أبو العالية الشامي الحسن بن مالك، أبو العالية الشامي، مولي العميين، وبنو العم قوم من فارس، نزلوا البصرة في بني تميم، أيام عمر بن الخطاب، وأسلموا وغزوا مع المسلمين، فحمدوا بلاءهم، فقالوا لهم: أنتم وإن لم تكونوا من العرب، إخوتنا وأهلنا، وأنتم الأنصار وبنو العم. فلقبوا بذلك.
ونزل أبو العالية البصرة ثم قدم بغداد، فأدب العباس بن المأمون.
وكان أديبا شاعرا راوية من أصحاب الأصمعي. وكان إذا جالس الأصمعي أو غيره، وتكلم معه انتصف منه وزاد عليه.
ومن شعره:
ولو أنني أعطيت من دهري المنى | وما كل من يعطى المنى بمسدد |
لقلت لأيام مضين ألا ارجعي | وقلت لأيام أتين ألا ابعدي |
أذم بغداد والمقام بها | من بعد ما خبرة وتجريب |
ما عند سكانها لمختبط | رفد ولا فرجة لمكروب |
قوم مواعيدهم مطرزة | بزخرف القول والأكاذيب |
خلوا سبيل العلا لغيرهم | ونازعوا في الفسوق والحوب |
يحتاج راجي النوال عندهم | إلى ثلاث من بعد تعذيب |
كنوز قارون أن تكون له | وعمر نوح وصبر أيوب |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0