إلى أهله» صحيح من حديث مالك اختلفت عليه على أربعة أقاويل المشهور ما في الموطأ سمي عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن مالك، عن سهيل، عن أبيه وتفرد رواد بن الجراح، عن مالك، عن ربيعة، عن القاسم، عن عائشة.

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح بن عبادة، وإسحاق بن عيسى الطباع، ثنا مالك بن أنس، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " سمعت الرجل يقول: هلك الناس، فهو أهلكهم ". قال إسحاق: قلت لمالك: ما وجه هذا؟ فقال: إما رجل كفر الناس فظن أنه خيرهم فازدراهم فقال هذا القول، وإما رجل حزن لما رأى في الناس من النقص فأحزنه ذهاب أهل الخير فقال هذا القول فأرجو أن يكون لا بأس به وليس عليه شيء أو نحوها من القول

حدثنا محمد بن أحمد بن علي بن مخلد، ثنا عبد الله بن أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا إسحاق الفروي، ثنا مالك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أقال مسلما عثرته أقاله الله يوم القيامة» تفرد به عبد الله، عن إسحاق من حديث سهيل وتفرد أيضا إسحاق، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، فقال: من أقال نادما

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا أحمد بن محمد بن هلال، ثنا الحسن بن أبي الربيع، ثنا أصرم بن حوشب، عن مالك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يجزي ولد والده إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه» تفرد به أصرم بن حوشب، عن مالك ورواه الناس عن سهيل

حدثنا علي بن أحمد بن علي المصيصي، ثنا أبو بكر بن أيوب بن سلمان العطار، - بالمصيصة - ثنا علي بن زياد المتوني، ثنا عبد العزيز بن أبي رجاء، ثنا مالك، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أطع ربك تسمى عاقلا، ولا تعصه تسمى جاهلا» غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث ابن أبي رجاء

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا إسماعيل بن أبي إدريس، ح. وحدثنا محمد بن بدر، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، ح. وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، قالوا: عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا قال الإمام سمع الله لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد فإنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه " مشهور ثابت في الموطأ

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن الفضل السقطي، ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي، ثنا مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء» اختلف على مالك فيه على أقاويل فحديث سمي تفرد به الكاهلي ورواه عيسى بن يونس، عن مالك، عن الزهري، عن أنس تفرد به عنه ابن سهم ورواه مسعدة بن اليسع، عن مالك، عن سلمة، عن طلحة بن يزيد بن ركانة، عن أبي هريرة ينفرد به وفي الموطأ عن سلمة عن طلحة من دون أبي هريرة

حدثنا محمد بن بدر، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، ح. وحدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا أبو عقيل إبراهيم بن علي النصيبي ثنا عبد الملك بن زياد، قالا: ثنا مالك بن أنس، عن صالح بن كيسان، عن عروة، عن عائشة، قالت: «فرضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر وفى السفر فأقرت صلاة السفر وزيدت في الحضر» مشهور في الموطأ

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا الحسين بن محمد بن عبيد العجلي، ثنا أبو مصعب الزهري، ثنا مالك بن أنس، عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن زيد بن خالد الجهني، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تسبوا الديك فإنه يدعو إلى الصلاة» تفرد به أبو مصعب، عن مالك متصلا.

حدثنا محمد بن الحسن، وحبيب بن الحسن، وفاروق الخطابي، في جماعة قالوا: ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم النبيل، أنبأنا مالك، عن طلحة بن عبد الملك، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نذر أن يطيع الله فليطعه» مشهور في الموطأ ورواه عبد الله بن إدريس، عن مالك، وعبيد الله بن عمر، عن طلحة تفرد به ابن إدريس بحديث عبيد الله

حدثنا محمد بن بدر، ثنا بكر بن سهل، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد المازني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي وبين منبري روضة من رياض الجنة» مشهور في الموطأ

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، ح وحدثنا سليمان، ثنا أبو يزيد القراطيسي، ثنا عبد الله بن عبد الحكم، قالا: ثنا مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عبد الله بن عمرو بن عثمان، عن أبي عمرة الأنصاري، عن زيد بن خالد الجهني، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ألا أخبركم بخير الشهداء؟ الذي يأتي بشهادته قبل أن يسألها أو يخبر بشهادته قبل أن يسألها» مشهور في الموطأ وقال القعنبي: عن أبي عمرة، وقال ابن عبد الحكم: عن أبي عمرة، ورواه ابن عباس بن سهل، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو، عن عبد الله بن عمر بن عثمان عن خارجة بن زيد، عن عبد الرحمن بن أبي عمرة، عن زيد فسماه

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا روح بن عبادة، ثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له»

وقال: «تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر» حدث به رسته، عن روح مثله وهى في الموطأ

حدثنا محمد بن عيسى الأديب، ثنا عمر بن مرداس، ثنا عبد الله بن نافع، ثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «المؤمن يأكل في معاء واحد والكافر يأكل في سبعة أمعاء» كذا رواه عمر، عن عبد الله بن دينار. ورواه أيضا عمير، عن عبد الله، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج. ومشهور ما في الموطأ مالك، عن سهل، عن أبيه، عن أبي هريرة

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا أبو الزنباع، وعمرو بن أبي الطاهر بن السرح، قالا: ثنا عبد العزيز بن يحيى، ثنا مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {يوم يقوم الناس لرب العالمين} [المطففين: 6] قال: «يقومون حتى يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه» نافع مشهور وعبد الله غريب

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا محمد بن غالب، ثنا القعنبي، عن مالك، ح. وحدثنا محمد بن حميد، ثنا محمد بن محمد بن سليمان، ثنا سليمان بن الفضل، ثنا محمد بن غزية الحكمي، ثنا أبي، ثنا الأوزاعي، عن مالك، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو المشرق، فقال: «ألا إن الفتنة ههنا ألا إن الفتنة ههنا من حيث تطلع قرن الشيطان» مشهور في الموطأ وحديث الأوزاعي ينفرد به الحكمي

حدثنا إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري، ثنا محمد بن الفضل بن عبد الله، ثنا الفضل بن عبد الله، عن مالك بن سليمان الهروي، ثنا مالك بن أنس، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «المغرب وتر النهار» غريب من حديث مالك تفرد به مالك بن سليمان

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا علي بن رستم، ثنا الهيثم بن خالد، ثنا موسى بن محمد الموقري، ثنا مالك بن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، قال: قيل: يا رسول الله أي العباد أحب إلى الله؟ قال: «أنفع الناس للناس» قيل: فأي العمل أفضل؟ قال: «إدخال السرور على قلب المؤمن» قيل: وما سرور المؤمن؟ قال: «إشباع جوعته وتنفيس كربته، وقضاء دينه، ومن مشى مع أخيه في حاجته كان كصيام شهر واعتكافه ومن مشى مع مظلوم يعينه ثبت الله قدميه يوم تزل الأقدام، ومن كف غضبه ستر الله عورته، وإن الخلق السيئ يفسد الأعمال كما يفسد الخل العسل» غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث الهيثم، عن الموقري.

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا أبو مسعود أحمد بن الفرات ثنا القعنبي، ثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من شرار الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عبيد الله بن محمد الغمري، ثنا أبو مصعب، ثنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم سلم علي في شرق ولا غرب إلا أنا وملائكة ربي نرد عليه السلام» فقال له قائل: يا رسول الله، فما بال أهل المدينة؟ فقال له: «وما يقال لكريم في جيرته وجيرانه إنه مما أمر الله به حفظ الجوار وحفظ الجيران» غريب من حديث مالك تفرد به أبو مصعب

حدثنا علي بن أحمد بن أبي غسان، ثنا جعفر بن محمد بن موسى النيسابوري، ح. وحدثنا عبد الله بن حامد الأصبهاني، ثنا مكي بن عبدان، قالا: سهل بن عمار، ثنا أبو بكر بن عبد الرحمن العمري، ثنا العمري، ومالك بن أنس، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم» تفرد به سهل والمشهور في الغسل، عن مالك، عن الزهري، عن سالم، عن نافع، عن ابن عمر، وصفوان بن سليمان، عن عطاء. وتفرد به معن، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة

حدثنا علي بن أحمد المصيصي، ثنا أحمد بن خليد الحلبي، ثنا مطرف، ثنا مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم أفرد الحج مشهور في الموطأ

حدثنا أبو النضر شافع بن محمد بن أبي عوانة ثنا محمد بن عبد الله الفرغاني، - أخو زعل - ثنا علي بن حرب، ثنا عبد الرحمن بن يحيى، ثنا مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ القرآن فأعربه كانت له عند الله دعوة مستجابة إن شاء عجلها له في الدنيا وإن شاء ذخرها له في الآخرة» غريب في حديث مالك تفرد به عبد الرحمن.

حدثنا أبي، ثنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، ثنا إسحاق الحنيني، ثنا مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن أبي أمامة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنا وكافل اليتيم كهاتين» غريب من حديث مالك، عن عبد الرحمن تفرد به الحنيني.

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا حبوش بن رزق الله المصري، ثنا عبد الله بن يوسف، ثنا سلمة بن العيار، عن مالك، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب الرفق في الأمر كله» غريب من حديث سلمة، عن مالك ورواه المأمون، عن أبيه الرشيد، عن مالك حدثنا عبد الله بن الحسين الصوفي، ثنا محمد بن محمد الصكاك، ثنا الحسين بن أحمد بن كامل البردعي، ثنا الحسين بن عبد الله بن الخصيب، ثنا إبراهيم بن سعيد، قال: سمعت المأمون، يوما يقول لحاجبه: عليك بالرفق في جميع أمورك ثم قال: حدثني أبي هارون الرشيد قال: حدثني مالك، عن الأوزاعي بإسناده مثله

حدثنا محمد بن عمر بن سلم، - إملاء، ثنا محمد بن جعفر الناقد، ثنا أبو توبة صالح بن دراج ثنا عبد الله بن نافع الزبيري، ثنا مالك، عن ابن جريج، عن عطاء، قال: رأيت ابن عمر يخضب بالصفرة قال محمد بن عمر: هكذا حدثناه من أصل كتابه من حديث مالك عن ابن جريج

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، حدثني خالي مالك بن أنس، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر» غريب من حديث مالك رواه إسماعيل وغيره

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عباس بن الفضل الإسقاطي، بمكة، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا مالك بن أنس، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " يدخل أهل الجنة الجنة ويدخل أهل النار النار ثم يقول الله تعالى: أخرجوا من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فيخرجون منها قد اسودوا فيلقون في نهر الحياة فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل ألم تروها تخرج صفراء ملتوية " غريب من حديث مالك تفرد به إسماعيل، وعبد الله بن وهب. حدثناه بشر بن محمد بن ياسين، ثنا أبو بكر بن خزيمة، ثنا إبراهيم بن عيسى بن عبد الله، ثنا ابن وهب، ثنا مالك مثله

حدثنا أبو أحمد محمد بن إسحاق الأنماطي، ثنا أحمد بن سهل بن أيوب، ثنا إسماعيل ابن أبي أويس، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة» مشهور في الموطأ

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا عمرو بن أبي الطاهر المصري، ثنا عبد المنعم بن بشير الأنصاري، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سمع النداء، فقال مثل ما يقول: غفر الله له الذنوب " غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث عبد المنعم

حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، ثنا عبد الله بن وصيف الجندي، ثنا أبو حمنة، عن أبي قرة موسى بن طارق عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا كان يوم الجمعة بعث الله الملائكة بصحف من نور وأقلام من نور فيجلسون على أبواب المساجد فيكتبون الأول فالأول حتى تقام الصلاة» غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث أبي حمنة، عن أبي قرة

حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن ثنا أبو عقيل إبراهيم بن علي ثنا عبد الملك بن زياد النصيبي، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي الظهر والعصر والمغرب والعشاء بمنى ثم يغدو إلى عرفة إذا طلعت الشمس " تفرد برفعه عبد الملك وفي الموطأ موقوف

حدثنا أبو بحر محمد بن الحسن، ثنا شاذان الجوهري، ثنا معلى بن منصور، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الشغار» مشهور في الموطأ ومن حديث معلى عن مالك غريب

حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا أبو مسلم الكشي، ثنا أبو عاصم النبيل، ح . وحدثنا جعفر بن محمد، ثنا أبو حصين، ثنا يحيى الحماني، ثنا عبد الله بن المبارك، قالا: ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع حبل الحبلة» مشهور من حديث مالك في الموطأ

حدثنا أبو بكر بن خلاد، وأحمد بن يوسف، قالا: ثنا موسى بن هارون، ثنا حباب بن جبلة، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كبر على النجاشي أربعا تفرد به، عن مالك، حباب، ومكي بن إبراهيم

حدثنا عبد الملك بن الحسن المعدل، ثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: «ما حق امرئ له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده» مشهور في الموطأ

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن سعيد الرازي، ثنا إبراهيم بن المستمر العروقي، ثنا عثمان بن عمر، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر برجل يعظ أخاه في الحياء فقال: «دعه فإن الحياء من الإيمان» غريب من حديث مالك، عن نافع مشهور من حديثه، عن الزهري، عن سالم

حدثنا الحسن بن أحمد بن صالح السبيعي، ثنا عبد الله بن الصقر السكري، ثنا محمد بن مصفى، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن الله وضع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه» غريب من حديث مالك تفرد به ابن مصفى، عن الوليد

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن عبد الوهاب المقرئ ثنا أبو بكر بن راشد، ثنا عبد الله بن أبي رومان، ثنا ابن وهب، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «دع ما يريبك إلى مالا يريبك فإنك لن تجد فقد شيء تركته لله عز وجل» غريب من حديث مالك تفرد به ابن أبي رومان، عن ابن وهب.

حدثنا القاضي أبو أحمد محمد بن أحمد بن عمر الكشي، - بمكة، ثنا إبراهيم بن يوسف البلخي، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل مسكر حرام وكل مسكر خمر» تفرد به إبراهيم، عن مالك

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن نوح بن حرب العسكري، ثنا المهاجر بن إبراهيم، ثنا عبد الوهاب بن نافع، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأبي ذر: «يا أبا ذر إن الدنيا سجن المؤمن والقبر أمنه والجنة مصيره، يا أبا ذر إن الدنيا جنة الكافر والقبر عذابه والنار مصيره، يا أبا ذر إن المؤمن لم يجزع من ذل الدنيا ولم يبل من أهلها وعزها» غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث المهاجر

حدثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الواسطي، ثنا علي بن إبراهيم بن الهيثم، ثنا علي بن الحسين بن الخواص، ثنا عبد الله بن إبراهيم بن الهيثم الغفاري، ثنا مالك بن أنس، والعمري، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قضى لأخيه حاجة كنت واقفا عند ميزانه فإن رجح وإلا شفعت له» غريب من حديث مالك تفرد به الغفاري

حدثنا أبو نصر محمد بن أحمد النيسابوري - ببغداد، ثنا محمد بن المسيب الأرغياني، ثنا إسحاق بن وهب، ثنا عبد الله بن وهب، ثنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ألا أدلكم على أشراف أمتي؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «من طال عمره وحسن عمله ورجي خيره وأمن شره، ألا أدلكم على شرار أمتي؟» قالوا: نعم، قال: «من طال عمره وساء عمله وأيس من خيره ولم يؤمن شره» غريب من حديث مالك تفرد به إسحاق بن وهب، عن ابن وهب

حدثنا محمد بن عمر بن سلام الحافظ، ثنا محمد بن علي بن إسماعيل المروزي، ثنا محمد بن أسلم، ثنا صخر بن محمد، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من حلف على يمين فرأى خيرا منها فليأت الذي هو أحسن وليستغفر الله» غريب من حديث مالك تفرد به محمد، عن صخر

حدثنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبد الله المقدسي، ثنا محمد بن عبد الله بن عامر، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا مالك، عن نافع، عن سالم، عن ابن عمر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا» قالوا: يا رسول الله وما رياض الجنة؟ قال: «حلق الذكر» غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث محمد بن عبد الله بن عامر

حدثنا أحمد بن عبيد الله بن محمود، ثنا محمد بن عمران بن الجنيد، ثنا أبو أحمد شعيب بن محمد الهمداني، ثنا سليمان بن عيسى، ثنا مالك، عن عمه أبي سهيل بن مالك، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ادفنوا موتاكم وسط قوم صالحين فإن الميت يتأذى بجار السوء كما يتأذى الحي بجار السوء» غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث شعيب

حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا إسحاق بن عيسى بن الطباع، ومنصور بن سلمة الخزاعي، قالا: ثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، قالت: «كفن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثلاثة أثواب سحولية بيض ليس فيها قميص ولا عمامة» مشهور في الموطأ

حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق القاضي الأهوازي، ثنا أحمد بن أبي صلاية، ثنا إسماعيل بن أبي أويس، ثنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل: أي الرقاب أفضل؟ فقال: «أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها» غريب من حديث مالك رواه مطرف أيضا مثله

حدثنا محمد بن إسحاق الأهوازي، ثنا أحمد بن أبي صلاية، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا علي بن سعيد الرازي، قالا: ثنا عبد العزيز بن يحيى، ثنا مالك، عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بخير دور الأنصار، بنو النجار، ثم بنو عبد الأشهل، ثم بنو الحارث بن الخزرج، ثم بنو ساعدة، ثم في كل دور الأنصار خير» غريب من حديث مالك تفرد به عبد العزيز عنه

حدثنا أبو زيد محمد بن جعفر بن علي المنقري - بالكوفة، ثنا علي بن العباس البجلي، ثنا جعفر بن محمد بن الحسين الزهري، ثنا عبد الملك بن يزيد، ثنا مالك بن أنس، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عمر بن الخطاب، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أكثروا ذكر هاذم اللذات» قلنا: يا رسول الله وما هاذم اللذات؟ قال: «الموت». غريب من حديث مالك تفرد به جعفر، عن عبد الملك

حدثنا محمد بن المظفر، ثنا جعفر بن الصقر بن الصلت، ثنا محمد بن كامل أبو عبد الله، ثنا يحيى بن بكير، ثنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن سعيد بن المسيب، عن عبد الله بن مسعود، قال: " كان بين إسلامنا وبين أن عاتبنا الله عز وجل أربعة أشهر حتى نزلت هذه الآية: {ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله} [الحديد: 16] غريب من حديث مالك لم نكتبه إلا من حديث ابن بكير

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ح وحدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، ثنا عبد الرزاق، ثنا مالك، عن يزيد بن عبد الله بن قسيط، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أمه عائشة: أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص في جلود الميتة إذا دبغت - أو قال: طهرت. مشهور في الموطأ

حدثنا شافع بن محمد بن أبي عوانة، ثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني، ثنا روح بن الفرج، ثنا عبد الرحمن بن هانئ، ثنا مالك، عن يعلى، عن عطاء، عن عمرو بن الرشيد، عن أبيه ، قال: نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قوم مجذومين، فقال: «أما كان هؤلاء يسألون الله العافية» غريب من حديث مالك، عن يعلى لم نكتبه إلا من حديث روح

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 6- ص: 316

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 6- ص: 316

مالك بن أنس بن مالك

في نسب مالك

حكى الزبير بن بكار عم إسماعيل بن أبي أويس: أنه الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح.

كذا هو غيمان بالغين المعجمة مفتوحة والياء باثنتين من أسفل ساكنة ذكره غير واحد. وكذا قيده الأمير أبو نصر بن ماكولا وحكاه عن إسماعيل بن أبي أويس.

وخثيل بالخاء المعجمة مضمومة وثاء مثلثة مفتوحة وياء باثنتين من أسفل ساكنة. كذا قيده الأمير أبو نصر وحكاه عن محمد بن سعيد عن أبي بكر بن أبي أويس.

وقال أبو الحسن الدارقطني: جثيل بالجيم وحكاه عن الزبير. وأما من قال عثمان بن حسل أو بن حنبل فقد صحف. وأما ذو أصبح فقد اختلف في نسبه اختلافا كثيرا ولا خلاف أنه من ولد قحطان.

قال القاضي أبو الفضل: لم يختلف علماء النسب في نسب مالك هذا واتصاله بذي أصبح إلا ما ذكر عن أبي إسحاق وبعضهم من أنه مولى لبني تيم وهو وهم له سبب وذلك لما كان بين سلفه وبينهم من حلف على الأشهر من صهر أو منهما جميعا.

قال أبو عمر بن عبد البر: لا أعلم أن أحدا أنكر أن مالك بن أنس ومن ولده كانوا حلفاء لبني تيم بن مرة ولا خلاف فيه إلا ما ذكر عن بن إسحاق أنه من مواليهم.

قال: وروي عن بن شهاب أنه قال: حدثني نافع بن مالك: مولى التيميين وهذا عندنا لا يصح عن بن شهاب. قال القاضي أبو الفضل: قول بن شهاب هذا في صحيح البخاري أول كتاب الصيام وتصرف المولى في لسان العرب بمعنى الحلف والتناصر معروف فلعله ما أراد بن شهاب وكذلك قال عبد الملك بن صالح: مالك من ذي أصبح مولى لقريش. وقال الزبير بن بكار: عداده في بني تيم بن مرة.

وروي عن مالك أنه لما بلغه قول بن شهاب هذا قال: ليته لم يرو عنه شيئا.

قال أبو سهيل - عم مالك: نحن قوم من ذي أصبح قدم جدنا المدينة فتزوج في التيميين فكان معهم ونسبنا إليهم.

وقال الربيع بن مالك: أخو أبي سهيل عن أبيه: قال لي عبد الرحمن بن أخي طلحة ونحن بطريق مكة: يا مالك هل لك إلى ما دعانا إليه غيرك فأبيناه؟ أن يكون دمنا دمك وهدمنا هدمك ما بل بحر صوفة؟ فأجبته إلى ذلك.

وقد روي عنه أنه لم يجبه وقال له: لا حاجة لي به والأول أصح وأشهر والآثار في هذه كثيرة متشعبة.

وأما أمه: فقال الزبير هي العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية. وقال بن عائشة: إنها طليحة مولاة عبد الله بن معمر. وقد قال بن عمران التميمي القاضي:

ما بيننا وبينه نسب إلا أن أمه مولاة لعمي عثمان بن عبد الله - والله أعلم.

باب

ذكر آله وبنيه

ذكر القاضي بكر بن العلاء القشيري أن أبا عامر بن عمرو: جد أبي مالك - رحمه الله - من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: وشهد المغازي كلها مع النبي صلى الله عليه وسلم خلا بدرا.

وابنه مالك جد مالك كنيته أبو أنس من كبار التابعين. ذكره غير واحد يروي عن عمر وطلحة وعائشة وأبي هريرة وحسان بن ثابت رضى الله عنهم.

وهو أحد الأربعة الذين حملوا عثمان رضى الله عنه ليلا إلى قبره وغسلوه ودفنوه وكان خدنا لطلحة يروي عنه بنوه أنس وأبو سهل: نافع والربيع. مات سنة اثنتي عشرة ومائة.

وذكر أبو محمد الضراب أن عثمان رضى الله عنه أغزاه أفريقية ففتحها. وروى التستري: محمد بن أحمد القاضي أنه كان ممن يكتب المصاحف حين جمع عثمان رضى الله عنه المصاحف.

وكان عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه يستشيره وقد ذكر ذلك مالك في جامع موطئه.

قال أبو إسحاق بن شعبان: روى مالك عن أبيه عن جده عن عمر رضى الله عنه حديث الغسل واللباس.

أولاده: كان لمالك رضى الله عنه ابنان: يحيى ومحمد وابنة اسمها فاطمة: زوج بن أخته وابن عمه: إسماعيل بن أبي أويس.

قال بن شعبان: ويحيى بن مالك يروي عن أبيه نسخة من الموطأ وذكر أنه تروى عنه باليمن روى عنه محمد بن مسلمة.

وابنه محمد قدم مصر وكتب عنه وحدث عنه الحرث بن مسكين.

وقال أبو عمر بن عبد البر: كان لمالك رحمه الله أربعة بنين: يحيى ومحمد وحماد وأم البهاء فأما يحيى وأم البهاء فلم يوص بهما إلى أحد وأوصى بالآخرين إلى إبراهيم بن حبيب رجل من أهل المدينة.

قال الزبيري: كانت لمالك ابنة تحفظ علمه يعني الموطأ وكانت تقف خلف الباب فإذا غلط القارئ نقرت الباب فيفطن مالك فيرد عليه.

وكان ابنه محمد يجيء وهو يحدث وعلى يده باشق ونعل كيساني

وقد أرخى سراويله عليه فيلتفت مالك إلى أصحابه ويقول: إنما الأدب أدب الله هذا ابني وهذه ابنتي؟.

قال القروي: كنا نجلس عنده وابنه يحيى يدخل ويخرج ولا يقعد فيقبل علينا ويقول: إن ما يهون علي أن هذا الشأن لا يورث وأن أحدا لم يخلف أباه ومجلسه إلا عبد الرحمن بن القاسم. وكان لمحمد هذا ابن اسمه أحمد سمع من جده مالك ذكره أبو عبد الله بن مفرج القرطبي في رواة مالك وأبو بكر الخوارزمي البرقاني الحافظ في كتابه في الضعفاء الذي اتفق رأيه ورأي أبي منصور بن حكمان مع أبي الحسن الدارقطني على تركهم. وتوفي أحمد هذا سنة ست وخمسين ومائتين رحمه الله تعالى.

باب في مولد مالك ومدة عمله

وصفة خلقه ومنشئه وأدبه وعقله وحسن معاشرته ومطعمه ومشربه وملبسه وحليته ومسكنه وغير شيء من شمائله - رحمه الله تعالى ورضي عنه.

اختلف في مولده اختلافا كثيرا: فالأشهر قول يحيى بن بكير أنه سنة ثلاث وتسعين من الهجرة. وقال بن عبد الحكم: سنة أربع وتسعين وقال إسماعيل بن أبي أويس. وقال غيره: في خلافة الوليد. قال غيرهما: في ربيع الأول منها. وقال أبو مسهر: سنة تسعين وقيل: سنة ست وقيل: سنة سبع.

وقال الشيرازي: سنة خمس وتسعين.

واختلف أيضا في حمل أمه به فقال بن نافع الصائغ: والواقدي ومعن ومحمد بن الضحاك: حملت به أمه ثلاث سنين وقال نحوه بكار بن عبد الله الزبيدي وقال نضجته والله الرحم. قال بن المنذر: وهو المعروف وروى عن الواقدي أيضا أنها حملت به سنتين وقاله عطاف بن خالد.

فصل في صفته

ووصفه غير واحد من أصحابه منهم: مطرف وإسماعيل والشافعي وبعضهم يزيد على بعض قالوا: كان طويلا جسيما عظيم الهامة أبيض الرأس واللحية: شديد البياض إلى الصفرة أعين حسن الصورة أصلع أشم عظيم اللحية تامها تبلغ صدره ذات سعة وطول وكان يأخذ أطراف شاربه ولا يحلقه ولا يحفيه ويرى حلقه من المثل وكان يترك له سبلتين طويلتين ويحتج بفتل عمر رضي الله عنه لشاربه إذا أهمه أمر.

ووصفه أبو حنيفة أنه أشقر أزرق. وقال مصعب الزبيري: كان مالك من أحسن الناس وجها وأحلاهم عينا وأنقاهم بياضا وأتمهم طولا في جودة بدن. وقال بعضهم: كان ربعة والأول أشهر.

وقال غيره: دخلت على مالك فرأيته في إزار وكان في أذنيه كبر كأنهما كفا إنسان أو دون ذلك. وقال الحكم بن عبد الله: دخلت مسجد المدينة فإذا بمالك وله شعرة قد فرقها.

وقال أحمد بن إبراهيم الموصلي: رأيته مضموم الشعر ولم يكن يخضب ويحتج بعلي رضي الله عنه وهذا هو المشهور عنه.

وروى بن وهب أنه رأى مالكا يخضب بالحناء. وروى نحوه عبد الرحمن بن واقد ولم يقل بالحناء. قال الواقدي: عاش مالك تسعين سنة لم يخضب شيبه ولا دخل الحمام وفي رواية: ولا حلق قفاه.

فصل في لباسه

قال بن وهب: رأيت على مالك ريطة عدنية مصبوغة بمشق خفيف وقال لنا: هو صبغ أحبه ولكن أهلي أكثروا زعفرانها فتركته. وقال لنا ما أدركت أحدا يلبس هذه الثياب الرقاق وإنما كانوا يلبسون الصفاق - إلا ربيعة فإنه كان يلبس مثل هذا وأشار إلى قميص عليه عدني رقيق. قال الزبيري: كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد والخراسانية والمصرية المرتفعة البيض ويتطيب بطيب جيد ويقول: ما أحب لأحد أنعم الله عليه إلا أن يرى أثر نعمته عليه. وكان يقول: أحب للقارئ أن يكون أبيض الثياب.

وقال محمد بن الضحاك: كان مالك جميل الوجه نقي الثوب رقيقه يكره اختلاف اللبوس.

وقال خالد بن خداش: رأيت على مالك طيلسانا طرازيا وقلنسوة متركه وثيابا مروية جيادا وفي بيته وسائد وأصحابه عليها قعود فقلت له يا أبا عبد الله أشيء أحدثته أم وجدت الناس عليه: قال رأيت الناس عليه.

قال الوليد بن مسلم: كان مالك لا يلبس الخز ولا يرى لبسه ويلبس البياض.

قال بشر بن الحارث: دخلت على مالك فرأيت عليه طيلسانا يساوي خمسمائة قد وقع جناحاه على عينيه أشبه شيء بالملوك.

قال أشهب: كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه وأسدل طرفها بين كتفيه. قال بن أبي أويس: ما رأيت في ثوب مالك حبرا قط.

قال أشهب: كان مالك إذا اكتحل لضرورة جلس في بيته وكان يكرهه إلا لعلة.

وقال بن نافع الأكبر ومطرف وإسماعيل: كان خاتم مالك الذي مات وهو في يده فضة فصه حجر أسود نقشه سطران فيهما " حسبي الله ونعم الوكيل " بكتاب جليل وكان يحبسه في يساره وكان إذا توضأ حوله في يمينه. وسأله مطرف عن اختياره لما نقش فيه فقال: سمعت الله يقول: {وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل} آل عمران 173 إلى آخر الآية. قال مطرف: فحولت خاتمي وصيرته كذلك.

قال أحمد بن صالح كان مالك قليل المشي يظهر التجمل ضيق الأمر ولم يكن له منزل كان يسكن بكراء إلى أن مات - رحمة الله عليه -.

قال غيره: وكان على بابه مكتوب ما شاء الله فسئل عن ذلك فقال: قال الله تعالى: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله إن ترن أنا أقل منك مالا وولدا} الكهف: 39 والجنة الدار.

وكانت داره التي ينزلها بالمدينة دار عبد الله بن مسعود وكان مكانه من المسجد مكان عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو المكان الذي يوضع فيه فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف. كذا قال الأوسي. وقال مصعب: كان يجلس عند نافع مولى بن عمر في الروضة حياة نافع وبعد موته.

وقال إسماعيل بن أبي أويس كان لمالك كل يوم في لحمه درهمان وكان يأمر خبازه: سلمة في كل يوم جمعة أن يعمل له ولعياله طعاما كثيرا. قال مطرف: لو لم يجد كل يوم درهمين يبتاع بهما لحما إلا أن يبيع في ذلك بعض متاعه لفعل.

وقال بن أبي حازم: قلت لمالك ما شرابك يا أبا عبد الله؟ قال: في الصيف السكر وفي الشتاء العسل. وقال ابنه محمد: كانت عمتي معه في منزله تهيئ له فطره: خبزا وزيتا. وكان في ابتداء أمره ضيق الحال ثم انقلب حاله. وما كان يأتي من اختلاف أحواله إنما كان لاختلاف الأوقات.

قال بن القاسم: كان لمالك أربعمائة دينار يتجر له بها فمنها كان قوام عيشه. وكان ربيعة إذا جاء مالك يقول: جاء العاقل. واتفقوا أنه كان أعقل أهل زمانه. وقال أحمد بن حنبل قال مالك:

ما جالست سفيها قط. وهذا أمر لم يسلم منه غيره ولا في فضائل العلماء أجل من هذا. وذكر يوما شيئا فقيل له: من حدثك بهذا؟ فقال: إنا لم نجالس السفهاء.

وكان أعظم الخلق مروءة وأكثرهم سمتا كثير الصمت قليل الكلام متحفظا بلسانه من أشد الناس مداراة للناس واستعمالا للإنصاف وكان يقول في الإنصاف: لم أجد في الناس أقل منه فأردت المداومة عليه.

وكان إذا أصبح لبس ثيابه وتعمم ولا يراه أحد من أهله ولا أصدقائه إلا كذلك وما أكل قط ولا شرب حيث يراه الناس ولا يضحك ولا يتكلم فيما لا يعنيه.

وكان من أحسن الناس خلقا مع أهله وولده ويقول: في ذلك مرضاة لربك ومثراة في مالك ومنسأة في أجلك وقد بلغني ذلك عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

وقال عبد الله بن عبد الحكم: هيأ مالك دعوة للطلبة وكنت فيهم فمضينا إلى داره فلما دخلنا قال: هذا المستراح وهذا الماء ثم دخلنا البيت فلم يدخل معنا ودخل بعد ذلك فأتينا بالطعام ولم يؤت بالماء قبله لغسل أيدينا ثم أتى بعده فلما خرج الناس سألته فقال: أما إعلامي بالمستراح والماء فإنما دعوتكم لأبركم ولعل أحدكم يصيبه بول أو غيره فلا يدري أين يذهب.

وأما تركي الدخول معكم للبيت فلعلي أقول ههنا أبا فلان وههنا أبا فلان وقد أنسى بعضكم فيظن أني تركته بغضا فيه فتركتكم حتى أخذتم مجالسكم ودخلت عليكم. وأما تركي الماء قبل الطعام فإن الوضوء قبله من سنة الأعاجم وأما بعده فقد جاء في ذلك حديث.

قال الشافعي: سئل مالك عن الصورة في البيت فقال: لا ينبغي. فقال له رجل عراقي: هو ذا في بيتك صورة؟ فقال: أنا ساكن فيه منذ كذا ما رأيتها قم فحكها فأخذ قناة فلف عليها خرقة ثم حكها.

باب في ابتداء طلبه للعلم وصبره عليه وتحريه فيمن يأخذ عنه وشهادة أهل العلم والصلاح له بالإمامه في العلم بالكتاب والسنة وتحرية في العلم والفتيا والحديث وروعة وصفة مجلسه ونشره العلم وتوقيره حديث النبي صلى الله عليه وسلم

قال مطرف: قال مالك: قلت لأمي: أذهب فأكتب العلم؟ فقالت: تعال فالبس ثياب العلم فألبستني ثياب مشمرة ووضعت الطويلة على رأسي وعممتني فوقها ثم قالت: اذهب فاكتب الآن. وكانت تقول: اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه.

وقال بن القاسم: أفضى بمالك طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه ثم مالت عليه الدنيا بعد.

قال مالك: كان لي أخ في سن بن شهاب فألقى أبي يوما علينا مسألة فأصاب أخي وأخطأت فقال لي أبي: ألهتك الحمام عن طلب العلم فغضبت وانقطعت إلى

ابن هرمز سبع سنين وفي رواية ثمان سنين لم أخلطه بغيره وكنت أجعل في كمي تمرا وأناوله صبيانه وأقول لهم: إن سألكم أحد عن الشيخ فقولوا: مشغول.

وكان قد اتخذ تبانا محشوا للجلوس على باب بن هرمز يتقي به برد حجر هناك وقيل بل برد صحن المسجد وفيه كان يجلس بن هرمز.

قال مالك: إن كان الرجل ليختلف للرجل ثلاثين سنة يتعلم منه فكنا نظن أنه يريد نفسه مع بن هرمز وكان بن هرمز استحلفه أن لا يذكر اسمه في حديث.

وقال: كنت آتى نافعا نصف النهار وما تظلني الشجرة من الشمس: أتحين خروجه فإذا خرج أدعه ساعة كأني لم أرده ثم أتعرض له فأسلم عليه وأدعه حتى إذا دخل البلاط أقول له: كيف قال بن عمر في كذا وكذا؟ فيجيبني ثم أحبس عنه وكان فيه حدة وكنت آتي بن هرمز من بكرة فما أخرج من بيته حتى الليل.

وقال الزبيري: رأيت مالكا في حلقة ربيعة وفي أذنه شنف وهذا يدل على ملازمته الطلب من صغره.

وكان يقول كتبت بيدي مائة ألف حديث.

وروي عنه أنه قال: حدثني بن شهاب بأربعين حديثا ونيف - منها حديث السقيفة فحفظت ثم قلت: أعدها علي فإني أنسيت النيف على الأربعين فأبى فقلت: أما كنت تحب أن يعاد عليك قال بلى فأعاد فإذا هو كما حفظت.

وفي رواية بن شهاب قال له ما استفهمت عالما قط ثم استرجع. وقال ساء حفظ الناس لقد كنت آتي سعيد بن المسيب وعروة والقاسم وأبا سلمة وحميدا وسالما وعد جماعة فأدور عليهم أسمع من كل واحد من الخمسين حديثا إلى المائة ثم أنصرف وقد حفظته كله من غير أن أخلط حديث هذا بحديث هذا. وفي رواية أخرى: لقد ذهب حفظ الناس ما استودعت قلبي شيئا قط فنسيته.

قال بن أبي أويس: سمعت مالكا يقول: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذونه لقد أدركت سبعين ممن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند هذه الأساطين وأشار إلى المسجد فما أخذت عنهم شيئا وإن أحدهم لو ائتمن على بيت مال كان أمينا إلا أنهم لم يكونوا من أهل هذا الشأن.

قال بن عيينة: ما رأيت أحدا أجود أخذا للعلم من مالك وما كان أشد انتقاده للرجال والعلماء. وقال مالك: رأيت أيوب السختياني بمكة حجتين فما كتبت عنه ورأيته في الثالثة قاعدا في فناء زمزم فكان إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم عنده يبكي حتى أرحمه فلما رأيت ذلك كتبت عنه. وقال سفيان بن عيينة: دارت مسألة في مجلس ربيعة فتكلم فيها ربيعة فقال مالك: ما تقول يا أبا عثمان؟ فقال ربيعة: أقول فلا تقول وأقول إذ لا تقول وأقول فلا تفقه ما أقول؟ ومالك ساكت فلم يجب بشيء وانصرف فلما راح إلى الظهر جلس وحده وجلس إليه قوم فلما صلى المغرب اجتمع إلى مالك خمسون أو أكثر فلما كان من الغد اجتمع إليه خلق كثير قال: فجلس للناس وهو بن سبع عشرة سنة وعرفت له الإمامة وبالناس حياة إذ ذاك.

قال بن عبد الحكم: أفتى مالك مع يحيى بن سعيد. قال أيوب وربيعة ونافع

وقال مصعب: كان لمالك حلقة في حياة نافع أكبر من حلقة نافع.

وقال مالك بعث إلي الأمير في الحداثة أن أحضر المجلس فتأخرت حتى راح ربيعة فأعلمته وقلت: لم أحضر حتى أستشيرك؟ فقال لي ربيعة: نعم قيل له: فلو لم يقل لك: أحضر لم تحضر؟ قال: لم أحضر ثم قال يا أبا محمد إنه لا خير فيمن يرى نفسه بحالة لا يراه الناس لها أهلا.

قال مالك: وليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس حتى يشاور فيه أهل الصلاح والفضل وأهل الجهة من المسجد فإن رأوه أهلا لذلك جلس وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم أني موضع لذلك.

وسأله رجل عن مسألة فبادره بن القاسم فأفتاه فأقبل عليه مالك كالمغضب وقال له: جسرت على أن تفتي يا أبا عبد الرحمن؟ يكررها عليه ما أفتيت حتى سألت أنا هل للفتيا موضع. فلما سكن غضبه قيل له: من سألت قال: الزهري وربيعة الرأي.

قال بن القاسم: قال مالك: كنا نجلس إلى ربيعة أربعين معتما سوى من لا يعتم ما ندري منهم إلا أربعة.

أما أحدهم فغلبت عليه الملوك يعني بن الماجشون وفي رواية: شغل بالأغاليط أو نحو هذا. وأما الآخر فمات يعني كثير بن فرقد. وأما الثالث فغرب نفسه يعني عبد الرحمن بن عطاء. وسكت عن الرابع فعلمنا أنه يعني نفسه.

فصل في توقيره حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

قال عبد الله بن المبارك: كنت عند مالك وهو يحدثنا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فلدغته عقرب بست عشرة مرة ومالك يتغير لونه ويصفر ولا يقطع حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما فرغ من المجلس وتفرق الناس قلت: يا أبا عبد الله لقد رأيت اليوم منك عجبا؟ فقال: نعم إنما صبرت إجلالا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال مصعب الزبيري: كان حبيب يقرأ لنا كل عشية من ورقتين إلى ورقتين ونصف لا يبلغ ثلاثا.

وقال يحيى بن عبد الله لأبي زرعة في حديث مالك: ليس هذا زعزعة عن زوبعة إنما ترفع الستر وتنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه: مالك عن نافع عن بن عمر رضى الله عنهم.

وقال أبو داود: أصح حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مالك عن نافع عن بن عمر رضى الله عنهما ثم مالك عن الزهري عن سالم عن أبيه. ثم مالك عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه لم يذكر شيئا عن غير مالك. وقال: مراسيل مالك أصح من مراسيل سعيد بن المسيب ومن مراسيل الحسن ومالك أصح الناس مرسلا. وقال سفيان: إذا قال مالك بلغني فهو إسناد قوي. وقال مطروح بن ساكن: جلس بن شهاب وربيعة ومالك فألقى بن شهاب مسألة فأجاب فيها ربيعة وسكت مالك فقال بن شهاب: لم لا تجيب قال: قد أجاب الأستاذ أو نحوه فقال بن شهاب: ما نفترق حتى تجيب فأجاب بخلاف جواب ربيعة قال بن شهاب: ارجعوا بنا إلى قول مالك.

قال القاضي عياض: قال الشافعي: قال لي محمد بن الحسن رضي الله عنهما أيهما أعلم صاحبنا أم صاحبكم؟ يعني أبا حنيفة ومالكا رضى الله عنهما فقال: قلت على الإنصاف قال: نعم قال: قلت فأنشدك الله من أعلم بالقرآن صاحبنا أم صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم. قال: قلت: فأنشدك الله من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدمين صاحبنا أم صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم. قال الشافعي رضي الله عنه فلم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فعلى أي شيء نقيس؟.

وقال الواقدي: كان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى ويقضي الحقوق ويجلس في المسجد فيجتمع إليه أصحابه ثم ترك الجلوس في المسجد فكان يصلي وينصرف إلى مجلسه وترك حضور الجنائز فكان يأتي أصحابها فيعزيهم ثم ترك ذلك كله فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة ولا يأتي أحدا يعزيه ولا يقضي له حقا واحتمل الناس له ذلك حتى مات عليه وكان ربما قيل له في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره.

وقال جعفر الفريابي: لا أعلم أحدا روى عنه الأئمة والجلة ممن مات قبله بدهر طويل إلا مالكا فيحيى بن سعيد مات قبله بخمس وثلاثين سنة وابن جريج بثلاثين والأوزاعي بعشرين والثوري بثمان عشرة وشعبة بسبع عشرة قال غيره: وأبو حنيفة بثلاثين وهشام بأكثر من ذلك. وقال أبو الحسن الدارقطني: لا أعلم أحدا تقدم أو تأخر اجتمع له ما اجتمع لمالك وذلك أنه روى عنه رجلان حديثا واحدا بين وفاتيهما نحو من مائة وثلاثين سنة: محمد بن شهاب الزهري شيخه: توفي سنة خمس وعشرين ومائة وأبو حذافة السهمي: توفي بعد الخمسين والمائتين رويا عنه حديث الفريعة بنت مالك في سكنى المعتدة.

باب صفة مجلسه ونشره للعلم وتوقيره حديث النبي صلى الله عليه وسلم وتحريمه في العلم والفتيا والحديث.

قال الواقدي وغيره: كان مجلسه مجلس وقار وحلم وكان رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت إذا سئل عن شيء فأجاب سائله لم يقل له: من أين رأيت هذا؟.

وكان الغرباء يسألونه عن الحديث والحديثين فيجيبهم الفئة بعد الفئة وربما أذن لبعضهم فقرأ عليه. وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب يقرأ للجماعة فليس أحد ممن حضر يدنو منه ولا ينظر في كتابه ولا يستفهمه هيبة له وإجلالا. وكان حبيب إذا أخطأ فتح عليه مالك رحمه الله تعالى وكان ذلك قليلا ولم يكن يقرأ كتبه على أحد.

وكان كالسلطان: له حاجب يأذن عليه فإذا اجتمع الناس ببابه أمر آذنه فدعاهم فحضر أولا أصحابه فإذا فرغ من يحضر أذن للعامة. وهذا هو المشهور من سماع أصحاب مالك أنهم كانوا يقرءون عليه إلا يحيى بن بكير ذكر أنه سمع الموطأ من مالك أربع عشرة مرة وزعم أن أكثرها بقراءة مالك وبعضها بالقراءة عليه. وعوتب مالك في تقديمه أصحابه فقال: أصحابي جيران رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال بن حبيب: وكان إذا جلس جلسة لم يتحول عنها حتى يقوم.

وقال مطرف: كان مالك إذا أتاه الناس خرجت إليهم الجارية فتقول لهم: يقول لكم الشيخ: تريدون الحديث أو المسائل؟ فإن قالوا المسائل: خرج إليهم وأفتاهم وإن قالوا الحديث قال لهم: اجلسوا ودخل مغتسله فاغتسل وتطيب ولبس ثيابا جددا وتعمم ووضع على رأسه طويلة وتلقى له المنصة فيخرج إليهم وعليه الخشوع ويوضع عود فلا يزال يتبخر حتى يفرغ من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وكان لا يوسع لأحد في حلقته ولا يرفعه يدعه يجلس حيث انتهى به المجلس يقول إذا جلس للحديث: ليلني منكم ذوو الأحلام والنهى.

باب شهادة أهل العلم والصلاح له بالإمامة في العلم

بالكتاب والسنة والتقدم في الفقه والصدق والثبات في الأمر والقول في مراسيله وتوثيقه وإجماع الناس عليه واقتداء الأكابر به.

قال بن هرمز لجاريته يوما: من بالباب؟ فلم تر إلا مالكا فذكرت ذلك له فقال: ادعيه فإنه عالم الناس.

وقال بعضهم: سمعت بقية بن الوليد في جماعة ممن يطلب الحديث ومشيخة من أهل المدينة يقولون ما بقي على ظهرها يعني الأرض أعلم بسنة ماضية ولا باقية منك يا مالك.

وقال محمد بن عبد الحكم: إذا انفرد مالك بقول لم يقله غيره فقوله حجة توجب الاختلاف لأنه إمام. فقيل له: فالشافعي؟ فقال لا.

وقال بن مهدي ما بقي على وجه الأرض آمن على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من مالك.

فصل في تحريه في الفتيا

قال بن القاسم سمعت مالكا يقول: إني لأفكر في مسألة منذ بضع عشرة سنة فما اتفق لي فيها رأي إلى الآن. وكان يقول ربما وردت علي المسألة فأسهر فيها عامة ليلتي.

وقال بن عبد الحكم: كان مالك إذا سئل عن المسألة قال للسائل انصرف حتى أنظر فينصرف ويتردد فيها فقلنا له في ذلك فبكي وقال إني أخاف أن يكون لي من المسائل يوم وأي يوم؟.

وقال بن وهب سمعته عندما يكثر عليه بالسؤال يكف ويقول: حسبكم من أكثر أخطأ وكأن يعيب كثرة ذلك وكان يقول: من أحب أن يجيب عن مسألة فليعرض نفسه على الجنة والنار وكيف يكون خلاصه في الآخرة ثم يجيب.

وقال: ما شيء أشد علي من أن أسئل عن مسألة من الحلال والحرام لأن هذا هو القطع في حكم الله ولقد أدركنا أهل العلم ببلدنا وإن أحدهم إذا سئل عن المسألة كأن الموت أشرف عليه. وقال موسى بن داود: ما رأيت أحدا من العلماء أكثر أن يقول: لا أحسن من مالك.

وقال الهيثم بن جميل: شهدت مالكا سئل عن ثمان وأربعين مسألة فقال في اثنين وثلاثين منها لا أدري. وكان يقول ينبغي أن يورث العالم جلساءه قول لا أدري حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه فإذا سئل أحدهم عما لا يدري قال: لا أدري.

وسئل رحمه الله تعالى عن الأحاديث يقدم فيها ويؤخر والمعنى فيها واحد فقال: أما ما كان من لفظ النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينبغي للمرء أن يقول إلا كما جاء وأما لفظ غيره فإذا كان المعنى واحدا فلا بأس.

قيل له: فحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم يزاد فيه الواو والألف والمعنى واحد؟ فقال: أرجو أن يكون خفيفا. ولما مات مالك رحمه الله تعالى خرجت كتبه فأصيب فيها فناديق عن بن عمر رضى الله تعالى عنهما ليس في الموطأ منه شيء إلا حديثين.

قال بن وهب: قال مالك: سمعت من بن شهاب أحاديث كثيرة ما حدث بها قط ولا أحدث بها

وقال ابنه: لما دفنا مالكا دخلنا منزله فأخرجنا كتبه فإذا فيها سبع فناديق من حديث بن شهاب ظهورها وبطونها ملأى وعنده فناديق أو صناديق من حديث أهل المدينة فجعل الناس يقرءون ويدعون ويقولون: رحمك الله يا أبا عبد الله لقد جالسناك الدهر الطويل فما رأيناك ذاكرتنا بشيء مما قرأناه.

وقال الشافعي: كان مالك إذا شك في الحديث طرحه كله وقال أشهب: رآني مالك أكتب جوابه في مسألة فقال: لا تكتبها فإني لا أدري أثبت عليها أم لا. وقال أيضا: رأيت في النوم قائلا يقول لي: لقد لزم مالك كلمة عند فتواه لو وردت عليه الجبال لقلعها وذلك قوله ما شاء الله لا قوة إلا بالله.

وقال بن أبي أويس: ما كان يتهيأ لأحد بالمدينة أن يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا حبسه مالك في الحبس فإذا سئل فيه قال: يصحح ما قال ثم يخرج. ولقد كان بن كنانة وابن أبي حازم والدراوردي وغيرهم سمعوا مع مالك من مشايخ وتركوا الحديث عنهم هيبة له حتى مات ففشا ذلك فيهم.

وقال بن حنبل: كان مالك مهيبا في مجلسه لا يرد عليه إعظاما وكان الثوري في مجلسه فلما رأى إجلال الناس له وإجلاله للعلم أنشد:

قال بشر الحافي: إن من زينة الدنيا أن يقول الرجل: حدثنا مالك. وقال القعنبي: ما أحسب بلغ مالك ما بلغ إلا بسريرة كانت بينه وبين الله تعالى رأيته يقام بين يديه الرجل كما يقام بين يدي الأمير.

ذكر اتباعه السنن وكراهته المحدثات

كان رحمه الله تعالى كثيرا ما يتمثل:

قال بن حنبل رحمه الله: مالك أتبع من سفيان وإذا رأيت الرجل يبغض مالكا فاعلم أنه مبتدع. وكان مالك يقول: المراء والجدال في العلم يذهب بنور العلم من قلب العبد. وقيل له: الرجل له علم بالسنة أيجادل عنها؟ قال: لا ولكن ليخبر بالسنة فإن قبل منه وإلا سكت. قال بن وهب: وسمعت مالكا يقول إذا جاءه أحد من أهل الأهواء أما أنا فعلى بينة من ربي. وأما أنت فشاك فاذهب إلى شاك مثلك فخاصمه ثم قرأ: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين} يوسف 108.

وكان يقول إذا ذكر عنده أحد منهم: قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر بعده سننا الأخذ بها اتباع لكتاب الله تعالى واستكمال لطاعة الله تعالى وقوة على دين الله ليس لأحد بعد هؤلاء تبديلها ولا النظر في شيء خالفها من اهتدى بها فهو مهتد ومن

استنصر بها فهو منصور ومن تركها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا. وكان مالك إذا حدث بها ارتج سرورا.

وجاءه رجل من أهل المغرب فقال: إن الأهواء كثرت ببلادنا فجعلت على نفسي إن أنا رأيتك أن آخذ بما تأمرني به. فوصف له مالك رحمه الله شرائع الإسلام: الصلاة والصوم والزكاة والحج. ثم قال: خذ بهذا ولا تخاصم أحدا.

فصل من وصاياه وآدابه رضي الله عنه

سئل رحمه الله عن طلب العلم: أفريضة هو؟ قال: لا ولكن يطلب ما ينتفع به ولا يطلب الأغاليط والإكثار. وقال: من إدالة العلم أن تجيب كل من سألك ولا يكون إماما من حدث بكل ما سمع ومن إدالة العلم أن تنطق به قبل أن تسئل عنه. وقال في سماع أشهب وابن وهب وابن القاسم: من صدق في حديثه متع بعقله ولم يصبه ما يصيب الناس من الهم والخوف. وقال: طلب الرزق في شبهة أحسن من الحاجة إلى الناس.

باب في ذكر الموطأ وتأليفه إياه

روى أبو مصعب أن أبا جعفر المنصور قال لمالك: ضع للناس كتابا أحملهم عليه فكلمه مالك في ذلك فقال: ضعه فما أحد اليوم أعلم منك فوضع الموطأ فلم يفرغ منه حتى مات أبو جعفر. وفي رواية أن المنصور قال له: يا أبا عبد الله ضع هذا العلم ودون كتابا وجنب فيه شدائد عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ورخص عبد الله بن عباس رضي الله عنهما وشواذ بن مسعود رضي الله عنه واقصد أواسط الأمور وما أجمع عليه الصحابة والأئمة.

وفي رواية أنه قال له: اجعل هذا العلم علما واحدا. فقال له: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في البلاد فأفتى كل في مصره بما رأى فلأهل المدينة قول ولأهل العراق قول تعدوا فيه طورهم. فقال: أما أهل العراق فلست أقبل منهم صرفا ولا عدلا وإنما العلم علم أهل المدينة فضع للناس العلم.

وفي رواية عن مالك: فقلت له أن أهل العراق لا يرضون علمنا؟ فقال أبو جعفر: نضرب عليه عامتهم بالسيف ونقطع عليه ظهورهم بالسياط. وروي أن المهدي قال له: ضع كتابا أحمل الأمة عليه فقال له مالك: أما هذا الصقع فقد كفيتكه يعني المغرب. وأما الشام ففيه الأوزاعي. وأما أهل العراق ففيهم أهل العراق.

قال عتيق الزبيري: وضع مالك الموطأ على نحو من عشرة آلاف حديث فلم يزل ينظر فيه كل سنة ويسقط منه حتى بقي هذا ولو بقي قليلا لأسقطه كله.

وقال بن أبي أويس: قيل لمالك: قولك في الكتاب: الأمر المجتمع عليه والأمر عندنا أو ببلدنا وأدركت أهل العلم سمعت بعض أهل العلم؟.

فقال: أما أكثر ما في الكتاب برأيي فلعمري ما هو برأيي ولكن سماع من غير واحد من أهل العلم والفضل والأئمة المهتدى بهم الذين أخذت عنهم وهم الذين كانوا يتقون الله تعالى فكثر علي فقلت: رأيي وذلك رأيي إذ كان رأيهم رأي الصحابة الذين أدركوهم عليه وأدركتهم أنا على ذلك فهذا وراثة توارثوها قرنا عن قرن إلى زماننا.

وما كان أرى فهو رأي جماعة ممن تقدم من الأئمة. وما كان فيه الأمر المجتمع عليه فهو ما اجتمع عليه من قول أهل الفقه والعلم لم يختلفوا فيه. وما قلت الأمر عندنا فهو ما عمل به الناس عندنا وجرت به الأحكام وعرفه الجاهل والعالم. وكذلك ما قلت فيه ببلدنا وما قلت فيه بعض أهل العلم فهو شيء استحسنته من قول العلماء.

وأما ما لم أسمع منهم فاجتهدت ونظرت على مذهب من لقيته حتى وقع ذلك موقع الحق أو قريبا منه حتى لا يخرج عن مذهب أهل المدينة وآرائهم وإن لم أسمع ذاك بعينه فنسبت الرأي إلي بعد الاجتهاد مع الستة وما مضى عليه عمل أهل العلم المقتدى بهم والأمر المعمول به عندنا منذ لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم والأئمة الراشدين مع من لقيت. فذلك رأيهم ما خرجت إلى غيره.

وقال صفوان بن عمر: عرضنا على مالك الموطأ في أربعين يوما فقال: كتاب ألفته في أربعين سنة أخذتموه في أربعين يوما قل ما تفقهون فيه.

قال غيره: أول من عمل الموطأ عبد العزيز بن الماجشون: عمله كلاما بغير حديث فلما رآه مالك قال: ما أحسن ما عمل ولو كنت أنا لبدأت بالآثار ثم شددت بالكلام.

ثم عزم على تصنيف الموطأ فعمل من كان بالمدينة يومئذ من العلماء الموطآت فقيل لمالك: شغلت نفسك بعمل هذا الكتاب وقد شركك فيه الناس وعملوا أمثاله؟ فقال: ايتوني به فنظر فيه ثم نبذه وقال: لتعلمن ما أريد به وجه الله تعالى. قال: فكأنما ألقيت تلك الكتب في الآبار.

قال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم: وضع مالك الموطأ وجعل أحاديث زيد في آخر الأبواب فقلت له في ذلك فقال: إنها كالشرح لما قبلها.

وقال أبو زرعة: لو حلف رجل بالطلاق على أحاديث مالك التي في الموطأ أنها صحاح كلها لم يحنث ولو حلف على حديث غيره كان حانثا.

ومما قيل في الموطأ من الشعر فمن ذلك قول سعدون الوارجيني رحمه الله تعالى ورضي الله عنه:

وقال القاضي عياض رحمه الله تعالى:

فصل

وأما من اعتنى بالكلام على حديثه ورجاله والتصنيف في ذلك فعدد كثير من المالكيين وغيرهم وعد القاضي عياض منهم نحوا من تسعين رجلا تركت تسميتهم وتسمية كتبهم اختصارا.

باب ذكر تآليف مالك غير الموطأ

اعلم أن لمالك رحمه الله أوضاعا شريفة مروية عنه أكثرها بأسانيد صحيحة في غير فن من العلم لكنها لم يشتهر عنه منها ولا واظب على إسماعه وروايته غير الموطأ مع حذفه منه وتلخيصه له شيئا بعد شيء وسائر تآليفه إنما رواها عنه من كتب بها إليه أو سأله إياها.

فمن أشهرها في هذا الباب رسالته في القدر والرد على القدرية وهو خيار الكتب الدالة على سعة علمه. ومنها كتابه في النجوم وحساب مدار الزمان ومنازل القمر وهو كتاب جيد مفيد جدا قد اعتمد عليه الناس في هذا الباب وجعلوه أصلا. ومن ذلك رسالته في الأقضية: كتب بها إلى بعض القضاة: عشرة أجزاء. ورسالته إلى أبي غسان: محمد بن المطرف وهو ثقة من كبراء أهل المدينة قرينا لمالك وهي في الفتوى مشهورة.

ورسالته المشهورة إلى هارون الرشيد في الآداب والمواعظ حدث بها في الأندلس أولا بن حبيب عن رجاله عن مالك وحدث بها آخرا أبو جعفر بن عون الله والقاضي أبو عبد الله بن مفرج عن أحمد بن زيدويه الدمشقي. وقد أنكرها غير واحد منهم أصبغ بن الفرج وحلف ما هي من وضع مالك. وكتابه في التفسير لغريب القرآن الذي يرويه عنه خالد بن عبد الرحمن المخزومي. وذكر الخطيب أبو بكر في تاريخه الكبير عن أبي العباس السراج النيسابوري أنه قال: هذه سبعون ألف مسألة لمالك وأشار إلى كتب منضدة عنده كتبها.

قال القاضي أبو الفضل عياض: هي جواباته في أسمعة أصحابه التي عند العراقيين. وقد نسب إلى مالك أيضا كتاب يسمى كتاب السيرة من رواية بن القاسم عنه. ومنها رسالته إلى الليث بن سعد في إجماع أهل المدينة رضي الله تعالى عنهم وهي مشهورة متداولة بين العلماء.

فصل في أخباره مع الملوك

قال مالك رحمه الله: حق على كل مسلم أو رجل جعل الله في صدره شيئا من العلم والفقه أن يدخل إلى كل ذي سلطان يأمره بالخير وينهاه عن الشر ويعظه حتى يتبين دخول العالم على غيره لأن العالم إنما يدخل على السلطان لذلك فإذا كان فهو الفضل الذي لا بعده فضل.

ودخل يوما على الرشيد فحثه على مصالح المسلمين وقال له: لقد بلغني أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان في فضله وقدمه ينفخ لهم عام الرمادة النار تحت القدور حتى يخرج الدخان من تحت لحيته رضي الله عنه وقد رضي الناس منكم بدون هذا.

قال يعيش بن هشام الخابوري: كنت عند مالك إذ أتاه رسول المأمون وقيل الرشيد وهو الصحيح ينهاه أن يحدث بحديث معاوية في السفرجل فتلا مالك قوله تعالى: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون} البقرة 159 ثم قال: والله لأخبرن بها في هذه العرصة حدثنا نافع عن بن عمر رضي الله عنهما قال: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأهدي إليه سفرجل فأعطى أصحابه واحدة وأعطى معاوية رضي الله عنه ثلاث سفرجلات وقال: "القني بهن في الجنة". وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "السفرجل يذهب طخاء القلب".

قال القاضي عياض: لم يدرك مالك أيام المأمون وذكر المأمون هنا وهم.

ولما قدم المهدي المدينة جاءه الناس مسلمين عليه فلما أخذوا مجالسهم استأذن مالك رحمه الله فقال الناس: اليوم يجلس مالك آخر الناس فلما دنا ونظر ازدحام الناس قال: يا أمير المؤمنين أين يجلس شيخك مالك؟ فناداه: عندي يا أبا عبد الله. فتخطى الناس حتى وصل إليه فرفع المهدي ركبته اليمنى وأجلسه ثم أتى المهدي بالطست والإبريق فغسل يده ثم قال للغلام: قدمه إلى أبي عبد الله فقال مالك: يا أمير المؤمنين ليس هذا من الأمر المعمول به ارفع يا غلام فأكل مالك رحمه الله غير متوضىء. وذكر قصته معه في الموطأ.

فصل في محنته رضي الله عنه

قال الطبري: اختلف فيمن ضرب مالكا وفي السبب في ضربه وفي خلافة من ضرب؟ فالأشهر أن جعفر بن سليمان هو الذي ضربه في ولايته الأولى بالمدينة. وأما سبب ضربه رضي الله عنه: فقيل: إن أبا جعفر نهاه عن الحديث: " ليس على مستكره طلاق " ثم دس إليه من يسأله عنه فحدث به على رؤس الناس. وقيل إن الذي نهاه كان جعفر بن سليمان. وقيل إنه سعي به إلى جعفر وقيل له: لا يرى أيمان بيعتكم بشيء فإنه يأخذ بحديث ثابت بن الأحنف في طلاق المكره أنه لا يجوز.

وذكر عنه أنه أفتى عند قيام محمد بن عبد الله بن حسن العلوي المسمى المهدي بأن بيعة أبي جعفر لا تلزم لأنها على الإكراه. على هذا أكثر الرواة.

وخالف ذلك كله بن بكير وقال: ما ضرب إلا في تقديمه عثمان على علي رضي الله عنهما فسعى به الطالبيون حتى ضرب فقيل لابن بكير: خالفت أصحابك؟ فقال أنا أعلم من أصحابي. وأما في خلافة من ضرب فالأشهر أن ذلك كان في أيام أبي جعفر وقيل إن هذا كله كان في أيام الرشيد والأول أصح. واختلف أيضا في مقدار ضربه من ثلاثين إلى مائة ومدت يداه حتى انحلت كتفاه وبقي بعد ذلك مطابق اليدين لا يستطيع أن يرفعهما ولا أن يسوي رداءه.

قال أبو الوليد الباجي: ولما حج المنصور أقاد مالكا من جعفر بن سليمان وأرسله إليه ليقتص منه فقال: أعوذ بالله؟ والله ما ارتفع منها سوط عن جسمي إلا وأنا أجعله في حل من ذلك الوقت لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وقيل إنه لما ضرب حمل مغشيا عليه فدخل الناس عليه فأفاق وقال: أشهدكم أني قد جعلت ضاربي في حل. وقال الدراوردي: سمعته يقول حين ضربه: اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون. قال مصعب: وكان ضربه سنة ست وأربعين ومائة.

وقال مالك رحمه الله: ما كان علي يوم ضربت أشد من شعر كان في صدري وكان في إزاري خرق ظهرت منه فخذي فجعلت لله علي أن أستجد الإزار وأن لا أترك علي شعرا. وكان رحمه الله يقول: ضربت فيما ضرب فيه محمد بن المنكدر وربيعة بن المسيب. ويذكر قول عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: ما أغبط أحدا لم يصبه في هذا الأمر أذى.

قال الجياني: ما زال مالك بعد ذلك الضرب في رفعة من الناس وإعظام حتى كأنما كانت تلك الأسواط حليا حلي به رحمه الله تعالى ونفع به آمين.

باب ذكر وفاته واحتضاره وتركته رحمة الله تعالى عليه

اختلف في تاريخ وفاته والصحيح أنها كانت يوم الأحد لتمام اثنين وعشرين يوما من مرضه في ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة فقيل: لعشر مضت منه وقيل: لأربع عشرة ولثلاث عشرة ولإحدى عشرة وقيل لثنتي عشرة من رجب. وقال حبيب كاتبه ومطرف: سنة ثمانين. وحكي عن بن إسحاق ثمان وتسعين وهو وهم.

واختلف على هذا وعلى الخلاف المتقدم في مولده في مقدار سنه من أربع وثمانين إلى اثنين وتسعين. قال بكر بن سليمان الصواف: دخلنا على مالك بن أنس في العشية التي قبض فيها فقلنا له: يا أبا عبد الله كيف تجدك؟ قال ما أدري كيف أقول لكم إلا أنكم ستعاينون غدا من عفو الله ما لم يكن في حساب ثم ما برحنا حتى أغمضناه رحمه الله. وقيل إنه تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد.

ورأى عمر بن يحيى بن سعيد الأنصاري في الليلة التي مات فيها مالك قائلا يقول:

قال: فانتبهت وكتبت البيتين في السراج وإذا بصارخة على مالك رحمه الله تعالى.

وغسله بن كنانة وابن أبي الزبير وابنه يحيى وكاتبه حبيب يصبان عليه الماء وأنزله في قبره جماعة وأوصى أن يكفن في ثياب بيض ويصلى عليه في موضع الجنائز فصلى عليه عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس وكان خليفة لأبيه على المدينة ومشى في جنازته وحمل نعشه وبلغ كفنه خمسة دنانير. قال بن القاسم: مات مالك عن مائة عمامة فضلا عن سواها.

قال بن أبي أويس: بيع ما في منزل مالك يوم مات رحمه الله تعالى من مصنفات وبرادع وبسط ومخاد محشوة بريش وغير ذلك ما ينيف على خمسمائة دينار. وقال غيره: خلف مالك خمسمائة زوج نعل. ولقد اشتهى يوما كساء قرمزيا فما بات إلا وعنده منها سبعة بعثت إليه.

وأهدى له يحيى بن يحيى النيسابوري هدية وجدت بخط بعض مشايخنا الثقات أنه باع من فضلها بثمانين ألفا.

قال أبو عمر: ترك من الناض ألفي دينار وستمائة دينار وتسعة وعشرين دينارا وألف درهم فاجتمع من تركته ثلاثة آلاف دينار وستمائة دينار ونيف.

وأنشد الزبير لأبي المعافى أو بن المعافى يرثي مالكا رحمه الله تعالى ورضي عنه:

باب في مشاهير الرواة عن مالك رحمة الله تعالى عليه من شيوخه الذين تعلم منهم وروى عنهم

وأفردنا هذا الباب لتبيين عظيم منزلته في وقته وعند تمام هذا الباب نرجع إلى ذكر الطبقات المقصودة على ما شرطناه في أول الكتاب والذي عند القاضي عياض من مشاهير من روى عنه وصحت روايته واشتهرت من شيوخه ثم من أقرانه الذين شاركوه في شيوخه ثم ممن صغرت أسنانهم عنهم نيفا على ألف اسم وصورة ما ذكر بعد أن فرغ من عدتهم فهذه نيف على ألف اسم وتركنا كثيرا ممن لم يشتهر بذلك أو من جهل ولم يعرف من هو أو لم يذكر له رواية إلا حكاية حاله أو وصف قصة أو ذكر في رواية ولم تصح روايته عنه.

  • دار التراث للطبع والنشر - القاهرة-ط 1( 2005) , ج: 1- ص: 82

مالك بن أنس. ابن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان- بفتح الغين المعجمة وسكون التحتية- بن خثيل- بضم الخاء المعجمة وفتح المثلثة وسكون التحتية ولام، وقيل بالجيم- بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح- الذي ينسب إليه السياط الأصبحية- بن سويد بن عمرو بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سهل بن عمر بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن غريب بن زهير بن أيمن بن هميسع بن حمير الأكبر بن سبأ الأكبر، واسمه عبد شمس، وإنما سمي سبأ لأنه أول من سبي وغزا القبائل،- بن يعرب- وإنما سمي يعربا لأنه أول من أقام اللسان العربي- بن يشجب بن قحطان.
قال الزبير بن بكار: وزعم نسابو أهل اليمن أن قحطان: هو يقطن بن عابر وهو هود عليه السلام.
ويزعم نسابو أهل الحجاز، أن قحطان بن تيمن بن قيس بن نبت بن إسماعيل بن إبراهيم الخليل عليهما الصلاة والسلام، أبو عبد الله المدني الأصبحي الفقيه إمام دار الهجرة شيخ الإسلام، رأس المتقنين، وكبير المفتين.
حدث عن نافع، والمقبري، ونعيم المجمر، والزهري، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وابن المكندر، وعبد الله بن دينار، وخلق كثير.
حدث عنه أمم لا يكادون يحصون، منهم: ابن المبارك، والقطان، وابن مهدي، وابن وهب، وابن القاسم، والقعنبي، وعبد الله بن يوسف التنيسي، وسعيد بن منصور؛ ويحيى بن يحيى النيسابوري، ويحيى بن يحيى الأندلسي، ويحيى بن بكير، وقتيبة بن سعيد، وأبو مصعب الزهري.
ومن أئمة المذاهب المتبوعين، أبو حنيفة، والشافعي، والأوزاعي، وسفيان الثوري.
ومن الخلفاء أمراء المؤمنين المنصور، والمهدي، والهادي، والرشيد، والأمين، والمأمون.
ومن أقرانه جماعة، ومن شيوخه جماعة، منهم: الزهري، ويزيد بن عبد الله بن الهادي، وربيعة، ويحيى بن سعيد، وخاتمة أصحابه أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي.
وقد رأى مالك عطاء بن أبي رباح لما قدم المدينة. وقال عبد الله بن الإمام أحمد: قلت لأبي من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء.
وقد روى الترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة مرفوعا: (يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون أحدا أعلم من عالم المدينة)، وقد روى ابن عيينة، أنه مالك بن أنس، وكذا قال ابن جريج وعبد الرازق، وكان عبد الرحمن بن مهدي لا يقدم على مالك أحدا.
وقال الشافعي: لولا مالك والليث لضللنا.
وقال شعبة: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة، فإذا لمالك حلقة.
قال أبو مصعب: سمعت مالكا يقول: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك.
وقال الشافعي: ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صوابا من «موطأ» مالك.
وقال أشهب: كان مالك إذا اعتم جعل منها تحت ذقنه وسدل طرفيها بين كتفيه.
وقال مصعب: كان مالك يلبس الثياب العدنية الجياد، ويتطيب.
وقال القعنبي: كنت عند ابن عيينة، فبلغه نعي مالك فحزن، وقال: ما ترك على ظهر الأرض مثله.
وقال ابن معين: مالك أحب إلي في نافع من أيوب وعبيد الله.
وقال وهيب: إمام أهل الحديث مالك.
وقال أحمد بن الخليل: سمعت إسحاق بن إبراهيم يقول: إذا اجتمع الثوري ومالك والأوزاعي على أمر فهو سنة، وإن لم يكن فيه نص.
وروى سعيد بن أبي مريم عن أشهب بن عبد العزيز قال: رأيت أبا حنيفة بين يدي مالك كالصبي بين يدي أمه، فهذا يدل على حسن أدب أبي حنيفة وتواضعه مع كونه أسن من مالك بثلاث عشرة سنة.
إسماعيل القاضي، حدثنا أبو منصور، سمعت مالكا يقول: دخلت على أبي جعفر أمير المؤمنين وهو على فراشه، وإذا صبي يخرج ثم يرجع، فقال لي: أتدري من هذا؟ فقلت: لا، قال: ابني وإنما يفزع من هيبنا، قال: ثم ساءلني عن أشياء منها حلال ومنها حرام، ثم قال لي: والله أنت أعقل الناس وأعلم الناس، قلت لا والله يا أمير المؤمنين. قال: بلى ولكنك تكتم، لئن بقيت لأكتبن قولك كما تكتب المصاحف، ولأبعثن به إلى الآفاق فأحملهم عليه.
ابن وهب. قال مالك: سمعت من ابن شهاب أحاديث كثيرة، ما حدثت بها قط، ولا أحدث بها.
نصر بن علي الجهضمي. حدثني حسين بن عروة قال: قدم المهدي فبعث إلى مالك بألفي دينار أو قال بثلاثة آلاف دينار، ثم أتاه الربيع فقال: إن أمير المؤمنين يحب أن تعاد له إلى مدينة السلام: فقال مالك: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون) والمال عندي على حاله.
قال ابن سعد: حدثني محمد بن عمر قال: كان مالك يأتي المسجد يشهد الصلوات والجنائز، ويعود المرضى، ويقضي الحقوق؛ ويجلس في المسجد. ثم ترك الجلوس فيه فكان يصلي وينصرف، وترك شهود الجنائز فكان يأتي أصحابها فيعزيهم، ثم ترك ذلك كله والصلوات في المسجد والجمعة، واحتمل الناس ذلك كله، فكانوا أرغب ما كانوا فيه وأشد تعظيما، وكان ربما كلم في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره.
وكان مجلسه مجلس وقار وحلم وعلم، وكان رجلا مهيبا نبيلا، ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع صوت، وكان الغرباء يسألونه عن الحديث، فلا يجيب إلا في الحديث بعد الحديث، وربما أذن لبعضهم يقرأ عليه.
وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له حبيب، يقرأ للجماعة، فليس أحد ممن يحضره يدنو ولا ينظر في كتابه ولا يستفهم، هيبة لمالك وإجلالا، وكان إذا أخطأ حبيب فتح عليه مالك.
مطرف بن عبد الله. سمعت مالكا يقول: الدنو من الباطل هلكة، والقول بالباطل بعد عن الحق، ولا خير في شيء وإن كثر من الدنيا بفساد دين المرء ومروءته.
قال حرملة، حدثنا ابن وهب قال: قال لي مالك: العلم ينقص ولا يزيد، ولم يزل ينقص بعد الأنبياء والكتب.
عبد الله بن يوسف. سمعت مالكا يقول: ما أدركت فقهاء بلدنا إلا وهم يلبسون الثياب الحسان.
مصعب الزبيري. قال: سأل هارون مالكا وهو في منزله ومعه بنوه أن يقرأ عليهم. فقال: ما قرأت على أحد منذ زمان. وإنما يقرأ علي، قال هارون: أخرج الناس عني حتى أقرأ أنا عليك، فقال: إذا منع العام لبعض الخاص لم ينتفع الخاص وأمر معن بن عيسى فقرأ.
قال إسماعيل بن أبي أويس: كان خالي مالك لا يفتي حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
إسماعيل القاضي. سمعت أبا مصعب يقول: لم يشهد مالك الجماعة خمسا وعشرين سنة، فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافة أن أرى منكرا فأحتاج أن أغيره.
قال مطرف: قال لي مالك: ما يقول الناس في؟ قلت: أما الصديق فيثني، وأما العدو فيقع، قال: ما زال الناس كذلك، ولكن نعوذ بالله من تتابع الألسنة كلها.
ابن وهب. حججت سنة ثمان وأربعين وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا مالك وعبد العزيز بن الماجشون.
إسحاق بن موسى. حدثنا معن قال: كان مالك يتحفظ من الياء والتاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
قال الذهبي: وقد اتفق لمالك مناقب ما علمتها اجتمعت لغيره، أحدها طول العمر، وعلو الرواية، وثانيها الذهن الثاقب والفهم وسعة العلم، وثالثها اتفاق الأمة على أنه حجة صحيح الرواية، ورابعها تجمعهم على دينه وعدالته واتباعه للسنن وخامسها تقدمه في الفقه والفتوى وصحة قواعده.
عاش ستا وثمانين سنة، وقيل ولد سنة ست وتسعين.
وقال أبو داود: ولد سنة اثنتين وتسعين، وأما يحيى بن بكير فقال: سمعته يقول: ولدت سنة ثلاث وتسعين، فهذا أصح الأقوال.
وأما وفاته، فقال أبو مصعب: لعشر مضت من ربيع الأول، وكذلك قال ابن وهب.
وقال سحنون: في حادي عشر ربيع الأول.
وقال ابن أبي أويس: في بكرة أربع عشرة منه.
وقال مصعب الزبيري: في صفر، وكلهم قالوا في سنة تسع وسبعين ومائة.
وهو أول من صنف «تفسير القرآن» بالإسناد على طريقة «الموطأ»، تبعه الأئمة، فقل حافظ إلا وله تفسير مسند، وله غير الموطأ كتاب «المناسك» و «التفسير المسند» لطيف، فيحتمل أن يكون من تأليفه، وأن يكون علق عنه.
و «رسالته إلى ابن وهب في القدر والرد على القدرية» قال القاضي عياض: وهي من خيار الكتب في هذا الباب الدال على سعة علمه بهذا الشأن.
وكتاب «النجوم وحساب ديوان الزمان ومنازل القمر» وهو كتاب جيد مفيد جدا، قد اعتمد الناس عليه في هذا الباب، وجعلوه أصلا.
و «رسالته في الأقضية» كتب بها لبعض القضاة، عشرة أجزاء.
و «رسالته إلى أبي غسان محمد بن مطرف» وهو ثقة من كبراء أهل المدينة قريبا لمالك، وهو في الفتوى مشهور.
و «رسالته المشهورة إلى هارون الرشيد في الآداب والمواعظ» حدث بها بالأندلس أولا ابن حبيب عن رجاله عن مالك، وحدث بها آخرا أبو جعفر ابن عون الله والقاضي أبو عبد الله بن مفرج عن أحمد بن زيدويه الدمشقي، وقد أنكرها غير واحد، منهم أصبغ بن المفرج، وحلف ما هي من وضع مالك، وقالوا: فيها أحاديث منكرة، لو سمع مالك من يحدث بها أدبه.
وكتابه في «التفسير لغريب القرآن» الذي يرويه عنه خالد بن عبد الرحمن المخزومي، و «وصيته لطلبة العلم».
وذكر الخطيب أبو بكر في «تاريخه» الكبير عن أبي العباس السراج النيسابوري أنه قال: هذه سبعون ألف مسألة لمالك، وأشار إلى كتب منضدة عنده كتبها.
قال القاضي عياض: هي جواباته في أسمعة أصحابه التي عند العراقيين.
ومنها «رسالته إلى الليث في إجماع أهل المدينة» رضي الله عنه وعن أهل العلم.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 0( 0000) , ج: 2- ص: 294

مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث. وهو ذو أصبح بن حمير. وعداده في بني تيم بن مرة من قريش إلى عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد الله التيمي.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: سمعت مالك بن أنس يقول: قد يكون الحمل ثلاث سنين. وقد حمل ببعض الناس ثلاث سنين- يعني نفسه-.
قال: وسمعت غير واحد يقول: حمل بمالك بن أنس ثلاث سنين.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري. قال: كان مالك بن أنس طويلا عظيم الهامة أصلع أبيض الرأس واللحية. أبيض شديد البياض إلى الشقرة. وكان لباسه الثياب العدنية الجياد. وكان يكره حلق الشارب ويعيبه. ويراه من المثل. كأنه مثل بنفسه.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس. قال: كان خاتم مالك بن أنس الذي مات وهو في يده فصه حجر أسود مجسد نقشه شطران حسبي الله ونعم الوكيل.
وكان يتختم به في يساره وربما رأيت خاتمه كثيرا في يمينه. فلا أشك أنه كان يحوله من يساره إلى يمينه حين يتوضأ من الغائط والبول. وكان مالك يعمل في نفسه ما لا يلزمه الناس. وكان يقول: لا يكون العالم عالما حتى يعمل في نفسه بما لا يفتي به الناس. يحتاط لنفسه ما لو تركه لم يكن عليه فيه إثم.
قال: أخبرنا معن بن عيسى. قال: رأيت مالكا متختما في يساره.
أخبرنا محمد بن عمر. قال: كان مالك لا يغير شيبه.
قال أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري. قال قلت لمالك بن أنس يوما: ما نقش خاتمك؟ قال: حسبي الله ونعم الوكيل. قلت: فلم نقشته هذا النقش من بين ما ينقش الناس الخواتيم؟ قال: إني سمعت الله تبارك وتعالى يقول لقوم قالوا: {حسبنا الله ونعم الوكيل. فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء} آل عمران: 173- 174. فقال مطرف: فمحوت نقش خاتمي ونقشته حسبي الله ونعم الوكيل.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري. قال: حدثنا مالك بن أنس قال: كنت آتي نافعا مولى ابن عمر نصف النهار. ما يظلني شيء من الشمس. وكان منزله بالنقيع بالصورين. وكان حدا. فأتحين خروجه فيخرج فأدعه ساعة. وأريه أني لم أرده. ثم أعرض له فأسلم عليه. ثم أدعه حتى إذا دخل البلاط. أقول: كيف قال ابن عمر في كذا وكذا؟ فيقول قال: كذا وكذا فأخنس عنه.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله اليساري. قال: قال مالك: وكنت آتي ابن هرمز بكرة. فما أخرج من بيته حتى الليل. وكان من الفقهاء.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله. قال: أخبرني زيد بن داود- رجل من أصحابنا من أفضلهم- قال: رأيت في المنام كأن القبر انفرج. فإذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعد.
وإذا الناس منفصمون. فصاح صائح مالك بن أنس. قال: فرأيت مالكا جاء حتى انتهى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه شيئا. فقال: اقسم هذا على الناس. فخرج به مالك يقسمه على الناس. فإذا هو مسك يعطيهم إياه.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله. قال: قال رجل من أصحابنا: أراني في المنام ورجل يسألني ما يقول مالك في كذا وكذا؟ قال: قلت: لا أدري إلا أنه قل ما يسأل عن شيء إلا قال قبل أن يتكلم: ما شاء الله. قال فقال: لو قال هذا في أخفى من الشعر لهدي منه إلى الصواب.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله. قال: كان مالك إذا أراد أن يدخل بيته فأدخل رجله قال: ما شاء الله لا قوة إلا بالله فقيل له: إنك إذا أردت أن تدخل بيتك قلت: ما شاء الله لا قوة إلا بالله. قال: إني سمعت الله قال في كتابه: {ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله} الكهف: 39. وجنته بيته.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس قال: سئل مالك عن حديثه.
أسماع هو؟ فقال: منه سماع. ومنه عرض. وليس العرض عندنا بأدنى من السماع.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله. قال: سمعت مالك بن أنس يقول لبعض من يحتج عليه في العرض: إنه لا يجزئه فيه إلا المشافهة فيأبى مالك ذلك عليه أشد الإباء. ويحتج مالك في ذلك فيقول: أرأيت إذا قرأت على القارئ القرآن. فسئلت من أقرأك؟ أليس تقول: فلان بن فلان. وفلان لم يقرأ عليك قليلا ولا كثيرا فهو إذا قرأت أنت عليه أجزأك. وهو القرآن. ولا ترى أن يجزئك الحديث! فالقرآن أعظم من الحديث.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله. قال: صحبت مالك بن أنس نحوا من عشرين سنة. فلم أر أحدا قرأ مالك عليه هذه الكتب- يعني الموطأ-.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: سمعت مالك بن أنس يقول: عجبا لمن يريد المحدث على أن يحدثه مشافهة. وذلك إنما أخذ حديثه عرضا فكيف جوز ذلك للمحدث. ولا يجوز هو لنفسه أن يعرض عليه كما عرض هو.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: سألت مالك بن أنس. وعبد الله بن عمر العمري. وعبد الرحمن بن أبي الزناد. وعبد الحكيم بن عبد الله بن أبي فروة. وأبا بكر بن عبد الله بن أبي سبرة. عن قراءة الحديث على المحدث أو حديثه هو به فقالوا:
هو سواء. وهو علم بلدنا.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله. قال قال رجل لمالك: قد سمعت مائة ألف حديث. فقال مالك: مائة ألف حديث! أنت حاطب ليل تجمع القشعة فقال: ما القشعة؟ قال: الحطب يجرعه الإنسان بالليل. فربما أخذ معه الأفعى فتنهشه.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس. قال: سئل مالك عن الإيمان.
يزيد وينقص؟ فقال: يزيد. وذلك في كتاب الله. فقيل له: وينقص يا أبا عبد الله؟
قال: ولا أريد أن أبلغ هذا.
قال أخبرنا إسماعيل بن عبد الله. قال: سئل مالك ما كنية ابنه محمد؟ فقال: أبو القاسم كأنه لم يرد بذلك بأسا.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: لما خرج محمد بن عبد الله بن حسن
بالمدينة لزم مالك بيته. فلم يخرج منه حتى قتل محمد.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: سمعت مالك بن أنس يقول: لما حج أبو جعفر المنصور دعاني. فدخلت عليه فحادثته. وسألني فأجبته. فقال: إني قد عزمت أن آمر بكتبك هذه التي وضعتها- يعني الموطأ- فتنسخ نسخا. ثم أبعث إلى كل مصر من أمصار المسلمين منها بنسخة. وآمرهم أن يعلموا بما فيها لا يتعدوه إلى غيره. ويدعوا ما سوى ذلك من هذا العلم المحدث. فإني رأيت أصل العلم رواية المدينة وعلمهم. قال فقلت: يا أمير المؤمنين لا تفعل هذا. فإن الناس قد سبقت إليهم أقاويل. وسمعوا أحاديث. ورووا روايات. وأخذ كل قوم بما سبق إليهم.
وعلموا به. ودانوا به من اختلاف الناس وغيرهم. وإن ردهم عما قد اعتقدوه شديد.
فدع الناس وما هم عليه. وما اختار كل أهل بلد منهم لأنفسهم فقال: لعمري لو طاوعتني على ذلك لأمرت به.
قال: أخبرنا محمد بن عمر. قال: لما دعي مالك بن أنس وشوور وسمع منه وقبل قوله. شنف الناس له وحسدوه وبغوه بكل شيء. فلما ولي جعفر بن سليمان على المدينة سعوا به إليه. وكثروا عليه عنده. وقالوا لا يرى أيمان بيعتكم هذه بشيء.
وهو يأخذ بحديث رواه عن ثابت الأحنف. في طلاق المكره أنه لا يجوز. فغضب جعفر بن سليمان. فدعا بمالك. فاحتج عليه بما رقي إليه عنه. ثم جرده ومده وضربه بالسياط. ومدت يده حتى انخلع كتفاه وارتكب منه أمر عظيم. فو الله ما زال بعد ذلك الضرب في رفعة عند الناس وعلو من أمره وإعظام الناس له. وكأنما كانت تلك السياط التي ضربها حليا حلي بها.
قال: وكان مالك يأتي المسجد ويشهد الصلوات والجمعة والجنائز ويعود المرضى. ويقضي الحقوق. ويجلس في المسجد. ويحتج إليه أصحابه. ثم ترك الجلوس في المسجد. وكان يصلي ثم ينصرف إلى منزله وترك شهود الجنائز. فكان يأتي أصحابها فيغريهم ثم ترك ذلك كله فلم يكن يشهد الصلوات في المسجد ولا الجمعة. ولا يأتي أحدا يعزيه ولا يقضي له حقا. واحتمل الناس ذلك كله له. وكانوا أرغب ما كانوا فيه وأشده له تعظيما حتى مات على ذلك. وكان ربما كلم في ذلك فيقول: ليس كل الناس يقدر أن يتكلم بعذره.
قال: وكان مالك يجلس في منزله على ضجاع له ونمارق مطرحة يمنة ويسرة
في سائر البيت. لمن يأتيه من قريش والأنصار والناس. وكان مجلسه مجلس وقار وحلم. وكان مالك رجلا مهيبا نبيلا ليس في مجلسه شيء من المراء واللغط ولا رفع الصوت. وكان الغرباء يسألونه عن الحديث. ولا يجيب إلا الحديث بعد الحديث.
وربما أذن لبعضهم فقرأ عليه. وكان له كاتب قد نسخ كتبه يقال له: حبيب يقرأ للجماعة. فليس أحد ممن يحضره يدنو ولا ينظر في كتابه ولا يستفهم هيبة لمالك وإجلالا. وكان حبيب إذا قرأ فأخطأ فتح عليه مالك. وكان ذلك قليلا.
قال: أخبرنا مطرف بن عبد الله. قال: ما رأيت مالك بن أنس يحتجم إلا يوم الأربعاء أو يوم السبت. ينكر الحديث الذي روي في ذلك.
قال: أخبرنا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس. قال: اشتكى مالك بن أنس أياما يسيرة. فسألت بعض أهلنا عما قال عند الموت. فقال: تشهد ثم قال: لله الأمر من قبل ومن بعد وتوفي صبيحة أربع عشرة من شهر ربيع الأول سنة تسع وسبعين ومائة في خلافة هارون وصلى عليه عبد الله بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب وهو ابن زينب بنت سليمان بن علي. بأمه كان يعرف. يقال: عبد الله ابن زينب. وكان يومئذ واليا على المدينة. فصلى على مالك في موضع الجنائز ودفن بالبقيع وكان يوم مات ابن خمس وثمانين سنة.
قال عمر بن سعد: فذكرت ذلك لمصعب بن عبد الله الزبيري فقال: أنا أحفظ الناس لموت مالك. مات في صفر سنة تسع وسبعين ومائة.
قال: أخبرنا معن بن عيسى. قال: رأيت الفسطاط على قبر مالك بن أنس وكان مالك ثقة مأمونا ثبتا ورعا فقيها عالما حجة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 5- ص: 465

مالك بن أنس بن مالك. قال: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي قال: حدثنا هشام بن حسان قال:
حدثنا محمد قال: كنا بالبحرين ومعنا مالك بن أنس بن مالك وأنس بن سيرين.
قال: فمرضت فثقلت فأغمي علي ستة أيام ولياليهن. قال: فبعث مالك بن أنس إلي كل طبيب بالبحرين وأنا لا أعقل فجعلوا ينظرون إلي فجعلوا يقولون: نحلق رأسه ونكويه. قال هشام: وكان له شعر حسن. فقال مالك: لا أزوده نارا ولا أدفنه إلا جميعا. قال: ولم يذكر أعاده. يعني أن مالك بن أنس بن مالك عاد محمدا في مرضه.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 143

مالك بن أنس بن مالك الأصبحي ولد سنة خمس وتسعين من الهجرة ومات سنة تسع وسبعين ومائة وله أربع وثمانون سنة، قال الواقدي: مات وهو ابن تسعين سنة، وأخذ العلم عن ربيعة ثم أفتى معه عند السلطان. وقال مالك: قل رجل كنت أتعلم منه ما مات حتى يجيئني ويستفتيني. وقال ابن وهب: سمعت مناديا ينادي بالمدينة، ألا لا يفتي الناس إلا مالك بن أنس وابن أبي ذئب.
وقال الشافعي: قال لي محمد بن الحسن: أيهما أعلم: صاحبكم أو صاحبنا، يعني أبا حنيفة ومالكا، قال: قلت: على الإنصاف؟ قال: نعم، قلت: فأنشدك الله من أعلم بالقرآن: صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم، قال: فأنشدك الله من أعلم بالسنة: صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم، قال: فأنشدك الله من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المتقدمين: صاحبنا أو صاحبكم؟ قال: اللهم صاحبكم، قال الشافعي: فلم يبق إلا القياس، والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء، فعلى أي شيء يقيس ؟
وقال بكر بن عبد الله الصنعاني: أتينا مالك بن انس فجعل يحدثنا عن ربيعة الرأي فكنا نستزيده من حديث ربيعة، فقال لنا ذات يوم: ما تصنعون بربيعة وهو نائم في ذاك الطاق، فأتينا ربيعة فأنبهناه وقلنا له: أنت ربيعة؟ قال: نعم، قلنا: أنت الذي يحدث عنك مالك بن انس؟ قال: نعم، فقلنا: كيف حظي بك مالك ولم تحظ أنت بنفسك؟ قال: أما علمتم أن مثقالا من دولة خير من حمل علم.

  • دار الرائد العربي - بيروت-ط 1( 1970) , ج: 1- ص: 67

مالك بن أنس بن أبي عامر الأصبحي صاحب المذهب وهو أعلم الناس بالناسخ والمنسوخ وكان موصوفا بكمال الإدراك والفهم معروفا بالعلم والديانة والإصابة وتجنب الابتداع مكين المعرفة والدراية فقيه عصره وعالم دهره ومفسر مصره لازم ابن هرمز خمس عشرة سنة من الغداة
إلى الزوال
توفي في ربيع الأول سنة تسع وتسعين ومائة

  • مكتبة العلوم والحكم - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 23

مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي وكان أبو عامر أبو جد مالك حليف عثمان بن عبيد الله التيمي القرشي كان مولد مالك سنة ثلاث أو أربع وتسعين وكنيته أبو عبد الله من سادات أتباع التابعين وجلة الفقهاء والصالحين ممن كثرت عنايته بالسنن وجمعه لها وذبه عن حريمها وقمعه من خالفها أو رام مباينتها مؤثرا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على غيرها من المخترعات الداحضة قائلا بها دون الاعتماد على المقايسات الفاسدة مات سنة تسع وسبعين ومائة

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 223

مالك بن أنس بن أبي عامر، أبو عبد الله، الأصبحي، المدني، حليف عثمان ابن عبيد الله، القرشي.
سمع نافعا، والزهري.
روى عنه: الثوري، وشعبة.
قال ابن عيينة: كان مالك إماما في الحديث.
وقال يحيى بن سعيد: كان مالك إماما في الحديث.
وقال علي: سمعت عبد الرحمن، يذكر عن الأصمعي، فلقيت الأصمعي، فقلت: سمعته من شعبة؟ فقال: سمعته من شعبة، أو حدثت عنه، قال: قدمت المدينة، بعد موت نافع بسنة، فرأيت مالكا له حلقة.
قال علي: وقال غيره: كانت الحلقة لغيره، وكان مالك يجلس فيها.
قال يحيى: وكان مالك يجلس إلى عبيد الله.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 7- ص: 1

الإمام مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري أبو عبد الله المدني
شيخ الأئمة وإمام دار الهجرة
روى عن نافع ومحمد بن المنكدر وجعفر الصادق وحميد الطويل وخلق
وعنه الشافعي وخلائق جمعهم الخطيب في مجلد
وقال ابن المديني له نحو ألف حديث
وقال عبد الله بن أحمد قلت لأبي من أثبت أصحاب الزهري قال مالك أثبت في كل شيء
وقال البخاري أصح الأسانيد مالك عن نافع عن ابن عمر
وقال الشافعي إذا جاء الأثر فمالك النجم مات بالمدينة سنة تسع وسبعين ومائة وهو ابن تسعين سنة وحمل به ثلاث سنين

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 96

مالك بن أنس الأصبحي أبو عبد الله الإمام
عن نافع والزهري وعنه بن مهدي وابن القاسم ومعن وأبو مصعب ولد سنة 93 وتوفي في ربيع الأول سنة 179 ومناقبه أفردتها ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 2- ص: 1

مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي
حليف عثمان بن عبيد الله التيمي القرشي المدني كنيته أبو عبد الله كان مولده سنة ثلاث أو أربع وتسعين ومات سنة تسع وسبعين ومائة ودفن بالبقيع وكان أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس ثقة في الحديث ولم يكن يروي إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والعقل والنسك رضي الله عنه
روى عن أبي سهيل في الإيمان وأبي الزناد وصالح بن كيسان ونافع والزهري وعمرو بن يحيى بن عمارة وسهيل في الوضوء والحج وغيرهما والعلاء بن عبد الرحمن وأبي بكر بن نافع وهشام بن عروة وعبد الله بن دينار وأبي النضر سالم وعبد الرحمن بن القاسم ونعيم المجمر في الصلاة والحج وعبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وسمي وأبي حازم وزيد بن أسلم وعامر بن عبد الله بن الزبير وداود بن الحصين وعبد الله بن يزيد مولى الأسود بن سفيان وسلم بن أبي مريم وأبي الزبير وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ويحيى بن سعيد الأنصاري وأبي بكر بن عمر بن عبد الرحمن بن عبد الله بن عمر وسعيد المقبري ومخرمة بن سليمان في الصلاة، ومحمد بن يحيى بن حبان ويزيد بن رومان وصفوان بن سليم في الصلاة وحمزة بن سعيد في الصلاة وأيوب السختياني في الجنائز ومحمد بن عمرو بن حلحلة ومحمد بن أبي بكر الثقفي وحبيب بن عبد الرحمن في الزكاة وربيعة بن أبي عبد الرحمن في الزكاة والعتق وغيرها وعبد الله بن سعيد في الصوم وموسى بن عقبة في الحج وأبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل في الحج والنكاح وجعفر بن محمد في الحج وقطن بن وهب ومحمد بن المنكدر في الحج والطب وعبد الله بن الفضل في النكاح وحميد الطويل في البيوع ويزيد بن خصيفة في البيوع وكفارة المرضى وموسى بن أبي تميم في البيوع وعبد المجيد بن سهيل في البيوع والفضيل بن أبي عبد الله في الجهاد وإسماعيل بن أبي حكيم في الصيد وأبي نعيم وهب بن كيسان في الصيد وعمرو بن مسلم ويقال عمر في الضحايا وصيفي مولى ابن أفلح في ذكر الجان وعبد الله بن عبد الرحمن بن معمر أبو طوالة في البر وزياد بن سعد في القدر
روى عنه قتيبة بن سعيد ويحيى بن يحيى وجويرية وابن وهب ومعن بن عيسى وسويد بن سعيد في الوضوء وعبيد الله بن نافع في الصلاة وروح بن عبادة والقعنبي في الصلاة والزكاة وعبد الله بن المبارك وإسحاق بن عيسى في الصلاة والصوم وإسحاق بن سليمان الرازي في الزكاة وإسماعيل بن أبي أويس وخالد بن مخلد وسعيد بن منصور وخلف بن هشام وعبد الرحمن بن مهدي وبشر بن عمر وأبو مصعب الزهري ومنصور بن أبي مزاحم ويحيى بن أبي عمر وشبعة وأبو علي الحنفي وعبد الأعلى بن حماد

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 2- ص: 1

مالك بن أنس الإمام

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 62

مالك بن أنس
مات سنة تسع وسبعين ومائة.

  • هجر للطباعة والنشر والتوزيع والإعلان، القاهرة - مصر-ط 2( 1992) , ج: 1- ص: 230

(ع) مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن عثمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث، وهو ذو أصبح الحميري، أبو عبد الله المدني، إمام دار الهجرة.
روى عنه - فيما ذكره أبو بكر الخطيب البغدادي ومن خط الحافظ أبي شهاب العطر أنقل مجودا -: أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة المكي الأزرقي، وأحمد بن نصر بن مالك الخزاعي الشهيد، وأحمد بن منصور بن إسماعيل التلي، وأحمد بن حاتم بن مخشى أبو عبد الله، وأحمد بن حاتم بن يزيد أبو جعفر الطويل، وأحمد بن أبي طيبة الجرجاني، وأحمد بن إبراهيم أبو علي الموصلي، وأحمد بن سعيد بن أبي علقمة، وأحمد بن الفرح الطائي، وأحمد بن يزيد أبو العوام الرياحي، وأحمد بن عصام الموصلي، وأحمد بن دهثم الأسدي، وأحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، وقيل: اسمه محمد، وأحمد بن يزيد أبو الحسن الحراني، وأحمد بن زرارة المدني، قال الخطيب: إن لم يكن أبا مصعب فلا أعرفه. وأحمد بن الحكم أبو علي العبدي، وأحمد بن إبراهيم بن موسى، وأحمد بن علي ابن أخت عبد القدوس، وقيل: محمد، وأحمد بن موسى رجل مجهول، وأحمد بن بكر بن خالد السلمي، وأحمد بن عبد الصمد أبو أيوب الأنصاري الزرقي، وأحمد بن خالد الهاشمي، وأحمد بن خالد الكرماني، قال الخطيب: وصوابه أحمد بن خليد، وأحمد بن أبي أحمد القيسي، وأحمد بن محمد صاحب بيت الحكمة، وأحمد بن سليمان الحراني، وأحمد بن مهران الهمداني ولقبه حمديل، وأحمد بن عمار بن نصير الشامي، قال الدارقطني: هو أخو هشام بن عمار متروك الحديث، وأحمد بن الجنيد أبو محمد الحنظلي بخاري، وأحمد ابن سليمان بن حميد الحفياني القرشي الأسدي، وأحمد بن نصر بن زرارة، وأحمد بن محمد، وقيل: أبو محمد الرقي، وأحمد بن سليمان الأرميني، وأحمد ابن أبي مقاتل، وقيل: محمد، وأحمد بن يحيى بن المنذر بن عبد الرحمن الأحول الكوفي، وإبراهيم بن المختار الرازي، وإبراهيم بن إسحاق الطالقاني، وإبراهيم بن حماد بن أبي حازم الزهري، وإبراهيم بن رستم خراساني، وإبراهيم بن زيد التفليسي، وإبراهيم بن إسحاق الصيني كوفي، وإبراهيم بن هراسة أبو إسحاق الشيباني، وإبراهيم بن علي التميمي المغرب، وإبراهيم بن حمزة الزبيري، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وإبراهيم بن يوسف أخو عصام بن يوسف البلخي، وإبراهيم بن محمد بن علي السلمي الكوفي، وإبراهيم بن بشر المكي، وإبراهيم بن حيان الأنصاري، وإبراهيم بن مهدي المصيصي، وإبراهيم بن رجاء أبو موسى، وإبراهيم بن سليمان أبو إسحاق الزيات البلخي، وإبراهيم بن حبيب بن الشهيد، وإبراهيم بن طلحة ابن عمر التميمي، وإبراهيم بن زكريا من أهل عبدسي، وإبراهيم الإمام بالمصيصة، وإبراهيم بن عيسى بن سبلان، وإبراهيم بن القاسم أخو بشر بن القاسم النيسابوري، وإبراهيم بن أدهم الزاهد، وإبراهيم بن عبد الله شيخ مجهول، وإبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي، وإبراهيم الحجري المصري، وإبراهيم بن نوح، وإبراهيم بن عبد السلام المخزومي، وإبراهيم بن عيسى الخزاعي، وإبراهيم بن محمد أبو أسلم، وإبراهيم بن زيد الأسلمي، وإبراهيم بن خالد، وإبراهيم بن هارون بن محمد بن موسى بن إياس بن البكير، وإبراهيم بن صالح الخراز، وإبراهيم بن إسحاق قاضي مصر، وإسماعيل بن جعفر المقري المدني، وإسماعيل بن عياش، وإسماعيل بن عمر أبو المنذر الواسطي، وإسماعيل بن داود المخراقي، وإسماعيل بن حماد بن أبي حنيفة، وإسماعيل بن جرير بن عبد الحميد، وإسماعيل بن مسلمة بن قعنب، وإسماعيل بن رجاء الحصني، وإسماعيل بن إبراهيم بن المغيرة الجعفي والد البخاري الإمام، وإسماعيل بن سليمان بن أبي المجالد المصيصي، وإسماعيل بن يحيى بن عيد الله التميمي، وإسماعيل بن إبراهيم أبو سعيد الأقرع البغدادي، وإسماعيل بن القاسم أبو العتاهية الشاعر، وإسماعيل بن داود الجزري البغدادي، وإسماعيل بن أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان بن رزين المؤدب، وإسماعيل بن رشيد الطبري سكن الرملة، وإسماعيل بن زياد الدولابي بغدادي، وإسماعيل بن إبراهيم أبو إبراهيم الترجماني، وإسماعيل بن جعفر الخفاف المدني، وإسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السوى، وإسماعيل بن إبراهيم أبو النصر العجلي، وإسماعيل بن يوسف الثقفي، وإسماعيل بن يعقوب التيمي مدني، وإسحاق بن إبراهيم أبو يعقوب الحنيني، وإسحاق بن محمد بن عبد الله المسيبي صاحب نافع بن عبد الرحمن القارئ، وإسحاق بن يوسف الأزرق الواسطي، وإسحاق بن عيسى ابن بنت داود بن أبي هند بصري، وإسحاق بن عبد الله الجزري، وإسحاق بن يوسف الفراء، وقيل: إنه إسحاق بن يونس أخو مسلم المستملي، وإسحاق بن الفرات بن الجعد التجيبي قاضي مصر، وإسحاق بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وإسحاق بن بشر أبو حذيفة القرشي، وإسحاق بن محمد البيروتي، وإسحاق بن أبي يحيى الكعبي، وإسحاق بن عبد الواحد القرشي الموصلي، وإسحاق بن منصور بن حيان أبو يعقوب الأسدي، وإسحاق بن إبراهيم التميمي الموصلي صاحب الأغاني، وإسحاق بن إبراهيم الطبري، وإسحاق بن بشر الكاهلي، وإسحاق بن إبراهيم بن حبيب المدني، وإسحاق بن الصلت، وإسحاق بن موسى الموصلي مولى بني مخزوم، وإسحاق بن معبد بن شداد العبدي، وأيوب بن سويد الرملي، وأيوب بن سليمان الأعور سكن مصر، وأيوب ابن موسى قاضي مرو، وأيوب بن صالح بن سلمة مدني، وأيوب بن عمارة الأنصاري مدني، وأيوب بن هاني الجعفي، وأسد بن موسى بن إبراهيم أسد السنة، وأسد بن عمرو القاضي الكوفي، وأسد بن الفرات صاحب المسائل، وأصرم بن حوشب، وأنس بن عياض الليثي، وأمية بن خالد أخو هدبة، وأزهر بن بسطام خادم مالك بن أنس، وأشعث بن غطاف، وآدم بن أبي إياس، وأزداد بن حميل، وإسرائيل بن روح الساحلي، وأسامة بن زيد الليثي، وبشر بن المفضل البصري، وبشر بن الوليد الكندي، وبشر بن السري الأفوه، وبشر بن يزيد الإفريقي، وبشر بن الحارث الزاهد، وبشر بن القاسم الخراساني، وبشر بن بكر التنيسي، وبهلول بن حسان الأنباري، وبهلول بن عبيد التاهرتي، وبهلول بن صالح أو الحسن التجيبي، وبهلول بن عمرو الكوفي عرف بالمجنون، وبكر بن عبد الله بن الشرود، وبكر بن سليمان الصواف، وقيل: ابن سليم، وبكر بن صدقة أو صدقة الجدي، وبقية بن الوليد الحمصي، وبشار بن قيراط النيسابوري، وبحار الترمذي، وبسطام بن جعفر الموصلي الأزدي، وبريد المغني، وثابت بن محمد الزاهد الكوفي، وجعفر بن عون العمري الكوفي، وجعفر بن محمد السماعي، وجرير بن عبد الحميد الضبي، وجارود بن يزيد النيسابوري، وجابر بن مرزوق الجدي، وجميل بن يزيد، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وحماد بن خالد أبو عبد الله الخياط، وأبو أسامة حماد بن أسامة، وحفص بن ميسرة الصنعاني، وحفص بن عمر العدني الفرخ، وحفص بن عمر الأبلي، وحفص بن يحيى السرخسي، وحفص بن عمر الحوضي، وحفص بن سلم أبو مقاتل السمرقندي، والحكم بن عبد الله أبو مطيع البلخي، والحكم بن عبد الله أبو معاذ البلخي، والحكم بن المبارك أبو صالح، والحكم بن عتيبة، والحكم بن نافع أبو اليمان الحمصي، والحكم بن عبيدة أبو محمد، والحسن بن سوار البغوي، والحسن بن زياد اللؤلؤي، والحسن بن عمرو بن يوسف البصري، والحسن بن الحسين بن عطية الصوفي، والحسن بن المهلب الشيباني الكوفي، والحسن بن يحيى أبو عبد الله الملك الخشني، والحسن بن يعقوب البخاري، والحسن بن سعيد الرهاوي، والحسين بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب، والحسين بن الوليد النيسابوري، والحسين بن الحسن بن عطية العوفي، والحسين بن عروة الضبي، والحسين بن عبد الله العجلي، والحسين بن مصعب، والحسين أبو علي الهاشمي، والحسين بن علوان، والحسين بن دحمان الأطروشي، وحجاج بن المنهال الأنماطي، وحجاج بن محمد الأعور، وحجاج بن سليمان الرعيني مصري، وحجاج بن الخيار المدني، وحمزة بن زياد الطوسي، وحمزة بن يزيد الهروي، وحمزة بن يزيد، وحاتم بن سالم القراب، وحاتم السقطي البلخي، وحاتم بن عثمان المعافري، والحارث بن منصور الواسطي، والحارث بن النعمان أبو النضر البغدادي، وحسان بن غالب بن نجيح المصري، وحسان شيخ روى عنه يعقوب بن سفيان، وحميد بن عبد الرحمن الرؤاسي، وحميد بن الأسود، وحبيب بن إبراهيم المصري، وحجين بن المثنى أبو عمر البغدادي، وحباب بن جبلة، وحرب بن محمد الطائي أبو علي الموصلي، وحكام بن أسلم الرازي، وحيون بن صالح المصري، وحرملة بن عبد العزيز بن الربيع أبو سبرة، وخالد بن نزار الأيلي، وخالد بن خلاس المهلبي، وخالد بن عثمان العثماني، وخالد بن القاسم المدائني، وخالد بن إسماعيل الأنصاري، وخالد بن إسماعيل المخزومي، وخالد بن يزيد العمري المكي، وخالد العبيد بصري، وخالد بن حميد المهري، وخالد بن سليمان البلخي، وخالد بن نجيح المصري، وخالد بن سالم من أهل الشام، وخالد بن عبد الله الطائي، وخالف بن أيوب البلخي، وخلف بن موسى، وخلف بن خليفة الأشجعي، وخلف بن محمد المدني سكن مصر، وخلف بن عمر، وخلاد بن يحيى، وخلا بن زيد الأرقط، وخليد بن دعلج، وخصيب بن ناصح مصري، وخداش بن الدحداح، وخارجة بن مصعب السرخسي، وخليل بن كريز، وداود بن إبراهيم القزويني، وداود بن مهران البغدادي، وداود بن سلميا بن فليح بن سليمان مدني، وداود بن الزبرقان، وداود بن سعيد الزنبري، وداود بن منصور قاضي المصيصة، وداود بن عبد الجبار، ودعبل بن علي الشاعر، وذو النون المصري، وربيعة بن أبي عبد الرحمن، وربيعة بن عبد الله بن يعقوب، وربيعة بن عبد الله بن موسى مدني، وروح بن القاسم بصري، والربيع بن الركين بن عميلة الفزاري، ورواد بن الجراح أبو عصام العسقلاني، وزيد بن أبي أنيسة الجزري، وزيد بن الحسن مصري، وزياد بن يونس المصري، وزياد بن سعد المكي، وزياد بن الهيثم، وزياد بن عبد الله البكائي، وزكريا بن يحيى بن الحارث النسائي، وزكريا بن يحيى أبو يحيى الكناني، وزكريا بن نافع الأرسوفي، وزكريا بن دويد الكندي، وزهير بن عباد الرؤاسي، وزهير بن معاوية أبو خيثمة الجعفي، وزهير بن محمد التميمي الخراساني، والزبير بن حبيب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير بن العوام، وزين بن شعب المصري، وسفيان بن يزيد بن غالب الأسدي سكن مصر، وسفيان بن مسكين بن سفيان المخزومي، وسعيد بن عبد الجبار الكرابيسي بصري، وسعيد بن عيسى ابن تليد الرعيني، وسعيد بن الجهم المصري، وسعيد بن عبد الرحمن الجمحي، وسعيد بن سالم القداح المكي، وسعيد بن سالم العطار، وسعيد بن بشير بن ذكوان الدمشقي، وسعيد بن بشير المصري، وسعيد بن هاشم بن صالح القيومي، وسعيد بن موسى الأزدي، وسعيد بن الصباح النيسابوري، وسعيد بن معن بن عيسى الأشجعي، وسعيد بن معن المدني، وسعيد بن عثمان المعافري، وسعيد بن عبد الله الدهان البصري، وسعيد بن سلم بن قتيبة الباهلي، وسليمان بن بلال، وسليمان بن داود الطيالسي أبو داود، وسليمان ابن داود أبو الربيع الزهراني، وسليمان بن مهير الكلابي، وسليمان بن داود أبو الحسن العسفاني، وسليمان بن بزيغ الإسكندراني، وسليمان بن عيسى السجزي، وسليمان بن يزيد أبو المثنى المدني، وسليمان بن أبي مطر النيسابوري، وسهل بن صالح، وسهل بن قدامة الحاطي، وسهل بن زياد الرازي، وسهيل بن صقير الخلاطي، وسهل بن المغيرة البغدادي، وسلم بن سالم البلخي، وسلم بن المغيرة أبو حنيفة الأزدي، وسلم الخواص، وسعد بن عبد الحميد الأنصاري، وسعد عن عبد الله المعافري، وسلمة بن الفضل الأبرش، وسويد بن عبد العزيز الدمشقي، وسوادة بن عبد الله الأنصاري، وسوادة بن إبراهيم الأنصاري، وسلمى بن عبد الله أبو بكر الهذلي، وسوار بن عمارة اللخمي الرملي، وسارية بن موسى، وسكين بن عبد الرحمن الكوفي، وسليم بن مسلمة المكي، وسلام بن واقد، وشغب بن الحجاج العتكي، وشريك بن عبد الله النخعي القاضي، وشعيب بن إسحاق الدمشقي، وشعيب بن يحيى التجيبي، وشعيب بن الليث بن سعد المصري، وشبابة بن سوار المدائني، وشجرة بن عيسى، وقيل: شجرة بن عبد الله قاضي القيروان، وشبل بن عباد، وشجاع بن الوليد أبو بدر، وصالح بن مالك الخوارزمي، وصالح بن نيار السيرافي، وصالح بن عبد الله الترمذي، وصالح ابن عبد الله القيرواني، وصالح بن بهلول الإفريقي، وصباح بن عبد الله البصري، وصباح بن محارب، وصدقة بن عبد الله السمين، وصخر بن محمد ابن حاجب أبو حاجب، وصلت بن محمد الخاركي، وصفوان بن سليم العماني، والضحاك بن عثمان الحزامي، وضمرة بن ربيعة الرملي، وطاهر بن مدرار الكوفي، وطاهر بن حماد بن عمر النصيبي، وطلحة بن يحيى بن النعمان بن أبي عياش الزرقي، وطلق بن غنام الكوفي، وعبد الله بن عون بن أرطبان، وعبد الله بن إبراهيم بن أبي عمرو الغفاري، وعبد الله بن عمر بن أبي الوزير، وعبد الله بن عبد الحكم بن أعين المصري، وعبد الله بن عثمان بن جبلة بن أبي رواد، وعبد الله بن عثمان المعافري، وعبد الله بن عباد أبو عباد البصري، وعبد الله بن عنبسة من ولد عثمان بن عفان، وعبد الله بن عبد الرحمن بن حماد الجزري، وعبد الله بن الربيع، وعبد الله بن نافع الجمحي، وعبد الله بن إدريس الجعفري، وعبد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، وعبد الله بن عمرو بن أبي أمية البصري، وعبد الله بن عبد الله أبو أويس المدني، وعبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن مالك بن زيد بن أسامة الأسامي سكن بخارى، وعبد الله بن يزيد أبو عبد الرحمن المقرئ، وعبد الله بن جعفر بن نجيح والد علي، وعبد الله بن علي بن مهران أبو أيوب الإفريقي، وعبد الله بن الزبير شيخ مجهول، وعبد الله بن الحارث المخزومي حجازي، وعبد الله بن خالد بن حازم الرملي، وعبد الله بن عمر بن القاسم العمري المدني، وعبد الله بن عمر الواقعي البصري، وعبد الله بن سليمان الرملي، وعبد الله بن رافع المدني، وعبد الله بن داود الخريبي الكوفي، وعبد الله بن داود التمار الواسطي، وعبد الله بن نمير الخارقي الكوفي، وعبد الله بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، وعبد الله بن واصل بن سليم، وعبد الله بن الوليد العدني، وعبد الله بن محمد بن عبد الله أبو علقمة الفروي، وعبد الله بن محمد بن داود بن حسن بن حسن الهاشمي، وعبد الله بن سلمة بن أسلم أبو سلمة المدني، وعبد الله بن مسلمة بن رشيد أبو محمد الهاشمي الدمشقي، وعبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي، وعبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح، وعبد الله بن لهيعة المصري، وعبد الله بن عون الخراز بغدادي، وعبد الله بن محمد بن حميد بن الأسود أبو بكر البصري، وعبد الله بن صالح كاتب الليث بن سعد، وعبد الله بن كامل أبو خالد اللخمي يلقب طليبا، وعبد الله بن أيوب بن أبي علاج، وعبد الله بن محمد أبو عبد الرحمن لا يعرف من نسبه غير وأظنه من أهل حران، وعبد الله بن سوار بن عبد الله العنبري البصري، وعبد الله بن محمد أبو محمد القيرواني، وعبد الرحمن بن محمد المحاربي، وعبد الرحمن بن عمرو أبو عثمان الحراني، وعبد الرحمن بن زياد الرصاجي، وعبد الرحمن بن إبراهيم بن عبد الله، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، وعبد الرحمن بن عبد الله أبو سعيد مولى بني هاشم، وعبد الرحمن ابن يحيى بن سعيد العدوي، وعبد الرحمن بن غزوان أبو نوح عرف بقراد، وعبد الرحمن بن أشرس، وعبد الرحمن بن قيس الزعفراني، وعبد الرحمن بن واقد أبو مسلم الواقدي، وعبد الرحمن بن مالك بن شيبة أبو بكر الجزامي، وعبد الرحمن بن مقاتل أبو سهل خال القعنبي، وعبد الرحمن بن عثمان أبو بحر البكراوي، وعبد الرحمن بن المغيرة الحزامي، وعبد الرحمن أبو محمد التميمي
وقيل: اليحمدي، وعبد الرحمن بن سلام الجمحي، وعبد الرحمن بن إسحاق مولى بني هاشم، وعبد الله بن بحير بن عبد الله بن ريسان، وعبد الرحمن بن يونس الأفطس، وعبد الرحمن بن عمير، وعبد الرحمن بن عبد العزيز بن عبد الله بن شافع بن شيبة الحجبي، وعبد الرحمن بن عبد الله أبو سفيان اليشكري، وعبد الرحمن بن إبراهيم أبو علي الراسبي، وعبيد الله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر، وعبيد الله بن محمد بن حفص بن عائشة، وعبيد الله بن سفيان بن رواحة الفزاري، وعبيد الله بن النضر، وعبيد الله بن عمرو الآمدي، وعبيد بن حيان، وعبيد بن حساب، وعبيد بن هشام الحلبي، وعبيد بن أبي فروة البغدادي، وعبيد بن عبد الرحمن أبو سهل ابن أخي أيوب بن عتبة اليمامي، وعبد العزيز بن أبي حازم، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وعبد العزيز بن أبي رواد، وعبد العزيز بن عمران الزهري، وعبد العزيز بن يحيى بن عبد الله أبو محمد المدني، وعبد العزيز بن يحيى بن عبد العزيز الهاشمي، وعبد العزيز بن حصين بن الترجمان الخراساني، وعبد العزيز بن خالد، وعبد العزيز بن أبي رجاء، وعبد العزيز بن القاسم، وعبد العزيز بن أبان القرشي، وعبد الملك بن عبد العزيز أبو نصر التمار، وعبد الملك بن يزيد أبو هشام الجزري، وعبد الملك بن زياد النصيبي، وعبد الملك بن قريب الأصمعي، وعبد الملك بن حبيب، وعبد الملك ابن صالح، وعبد الملك بن سلمة القرشي حجازي سكن مصر، وعبد الملك بن الحكم، وعبد الحميد بن سليمان أخو فليح، وعبد الحميد بن أبي أويس أخو إسماعيل، وعبد الحميد بن عبد الرحمن الحراني، وعبد الحميد بن عبد الرحمن بن فروة العجلي، وعبد السلام بن عمر البصري أبو بكر، وعبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، وعبد السلام بن سلمة بن يزداد المدني، وعبد الوهاب بن عطاء الخفاف البصري، وعبد الوهاب بن نافع السلمي، وعبد الوهاب بن موسى أبو العباس الزهري، وعبد الوهاب بن حبيب بن مهران النيسابوري، وعبد الكريم بن روح بن عبسة، وعبد الكريم بن هارون، وعبد الرحيم بن سليمان الرازي، وعبد الرحيم بن خالد، وعبد الكبير بن عبد المجيد أبو بكر الحنفي، وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الجبار بن سعيد المساحقي، وعبد المنعم بن بشير المصري، وعبد الصمد بن حسان المروروذي، وعبد العظيم بن رغبان الحمصي، وعبد الأحد بن أبي زرارة الليث بن عاصم القتباني المصري، وعبد الحكم بن أعين أبو عثمان المصري، وعبد الحكم بن ميسرة أبو يحيى المروزي، وعبد المتعال بن صالح، وعباد بن كثير، وعباد بن صهيب البصري، وعمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر بن الخطاب، وعمر بن عصام المدني، وعمر بن هارون البلخي، وعمر بن راشد مولى عبد الرحمن بن أبان بن عثمان، وعمر بن عبد الوهاب الرياحي البصري، وعمر بن إبراهيم بن خالد الكردي، وعمر بن عبد الواحد الدمشقي، وعمر بن زياد الباهلي، وعمر بن أيوب الموصلي، وعمر بن محمد بن فليح المدني، وعمر بن خبيب البصري، وعمر بن أبي بكر الموصلي، وعمر بن يحيى بن عمر بن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف، وعمر بن سعيد أبو داود الحفري، وعمر بن حماد بن أبي حنيفة الكوفي، وعمر بن أيوب المدني، وعمر بن نعيم بن ميسرة الرازي، وعمر بن عبد العزيز العمري، وعمر بن سهل المازني، وعثمان بن عمر الليثي، وعثمان بن خالد العثماني المدني، وعثمان بن عمرو بن ساج أبو ساج الحراني، وعثمان بن سعيد بن كثير الحمصي، وعثمان بن عبد الله بن عمر العثماني، وعثمان بن عبد الرحمن الظريفي الحراني، وعثمان بن الحكم الجذامي، وعثمان بن عمارة، وعثمان بن عبد الله الشامي، وعثمان بن محمد ابن ربيعة بن أبي عبد الرحمن الرأي، وعثمان بن عبد الله أبو عمرو النصيبي، وعلي بن قتيبة الرفاعي، وعلي بن زياد أبو الحسن المحتسب، وعلي بن عبد الحميد أبو الحسن المعنى، وعلي بن يونس البلخي، وعلي بن الحكم الأنصاري، وعلي بن الحسين السامي المصري، وعلي بن عبد الله الجعفري، وعلي بن الحسن كراع، وعلي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني، وعلي بن أبي بكر الأسفدني، وعلي بن ثابت الجرادي، وعلي بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، وعلي بن الربيع بن الركين بن الربيع بن عميلة، وعلي بن يوسف البصري، وعلي بن قرينه بن بيهث، وعلي بن سالم الجمحي، وعلي بن مهران أحسبه من أهل بلخ، وعلي بن جرير الأبيوردي، وعلي بن معبد بن شداد سكن مصر، وعلي بن سعيد الترمذي، وعلي بن سعيد المؤذن سكن بغداد، وعلي بن الجارود بن يزيد النيسابوري، وعلي بن عيسى الغساني، وعلي بن هارون الرعيني، وعلي بن إسحاق الحنظلي، وعلي بن يونس المدني، وعيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وعيسى بن موسى بن حميد بن أبي الجهم العذري، وعيسى بن يونس بن أبي إسحاق السبيعي، وعيسى بن ميمون المكي، وعيسى بن مينا قالون، وعيسى بن موسى التميمي غنجار، وعيسى بن مسلم الصفار، وعيسى بن واقد، وعيسى بن خالد اليمامي، وعيسى بن أبي فاطمة الرازي، وعيسى بن الحارث بن يعقوب المدني سكن مصر، وعمرو بن الهيثم أبو قطن البغدادي، وعمرو بن أبي سلمة التنيسي، وعمرو بن خالد الحراني، وعمرو بن عبد الرحمن، وعمرو بن الأزهر، وعمرو بن مرزوق الباهلي، وعمر بن عثمان بن أبي فاختة الزهري، وعمر بن الربيع بن طارق الهلالي، وعباس بن أبي سلمة بن راشد المدني، وعباس بن الوليد النرسي، وعباس بن محمد المرادي، وعاصم بن علي بن عاصم الواسطي، وعاصم بن مهجع أبو الربيع البصري، وعاصم بن عبد العزيز الأشجعي، وعاصم بن أبي بكر الزهري، وعتبة بن حماد أبو خالد القاري، وعقبة بن علقمة البيروتي، وعقبة بن حسان الهجري، وعقبة بن مسلم الحضرمي، وعدي بن الفضل أبو حاتم البصري، وعمارة بن عبد الله السهمي، وعامر بن صالح أبو الحارث الزبيري المدني، وعمران بن أبان الواسطي، وعمير بن عمار بن عمير الهمداني الكوفي، وعتيق بن يعقوب الزبيري، وعفيف بن سالم الموصلي، وعنبسة بن خارجة أبو خارجة الإفريقي، وغسان بن عبيد الأزدي الموصلي، والفضل بن غانم أبو علي البغدادي، والفضل بن عباس والفضل بن يحيى بن المروح الأنباري، والفضل بن المختار بن الفضل البصري، والفضل بن منصور، وفضيل بن عياض، وفضيل بن صالح أبو الوليد المعافري، وفرات بن زهر الجزري، وفرات بن خالد الرازي، وفليح بن سليمان المدني، وفهد بن حيان الأغضف، وفيض بن إسحاق الرقي، وفطر بن حماد بن واقد، وفتنان بن أبي السمح المصري، والقاسم بن مبرور الأيلي، والقاسم بن يحيى أبو محمد، وقيس بن الربيع أبو محمد الأسدي، وكثير بن الوليد، وكادح بن رحمة الزاهد، وليث بن سليمان، ولهب بن بكر أبو بكر الرملي، ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ذئب، ومحمد بن عبد الله أبو أحمد الزبيري، ومحمد بن النعمان بن شبيل، ومحمد بن إسماعيل بن أبي فديك، ومحمد بن سليمان بن معاذ القريشي، ومحمد بن عبد الرحمن بن غزوان، ومحمد بن سليمان بن حبيب لوين، ومحمد بن الحارث بن محمد الفهري، ومحمد بن عبد الملك ابن أبي الشوارب، ومحمد بن الضحاك بن عثمان الحزامي، ومحمد بن عبد الرحمن الصنعاني، ومحمد بن قطن المهري، ومحمد بن صالح، ومحمد بن عبد الله بن سعيد العثماني، ومحمد بن عاصم المصري، ومحمد بن خالد الخراساني، ومحمد بن خالد الكرماني، ومحمد بن خالد الجزري، ومحمد بن طلحة الطويل، ومحمد بن صدقة الفدكي، ومحمد بن صالح بن فيروز بن كعب التميمي المروزي، ومحمد بن تميم أبو عبد الله، ومحمد بن بشر أحد المجهولين، ومحمد بن عبد الملك القنعسي الشاعر، ومحمد بن عبد الله الجوباري، ومحمد بن الحسن الشيباني، ومحمد بن الحسن بن زبالة المدني، ومحمد بن عبد الله بن سنان الحارثي، ومحمد بن بزيغ المدني، ومحمد بن عبد الله الرقاشي، ومحمد بن عاصم بن عمر بن الخطاب، ومحمد بن إبراهيم بن أبي سكينة الحلبي، ومحمد بن القاسم أبو إبراهيم الأسدي، ومحمد بن عمر بن وليد بن لاحق التيمي، ومحمد بن إبراهيم بن دينار مندل، ومحمد بن أيوب البرقي، ومحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، ومحمد بن غسان أبو الوليد السرخسي، ومحمد بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ومحمد بن جعفر بن إبراهيم الجعفري، ومحمد بن زهير، ومحمد بن خازم أبو معاوية، ومحمد بن أبي الأسود البصري، ومحمد بن عبد الله الغاني، ومحمد بن جعفر غندر، ومحمد بن جعفر الورقاني، ومحمد بن الحسن الأزدي البصري، ومحمد بن جهضم البصري، ومحمد بن مجير بن علي الرعيني، ومحمد بن أسامة المدني، ومحمد بن عامر، ومحمد بن عمر الواقدي، ومحمد بن مسلمة بن محمد بن هشام بن إسماعيل بن الوليد بن المغيرة المخزومي، ومحمد بن عيسى المروزي، ومحمد بن مروان السدي، ومحمد بن الأشعر اللخمي، ومحمد بن أسماء بن عبيد أخو جويرية، ومحمد بن إسحاق اللؤلؤي، ومحمد بن شجاع بن نبهان، ومحمد بن موسى أبو غرقة الأنصاري، ومحمد بن النضر البكري، ومحمد بن مقاتل العباداني، ومحمد بن عبد الوهاب الحازمي، ومحمد بن الحجاج بن المظفر، ومحمد بن مصعب القرقساني، ومحمد بن زنبور المكي، ومحمد بن المستام الحراني، ومحمد بن المبارك الصوري، ومحمد بن معاوية أبو علي النيسابوري، ومحمد بن زياد الأسدي، ومحمد بن سليمان بن فليح، ومحمد بن معاوية أبو سليمان الأطرابلسي، ومحمد بن سعيد مولى سفينة، ومحمد بن كثير بن أبي عطاء المصيصي، ومحمد بن سكين بن أبي الرجال الكوفي، ومحمد بن الحسين بن علي بن عبد الحميد أبو غسان المدني، ومحمد بن بلال التميمي البغدادي، ومحمد بن رمح بن المهاجر التجيبي، ومحمد بن عبد الرحمن بن رداد المدني، ومحمد بن غرير الزهري، ومحمد بن منادر البصري، ومحمد بن عبيد القرشي، ومحمد بن أبي الخصب الأنطاكي، ومحمد بن المغيرة المخزومي أخو يحيى، ومحمد بن بكير الحضرمي، ومحمد بن فضيل بن عياض الزاهد، ومحمد بن مالك ابن أنس، ومحمد بن عثمان القرشي، ومحمد بن عبد الله بن المستنير الجزري، ومحمد ابن عدي بن أبي بكر الزهري، ومحمد بن عمر بن الوليد السكري، ومحمد ابن عيسى بن الطباع، ومحمد بن حيان أبو الأحوص البغدادي، ومحمد بن عثمان بن محمد بن ربيعة الرأي، ومحمد بن يحيى الإسكندراني، ومحمد ابن حرب بن سليم، ومحمد بن حرب بن قطن بن قبيصة الهلالي، ومحمد ابن علي بن أبي خداش الموصلي، ومحمد بن سلمة الحراني، ومحمد بن عليم، ومحمد بن خالد بن حرملة العبدي، ومحمد بن عطاء القرشي، ومحمد بن حميد أبو سفيان المعمري، ومحمد بن إسحاق بن يسار صاحب السير، ومحمد بن عبيد الله المصيصي، ومحمد بن مخلد الرعيني، ومحمد ابن سهم الحجازي، ومحمد بن مخلد العبدي، وموسى بن طارق أبو قرة، وموسى بن سليمان أبو سليمان الجوزجاني، وموسى بن سلمة خال سعيد بن أبي مريم، وموسى بن محمد الأنصاري، وموسى بن عقبة المدني، وموسى ابن إبراهيم أبو عمران المروزي، وموسى بن إبراهيم الخراساني، وهو غير الذي قبله، وموسى بن إبراهيم البخاري، وموسى بن داود الضبي، وموسى بن أبي علقمة عبد الله بن محمد بن أبي فروة، وموسى بن أبي بكر التيمي وقيل: موسى بن أبي بكر بن عبد الله بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، ومنصور بن سلمة أبو سلمة الخزاعي، ومنصور بن يعقوب بن أبي نويرة الكوفي، ومنصور بن إسماعيل التلي والد أحمد، ومنصور بن عبد الرحمن وقيل: ابن عبد الرحيم، ومالك بن إبراهيم النخعي، ومالك بن سلام، ومالك بن سعير بن الخمس، ومعافى بن عمران الموصلي، ومعافى بن عمران الظهري الحمصي، ومعافى بن محمد أبو معدان الأزدي الموصلي، ومخلد بن يزيد الحراني، ومخلد بن أبان البنا، ومخلد بن خداش أبو خداش، ومروان بن محمد المطاطري، ومروان بن محمد البخاري، ومروان ابن محمد الموصلي، ومغيرة بن الحسن الهاشمي، ومغيرة بن عبد الرحمن أبو هاشم المخزومي، ومغيرة بن صقلاب الحراني، ومقاتل بن إبراهيم البلخي، ومقاتل بن سليمان بن ميمون الخراساني، ومهدي بن إبراهيم البلقاوي، ومهدي بن هلال الراسبي، ومصعب بن إبراهيم القرشي الواسطي، ومبارك ابن مجاهد أبو الأزهر، ومبارك بن عبد الله أبو أمية المختط، ومسعدة بن اليسع ابن قيس، ومسعدة بن صدقة، ومفضل بن صدقة أبو حماد الحنفي، ومفضل ابن فضالة المصري، ومحرز بن عون، ومحرز بن سلمة العدني، ومعلى بن الفضل البصري، ومسلمة بن ثابت، ومنبه بن عثمان الدمشقي، ومندل بن علي العنزي، ومسكين بن بكير، ومعمر بن راشد أبو عروة، ومعمر بن مخلد السروجي، ومسلم بن خالد الزنجي، ومجاعة بن الزبير أبو عبيدة، ومسيب بن سعيد الشقري التميمي، ومعاوية بن يسار أبو عبد الله الوزير، ومعاوية بن عبد الله الأسواني، ومرداس بن محمد أبو بلال الأشعري، ومهران أبو عمر الرازي، ومبشر بن إسماعيل البلخي، ومنجاب بن الحارث الكوفي، ومثنى بن سعيد القصير، ومنيع بن ماجد أبو مطر الصنعاني، ومرزوق بن محمد، وماضي بن محمد، والنعمان بن ثابت أبو حنيفة الإمام، ونوح بن أبي مريم أبو عصمة الجامع، ونوح بن يزيد المؤدب، ونوح بن ميمون، ونصر ابن عبيد الله أبو غالب الأزدي، والنضر بن شميل، والنضر بن طاهر أبو الحجاج البصري، ونصر بن ثابت أبو سهل الخراساني، ونصر بن زيد المجدر، ونصر بن عيسى، ونصر بن سلامة المدني، ونوفل بن الفرات، ونبيه بن سعيد اللخمي، ونعيم بن حماد المروزي، ووثيمة بن موسى بن الفرات المصري، والهيثم بن عدي الطائي، والهيثم بن جميل، والهيثم بن خارجة، والهيثم بن خالد الكوفي الخشاب، والهيثم بن حبيب بن غزوان سكن مصر، والهيثم بن يمان أبو بشر الرزاي، وهشام بن بهرام أبو محمد المدائني، وهشام ابن سليمان المكي، وهشام بن عبد الله بن عكرمة المخزومي، وهارون بن عبد الله الزهري، وهارون بن سعيد المصيصي، وهارون بن علي بن عبد الله الحضرمي، وهارون الرشيد أمير المؤمنين، وهاشم بن القاسم أبو النصر، وهشيم بن بشير الواسطي، وهياج بن بسطام الهروي، وهلال بن خالد، ويحيى بن سليم الطائفي، ويحيى بن نصر بن حاجب القرشي، ويحيى بن مالك بن أنس، ويحيى بن عبد الله بن الضحاك البابلي، ويحيى بن عبد الصمد بن معتل بن منبه الصنعاني، ويحيى بن ثابت العبدي، ويحيى بن المبارك الصنعاني صنعاء دمشق، ويحيى بن صالح الوحاظي، ويحيى بن سلام البصري، ويحيى بن السكن، ويحيى بن غيلان أبو الفضل، ويحيى بن عبد الملك الهديري، ويحيى بن أبي بكير قاضي كرمان، ويحيى بن محمد الجاري، ويحيى بن عنبسة البغدادي، ويحيى بن حسان التنيسي، ويحيى بن خلف الطرسوسي، ويحيى بن يوسف الزمي، ويحيى بن مسلمة بن قعنب، ويحيى ابن راشد، ويحيى بن عباد أبو عباد البصري، ويحيى بن الضريس الرازي، ويحيى بن محمد بن عباد السجزي، ويحيى بن سليمان بن خراش بن سليمان بن نضلة الخزاعي، ويحيى بن الحسين العلوي، ويحيى بن صالح الجريري، ويحيى بن عبد الحميد الحماني، ويحيى بن الزبير بن عباد بن عبد الله بن الزبير، ويحيى بن بشر أبو الهياج المارني، ويحيى بن سعيد الأموي، ويحيى بن عبد الله خاقان، ويحيى بن سليمان أبو سعيد الجعفي، ويحيى بن سابق، ويوسف بن الحسن أبو الحسن، ويوسف بن أبي يوسف القاضي، ويوسف بن يونس الأفطس، ويوسف بن عمرو بن يزيد المصري، ويوسف بن عدي أخو زكريا، ويعقوب بن الوليد المدني، ويعقوب بن إبراهيم أبو يوسف القاضي، ويعقوب بن إسحاق الحضرمي، ويعقوب بن محمد بن عيسى الزهري، ويعقوب بن عبد الوهاب الزبيري، ويعقوب بن عبد العزيز بن المغيرة، ويعقوب بن إسحاق القلزمتي، ويزيد بن أبي حكيم العدني، ويزيد بن هارون، ويزيد بن سعيد الإسكندراني، ويزيد بن مروان الخلال، ويزيد بن مفلس الباهلي، ويزيد بن مخلد الهروي، ويونس بن هارون الأزدي الشامي، ويونس بن عبد الله بن سالم الخياط، ويعيش بن هشام القصار، وأبو بكر بن شعيب، وأبو الهيثم العبدي، وأبو بكر بن مقاتل الفقيه، وأبو بكر شيخ محمد بن عائذ الدمشقي، وأبو بكر العمري، وأبو أسلم الحمصي، وأبو معاذ، وأبو عروة الزبيري، وأبو بكر بن أبي زيد الزبيري، وأبو قرة الأخميمي، وأبو جعفر الأزهري، وأبو الخطاب المغربي، وأبو عثمان الأموي، وأبو عثمان السروحي، وأبو سليمان التميمي، وابن أشرس إن لم يكن عبد الرحمن فلا أدري، والعمري قاضي طرسوس، وابنة مالك عن أمها زوج إسماعيل بن أبي أويس.
زاد الحافظ أبو القاسم بن الطحان في كتابه «الرواة عن مالك بن أنس»:
إبراهيم بن مسلمة بن قعنب أخو إسماعيل وعبد الله ويحيى، وإبراهيم بن المهدي أمير المؤمنين عرف بابن شكلة، وإبراهيم بن محمد التيمي، وإبراهيم المقرئ، وإبراهيم بن خالد، وأحمد بن يحيى المسعودي، وأحمد بن حسين المهلبي، وإدريس بن يحيى الخلولاني، وآدم بن عيينة أخو سفيان، وأمية بن فروخ أبو عبد الله المدني، وترفل بن داود الأزدي المروزي، وثابت بن يعقوب بن هرمز، وثابت بن مالك، وجعفر بن يحيى الكندي، وجبير بن خالد المدني، والحكم بن عبد الرحمن بن بشر بن الحكم، والحكم بن سليمان المخزومي، والحكم بن عتبة الزهري، والحسن بن هانئ أبو نواس الشاعر، والحسن بن قتيبة الخزاعي، والحارث بن مسكين القاضي، وحمزة بن حبيب الزيات، وحاتم بن زكريا، وخلف بن محرز، وداود بن جعفر بن أبي معمر الأندلسي، وزيد بن شابور، وزيد بن عبد الله الخزاعي، وزيد بن المغلس، وزيد بن بشر الحضرمي أبو اليسر، وسعيد بن عبد الله المعافري، وسليمان بن برد بن نجيح، وسيف بن هارون، وشابور البربري الشاعر، وصالح بن نصر، وصدقة بن إسحاق، وطلق بن غنام، وعبد الله بن عتيق المدني، وعبد الله بن فروخ الإفريقي، وعبد الله بن عبد الحميد، وعبد الله بن عبد الرحمن الجزري، وعبد الله بن مالك بن أبي عامر القرشي، وعبد الله بن سيف الأزدي، وعبد الله بن الربيع، وعبد الرحمن بن أحمد بن عقبة أبو سليمان الداراني، وعبد الرحمن بن أبي الغمر، وعبد الرحمن بن عبد ربه بن تيم اليشكري، وعبيد الله بن عمر القواريري، وعبد العزيز بن منصور اليحصبي، وعبد السلام بن محمد بن بكر المرادي، وعبد الحميد بن الضحاك الخولاني، وعبد الحميد بن الحسن، وعبد المؤمن بن علي الزعفراني، وعبد الجبار بن عمر، وعمر بن حفص، وعمر بن داو، وعمر بن عثمان الزهري، وعثمان بن مكتل، وعثمان بن العباس لم ينسب بأكثر من هذا، وعلي بن أبي الزعزاع، وعلي بن وثاب، وعلي بن عبد الرحمن المعنى، وعباس بن عنقود الأيلي، وعباس بن محمد المرادي، وعمرو بن عامر، وعيسى بن كنانة كاتب مالك بن أنس، وعيسى بن المبارك، وعيسى بن المغيرة، وعامر بن أبي جعفر كان بقرطبة معلما، قال: أبو عمر: روى عنه أبان بن عيسى إن لم يكن ابن أبي جعفر فلا أدري من هو، وعامر بن عبد الله الغافقي أبو وهب، وعامر بن سيار، وعون بن حكيم، والعلاء بن عبد الجبار، وعفان بن مسلم، والغاز بن قيس الأندلسي - يعني أحد رواة «الموطأ» -، والفضل بن موسى السيناني، والفضل بن عبيد، والفضل بن عياش، والفضل بن بكر، وفطر بن محمد الكواري، والقاسم بن عيسى، وقرعوس بن العباس، وليث بن الحارث، ومحمد بن الحسن بن اتش الصنعاني، ومحمد بن صفوان، ومحمد بن عمر الخزاعي، ومحمد بن عمران بن أبي ليلى القاضي، ومحمد بن عبد الله المطماطي، ومعلى بن الوليد، ومالك بن سعيد بن مساحق، ومالك بن سلام المديني، ومسدد بن مسرهد، ومزيد ومنتصر بن عبد الله الخولاني، ونصر بن إبراهيم، ونصير بن إبراهيم بن سنان الواسطي، ونبيه بن مرة الكلابي، ونافع بن يزيد، ووهب بن وهب أبو البختري، والهيثم بن مروان، وهشام بن إسحاق العامري، وهاشم ابن محمد الربعي، ويحيى بن يزيد عبد الملك الثوقلي، ويحيى بن مضر الأندلسي الشقندي، ويحيى بن العريان الهروي، ويونس بن تيم المرادي، ويعيش بن الوليد الحابوري، ويعلى بن عبيد، وأبو القاسم الزواوي، وأبو صالح القيسي، وأبو صالح بن عبد القدوس، وأبو الوليد، وأبو عفان، وأبو خليد، وأبو عثمان المري، وأبو عثمان ابن بنت عقيل بن خالد، وأبو سعيد الأنماطي، وابن عباد بن هانئ السجزي، وأبو حسان القاضي، ورجل من آل عمر بن الخطاب، ورجل من بني يربوع، وأخت مالك بن أنس، وأمة العزيز امرأة أيوب بن صالح، ورائطة، وحمادة أم بدر الأسيدية.
زاد أبو العباس أحمد بن الحسين بن جعفر العطار المصري النحالي في كتاب «من روى عن مالك بن أنس الإمام»: وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وإبراهيم بن سعد بن إبراهيم، وإبراهيم بن سلمة بن زريق بن مليان الزهري، وإبراهيم بن حبيب وصي مالك، وإبراهيم بن يحيى بن محمد بن عبد الله بن عباس.
زاد أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان في كتابه «الرواة عن مالك»: ورياح بن يزيد اليمني، ويحيى بن ثابت الجندي، وإسحاق بن إبراهيم بن نسطاس، وعبد الله بن معاذ الصنعاني، ومرحوم بن عبد العزيز العطار.
وزاد ابن بشكوال في كتاب «من روى الموطأ عن مالك»: ثابت بن يعقوب، وخلف بن جبير بن فضالة الأنصاري، وعبد الله بن عمر بن غانم قاضي إفريقية، وعيسى بن ناصح الأندلسي.
وفي «تاريخ ابن الفرضي»: وعبد الرحمن بن عبد الله الأشبوني الأندلسي، وسعيد بن أبي هند وكان مالك يسميه حكيم الأندلس، وذكر في حرف العين أيضا: عبد الرحمن بن أبي هند وقال: سمع من مالك، وكان مالك يسميه حكيم الأندلس، ثم ذكر كلاما، وقال: وقد مر مثل هذه الحكاية لسعيد بن أبي هند فلا أدري أهما رجلان أم رجل واحد اختلف في اسمه؟ وقد قيل فيه: عبد الوهاب بن أبي هند الذي كان يسميه مالك حكيم الأندلس، وشبطون بن عبد الله الطليطلي واسمه زياد، وحفص بن عبد السلام السرقسطي، وأخوه حسان بن عبد السلام.
وزاد أبو سعيد ابن يونس: عباس بن الوليد، ويحيى بن يزيد بن حماد بن إسماعيل المرادي، وإسماعيل بن سالم والد محمد بن إسماعيل الصائغ، ذكره البرداني في «كتاب الرؤيا»، وموسى بن إبراهيم الدمياطي، ذكره ابن عساكر في الثامن من «الغرائب»، وعبد الله بن دينار الحمصي، وذكره أبو الحسن بن فهر الحافظ.
وممن روى عنهم مالك من تصنيف مسلم بن الحجاج القشيري: محمد ابن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة، ومحمد بن أبي حرملة المديني، ومحمد بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، ومحمد بن يوسف الأعرج، ومحمد بن عمرو بن طلحة، ومحمد بن عبد الله بن أبي مريم، ومحمد بن عجلان، وعاصم بن عبيد الله بن عصام، وعبد الله بن طاوس، وعبد الله بن إدريس الأودي، وعبد الملك بن قرير أخو عبد العزيز، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعبد الرحمن بن أبي عمرة، وعبد الرحمن بن عبد الله المجبر، وعبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي، وعبد الوهاب بن بخت، وإسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص، وأيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد بن العاص، ويحيى بن محمد بن طحلاء، وعمرو بن عبيد الله الأنصاري، وعمرو بن الحارث المصري، وعمر بن عبد الرحمن بن دلاف، وعمر بن حسين مولى عائشة، وعمر بن مسلم بن أكيمة، وعمر بن محمد بن زيد العسقلاني، وعمارة بن غزية، وعمارة بن عبيد الله بن معاذ، وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، وسعد بن عمر بن سليم، وسلمة بن صفوان، وناخ عم أنس بن مالك، ويزيد بن القعقاع أبو جعفر القارئ، ويزيد بن أبي زياد، ويوسف بن يونس بن حماس، والحسين بن زيد والي المدينة، وعروة بن أذينة الليثي، والصلت بن زبيد بن الصلت، [] بن طلحة أبي عرفة التميمي، وعفيف بن عمرو السهمي، وقال عنه مالك: عفيف بن عمرو بن المسيب، وعثمان بن حفص بن عمر بن جنادة، والجرير بن عبد الله، وأبي عبيدة بن محمد بن عمار بن ياسر، روى عنه مالك حديثا ولا نعلم أهو مسموع أم لا؟ والضحاك بن عثمان الحزامي، وزفر بن عاصم، وحارثة بن يسار الجزري، وزريق بن حكيم الأيلي.
وقال ابن أبي خيثمة: ثنا مصعب بن عبد الله، ثنا أبي، عن أبيه مصعب بن ثابت بن عبد الله بن الزبير قال: ذكر لعامر بن عبد الله بن الزبير مالك بن أنس وأعمامه وأهل بيته، فقال: أما إنهم من اليمن من العرب ذو قرابة بالنضر، وثنا إبراهيم بن المنذر، سمعت سفيان بن عيينة يقول: أخذ مالك ومعمر عن الزهري عرضا وأخذت سماعا، قال يحيى بن معين: [] ثقة، قال: وسمعت يحيى يقول: هو في نافع أثبت من عبيد الله بن عمر وأيوب.
وعن الشافعي: قيل لمالك: عند ابن عيينة أحاديث ليست عندك عن الزهري. قال: وأنا أحدث عن الزهري بكل ما سمعت.
وعن ابن وهب قال: حججت سنة ثمان [] صالح... الناس إلا مالك بن أنس وابن أبي سلمة.
قال البخاري عن إبراهيم بن المنذر: ثنا أبو بكر، ثنا سليمان، عن الربيع بن مالك بن أبي علي، عن أبيه قال لي عبد الرحمن بن عثمان بن عبيد هو ابن أخي طلحة بن عبيد الله التيمي - ونحن بطريق مكة -: يا مالك، هل لك إلى ما دعانا إليه غيرك فأبينا أن يكون ديننا دينك وهدينا هديك [] مائل نحو صوته [] قال: فأجبته إلى ذلك.
وعن شعبة قال: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنة فرأيت مالكا له حلقة، قال: علي: وقال غيره: كانت الحلقة لغيره، وكان مالك يجلس فيها، وقال ابن عيينة: كان مالك إماما.
وقال يحيى بن سعيد: كان مالك إماما في الحديث.
وفي كتاب «الإحكام» لابن حزم: لا خلاف بين أحد من أهل العلم بالأخبار أن مالكا ولد سنة ثلاث وتسعين من الهجرة. انتهى كلامه، وفيه نظر لما نذكره بعد.
وقال ابن الحلط يمدح مالكا من أبيات:

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 11- ص: 1

مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل
بن عمرو بن ذي أصبح وأم مالك العالية بنت شريك بن عبد الرحمن بن شريك الأزدية وكان أبو عامر جده حليف عثمان بن عبيد الله التيمي كنيته أبو عبد الله من أهل المدينة
يروي عن الزهري ونافع وعبد الله بن دينار كان مولده سنة ثلاث أو أربع وتسعين وقد قيل إن أمه كانت حاملا به ثلاث سنين ومات سنة تسع وسبعين ومائة ودفن بالبقيع روى عنه الثوري والأوزاعي والليث بن سعد والحمادان وابن عيينة وكان مالك رحمه الله أول من انتقى الرجال من الفقهاء بالمدينة وأعرض عمن ليس بثقة في الحديث ولم يكن يروي إلا ما صح ولا يحدث إلا عن ثقة مع الفقه والدين والفضل والنسك وبه تخرج الشافعي رحمه الله وإياه ينص ومذهبه كان ينتحل حيث كان بالعراق قديما قبل دخوله مصر ضربه جعفر بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس سبعين شوطا وكان على المدينة لفتياه يمين المكره فمسح مالك ظهره عن الدم ودخل المسجد وصلى وقال لما ضرب سعيد بن المسيب فعل مثل ذلك

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 7- ص: 1

مالك بن أنس (ع)
ابن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث، الإمام الحافظ، شيخ الإسلام، وفقيه الأمة، أبو عبد الله الأصبحي المدني الفقيه، إمام دار الهجرة، وهم حلفاء عثمان بن عبيد الله التيمي أخي طلحة.
حدث عن: نافع، والمقبري، ونعيم المجمر، والزهري، وعامر بن عبد الله بن الزبير، وابن المنكدر، وعبد الله بن دينار، وخلق.
وعنه: ابن المبارك، والقطان، وابن مهدي، وابن وهب، وابن القاسم، والقعنبي، وعبد الله بن يوسف، وسعيد بن منصور، ويحيى بن يحيى النيسابوري، ويحيى بن يحيى الأندلسي، ويحيى بن بكير، وقتيبة، وأبو مصعب الزهري، وخلائق خاتمتهم أبو حذافة السهمي.
وقد رأى مالكٌ عطاء بن أبي رباح لما قدم المدينة.
قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: من أثبت أصحاب الزهري؟ قال: مالك أثبت في كل شيء.
وكان ابن مهدي لا يقدم على مالك أحداً ويقول: هو أفقه من الحكم، وحماد.
وقال الشافعي: إذا ذكر العلماء فمالك النجم، ولولا مالك وابن عيينة لذهب علم الحجاز.
وقال ابن وهب: لولا مالك، والليث لضللنا.
وقال شعبة: قدمت المدينة بعد موت نافع بسنةٍ، فإذا لمالك حلقة.
وقال مالك: ما أفتيت حتى شهد لي سبعون أني أهل لذلك.
وقال الشافعي: ما في الأرض كتاب في العلم أكثر صواباً من ’’موطأ’’ مالك.
وقال ابن عيينة لما بلغه نعي مالك: ما ترك على ظهر الأرض مثله
وقال ابن معين: مالك أحب إلي في نافع من أيوب وعبيد الله.
وقال وهيب: إمام أهل الحديث مالك.
وقال إسماعيل بن أبي أويس: كان خالي مالك لا يفتي حتى يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
وقال أبو بكر الشافعي عن إسماعيل القاضي: سمعت أبا مصعب يقول: لم يشهد مالك الجماعة خمساً وعشرين سنة فقيل له: ما يمنعك؟ قال: مخافة أن أرى منكراً فأحتاج أن أغيره.
وقال ابن وهب: حججت سنة ثمانٍ وأربعين [ومئة]، وصالحٌ يصبح: لا يفتي الناس إلا مالك، وعبد العزيز الماجشون.
وقال أبو حاتم ابن حبان البستي: كان مالك - رحمه الله - من سادات أتباع التابعين، وجلة الفقهاء والصالحين، ممن كثرت عنايته بالسنن، وجمعه لها، وذبه عن حريمها، وقمعه من خالفها أو رام مباينتها، مؤثراً لسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على غيرها من المخترعات الداحضة، قائلاً بها دون الاعتماد على المقايسات الفاسدة.
وقال معن: كان مالك يتحفظ من الياء والتاء في حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .
عاش مالك ستاً وثمانين سنة.
وولد سنة ثلاث وتسعين على الأصح، وقيل: سنة اثنتين، وقيل: سنة ست.
ومات سنة تسع وسبعين ومئة. رحمة الله عليه.

  • مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 1- ص: 1

مالك بن أنس بن مالك

  • مؤسسة الكتب الثقافية - بيروت - لبنان-ط 1( 1985) , ج: 1- ص: 1

مالك بن أنس بن أبي عامر أبو عبد الله الأصبحي
ما ذكر من علم مالك بن أنس وفقهه
حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ذكره أبي رحمه الله قال حدثني عبد الرحمن بن عمر رستة قال سمعت بن المهدي يقول وقيل له يا أبا سعيد بلغني أنك قلت مالك بن أنس أعلم من أبي حنيفة فقال ما قلته بل أقول أنه أعلم من أستاذ أبي حنيفة يعني حماداً حدثنا عبد الرحمن قال ذكره أبي رحمه الله نا العباس بن الوليد بن مزيد أخبرني عبيد بن حبان أو غيره عن بن لهيعة قال قدم علينا بكر بن سوادة فقلت له من خلفت لعلم أهل الحجاز قال غلام من ذي أصبح يعني مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا بشر بن مطر الواسطي بسامرا نا سفيان يعني بن عيينة عن بن جريج عن أبي الزبير عن أبي صالح عن أبي هريرة قيل له يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم يوشك أن يضرب الناس أكباد الإبل يطلبون العلم فلا يجدون عالماً أعلم من عالم المدينة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد نا أبو عبد الله الطهراني قال قال عبد الرزاق كنا نرى أنه مالك بن أنس يعني قوله لا تجدوا عالماً أعلم من عالم المدينة حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا عبد الملك بن أبي عبد الرحمن قال سمعت علي بن المديني يقول كان عبد الرحمن بن مهدي يقول مالك أفقه من الحكم وحماد حدثنا عبد الرحمن نا الربيع بن سليمان المرادي قال سمعت الشافعي يقول لولا مالك وسفيان لذهب علم الحجاز حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي ما في الأرض كتاب من العلم أكثر صواباً من موطأ مالك حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى نا خالد بن نزار قال بعث أبو جعفر إلى مالك حين قدم فقال له إن الناس قد اختلفوا بالعراق فضع للناس كتاباً تجمعهم عليه فوضع الموطأ حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم قال سمعت الشافعي يقول قال لي محمد بن الحسن أيهما بالقرآن أعلم صاحبنا أو صاحبكم يعني أبا حنيفة ومالك بن أنس قلت على الإنصاف قال نعم قلت فأنشدك الله من أعلم بالقرآن صاحبنا أو صاحبكم قال صاحبكم يعني مالكاً قلت فمن أعلم بالسنة صاحبنا أو صاحبكم قال اللهم صاحبكم قال فأنشدك الله من أعلم بأقاويل أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والمتقدمين صاحبنا أو صاحبكم قال صاحبكم قال الشافعي فقلت لم يبق إلا القياس والقياس لا يكون إلا على هذه الأشياء فمن لم يعرف الأصول فعلى أي شيء يقيس.
باب ما ذكر من صحة حديث مالك وعلمه بالآثار
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر يعني أحمد بن عمر بن السرح نا أيوب بن سويد الرملي قال ما رأيت أحداً قط أجود حديثاً من مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو غسان يوسف بن موسى التستري نا أبو داود الطيالسي قال قال وهيب يعني بن خالد أتينا الحجاز فما سمعنا حديثاً ألا تعرف وتنكر إلا مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدمي قال سمعت القعنبي قال كنا عند حماد بن زيد وجاءه نعي مالك فقال رحم الله أبا عبد الله ما خلف مثله حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت عبد الرحمن قال أخبرني وهيب أنه قدم المدينة قال فلم أر أحداً إلا وأنت تعرف وتنكر غير مالك ويحيى بن سعيد حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن يحيى أخبرني عبد السلام بن عاصم قال سمعت إبراهيم بن موسى يقول قال بن المديني كان مالك صحيح الحديث حدثني بن داود القزاز ثنا أبو داود ثنا بن الماجشون عن سالم أبي النضر عن عائشة قالت صلى على بن بيضاء في المسجد فقال له إنسان كان مالك يروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى عليه في المسجد قال فمالك والله أعلم بالحديث مني والله ما علمناه إلا بعفاف وصلاح حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني قال سمعت نعيم بن حماد يقول سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما أقدم على مالك في صحة الحديث أحداً حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان مالك إماماً في الحديث حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال قال الشافعي إذا جاء الأثر فمالك النجم حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول إذا جاء الحديث عن مالك فشد به يدك حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت الشافعي يقول كان مالك إذا شك في بعض الحديث طرحه كله حدثنا علي بن الحسن الهسنجاني ثنا أحمد بن صالح ثنا يحيى بن حيان قال كنا عند وهيب فذكر حديثاً عن بن جريج ومالك بن أنس عن عبد الرحمن بن القاسم فقلت لصاحب لي اكتب بن جريج ودع مالكاً وإنما قلت ذلك لأن مالكاً يومئذ حي فسمعها وهيب فقال تقول دع مالكاً ما بين شرقها وغربها أحد آمن عندنا على ذلك من مالك والعرض على مالك أحب إلي من السماع من غيره حدثنا صالح بن أحمد بن حنبل ثنا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول ما في القوم أصح حديثاً من مالك يعني بالقوم الثوري وابن عيينة قال ومالك أحب إلي من معمر حدثنا محمد بن إبراهيم بن شعيب عن عمرو بن علي الصيرفي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول حدثنا مالك عن نافع ثم قال هو أثبت من عبيد الله وموسى بن عقبة وإسماعيل بن أمية حدثنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال قلت لأحمد بن حنبل مالك بن أنس أحسن حديثاً عن الزهري أو سفيان بن عيينة قال مالك أصح حديثاً قلت فمعمر فقدم مالكاً عليه إلا أن معمراً أكثر حديثاً عن الزهري حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قلت لأبي أيما أثبت أصحاب الزهري قال مالك أثبت في كل شيء حدثنا الحسين بن الحسن قال سألت يحيى بن معين فقلت من أثبت أصحاب الزهري في الزهري فقال مالك بن أنس قلت ثم من قال معمر أخبرنا أبو بكر بن أبي خثيمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول أثبت أصحاب الزهري مالك ومالك في نافع أثبت عندي من عبيد الله بن عمر وأيوب السختياني ذكر أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال مالك بن أنس ثقة وهو أثبت في نافع من أيوب وعبيد الله بن عمر وليث بن سعد وغيرهم حدثنا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن علي قال أثبت من روى عن الزهري ممن لا يختلف فيه مالك بن أنس حدثنا هارون بن معروف قال قال ابن المبارك أصحاب الزهري ثلاثة مالك وسفيان يعني ابن عيينة ومعمر حدثنا علي بن الحسن حدثني أبو بكر بن أخت مروان الفزاري قال سمعت أحمد بن حنبل يقول إذا لم يكن في الحديث إلا الرأي فرأي مالك حدثنا محمد بن يحيى أخبرني عبد السلام بن عاصم قال قلت لأحمد بن حنبل يا أبا عبد الله رجل يحب أن يحفظ حديث فقال يحفظ حديث مالك قلت فرأى مالك قال رأي مالك سمعت أبي يقول مالك بن أنس ثقة إمام الحجاز وهو أثبت أصحاب الزهري وإذا خالفوا مالكاً من أهل الحجاز حكم لمالك ومالك نقي الرجال نقي الحديث وهو أنقى حديثاً من الثوري والأوزاعي وأقوى في الزهري من ابن عيينة وأقل خطأ منه وأقوى من معمر وابن أبي ذئب سئل على ابن المديني من أثبت أصحاب نافع قال مالك وإتقانه وأيوب وفضله وعبيد الله وحفظه ذكر عبد الله بن أبي عمر البكري قال سمعت عبد الملك بن عبد الحميد الميموني الرقي قال سمعت أحمد بن حنبل غير مرة يقول كان مالك بن أنس من أثبت الناس في الحديث ولا تبالي أن لا تسأل عن رجل روى عنه مالك بن أنس ولا سيما مديني وقال يحيى بن معين أتريد أن تسأل عن رجال مالك كل من حدث عنه ثقة إلا رجلاً أو رجلين كتب إلى يعقوب بن إسحاق الهروي ثنا عثمان بن سعيد الدارمي قال سألت يحيى بن معين قلت في الزهري يونس أحب إليك أو عقيل أو مالك فقال مالك حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني نظرت فإذا الإسناد يدور على ستة ثم صار علم هؤلاء الستة إلى أصحاب التصانيف ممن صنف فمن أهل الحجاز مالك بن أنس وابن جريج وسفيان بن عيينة ومحمد بن إسحاق.
باب ما ذكر من توقى مالك بن أنس عن الفتوى إلا ما يحسنه ويعلمه
حدثنا أحمد بن سنان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كنا عند مالك بن أنس فجاء رجل فقال يا أبا عبد الله جئتك من مسيرة ستة أشهر حملني أهل بلادي مسألة أسألك عنها قال فسل قال فسأل الرجل عن أشياء فقال لا أحسن قال فقطع بالرجل كأنه قد جاء إلى من يعلم كل شيء قال وأي شيء أقول لأهل بلادي إذا رجعت إليهم قال تقول لهم قال مالك بن أنس لا أحسن.
باب ما ذكر مما فتح الله على مالك بن أنس نزعه من القرآن
حدثنا عبد الرحمن نا أبي رحمه الله نا هارون بن سعيد الأيلي بمصر قال أخبرني خالد يعني بن نزار الأيلي قال ما رأيت أحداً أنزع بكتاب الله عز وجل من مالك بن أنس قال أبو محمد وقد رأى خالد سفيان الثوري وسفيان بن عيينة والليث بن سعد وغيرهم.
باب ما ذكر من تعاهد مالك في منزلة للقرآن
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال سمعت بن وهب قال قيل لأخت مالك بن أنس ما كان شغل مالك بن أنس في بيته قالت المصحف والتلاوة.
باب ما ذكر من معرفة مالك برواة الآثار وناقلتهم
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو زياد حماد بن زاذان نا بن مهدي يعني عبد الرحمن قال قال وهيب لمالك بن أنس لم أر أروى عن نافع من عبيد الله بن عمر إن كان حفظ فقال مالك صدقت قال وهيب وقلت لم أر أثبت عن نافع من أيوب فضحك مالك أي كأنه يريد مالك نفسه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا محمد بن المثنى ثنا بشر بن عمر قال نهاني مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى قلت من أجل القدر تنهاني عنه قال ليس في دينه بذاك حدثنا عبد الرحمن أنا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت إبراهيم بن عرعرة يقول سمعت يحيى بن سعيد القطان يقول سألت مالك بن أنس عن إبراهيم بن أبي يحيى أكان ثقة قال لا ولا ثقة في دينه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد ثنا علي بن زنجة ثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال كان مالك يثني على مسلم بن أبي مريم وقال كان لا يكاد يرفع حديثاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الرحمن نا أبو سعيد الأشج ثنا بن إدريس قال قلت لمالك بن أنس وذكر المغازي فقلت قال بن إسحاق أنا بيطارها فقال قال لك أنا بيطارها نحن نفيناه عن المدينة حدثنا عبد الرحمن نا مسلم بن الحجاج النيسابوري حدثني إسحاق بن راهوية نا يحيى بن آدم نا بن إدريس قال كنت عند مالك بن أنس فقال له رجل يا أبا عبد الله إني كنت بالري عند أبي عبيد الله يعني الوزير وثم محمد بن إسحاق فقال ابن إسحاق اعرضوا علي علم مالك فإني أنا بيطاره فقال مالك دجال من الدجاجلة يقول اعرضوا علي علي حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا يحيى بن عبد الله بن بكير أخبرني بن القاسم قال سمعت مالك يقول بقي بن شهاب وماله في الدنيا نظير حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي قال حدثني خالد بن نزار قال سمعت مالكاً يقول أول من أسند الحديث بن شهاب حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال قال الجعفي عن بشر بن عمر قال سمعت مالكاً يقول كنت إذا سمعت نافعاً يحدث عن بن عمر لا أبالي أن لا أسمعه من غيره حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي نا خالد بن نزار قال قال مالك بن أنس ما فعل القاسم بن مبرور قلت توفي قال كنت أحسب أنه يكون خلفاً من الأوزاعي حدثنا عبد الرحمن سمعت أبي يقول سمعت عبد العزيز الأويسي يقول لما خرج إسماعيل بن أبي أويس إلى حسين بن عبد الله بن ضميرة وبلغ مالكاً هجره أربعين يوماً قال أبو محمد هجره لأنه لم يرضاه حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن الوهبي نا عمي حدثني مالك بن أنس قال حدثني مخرمة بن بكير وكان رجلاً صالحاً حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن نا أبو زرعة نا عبد العزيز بن عمران المصري نا عبد الحميد بن الوليد عن عبد الرحمن بن القاسم قال سألت مالكاً عن بن سمعان فقال كذاب حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سمعت أحمد بن صالح يقول سمعت بن وهب يقول ما ذكر مالك بكير بن الأشج إلا قال كان من العلماء حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين ثنا يحيى بن عمر يعني بن جريج الرازي حدثني أبو ثابت يعني محمد بن عبيد الله المديني قال حدثني بن وهب عن مالك قال لم يكن عندنا أحد بالمدينة عنده من علم القضاء ما كان عند أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وكان قاضياً ولاه عمر بن عبد العزيز وكتب إليه أن يكتب له العلم من عند عمرة بنت عبد الرحمن والقاسم بن محمد فكتبه له ولم يكن على المدينة أنصاري أميراً غير أبي بكر بن حزم وكان قاضياً حدثنا عبد الرحمن نا موسى بن أبي موسى الكوفي الأنصاري نا إبراهيم بن المنذر قال حدثني معن بن عيسى قال كان مالك بن أنس إذا قيل له مغازي من نكتب قال عليكم بمغازي موسى بن عقبة فإنه ثقة حدثنا عبد الرحمن نا أبي قال سألت إسماعيل بن أبي أويس قلت هذا الذي يقول مالك بن أنس حدثني الثقة من هو قال هو مخرمة بن بكير بن الأشج حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد القطان قال رأيت مالك بن أنس في النوم فسألته عن هشام بن عروة فقال أما ما حدث به وهو عندنا فهو أي كأنه يصححه وما حدث به بعدما خرج من عندنا فكأنه يوهنه حدثنا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت مصعباً الزبيري يقول كان مالك بن أنس يوثق الدراوردي حدثنا عبد الرحمن نا محمد بن أحمد بن البراء قال قال علي بن المديني لم يكن بالمدينة أعلم بمذهب تابعيهم من مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على العباس بن محمد الدوري قال سمعت يحيى بن معين بلغنا عن مالك أنه قال عجباً من شعبة هذا الذي ينتقي الرجال وهو يحدث عن عاصم بن عبيد الله حدثنا عبد الرحمن ثنا أحمد بن سلمة النيسابوري نا محمد بن أبان البلخي الوكيعي نا عبد الرزاق قال قال مالك أي رجل معمر لو سلم من خصلة قالوا ما هي يا أبا عبد الله قال تفسير القرآن عن قتادة حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا هارون بن سعيد الأيلي بمصر قال سمعت بن وهب وذكر اختلاف الأحاديث والروايات فقال لولا أني لقيت مالكاً والليث لضللت حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي نا يعني بن المديني قال سمعت يحيى يقول سألت مالك بن أنس عن شعبة مولى بن عباس فقال لم يكن من القراء حدثنا عبد الرحمن نا صالح نا علي قال سمعت يحيى يقول سألت مالك بن أنس عن أبي جابر البياضي فقال لم يكن برضاً حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي قال سمعت يحيى قال سمعت مالكاً أو حدثني ثقة عنه قال لم يسمع سعيد بن المسيب من زيد بن ثابت حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المدني قال سألت يحيى عن محمد بن عمر بن علقمة قال ليس ممن تريد كان يقول أشياخنا أبو سلمة ويحيى بن عبد الرحمن بن حاطب قال يحيى وسألت مالكاً عنه فقال فيه نحوا مما قلت لك حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بشأنهم حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن بن عنبسة نا بشر بن عمر الزهراني قال قلت لمالك بن أنس لقي ثور بن زيد بن عباس فقال لا لم يلقه حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال قلت لمالك سمعت من بكير بن عبد الله بن الأشج فقال لا أعلمه حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن بشر قال سألت مالكاً عن محمد بن عبد الرحمن الذي يروي عن سعيد بن المسيب فقال ليس بثقة حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال قلت لمالك شعبة الذي روى عنه بن أبي ذئب فقال ليس بثقة حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال وسألت مالكاً عن صالح مولى التوءمة فقال ليس بثقة وبإسناده قال سألت مالكاً عن أبي الحويرث فقال ليس بثقة حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال وسألته يعني مالكاً عن رجل أخرت اسمه فقال هل رأيته في كتبي قلت لا قال لو كان ثقة رأيته في كتبي حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال وسألته يعني مالكاً عن حرام بن عثمان فقال ليس بثقة حدثنا عبد الرحمن نا حماد بن الحسن نا بشر بن عمر قال وسألت مالكاً عن هؤلاء الخمسة فقال ليسوا بثقة في حديثهم حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين بن الجنيد قال سمعت أحمد بن صالح يقول قال مالك بن أنس كان أصحاب ربيعة أربعة عبد الرحمن بن عطاء أضاع نفسه وكثير بن فرقد تقدم موته والثالث أخذ في الأغاليط قال أحمد يعني عبد العزيز بن أبي سلمة كان صاحب حجاج وكلام وسكت مالك عن الرابع وهو نفسه قال أحمد ولم يكن بينهم مثل مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا أبي أحمد بن خالد الخلال قال سمعت الشافعي يقول سئل مالك بن أنس عن بن شبرمة فقال كان مقارباً وسئل عن عثمان البتي فقال كان مقارباً.
باب ما ذكر من صلاح مالك بن أنس وعفافه وورعه
حدثنا عبد الرحمن نا سليمان بن داود القزاز نا أبو داود يعني الطيالسي قال نا الماجشون أنه ذكر مالكاً فقال والله ما علمناه إلا بصلاح وعفاف حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر قال سمعت عبد الله بن وهب يقول كان علم الناس يزيد وكان علم مالك ينقص في كل سنة من حديثه حدثنا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى نا بن وهب عن مالك قال دخلت على أبي جعفر مراراً وكان لا يدخل عليه أحد من الهاشميين وغيرهم إلا قبلوا يده فلم أقبل يده قط.
باب ما ذكر من استحقاق محبي مالك بن أنس السنة
حدثنا عبد الرحمن نا أبي ومحمد بن مسلم قالا سمعنا أبا زياد حماد بن زاذان قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول إذا رأيت حجازياً يحب مالك بن أنس فهو صاحب سنة وفي حديث محمد بن مسلم إذا رأيت المديني يحب مالكاً.
باب ما ذكر من جلالة مالك بمدينة الرسول وقدمه في العلم
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان الواسطي قال سمعت يزيد بن هارون يقول قال شعبة دخلت المدينة ونافع حي ولمالك حلقه حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت أبا مصعب يقول كانوا يزدحمون على باب مالك فيقتتلون على الباب من الزحام وكنا نكون عند مالك فلا يكلم ذا ذا ولا يلتفت ذا إلى ذا والناس قائلون برؤوسهم هكذا وكانت السلاطين تهابه وهم قائلون مستمعون وكان يقول في مسألة لا أو نعم ولا يقال له من أين قلت ذا حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت أبا مصعب يقول رأيت معناً يعني بن عيسى القزاز جالساً على العتبة وما ينطق مالك بشيء إلا كتبه حدثنا عبد الرحمن نا صالح قال نا علي قال قلت لسفيان رأيت مالكاً وهو يفتي قال نعم رأيته جاء إلى الزهري سنة ثلاث وعشرين وأحسب ما بلغ ثلاثين قال علي فحسبنا سن مالك تلك الساعة فقلت لسفيان كان ابن ثمان وعشرين قال نعم ولكنه قد كان جالس نافعاً قبل ذلك.
باب ما ذكر من عقل مالك من أنس وأدبه
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا أبو الطاهر يعني أحمد بن عمرو بن السرح نا أيوب بن سويد قال حدثنا من نصدق عن ربيعة أنه إذا رأى مالكاً قال قد جاء العاقل حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين نا عبد الله بن أحمد بن شبوية نا عمرو بن العباس الرزي قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول ما رأيت محدثاً أحسن عقلاً من مالك بن أنس حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني قال نا أبو مصعب قال ما سمعت مالكاً يقيم الناس قط إنما كان يقول إذا شئتم فارجعوا.
باب ما ذكر من مقاساة مالك في طلب العلم
حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا أحمد بن أبي الحواري قال حدثني مروان يعني بن محمد الطاطري عن مالك قال جالست بن هرمز ثلاث عشرة كنا نجلس في صحن مسجد النبي صلى الله عليه وسلم حتى اتخذت سراويل محشواً
باب ما ذكر من استقامة مالك بن أنس وحسن طريقته
حدثنا عبد الرحمن نا علي بن الحسين قال سمعت محمد بن رمح يقول رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام منذ أربعين سنة فقلت يا رسول الله مالك والليث يختلفان في المسألة فقال النبي صلى الله عليه وسلم مالك مالك مالك ورث جدي يعني إبراهيم صلى الله عليه وسلم حدثنا عبد الرحمن قال قرئ على يونس بن عبد الأعلى ثنا بشر بن بكر قال رأيت في النوم أني دخلت الجنة فرأيت الأوزاعي وسفيان الثوري ولم أر مالك بن أنس فقلت فأين مالك قالوا وأين مالك وأين مالك رفع مالك قال فما زال يقول وأين مالك رفع مالك حتى تسقط قلنسوته.
باب ما ذكر من كلام مالك بن أنس عند السلطان بالحق
حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا أبو يوسف محمد بن أحمد بن الحجاج الصيدناني الرقي نا أبو خليد يعني عتبة بن حماد القارئ الدمشقي عن مالك بن أنس قال قال لي أبو جعفر يعني عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس يوماً على ظهرها أحد أعلم منك قلت بلى قال فسمهم لي قلت لا أحفظ أسماءهم قال قد طلبت هذا الشأن في زمن بني أمية فقد عرفته أما أهل العراق فأهل كذب وباطل وزور وأما أهل الشام فأهل جهاد وليس عندهم كبير علم وأما أهل الحجاز ففيهم بقية علم وأنت عالم الحجاز فلا تردن على أمير المؤمنين قوله قال مالك ثم قال لي قد أردت أن أجعل هذا العلم علماً واحداً فأكتب به إلى أمراء الأجناد وإلى القضاة فيعلمون به فمن خالف ضربت عنقه فقلت له يا أمير المؤمنين أو غير ذلك قلت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في هذه الأمة وكان يبعث السرايا وكان يخرج فلم يفتح من البلاد كثيراً حتى قبضه الله عز وجل ثم قام أبو بكر رضي الله تعالى عنه بعده فلم يفتح من البلاد كثيراً ثم قام عمر رضي الله تعالى عنه بعدهما ففتحت البلاد على يديه فلم يجد بداً من أن يبعث أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم معلمين فلم يزل يؤخذ عنهم كابر عن كابر إلى يومهم هذا فإن ذهبت تحولهم مما يعرفون إلى ما لا يعرفون رأوا ذلك كفراً ولكن أقر أهل كل بلدة على ما فيها من العلم وخذ هذا العلم لنفسك فقال لي ما أبعدت القول أكتب هذا العلم لمحمد حدثنا عبد الرحمن نا أبي حدثني عبد المتعال بن صالح من أصحاب مالك قال قيل لمالك بن أنس إنك تدخل على السلطان وهم يظلمون ويجورون قال يرحمك الله فأين التكلم بالحق حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن سنان سمعت موسى بن داود قاضي طرسوس يقول سمعت مالك بن أنس يقول قدم علينا أبو جعفر أمير المؤمنين سنة خمسين ومائة فدخلت عليه فقال لي يا مالك كثر شيبك قلت يا أمير المؤمنين من أتت عليه السنون كثر شيبه قال يا مالك مالي أراك تعتمد على قول بن عمر من بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قلت يا أمير المؤمنين كان آخر من بقي عندنا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحتاج الناس فسألوه فتمسكوا بقوله فقال يا مالك عليك بما علمت أنه الحق عندك ولا تقولن علياً وابن عباس حدثنا عبد الرحمن نا أبي نا نصر بن علي نا الحسين بن عروة قال لما حج هارون وقدم إلى المدينة بعث إلى مالك بكيس فيه خمسمائة دينار فلما قضى نسكه وانصرف وقدم المدينة بعث إليه أن أمير المؤمنين يحب أن يزامل مالكاً إلى مدينة السلام فقال للرسول قل له أن الكيس بخاتمه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون قال فتركه.
باب ما ذكر من إمامة مالك بن أنس في العلم
حدثنا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن حنبل نا علي يعني ابن المديني قال سمعت يحيى بن سعيد يقول كان مالك إماماً في الحديث حدثنا عبد الرحمن حدثني أبي نا عبد الرحمن بن عمر الأصبهاني سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول أئمة الناس في زمانهم أربعة فذكر مالكاً بالحجاز
باب ما ذكر من جلالة مالك عند نظرائه
حدثنا عبد الرحمن نا سهل بن بحر العسكري ثنا إسحاق المروزي قال كنت عند حماد بن زيد فنعى له مالك بن أنس فقال أتحقق عندكم ذاك قالوا جاءت به كتب التجار فقال اللهم أحسن علينا الخلافة بعده.
باب ما ذكر من اتباع مالك لآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم ونزوعه عن فتواه عندما حدث عن النبي صلى الله عليه وسلم خلافه
حدثنا عبد الرحمن نا أحمد بن عبد الرحمن بن أخي بن وهب قال سمعت عمي يقول سمعت مالكاً سئل عن تخليل أصابع الرجلين في الوضوء فقال ليس ذلك على الناس قال فتركته حتى خف الناس فقلت له عندنا في ذلك سنة فقال وما هي قلت حدثنا الليث بن سعد وابن لهيعة وعمرو بن الحارث عن يزيد بن عمرو المعافري عن أبي عبد الرحمن الحبلي عن المستورد بن شداد القرشي قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يدلك بخنصره ما بين أصابع رجليه فقال إن هذا الحديث حسن وما سمعت به قط إلا الساعة ثم سمعته بعد ذلك يسأل فيأمر بتخليل الأصابع.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 1- ص: 1

مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر الأصبحي أبو عبد الله
حليف عثمان بن عبيد الله القرشي
روى عن الزهري وعبد الله بن دينار ونافع مولى بن عمر روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري وابن الهاد والثوري وشعبة ويحيى بن سعيد القطان وعبد الرحمن بن مهدي وسفيان بن عيينة ووكيع وابن المبارك وأبو نعيم سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد وروى عن مالك وهيب بن خالد وروح بن عبادة وعيسى بن يونس نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل نا علي يعني بن المديني قال سمعت عبد الرحمن بن مهدي يقول كان وهيب لا يعدل بمالك أحداً نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت سفيان بن عيينة يقول ما كان أشد انتقاد مالك للرجال وأعلمه بشأنهم نا عبد الرحمن نا صالح بن أحمد نا علي يعني بن المديني قال سمعت يحيى يعني بن سعيد يقول ما في القوم أصح حديثاً من مالك يعني بالقوم الثوري وابن عيينة ومالك أحب إلي من معمر نا عبد الرحمن نا علي بن الحسن الهسنجاني نا أحمد بن صالح نا يحيى بن حسان قال كنا عند وهيب فذكر حديثاً عن بن جريج ومالك عن عبد الرحمن بن القاسم فقلت لصاحب لي اكتب بن جريج ودع مالكاً وإنما قلت ذلك لأن مالكاً كان يومئذ حياً فسمعها وهيب فقال تقول دع مالكاً ما بين شرقها وغربها أحد آمن عندنا على ذلك من مالك وللعرض على مالك أحب إلي من السماع من غيره ولقد أخبرني شعبة أنه قدم المدينة بعد وفاة نافع بسنة وإذا لمالك حلقة نا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم بن شعيب نا عمرو بن علي الصيرفي قال سمعت عبد الرحمن يعني بن مهدي يقول حدثنا مالك عن نافع ثم قال هو أثبت من عبيد الله وموسى بن عقبة وإسماعيل بن أمية عن نافع نا عبد الرحمن أخبرنا حرب بن إسماعيل الكرماني فيما كتب إلي قال قلت لأحمد بن حنبل مالك بن أنس أحسن حديثاً عن الزهري أو سفيان بن عيينة فقال مالك أصح حديثاً قلت فمعمر فقدم مالكاً عليه إلا أن معمراً أكثر حديثاً عن الزهري نا عبد الرحمن انا عبد الله بن أحمد بن محمد بن حنبل فيما كتب إلي قال قلت لأبي أيما أثبت أصحاب الزهري قال مالك أثبت في كل شيء نا عبد الرحمن نا الحسين بن الحسن قال سألت يحيى بن معين فقلت من أثبت أصحاب الزهري في الزهري فقال مالك بن أنس قلت ثم من قال معمر نا عبد الرحمن قال ذكره أبي عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين أنه قال مالك بن أنس ثقة وهو أثبت في نافع من أيوب وعبيد الله بن عمر وليث بن سعد وغيرهم نا عبد الرحمن انا أبو بكر بن أبي خيثمة فيما كتب إلي قال سمعت يحيى بن معين يقول أثبت أصحاب الزهري مالك ومالك في نافع أثبت عندي من عبيد الله بن عمر ومن أيوب السختياني نا عبد الرحمن نا محمد بن إبراهيم نا عمرو بن علي قال أثبت من روى عن الزهري ممن لا يختلف فيه مالك بن أنس نا عبد الرحمن قال سمعت أبي يقول مالك بن أنس ثقة إمام أهل الحجاز وهو أثبت أصحاب الزهري وابن عيينة وإذا خالفوا مالكاً من أهل الحجاز حكم لمالك ومالك نقي الرجال نقي الحديث وهو أنقى حديثاً من الثوري والأوزاعي وأقوى في الزهري من بن عيينة وأقل خطأ منه وأقوى من معمر وابن أبي ذئب نا عبد الرحمن نا يونس بن عبد الأعلى قال سمعت الشافعي يقول إذا جاء الأثر فمالك النجم ومالك وابن عيينة القرينان.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 8- ص: 1